الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة
لا يجوز خلو العصر عن مجتهد عند أصحابنا وطوائف.
قال بعض أصحابنا (1): ذكره أكثر من تكلم في الأصول في مسائل الإِجماع، ولم يذكر ابن عقيل خلافه إِلا عن بعض المحدثين.
وقال الآمدي (2): جوزه آخرون، وهو المختار؛ لأنه لو امتنع لكان لغيره، والأصل عدمه.
وفي الصحيحين (3): (إِن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه، ولكن يقبض العلماء، حتى إِذا لم يُبْق عالمًا اتخذ الناس رؤساء جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا).
وجه الأول: سبق (4) في الإِجماع: (لا تزال طائفة من أمتي (5) ظاهرين على الحق).
رد: الخبر الأول أدل على المقصود، ولو تعارضا سلم الأول.
وأيضاً: التفقه فرض كفاية، ففي تركه اتفاق الأمة على باطل.
(1) انظر: المسودة / 472 - 473.
(2)
انظر: الإِحكام للآمدي 4/ 233.
(3)
تقدم في ص 391.
(4)
في ص 384.
(5)
نهاية 166 ب من (ظ).
رد: منعه الآمدي (1) إِن أمكن تقليد العصر السابق.
ثم: فرض عند إِمكانه، فإِذا مات العلماء لم يمكن.
ويتوجه أن هذا مراد أصحابنا وغيرهم، فلا اختلاف؛ لقوله:(لا تقوم الساعة (2) حتى لا يقال (3) في الأرض: الله الله (4)، وقوله:(إِن الله يبعث ريحاً، فلا تدع أحداً في قلبه مثقال حبَّة من إِيمان إِلا قبضته)(5). رواهما مسلم.
(1) انظر: الإِحكام للآمدي 4/ 236.
(2)
نهاية 247 ب من (ب).
(3)
في (ظ): حتى لا يبقى في الأرض من يقول: الله الله.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه/ 131 من حديث أنس مرفوعًا. وأخرجه الترمذي في سننه 3/ 333 - 334 وقال: حديث حسن، وحدثنا محمَّد بن المثنى أخبرنا خالد بن الحارث عن حميد عن أنس نحوه، ولم يرفعه، وهذا أصح من الحديث الأول. وأخرجه أحمد في مسنده (انظر: الفتح الرباني 24/ 44)، وأخرجه الحاكم في مستدركه 4/ 494 بلفظ:(حتى لا يقال في الأرض: لا إِله إِلا الله)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأخرجه -أيضًا- من حديث ابن مسعود مرفوعًا: (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه/ 109 من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
وأخرج أحمد في مسنده 2/ 66 نحوه من حديث عبد الله بن عمرو. وأخرج مسلم في صحيحه/ 2250 - 2255، والترمذي في سننه 3/ 346 - 349 نحوه من حديث النواس بن سمعان مرفوعًا. قال الترمذي: غريب حسن صحيح لا نعرفه إِلا=
ولأحمد وأبي داود (1) عن عمران مرفوعًا: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال (*)).
وأما قوله في التمهيد (2): قال صلى الله عليه وسلم: (لا يخلو العصر من حجة لله)(3) -وذكره القاضي (4) أيضًا- وقوله: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يردوا عليّ)(5) فلا يصح.
وقول بعض أصحابنا (6) وبعض الشافعية (7): "عدم المجتهد المطلق من زمن طويل، مع أنه الآن أَيْسَر" فيه نظر.
=من حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وأخرج حديث النواس -أيضًا- أحمد في مسنده 4/ 181 - 182.
(1)
انظر: مسند أحمد 4/ 437، وسنن أبي داود 3/ 11.
(*) اقرأ بعض أخباره في صحيح البخاري 9/ 59 - 61، وصحيح مسلم/ 2247 وما بعدها، 2266.
(2)
انظر: التمهيد/ 140 ب، 144 أ.
(3)
قال في التمهيد / 144أ: هذا الحديث غير معروف في أصل. وقال الشيرازي في التبصرة/ 376: لا نعرف هذا الحديث.
(4)
انظر: العدة/ 176 أ.
(5)
ذكره في التمهيد/ 140 ب.
(6)
انظر: صفة الفتوى والمفتي والمستفتي/ 17.
(7)
انظر: المجموع 1/ 77.