الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الرابع
(إكرام الضيف)
معنى كلمة الضيف
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأن م حمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه وسار على منهجه واتبع طريقه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذا الموضوع بعنوان إكرام الضيف:
الضيف -كما جاء في كتب اللغة- والفرق بينه وبين ابن السبيل
يقول صاحب معجم (مقاييس اللغة): ضيف، الضاد والياء والفاء أصل واحد صحيح، يدل على ميل الشيء إلى الشيء، يقال: أضفت الشيء على الشيء أملته، وضافت الشمس تضيف؛ أي: مالت، وكذلك تضيّفت إذا مالت إلى الغروب، والضيف من هذا، يقال: ضيفت الرجل تعرضت له ليضيفني وأضفته أنزلته عليَّ.
أما السبيل: فالسين والباء واللام أصل واحد يدل على إرسال شيء من علوٍّ إلى سفل وعلى امتداد شيء، ثم يقول: والممتد طولًا السبيل وهو الطريق، سُمي بذلك لامتداده، فابن السبيل إذًا هو ابن الطريق.
أما صاحب (لسان العرب) فيقول: ضيف ضفت الرجل ضيفًا وضيافة وتضيفته: نزلت به ضيفًا وملت إليه، وقيل: نزلت به وصرت له ضيفًا، وضفته وتضيفته: طلبت منه الضيافة، وفي حديث عائشة رضي الله عنها:"ضافها ضيف، فأمرت له بملحفة صفراء"، هو من ضفت الرجل إذا نزلت به في ضيافته، وأضفته وضيفته أنزلته عليك ضيفًا وأملته إليك وقربته، ويقول في السبيل: السبيل الطريق وما وضح منه، يذكر ويؤنث، وابن السبيل ابن الطريق، وتأويله: الذي قطع عليه الطريق، وهو المسافر انقطع به، وهو يريد الرجوع إلى بلده، ولا يجد من يتبلغ به، فله في الصدقات نصيب، وقال
الشافعي: ابن السبيل عندي من أهل الصدقة، وابن السبيل الذي يريد البلد غير بلده لأمر يلزمه، ويعطى قدر ما يبلّغه الذي ينزله في نفقته وحمولته.
أما صاحب (المفردات) الراغب الأصفهاني فيقول: ضيف أصل الضيف الميل يقال: ضفت إلى كذا وأضفت كذا إلى كذا، وضافت الشمس إلى الغروب وتضيفت، وضاف السهم عن الهدف وتضيف، والضيف: من مال إليك نازلًا بك، وصارت الضيافة متعارفة في القرى، وأصل الضيف مصدر، ولذلك استوى فيه الواحد والجمع في عامة كلامهم، وقد يجمع فيقال: أضياف وضيوف وضيفان، قال ضيفي إبراهيم:{وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي} (هود:78){إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي} (الحِجر: 68) ويقال: استضفت فلانًا فأضافني، وقد ضفته فأنا ضائف وضيف، أما السبيل فهو الطريق فيه سهولة، وجمعه سبل، وابن السبيل المسافر البعيد عن منزله، نُسب إلى السبيل لممارسته إياه.
لعلكم لاحظتم أن الضيافة تعني الميل من شخص إلى شخص، فأنت لا تنزل ضيفًا إلا على من تحبه ومن تثق فيه ومن تعلم أنه سوف يرحب بك، وقد يكون هذا الضيف عابرًا لطريق وأن يكون رجلًا مسافرًا متنقلًا من بلد إلى بلد ينزل عند إخوانه وأهل دينه وأحبابه وأصدقائه وغير أصدقائه؛ ليجد عندهم الإكرام والمروءة والنجدة يزودنه بما يحتاج إليه من مال ومن متاع ومن مركب؛ حتى يصل إلى طريقه.
فهذه الكلمات لأهل اللغة تعني أن هناك في المجتمع الإسلامي -بل والمجتمع الإنساني- ما يعرف بالضيافة، وهو أن يأتي شخصًا لينزل عند شخصٍ آخر ليقوم هذا الشخص بإكرامه وإنزاله المنزلة اللائقة به.