الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول في بيان نماذج من خوف النبي صلى الله عليه وسلم من وقوع الشرك فيما يتعلق بذاته سبحانه وأسمائه وصفاته وأفعاله، والتحذير منه
فمن هذا القبيل:
1 -
قلو النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله: ((لا يزال عبدي يسأل عني، هذا الله خلقني، فمن خلق الله؟ )).
2 -
قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل: إن أمتك لا يزالون يقولون: ما كذا؟ ما كذا؟ حتى يقولوا: هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟ )).
فهذا الشك إذا تمكن في القلب يحصل الشرك في ذاته سبحانه، فحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع في ذلك، وبين كيفية اتقاء الناس من الوقوع فيه، فقال:
((الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلق السماء؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الله؟ فقولوا: آمنا بالله ورسوله)).
وفي رواية قال: ((فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله)).
وفي رواية قال: ((فإذا بلغ من ذلك ليستعذ بالله ولينته)).
وفي رواية قال: ((فمن وجد من ذلك شيئًا فليقل: آمنت بالله)).
وفي رواية قال: ((فإذا قالوا ذلك، قل: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، ثم ليتفل عن يساره، وليستعذ بالله من الشيطان)).
ومن هذا القبيل أيضًا: الوسوسة في أمر الرب سبحانه، وإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم فيه بأنها محض الإيمان ما لم يتجاوز حد الوسوسة ولم يتفوه به، كما جاء في الحديث التالي، وهو:
3 -
ما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: جاء أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنا نجد الشيء في أنفسنا ليتعاظم عند أحدنا أن نتكلم به، قال:((وقد وجدتموه؟ )) قالوا: نعم، قال:((ذلك صريح الإيمان)).
وفي رواية قال: ((ذاك محض الإيمان)).
وفي رواية قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أحدث نفسي بشيء من أمر الرب لأن أخرَّ من السماء أحب إلي من أن أتكلم به، قال:((ذاك محض الإيمان)).
وفي رواية عن ابن عباس: ((أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله،
إني لأجد في صدري الشيء لأن أكون حممًا أحب إلي من أن أتكلم به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((الله أكبر، الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة)).
ومن هذا القبيل أيضًا: خوف النبي صلى الله عليه وسلم من خوض أمته في القدر والتحذير منه، فمما جاء فيه:
4 -
قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: الاستسقاء بالأنواء، وحيف السلطان، والتكذيب بالقدر)).
وقوله عليه الصلاة والسلام: ((إن لكل أمة مجوسًا، وإن مجوس هذه الأمة القدرية)).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((أخّر الكلام في القدر لشرار أمتي في آخر الزمان)).
ومن هذا القبيل أيضًا خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته الكبر ـ الذي هو حق خالص لله تعالى ـ فحذرهم من الوقوع فيه حيث قال:
5 -
((يقول الله عز وجل: العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما عذبته)).
ومن هذا القبيل أيضًا: خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من الوقوع في فتنة الدجال الذي يدعي الربوبية، فيوقع الناس في الفتنة بالشرك فيها، فحذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك أمته، حيث قال:
6 -
((إني قد حذرتكم الدجال حتى قد خشيت أن لا تعقلوا، إن المسيح الدجال رجل قصير أفحج. أدعج أعور ممسوح العين ليس بناتئة ولا حجرًا، فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور، وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا)).
وقوله عليه الصلاة والسلام ((وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور)).
وقوله صلى الله عليه وسلم وهو يحذر أمته من فتنته: ((أتعلمون أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت)).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: أنت ربي، فقد فتن)).
7 -
ومن هذا القبيل أيضًا: نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن كثير من الأمور التي فيها ادعاء
خصائص الربوبية، أو ادعاء صفات الرب جل شأنه، وتحذيره عن التورط فيها، فمثلاً:
قال في التميمة: ((من علق تميمة فقد أشرك))، و ((إن الرقى والتمائم والتولة شرك)).
وقال في الطيرة: ((من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك)) و ((الطيرة شرك)).
وقال في السحر: ((من سحر فقد أشرك))، وقال:((إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله)).
فهذه كلها من الشرك بالله جل شأنه في صفته القدرة الكاملة.
كما أنه حذر من الوقوع في الشرك بالله تعالى في صفته العلم المحيط فقال: ((لا يدري متى يجيء المطر إلا الله))، وقال:((مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله)).
وقال: ((لا يعلم ما في غد إلا الله)).
8 -
ومن هذا القبيل أيضًا: إخباره صلى الله عليه وسلم عن وقوع الناس في التعطيل العام للربوبية والألوهية لله جل شأنه قبل يوم القيامة، حيث قال:((لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله، الله)).