الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ - أَوْ سَاقَاهُ - فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» .
(إن): بالكسر مخففة من الثقيلة.
(ترم): بفتح التاء، وكسر الراء، وتخفيف الميم، مضارع من "الورم".
(فيقال له) أي: تتكلف هذا، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، كما في رواية أخرى، وقائل ذلك: عائشة.
(أفلا): الفاء للسببية عن محذوف، أي: أأترك تهجدي فلا أكون، والمعنى: أن المغفرة سبب لكون التهجد شكرًا، فكيف أتركه.
7 - بَابُ مَنْ نَامَ عِنْدَ السَّحَرِ
1131 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رضي الله عنهما، أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: «أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السلام، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا» .
(أحب الصلاة
…
) إلى آخره، إنما صارت هذه الطريقة أحب لما فيها من الرفق بالنفس التي يخشى منها السآمة، حيث نام أول الليل فأخذ حظه من النوم، ثم قام في الوقت الذي ينادي الله فيه:"هل من سائل فأعطيه"، ثم نام آخر الليل فاستدرك به راحة البدن من نصب القيام، لأن النوم بعد القيام يريح البدن، ويذهب ضرر السهر وذبول الجسم بخلاف السهر إلى الصباح، وفيه أيضًا من المصلحة استقبال صلاة الصبح وأذكار النهار بنشاط
وإقبال، وهو أقرب إلى عدم الرياء لأنه يصبح ظاهر اللون سليم القوى، فهو أقرب إلى أن يخفي عليه الماضي على من يراه.
1132 -
حَدَّثَنِي عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَشْعَثَ، سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مَسْرُوقًا، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَيُّ العَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ:«الدَّائِمُ» ، قُلْتُ: مَتَى كَانَ يَقُومُ؟ قَالَتْ: «كَانَ يَقُومُ إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ» .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَشْعَثِ، قَالَ:«إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ قَامَ فَصَلَّى» .
(الدائم): المراد به: المواظبة العرفية، وهو القيام كل ليلة في ذلك الوقت لا الدوام المطلق.
(الصارخ): الديك، قال ابن ناصر:"وجرت العادة بأن الديك يصيح عند نصف الليل غالبًا".
(حدثنا محمد)، زاد أبو ذر:"ابن سلام".
1133 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ذَكَرَ أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ:«مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا» تَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
(ألفاه): بالفاء، أي: وجده.
(والسحر): فاعله.
(إلا نائمًا) المراد: نومه بعد القيام الذي صلاه عند سماع الصارخ.
وقال ابن التين: "المراد به الاضطجاع على جنبه لقولها في الحديث الآخر: فإن كنت يقظانة حدثني وإلا اضطجع".