الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالصحة قبل البخاري وفي زمانه، ويجرده للحديث المرفوع المسند وما فيه من الآثار وغيرها، إنما جاء تبعاً لا أصالة ولهذا سمي كتابه الجامع الصحيح المسند ".
فحركة التأليف والتصنيف في السنة في القرنين الثاني والثالث كانت جد نشيطة، وقد أثمرت هذه الحركة العشرات بل المئات من كتب السنة، وهذه الكتب على كثرتها يمكن حصرها في المجموعات التالية:
كتب السنن، والمصنفات، والجوامع، والمسانيد، وكتب التفسير، وكتب المغازي والسير، والأجزاء المفردة في أبواب مخصوصة، وفيما يلي تعريف موجز بأهم هذه المصنفات ومناهجها ومادتها لنقف على مدى استفادة الإمام البخاري من هذه الكتب في صحيحه.
أ - كتب السنن:
وهي الكتب المرتبة على الأبواب الفقهية من الإيمان والطهارة والصلاة والزكاة إلى آخرها وليس فيها شيء من الموقوف لأن الموقوف لا يسمى في اصطلاحهم سنة ويسمى حديثاً (1)، وهذا تعريف بأهم وأشهر كتب السنن إلى عصر البخاري:
1) سنن أبي الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الرومي (ت 151)(2) ذكرها الكتاني في الرسالة المستطرفة، ولا تفيدنا المصادر عنها شيء.
(1) محمد بن جعفر الكتاني: الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة، مكتبة الكليات الأزهرية، ص 25. قلت: هذا الذي ذكره العلامة الكتاني يخالف الواقع. وكتب السنن تشمل كثيراً من الموقوفات والمقطوعات تذكر على سبيل التبع، لا أصالة ولا رواية، وعددها قليل مقارنة بالمصنفات والموطآت.
(2)
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم أبو الوليد المكي، أحد الأئمة الأعلام، له كتاب السنن ذكره ابن النديم في الفهرست: ص 330، الكتاني في الرسالة المستطرفة ص 26. ترجمته في تاريخ بغداد: ج106 ص 40، تذكرة الحفاظ: ج1 ص 169، تهذيب التهذيب ج6 ص 402، والتقريب: ص 362 تحقيق محمد عوامة.
2) سنن سعيد بن منصور (ت 227هـ)(1) .
طبعت بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، ولكن النسخة غير كاملة، والمقدار الموجود منها يشتمل على (2978) حديثاً تبدأ بكتاب الفرائض ثم النكاح وما يتعلق به، ثم الطلاق ثم الجهاد، طبعت في مجلدين.
3) سنن محمد بن الصباح (ت 227هـ)(2) ذكرها الكتاني في الرسالة المستطرفة (3) ولا تفيدنا المصادر عنها بشيء.
4) سنن الدارمي (ت 255هـ)(4) أسانيده عالية، وثلاثياته أكثر من ثلاثيات البخاري. وهو من شيوخ البخاري، وقد روى عنه في غير الجامع، ومنهم من يطلق عليها المسند لكون أحاديثها مسندة مطبوع عدة طبعات في مجلدين، وكان الحافظ العلائي يقول:(ينبغي أن يكون كتاب الدارمي سادساً للخمسة بدلاً من سنن ابن ماجة، فإنه قليل الرجال الضعفاء، نادر الأحاديث المنكرة الشاذة، وإن كانت فيه أحاديث مرسلة وموقوفة فهو مع ذلك أولى منه)(5) .
(1) هو سعيد بن منصور بن شعبة، أبو عثمان الخرساني. نزيل مكة، ثقة مصنف، وكان لا يرجع عما في كتابه لشدة وثوقه به، مات سنة سبع وعشرين ومائتين وقيل بعدها وروى عنه الجماعة، التقريب ص 241. وانظر ترجمته في: التاريخ الكبير ج2 ص 472، والصغير ص 240 وطبقات ابن سعد ج6 ص 367، الجرح والتعديل: ج2 ص 68، تذكرة الحفاظ: ج2 ص5، والتهذيب: ج4 ص 89 - 90.
(2)
هو محمد بن الصباح البزار الدولابي، أبو جعفر البغدادي، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة سبع وعشرين ومائتين، وكان مولده سنة خمسين ومائة. روى له الجماعة التقريب ص 484.
(3)
الرسالة المستطرفة ص 28.
(4)
هو الحافظ أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل التيمي السمرقندي. الدارمي نسبة إلى دارم بن مالك بطن كبير بن تميم. توفي يوم التروية ودفن يوم عرفة سنة خمس وخمسين ومائتين ومولده سنة 181هـ. ترجمته في: تاريخ بغداد: ج10 ص 29، تذكرة الحفاظ: ج2 ص 534.
(5)
انظر فتح المغيث للسخاوي: ج1 ص 100.