الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَأرْسل بِهِ إِلَى ثغر الْإسْكَنْدَريَّة فِي لَيْلَة يسفر صباحها عَن يَوْم الْجُمُعَة سلخ صفر من سنة تسع وَسَبْعمائة
مَا ذكره البرزالي فِي حبس الشَّيْخ بالإسكندرية
وَذكر الشَّيْخ البرزالي وَغَيره أَن فِي شهر شَوَّال من سنة سبع وَسَبْعمائة شكا شيخ الصُّوفِيَّة بِالْقَاهِرَةِ كريم الدّين الأبلى وَابْن عَطاء وَجَمَاعَة نَحْو الْخَمْسمِائَةِ من الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَكَلَامه فِي ابْن عَرَبِيّ وَغَيره إِلَى الدولة
فَرد الْأَمر فِي ذَلِك إِلَى القَاضِي الشَّافِعِي
وَعقد لَهُ مجْلِس وَادّعى عَلَيْهِ ابْن عَطاء بأَشْيَاء لم يثبت شَيْء مِنْهَا لكنه قَالَ إِنَّه لَا يستغاث إِلَّا بِاللَّه حَتَّى لَا يستغاث بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم استغاثة بِمَعْنى الْعِبَادَة وَلكنه يتوسل بِهِ ويتشفع بِهِ إِلَى الله
فبعض الْحَاضِرين قَالَ لَيْسَ فِي هَذَا شَيْء
وَرَأى قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين أَن هَذَا فِيهِ قلَّة أدب
فَحَضَرت رِسَالَة إِلَى القَاضِي أَن يعْمل مَعَه مَا تَقْتَضِيه الشَّرِيعَة فِي ذَلِك فَقَالَ القَاضِي قد قلت لَهُ مَا يُقَال لمثله
ثمَّ إِن الدولة خيروه بَين أَشْيَاء وَهِي الْإِقَامَة بِدِمَشْق أَو الْإسْكَنْدَريَّة بِشُرُوط أَو الْحَبْس فَاخْتَارَ الْحَبْس
فَدخل عَلَيْهِ جمَاعَة فِي السّفر إِلَى دمشق مُلْتَزما مَا شَرط فأجابهم
فأركبوهم خيل الْبَرِيد لَيْلَة الثَّامِن عشر من شَوَّال
ثمَّ أرسل خَلفه من الْغَد بريدا آخر فَرده وَحضر عِنْد قَاضِي الْقُضَاة بِحُضُور جمَاعَة من الْفُقَهَاء
فَقَالَ بَعضهم لَهُ مَا ترْضى الدولة إِلَّا بِالْحَبْسِ
وَقَالَ قَاضِي الْقُضَاة وَفِيه مصلحَة لَهُ
واستناب شمس الدّين التّونسِيّ الْمَالِكِي وَأذن لَهُ أَن يحكم عَلَيْهِ فتحير
فَقَالَ الشَّيْخ أَنا أمضي إِلَى الْحَبْس وأتبع مَا تَقْتَضِيه الْمصلحَة
فَقَالَ نور الدّين الْمَأْذُون لَهُ فِي الحكم فَيكون فِي مَوضِع يصلح لمثله
فَقيل لَهُ مَا ترْضى الدولة إِلَّا بمسمى الْحَبْس فَأرْسل إِلَى حبس القَاضِي وأجلس فِي الْموضع الَّذِي أَجْلِس فِيهِ القَاضِي تَقِيّ الدّين ابْن بنت الْأَعَز لما حبس وَأذن أَن يكون عِنْده من يَخْدمه
وَكَانَ جَمِيع ذَلِك بِإِشَارَة الشَّيْخ نصر المنبجي ووجاهته فِي الدولة وَاسْتمرّ الشَّيْخ فِي الْحَبْس يستفتى ويقصده النَّاس ويزورونه وتأتيه الْفَتَاوَى المشكلة من الْأُمَرَاء وأعيان النَّاس
قَالَ علم الدّين وَفِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء الْعشْرين من شَوَّال من سنة ثَمَان وَسَبْعمائة طلب أخوا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فَوجدَ زين الدّين وَعِنْده