الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.. وَيَا من مَكَارِم أخلاقه
…
زكتْ بعناصره الطاهره
وَيَا من بَدَائِع أَوْصَافه
…
تعين على مدحه شاعره
وماذا عَسى يبلغ المادحو
…
ن من القَوْل بالفطن القاصره
ومجدك قد أعيا الواصف
…
ين وصير آذانهم حائره
وَلَكِن ذَلِك جهد الْمقل
…
فَكُن بِالْقبُولِ لَهُ جابره
أيا من دعائي وَيَا من ولائي
…
وفائح أثنيتي العاطره
لعلياء حَضرته دَائِما
…
تردد وَارِدَة صادره
لعمرك إِن كَانَ حظي غَدا
…
من الله فِي دَاره الْآخِرَه
كَمَا هُوَ عنْدك فِي هَذِه
…
فَتلك إِذا كرة خاسره
…
وَله أَيْضا فِيهِ يمدحه رحمه الله
…
الله نشكر مُخلصين وَنَحْمَد
…
وَله نعظم دَائِما ونوحد
وبذيله الضافي نلوذ ونلتجي
…
وَإِلَيْهِ نسعى مخبتين ونحفد
…
.. وَبِه نصول ونستعين على العدى
…
إِذْ لَا سواهُ لنا إِلَه نعْبد
فَلهُ الثنا وَالْمجد إِذْ هُوَ أَهله
…
وَله الْجَلالَة والبقاء السرمد
مولى حيانا فِي فتور زَمَاننَا
…
بفتى يثقف ديننَا ويسدد
أَعنِي تَقِيّ الدّين أكمل سيد
…
لدعائم الشَّرْع الشريف يشيد
الْعَالم الْوَرع الْمُحَقق وَالَّذِي
…
من دون رتبته السهى والفرقد
من جاد بِالنَّفسِ النفيسة مِنْهُ فِي
…
ذَات الْإِلَه وَلم يرعه تهدد
من لم يخف فِي الله لومة لائم
…
كلا وَلم يرجعه عَنهُ مُفند
حبر حباه الله جل جلاله
…
بِصِفَات مجد فِي علاهُ تخلد
…
هُوَ بَحر علم طود حلم راسخ
…
فِي الْحق لَا وان وَلَا مُتَرَدّد
صدر لَدَيْهِ تحبب وتألف
…
للْمُؤْمِنين ورأفة وتودد
وكذاك فِيهِ على الْمُنَافِق غلظة
…
وتمنع وتصعب وتشدد
هُوَ قَائِم لله يهدي خلقه
…
أبدا إِلَى سبل النجَاة ويرشد
فلذاك أصبح للبرية قدوة
…
فِي الْعَصْر إِذْ هُوَ فِيهِ قطب مُفْرد
لَك يَا أَبَا الْعَبَّاس إِذْ عَن فرقة
…
من قبل قد كَانَت لحقك تجحد
ضَاقَتْ بهم سَعَة الفضا مذ عاينوا
…
لَك كل يَوْم رفْعَة تتجدد
…
.. وراوك ممتازا بِخَير مَنَاقِب
…
لَيست لغيرك فِي زَمَانك تُوجد
فعراهم الْحَسَد المضل فَأَصْبحُوا
…
ولديهم مِنْهُ الْمُقِيم المقعد
إِن يحسدوك فَغير بدع مِنْهُم
…
جم الْفَضَائِل لَا محَالة يحْسد
راموا بُلُوغ مقامك العالي وَمَا
…
علمُوا بأنك فِي الْمَعَالِي أوحد
فَدَعَا بهم دَاعِي قصورهم اخلدوا
…
وَمَعَ الْخَوَالِف مَا حييتُمْ فاقعدوا
لما نأت عزماتهم عَن شأوك السا
…
مي وصدوا عَن حماه أَو بعدوا
هموا بِأَمْر لم ينالوا مِنْهُ مَا
…
طلبُوا لقد ضلوا وَلما يهتدوا
ورموك بالإفك الفظيع وأطنبوا
…
بالْقَوْل فِيمَا زوروا وتقلدوا
وبغوا عَلَيْك بِمَا افتروه تعمدا
…
وسجية الباغين أَن يتعمدوا
لم يتْركُوا شَيْئا بِهِ يتوصلوا
…
طَمَعا إِلَى مَا قرروه وأكدوا
إِلَّا نَحوه وبالغوا فِي جهدهمْ
…
لَكِن سعدت وَإِنَّهُم لن يسعدوا
حَتَّى إِذا مَا استيأسوا نيل مَا
…
كَانُوا جَمِيعًا حاولوا وتقصدوا
خَافُوا سطاك فَأَجْمعُوا آراءهم
…
أَن يودعوك السجْن ثمَّ يخلدوا
فَأبى إلهك أَن ينالوا مِنْك مَا
…
راموا وَهل يزكو لباغ مقصد
مَا ذَاك إِلَّا حَال يُوسُف حُزْته
…
إِرْثا حباك بِهِ الْكَرِيم المرقد
فبلغت فِيهِ من الرياضة فَوق مَا
…
تختاره وَصفا لديك المورد
ثمَّ انْقَضتْ أَيَّام خلوتك الَّتِي
…
كمل الْعَلَاء بهَا وَتمّ السؤدد
وبرزت كالإبريز فَارق كيره
…
فاحتار فِيهِ الجهبذ المستنقد
…
.. وَظَهَرت كالصبح الْمُنِير إِذا بدا
…
فِي الْأُفق فانقشع الظلام الْأسود
وشهرت كالعضب الْمُجَرّد مقسمًا
…
فِي غير هام عداته لَا يغمد
فهناك تعقد للجدال مجَالِس
…
كَانُوا أَرَادوا أَنَّهَا لَا تعقد
فَرَأَوْا نكولا عَن جدالك خيفة
…
وتذبذبت آراؤهم وتفندوا
حَتَّى إِذا أمروا بِذَاكَ وأيقنوا
…
أَن الْخَمِيس وَلَا خلاف الْموعد
حشدوا عَلَيْك جموعهم وتحزبوا
…
وتواثبوا وتحفلوا وتجردوا
وحموا عصابتك الْحُضُور وجادلوا
…
إِذا همو لَك أفردوا
فَنَهَضت معتصما بِرَبِّك واثقا
…
متوكلا تثني عَلَيْهِ وتحمد
وَإِلَيْهِ أخلصت التَّوَكُّل موقنا
…
أَن لَيْسَ يخذل من بِهِ يستنجد
ثمَّ استخرت الله واستفتحته
…
فِيمَا تروم من الْأُمُور وتقصد
فحباك مِنْهُ عواطفا ولواطفا
…
يفنى الزَّمَان وَذكرهَا لَا ينْفد
وأناك نصر الله وَالْفَتْح الَّذِي
…
بهما جَمِيعًا كنت مِنْهُ توعد
فَوَثَبت وثبة ثَائِر لله لم
…
يحفل يما حشدوا وَلَا مَا جندوا
أبديت من كنز الْعُلُوم غوامضا
…
مكنونة لولاك كَانَت تفقد
أسمعتهم مِنْهَا لما لم يسمعوا
…
وأتيتهم مِنْهَا بِمَا لم يعهدوا
أسندتها ورويتها نصا كَمَا
…
جَاءَت معنعنة فيا لَك مُسْند
…
.. حصرت صُدُورهمْ عَن استفهامها
…
وتحيروا لسماعها وتبلدوا
وبدا لَهُم مَا لم يَكُونُوا يحسبوا
…
مِمَّا يسوؤهمو وَمِمَّا يكمد
فاسعد بهَا من محنة فِي طيها
…
منح أقرّ لَهَا الْجُحُود الملحد
نلْت الفخار بهَا وحزت مآثرا
…
سر الصحاب بهَا وغم الْحَسَد
وغدوت فِيهَا كَابْن حَنْبَل تاليا
…
تقفوا جميل جماله وتجدد
…
أخمدت نَار جَهَالَة مَا خلتها
…
لَوْلَا جهادك واجتهادك تخمد
أرضيت رَبك إِذْ أضفت كَلَامه
…
حَقًا إِلَيْهِ وَلَيْسَ فِيهِ تردد
وكذاك أثبت الْعُلُوم والاستوا
…
من غير تكييف وَحصر يُوجد
ونزول خالقنا إِلَى أدنى سما
…
لَيْلًا كَمَا صَحَّ الحَدِيث الْمسند
وَذكرت أَسمَاء الْإِلَه وَلم تزغ
…
ميلًا إِلَى مَا حرفوه وألحدوا
وَرويت أَخْبَار الصِّفَات وآيها
…
مرا كَمَا نقل الثِّقَات وجودوا
ونصرت مِلَّة أَحْمد الْهَادِي وَقد
…
أيدت سنته فَأَنت مؤبد
وأقمت مَذْهَب أَحْمد الثبت الصبو
…
ر على الْأَذَى فلك الهنا يَا أَحْمد
أوضحت منهجه السوي وَأَنه
…
مذ كَانَ فَهُوَ الْمُسْتَقيم الأرشد
وأثرت محنته وَقمت مقَامه
…
فِي الْعَصْر ترغم شانئيك وتكمد
فاحمد إلهك إِنَّه لَك نَاصِر
…
وَابْشَرْ فقدوتك النَّبِي مُحَمَّد
…