الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الملك بن مروان.
وأسهم الخليل بن أحمد "175هـ" في هذا المجال، وذلك بالهمز والتشديد والروم والإشمام1.
قال خلف بن هشام البزار: كنت أحضر بين يدي الكسائي، وهو يقرأ على الناس، وينقطون مصاحفهم بقراءته عليهم2.
وسار الناس بدافع الغيرة على نهج هؤلاء الأعلام، وأضافوا إلى رسم المصحف علامات دالة على الأرباع والأحزاب، والأجزاء، وسجدات التلاوة، ووقفات السكت، وعلامات الوقف، وأصبحت المصاحف في عصرنا تذيل باصطلاحات الضبط، وتكتب بألوان متنوعة من الخطوط، وما أصاب النص القرآني أدنى تغيير.
على أن ينبغي أن نضع في الاعتبار أننا مهما طورنا في خط المصحف لتيسير قراءته فإن ذلك لن ينال منه شيئًا وقد قال رب العالمين: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} .
وهذا رأي وسط نراه أمام هذا الخلاف أولى بالقبول.
وأوجزه في نقاط محددة.
1-
على ضوء ما سجلته المراجع التاريخية واللغوية يتبين أن المصحف لم يكتب بخط متميز وإنما كتب بالخط المتعارف عليه في عصر الصحابة، وأنه قد طرأت عليه تغييرات على يد أعلام الأمة وعلمائها الذين أشرنا إليهم، وهذه التغييرات تمت على مراحل مختلفة، وآخرها مصطلحات الوقف، ونحوها3.
1 المحكم ص6، وراجع قصة النقط الشكل في المصحف الشريف د. عبد الحي حسن الفرماوي ص96.
2 المحكم ص6، وراجع قصة النقط الشكل في المصحف الشريف د. عبد الحي حسن الفرماوي ص96.
3 راجع التعريف بالمصحف الشريف، المطبعة الأميرية.
صرور من الاحتجاج للأصول
…
صور من الاحتجاج للأصول:
يقول مكي في التعليل لاجتماع همزتين في كلمة بالتحقيق أو التخفيف:
"حجة من حقق الهمزتين في كلمة، وهي قراءة أهل الكوفة، وابن ذكوان في نحو: {أَأَنْذَرْتَهُم} وشبهه أنه لما رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية، ورآها داخلة على الثانية قبل أن لم تكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين، وحسن ذلك عنده لأنه الأصل، وزاده قوة أن أكثر هذا النوع بعد الهمزة الثانية فيه ساكن، فلو خفف الثانية التي قبل الساكن لقرب ذلك من اجتماع ساكنين لا سيما على مذهب من يبدل الثانية ألفًا فلما خاف اجتماع الساكنين حقق ليسلم من ذلك؛ ولأنه أتى بالكلمة على أصلها محققة".
ويقول: وحجة من خفف الثانية هو ما قدمنا من استثقال الهمزة المفردة، فتكريرها أعظم استثقالًا، وعليه أكثر العرب، وهو مذهب نافع وابن كثير وأبي عمرو وهشام، وأيضًا فإنه لما رأى العرب وكل القراء قد خففوا الثانية إذا كانت ساكنة استثقالًا، كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى؛ لأن المتحرك أقوى من الساكن وأثقل1.
وفي التعليل للروم والإشمام قال:
"أعلم أن الروم والإشمام إنما استعملتها العرب في الوقف لتبيين الحركة، كيف كانت في الوصل وأصل الروم أظهر للحركة من أصل الإشمام؛ لأن الرَّوم يسمع ويرى، والإشمام يرى ولا يسمع، فمن رام الحركة أتى بدليل قوي على أصل حركة الكلمة في الوصل، ومن أشم الحركة أتى بدليل ضعيف على ذلك، والإشمام لا يكون إلا في المرفوع والمضموم"2.
ويقول في التعليل للمد في حروف المد واللين إذا لاصقتها همزة أو ساكن مشدد، أو غير مشدد:
"فإن قيل: في العلة التي أوجبت المد فيما ذكرت؟ فالجواب أن
1 الكشف ج1 ص73.
2 المرجع السابق ص122.
هذه الحروف حروف خفية، والهمزة حرف جلد، بعيد المخرج، صعب في اللفظ، فلما لاصقت حرفًا خفيًّا، خيف عليه أن يزداد بملاصقة الهمزة له خفاء، فبين بالمد ليظهر، وكان بيانه بالمد أولى؛ لأنه يخرج من مخرجه بمد، فبين بما هو منه، وبيان حرفي اللين بمد دون البيان في حروف المد واللين لنقص حرفي اللين بانفتاح ما قبلهما عن حروف المد واللين اللواتي حركة ما قبلهن منهن، فقوين في المد لتمكنهن بكون حركة ما قبلهن منهن وضعف حرف اللين في المد لكون حركة ما قبله ليست منه"1.
ويقول في التعليل للاستعاذة: إن الاستعاذة دعاء إلى الله جل ذكره، واستجارة به من الشيطان وامتثال لما أمر به نبيه محمد عليه السلام؛ إذ قال له في كتابه:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} 2.
1 المرجع السابق ص45 وما بعدها.
2 النحل: 98 والكشف ج1 ص7.