الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث: القراء
القراء من الصحابة
…
القراء من الصحابة:
منذ نزلت آيات الكتاب الكريم أول ما نزلت في الليلة المباركة التي يفرق فيها كل أمر حكيم تستنبت بذور العقيدة الصحيحة في القلوب المؤمنة، كما تحيي القيم الراشدة في سلوكهم ومجتمعهم كانت تلاوة هذه الآيات هدفًا إسلاميًّا، وعبادة تسمو بصاحبها إلى منزلة الرضوان من رب العالمين.
يقول جل شأنه في أمره الكريم لنبيه المصطفى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ} 1.
فكما أمر النبي عليه الصلاة والسلام بعبادة رب البيت أمر بتلاوة القرآن الكريم لينشر أشعة الهداية تبدد ظلمات القلوب الضالة. فكان النبي صلى الله عليه وسلم بذلك إمام القراء وقدوتهم وتبعه الجماهير من صحابته الكرام والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى
1 سورة النمل: 91، 92.
الله عليه وسلم: "أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن"1.
وعن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني سألت سفيان الثوري عن الرجل يغزو أحب إليك أو يقرئ القرآن؟ فقال: يقرئ القرآن؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"2.
أشهر الحفاظ من الصحابة:
تلقى الصحابة الأبرار القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحروفه المتعددة، منهم من حفظه كله ومنهم من حفظ بعضه، ثم تفرقوا -بحكم الفتوح الإسلامية، ومتطلبات الدعوة- في قبائل الجزيرة، والأمصار الإسلامية فيما بعد.
روى البخاري عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك، من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، قلت: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي.
كما وردت الأحاديث بحفظ كثير من الصحابة للقرآن مثل أبي بكر، وعبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وأبي أيوب الأنصاري3.
وهؤلاء هم أشهر من عرفوا بالإقراء من الصحابة:
1-
عثمان بن عفان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد السابقين، إلى الإسلام وذو النورين، وقد تتلمذ عليه كثيرون، منهم: المغيرة بن أبي شهاب المخزومي المتوفى سنة 91هـ.
1 أخرجه البيهقي في شعب الإيمان.
2 راجع النشر ج1 ص47.
3 لإتقان للسيوطي ج1 ص202.