الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.. يزْدَاد حزني عَلَيْهِ كل آونة
…
وَلَيْسَ يطفي لهيبي فيض آماق
غاضت بحار عُلُوم الدّين يَوْم ثوى
…
ذَاك الإِمَام بلحد تَحت أطباق
نسعى إِلَى الدّفن مشيا فَوق أَرْجُلنَا
…
وَقل لَو كَانَ مشيا فَوق أحداق
يَا جَامع الْفضل قد جف الْكتاب بِمَا
…
قد كَانَ من بسظ آجال وأرزاق
وَالْمَوْت بعْدك لَا يبْقى على أحد
…
لم يبْق إِلَّا الْإِلَه الدَّائِم الْبَاقِي
…
تمت وَهِي خَمْسَة عشر بَيْتا
وَقَالَ بَعضهم فِي شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين قدس الله روحه
…
الْحَمد لله حمدا دَائِما أبدا
…
مُبَارَكًا طيبا يسْتَغْرق العددا
ثمَّ الصَّلَاة على الْهَادِي وعترته
…
وَصَحبه وَذَوِيهِ الصفوة السعدا
قد أنْجز الله للأبرار مَا وعدوا
…
من رفع نازلة مست إِمَام هدى
وَأصْلح الله ذَات الْبَين وانفرجت
…
شَدَائِد فَككت أهوالها الزردا
وأغمد الله سَيْفا كَانَ مشتهرا
…
وأطفأ الله جمرا كَانَ قد وقدا
وَألف الله مَا بَين الْقُلُوب على الت
…
قوى وَعرفهَا طرق الْهدى وَهدى
فَأصْبح النَّاس فِي صفو بِلَا كدر
…
من بَعْدَمَا كَانَ كل عيشه نكدا
وَعدا على الله حَقًا نصر ناصره
…
عَلَيْهِ بِهِ الْقُرْآن قد شَهدا
وَلم تكن محنة بل منحة جمعت
…
لطفا خفِيا ولطفا للعيون بدا
فِيهَا بصائر للمستبصرين بهَا
…
تنبي لمن غَابَ عَنْهَا من لَهَا شَهدا
…
.. فداوموا شكر نعما كالحيا وكفت
…
على الورى وكفت كل الْأَنَام ردى
فيا لَهَا نعْمَة قد عَمت سَلامَة من
…
بِالروحِ يفدى وَقلت أَن تكون فدا
فَهُوَ الإِمَام الَّذِي مَا زَالَ عِنْد ذَوي ال
…
أَحْكَام فِي سَائِر الْأَحْكَام مُجْتَهدا
إِن قيل من هُوَ فاطرب عِنْد ذَاك وَقل
…
نجل ابْن تَيْمِية فاشدد بِهِ عضدا
أَو قيل من ولد من هَذَا الْكَرِيم فَقل
…
من ولد مجد علا أكْرم بِهِ ولدا
مولى لَهُ فِي جلاد أَو مجادلة
…
لِوَاء نصر وتوفيق قد انعقدا
تهاب مَجْلِسه العالي الْمُلُوك وَمن
…
يخْشَى سطاه وَمن لم يرهب الأسدا
من أجل تَعْظِيمه للحق لَو وقف اللَّيْث الهصور لَدَيْهِ رَاح مرتعدا
وَكَونه ترك الدُّنْيَا وَزينتهَا
…
زهدا وَلَا سبدا أبقى وَلَا لبدا
تصغي المسامع ليتا عِنْد مَنْطِقه
…
كَأَنَّمَا السّمع بالألفاظ قد عقدا
تذكر الله ذكرَاهُ ورؤيته
…
تذكار وَاجِد مَا قد كَانَ قد فقدا
ترى ازدحاما على أبوابه أبدا
…
إِمَّا لكسب عُلُوم أَو لنيل جدى
لم يدع يَوْمًا على من خَاضَ فِي دَمه
…
بغيا وَلَا لَام ذَا لوم وَلَا حقدا
وَرُبمَا اسْتغْفر الله الْعَظِيم لمن
…
عمدا عَلَيْهِ اعْتدى أَو قَتله اعتمدا
كَذَا يكون فَتى الفتيان لَا رجل
…
يكون كالنمر الضاري إِذا حردا
هذي المكارم لَا قعبان من لبن
…
لَا يكفيان لبَعض الجائعين غَدا
…
.. لَهُ صِفَات كنشر الرَّوْض تالدة
…
غب الْعِمَاد عَلَيْك الرّيح مفتقدا
أَو كَالنُّجُومِ الَّتِي تهدى أَخا سفر
…
لَيْلًا إِذا ظلّ فِي الظلماء مُنْفَردا
عَلَيْهِ ألباب أَرْبَاب التقى عكفت
…
ومجتني الشهد لم يعكف عَلَيْهِ سدى
من للمسائل إِن أعيت غوامضها
…
يحل مشكلها المستصعب العقدا
وَمن إِذا رص بالسادات مَجْلِسه
…
يكون فِي صَدره صَدرا إِذا قعدا
يكَاد يسلب ألباب الرِّجَال بِمَا
…
يرويهِ مِمَّا يزِيد المهتدين هدى
من الْعُلُوم الَّتِي عَن ربه صدرت
…
وَمن حَدِيث عَن الْمُخْتَار قد وردا
وَعَن صحابته وَالتَّابِعِينَ وَعَن
…
أَئِمَّة سَاد من عَنْهُم روى سندا
أم من يشنف أسماع الْأَنَام بِمَا
…
يَرْبُو على الدّرّ منثورا ومنتضدا
سوى الإِمَام تَقِيّ الدّين أَحْمد تا
…
ج العارفين وَقَاه الله كل ردى
وَمن يحدث عَن بَحر فَلَا حرج
…
عَلَيْهِ بل هُوَ مأثوم إِذا اقتصدا
وَكم بِمصْر وبالشام الشريف فَتى
…
لَكِن بِمَجْمُوع هَذَا الحبر مَا وجدا
كَفاهُ آيَة تأييد سِعَايَة من
…
سعى وَلم يسْتَطع يُؤْذِي لَهُ جسدا
لكنه حِين حَاز السَّبق من صغر
…
وفَاق كل كَبِير فاق وانفردا
وَحَازَ علما لدُنْيَا ومنقبة
…
تفتتت مِنْهُ أكباد العدى حسدا
فَأَجْمعُوا كيدهم يَبْغُونَ فتنته
…
فَمَا أعَان عَلَيْهِ ربه أحدا
وَلم يطق حَاسِد فِي الأَرْض قاطبة
…
بِأَن يمد بمكروه إِلَيْهِ يدا
وَكَانَ سَيْفا على الأضداد مشتهرا
…
فحاولوا أَن يكون السَّيْف منغمدا
…
.. وَمن يصد سنا شمس إِذا طلعت
…
أَو يحجب الْبَدْر إِن شقّ الدجى وبدا
وَنور رَبك لَا يطفى وَإِن حرص السخب اللَّئِيم على الإطفاء واجتهدا
وَقد درى كل ذِي خبر بِأَن لَهُ
…
من فيض بَحر عطايا ربه مدَدا
وَقد علمْتُم بِهِ لما دَعَاهُ إِلَى
…
مصر الَّذين علمْتُم مَا بهَا وجدا
فاسترشد الله فِي الإصدار عَن بلد
…
نبا بِهِ واستخار الله ثمَّ غَدا
فَاخْتَارَ مسراه مَوْلَاهُ ووفقه
…
فِيهِ وهيا لَهُ من أمره رشدا
وَسَار وَالله يكلؤه ويحرسه
…
وَكَيف لَا وَعَلِيهِ كَانَ مُعْتَمدًا
وَالشَّمْس مَا حجبت بالغيم عَن بلد
…
إِلَّا أنار سناها غَيره بَلَدا
فالدر لَو لزم الأصداف مَا ارتفخ الْبَاب وارتكب التيجان واقتعدا
لم يبْق توديعه يَوْم الرحيل لذِي
…
صَبر وَذي جلد صبرا وَلَا جلدا
كَأَن حاديه يَوْم اسْتَقل بِهِ
…
مسيره نَحْو مصر بالقلوب حدا
فاستعبرت أعين كَادَت لفرقته
…
تبيض حزنا وأولاها البكى رمدا
هَذَا وَكم قضى ظام إِلَيْهِ وَلم
…
يقْضى لَهُ قبل وَشك الْبَين أَن يردا
وَمَا يضر فَتى حَالَتْ منيته
…
دون الْأَمَانِي إِذا مَا عد فِي الشهدا
فَحل مصر عَزِيزًا عِنْد مَالِكهَا
…
وَفِي مهماته أضحى لَهُ عضدا
لتشرق الدولة الغرا بِهِ وَإِذا
…
أضلّ جهل جهول بالعلوم هدى
…
.. وَيَأْمُر النَّاس بالتقوى ويخبرهم
…
بِسنة الْمُصْطَفى فعلا ومعتقدا
وَفِي مجالسه اللَّاتِي يحف بهَا
…
ملائك الذّكر تحصى من لَهَا شُهَدَاء
يَدْعُو لسيدنا السُّلْطَان نَاصِر د
…
ين الله نجل فلاوون الْفَتى أبدا
بِأَن يَدُوم لَهُ فِي الْملك أَرْبَعَة
…
عز وَنصر وتأييد وكبت عدى
حَتَّى يملكهُ الله الْعرَاق فيمَ
…
حوا الشّرك والرفض مِنْهَا وَالَّذِي مردا
وَعَاد من مصر نَحْو الشَّام فِي دَعه
…
مصالحا مصلحا مَا كَانَ قد فسدا
فحين وافى دمشق الشَّام محترزا
…
من حل عقد وداد للورى عقدا
روى صدى مهج قد طالما ظمئت
…
إِلَيْهِ شوقا وجلى للقلوب صدا
وجاءنا بعد يأس مثل عَافِيَة
…
جَاءَت عليلا فَلَمَّا لابسته هدى
ولاح شمس على روض وسح ندى
…
وَالشَّمْس عَادَتهَا فِي الرَّوْض رفع ندى
واخضر روض الْأَمَانِي ثمَّ فاح شذا
…
بَان لحمى وتغنى ورقه وشدا
وصفق النَّهر والأغصان قد رقصت
…
مَسَرَّة بفتى من مصر قد وردا
وسر أهل التقي من كل طَائِفَة
…
أَن عَاد أكْرم مِمَّا كَانَ حِين بدا
وأنجح الله فِي الدُّنْيَا مقاصده
…
وسوف يؤتيه أجر الصابرين غَدا
فَادعوا لَهُ وَلمن كَانَ السفير لَهُ
…
حَتَّى ألم بكم من بعد مَا بعدا
وحقق الله مَا أملتموه لَهُ
…
وَصَارَ كل بِكُل عيشة رغدا
فَقل لقوم شَقوا زَالَ الشَّقَاء إِلَى
…
أعدائكم وبقيتم أَنْتُم السعدا
عين أَصَابَت وَلَكِن عين عائنة
…
أَلا تروه رقاد الْمَوْت قد رقدا
…