الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبواب الجنائز
399 - (17) باب تلقين الموتى وما يقال عند المصيبة وعند حضور المرضى والموتى
(2003)
(883) - (23) وحدّثنا أَبُو كَامِل الْجَحْدَرِيُّ فُضَيلُ بْنُ حُسَينٍ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. كِلاهُمَا عَنْ بِشْرٍ. قَال أَبُو كَامِل: حَدَّثَنَا بِشرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ
ــ
أبواب الجنائز
والجنائز بفتح الجيم لا غير جمع جنازة بفتحها وكسرها لغتان مشهورتان من جَنَزَه من باب ضرب إذا ستره قال بعضهم: والكسر أفصح من الفتح وهي بلغتيها اسم للميت في النعش وقيل: بالفتح اسم للميت في النعش وبالكسر اسم للنعش وعليه الميت وقيل: بالعكس ولا يقال: نعش إلا إذا كان الميت عليه فإن لم يكن عليه قيل: سرير وهو يقول كل يوم.
انظر إليَّ بعقلك
…
أنا المهيأ لنقلك
أنا سرير المنايا
…
كم سار مثلي بمثلك
وإنما ذكر المؤلف الجنائز في كتاب الصلاة دون الفرائض مع مناسبتهما لتعلق كل بالموت لاشتمالها على الصلاة التي هي أهم وبهذا يجاب عن عدم ذكرها في الجهاد مع فروض الكفاية مع أنها منها واعلم أن الموت أعظم المصائب والغفلة عنه أعظم فيسن ذكره لخبر: (أكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت) اهـ بيجوري.
399 -
(17) باب تلقين الموتى وما يقال عند المصيبة وعند حضور المرضى والموتى
والتلقين في عرفهم حكاية القول لمن يقوله ويقابله الإملاء وهو مما يطلب في مقدمات الموت.
(2003)
(883)(23)(وحدثنا أبو كامل الجحدري) نسبة إلى أحد أجداده (فضيل بن حسين) بن طلحة البصري ثقة من (15)(وعثمان) بن محمَّد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان ثقة من (10)(كلاهما عن بشر قال أبو كامل: حدثنا بشر بن المفضل) بن لاحق
حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُمَارَةَ. قَال: سَمِعْتُ أَبَا سعيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ: لَا إِلهَ إلا الله"
ــ
الرقاشي مولاهم أبو إسماعيل البصري ثقة من (8)(حدثنا عمارة بن غزية) بفتح المعجمة وكسر الزاي بعدها ياء مشددة بن الحارث بن عمرو الأنصاري المازني المدني وثقة أحمد وأبو زرعة وقال في التقريب: لا بأس به ثقة من (6)(حدثنا يحيى بن عمارة) بن أبي حسن الأنصاري المازني المدني ثقة من (3)(قال) يحيى: (سمعت أبا سعيد) الأنصاري (الخدري) سعد بن مالك المدني رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان بصريان أو بصري وكوفي وفيه التحديث والعنعنة والسماع والمقارنة حالة كونه (يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقنوا) أمر استحباب والخطاب للمسلمين أي ذكروا (موتاكم) أي من حضره مقدمات الموت منكم ففيه مجاز الأول إلا إله إلا الله) مع عديلتها أي بكلمة التوحيد بأن، تتلفظوا بها عنده أي ذكروا من حضره الموت منكم بكلمة التوحيد بأن تتلفظوا بها عنده سمى من قرب من الموت ميتًا باعتبار ما يؤول إليه مجازًا مرسلًا علاقته الأول والمراد بها كلمة التوحيد مع قرينتها فإنه بمنزلة علم على الكلمتين فيجوز الاكتفاء لفظًا وإن كان يراد قرينته معنى كما في المرقاة وقال المناوي: ولا يلقن الشهادة الثانية لأن القصد ذكر التوحيد والصورة أنه مسلم اهـ.
واختلفت عبارات الفقهاء في ذلك والذي ذكره الشرنبلالي هو الثاني والأول أصح نظرًا لظاهر الحديث والمراد ذكرها عنده لا الأمر وإذا لقن المسلم لا يعاد عليه إذا قالها مرة إلا إذا تكلم بعدها بكلام فيلقن ثانيًا ليكون آخر ما سمعه وتكلم به لا إله إلا الله كما جاء في الحديث (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) أي مع الفائزين وإلا فكل مسلم يدخلها ولو بعد حين اهـ من بعض الهوامش وعبارة القرطبي هنا: (قوله: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله) أي قولوا لهم ذلك وذكروهم به عند الموت وسماهم النبي صلى الله عليه وسلم موتى لأن الموت قد حضرهم وتلقين الموتى هذه الكلمة سنة مأثورة عمل بها المسلمون وذلك ليكون آخر كلامه لا إله إلا الله فيختم له بالسعادة وليدخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) رواه أحمد وأبو داود من حديث معاذ بن جبل ولينبه المحتضر على ما يدفع به الشيطان فإنه يتعرض للمحتضر ليفسد عليه عقيدته فإذا تلقنها المحتضر وقالها مرة واحدة فلا تعاد عليه لئلا يتضجر وقد كره أهل العلم الإكثار عليه من التلقين والإلحاح عليه إذا هو تلقنها أو فهم عنه ذلك والتلقين
(2004)
(0)(0) وحدَّثناه قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ). ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخلَدٍ. حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ بِلالٍ. جَمِيعًا، بِهذا الإِسْنَادِ.
(2005)
(884) - (24) وحدّثنا أَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيبَةَ. ح وَحَدَّثَنِي عَمْرْو النَّاقِدُ. قَالُوا جَمِيعًا: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ،
ــ
بعد الموت قد جزم كثير أنه حادث وفي أمره صلى الله عليه وسلم بتلقين الموتى ما يدل على تعين الحضور عند المحتضر لتذكيره وإغماضه والقيام عليه وذلك من حقوق المسلم على المسلمين ولا خلاف في ذلك اهـ من المفهم. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (3/ 3) وأبو داود (3117) والترمذي (976) والنسائي (4/ 5) وابن ماجه (1445).
ثم ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- المتابعة في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقال:
(2004)
(0)(0) وحدثناه قتيبة بن سعيد) بن جميل الثقفي البلخي (حدثنا عبد العزيز) بن محمَّد بن عبيد (يعني الدراوردي) الجهني مولاهم أبو محمَّد المدني صدوق من (8)(ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي (حدثنا خالد بن مخلد) البجلي مولاهم أبو الهيثم الكوفي القطواني صدوق من كبار (10)(حدثنا سليمان بن بلال) التيمي مولاهم أبو محمَّد المدني ثقة من (8)(جميعًا) أي كل من عبد العزيز وسليمان بن بلال رويا عن عمارة بن غزية (بهذا الإسناد) يعني عن يحيى بن عمارة عن أبي سعيد الخدري غرضه بسوق هذا السند بيان متابعة عبد العزيز وسليمان بن بلال لبشر بن المفضل في رواية هذا الحديث عن عمارة بن غزية.
ثم استشهد المؤلف -رحمه الله تعالى- لحديث أبي سعيد الخدري بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما فقال:
(2005)
(884)(24)(وحدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة) الكوفيان (ح وحدثني عمرو) بن محمَّد بن بكير (الناقد) البغدادي (قالوا جميعًا: حدثنا أبو خالد الأحمر) سليمان بن حيان الأزدي الكوفي ثقة من (8)(عن يزيد بن كيسان) اليشكري الكوفي صدوق من (6)(عن أبي حازم) سلمة بن دينار الأعرج. التمار المدني ثقة من
عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ. قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ: لَا إِلهَ إلَّا اللهُ".
(2006)
(885)(25) حدثنا يَحْيَى بْنُ أَيوبَ وَقُتَيبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ. جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ. قَال ابْنُ أيوبَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ. أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنِ ابْنِ سَفِينَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ؛
ــ
(5)
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم مدنيان وثلاثة منهم كوفيون أو كوفيان وبغدادي (قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله) تقدم شرح هذا الحديث آنفًا فلا عود ولا إعادة وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث ابن ماجه.
ثم استدل المؤلف -رحمه الله تعالى- على الجزء الثاني من الترجمة بحديث أم سلمة - رضي الله تعالى- عنها فقال:
(2006)
(885)(25)(حدثنا يحيى بن أيوب) المقابري أبو زكرياء البغدادي ثقة من (10)(وقتيبة) بن سعيد الثقفي (و) علي (بن حجر) بن إياس السعدي المروزي ثقة من صغار (9)(جميعًا) أي كل من الثلاثة رووا (عن إسماعيل بن جعفر) بن أبي كثير الزرقي المدني ثقة من (8)(قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل) بصيغة السماع (أخبرني سعد بن سعيد) بن قيس بن عمرو الأنصاري أخو يحيى بن سعيد الأنصاري المدني (عن عمرو بن كثير بن أفلح) مولى أبي أيوب الأنصاري المدني روى عن عمر بن سفينة مولى أم سلمة في الجنائز وأبي محمَّد مولى أبي قتادة في الجهاد ويروي عنه (خ م دت ق) وسعد بن سعيد ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن عون قال النسائي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن الديني والعجفي: ثقة وقال في التقريب: ثقة من الرابعة (عن) عمر (ابن سفينة) بالتكبير أو سفينة بالتصغير مولى أم سلمة المدني روى عن أم سلمة في الجنائز ويروي عنه عمر بن كثير بن أفلح و (م دت) صدوق من الثالثة (عن أم سلمة) هند بنت أبي أمية حذيفة المخزومية المدنية زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها.
وهذا السند من سداسياته رجاله خمسة منهم مدنيون وواحد إما بغدادي أو بلخي أو مروزي وفيه التحديث والإخبار والعنعنة والمقارنة.
أَنَّهَا قَالتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ مُسْلِم تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ الله: إِنَّالله وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ. اللَّهُم أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيرًا مِنْهَا، إلا أَخْلَفَ الله لَهُ خَيرًا مِنْهَا"
ــ
(أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم) ولا مسلمة (تصيبه مصيبة) أي شدة وتنزل به في نفسه أو في أهله أو في ماله والمصيبة ما أصاب الإنسان من خير أو شر ولكن اللغة قصرها على الشر اهـ.
(فيقول) عندما أصابته (ما أمره الله) في ضمن مدح الصابرين بقوله في سورة البقرة {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} [البقرة: 156] قالوا (إنا لله) خلقًا وإيجادًا، (وإنا إليه راجعون) للمحاسبة والمجازاة فإن كل خصلة ممدوحة في الكتاب الكريم تتضمن الأمر بها كما أن المذمومة فيه تقتضي النهي عنها وقال عمر رضي الله عنه: نعم العدلان ونعم العلاوة {أُولَئِكَ عَلَيهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة: 157] كما في باب الصبر عند الصدمة الأولى من صحيح البخاري قال القرطبي: (فيقول ما أمره الله) هذا تنبيه على قوله {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155]، الآية مع أنه ليس فيها أمر بذلك القول وإنما تضمنت مدح من قاله فيكون ذلك القول مندوبًا والمندوب مأمور به أي مطلوب وإن جاز تركه وقال أبو المعالي: لم يختلف الأصوليون في أن المندوب مطلوب وإنما اختلفوا هل يسمى مأمورًا به قلت: وهذا الحديث يدل على أنه يسمى بذلك وقوله (إنالله وإنا إليه راجعون) كلمة اعتراف بالملك لمستحقه وتسليم له فيما يجريه في ملكه وتهوين للمصيبات بتوقع ما هو أعظم منها وبالثواب المرتب عليها وتذكير المرجع والمآل الذي حكم به ذو العزة والجلال (اللهم أجرني) أي أثبني وأعطني الأجر والثواب (في مصيبتي) أي على ما أصابني من المصائب والشدائد (واختلف لي) أي أبدل لي (خيرًا منها) أي مما أصابتني المصيبة فيه والمعنى أي ليس مسلم أصابته مصيبة في نفسه أو أهله أو ماله فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني على مصيبتي وأبدل لي خيرًا منها (إلا أخلف الله) أي إلا أبدل الله سبحانه (له) أي لذلك القائل (خيرًا منها) أي أفضل مما أصابته المصيبة فيه إن كان مما يخلف كالولد والأهل والمال.
قوله: (اللهم أجرني) كذا بهمزة واحدة وهو أمر من أجره الله إذا أعطاه أجرًا وثوابًا فهمزة الوصل المجلوبة لصيغة الأمر أسقطت كما أسقطت في نحو (فأتنا) كراهة توالي المثلين وبابه نصر وضرب فيجوز في الجيم الضم والكسر والأول أكثر وذكر
قَالتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ أَوَّلُ بَيتٍ هَاجَرَ ثُمَّ إِني قُلْتُهَا. فَأَخْلَفَ الله لِي رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالتْ: أَرْسَلَ إِليَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ
ــ
الشارح رواية آجرني بالمد وهي لغة ثالثة كما في المصباح فيتعين الكسر في الجيم وقال ملَّا علي قوله: (اللهم آجرني) على حذت العاطف فإنه ليس من جملة المأمور به السابق وأما الدعاء المأمور به في القرآن ضمنًا وصراحة فمطلق الدعاء وفي الحديث الدعاء الخاص اهـ والتقدير: ما من مسلم أصابته مصيبة فقال: إنالله وانا إليه راجعون وقال: اللهم آجرني في مصيبتي الخ وقوله (وأخلف لي) هو بقطع الهمزة وكسر اللام قال أهل اللغة: يقال لمن ذهب له مال أو ولد أو قريب أو شيء يتوقع حصول مثله: أخلف الله عليك أي رد عليك مثله فإن ذهب عنه ما لا يتوقع مثله كوالد أو عم أو أخ لمن لأجد له ولا والد له قيل له خلف الله عليك بغير ألف أي كان خليفة لك منه اهـ نواوي.
(قالت) أم سلمة (فلما مات أبو سلمة) هو زوجها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم و - رضي الله تعالى عنهما - اسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي من السابقين الأولين إلى الإِسلام قال ابن إسحاق: أسلم بعد عشرة أنفس وكان أخا النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة كما ثبت في الصحيحين وتزوج أم سلمة ثم صارت بعده إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابن عمة للنبي صلى الله عليه وسلم أمه برة بنت عبد المطلب وهو مشهور بكنيته أكثر من اسمه ومات بالمدينة بعد أن رجعوا من أحد على الصحيح وهو أول من هاجر بظعينته إلى الحبشة ثم إلى المدينة وفيمن شهد بدرًا اهـ من الإصابة.
(قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة) استعظام منها لشأن زوجها وتعجب من أن يكون لها خلف خير منه على موجب الحديث الشريف هو (أول) أهل (بيت هاجر) مع عياله فهو أول من هاجر بأهله إلى أرض الحبشة ثم إلى المدينة وكان أخا النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وابن عمته (ثم إني قلتها) أي كلمة الاسترجاع والدعاء المذكور بعدها وعبارة الموطإ (ثم إني قلت ذلك).
(فأخلف الله لي) عن أبي سلمة (رسول الله صلى الله عليه وسلم) خير خليفة وخير حظ (قالت) أم سلمة في بيان مبدإ تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها: (أرسل الي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة) بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها
يَخْطُبُنِي لَهُ. فَقُلْتُ: إِن لِي بِنْتًا وَأَنَا غَيُورٌ. فَقَال: "أما ابْنَتُهَا فَنَدْعُو الله أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا. وَأَدْعُو الله أَنْ يَذْهَبَ بِالْغَيرَةِ".
(2007)
(0)(0) وحدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ. قَال: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ. قَال: سَمِعْتُ ابْنَ سَفِينَةَ يحدث؛ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
ــ
مثناة ثم مهملة مفتوحتان ابن عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل اللخمي حليف بني أسد بن عبد العزى فكاتبه فأدى مكاتبته اتفقوا على شهوده بدرًا وثبت ذلك في الصحيحين من حديث علي في قصة كتابة حاطب إلى أهل مكة يخبرهم بتجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ} [الممتحنة: 1] الآية اهـ من الإصابة.
حالة كون حاطب (يخطبني) أي يطلب مني تزوجي (له) صلى الله عليه وسلم (فقلت) له في جواب خطبته (إن لي بنتًا) لم تتزوج أخاف ضياعها إن تزوجت وتركتها في البيت وهي زينب بنت أبي سلمة (و) مع ذلك (أنا غيور) أي شديدة المغيرة على الزوج وعندك أزواج وغيور على زنة فعول من المغيرة بفتح المعجمة وهي الحمية والأنفة تكون للرجل على امرأته ولها عليه يقال: رجل غيور وامرأة غيور بلا هاء لأن فعولًا يشترك فيه المذكر والمؤنث وفي رواية (إني امرأة غيرى) وهي فعلى من المغيرة كما في النهاية والرجل غيران نظير عطشى وعطشان فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبًا إليها (فقال) لحاطب: قل لها (أما ابنتها فندعو الله) سبحانه وتعالى (أن يغنيها عنها) بزوج (وأدعو الله) تعالى (أن يذهب) عنها (بالغيرة) يقال: أذهب الله الشيء وذهب به كقوله تعالى {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} [البقرة: 17].
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أبو داود (3119) والترمذي (3506). ثم ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- المتابعة في حديث أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - فقال:
(2007)
(0)(0)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي (حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الكوفي (عن سعد بن سعيد) الأنصاري المدني (قال: أخبرني عمر بن كثير بن أفلح) الأنصاري المدني (قال: سمعت) عمر (بن سفينة) مولى أم سلمة المخزومي المدني (يحدث أنه سمع أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: سمعت رسول -الله صلى الله على وسلم -) وهذا السند من سداسياته غرضه بسوقه بيان
يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ: إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ. اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيرًا مِنْهَا، إلا آجَرَهُ الله في مُصِيبَتِهِ. وَأَخْلَفَ لَهُ خَيرًا مِنْهَا".
قَالتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم. فَأَخْلَفَ الله لِي خَيرًا مِنْهُ. رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم.
(2008)
(0)(0) وحدّثنا محمد بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ. أَخْبَرَنِي عُمَرُ (يَعْنِي ابْنَ كَثِيرٍ) عَنِ ابْنِ سَفِينَةَ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النبي صلى الله عليه وسلم. قَالتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
ــ
متابعة أبي أسامة لإسماعيل بن جعفر في رواية هذا الحديث عن سعد بن سعيد وكرر لما بين الروايتين من المخالفة (يقول: ما من عبد) وأمة (تصيبه) أوتصيبها (مصيبة) أي مشقة نازلة (فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون) ثم يقول: (اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها إلا آجره الله) تعالى أي أثابه (في مصيبته وأخلف له خيرًا منها قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم) من الاسترجاع والدعاء المذكور بعده (فأخلف الله لي خيرًا منه) أي من أبي سلمة وقوله (رسول الله صلى الله عليه وسلم عطف بيان لخيرًا والحديث مر شرحه آنفًا فلا عود ولا إعادة.
ثم ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- المتابعة ثانيًا في حديث أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - فقال:
(2008)
(0)(0) وحدثنا محمَّد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي (حدثنا أبي) عبد الله بن نمير (حدثنا سعد بن سعيد) الأنصاري المدني (أخبرني عمر يعني ابن كثير) بن أفلح الأنصاري المدني (عن) عمر (بن سفينة) المخزومي مولاهم (مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم).
وهذا السند من سداسياته غرضه بسوقه بيان متابعة عبد الله بن نمير لأبي أسامة في رواية هذا الحديث عن سعد بن سعيد.
(قالت) أم سلمة: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) الحديث المذكور
بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ. وَزَادَ: قَالتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: مَنْ خير مِنْ أَبِي سَلَمَةَ صَاحِبِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ ثُمّ عَزَمَ اللهُ لِي فَقُلْتُهَا. قَالتْ: فَتَزَوَّجْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم.
(2009)
(886) - (26) حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَأَبُو كُرَيبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوَيةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ؛ قَالتْ: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ، أَو الْمَيِّتَ، فَقُولُوا خَيرًا
ــ
وساق عبد الله بن نمير (بمثل حديث أبي أسامة وزاد) عبد الله بن نمير: (قالت) أم سلمة: (فلما توفي أبو سلمة قلت من خير) مبتدأ وخبر و (من) للاستفهام التعجبي أي أيُّ خير (من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عزم الله لي) أي خلق الله لي العزم والجزم والقصد المؤكد في قلبي على هذه الدعوة والعزم عقد القلب وتصميمه على إمضاء الأمر (فقلتها) أي فقلت تلك الكلمات الاسترجاعية والدعائية (قالت) أم سلمة: (فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم) ببركة هذه الدعوة.
ثم استدل المؤلف -رحمه الله تعالى- على الجزء الأخير من الترجمة بحديث أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - فقال:
(2059)
(886)(26)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب) محمَّد بن العلاء (قالا: حدثنا أبو معاوية) محمَّد بن خازم الضرير الكوفي (عن) سليمان بن مهران (الأعمش) الكاهلي الكوفي (عن شقبق) بن سلمة الأسدي الكوفي ثقة مخضرم من (2)(عن أم سلمة) - رضي الله تعالى- عنها.
وهذا السند من خماسياته ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون إلا أم سلمة.
(قالت) أم سلمة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرتم المريض أو الميت) أو للتنويع لا للشك (فقولوا خيرًا) أي قولًا خيرًا لهما من الدعاء للمريض بالعافية وللميت بالمغفرة ولصاحب المصيبة بإعقاب من هو خير منه إن كان يتوقع حصول مثل المفقود وإلا فباللطف به والتخفيف عنه قال القرطبي: وهذا أمر تأديب وتعليم بما يقال عند الميت وإخبار بتأمين الملائكة على دعاء من هناك ومن هنا استحب علماؤنا أن يحضر الميت الصالحون وأهل الخير حالة موته ليذكروه ويدعوا له ولمن يخلفه ويقولوا خيرًا فيجتمع دعاؤهم وتأمين الملائكة فينتفع بذلك الميت ومن يصاب به ومن يخلفه كما
فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ" قَالتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِن أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ. قَال: "قُولِي: اللَّهُم، اغْفِرْ لِي وَلَهُ. وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً" قَالتْ: فَقُلْتُ، فَأَعْقَبَنِيَ الله مَنْ هُوَ خير لِي مِنْهُ. مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم
ــ
قال: (فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون) فيستجاب لكم (قالت) أم سلمة: (فلما مات أبو سلمة) عبد الله بن عبد الأسد المخزومي (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لها (قولي: اللهم: اغفر لي وله وأعقبني) أي بدلني وعوضني (منه) أي في مقابلته (عقبى حسنة) أي عاقبة جميلة وبدلًا صالحًا (قالت) أم سلمة: (فقلت) ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم (فأعقبني الله) أي عوضني الله تعالى منه (من هو خير لي منه) أي من أبي سلمة (محمدًا صلى الله عليه وسلم بالنصب بدل مِنْ مَنْ الموصولة أو عطف بيان له.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أبو داود (3118) والترمذي (997) والنسائي (4/ 4 - 5) وابن ماجه (1447).
وجملة ماذكره المؤلف في هذا الباب أربعة أحاديث:
الأول حديث أبي سعيد الخدري ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة.
والثاني حديث أبي هريرة ذكره للاستشهاد به.
والثالث: حديث أم سلمة الأول ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة وذكر فيه متابعتين.
والرابع حديث أم سلمة الثاني ذكره للاستدلال به على الجزء الأخير من الترجمة.
***