الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إشارة إلى ثقل النوم، فإن المسامع هي موارد الانتباه، وخص البول لأنه أسهل مدخلًا في التجاويف وأسرع نفوذًا في العروق، فيورث الكسل في جميع الأعضاء، فيحصل به التثبيط عن القيام للصلاة".
14 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ
وَقَالَ اللَّهُ عز وجل: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 17]: أَيْ مَا يَنَامُونَ {وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 18].
1145 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " يَنْزِلُ رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ".
(ما يهجعون)، زاد الأصيلي:" أي ينامون".
(ينزل ربنا): هو من أحاديث الصفات المشكلة، ولأهل السنة فيها مذهبان: الإيمان بها على طريق الإجمال مع التنزيه عن الكيفية والتشبيه، وهو مذهب السلف، والتأويل على وجه يليق، وهو مذهب الخلف.
فالمراد: نزول أمره، أو الملك بأمره.
قال ابن فورك: "ضبطه بعض المشايخ بضم أوله على حذف المفعول، أي: ينزل ملكًا".
قال ابن حجر: ويقويه حديث النسائي: "إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل، ثم يأمر مناديًا يقول: هل من داعٍ فيستجاب له".
وقال الغزالي في كتاب "إلجام العوام عن علم الكلام": "النزول يطلق على معنى غير انتقال الجسم من مكان علو إلى مكان سفلي لا يفتقر فيه إلى انتقال ولا حركة، كما قال تعالى:{وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} ، وما يؤكل الإبل والبقر نازلًا من السماء بالانتقال، بل مخلوقة في الأرحام، ولإنزالها معنى لا محالة.