الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.. وَعَلِيهِ من رب السَّمَاء تَحِيَّة
…
تبقى لَهُ أبدا بِغَيْر فنَاء
…
تمت وَهِي اثْنَان وَخَمْسُونَ بَيْتا وَله أُخْرَى على قافية الْقَاف نَحْو خَمْسَة عشر بَيْتا تقدم ذكرهَا قَالَ الشَّيْخ الْمُؤلف رحمه الله وَقد رثى الشَّيْخ رضي الله عنه بقصائد كَثِيرَة غير هَذِه وَفِيمَا ذكرنَا كِفَايَة
وَالْحَمْد لله وَحده وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
مرثاة فِي شيخ الْإِسْلَام الْعَالم الرباني احْمَد بن تَيْمِية الْحَرَّانِي للشَّيْخ شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ من أهل الصالحية ومولده قَرِيبا من سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة بسفح قاسيون
…
خطب جسيم هائل جلل
…
قد عزمته العزا وابيضت الْمقل
وَالْوَقْت قبض فَلَا صَبر وَلَا جلد
…
أَتَى وَصرف اللَّيَالِي سَابق عجل
وَالْأَمر يعظم والأفكار حائرة
…
وَقد أحاطت بِنَا الْأَهْوَال والوجل
كَأَنَّمَا الشَّمْس فِي جو السما كسفت
…
وضوؤها بَائِن عَنْهَا ومنفصل
والجو فِي مأتم كالليل منظره
…
كَأَن جنح الدجى فِي اللَّيْل منسبل
فدمعتي بدمي يَا سعد قد مزجت
…
كَأَنَّمَا فِي فُؤَادِي النَّار تشتعل
أَمْسَى وَأصْبح وَالْأَحْزَان تكمدني
…
وحسرتي بدوام الدَّهْر تتصل
قد زادني أسفي وَاشْتَدَّ بِي جزعي
…
أيقنت أَن حَياتِي حثها الْأَجَل
…
.. وارحمتا لقلوب قطرت أسفا
…
لقد عراها مصاب حَادث جلل
وساءها فقد من كَانَ الأنيس لَهَا
…
وخاب عِنْد رجاها الْقَصْد والأمل
يَا باكيا بطول اللَّيْل متحبا
…
لَا يَعْتَرِيه على طول البكا ملل
زد فِي الْبكاء بدمع هاطل همل
…
عَسى بدمعك حر الْوَجْه ينغسل
وَاعْلَم بِأَن السما وَالْأَرْض باكية
…
على ابْن تَيْمِية والسهل والجبل
هَذَا الإِمَام التقي السَّيِّد الألمعي الب
…
ارع اللوذعي الْجَامِع الوجل
حبر إِمَام تَقِيّ زاهد ورع
…
لَيْث همام حصور أوحد بَطل
الْعلم والحلم والآداب شيمته
…
واللطف والجود وَالْإِحْسَان مكتمل
مَاذَا يَقُول فصيح فِي مناقبه
…
والزهد منهجه وَالْعلم وَالْعَمَل
لقد حبى الله أَيَّام الزَّمَان بِهِ
…
علومه أبحر والخلق تنتهل
قد كَانَ كَالشَّمْسِ للدنيا إِذا طلعت
…
وَالْيَوْم لَا عوض عَنهُ وَلَا بدل
نَالَ الْهِدَايَة فِي مبدا هدايته
…
وَفِي نهايته الْإِرْشَاد والجمل
…
5 قد كَانَ معتصما بِاللَّه منتصرا
…
وواثقا مكتفي بِاللَّه متكل
لله در أبي الْعَبَّاس من رجل
…
مَا إِن يرى فِي البرايا مثله رجل
تالله لَا عاذل بالعذل يعدلني
…
عَنهُ وحاشاى أَن يلهيني العذل
يَا سيد الْعَصْر كم خلفت من كبد
…
حرى عَلَيْك وَعين دمعها هطل
ليبكين عَلَيْك الْعلم من أَسف
…
ليبكين عَلَيْك الْفِقْه والجدل
ليبكينك أَقوام إِذا وفدوا
…
من الْبِلَاد بِعلم أمره شكل
…
.. لتبكينك دَار كنت تسكنها
…
وتشتكي فقدك الأسحار وَالْأَصْل
فازوا بعلمك أَقوام وَقد سعدوا
…
إذعن جناب حماك الرحب مَا عدلوا
وشاع ذكرك فِي الدُّنْيَا بأجمعها
…
فَأَنت فِي النَّاس مَضْرُوب بك الْمثل
دَانَتْ لعلمك أهل الأَرْض قاطبة
…
فَأَنت مفتي الورى فِي كل مَا جهلوا
شبهت علمك بالبحرالمحيط كَمَا ال
…
بَحر الْمُحِيط بِكُل الأَرْض مُشْتَمل
وَإِن تكن فِي مجَال الدَّرْس كنت بِهِ
…
ليثا تصول وَمن ألفاظك الأسل
تروي الْخلاف وَتَأْتِي بالأصول وَعَن
…
أهل الحَدِيث بِمَا قَالُوا وَمَا نقلوا
وَذكر علمك فِي الْآفَاق منتشر
…
على ممر اللَّيَالِي لَيْسَ ينْفَصل
كم قد أتتك فَتَاوَى لَا عداد لَهَا
…
أجبْت أَرْبَابهَا عَن كل مَا سَأَلُوا
وَكم أجبْت النَّصَارَى عَن مسائلهم
…
بمخرقات عُلُوم عَنْك تنْتَقل
وَكم قمعت فدتك النَّفس من بدع
…
وَكنت فِيهَا بِأَمْر الله تستطل
وَكم تواضعت عَن علم وَمَعْرِفَة
…
تقى وقدرك بالجوزاءمنتعل
لقد رويت من الْآثَار أوضحها
…
كَمَا روتها الثِّقَات السَّادة الأول
من ذَا يضاهيك فِيمَا قد خصصت بِهِ
…
وبحر علمك مِنْهُ الْعَارِض الهطل
قد كنت أعجوبة فِي الدَّهْر مدهشة
…
وَكَانَ درسك فِيهِ الْعقل ينذهل
وَكَانَ يَوْمك يَوْمًا آمنا عجبا
…
وَالنَّاس للنعش بالهامات قد حملُوا
والخلق لَا يهتدوا من عظم مَا ازدحموا
…
فكم دموع ترَاهَا وَهِي تنهمل
يَا رَحْمَة نزلت فِي الأَرْض وانتشرت
…
على جَمِيع الَّذِي فِي تربه نزلُوا
…
.. سقت ثراك الغوادي صيب وابلها
…
كَمَا ضريحك من تَحت الثرى خضل
كَمَا حبيت بدار الْخلد منزلَة
…
حللتها وَعَلَيْك الحلى وَالْحلَل
وتاجك النُّور والنعلان من ذهب
…
وَهَكَذَا عَن فَتى شَيبَان قد نقلوا
قل للَّذي سره موت الإِمَام لقد
…
يَكْفِيك جهلك يَا من غره الأمل
أما علمت بِأَن الْمَوْت مَا سلمت
…
مِنْهُ مُلُوك بني الدُّنْيَا وَلَا الرُّسُل
أَيْن الْمُلُوك وَأَبْنَاء الْمُلُوك لقد
…
صالت عَلَيْهِم صروف الدَّهْر فارتحلوا
وَعَن قَلِيل ترى الدُّنْيَا وَقد رحلت
…
فَلَيْسَ يُغني ولايات وَلَا دوَل
وَلَيْسَ يُغني الْفَتى يَوْم اللقا نَدم
…
إِذْ أثقلت ظَهره الأوزار والزلل
وَإِنَّمَا المتقى ترجى النجَاة لَهُ
…
لِأَنَّهُ خَائِف من ربه وَجل
وَلم يزل فِي قيام الدّين مُجْتَهدا
…
وَإِن خلا فِي الدياجي فَهُوَ مبتهل
قل للأولى كتبُوا علياه واجتهدوا
…
إِن الَّذِي علمُوا بعض الَّذِي جهلوا
وَالله لست بمحص مدحه أبدا
…
وَلَو أتيت بِمَا ضَاقَتْ بِهِ السبل
وَعَلِيهِ مني سَلام الله مَا صدحت
…
ورق على فنن فِي نوحها زجل
…
تمت وَهِي سَبْعَة وَخَمْسُونَ بَيْتا بِهَامِش الأَصْل كَذَا وجدت فِي الأَصْل لم تعز هَذِه القصيدة
…
يَا قوم تُوبُوا إِلَى الرَّحْمَن وابتهلوا
…
فقد قضى رجل مَا مثله رجل
…
.. يَا قوم وَاسْتَغْفرُوا الرَّحْمَن خالقنا
…
قد غَار بَحر عُلُوم موجه الْعَمَل
روى صِحَاح أَحَادِيث مجمعة
…
وَعنهُ أَخْبَار رسل الله تنْتَقل
وَالْعلم والحلم والزهد المكين وَمن
…
مَا فِي مقالاته ريب وَلَا زلل
كم بِدعَة قد محاها ثمَّ أبطلها
…
وَكم أزاح لنا من مُنكر عمِلُوا
كم قَامَ فِي أَمر دين الله مُجْتَهدا
…
وَلم يكن عِنْده فِي أمره ملل
كم نَار شَرّ طفاها وَهُوَ مبتسم
…
لم يعرأين وَلَا خوف وَلَا وَجل
كم أظهر الْحق لما قل ناصره
…
وَكم أبان لَهُم أمرا لَهُ جهلوا
كم طوق النَّاس فِي أَعْنَاقهم مننا
…
مَا لَيْسَ يحملهُ سهل وَلَا جبل
قد كَانَ ذَا مورد عذب لقاصده
…
وَالنَّاس تصدر مِنْهُ ثمَّ ترتحل
من قبله جا إِلَى غازان مُبْتَسِمًا
…
على الْجواد وكل الْخلق قد نزلُوا
حَتَّى إِذا جَاءَهُ والخلق تنظره
…
قَامَ الْجَمِيع وَلم يأخذهمو كسل
فَقَالَ جَهرا لَهُ والخلق تسمعه
…
هَل أَنْت مَحْمُود بِالْإِسْلَامِ مُتَّصِل
وَقَالَ لَهُ الشَّام يَا مَحْمُود دَار تقى
…
وَمَعْقِل الْأَنْبِيَاء عَنْهَا فارتحلوا
…