الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
384 - (2) باب رفع اليدين عند الدعاء في الاستسقاء والإشارة إلى السماء بظهر كفيه
(1955)
(863) - (3) حدَّثنا أَبُو بكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ. قَال: رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيهِ في الدُّعاءِ. حَتى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيهِ.
(1956)
(0)(0) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَعَبْدُ الأعلَى،
ــ
384 -
(2) باب رفع اليدين عند الدعاء في الاستسقاء والإشارة إلى السماء بظهر كفيه
(1955)
(863)(3)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسيُّ الكُوفيّ (حَدَّثَنَا يحيى بن أبي بكير) مصغرًا اسمه نسر بفتح النُّون وسكون المهملة القيسي العبدي أبو زكريا البغدادي (عن شعبة) بن الحجاج البَصْرِيّ (عن ثابت) بن أسلم البناني البَصْرِيّ (عن أنس) بن مالك الأَنْصَارِيّ البَصْرِيّ وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون وواحد بغدادي وواحد كُوفِيّ وفيه التحديث والعنعنة (قال) أنس: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه) أي كفيه (في) حالة (الدعاء) رفعًا بليغًا (حتَّى يرى) لمن عنده (بياض إبطيه) بكسر الهمزة وسكون الموحدة استدل به على استحباب رفع اليدين في دعاء الاستسقاء ولذا لم يرو عن الإِمام مالك رحمه الله أنَّه رفع يديه إلَّا في دعاء الاستسقاء خاصةً وهل ترفع في غيره من الأدعية أم لا والصحيح الاستحباب في سائر الأدعية رواه الشيخان وغيرهما وأما حديث أنس المروي في الصحيحين وغيرهما الآتي في الرواية التالية لهذه الرواية أنَّه صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلَّا في الاستسقاء فإنَّه كان يرفع يديه حتَّى يرى بياض إبطيه فمؤول على أنَّه لا يرفعهما رفعًا بليغًا ولذا قال في المستثنى حتَّى يرى بياض إبطيه اهـ من الإرشاد.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخَارِيّ (933) وأبو داود (1174 و 1175) والنَّسائيّ (3/ 154 - 155).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
(1956)
(0)(0)(حدثنا محمَّد بن المثنَّى) البَصْرِيّ العنزيُّ (حَدَّثَنَا) محمَّد (بن أبي عدي) إبراهيم السلميُّ مولاهم أبو عمرو البَصْرِيّ ثقهَ من (9)(وعبد الأعلى) بن
عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يَرْفَعُ يَدَيهِ في شَيءٍ مِنْ دُعَائِهِ إلَّا في الاسْتِسْقَاءِ. حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبطيهِ. غَيرَ أَنَّ عَبْدَ الأَعْلَى قَال: يُرَى بَيَاضُ إِبْطِهِ أَوْ بَيَاضُ إِبْطَيهِ
ــ
عبد الأعلى السامي بمهملة أبو محمَّد البَصْرِيّ ثقة من (8)(عن سعيد) بن أبي عروية مهران اليشكري مولاهم أبي النضر البَصْرِيّ ثِقَة من (6)(عن قتادة) بن دعامة السدوسي أبي الخطاب البَصْرِيّ ثِقَة من (4)(عن أنس) بن مالك الأَنْصَارِيّ البَصْرِيّ رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون وفيه التحديث والعنعنة والمقارنة غرضه بسوقه بيان متابعة قتادة لثابت البناني في رواية هذا الحديث عن أنس (أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه) أي رفعًا بليغًا لئلا يعارض الرواية السابقة (في شيء من دعائه إلَّا في الاستسقاء) فإنَّه كان يرفع يديه رفعًا بليغًا (حتَّى يرى بياض إبطيه) هكذا قال ابن أبي عدي (غير أن عبد الأعلى قال) في روايته حتَّى (يرى بياض إبطه) بالإفراد (أو) يرى (بياض إبطيه) بالتثنية بالشك في أي الصيغتين قال سعيد: وظاهر هذه الرواية تنفي الرفع في كل دعاء غير الاستسقاء وهو معارض بما سبق في الرواية السابقة وبما سنذكره من الأحاديث المثبتة للرفع في سائر الأدعية فليحمل النفي في هذه الرواية على صفة مخصوصة إما الرفع البليغ كما يدل عليه قوله حتَّى يرى بياض إبطيه كما مر آنفًا وإما على صفة اليدين في ذلك كما ذكره في الرواية الآتية بقوله فأشار بظهر كفيه إلى السماء وعلى نفي رؤية أنس لذلك وهو لا يستلزم نفي رؤية غيره ورواية المثبت مقدمة على النافي.
والحاصل استحباب الرفع في كل دعاء إلَّا ما جاء من الأدعية مقيدًا بما يقتضي عدم الرفع فيه كدعاء الركوع والسجود وغيرهما فقد ورد رفعه صلى الله عليه وسلم يديه في مواضع كثيرة فمنها رفعه يديه حتَّى يرى عفرة إبطيه حين استعمل ابن اللتبية على الصدقة كما في الصحيحين ومنها رفعهما في قصة خالد بن الوليد قائلًا: اللهم إنِّي أبرأ إليك مما صنع خالد رواه البُخَارِيّ والنَّسائيّ ومنها رفعهما على الصفا رواه مسلم وأبو داود ومنها رفعهما ثلاثًا بالبقيع مستغفرا لأهله رواه البخاري في رفع اليدين ومسلم ومنها رفعهما حين تلا قوله تعالى {إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} الآية قائلًا: اللهم أمتي أمتي رواه مسلم ومنها رفعهما حين بعث جيشًا فيهم علي قائلًا: اللهم لا تمتني حتَّى تريني عليًّا رواه التِّرْمِذِيّ
(1957)
(0)(0) وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ أن أنس بنِ مالِكٍ حَدَّثَهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.
(1958)
(863)(0) وحدّثنا عَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ،
ــ
ومنها رفعهما حين جمع أهل بيته وألقى عليهم الكساء قائلًا: اللهم هؤلاء أهل بيتي رواه الحاكم وقد جمع النواوي في شرح المهذب نحوًا من ثلاثين حديثًا في ذلك من الصحيحين وغيرهما وللمنذري فيه جزءٌ قال الرُّوياني: ويكره رفع اليد النجسة في الدعاء ويحتمل أن يقال: لا يكره بحائل وفي مسلم وأبي داود عن أنس (أنه صلى الله عليه وسلم كان يستسقي هكذا ومد يديه وجعل بطونها مما يلي الأرض حتى رأيت بياض إبطيه) فقال أصحابنا الشافعية وغيرهم السنة في دعاء القحط ونحوه من رفع بلاء أن يجعل ظهر كفيه إلى السماء وهي صفة الرهبة وإن سأل شيئًا يجعل بطونهما إلى السماء والحكمة أن القصد رفع البلاء بخلاف القاصد حصول شيء أو تفاؤلًا ليقلب الحال ظهرًا لبطن وذلك نحو صنيعه في تحويل الرداء أو إشارة إلى ما يسأله وهو أن يجعل بطن السحاب إلى الأرض لينصب مافيه من المطر اهـ من القسطلاني وشارك المؤلف في هذه الرواية البخاري والنسائي وابن ماجه والله سبحانه وتعالى أعلم ثم ذكر المؤلف رحمه الله المتابعة ثانيًا في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
(1957)
(0)(0)(وحدثنا) محمد (بن المثنى) البصري (حدثنا يحيى بن سعيد) بن فروخ القطان التميمي أبو سعيد البصري ثقة من (9)(عن) سعيد (بن أبي عروبة) مهران اليشكري البصري (عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم) أي حدث قتادة ومن معه (عن النبي صلى الله عليه وسلم وساق يحيى بن سعيد (نحوه) أي نحو حديث ابن أبي عدي وأفرد الضمير لأن المعتبر من المتقارنين المذكور أولًا لا الثاني وغرضه بسوقه بيان متابعة يحيى القطان لابن أبي عدي.
ثم استدل المؤلف رحمه الله على الجزء الأخير من الترجمة بحديث آخر لأنس بن مالك رضي الله عنه فقال:
(1958)
(863)(3)(وحدثنا عبد بن حميد) الكسي (حدثنا الحسن بن موسى) البغدادي أبو على الأشيب ثقة من (9) روى عنه في (10) أبواب (حدثنا حَماد بن سلمة)
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْقَى. فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفَّيهِ إِلَى السَّمَاءِ
ــ
ابن دينار التميمي أبو سلمة البصري (عن ثابت) بن أسلم البصري (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون وواحد بغدادي وواحد كسي (أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء) وجعل باطنهما إلى الأرض تفاؤلًا برفع القحط وحصول الخصب.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أبو داود فقط كما في تحفة الأشراف ولم يذكر المؤلف رحمه الله في هذا الباب إلا حديثين كلاهما لأنس ذكر الأول منهما استدلالًا به على الجزء الأول من الترجمة وذكر فيه متابعتين وذكر الثاني منهما استدلالًا به على الجزء الأخير من الترجمة والله أعلم.
***