الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما كان لعثمان أن يفتح بابًا تحمس من أول الأمر لإغلاقه، وهو الذي لا يخشى في الله لومة لائم. وإذا كان عثمان رضي الله عنه أجاز القراءة بالحروف التي تخالف مصحفه فلماذا -إذن- يخفي بعض الصحابة مصاحفهم.
إن التناقض في هذا الرأي واضح والحق أحق أن يتبع.
يقول مكي بعد أن نقل قراءة ابن الزبير في سورة الفاتحة "صراط من أنعمت عليهم": وإنما قرئ بهذه الحروف التي تخالف المصحف قبل جمع عثمان رضي الله عنه الناس على المصحف. فبقي ذلك محفوظًا في النقل غير معمول به عند الأكثر لمخالفته للخط المجمع عليه"1 معنى هذا أن المصاحف العثمانية كانت الفصل بين الشاذ وغيره من القراءات.
1 الإبانة ص127.
رواة القراءة الشاذة، والباحثون فيها:
توفر كثير من العلماء على تتبع القراءات الشاذة، ومعرفة وجوهها، وأسانيدها، والتعرف على أسباب شذوذها، وأول من عرف عنه هذا الاتجاه من علمائنا الأعلام -فيما نعلم- هارون بن موسى، أبو عبد الله الأعور، العتكي، البصري، الأزدي، وهو رجل صدوق، له قراءة معروفة تنسب إليه، روى عن عاصم الجحدري، وعبد الله بن كثير، وأبي عمرو بن العلاء وغيرهم. توفي سنة 198هـ1.
ومن العلماء الذين كتبوا في الشواذ.
ابن خالويه في كتابه "المختصر في شواذ القراءات".
1 طبقات القراء ج2 ص348.
وابن جني في كتابه "المحتسب في وجوه شواذ القراءات".
والدمياطي في كتابه: "إتخاف فضلاء البشر".
كما نرى في كتب التفسير روايات كثيرة ومتنوعة للقراءات الشاذة مثل الطبري، والكشاف والبحر المحيط لأبي حيان.
رواة القراءات الأربع بعد العشر.
1-
الحسن البصري، مولى الأنصار أحد كبار التابعين، عرف بالزهد والورع توفي سنة 110هـ.
2-
محمد بن عبد الرحمن، المعروف بابن محيصن، كان شيخًا لأبي عمرو بن العلاء توفي سنة 123هـ.
3-
يحيى بن المبارك اليزيدي النحوي، بغدادي، أخذ عن أبي عمرو، وحمزة، وكان شيخًا للدوري والسوسي، وتوفي سنة 202هـ.
4-
سليمان بن مهران الأسدي بالولاء، والمعروف بالأعمش، وهو من التابعين توفي سنة 148هـ1.
ومن رواة القراءات الشاذة من الصحابة.
1-
عبد الله بن مسعود، الصحابي الجليل، وأحد السابقين للإسلام توفي سنة 32هـ.
2-
مسروق بن الأجدع بن مالك، أبو همام الهمداني الكوفي توفي سنة 62 هـ.
3-
عبد الله بن الزبير بن العوام، القرشي الأسدي توفي سنة 73هـ2.
1 إتحاف فضلاء البشر للدمياطي ص7.
2 ومنهم أبو موسى الأشعري، عبد الله بن قيس، من فضلاء الصحابة، وأحسنهم صوتًا بقراءة القرآن، وأكثرهم فقهًا توفي سنة 52هـ.
ومن التابعين.
1-
نصر بن عاصم الليثي، نحوي، بصري من كبار التابعين، روى عن أبي الأسود الدؤلي وروى عنه عمرو بن العلاء البصري توفي سنة 99هـ.
2-
مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المكي، أحد التابعين والأئمة المفسرين توفي سنة 103هـ.
3-
أبان بن عثمان بن عفان الأموي، أبو عبد الله المدني، أخذ القراءات عن أبيه وعن زيد بن ثابت توفي سنة 105هـ.
4-
الضحاك بن مزاحم، أبو القاسم من خيرة التابعين، رويت عنه حروف كثيرة توفي سنة 105هـ.
5-
محمد بن سيرين، أبو بكر بن أبي عمرة البصري، تابعي، روى عن زيد بن ثابت توفي سنة 110هـ.
6-
قتادة بن دعامة -أبو الخطاب السدوسي، البصري، إمام في القراءة والتفسير توفي سنة 117هـ.
7-
إبراهيم بن أبي عبلة، تابعي أخذ القراءة عن الزهري وأنس بن مالك، توفي سنة 151هـ1.
8-
سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، الكوفي، أخذ القراءة عن حمزة، توفي سنة "161"2.
ومما ينبغي أن نتنبه له أن هؤلاء الكرام من الصحابة والتابعين ممن رووا القراءات الشاذة بعامة، أو الأربع الزائدة على العشر لم تكن روايتهم مقصورة على الشواذ، وإنما رويت عنهم الصحاح كما رويت الشواذ، ومن الأئمة العشرة من رووا الشواذ أيضًا، وهذا يدل على مدى عناية هؤلاء الأعلام بتوافر شروط القراءة الصحيحة.
بقي في بحث القراءات الشاذة مسألتان:
أولاهما: هل تجوز قراءة القرآن بالروايات الشاذة؟
الأخرى: هل يصح الاحتجاج بها في الأحكام الشرعية أو اللغوية؟
1 طبقات القراء ج1 ص19.
2 المحتسب لابن جني ج1 ص 104.