الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
391 - (9) باب فزع النبي صلى الله عليه وسلم في الكسوف
(1986)
(874)(13) حدثنا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ الْحَارِثِي. حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ. حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيج. حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أُمِّهِ صَفيَّةَ بِنْتِ شَيبَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكرِ؛ أَنَّهَا قَالتْ: فَزعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا. (قَالتْ: تَعْنِي يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ) فَأَخَذَ دِرْعًا حَتى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ
ــ
391 -
(9) باب فزع النبي صلى الله عليه وسلم في الكسوف
(1986)
(874)(13)(حدثنا يحيى بن حبيب) بن عربي (الحارثي) أبو زكريا البصري ثقة من (10)(حدثنا خالد بن الحارث) بن عبيد الهجيمي أبو عثمان البصري ثقة من (8)(حدثنا) عبد الملك (بن جريج) الأموي المكي ثقة من (6)(حدثني منصور بن عبد الرحمن) بن طلحة العبدري الحجبي المكي ثقة من (5)(عن أمه صفية بنت شيبة) بن عثمان بن أبي طلحة العبدرية المدنية لها رؤية.
(عن أسماء بنت أبي بكر) الصديق التيمية المدنية وهذا السند من سداسياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان بمكيان واثنان بصريان وفيه التحديث إفرادًا وجمعًا والعنعنة ورواية صحابية عن صحابية وولد عن والدته (أنها) أي أن أسماء (قالت: فزع) أي بادر وأسرع (النبي صلى الله عليه وسلم) إلى صلاة الكسوف اهتمامًا بشأنه أو خاف من عقوبة الله تعالى وهاب من جلاله عز وجل (يومًا) من الأيام (قالت) صفية: (تعني) أسماء بذلك اليوم (يوم كسفت الشمس فأخذ درعًا) أي درع أهله بدل ردائه سهوًا يدل على هذا قولها في الرواية الثانية: (فأخطأ بدرع) يقال لمن أراد فعل شيء ففعل غيره أخطأ.
(حتى أدرك) وألحق (بردائه) فلبسه أي ألحق به رداؤه وأوصل إليه من ورائه والدرع يطلق ويراد به درع الحديد وهي مؤنثة ويطلق ويراد به درع المرأة وهو قميصها وهو مذكر يقال له درع سابغة ولها درع واسع والمفهوم من كلام النواوي أنه المراد ها هنا فإنه قال عند شرح الرواية الثانية فأخذ درع بعض أهل البيت سهوًا ولم يعلم ذلك لاشتغال قلبه بأمر الكسوف فلما علم أهل البيت أنه ترك رداءه وأخذ رداء غيره أدركه به أنس رضي الله عنه وهو الموافق للأخذ بسرعة والسهولة عند الاستعجال لادرع الحديد التي لا تخطر بالبال إلا وقت القتال لكن ينبغي أن يجلَّ قدره صلى الله عليه وسلم عن مثل ما ذكره من التعبيرات فإن قلبه الشريف لا يشغله ما سوى الله تعالى اهـ.
فَقَامَ لِلناسِ قِيَامًا طَويلًا. لَوْ أَن إِنْسَانًا أَتَى لَمْ يَشْعُرْ أَن النبِي صلى الله عليه وسلم رَكَعَ، مَا حَدَّثَ أَنَّهُ رَكَعَ، مِنْ طُولِ الْقِيَامِ.
(1987)
(0) - (0) وحدّثني سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأمُويُّ. حَدَّثِني أَبِي. حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيج، بِهذَا الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ. وَقَال: قِيَامًا طَويلًا. يَقُومُ ثُمَّ يَرْكَعُ. وَزَادَ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَرْأَةِ أَسَنَّ مِني. وَإِلَى الأخرَى هِيَ أَسْقَمُ مِنِّي.
(1988)
(0) - (0) وحدّثني أَحْمَدُ بْنُ سعيد الدَّارِمِيُّ. حَدَّثَنَا حَبَّانُ
ــ
(فقام) صلى الله عليه وسلم إمامًا (للناس قيامًا طويلًا لو أن إنسانًا) وقوله (أتى) وجاء خبر أن وقوله (لم يشعر) أي لم يعلم صفة إنسان وجملة قوله (أن النبي صلى الله عليه وسلم ركع) سادة مسد مفعول يشعر وقوله (ما حدث) وظن (أنه ركع) جواب لو الشرطية وقوله (من طول القيام) متعلق يحدث والمعنى لو أتى وجاء إنسان غير عالم بركوع النبي صلى الله عليه وسلم قبل القيام الثاني ورآه في قيامه بعد ركوعه الأول ما حدث في قلبه وظن أنه ركع أولًا من أجل طول قيامه الثاني والله أعلم كذا في النووي ويؤيد هذا المعنى قولها في الرواية الأخرى: (حتى لو أن رجلًا جاء خيِّل إليه أنه لم يركع) اهـ.
وانفرد الإِمام مسلم -رحمه الله تعالى- برواية هذا الحديث كما في تحفة الأشراف ثم ذكر المتابعة في هذا الحديث فقال:
(1987)
(0)(0)(وحدثني سعيد بن يحيى) بن سعيد بن أبيان بن سعيد بن العاص (الأموي) أبو عثمان البغدادي ثقة من (10)(حدثني أبي) يحيى بن سعيد بن أبيان بن سعيد بن العاص الأموي أبو أيوب الكوفي صدوق من (9)(حدثنا ابن جريج بهذا الإسناد) يعني عن منصور عن صفية عن أسماء (مثله) أي مثل ما روى خالد بن الحارث عن ابن جريج غرضه بيان متابعة يحيى بن سعيد لخالد بن الحارث (و) لكن (قال) يحيى بن سعيد (قيامًا طويلًا يقوم ثم يركع وزاد) يحيى أيضًا: قالت أسماء: (فجعلت انظر إلى المرأة أسن) أي أكبر (مني) سنًّا (و) انظر (إلى) المرآة (الأخرى هي أسقم) أي أشد سقمًا ومرضًا (مني) وهي قائمة في الصلاة فأصبر على تعب طول القيام كما صبرت هي اتعاظًا بها.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث أسماء - رضي الله تعالى عنها - فقال:
(1988)
(0)(0) وحدثني أحمد بن سعيد) بن صخر (الدارمي) أبو جعفر النيسابوري ثقة من (11)(حدثنا حبان) بفتح الحاء والباء المشددة بن هلال الباهلي أبو
حَدَّثَنَا وُهَيبٌ. حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ. قَالتْ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ النبي صلى الله عليه وسلم. فَفَزعَ، فَأخْطَأ بِدِرْعٍ، حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ بَعْدَ ذلِكَ. قَالتْ: فَقَضَيتُ حَاجَتِي ثُمَّ جِئْتُ وَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ. فَرَأَيتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَائِمًا. فَقُمْتُ مَعَهُ. فَأطَال الْقِيَامَ حَتَّى رَأَيتُنِي أُرِيدُ أَنْ أَجْلِسَ. ثُمَّ أَلْتَفِتُ إِلَى الْمَرْأَةِ الضَّعِيفَةِ،
ــ
حبيب البصري ثقة من (9)(حدثنا وهيب) بن خالد بن عجلان الباهلي أبو بكر البصري صاحب الكرابيسي ثقة من (7)(حدثنا منصور) بن عبد الرحمن الحجبي المكي (عن أمه) صفية بنت شيبة (عن أسماء بنت أبي بكر) الصديق رضي الله عنهما.
وهذا السند من سداسياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان بصريان وواحد مكي وواحد نيسابوري غرضه بسوقه بيان متابعة وهيب بن خالد لابن جريج في رواية هذا الحديث عن منصور بن عبد الرحمن.
(قالت) أسماء: (كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ففزع) أي استعجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبادر إلى صلاة الكسوف (فأخطأ) لاستعجاله واهتمامه بصلاة الكسوف (بـ) أخذ (درع) بعض أهله وأزواجه ظانًا أنه رداؤه (حتى أدرك) بالبناء للمجهول أي لحق (بردائه بعد ذلك) أي بعد ما أخذ درع أهله والفزع ها هنا المبادرة إلى الشيء والاستعجال به ومعنى هذا الكلام كما مر أنه لشدة سرعته واهتمامه بذلك أراد أن يأخذ رداءه فأخذ درع بعض أهل البيت سهوًا ولم ينتبه لذلك لاشتغال قلبه بأمر الكسوف فلما علم أهل البيت أنه ترك رداءه لحقه به إنسان اهـ نواوي.
والمراد بالدرع هنا القميص كما مر قال القرطبي: ويظهر لي أن قولها: (أخطأ بدرع) أي أخطأ فانصرف بدرع وحده من غير ردائه ولذلك قالت: حتى أدرك بردائه اهـ.
(قالت) أسماء: (فقضيت حاجتي) حاجة الإنسان وحاجتها عند عائشة (ثم جئت) أي ذهبت إلى جهة المسجد (ودخلت المسجد) النبوي (فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا) في الصلاة (فقمت معه) صلى الله عليه وسلم (فأطال القيام حتى رأيتني أريد أن أجلس) أي حتى رأيت نفسي مريدة الجلوس في الصلاة لطول تعب القيام ونصب ضميري المتكلم من خصائص أفعال القلوب (ثم ألتفت) أنا مضارع أسند إلى ضمير المتكلم من باب افتعل أي ألتفت (إلى) جوانبي فأرى (المرأة الضعيفة) قائمة في الصلاة
فَأَقُولُ: هذِهِ أَضْعَفُ مِني، فَأَقُومُ. فَرَكَعَ فَأَطَال الرُّكُوعَ. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَطَال الْقِيَامَ. حَتَّى لَوْ أَن رَجُلا جَاءَ. خُيِّلَ إِلَيهِ أَنَّهُ لَمْ يَرْكَعْ
ــ
(فأقول) في نفسي (هذه) المرأة (أضعف مني) أي أشد ضعفًا ومع ذلك فهي قائمة في الصلاة (فأقوم) أنا أي أستمر في القيام صابرة على تعبه (فركع) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فأطال الركوع ثم رفع رأسه) من الركوع (فأطال القيام) بعد الركوع (حتى لو أن رجلًا جاء) ورآه قائمًا (خيِّل إليه) وصور في قلبه (أنه) صلى الله عليه وسلم (لم يركع) أولًا لطول قيامه.
وشارك المؤلف في هذا الرواية البخاري (1058) ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديث أسماء وذكر فيه متابعتين والله أعلم.
***