الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
475 - (31) باب: الوقوف بعرفات ونزول قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [
البقرة: 199]
(2834)
- (1189)(109) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخبَرَنَا أَبُو مُعَاوَيةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها. قَالتْ: كَانَ قُرَيشٌ وَمَنْ دَانَ دِينَهَا يَقِفُونَ بالْمُزْدَلِفَةِ. وَكَانُوا يُسَمُّوْنَ الْحُمْسَ
ــ
475 -
(31) باب الوقوف بعرفات ونزول قوله تعالى ({ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيثُ أَفَاضَ النَّاسُ})
2734 -
(1189)(109)(حَدَّثَنَا يحيى بن يحيى) بن بكير التميمي النيسابوري (أخبرنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي (عن هشام بن عروة) بن الزبير الأسدي المدني (عن أبيه) عروة بن الزبير بن العوام الأسدي المدني (عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله عنها وهذا السند من خماسياته ثلاثة منهم مدنيون وواحد كوفي وواحد نيسابوري (قالت) عائشة (كان قريش ومن دان) أي تمسك (دينها) أي اتخذه لنفسه دينًا وتبعهم في ذلك الدين ووافقهم عليه (يقفون) في الحج (بالمزدلفة) ولا يخرجون إلى عرفة مع الناس، قال سفيان بن عيينة: وكان الشيطان قد استهواهم فقال لهم: إنكم إن عظمتم غير حرمكم استخف الناس بحرمكم، فكانوا لا يخرجون منه، رواه الحميدي في مسنده (وكانوا) أي وكان قوم قريش (يسمون) عند الناس (الحمس) بضم الحاء المهملة وسكون الميم وسين مهملة، روى إبراهيم الحربي عن مجاهد قال: الحمس قريش ومن كان يأخذ مأخذها من القبائل كالأوس والخزرج وخزاعة وثقيف وغزوان وبني عامر وبني صعصعة وبني كنانة إلَّا بني بكر، والحمس جمع أحمس كحمر وأحمر، والأحمس في كلام العرب الشديد سموا بذلك لما شددوا على أنفسهم وكانوا إذا أهلوا بحج أو عمرة لا يأكلون لحمًا ولا يضربون وبرًا ولا شعرًا، وإذا قدموا مكة وضعوا ثيابهم التي كانت عليهم، وروى إبراهيم أيضًا من طريق عبد العزيز بن عمران المدني قال: سموا حمسًا بالكعبة لأنها حمساء حجرها أبيض يضرب إلى السواد اهـ والأول أشهر وأكثر، وقيل مأخوذ من الحماسة بمعنى الشجاعة، وذكر الحربي عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال: كانت قريش إذا خطب إليهم الغريب اشترطوا عليه أن ولدها على دينهم فدخل في الحمس من غير قريش ثقيف وليث وخزاعة وبنو عامر بن صعصعة
وَكَانَ سَائِرُ الْعَرَبِ يَقِفُونَ بِعَرَفَةَ. فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلَامُ أَمَرَ اللهُ عز وجل نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يأتِيَ عَرَفَاتِ فَيَقِفَ بِهَا. ثُمَّ يُفِيضَ مِنْهَا. فَذلِكَ قَوْلُهُ عز وجل: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199]
ــ
يعني وغيرهم، وعرف بهذا أن المراد بهذه القبائل من كانت له من أمهاته قرشية. لا جميع القبائل المذكورة كذا في الفتح (وكان سائر العرب) وباقي الناس (يقفون بعرفة فلما جاء الإسلام أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات فيقف بها) مع الناس (ثم) بعد وقوفه (يفيض) أي يذهب (منها) أي من عرفات إلى مزدلفة، وقوله (يفيض) بضم أوله من الإفاضة وهو هنا الدفع والذهاب بكثرة تشبيهًا بفيض الماء، قال ابن الأثير: وأصل الإفاضة الصب فاستعيرت للدفع في السير، وأصله أفاض نفسه أو راحلته فرفضوا ذكر المفعول حتَّى أشبه غير المتعدي قاله ابن الأثير ومثله الدفع في هذا المعنى فيقال دفع من عرفات أي أفاض منها كأنه دفع نفسه منها ونحاها أو دفع ناقته وحملها على السير اهـ من بعض الهوامش، قالت عائشة (فذلك) أي فمصداق ذلك الَّذي ذكرته وشاهده (قوله عز وجل {ثُمَّ}) بعد وقوفكم بعرفة وذكركم عند المشعر الحرام ({أَفِيضُوا}) أي ارجعوا يا قريش ({مِنْ حَيثُ أَفَاضَ النَّاسُ}) غيركم من سائر العرب وعامة الناس أي ارجعوا من المزدلفة إلى منى قبل طلوع الشمس للرمي والنحر إن قلنا إنه خطاب لقريش وأمر لهم بالإفاضة من حيث أفاض غيرهم، فعلى هذا القول المراد بالناس جميع العرب سوى الحمس، والقول الثاني إنه خطاب لسائر المسلمين، والمراد بالناس إبراهيم وإسماعيل وأتباعهما والمعنى على هذا القول ثم بعد ذكركم أيها المسلمون عند المشعر الحرام ارجعوا من المزدلفة إلى منى حيث أفاض الناس أي ارجعوا إلى منى للرمي والنحر في الوقت الَّذي أفاض ورجع فيه الناس أي إبراهيم وإسماعيل وأتباعهما أي ارجعوا قبل طلوع الشمس كما رجع منها إبراهيم وإسماعيل في ذلك الوقت إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان العرب الذين وقفوا بالمزدلفة يرجعون إلى منى بعد طلوع الشمس وهذا القول اختاره الضحاك لكن القول الأول هو الأصح الَّذي عليه جمهور المفسرين اهـ من حدائق الروح والريحان، قال الخطابي: تضمن قوله تعالى ({ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199]) الأمر بالوقوف بعرفة لأن الإفاضة إنما تكون عند اجتماعٍ قبلَهُ وكذا قال ابن بطال وزاد: وبين
(2835)
- (00)(00) وحدَّثنا أَبُو كُرَيبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ. قَال: كَانَتِ الْعَرَبُ تَطُوفُ بِالْبَيتِ عُرَاةً. إلا الْحُمْسَ. وَالْحُمْسُ قُرَيشٌ وَمَا وَلَدَتْ. كَانُوا يَطُوفُونَ عُرَاةً. إلا أَنْ تُعْطِيَهُمُ الْحُمْسُ ثِيَابًا. فَيُعْطِي الرِّجَالُ الرِّجَال وَالنِّسَاءُ النِّسَاءَ. وَكَانَتِ الْحُمْسُ لَا يَخْرُجُونَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ. وَكَانَ النَّاسُ
ــ
الشارع مبتدأَ الوقوف بعرفة ومنتهاه، وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [4520] وأبو داود [1910] والترمذي [884] والنسائي [5/ 255] وابن ماجة [3018].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في أثر عائشة رضي الله عنها فقال:
(2835)
- (00)(00)(وحدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء الهمداني الكوفي (حَدَّثَنَا أبو أسامة) حماد بن أسامة القرشي الكوفي (حَدَّثَنَا هشام) بن عروة (عن أبيه) عروة بن الزبير عن عائشة. وهذا السند من خماسياته أيضًا غرضه بيان متابعة أبي أسامة لأبي معاوية (قال) عروة قالت لنا عائشة (كانت العرب تطوف بالبيت عراةً) أي عارين من الثياب رجالهم وعاريات منها نساؤهم، وإن طاف أحد بثوبه ألقاه على الأرض ولم يعد له ولا يأخذه أحد لا هو ولا غيره ولا ينتفع به وكانت تسمى تلك الثياب اللقي لإلقائها بالأرض اهـ من المفهم، قال الأبي: هذا من فواحشهم التي كانوا عليها في الجاهلية وفيها نزل قوله تعالى {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيهَا آبَاءَنَا} ولهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجه بعام أن لا يطوف بالبيت عريان، وكانت الحمس ومن أعطته الحمس يطوفون بثيابهم (إلا الحمس) أي إلَّا قريشًا (والحمس قريش وما ولدت) أي وما ولدت بناتهم من غيرهم، وقد مر قريبًا أنَّه إذا خطب منهم الغريب شرطوا عليه أن يكون ولدها لهم (كانوا) أي كان الناس غير الحمس (يطوفون) بالبيت (عراةً) أي عارين من ثيابهم لكن طوافهم بالبيت عراة لا لفقدهم الثياب بل لزعمهم التحنث بذلك فكانوا يقولون نحن لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها كما في تفسير قوله تعالى في سورة الأعراف {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيهَا آبَاءَنَا} الآية للجلالين (إلا أن تعطيهم الحمس ثيابًا) إعارة أو إجارة أو تبرعًا (فيعطي الرجال) من قريش (الرجال) أي لرجال الناس غيرهم (والنساء) أي نساء قريش (النساء) أي لنسائهم (وكانت الحمس لا يخرجون من المزدلفة) إلى عرفات في الوقوف لزعمهم نحن من أهل الحرم لا نخرج من الحرم (وكان الناس) غير الحمس
كُلُّهُمْ يَبْلُغُونَ عَرَفَاتٍ. قَال هِشَامٌ: فَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالتِ: الْحُمْسُ هُمُ الَّذِينَ أَنْزَلَ اللهُ عز وجل فِيهِم: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199]. قَالتْ: كَانَ النَّاسُ يُفِيضُونَ مِن عَرَفَاتِ. وَكَانَ الْحُمْسُ يُفِيضُونَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ. يَقُولُونَ: لَا نُفِيضُ إلا مِنَ الْحَرَمِ. فَلَمَّا نَزَلَت: {أَفِيضُوا مِنْ حَيثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199]، رَجَعُوا إِلَى عَرَفَاتٍ
ــ
(كلهم) عربًا وعجمًا (يبلغون) أي يصلون في خروجهم (عرفات) أي يقفون في عرفات (قال هشام) بن عروة (فحدثني أبي) عروة (عن عائشة رضي الله عنها قالت: الحمس هم الذين أنزل الله عز وجل فيهم) أي في شانهم قوله تعالى ({ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيثُ أَفَاضَ النَّاسُ} قالت) عائشة في تفسير هذه الآية (كان الناس) أي جمهورهم (يفيضون) أي يرجعون (من عرفات) بعد الوقوف فيها إلى مزدلفة ثم إلى منى (وكان الحمس) أي قريش (يفيضون) أي يرجعون (من المزدلفة) إلى منى ولا يخرجون إلى عرفات لأنهم (يقولون) نحن أهل الحرم لا نخرج إلى الحل للوقوف يعنون إلى عرفات بل (لا نفيض) إلى منى (إلا من الحرم) الَّذي هو مزدلفة (فلما نزلت) آية ثم ({أَفِيضُوا مِنْ حَيثُ أَفَاضَ النَّاسُ} رجعوا إلى) منى بعد أن وقفوا (عرفات) ثم وقفوا مزدلفة، والمعنى أنهم أمروا أن يتوجهوا إلى عرفات ليقفوا بها، ثم يفيضون منها إلى مزدلفة، ثم إلى منى كسائر الناس.
قال الحافظ رحمه الله تعالى: (قوله فلما نزلت ثم أفيضوا) الآية، عرف برواية عائشة أن المخاطب بقوله تعالى ثم أفيضوا النبي صلى الله عليه وسلم والمراد به من كان لا يقف بعرفة من قريش وغيرهم، وروى ابن أبي حاتم وغيره عن الضحاك أن المراد بالناس هنا إبراهيم الخليل عليه السلام وعنه المراد به الإمام وعن غيره آدم، وقرئ في الشواذ الناسي بكسر السين بوزن القاضي، والأول أصح، نعم الوقوف بعرفة موروث عن إبراهيم كما روى الترمذي وغيره من طريق يزيد بن شيبان قال: كنا وقوفًا بعرفة، فأتانا ابن مربع فقال: إنِّي رسول رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إليكم يقول لكم: كونوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث إبراهيم .. الحديث، ولا يلزم من ذلك أن يكون هو المراد خاصةً من قوله من حيث أفاض الناس بل هؤلاء من ذلك، والسبب فيه ما حكته عائشة رضي الله عنها.
(2836)
- (1190)(110) وحدَّثنا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ. جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُيَينَةَ. قَال عَمْرٌو: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ، عَنْ عَمْرٍو. سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحدَّثُ، عَنْ أَبِيهِ، جُبَيرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَال: أَضْلَلْتُ بَعِيرًا لِي. فَذَهَبْتُ أَطْلُبُهُ يَوْمَ عَرَفَةَ. فَرَأَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاقِفًا مَعَ النَّاسِ بِعَرَفَةَ. فَقُلْتُ وَاللهِ! إِنَّ هذَا لَمِنَ الْحُمْسِ. فَمَا شَأنُهُ فهُنَا؟
ــ
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة رضي الله عنها بحديث جبير بن مطعم رضي الله تعالى عنه فقال:
2836 -
(1190)(110)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو) بن محمد بن بكير بن سابور (الناقد) البغدادي (جميعًا) أي كلاهما (عن) سفيان (بن عيينة) الهلالي الكوفي (قال عمرو حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة) بصيغة السماع (عن عمرو) بن دينار الجمحي المكي (سمع) عمرو (محمد بن جبير بن مطعم) بن عدي بن نوفل المدني، ثقة، من (3)(يحدث عن أبيه جبير بن مطعم) بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي المدني الصحابي المشهور رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان كوفيان أو كوفي وبغدادي وواحد مكي، وفيه رواية تابعي عن تابعي (قال) جبير بن مطعم (أضللت بعيرًا لي) يقال ضل البعير إذا غاب وخفي موضعه وأضللته أي فقدته اهـ من المصباح، وفي بعض الروايات حمارًا لي فيحتمل التعدد قاله الزرقاني، قال جبير (فذهبت) في بقاع عرفات، حالة كوني (أطلبه) أي أطلب ذلك البعير (يوم عرفة) وكان مجيء جبير إلى عرفة ليطلب بعيره لا ليقف بها (فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفًا مع الناس بعرفة) قال القاضي عياض: كان هذا في حجِّهِ قبل الهجرة، وكان جبير حينئذ كافرًا وأسلم يوم الفتح، وقيل يوم خيبر فتعجب من وقوف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات والله أعلم اهـ قال الزرقاني لا كما ظنه السهيلي أن رؤية جبير لذلك كان في حجة الوداع فاستشكله، وأخرج إسحاق بن راهويه عن جبير بن مطعم قال: ضللت حمارًا لي في الجاهلية فوجدته بعرفة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفًا بعرفات مع الناس فلما أسلمت علمت أن الله وفقه لذلك، والمراد بقوله في الجاهلية قبل إسلامه كما قال الزرقاني رحمه الله تعالى (فقلت) في نفسي (والله إن هذا) الرجل (لمن الحمس) أي من قريش (فما شأنه) وحاله واقفًا (ها هنا) أي في عرفات لأن قريش لا تخرج من
وَكَانَتْ قُرَيشٌ تُعَدُّ مِنَ الْحُمْسِ
ــ
الحرم، وقوله (وكانت قريش تعد من الحمس) أي من المتشددين في دينهم، قال الحافظ: هذه الزيادة توهم أنها من أصل الحديث، وليس كذلك بل هي من قول سفيان بينه الحميدي في مسنده عنه قال الأبي: انظر كيف يكون هذا حديثًا فإنه ليس في حجة الوداع وإنما كان وهو بمكة ثم إن كان بعد الرسالة فكونه حديثًا واضح لأنه مستند لفعله صلى الله عليه وسلم وإن كان قبل الرسالة ففي كونه حديثًا نظر لأن الشريعة لم تكن حينئذ ثبتت، وقال القاضي عياض: كان هذا في حجه صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة وجبير حينئذ لم يسلم، وإنما أسلم يوم الفتح، وقيل يوم خيبر اهـ قال الأبي أيضًا: إذا كان قبل الهجرة ففي كونه حديثًا ما تقدم ومسلم ذكر في الخطبة أنَّه لا يذكر في كتابه إلَّا ما هو حديث، والحديث ما أُسند لفعله صلى الله عليه وسلم أو قوله أو إقراره اهـ إكمال المعلم. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري أخرجه في الحج عن علي بن عبد الله، والنسائي أخرجه في الحج عن قتيبة بن سعيد اهـ تحفة الأشراف.
وذكر المؤلف في هذا الباب حديثين الأول حديث عائشة ذكره للاستدلال وذكر فيه متابعة واحدة، والثاني حديث جبير بن مطعم ذكره للاستشهاد والله سبحانه وتعالى أعلم.
***