الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واحد رائحة اللّحم داسته برجلها أو بيدها فقتلته، حتّى قتلتهم كلّهم، ثمّ أقبلت الىّ، فلم تزل تشمّنى فلم تجد منّى رائحة اللحم، فأدارت مؤخّرها وأومأت إلىّ بخرطومها أن اركب؛ فلم أقف على ما أومأت به، فرفعت ذنبها ورجلها، فعلمت أنّها تريد منّى ركوبها، فركبتها واستويت عليها، وأومأت إلىّ أن استو، فاستويت على شىء وطىء، فسارت سيرا عنيفا إلى أن جاءت بى فى ليلتى الى موضع زرع وسواد، فأومأت الىّ أن انزل، وبركت برجلها حتّى نزلت عنها، فسارت سيرا أشدّ من سيرها بى، فلمّا أصبحت رأيت زرعا وسوادا «1» وناسا، فحملونى إلى ملكهم، وسألنى ترجمانه، فأخبرته بالقصّة وبما جرى على القوم، فقال لى: أتدرى كم المسير الذى سارت بك اللّيلة؟
فقلت: لا، فقال: مسيرة ثمانية أيّام سارت بك فى ليلة، فلبثت عندهم إلى أن حملت ورجعت؛ والله أعلم بالصواب.
ذكر شىء مما وصف به الفيل نظما
من ذلك ما قاله الأرّجانىّ من أبيات وصف فيها مجلس ممدوحه، فقال:
والفيل فى ذيل السّماط «2» له
…
زجل «3» يهال له الفتى ذعرا
فى موقف الحجّاب يؤمر أو
…
ينهى فيمضى النهى والأمرا
أذنان كالتّرسين تحتهما
…
نابان كالرّمحين إن كرّا
يعلو له فيّاله ظهرا «4»
…
فيظلّ مثل من اعتلى قصرا
وقال عبد الكريم النّهشلىّ يصفه:
وأضخم هندىّ النّجار تعدّه
…
ملوك بنى ساسان إن نابها دهر
يجىء كطود جائل فوق أربع
…
مضبّرة «1» لمّت كما لمّت الصّخر
له فخذان كالكثيبين لبّدا
…
وصدر كما أوفى من الهضبة الصدر
ووجه به أنف كراووق «2» خمرة
…
ينال به ما تدرك الأنمل العشر
وجبّان «3» لا يروى القليب صداهما
…
ولو أنّه بالقاع منهرت «4» حفر «5»
وأذن كنصف البرد تسمعه النّدا
…
خفيّا وطرف ينفض العيب مزورّ
ونابان شقّا لا يريد سواهما
…
قناتين سمراوين طعنهما بتر
له لون ما بين الصباح وليله
…
إذا نطق العصفور أو صوّت الصقر
وقال ابن طباطبا:
أعجب بفيل آنس وحشىّ
…
بهيمة فى فطنة الإنسىّ
يفهم عن سائسه «6» الهندىّ
…
غيب معانى رمزه الخفىّ
مثل السدى «7» الموثّق المبنىّ
…
منزّه فى خلقه السّوىّ
عن لين مشى ركب المطىّ
…
ذى ذنب مطوّل ثورىّ
فى مثل ردف الجمل البختىّ «1»
…
منخفض الصوت طويل العىّ
يطوف كالمزدجر المنهىّ
…
يرنو بطرف منه شادنىّ «2»
فى قبح وجه منه خنزيرىّ
…
خرطومه كجعبة التّركىّ
حكى فما من سمك بحرىّ
…
تبصره فى فيه ذا هوىّ
كالدّلو إذ تهوى إلى القرىّ «3»
…
يصبّ فى مصهرج مطوىّ
ناباه فى هولهما المخشىّ
…
كمثل قرنى ناطح طورىّ «4»
أذناه فى صبغهما الفضّىّ
…
كطيلسانى ولدى ذمّىّ
ساسه عليه ذو رقىّ
…
منتصب منه على كرسىّ
يطيعه فى أمره المأبىّ
…
كطاعة القرقور «5» للنّوتىّ «6»
وقال آخر منشدا:
من يركب الفيل فهذا الفيل
…
إنّ الذى يحمله «7» محمول
على تهاويل لها تهويل
…
كالطّود إلّا أنّه يجول
وقال ابن الرومىّ:
يقلّب جثمانا عظيما موثّقا
…
يهدّ بركنيه الجبال إذا زحم
ويسطو بخرطوم يطاوع أمره
…
ومشتبهات «1» ما أصاب بها غنم «2»
ولست ترى بأسا يقوم لبأسه
…
إذا أعمل النابين فى البأس أو صدم
وقال هارون بن موسى مولى الأزد يصفه ويذكر خوفه من الهرّ:
أليس عجيبا بأن خلقة «3»
…
لها فطن الإنس فى جرم فيل
وأظرف من مشيه زوله «4»
…
بحلم يجلّ عن الخنشليل «5»
وأوقص «6» مختلف خلقه
…
طويل النّيوب قصير النّصيل «7»
ويلقى العدوّ بناب عظيم
…
وجوف رحيب وصوت ضئيل
وأشبه شىء إذا قسته
…
بخنزير برّ وجاموس غيل
ينازعه كلّ ذى أربع
…
فما فى الأنام له من عديل
ويعصف «1» بالببر بعد النّمور «2»
…
كما تعصف «3» الريح بالعندبيل «4»
وشخص ترى يده أنفه
…
فإن وصفوه «5» فسيف صقيل
وأقبل كالطّود هادى الخميس
…
بهول شديد أمام الرّعيل
ومرّ يسيل «6» كسيل الأتىّ
…
بوطء خفيف وجسم ثقيل
فإن شمته زاد فى هوله
…
بشاعة أذنين فى رأس غول
وقد كنت أعددت هرّا له «7»
…
قليل التّهيّب «8» للزّندبيل «9»
فلمّا أحسّ به فى العجاج
…
أتانا الإله بفتح جليل
فسبحان خالقه وحده
…
إله الأنام وربّ الفيول
وقال أبو الحسن الجوهرىّ يصف الفيل من قصيدته التى أوّلها:
قل للوزير «10» وقد تبدّى
…
يستعرض الكرم المعدّا
أفنيت أسباب العلا
…
حتّى أبت أن تستجدّا
لو مسّ راحتك السحا
…
ب لأمطرت كرما ومجدا
لم ترض بالخيل التى
…
شدّت إلى العلياء شدّا
وصرائم الرأى التى
…
كانت على الأعداء جندا
حتّى دعوت إلى العدى «1»
…
ما لا يلام إذا تعدّى
متقمّصا تيه العلو
…
ج وفطنة أعيت معدّا
متعسّفا طرق العوا «2»
…
لى حين لا يستاق «3» قصدا
فيلا كرضوى «4» حين يل
…
بس من رقاق الغيم بردا
مثل الغمامة ملّئت
…
أكنافها برقا ورعدا
رأس «5» كقلّة شاهق
…
كسيت من الخيلاء جلدا
فتراه من فرط الدّلا
…
ل مصعّرا فى الناس خدّا
يزهى «6» بخرطوم كمث
…
ل الصّولجان يردّ ردّا
متمدّد كالأفعوا
…
ن تمدّه الرّمضاء مدّا
أو كمّ راقصة تشي
…
ر به إلى النّدمان «7» وجدا
أو كالمصلّب شدّ جن
…
باه إلى جذعين شدّا
وكأنّه بوق يحرّ
…
كه لينفخ فيه جدّا
يسطو بساريتى لجي
…
ن يحطمان الصّخر هدّا
أذناه مروحتان أس
…
ندتا الى الفودين عقدا
عيناه غائرتان ضيّ
…
قتا لجمع الضوء عمدا
فكّ كفوّهة الخلي
…
ج يلوك طول الدهر حقدا
تلقاه من بعد فتح
…
سبه غماما قد تبدّى
متنا «1» كبنيان الخور «2»
…
نق ما يلاقى الدّهر كدّا
ردفا كدكّة عنبر
…
متمايل الأوراك نهدا
ذنبا كمثل السوط يض
…
رب حوله ساقا وزندا
يخطو على أمثال أع
…
مدة الخباء إذا تصدّى
أو مثل أميال «3» نضد
…
ن من الصخور الصّمّ نضدا
متورّد «4» حوض المنيّ
…
ة حين لا يشتاق وردا
متملّق «5» فكأنّه
…
متطلّب ما لن يودّا «6»