الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أصحاب الجنة، وعاقبة فعلهم
وتنتقل القصة لتصوّر مشهدًا آخر في مواجهة تدبير أصحاب الجنة، وما عقدوا عليه العزم، إنه تدبير الله، فتقول:{فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} (القلم: 19، 20) فانظر لجمال العرض في دقة المقابلة بين فعل البشر وفعل رب البشر؛ رب السموات والأرض، فالآيتان تعرضان مشهدًا من مقدّمة ونتيجة في لقطة فنية سريعة، توقظ الأحاسيس والمشاعر، فالفاء في قوله:{فَطَافَ} (القلم: 19) تدلك على أن أمر الله نزل بجنتهم بعد أن عقدوا العزم على فعلتهم على وجه السرعة، والطواف الذي طاف عليها، يعني: الإحاطة من كل جانب، ومعنى هذا أنه لم يترك منها موضعًا.
والتعبير بالربوبية مضافة إلى المخاطب وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو لكل من يصلح له الخطاب، فيه إظهار لهيمنة الله وقدرته على فعل ما يشاء، وفيه لفت للأنظار إلى أنّ هؤلاء لم يفهموا ولم يدركوا أنّ ما آل إليهم من ملكية هذه الجنة، إنما ذلك محض عطاء الله وفضله، وأن ما تجود به من الثمار نعمة من الله تستحق الشكر، ويأتي قوله:{وَهُمْ نَائِمُونَ} (القلم: 19) ليكمل الصورة؛ لتتخيل هؤلاء في غفلتهم، يغُطّون في نومهم، لا يدرون ما دبره الله في جنتهم، كما تدل هذه الصورة على بلادة حسهم، وأنهم لم تتحرك فيهم ذرة من رحمة وعطف على الفقراء، وأنهم لم يتألموا لمنع هؤلاء الفقراء، إنما ذهبوا لبيوتهم فناموا ملء جفونهم؛ كأنهم لم يصنعوا شيئًا.
وقد توعد الله من لم يحض على طعام المسكين بسوء العذاب فقال: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} (الحاقة: 30 - 34) فما بالكم بمن منع المساكين من خيره وبره،
أما النتيجة {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} (القلم: 20) وكلمة الصريم التي رأيناها في قول أصحاب الجنة: {إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} (القلم: 17) وسوف نقرأها في {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ} (القلم: 22).
هذه الكلمة لم تُذْكَر في القرآن إلّا في هذه السورة، وهي تعني كما ذكر الراغب وغيره: انفصال شيء عن شيء، وهنا معناه: أن هذا الطائف الذي طاف عليها أسقط كل ثمارها، فلم يترك منها شيئًا، وقال ابن عباس:{فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} (القلم: 20): "كالرماد الأسود".
يقول الألوسي: "وهو بهذا المعنى لغة خزيمة"، وعن ابن عباس أيضًا:"الصريم رملة باليمن معروفة لا تنبت شيئًا"، وقال منذر والفراء وجماعة:"الصريم: الليل" والمراد أصبحت محترقة تشبه الليل في السواد وهي معانٍ متقاربة.
وتترك القصة أمر الجنة وما صارت إليه من احتراق أشجارها، والقضاء التام على ثمارها؛ لتعود بنا إلى أصحابها الذين استيقظوا في الصباح في الباكر، وما زالوا مصمّمين على تحقيق ما اتفقوا عليه، وتأمل معي تصوير القرآن لهم، وكأنك تراهم صورة ماثلة:{فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ * فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} (القلم: 21 - 25).
فها هم أولاء قد قاموا في الصباح قبل طلوع الشمس، وأخذ كل منهم ينادي أخاه ليوقظه، مما يدل على تحمسهم وإصرارهم على تنفيذ مخططهم، وكل منهم يقول لإخوته: هبوا لنذهب معًا إلى بستاننا، إن كنتم تريدون قطع ثماره قبل مجيء المساكين، كما جرت بذلك عادتهم، وبسرعة تجمعوا وانطلقوا وهم يتخافتون، أي: يتحدثون بصوت منخفض، يتواصون فيما بينهم، ويؤكدون ذلك قائلين:{أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ} وساروا مسرعين إلى بستانهم يملؤهم الغضب، ويعتقدون أنهم على منْعِ المساكين قادرون، فقد مات أبوهم الذي كان في نظرهم يسيء إليهم؛ حيث يعطي
المساكين ما يعطي، بل كان الرجل يخبر المساكين بموعد جنيه لثمار جنته حتى يحضروا لينالوا من خيره وبره، أمّا الآن فهذه الحديقة ملك خاصٌّ لهم، فهم لذلك يستطيعون أن ينفِّذوا فيها ما يحبون، وكلمة الحرد في قوله:{وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} (القلم: 25) لم تذكر في كتاب الله إلّا في هذه الآية، وكأن اختيار هذه الكلمات الفريدة في القرآن، لمناسبة أن هذه القصة أيضًا فريدة لم تذكر في القرآن إلّا في هذه السورة، سورة "القلم".
فماذا كان من أمرهم حين وصلوا مصبحين إلى جنتهم، هنا يأتي مشهد آخر ترسمه كلمات الآيات فتقول:{فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ * عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ} (القلم: 26 - 32).
وبين هذا المشهد وسابقه ترى مسافة يملؤها الفكر؛ ليقول: بأن هؤلاء الأبناء بعد أن قام كل منهم مبكِّرًا ينادي إخوته ليخرجوا جميعًا مبكرين، ثم انطلقوا بجمعهم يتكلمون بصوتٍ خفيض حتى لا يلفتوا إليهم الأنظار، ويؤكدون ما بيتوه ليلًا من حرمان المساكين، وأنهم صاروا يظنون -لجهلهم- أنهم قادرون على الاستحواذ على ثمار جنتهم، والانفراد بها وحدهم، دون أن يعطوا منها فقيرًا شيئًا، فساروا حتى وصلوا إلى حديقتهم؛ فماذا كان؟.
القرآن يعبِّر عن ذلك بهذه الكلمات، التي تحمل الأسى والحزن، وتصوّر الدهشة التي اعترت هؤلاء الأبناء، فهي تذكر أنّهم بمجرّد أن وصلوا ورأوها أنكروا أنفسهم، ومن شدة المفاجأة قالوا:{إِنَّا لَضَالُّونَ} (القلم: 26) أي: إنا سلكنا طريقًا آخر أدّى بنا إلى بستان آخر محترق ليس به ثمر، وبستاننا كان وارف الظلال مثقلًا بالثمار، ثم أفاقوا من دهشتهم، وتيقنوا أن هذه جنتهم فقالوا:{بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} (القلم: 27) أي: إنّ الله حرمنا من ثمار جنتنا، بل حرمنا من بقاء أشجارها لأنا
عقدنا النية على حرمان المساكين.
وكم في كلمة الحرمان من تعبير عن الأسى والحزن والألم، وكأنها تصورهم والكآبة قد علت وجوههم، والألم يعتصر قلوبهم، وفي هذا المشهد ترى واحدًا منهم يقف يلومهم أن لم يستجيبوا لنصحه، وهو أخ لهم كما قال ربنا: أوسطهم، أي أرجحهم عقلًا وأصوبهم رأيًا، أو أوسطهم سنًّا، قال لهم:{أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ} (القلم: 28) فهو يذكرهم بنصيحته لهم حين كانوا مجتمعين للتشاور في كيفية الحصول على ما في جنتهم كاملًا، دون أن يعطوا الفقراء منها شيئًا، ولم يقولوا إن شاء الله، ظنًّا منهم أنهم بتدبيرهم سوف يحققون مطلبهم، وأنه لا مجال لمشيئة الله في ذلك، أو يذكرهم هذا الأخ بما طلبه منهم من التوبة والرجوع عن هذه الخطة الفاسدة، فلم يستجيبوا لنصحه، فاعترفوا بذنبهم قائلين:{سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} (القلم: 29).
والقرآن يذكر أنّ البلاء قد وقع بهم جميعًا؛ لأن هذا الأخ مع نصيحته لهم لم يتركهم يذهبون ولم يتخل عنهم ولم يتخلف، إنما سار معهم حيث ساروا، فوقع البلاء بهم جميعًا، مما يدعونا إلى أن نوجّه النصح لمن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، أن يحذروا من موافقة أهل المعاصي والظالمين والطاغين.
والقرآن يصور حالهم، حال الندم بعد فوات الأوان، وكيف أنّهم أقبل بعضهم على بعض يتلاومون، كل منهم يلوم الآخر، ويدّعي أنه السبب فيما كان منهم وما وقع بهم، ثم اعترفوا بطغيانهم كما اعترفوا بظلمهم:{قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ} (القلم: 31) وكم في قولهم: {يَا وَيْلَنَا} من تحسر وندم، ودعوا الله أن يبدلهم خيرًا من جنتهم؛ لأنهم تابوا إليه ورغبوا في ثوابه وفضله، وقد قَبِلَ الله توبتهم، وأبدلهم خيرًا منها، وروي أنهم تعاقدوا وقالوا: إن أبدلنا الله خيرًا منها لنصنعنَّ كما صنع أبونا، فدعوا الله عز وجل وتضرعوا إليه سبحانه، فأبدلهم الله تعالى من ليلتهم ما هو خير منها.
وختامًا لهذه القصة يقول ربنا: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (القلم: 33) وفي ذلك العبرة والعظة، فهكذا يكون عذاب الله لمن عصاه، ولمن منع حق الفقراء والمساكين، ويبقى له في الآخرة العذاب الأكبر لو كانوا يعلمون.
يقول الإمام الفخر الرازي: "واعلم أنّ مقصود هذه القصة أمران:
أحدهما: أنه تعالى قال: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} (القلم: 14، 15) والمعنى لأجل أن أعطيناه المال والبنين كفر بالله، كلا، بل إن الله أعطاه ذلك للابتلاء، فإذا صرفه إلى الكفر دمّر الله عليه، بدليل أصحاب الجنة؛ لمّا أتوا بهذا القدر اليسير من المعصية دمّر الله على جنتهم، فكيف يكون الحال في حقِّ من عاند الرسول، وأصر على الكفر والمعصية.
والثاني: أنّ أصحاب الجنة خرجوا لينتفعوا بالجنة ويمنعوا الفقراء عنها، فقلب الله عليهم القضية، فكذا أهل مكة؛ لمّا خرجوا إلى بدر حلفوا على أن يقتلوا محمدًا وأصحابه، وإذا رجعوا إلى مكة طافوا بالكعبة وشربوا الخمور، فأخلف الله ظنّهم، فقتلوا وأسروا كأهل الجنة".
إذا ما قرأنا في كتاب الله هذه القصة؛ قصة أصحاب الجنة، لا بُدّ أن نقول للآخرين: اعتبروا أيها الناس بما آل إليه حال أصحاب الجنة، ولا تحرموا الفقراء والمساكين، فلهم في أموالكم حق معلوم، كما يجب أن ننبِّه إلى قيمة العلم والعلماء في بناء الأمم، وأنّ هذا الدين قد بدأ رحلته لبناء الأمة المتعلمة، التي تزخر بالعلم والعلماء من أول لحظة نزل فيها القرآن، كما رأينا في مطلع سورة "العلق" في قوله تعالى:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} (العلق: 1، 2) وكما رأينا في هذه السورة المباركة؛ حيث أقسم الله في مطلعها بالقلم وما يسطرون.
نعود لنبني أمتنا على العلم النافع المرتبط بالإيمان الصحيح، وبالأخلاق الكريمة، التي تسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذراها، وسعد بشهادة الحق في قوله -عز من قائل-:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4).
وعلينا أيضًا أن ننظر في الآيات التالية لهذه القصة، فهي ترتبط بهذه القصة ارتباطًا وثيقًا، وتؤكد ما جاء فيها من المعاني، ذلكم أنها تُعلي من قدر أهل التقوى، وتبين بأنَّ المتقين لهم عند ربهم جنات النعيم، وتقارن بين المسلمين والكافرين، الذين سمّتهم الآيات بالمجرمين، فتقول:{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} (القلم: 35)، وتناقشهم فيما هم فيه من أباطيل، وتعيب عليهم أنهم لم يستعملوا عقولهم، ولم يلتفتوا إلى آيات الله؛ فتقول:{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ * إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ * أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} (القلم: 36 - 41) وتهددهم بالعاقبة الوخيمة، وأنهم حين أنعم الله عليهم بما أنعم، فكذبوا بالله ورسوله، وكذبوا بهذا القرآن، وأن هذا لا بُدّ أن يكون معلومًا لديهم بأنه استدراج من الله لهم، يقول تعالى:{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ * سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} (القلم: 44، 45)
كما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يصبر على أذى هؤلاء، فإن العاقبة العظيمة له، كما قال ربنا:{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} (القلم: 48) يونس عليه السلام {إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} (القلم: 48) فاستجاب الله له، وتداركه برحمته، ونُبِذَ بالعراء وهو مذموم، {فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} (القلم: 50).
ثم تبيّن السورة في نهايتها بأنّ هذا الذي يراه من أقوال هؤلاء المكذبين المعاندين، إنما هذا من باب الحسد، فتقول:{وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} (القلم: 51){وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} (القلم: 52)، هذه رسالة عالمية لبني الإنسان، وعلى قدر اتساع هذه الرسالة وعظمها يكون صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشقاتها.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.