الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم ذلك الأخذ، وأنهم لو تركوا لما عدلوا عنه إذا عقلوا فهو الصواب الذي لا يرد).
فالمقصود بكون الفطرة دالة على الإيمان والتوحيد وعدم الشرك: هو سلامة القلب واستقامته على التوحيد وبراءته من الشرك بكافة صوره وألوانه، بحيث لو ترك صاحبه بلا مغير لصبغته ـ حتى تعقله ـ لما كان إلا موحدًا لربه بالألوهية، ومنخلعًا من تأله ما سواه.
المطلب الثاني: في معنى العقل
العقل: مفرد جمعه عقول، يطلق في اللغة العربية على عدة معان، منها:
1 -
الحجر والنهى، ضد الحمق.
2 -
الدية، وعقل القتيل بعقله: وداه.
3 -
القيد الذي تقيد به البعير لئلا يند.
4 -
الحكمة.
5 -
حسن التصرف.
6 -
الملجأ، يقال: عقل القوم وأعقل: إذا لجأ وقلص عند انتصاف النهار.
7 -
الحصن.
ومهما يكن من الإطلاقات لهذا اللفظ فإن أصلها واحد، وهو حبسة في الشيء أو ما يقارب الحبسة، أو الإمساك والاستمساك.
والعقل في الاصطلاح: له إطلاقان:
1 -
القوة الفطرية: أو الاستعداد الغريزي، والملكة الناضجة التي أودعها الله تعالى في الإنسان وخلقه عليها متهيئًا بسببها لقبول العلم، وهذا هو محل التكليف ومناط الأمر والنهي، وبه يكون التمييز والتدبير.
2 -
يراد به العلوم الضرورية والمسلمات العقلية التي يستفيدها الإنسان بتلك القوة الفطرية، وهذا هو العقل المستفاد، وإليه الإشارة في القرآن الكريم في كل موضع ذم الله تعالى فيه الكفار بعدم العقل. كقوله تعالى:(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ).