الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كيف إذا لم تجتبوا دينارًا ولا درهمًا، قالوا: وترى ذلك يا أبا هريرة؟ قال: نعم، قال: والذي نفسي بيده عن الصادق المصدوق قال: وبم ذلك يا أبا هريرة؟ قال: تنتهك ذمة الله، وذمة رسوله، فيمسك الله القطر عن أهل الأرض فيمسك الله بأيديهم".
ولم ينبه الحافظ ابن حجر على هذا الحديث، لأنه من زوائد بعض رواة "الصحيح" هنا، وإلا فهو مذكور في الجزية.
6 - بَابُ الِاسْتِسْقَاءِ فِي المَسْجِدِ الجَامِعِ
1013 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَذْكُرُ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَانَ وِجَاهَ المِنْبَرِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَلَكَتِ المَوَاشِي، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا» قَالَ أَنَسُ: وَلَا وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، وَلَا قَزَعَةً وَلَا شَيْئًا وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ، وَلَا دَارٍ قَالَ: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ، انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ البَابِ فِي الجُمُعَةِ المُقْبِلَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:«اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالجِبَالِ وَالآجَامِ وَالظِّرَابِ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» قَالَ: فَانْقَطَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ قَالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَهُوَ الرَّجُلُ الأَوَّلُ؟ قَالَ: «لَا أَدْرِي» .
(وجاه المنبر): بكسر الواو: "مواجهة".
(هلكت الأموال)، لأبي ذر وكريمة:"المواشي".
(وانقطعت السبل)، للأصيلي:"وتقطعت". والمراد: أن الإبل، ضعفت لقلة القوت عن السفر، أو لكونها لا تجد في طريقها من الكلأ ما يقيم أودها.
(يغيثنا): بالرفع، أي:"فهو"، ولأبي ذر:"أن يغيثنا"، وفي أوله الضم والفتح من:"أغاث وغاث" بمعنى.
وقال ابن القطاع: "غاث الله عباده سقاهم المطر، وأغاثهم: أجاب دعاءهم".
(ولا والله)، لأبي ذر:"فلا".
(سحاب) أي: مجتمع.
(ولا قزعة) أي: سحاب متفرق.
(ولا شيئًا): بالنصب عطفًا على موضع الجار والمجرور، فالمراد: نفي علامات المطر من ريح وغيره.
(سلع): بفتح المهملة وسكون اللام: جبل بالمدينة.
(من بيت ولا دار) أي: يحجبنا عن رؤيته.
(من ورائه) أي: سلع.
(مثل الترس) أي: مستديرة.
(سبتًا) بلفظ اليوم كناية عن الأسبوع، من باب تسمية الشيء باسم بعضه، كما يقال:"جمعة".
قال صاحب "النهاية": "وسبقت الإشارة إليه في الجمعة، وإن كان اصطلاح اليهود، لأن السبت أعظم الأيام عندهم وتبعهم الصحابة في هذا الإطلاق لمجاورتهم لهم".
وللمستملي والحموي: "ستًّا" بلفظ العدد، لأنها كانت ستة أيام ويومًا ملفقًا من الجمعتين فلم يعده.