الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
400 - (18) باب: إغماض الميت والدعاء له، وشخوص بصره عند الموت
(2010)
(887) - (27) حدّثني زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا مُعَاويةُ بْنُ عَمْرٍو. حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَاريُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤيب، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالتْ: دَخَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم َعَلَى أبي سَلَمَةَ وَقَد شَقَّ بَصَرُهُ
ــ
400 -
(18) باب إغماض الميت والدعاء له وشخوص بصره عند الموت
وإغماض الميت سد أجفانه بعد موته، وشخوص بصره انفتاحه عند خروج الروح.
(2010)
(887)(27)(حدثني زهير بن حرب) بن شداد الحرشي أبو خيثمة النسائي (حدثنا معاوية بن عمرو) بن المهلب الأزدي المعْنِيُّ بفتح الميم وسكون العين وكسر النون أبو عمرو الكوفي نزيل بغداد المعروف بابن الكرماني ثقة من (9) روى عنه في (4) أبواب (حدثنا أبو إسحاق الفزاري) إبراهيم بن محمَّد بن الحارث الكوفي ثقة من (8) روى عنه في (5) أبواب (عن خالد) بن مهران المجاشعي (الحذاء) أبي المنازل البصري ثقة من (5) روى عنه في (14) بابا (عن أبي قلابة) البصري عبد الله بن زيد بن عمرو الجرمي ثقة من (3) روى عنه في (11)(عن قبيصة بن ذؤيب) مصغرًا ابن حلحلة الخزاعي أبي إسحاق المدني نزيل دمشق من أولاد الصحابة وله رؤية ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومات بالشام سنة (86) ست وثمانين روى عن أم سلمة في الجنائز وأبي هريرة في النكاح ويروي عنه (4) وأبو قلابة والزهري وابنه إسحاق ومكحول ورجاء بن حيوة وخلق قال العجلي: تابعي مدني ثقة وذكره ابن حبان في الثقات صحابي صغير أو ثقة من (2)(عن أم سلمة) -رضي الله تعالى- عنها وهذا السند من سباعياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان بصريان واثنان كوفيان وواحد نسائي (قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة) بعد موته (وقد شق بصره) وانفتح.
قوله: (وقد شق بصره) بفتح الشين وفتح الراء إذا نظر إلى شيء لا يرتد إليه طرفه والمعنى فتح بصره للنظر إلى شيء وضم الشين غير مختار قاله الطيبي وقال النواوي: هو
فَأغْمَضَهُ. ثُمَّ قَال: "إِن الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ". فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ. فَقَال: "لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إلا بِخَيرٍ. فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ َعَلَى مَا تَقُولُونَ". ثُمَّ قَال: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأبِي سَلَمَةَ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ في الْمَهْدِيِّينَ وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الْغَابِرِينَ
ــ
بفتح الشين ورفع بصره وهو فاعل شق أي انفتح بصره وبقي مفتوحًا هكذا ضبطناه وهو المشهور وضبط بعضهم بصره بالنصب وهو صحيح أيضًا والشين مفتوحة بلا خلاف وقال ابن السكيت في الإصلاح والجوهري حكاية عن ابن السكيت يقال شق بصر الميت ولا تقل: شق الميت بصره وهو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد إليه طرفه.
(فأغمضه) أي أغمض عينيه لئلا يقبح منظره وإغماض الميت هو سد أجفانه وتغطيتها بعد موته وهو سنة عمل بها المسلمون كافة ومقصوده تحسين وجه الميت وستر تغير بصره وقوله: (إن الروح إذا قبض تبعه البصر) معناه إذا خرج الروح من الجسد يتبعه البصر ناظرًا أين يذهب وفي الروح لغتان التذكير والتأنيث وهذا الحديث دليل للتذكير وفيه دليل على أن الروح أجسام لطيفة متخللة في البدن وتذهب الحياة من الجسد بذهابها (فضجَّ) أي رفع الصوت بالبكاء (ناس من أهله) أي من أهل أبي سلمة وأقاربه قال ابن الأثير: الضجيج الصياح عند المكروه والمشقة والجزع (فقال) لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير) أي لا تقولوا شرًّا ولا ويلًا أو الويل لي وما أشبه ذلك (فإن الملائكة يؤمنون) أي يقولون آمين (على ما تقولون) في دعائكم من خير أو شر (ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اغفر لأبي سلمة) خطاياه (وارفع درجته) عندك يا رب العالمين (في المهدببن) أي مع حملة المهديين بتشديد الياء الأولى أي مع الذين هداهم الله للإسلام سابقًا والهجرة إلى خير الأنام أو المعنى: واجعله في زمرة الذين هديتهم إلى الإِسلام اهـ أي (واخلفه في عقبه) أي كن له خليفة في ذريته الذين بقوا بعده (في الغابرين) أي الباقين أي في الأحياء من الناس قوله: (واخلفه) بهمزة الوصل وضم اللام من خلف يخلف إذا قام مقام غيره بعده في رعاية أمر هو حفظ مصالحه أي كن خلفًا أو خليفة له (في عقبه) بفتح العين وكسر القاف أي فيمن يعقبه ويتأخر عنه من ولد وغيره والعقب في الأصل مؤخر الرجل واستعير للولد وولد الولد ولا يقال فيمن لا عقب له أي لم يبق له ولد ذكر وقوله (في الغابرين) حال من عقبه أي أوقع خلافتك في عقبه حالة كونهم في جملة الباقين في الدنيا من الناس قاله القاري
وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالمِينَ. وَافْسَحْ لَهُ في قَبْرِهِ. وَنَورْ لَهُ فِيهِ".
(2011)
(0)(0) وحدّثنا مُحَمَّد بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ الْوَاسِطِيُّ. حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا عُبَيدُ الله بْنُ الْحَسَنِ. حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ،
ــ
والمعنى كن له خليفة على من يتركه من عقبه ويبقى بعده في الباقين على الدنيا اهـ مفهم وقال الأبي: والعقب الأولاد و (الغابرين): الباقين أي بن خليفته في أولاده الباقين لا تكلهم إلى غيرك ففي الغابرين بدل من عقبه قال (ع): في أحاديث أم سلمة تعليم ما يقال عند الموت من الذكر والدعاء وقول الخير والاسترجاع والدعاء لمن يخلفه فينبغي التأسي به صلى الله عليه وسلم في ذلك قال أهل اللغة: يقال لمن ذهب له مال أو ولد أو شيء يتوقع حصول مثله: أخلف الله عليك أي رد عليك مثله فإن ذهب عنه ما لا يتوقع حصول مثله كالوالد يقال: خلف الله عليك أي كان الله خليفة منه عليك اهـ من بعض الهوامش (واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح) أي وسع (له) أي لأبي سلمة (في قبره) دعاء له بعدم الضغطة (ونور له) أي لأبي سلمة (فيه) أي في قبره.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (6/ 297) وأبو داود (3115) والنسائي (4/ 4 - 5) وابن ماجه (1454).
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها فقال:
(2011)
(0)(0) وحدثنا محمَّد بن موسى) بن عمران (القطان) أبو جعفر (الواسطي) روى عن المثنى بن معاذ في الجنائز ويزيد بن هارون وأبي عامر العقدي وغيرهم ويروي عنه (خ م ق) وأبو إسماعيل السلمي وأبو بكر البزار وابن صاعد وغيرهم ذكره ابن حبان في الثقات وقال في التقريب: صدوق من الحادية عشرة (11)(حدثنا المثنى بن معاذ بن معاذ) العنبري أخو عبيد الله أبو الحسن البصري روى عن أبيه في الجنائز ومعتمر بن سليمان وبشر بن المفضل وغيرهم ويروي عنه (م) ومحمد بن موسى القطان وابناه الحسن ومعاذ وأخوه عبيد الله وغيرهم ثقة من (10) العاشرة (حدثنا أبي) معاذ بن معاذ العنبري أبو المثنى البصري ثقة من (9)(حدثنا عبيد الله بن الحسن) بن الحصين بن الحر بن الخشاش التميمي العنبري البصري روى عن خالد الحذاء في الجنائز وداود بن أبي هند والجريري ويروي عنه (م) له فيه فرد حديث في الجنائز ومعاذ بن معاذ وابن مهدي قال النسائي: ثقة فقيه بصري من السابعة (حدثنا خالد) بن مهران (الحذاء) المجاشعي أبو
بِهذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ. غَيرَ أَنهُ قَال:"وَاخْلُفْهُ في تَرِكَتِهِ" وَقَال: "اللَّهُمَّ أَوْسِعْ لَهُ في قَبْرِهِ" وَلَمْ يَقُلِ "افْسَحْ لَهُ". وَزَادَ: قَال خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: وَدَعْوَةٌ أُخْرَى سَابِعَةٌ نَسِيتُهَا.
(2012)
(888)(28) وحدّثنا محمد بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزاقِ. أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيجٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ يَعْقُوبَ. قَال: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيرَةَ يَقُولُ: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَلَمْ تَرَوُا الإِنْسَانَ إِذَا مَاتَ شَخَصَ بَصَرُهُ؟ " قَالُوا:
ــ
المنازل البصري (بهذا الإسناد) يعني عن أبي قلابة عن قبيصة بن ذؤيب عن أم سلمة (نحوه) أي نحو ما حدث الفزاري عن خالد وهذا السند من ثمانياته رجاله خمسة منهم بصريون واثنان مدنيان وواحد واسطي غرضه بسوقه بيان متابعة عبيد الله بن الحسن لأبي إسحاق الفزاري في رواية هذا الحديث عن خالد الحذاء (غير أنه) أي لكن أن عبيد الله بن الحسن (قال) في روايته: (واخلفه في تركته) أي فيما تركه من الأولاد والأهل (وقال) عبيد الله أيضًا في روايته: (اللهم أوسع له في قبره ولم يقل) عبيد الله في روايته لفظة: (افسح له وزاد) عبيد الله: (قال خالد الحذاء: و) بقيت (دعوة أخرى سابعة نسيتها) وفي الحديث استحباب الدعاء للميت عند موته ولأهله وذريته بأمور الدنيا والآخرة اهـ نواوي.
ثم استدل المؤلف -رحمه الله تعالى- على الجزء الأخير من الترجمة بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
(2012)
(888)(28)(وحدثنا محمَّد بن رافع) القشيري النيسابوري (حدثنا عبد الرزاق) بن همام الحميري الصنعاني (أخبرنا ابن جريج) الأموي المكي (عن العلاء) بن عبد الرحمن (بن يعقوب) الجهني أبي شبل المدني صدوق من (5) نسب إلى جده (قال: أخبرني أبي) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني ثقة من (3)(أنه سمع أبا هريرة) رضي الله عنه.
وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون وواحد مكي وواحد صنعاني وواحد نيسابوري.
(يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم تروا الإنسان) أي لم تنظروا إلى حاله وهيئته وسرعة تغيره (إذا مات) وقبض روحه (شخص) من باب نفع (بصره) أي ارتفعت أجفانه وانفتح بصره فلا يرتد إليه طرفه (قالوا) أي قال الحاضرون عنده - صلى الله
بلَى. قَال: "فَذلِكَ حِينَ يَتْبَعُ بَصَرُهُ نَفْسَهُ".
(2013)
(0)(0) وحدَّثناه قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (يَعْنِي الدِّرَاوَرْدِيِّ) عَنِ الْعَلاءِ، بِهذَا الإِسْنَادِ
ــ
عليه وسلم: (بلى) أي نرى شخوص بصره (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم في بيان حكمته وسببه: (فذلك) أي شخوص بصره (حين يتبع) وينظر (بصره نفسه) برفع الأول ونصب الثاني أي روحه حين فارق البدن بقبض الملك له فلم يبق لانفتاح بصره فائدة فأغمضوه كما مر في حديث أم سلمة فإذا علة الإغماض أو سبب الشخوص مشاهدة ما لم يكن يشاهده من قبل ذلك لأن الملك يتمثل له بصورة هائلة أو حسنة كما قال تعالى: {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: 22].
قال القرطبي: وهذا الحديث يدل على أن النفس والروح بمعنى واحد وهو الذي يقبض عند الموت وهذا الحديث انفرد به الإِمام مسلم لم يروه غيره.
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
(2013)
(0)(0)(وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز) بن محمَّد الجهني مولاهم (يعني الدراوردي) المدني (عن العلاء) بن عبد الرحمن الجهني المدني (بهذا الإسناد) يعني عن أبيه عن أبي هريرة غرضه بسوق هذا السند بيان متابعة عبد العزيز لابن جريج في رواية هذا الحديث عن العلاء بن عبد الرحمن.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب حديثان الأول حديث أم سلمة ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة والثاني حديث أبي هريرة رضي الله عنه ذكره للاستدلال به على الجزء الأخير من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة.
***