الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم يسمه به أعلم الخلق بربه، كتسمية المتصوفة إياه بـ (هو)، وإطلاق المتكلمين لفظ الجسم والجوهر والعرض، وغير ذلك من الألفاظ على الله ـ تعالى ـ.
ومن صور ذلك أيضًا إطلاق كل اسم محمود أو مذموم عليه، ووصفه بكل وصف قبيح أو مذموم، كما عليه غلاة المتصوفة من أهل أصحاب وحدة الوجود، الذي صور مذهبهم ابن القيم رحمه الله في نونيته بقوله:
فأتى فريق ثم قال وجدته
…
هذا الوجود بعينه وعيان
فهو السماء بعينها ونجومها
…
وكذلك الأفلاك والقمران
وهو الغمام بعينه وهو الثلو
…
ج والأمطار مع برد ومع حسبان
إلى آخر ما نقل عنهم ابن القيم رحمه الله.
ومعلوم أنه وصف لله بصفات المخلوقات، وهو شرك بالله في الربوبية بالأنداد في أسمائه وصفاته، بإثبات صفات المخلوقات لله جل شأنه.
المطلب الثالث: الشرك بالله في الربوبية بالأنداد بإثبات صفة المخلوقات لله جل شأنه لدى الحداثيين
لقد وقع في هذا النوع من الشرك في هذا العصر بعض الحداثيين الذين
لا يتورعون عن وصف الله ـ تعالى ـ بأي وصف، ولا عن تسميته بأي اسم، وذلك فيما يزعمونه شعراً، وإليك شيئًا مما قالوه في هذا:
يقول بدر شاكر السياب:
محمد اليتيم أحرقوه
فالسماء
يضيء من حريقه
وفارت الدماء من يديه
من عيونه
وأحرق الإله في جفونه
ويقول أدونيس:
مات إله كان هناك
هبطت جمجمة السماء
ويقول صلاح عبد الصبور:
ملاحنا ينتف شعر الذقن في جنون
يدعو إله النقمة المجنون
أن يلين قلبه
ولا يلين
ويقول عبد العزيز المقالح:
صار الله رمادًا
صمتًا، رعبًا، في كف الجلادين
حقلاً ينبت وعمائم بين الرب الأغنية الشروة
والرب القادم من هوليود
كان الله قديمًا حياً
كان سحابة
كان نهارًا في الليل
أغنية تغسل بالأمطار الخضراء تجاعيد الأرض
ففي هذه الأبيات الشعرية نرى الحداثيين سموا الله عز وجل ووصفوه بصفات لا تليق بالله سبحانه مطلقاً، فمما سمي به الرب بأنه سحابة، وأنه نهار، وأنه أغنية، وأنه مات، وأنه قادم من هوليود، وغير هذه الأسماء والصفات المذمومة. (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ). والله تعالى أعلم.
الفصل الثاني
مظاهر الشرك بالله جل وعلا في العصر الحديث فيما يتعلق بعبادته