الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتبسم صلى الله عليه وسلم فقال: ادخلوها من حيث قال حسان".
فائدة: قال العذري: "بمكة موضع ثالث يقال له "كُدَي" بالضم والتصغير، يخرج منه إلى جهة اليمن".
42 - بَابُ فَضْلِ مَكَّةَ وَبُنْيَانِهَا
1582 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قَالَ: لَمَّا بُنِيَتِ الكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَبَّاسٌ يَنْقُلَانِ الحِجَارَةَ، فَقَالَ العَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ، فَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ، وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ:«أَرِنِي إِزَارِي» فَشَدَّهُ عَلَيْهِ.
(فطمحت): بفتح الفاء والميم، أي: ارتفعت، بأن صار ينظر إلى فوق.
(أرني): أعطني بكسر الراء وسكونها.
(فشده عليه)، زاد ابن إسحاق:"فما رئي بعد ذلك عريانا".
1583 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنهم، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: «أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ لَمَّا بَنَوْا الكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟» ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ:«لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالكُفْرِ لَفَعَلْتُ» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه: لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَا أُرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الحِجْرَ، إِلَّا أَنَّ البَيْتَ لَمْ يُتَمَّمْ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ.
(أخبر عبد الله بن عمر): بالنصب مفعول.
(حدثان): بكسر المهملة وسكون الدال بعدها مثلثة بمعنى: الحدوث، يعني: قرب عهدهم.
(لئن كانت عائشة): ليس هذا شكا منه في صدقها، لكن يقع في كلام العرب صورة التشكيكات، والمراد: التقدير واليقين.
(استلام): افتعال من السلام، والمراد: لمس الركن بالقُبْلة أو اليد.
(يليان): يقربان.
(الحجر): بكسر المهملة وسكون الجيم.
1584 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ الجَدْرِ أَمِنَ البَيْتِ هُوَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: فَمَا لَهُمْ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي البَيْتِ؟ قَالَ: «إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ» قُلْتُ: فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قَالَ: «فَعَلَ ذَلِكَ قَوْمُكِ، لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاءُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ
بِالْجَاهِلِيَّةِ، فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ، أَنْ أُدْخِلَ الجَدْرَ فِي البَيْتِ، وَأَنْ أُلْصِقَ بَابَهُ بِالأَرْضِ».
(الجدر): بفتح الجيم وسكون المهملة لغة: في الجدار، وللمستملي:"الجدار".
(أمن البيت هو؟ قال: نعم)، لمسلم:"إن ستة أذرع منه من البيت"(1)، وفي رواية:"قريبا من سبعة أذرع".
وفي "جامع سفيان بن عيينة": "ست أذرع وشبر".
والحاصل: أنه فوق الستة ودون السبعة.
(قصرت بهم النفقة): بتشديد الصاد، أي: التي أخرجوها لذلك، فإنهم تحروا له مالًا طيبا ليس فيه: مهر بغي، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس (2).
(ليدخلوا من)، للمستملي:"يدخلوا" بغير لام.
(حديث): بالتنوين.
(بجاهلية)، للكشميهني:"بالجاهلية".
(تنكر قلوبهم)، للإسماعيلي:"تنفر"، قال بعضهم: النفرة التي خشيها صلى الله عليه وسلم أن ينسبوه إلى انفراد الفخر دونهم، وجواب لولا محذوف، أثبته مسلم فقال:"لنكرت أن أدخل".
1585 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْلَا حَدَاثَةُ قَوْمِكِ بِالكُفْرِ لَنَقَضْتُ البَيْتَ، ثُمَّ لَبَنَيْتُهُ عَلَى أَسَاسِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام، فَإِنَّ قُرَيْشًا اسْتَقْصَرَتْ بِنَاءَهُ وَجَعَلْتُ لَهُ خَلْفًا» قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ «خَلْفًا» يَعْنِي بَابًا.
(وجعلت): بتاء المتكلم، وصحف من ضبطها بالتاء الساكنة.
(خلفًا): بفتح المعجمة وسكون اللام، وفاء كما فسره هشام.
1586 -
حَدَّثَنَا بَيَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: «يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ لَأَمَرْتُ بِالْبَيْتِ، فَهُدِمَ، فَأَدْخَلْتُ فِيهِ مَا أُخْرِجَ مِنْهُ، وَأَلْزَقْتُهُ بِالأَرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهُ بَابَيْنِ، بَابًا شَرْقِيًّا، وَبَابًا غَرْبِيًّا، فَبَلَغْتُ بِهِ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ» ، فَذَلِكَ الَّذِي حَمَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما عَلَى هَدْمِهِ، قَالَ يَزِيدُ: وَشَهِدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حِينَ هَدَمَهُ، وَبَنَاهُ، وَأَدْخَلَ فِيهِ مِنَ الحِجْرِ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ حِجَارَةً، كَأَسْنِمَةِ الإِبِلِ، قَالَ جَرِيرٌ: فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ مَوْضِعُهُ؟ قَالَ: أُرِيكَهُ الآنَ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ الحِجْرَ، فَأَشَارَ إِلَى مَكَانٍ، فَقَالَ: هَا هُنَا، قَالَ جَرِيرٌ: فَحَزَرْتُ مِنَ الحِجْرِ سِتَّةَ أَذْرُعٍ أَوْ نَحْوَهَا.
(حديث عهد): بالإضافة.
(فحزرت): بتقديم الزاي على الراء، أي: قدرت.
فائدة: اختلف في أول من بنى الكعبة، فأخرج عبد الرزاق عن عطاء قال:"أول من بنى الكعبة آدم".
وعن وهب بن منبه: "أول من بناه شيث بن آدم".
وقيل: "بنته الملائكة قبل آدم، ثم رفع في الطوفان على عهد نوح، فكان الأنبياء بعد ذلك يحجونه، ولا يعلمون مكانه حتى بوَّأه الله لإبراهيم" أخرجه ابن أبي حازم من حديث ابن عمرو.
ثم بناه إبراهيم على أساس آدم، وجعل طوله في السماء تسعة أذرع بذراعهم، ودوره في الأرض ثلاثين ذراعًا [بذراعهم]، وأدخل