الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث سدّه الوسائل القولية والفعلية التي تؤدي إلى الشرك ـ خصوصًا إلى الشرك الأصغر ـ وصدور التحذير منه صلى الله عليه وسلم
قد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن كل ما يؤدي إلى إساءة الظن برب العالمين وعدم تقديره حق قدره، كما نهى أيضًا عن الأقوال والأفعال التي فيها التسوية بين الله والمخلوق، وإن كان المرتكب لا يعتقد التسوية. وسأذكرها في عدة مطالب.
المطلب الأول: تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من وقوع أمته في الشرك الأصغر باللسان:
فمن أفراده: أ- الحلف بغير الله، وقد ورد النهي عنه في أحاديث، مثلاً:
1 -
قوله عليه الصلاة والسلام: ((ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، ومن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت)).
2 -
وقال: ((إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم
…
)).
3 -
وقال أيضًا: ((من كان حالفًا فلا يحلف إلا بالله)).
4 -
وقال أيضًا: ((لا تحلف بأبيك ولا بغير الله؛ فإنه من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)).
5 -
وقال أيضًا: ((لا تحلفوا بالطواغيث ولا بآبائكم)).
6 -
وقال أيضًا: ((لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد
…
)).
7 -
وقال أيضًا: ((من حلف بالأمانة فليس منّا)).
8 -
وقال أيضًا: ((من حلف منكم فقال في حلفه: باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله)).
9 -
ثم إن يهوديًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنكم تشركون
…
وتقولون:
والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: وربّ الكعبة
…
)).
والمقصود: بيان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع في هذا النوع من الشرك الأصغر.
ب- الشرك مع الله أحدًا ولو بمجرد القول، وقد ورد النهي عن مثل هذا الاشتراك في اللفظ وإن لم يعتقد حقيقة الاشتراك، مثلاً:
1 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم فلان)).
2 -
إن يهوديًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت
…
فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم
…
أن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت)).
3 -
وقوله عليه الصلاة والسلام: ((إنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده)).
4 -
وقوله عليه الصلاة والسلام للذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، قال:((أجعلتني لله ندًا؟ بل ما شاء الله وحده)). وفي رواية: ((أجعلتني لله عدلاً، بل ما شاء الله وحده)).
والمقصود: بيان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع في هذا النوع من الشرك الأصغر.
ج- التحذير عن الشرك الأصغر الذي يتضمن النزاع في خصوصية الرب سبحانه على الظاهر، وإن كان لا يقصده المتلفظ. فمن هذا النوع:
1 -
قوله عليه الصلاة والسلام: ((إن أخنع الأسماء عند الله رجل يسمّى: بشاهان شاه ـ أي ملك الملوك ـ لا ملك إلا الله))، وفي لفظ:((أغيظ رجل على الله رجل يسمّى بملك الأملاك)).
2 -
قوله عليه الصلاة والسلام: ((لا يقل أحدكم: أطعم ربّك، وضّئ ربك، وليقل: سيدي ومولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي)).
د- التحذير من إسناد بعض الحوادث إلى غير الله وفيها شبه اعتراض على القدر. فمن هذا النوع:
1 -
قوله عليه الصلاة والسلام: ((المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، واحرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل: (لو فعلت كذا وكذا)، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن (لو) تفتح عمل الشيطان).