الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشاوى
(نسبة إلى شاوية أبو العباس أحمد محمد: من أشهر أولياء (سادة) فاس، توفى بها فى يوم الاثنين السادس والعشرين من المحرم عام 1014 (الموافق 23 يونية عام 1605) ودفن بالزاوية التى لا تزال تحمل اسمه فى حى السياج. وقد ذكر كتّاب سير الأولياء المراكشيين كثيرا من أخباره. وجمع أبو محمد عبد السلام القادرى المشهور (1058 - 1110 هـ = 1648 - 1698 م) مجموعة من مناقبه بعنوان "معتمد الراوى فى مناقب ولى اللَّه سيدى أحمد الشاوى".
المصادر:
(1)
الإفرانى: صفوة من انتشر، طبعة حجرية بفاس ص 36.
(2)
القادرى: نشر المثانى، طبعة حجرية بفاس عام 1310 هـ، جـ 1، ص 96.
(3)
الكتانى: سلوة الأنفاس، طبعة حجرية بفاس عام 1316 هـ، جـ 1، ص 274
(4)
Une ville de L'islam: Fes Gaillard باريس 1905، ص 128
(5)
Recherches. bibliographiques: Rene Basset ص 27، رقم 71.
(6)
Les Historiens des Chorfa: E.Uvi Provencal باريس 1902، ص 278.
الشنتناوى [ليفى بروفنسال E. Levi-provencal]
الشبلى
أبو بكر دُلف بن جَحْدَر: صوفى سنى، ولد عام 247 هـ (861 م) ببغداد من أسرة أصلها من بلاد ما وراء النهر، توفى ببغداد أيضا عام 334 هـ (945 م) وكان فى أول أمره عاملا (وواليا على دوماند) فلما بلغ الأربعين انصرف إلى الزهد متأثرا بخير النساج صاحب الجنيد. وقد جاء الشبلى جماعة الصوفية فى بغداد بحماسة يشوبها فى بعض الأحيان استخفاف بما يجرى عليه الناس. أجل حماسة الرجل الهاوى لا الرجل المتمرس، الجرئ فى الأقوال أكثر من
جرءته فى الأفعال (1). وقد روعته النهاية المحزنة التى انتهت إليها محاكمة صديقه الحلاج فأنكر أمره أمام الوزير، ويقال إنه عابه من تحت الخشبة التى صلب عليها. ثم سار الشبلى فى ظاهر حياته سيرة غريبة الأطوار من حيث الأقوال والأفعال، ويجوز أن يكون ذلك عن قصد وحيلة (بسبب وخز الضمير أو رغبة فى تفادى اضطهاد متوقع) ويجوز أن يكون عن غير وعى (بسبب زهد جاوز الحد) مما أدى إلى اعتقاله حينا فى مستشفى المجانين ببغداد. وكان هناك يحب الكلام فى التصوف أمام زوار من كبار الناس.
ولم يخلف الشبلى مؤلفات، لكن أقواله أو "إشاراته" موجودة بين المجموعات المأثورة الحاوية للشطحات كما توجد أيضا حكاية أطواره الغريبة وضروب أفعاله المضحكة أو المضرة بالصحة التى كان يريد بها قدع النفس وتحطيم كبريائها مكل الاكتحال بالملح لكى يعتاد السهر ولا يأخذه النوم.
والشأن الذى ينسب للشبلى فى الحكايات التى نسجت حول الحلاج مهم جدا، فالظاهر أنه كان يعظم الحلاج فى السر بعد أن أنكر عليه ذلك فى العلن.
أما آراؤه فهى من حيث العقيدة آراء الجنيد، وكان فى الفقه على مذهب مالك، ولذلك لم يتعرض لأذى أثناء حياته، وهو بعد مماته قد عد من أهل السنة، والجماعة عند الفقهاء الذين كانوا فى العادة شديدى العداوة للتصوف. والشبلى من حيث مكانه فى السلسلة القديمة لسالكى الطريق هو حلقة الوصل بين الجنيد والنصر آباذى (2) وقد كان النصر آباذى فى الحقيقة تلميذا له.
(1) هذا ما يقوله كاتب وهو غير كاف حتى فى لغته الأصلية لبيان ما اختص به الشبلى. فنحن لو نظرنا مثلا فيما ذكر. السراج فى كتاب اللمع بن أحوال الشبلى لرأينا فى الكلمات التى صدرت عنه تدل على أنه أحيانا يعبر عما يغلب على قلبه من "تجريد التوحيد وحقيقة التفريد"(اللمع ص 396، 397، 398) ولوجدنا أن من الأطوار الغريبة التى يشير إليها كاتب المقال ما يدل على احتقار للأشياء التى تشغل الناس وتستولى على اهتمامهم أو على احتقار المال وانفاقه ثقة بما عند اللَّه؛ فمن ذلك أنه أخذ قطعة عنبر ووضعها على النار وصار يبخر بها تحت ذنب حمار، وأنه باع عقارًا له بمال كثير فلم يقم من موضعه حتى كان قد نثره وفرقه على الناس مع أنه كان له عيال ولم يعطهم من ذلك شيئا. وللشبلى إشارات لطيفة (اللمع ص 404 - 405) -إن هذا كله يعطى فكرة أوضح مما فى عبارة كاتب المقال. المترجم
(2)
أبو القاسم إبراهيم بن محمد النصر آباذى المتوفى سنة 396 هـ. المترجم