الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشاذلية فى سورية حتى يومنا هذا يختمون "حالة الانجذاب"، التى تتملكهم فى أذكارهم بإنشاد:"ألف قبل لامين، وهاء قرة العين"(وقد شرحها ابن عجيبة). وقد نظم الششترى أيضًا بعض القصائد على نهج الشعراء القدماء، وأشهر هذه القصائد العيسوية التى شرحها النابلسى.
المصادر:
(1)
الغبرينى: عنوان الدراية، مخطوط، باريس 2155، الورقة 72 (ب) - 74 (أ).
(2)
ابن الخطيب: الإحاطة، مخطوط، باريس 3347، الورقة 208 (أ) - 312 (أ)
(3)
ابن عباد الرندى: الرسائل الكبرى، مطبوعة على الحجر، فاس 1320، ص 198
(4)
المقرى: Analecta طبعة دوزى، 1855 - 1860، جـ 1، ص 583 - 584
(5)
G.A.L: Broekelmann، جـ 1، ص 274.
صبحى [ماسينيون L. Massignon]
شطرنج
كان الشطرنج معروفا عند قدماء اليونان، وهم ينسبون اختراعه إلى يالاميدس، ومن هناك جاء إلى أمم مختلفة. ويقال إن المسلمين أخذوه عن الهنود، لكن الأخبار المتعلقة بذلك أسطورية. والأغلب أنه جاء إليهم من بلاد فارس القديمة.
وفى العصور الوسطى فى الشرق كان هناك كثير من ألعاب الرقعة خصوصا النرد والشطرنج وقد تغيرت أحجار اللعب وقواعده. ويبدو أن كلمتى شطرنج ونرد من أصل هندى (من السنسكريتية). وقد أراد البعض أن يشتق أصل كلمة شطرنج من اللغة الفارسية: ياشاه، وهو النداء الذى يهدد به الملك، لكن هذا الاشتقاق لا يلقى كثيرًا من الاستحسان.
وللأساطير المتعلقة بأصل الشطرنج مسحة فيثاغورية، ويحكى المسعودى أن ملوكا حكماء من ملوك الهند اخترعوا الصناعات ووضعوا أصول العلوم، وكان أولهم البرهَمَن؛ وثانيهم
الباهبود، وفى أيامه اخترع النرد، وثالثهم دبشليم الذى يقترن شخصه بكتاب كليلة ودمنة (1)، ورابعهم بلهيت الذى يحكى أن الشطرنج اخترع فى أيامه وأنه رتب للعبه كتابا لأهل الهند يسمى "طرق جنكا" يتداولونه فيما بينهم، وجعل أحجار الشطرنج على صورة الآدميين وغيرهم من الحيوان وجعلهم درجات ومراتب يظن أنها تمثل صور البروج. وفى أيام المسعود (القرن الرابع الهجرى = العاشر الميلادى) لم يكن للعب الشطرنج صورة ثابتة، فهو يعرف للعب الشطرنج لست صور رئيسية: فهناك الآلتان المربعتان، إحداهما ثمانية أبيات فى مثلها، والثانية عشرة أبيات فى مثلها. وهناك الآلة المستطيلة وأبياتها أربعة فى ستة عشر؛ وهناك آلتان مدورتان: إحداهما تنسب إلى الروم، والثانية هى الآلة النجومية التى تسمى الفلكية. والآلة السادسة، وقد استحدثت فى زمان هذا المؤلف، تسمى الجوارحية، وهى سبعة أبيات فى ثمانية، وأمثلتها اثنا عشر فى كل جهة منها ستة، وكل واحد من الستة يسمى باسم جارحة من جوارح الإنسان. وفى ذلك العصر كان هناك كتب مؤلفة فى الشطرنج وكان هناك لاعبون مشهورون بلعبه.
وقد عرف البيرونى أيضا صورًا شتى لهذه اللعبة، والصورة التى يصفها باعتبارها الأكثر تداولا هى لعبة حظ بالمعنى الحقيقى، وهى تلعب بفصين، والفصان هما اللذان يحكمان حركات الأحجار لا مهارة اللاعب، فكل من الواحد والخمسة يحرك الشاه أو البيدق، والاثنان تحرك الرخ، والثلاثة تحرك الفرس الذى حركته هى حركته فى أيامنا؛ وكل من الستة والأربعة يحرك الفيل وحركته مستقيمة، وقد أحل العرب محله الطابية. وللقطع قيم تؤخذ الحصص بحسبها، وجملة القيم تقرر اللعبة.
وقد كتب الفردوسى صحائف طريفة عن الشطرنج وقص أخبار لعبه شعرًا.
وهو يضع الملك فى الوسط ومعه وزيره الذى يقوم مقام الـ Dame عندنا،
(1) يقول المسعودى إنه هو الواضع لكتاب كليلة ودمنة.