الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
505 - (61) باب: التغليس بصلاة الصبح بالمزدلفة والإفاضة منها وتقديم الظعن والضعفة إلى منى
(2996)
- (1252)(182) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ، وَأَبُو كُريبٍ. جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُعَاويَةَ. قَال يَحْيَى: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاويَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَال: مَا رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلاةً إِلَّا لِمِيقَاتِهَا. إِلَّا صَلاتَينِ: صَلاةَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ. وَصَلَّى الْفَجْرَ يَوْمَئِذٍ قَبْلَ مِيقَاتِهَا
ــ
505 -
(61) باب التغليس بصلاة الصبح بالمزدلفة والإفاضة منها وتقديم الظعن والضعفة إلى منى
2996 -
(1252)(182)(حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب جميعًا عن أبي معاوية قال يحيى أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة) بن عمير التيمي الكوفي، ثقة، من (4)(عن عبد الرحمن بن يزيد) بن قيس النخعي الكوفي أخي الأسود بن يزيد بن قيس وابن أخي علقمة بن قيس، ثقة، من كبار (3)(عن عبد الله) بن مسعود الهذلي الكوفي رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون إلا يحيى بن يحيى (قال) عبد الله بن مسعود (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة) من الصلوات (إلا لميقاتها) أي إلا في وقتها المعتاد لها كل يوم (إلا صلاتين صلاة المغرب والعشاء) أي إحداهما صلاة المغرب صلاها في وقت العشاء مجموعة جمع تأخير مع العشاء (بجمع) أي في مزدلفة (و) ثانيتهما صلاة الصبح فإنَّه (صلى الفجر) أي فرض الصبح (يومئذ) أي يوم إذ جمع في ليلته المغرب مع العشاء (قبل ميقاتها) المعتاد أي قبل وقت صلاة الصبح المعتاد لها في كل يوم مبالغة في التبكير ليتسع الوقت لفعل ما يستقبل من المناسك لأنه كان يؤخرها في غير هذا اليوم حتى يأتيه بلال وليس المراد أنَّه صلاها قبل طلوع الفجر فإنَّه لا يجوز بالإجماع ويدل على ذلك رواية البخاري عقب هذه عن ابن مسعود نفسه ثمَّ صلى الفجر حين طلع الفجر، وله وللنسائي (حين بزغ الفجر) فبادر بالصلاة أول ما بزغ حتى إن بعضهم كان لم يتبين له طلوعه وهو بين في رواية إسرائيل عند البخاري حيث قال: ثمَّ صلى الفجر حين طلع الفجر قائل يقول طلع الفجر وقائل يقول لم يطلع، قال الزرقاني: وكذا قوله إلا بجمع
(2997)
- (. . .)(. . .) وحدّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. جَمِيعًا عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِهذَا الإِسْنَادِ. وَقَال: قَبْلَ وَقْتِهَا بِغَلَسٍ
ــ
أراد الوقت المعتاد فإنَّه لما أخر المغرب فصلاها مع العشاء كان وقت العشاء وقتًا لها فلم يصلها إلا بوقتها إلا أنَّه غير الوقت المعتاد اهـ فتح الملهم.
قال القرطبي: (قوله صلى الفجر يومئذ قبل ميقاتها) لا يفهم من ذلك أنَّه يعني بذلك أنَّه أوقع صلاة الصبح قبل طلوع الفجر فإن ذلك باطل بالأدلة القاطعة وإنما يعني بذلك أنَّه صلى الله عليه وسلم -أوقع صلاة الصبح يومئذ قبل الوقت الذي كان يوقعها فيه في غير ذلك اليوم وذلك أنَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه المؤذن يخبره بالفجر صلى ركعتي الفجر في بيته وربما تأخر قليلًا ليجتمعوا ثمَّ يخرج فيصلي ومع ذلك فكان يصليها بغلس كما قال ابن عباس وعائشة وغيرهما، وأما في هذا اليوم فكان الناس مجتمعين والفجر نصب أعينهم فبأول طلوع الفجر ركع ركعتي الفجر وشرع في صلاة الصبح ولم يتربص لاجتماع الناس وليتفرغوا للدعاء فصار فعل هذه الصلاة في هذا اليوم قبل وقتها المعتاد اهـ من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [1/ 434]، والبخاري [1682].
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
2997 -
(. . .)(. . .)(وحدثنا عثمان بن أبي شيبة) العبسي الكوفي (وإسحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (جميعًا عن جرير) بن عبد الحميد الضبي الكوفي (عن الأعمش بهذا الإسناد) يعني عن عمارة عن عبد الرحمن عن ابن مسعود (و) لكن (قال) جرير (قبل وقتها بغلس) غرضه بيان متابعة جرير لأبي معاوية، وقوله (بغلس) بفتحتين ظلام آخر الليل اهـ مصباح؛ أي يصليها في غلس قبل الوقت الذي كان يصليها في سائر الأيام ليتسع الوقت لأعمال ذلك اليوم، قال السندي: أي إنه غلس الصبح تغليسًا شديدًا يخالف التغليس المعتاد لا أنَّه صلى قبل أن يطلع الفجر فقد جاء في حديث ابن مسعود، وفي حديث غيره أنَّه صلى بعد طلوع الفجر اهـ منه.
ثمَّ استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الأخير من الترجمة بحديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقال:
(2998)
- (1253)(183) وحدّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حَدَّثَنَا أَفْلَحُ (يَعْنِي ابْنَ حُمَيدٍ)، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّهَا قَالتْ: اسْتَأْذَنَتْ سَوْدَةُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ. تَدْفَعُ قَبْلَهُ. وَقَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ. وَكَانَتِ امْرَأَةً ثَبِطَةً. (يَقُولُ الْقَاسِمُ: وَالثَّبِطَةُ الثَّقِيلَةُ) قَال: فَأَذِنَ لَهَا. فَخَرَجَتْ قَبْلَ دَفْعِهِ. وَحَبَسَنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا فَدَفَعْنَا بِدَفْعِهِ. وَلأَنْ أَكُونَ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَمَا اسْتَأْذَنَتْهُ
ــ
2998 -
(1253)(183)(وحدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب) التميمي الحارثي القعنبي أبو عبد الرحمن المدني ثمَّ البصري، ثقة، من (9)(حدثنا أفلح يعني ابن حميد) بن نافع الأنصاري المدني، ثقة، من (7)(عن القاسم) بن محمَّد بن أبي بكر الصديق التيمي المدني، ثقة، من (3)(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من رباعياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم مدنيون (أنها) أي أن عائشة (قالت استأذنت سودة) بنت زمعة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها (رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي طلبت الإذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليلة) المبيت بـ (المزدلفة) في أن (تدفع) وتذهب وتتقدم إلى مني (قبله) صلى الله عليه وسلم أي قبل ذهابه إلى مني (وقبل حطمة الناس) أي قبل أن يزدحموا ويحطم بعضهم بعضًا، والحطمة بفتح الحاء وسكون الطاء المهملتين الزحمة سميت حطمة لأنَّ الناس بعضهم يحطم بعضًا لشدة الزحام، وفعله من بابي ضرب وتعب، وأصل الحطم كسر الحطام وهو اليابس من الزرع وغيره (وكانت) سودة (امرأة ثبطة) بفتح الثاء المثلثة وكسر الموحدة وروي إسكانها أي بطيئة الحركة كأنها تثبط بالأرض أي تشبث بها، قال أفلح بن حميد (يقول) لنا (القاسم) بن محمَّد في تفسير الثبطة (والثبطة الثقيلة) الجسم لعظمه (قال) القاسم: قالت عائشة (فأذن لها) رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدفع إلى منى قبل الناس (فخرجت) سودة من مزدلفة إلى منى (قبل دفعه) وذهابه صلى الله عليه وسلم إلى منى (وحبسنا) نحن سائر أزواجه أي منعنا في مزدلفة من الذهاب إلى منى (حتى أصبحنا) في مزدلفة (فدفعنا) أي فذهبنا إلى منى (بدفعه) أي مع دفعه وذهابه صلى الله عليه وسلم قالت عائشة حينما حدث هذا الحديث (ولأن أكون) في تأويل مصدر مرفوع على الابتداء واللام بفتحها للابتداء (استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم) في المتقدم إلى منى (كما استأذنته) - صلى الله
سَوْدَةُ، فَأَكُونَ أَدْفَعُ بِإِذْنِهِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِهِ
ــ
عليه وسلم - (سودة) في الدفع إلى مني أي استئذانًا كاستئذان سودة، فما مصدرية، والجار والمجرور صفة لمصدر محذوف كما قدرنا (فأكون) بالنصب معطوف على أكون الأول، وقوله (أدفع) وأذهب إلى منى (بإذنه) صلى الله عليه وسلم خبر للكون الثاني وخبر المبتدإ قوله (أحب إليّ) أي عندي (من) كل شيء (مفروح به) عادة وأسر إليّ منه وهذا كقوله في الحديث الآخر: أحب إليّ من حمر النعم. ومعنى كلامها ولكوني مستأذنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدفع إلى منى استئذانًا كاستئذان سودة إياه فكوني دافعة إلى منى بإذنه أحب إليّ وأسر من كل شيء يفرح به عادة كحمر النعم عند العرب، والمفروح به هو كل شيء معجب له بال بحيث يفرح به كما قد جاء في غير موضع هو أحب إليّ من حمر النعم اهـ مفهم.
[فائدة] قال القاضي عياض: لم يختلف في أن المبيت بمزدلفة من المناسك إلا شيء روي عن عطاء والأوزاعي أنها كغيرها من منازل السفر فمن شاء نزل بها ومن شاء لم ينزل، وعلى أنها من المناسك الأكثر، ثمَّ اختلفوا فقال الأكثر هو سنة لأنَّ إذنه لها يدلّ على أنَّه غير واجب، وقال الشافعي والنخعي وغيرهما هو واجب من فاته فاته الحج، واختلف القائلون بأنه سنة هل في تركه دم فأوجبه مالك والكوفيون والمحدثون، قال النووي: والصحيح من مذهب الشافعي أنَّه واجب في تركه دم والحج تام بدونه وبه قال الكوفيون والمحدثون، وللشافعي قول آخر إنه سنة ولا دم في تركه وقالت به جماعة، وقال النخعي وطائفة وابن بنت الشافعي وابن خزيمة من أكابر أصحابنا أنَّه لا حج لمن تركه، قال القاضي عياض: واختلف في القدر الواجب من المبيت فعن مالك الليل كله، وعنه معظم الليل، وعنه أقل زمان، قال النوويّ: وعن الشافعي أيضًا في ذلك ثلاثة أقوال والصحيح عنده أنَّه ساعة من النصف الثاني من الليل، وله قول إنه ساعة من الليل كله قبل الفجر، وله قول إنه معظم الليل اهـ من الأبي. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [1680]، والنسائيُّ [5/ 292]، وابن ماجه [3027].
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
(2999)
- (. . .)(. . .) وحدّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. جَمِيعًا عَنِ الثَّقَفِيِّ. قَال ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ. حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: كَانَتْ سَوْدَةُ امْرَأَةً ضَخْمَةَ ثَبِطَةً. فاسْتأْذَنَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُفِيضَ مِنْ جَمْعٍ بِلَيلٍ. فَأَذِنَ لَهَا. فَقَالتْ عَائِشَةُ: فَلَيتَنِي كُنْتُ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَمَا اسْتَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ. وَكَانَتْ عَائِشَةُ لَا تُفِيضُ إِلَّا مَعَ الإِمَامِ.
(3000)
- (. . .)(. . .) وحدّثنا ابْنُ نُمَيرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ بْنُ
ــ
2999 -
(. . .)(. . .)(وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى جميعًا عن) عبد الوهاب بن عبد المجيد (الثقفي) البصري (قال ابن المثنى حدثنا عبد الوهاب) بصيغة السماع (حدثنا أيوب) السختياني البصري (عن عبد الرحمن بن القاسم) بن محمَّد التيمي المدني (عن) أبيه (القاسم) بن محمَّد بن أبي بكر الصديق (عن) عمته (عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة عبد الرحمن بن القاسم لأفلح بن حميد (قالت) عائشة (كانت سودة) بنت زمعة (امرأة ضخمة) ثقيلة الجسم (ثبطة) أي بطيئة (فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تفيض) من الإفاضة أي أن تذهب (من جمع) أي من مزدلفة إلى منى (بليل) قبل زحمة الناس (فأذن لها) أي لسودة في الإفاضة إلى منى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فقالت عائشة) رضي الله تعالى عنها (فليتني كنت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنته سودة) أي أتمنى الآن كوني مستأذنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدفع إلى منى قبل حطمة الناس كاستئذان سودة إياه صلى الله عليه وسلم فأستريح من تعب الزحام، وقولها في الرواية السابقة ولأن أكون استأذنت أحب إليّ من مفروح به، وهنا فليتني، وفيما سيأتي وددت مشعر بعدم رضاها تأخر دفعها من المزدلفة المسبب عنه الزحمة اهـ من بعض الهوامش (وكانت عائشة) دائمًا (لا تفيض) أي لا تذهب من المزدلفة إلى منى (إلا مع الإمام) كما كانت تدفع مع النبي صلى الله عليه وسلم.
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
3000 -
(. . .)(. . .) (وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله بن
عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالتْ: وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَمَا اسْتَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ. فَأُصَلِّي الصُّبْحَ بِمِنىً. فَأَرْمِي الْجَمْرَةَ. قَبْلَ أَنْ يأْتِيَ النَّاسُ. فَقِيلَ لِعَائِشَةَ: فَكَانَتْ سَوْدَةُ اسْتأْذَنَتْهُ؟ قَالتْ: نَعَمْ. إِنَّهَا كَانَتِ امْرَأَةً ثَقِيلَةً ثَبِطَةً. فَاسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنَ لَهَا.
(3001)
- (. . .)(. . .) وحدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. ح وَحَدَّثَنِي زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ. كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عمر) بن حفص بن عاصم العدوي المدني (عن عبد الرحمن بن القاسم) بن محمَّد (عن القاسم) بن محمَّد بن أبي بكر (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة عبيد الله لأيوب السختياني في الرواية عن عبد الرحمن بن القاسم (قالت) عائشة (وددت) أي أحببت وتمنيت (أني كنت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي تمنيت الآن كوني مستأذنة رسول الله صلى الله عليه وسلم (كما استأذنته) صلى الله عليه وسلم (سودة) بنت زمعة رضي الله تعالى عنها، وقوله (فأصلي) بالرفع على تقدير فأنا أصلي، والجملة معطوفة على جملة استأذنت وبالنصب بالفاء لوقوعها في جواب التمني أي وددت كوني مستأذنة فمصلية أي استئذاني وصلاتي (الصبح بمنى فأرمي الجمرة) بعد صلاة الصبح (قبل أن يأتي الناس) من مزدلفة فيزدحموا عليّ (فقيل لعائشة) رضي الله تعالى عنها، لم أر من ذكر اسم السائل (فـ) هل (كانت سودة استأذنته) صلى الله عليه وسلم (قالت) عائشة (نعم) استأذنته (إنها) أي لأنها (كانت امرأة ثقيلة) الجسم (ثبطة) أي بطيئة المشي (فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها) في الإفاضة إلى منى قبل الفجر.
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
3001 -
(. . .)(. . .)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن) بن مهدي الأزدي البصري (كلاهما) أي كل من وكيع وعبد الرحمن بن مهدي رويا (عن سفيان) بن سعيد الثوري (عن عبد الرحمن بن القاسم) بن
بِهذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ.
(3002)
- (1254)(184) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ. حَدَّثَنَا يَحْيَى (وَهُوَ الْقَطَّانُ) عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ قَال: قَالتْ لِي أَسْمَاءُ، وَهِيَ عِنْدَ دَارِ الْمُزْدَلِفَةِ: هَلْ غَابَ الْقَمَرُ؟ قلْتُ: لَا. فَصَلَّتْ سَاعَةً. ثُمَّ قَالتْ: يَا بُنَيَّ! هَلْ غَابَ الْقَمَرُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالتِ: ارْحَلْ بِي. فَارْتَحَلْنَا
ــ
محمَّد (بهذا الإسناد) يعني عن القاسم عن عائشة (نحوه) أي نحو ما حدّث عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن، غرضه بيان متابعة سفيان الثوري لعبيد الله بن عمر في الرواية عن عبد الرحمن بن القاسم.
ثمَّ استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة بحديث أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهم فقال:
3002 -
(1254)(184)(حدثنا محمد بن أبي بكر) بن علي بن عطاء بن مقدم (المقدمي) نسبة إلى مقدم بوزن محمَّد نسبة إلى الجد المذكور الثقفي البصري، ثقة، من (10)(حدثنا يحيى) بن سعيد بن فروخ التميمي البصري (وهو القطان) ثقة، من (9)(عن ابن جريج) من (6)(حدثني عبد الله) بن كيسان القرشي التميمي مولاهم (مولى أسماء) بنت أبي بكر الصديق، ثقة، من (3)(قال) عبد الله (قالت لي أسماء) بنت أبي بكر الصديق زوج الزبير بن العوام رضي الله عنها (وهي عند دار المزدلفة) أي والحال أنها نازلة عند الدار المبنية في مزدلفة وهي مشهورة في ذلك الزمن في مزدلفة (هل غاب القمر) أي غريب (قلت) لها (لا) أي ما غاب (فصلت ساعة ثمَّ قالت يا بني هل غاب القمر قلت) لها (نعم) غاب القمر الآن، قال الحافظ: ومغيب القمر تلك الليلة يقع عند أوائل الثلث الأخير، ومن ثمَّ قيده الشافعي ومن تبعه بالنصف الثاني، قال صاحب المغني: لا نعلم خلافًا في جواز تقديم الضعفة بليل من جمع إلى منى اهـ فتح الملهم، والأظهر في سبب سؤالها عن المغيب أنَّه لطلب الستر لأنه وإن كان الناس لم يدفعوا فقد يحضر الموسم من ليس بحاج، ويحتمل أنَّه لتعلم ما بقي من الليل فتدفع في آخره اهـ أبي، وأصل السؤال نشأ من عماها الذي عرض لها في آخر عمرها كما مر في باب متعة الحج فـ (قالت) لي (ارحل بي) يا بني أي امش بي إلى منى لنرمي الجمرة (فارتحلنا) إلى
حَتَّى رَمَتِ الْجَمْرَةَ. ثُمَّ صَلَّتْ فِي مَنْزِلِهَا. فَقُلْتُ لَهَا: أَي هَنْتَاهُ! لَقَدْ غَلَّسْنَا. قَالتْ: كَلَّا. أَي بُنَيَّ! إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لِلظُّعُنِ
ــ
منى (حتى رمت الجمرة) أي جمرة العقبة (ثمَّ) بعد رميها (صلت) صلاة الصبح (في منزلها) بمنى (فقلت لها أي هنتاه) أي يا هذه، وهو بفتح الهاء وبعدها نون ساكنة أو مفتوحة وإسكانها أشهر ثمَّ تاء مثناة من فوق، قال ابن الأثير: وتسكن الهاء التي في آخرها وتضم، ويقال في التثنية يا هنتان في المؤنث، وفي جمعه يا هنتان وهنوات، وفي المذكر يا هن ويا هنان ويا هنون، وأصله من الهن، ويكنى به عن نكرة كل شيء فقولك للمذكر يا هن كقولك يا رجل وقولك للأنثى يا هنة كقولك يا امرأة، قال القاضي: فإذا وصلت به الهاء قلت في الواحدة يا هنتاه، وفي المثنى والجمع من المؤنث والمذكر ما تقدم اهـ أبي، وإعراب قوله (أي هنتاه) أي حرف نداء لنداء القريب مبني على السكون، هنتاه منادى نكرة مقصودة في محل النصب مبني على ضم مقدر على التاء منع من ظهوره اشتغال المحل بالفتحة المجلوبة لمناسبة الألف، والألف حرف زائد عن إشباع حركة التاء والهاء الأخيرة حرف زائد للسكت مبني على السكون وقد تضم تشبيهًا لها بهاء الضمير (لقد غلسنا) بتشديد اللام من التغليس أي لقد قدمنا دفعنا من مزدلفة على الوقت المشروع وجئنا في الغلس، والغلس ظلمة آخر الليل، وفي الموطإ "لقد جئنا مني بغلس"(قالت) أسماء (كلا) حرف ردع وزجر أي ارتدع وانزجر عما تقول (أي بني) أي يا بني، وفي الطريق التالي "لا أي بني" وكلا آكد من لا أي امتنع عما تقول من تعجيلنا قبل الوقت المشروع في الدفع إلى منى فـ (إن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للظعن) أي للنساء والضعفة في التغليس في الدفع من مزدلفة إلى منى ليرمين قبل زحمة الناس (والظعن) بضم الظاء والعين وبإسكان العين أيضًا وهن النساء الواحدة ظعينة كسفينة وسفن وأصل الظعينة الهودج الذي تكون فيه المرأة على البعير فسميت المرأة به مجازًا، واشتهر هذا المجاز حتى غلب وخفيت الحقيقة وظعينة الرجل امرأته اهـ نووي.
وقوله (فارتحلنا حتى رمت الجمرة ثمَّ صلت في منزلها) يعني صلاة الصبح وظاهره أن أسماء رمت الجمرة قبل طلوع الفجر وهو متمسك الشافعي على قوله بجواز رمي الجمرة من نصف الليل، وذهب الثوري والنخعي إلى أنها لا ترمي إلا بعد طلوع الشمس متمسكين بما في كتاب النسائي من حديث ابن عباس أنَّه صلى الله عليه وسلم قدم ضعفة
(3003)
- (. . .)(. . .) وَحَدَّثَنِيهِ عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ، بِهذَا الإِسْنَادِ. وَفِي رِوَايَتِهِ: قَالتْ: لَا. أَي بُنَيَّ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لِظُعُنِهِ.
(3004)
- (1255)(185) حدّثني مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ. ح وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ. أَخْبَرَنَا عِيسَىى. جَمِيعًا عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ. أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ؛ أَنَّ ابْنَ شَوَّالٍ
ــ
أهله وأمرهم أن لا يرموا حتى تطلع الشمس وهو صحيح، ومذهب مالك أن الرمي يحل بطلوع الفجر متمسكًا بقول عائشة فأصلي الصبح بمنى وأرمي الجمرة وبحديث ابن عمر وإليه ذهب أحمد وإسحاق وأصحاب الرأي اهـ من المفهم. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [1679]، وأبو داود [1943]، والنسائيُّ [5/ 266].
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أسماء رضي الله تعالى عنها فقال:
3003 -
(. . .)(. . .)(وحدثنيه علي بن خشرم) بن عبد الرحمن المروزي، ثقة، من (10)(أخبرنا عيسى بن يونس) بن أبي إسحاق السبيعي الكوفي، ثقة، من (8)(عن ابن جريج بهذا الإسناد) يعني عن عبد الله عن أسماء، غرضه بيان متابعة عيسى ليحيى القطان (و) لكن (في روايته) أي في رواية عيسى (قالت) أسماء (لا أي بني) بدل قوله كلا أي بني، وتقدم أن كلا أوكد من لا لتضمنه الزجر، وفيها أيضًا (إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أذن لظعنه) أي لنسائه بدل قوله للظعن، وهذا بيان لمحل المخالفة بين الروايتين لفظًا.
ثمَّ استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث عائشة بحديث أم حبيبة رضي الله عنهما فقال:
3004 -
(1255)(185)(حدثني محمَّد بن حاتم) بن ميمون السمين البغدادي، صدوق، من (10)(حدثنا يحيى بن سعيد) القطان البصري (ح وحدثني علي بن خشرم) المروزي (أخبرنا عيسى) بن يونس السبيعي الكوفي (جميعًا) أي كل من يحيى وعيسى رويا (عن ابن جريج أخبرني عطاء) بن أبي رباح أسلم القرشي المكي، ثقة، من (3)(أن) سالم (بن شوال) بن نعيم المكي روى عن مولاته أم حبيبة بنت أبي سفيان إحدى
أَخْبَرَهُ؛ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ فَأَخْبَرَتْهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ بِهَا مِنْ جَمْعٍ بِلَيلٍ.
(3005)
- (. . .)(. . .) وحدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ. ح وَحَدَّثَنَا عَمْروٌ النَّاقِدُ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ شَوَّالٍ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ. قَالتْ: كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. نُغَلِّسُ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنىً
ــ
أمهات المؤمنين في الحج، ويروي عنه (م س) وعطاء وعمرو بن دينار، قال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبَّان في الثقات، وقال في التقريب: ثقة، من الثالثة (أخبره) أي أخبر لعطاء (أنه) أي أن ابن شوال (دخل على أم حبيبة) رملة بنت أبي سفيان بن حرب الأموية أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها مشهورة بكنيتها لها (65) حديثًا، اتفقا على (2) وانفرد (م) بـ (2) وقد تقدم البسط في ترجمتها (فأخبرته) أم حبيبة. وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مكيون وواحد مدني وواحد إما بصري أو كوفي وواحد إما بغدادي أو مروزي، وفيه رواية تابعي عن تابعي (أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بها) أي أرسل بأم حبيبة (من جمع) أي من مزدلفة إلى منى (بليل) أي في آخر ليلة النحر في غلس. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث النسائي [5/ 262].
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
3005 -
(. . .)(. . .)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا عمرو بن دينار) الجمحي المكي (ح وحدثنا عمرو) بن محمَّد بن بكير (الناقد) البغدادي (حدثنا سفيان) بن عيينة (عن عمرو بن دينار عن سالم بن شوال) المكي (عن) مولاته (أم حبيبة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من خماسياته، غرضه بسوقه بيان متابعة عمرو بن دينار لعطاء بن أبي رباح في رواية هذا الحديث عن ابن شوال (قالت) أم حبيبة (كنا نفعله) أي نفعل تعجيل الدفع من مزدلفة (على عهد النبي صلى الله عليه وسلم) أي في زمن حياته، والضمير عائد على معلوم من السياق، وفسر هذه الجملة بجملة قوله (نغلس) بضم النون وتشديد اللام المكسورة من التغليس أي كنا نسير (من جمع) أي من مزدلفة (إلى منى) في غلس وهو ظلام آخر الليل كما مر عن المصباح
وَفِي رِوَايَةِ النَّاقِدِ: نُغَلِّسُ مِنْ مُزْدَلِفَةَ.
(3006)
- (1256)(186) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَقُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. جَمِيعًا عَنْ حَمَّادٍ. قَال يَحْيَى: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيدٍ، عَنْ عُبَيدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ. قَال: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الثَّقَلِ (أَوْ قَال: فِي الضَّعَفَةِ) مِنْ جَمْعٍ بِلَيلٍ
ــ
(وفي رواية) عمرو (الناقد) كنا (نغلس من مزدلفة) بدل قوله من جمع.
ثمَّ استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث عائشة بحديث ابن عباس رضي الله عنهم فقال:
3006 -
(1256)(186)(حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد جميعًا عن حماد) ابن زيد الأزدي البصري (قال يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي يزيد) المكي مولى آل قارظ بن شيبة، ثقة، من (4)(قال سمعت ابن عباس يقول) وهذا السند من رباعياته رجاله اثنان منهم بصريان وواحد طائفي وواحد مكي أو بصري ونيسابوري أو بصري وبلخي (بعثني) أي أرسلني (رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثقل) أي مع الثقل، والثقل بفتح المثلثة والقاف ويجوز إسكانها الأمتعة، قال في المصباح: الثقل المتاع، والجمع أثقال مثل سبب وأسباب اهـ قال تعالى:{وَتَحْمِلُ أَثْقَالكُمْ إِلَى بَلَدٍ} [النحل: 7] أي أحمالكم الثقيلة (أو قال) ابن عباس بعثني (في الضعفة) بفتح العين جمع ضعيف، وقال ابن حزم: الضعفة هم الصبيان والنساء فقط.
[قلت] يدخل فيه المشايخ العاجزون لأنه روي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم ضعفة بني هاشم وصبيانهم بليل رواه ابن حبَّان في الثقات، وقوله ضعفة بني هاشم أعم من النساء والصبيان والمشايخ العاجزين وأصحاب الأمراض لأنَّ العلة خوف الزحام عليهم كذا في عمدة القاري. وقوله الضعفة جمع ضعيف قيل جمع ضعيف على ضعفة غريب ومثله خبيث وخبثة، قال الفيومي: ولا يكاد يوجد لهما ثالث اهـ قدمني مع ضعفة أهله (من جمع) أي من مزدلفة إلى منى (بليل) أي في آخر ليل قبل الفجر لنرمي الجمرة قبل ازدحام الناس. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [6677]، وأبو داود [1939]، والترمذي [892]، والنسائيُّ [5/ 261]، وابن ماجه [3026].
(3007)
- (. . .)(. . .) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ. حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَنَا مِمَّنْ قَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ.
(3008)
- (. . .)(. . .) وحدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ. حَدَّثَنَا عَمْروٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: كُنْتُ فِيمَنْ قَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ.
(3009)
- (. . .)(. . .) وحدّثنا عَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيجٍ. أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَال:
ــ
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال:
3007 -
(. . .)(. . .)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا عبيد الله بن أبي يزيد أنَّه سمع ابن عباس يقول أنا ممن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم) من مزدلفة إلى منى ليلة النحر (في ضعفة) أي مع ضعفة (أهله) صلى الله عليه وسلم. وهذا السند من رباعياته، غرضه بيان متابعة سفيان لحماد بن زيد.
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث ثانيًا فقال:
3008 -
(. . .)(. . .)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا عمرو) بن دينار (عن عطاء) بن أبي رباح (عن ابن عباس) رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة عطاء لعبيد الله بن أبي يزيد (قال) ابن عباس (كنت فيمن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم) إلى منى (في ضعفة أهله) أي مع ضعفة أهله.
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
3009 -
(. . .)(. . .)(وحدثنا عبد بن حميد) الكسي البصري، من (11)(أخبرنا محمَّد بن بكر) الأزدي البرساني البصري، صدوق، من (9)(أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء) بن أبي رباح (أن ابن عباس قال) وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان
بَعَثَ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَحَرٍ مِنْ جَمْعٍ فِي ثَقَلِ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: أَبَلَغَكَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَال: بَعَثَ بِي بِلَيلٍ طَويلٍ؟ قَال: لَا. إِلَّا كَذلِكَ، بِسَحَر. قُلْتُ لَهُ: فَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: رَمَينَا الْجَمْرَةَ قَبْلَ الْفَجْرِ. وَأَينَ صَلَّى الْفَجْرَ؟ قَال: لَا. إِلَّا كَذلِكَ.
(3010)
- (1257)(187) وحدّثني أَبُو الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ،
ــ
متابعة ابن جريج لعمرو بن دينار في روايته عن عطاء، وكرر المتن لما بين الروايتين من المخالفة؛ أي قال ابن عباس (بعث بي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسحر) أي بغير تنوين لأنَّ سحر معين أي في آخر ليل (من جمع) أي من مزدلفة إلى منى (في ثقل نبي الله صلى الله عليه وسلم) أي في ضعفة أهله، قال هنا (بعث بي) وفي الرواية المتقدمة (بعثني) قال الفيومي في مصباحه المنير: كل شيء ينبعث بنفسه فإن الفعل يتعدى إليه بنفسه فيقال بعثه وكل شيء لا ينبعث بنفسه كالكتاب والهدية فإن الفعل يتعدى إليه بالباء فيقال بعث به اهـ فلينظر اهـ من بعض الهوامش، قال ابن جريج (قلت) لعطاء (أبلغك أن ابن عباس قال بعث بي) رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مزدلفة (بليل طويل) أي في ليل طويل يعني في نصف الليل (قال) عطاء (لا) أي ما بلغني أنَّه بعثه في ليل طويل (إلا) أنَّه بلغني أنَّه بعثه (كذلك) يعني أنَّه بعثه (بسحر) قال ابن جريج (قلت له) أي لعطاء (فـ) هل بلغك أنَّه (قال ابن عباس رمينا الجمرة) أي جمرة العقبة ليلة النحر (قبل) طلوع (الفجر) الصادق (و) هل أخبرك ابن عباس (أين صلى الفجر) أي الصبح في تلك الليلة أصلى في مزدلفة أم في منى (قال) عطاء (لا) أي ما بلغني ذلك الذي سألتنيه من الرمي قبل الفجر (إلا) أنَّه أخبرني أنَّه صلى الله عليه وسلم بعثه (كذلك) أي بسحر قبل الفجر.
ثمَّ استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث عائشة بحديث ابن عمر رضي الله عنهم فقال:
3010 -
(1257)(187)(وحدثني أبو الطاهر) أحمد بن عمرو المصري (وحرملة بن يحيى) التجيبي المصري (قالا أخبرنا) عبد الله (بن وهب) المصري (أخبرني يونس) بن
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ؛ أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُقَدِّمُ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ. فَيَقِفُونَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ بِالْمُزْدَلِفَةِ بِاللَّيلِ. فَيَذْكُرُونَ اللهَ مَا بَدَا لَهُمْ. ثُمَّ يَدْفَعُونَ قَبْلَ أَنْ يَقِفَ الإِمَامُ. وَقَبْلَ أَنْ يَدْفَعَ. فَمِنْهُمْ مَنْ يَقدَمُ مِنىً لِصَلاةِ الْفَجْرِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْدَمُ بَعْدَ ذلِكَ. فَإِذَا قَدِمُوا رَمَوُا الْجَمْرَةَ. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: أَرْخَصَ فِي أُولَئِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
ــ
يزيد الأيلي (عن ابن شهاب) الزهري المدني (أن سالم بن عبد الله) بن عمر بن الخطّاب (أخبره) أي أخبر للزهري (أن عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما. وهذا السند من سداسياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان مصريان وواحد مكي وواحد أيلي، أي (كان) عبد الله بن عمر (يقدم ضعفة أهله) أي نسائه وصبيانه إلى المشعر الحرام (فيقفون عند المشعر الحرام) الذي كان (بالمزدلفة بالليل) أي في الليل قبل الفجر؛ وهو جبل صغير في وسط مزدلفة يسمى قزح بالقاف والزاي بوزن عمر (فيذكرون الله) تعالى بالتهليل والتسبيح والتحميد والتكبير (ما بدا) وظهر (لهم) أي ما أمكن لهم (ثمَّ يدفعون) أي يذهبون إلى منى في الليل، وقوله (قبل أن يقف الإمام) ومن معه متعلق بيقفون أي يقفون عند المشعر الحرام قبل أن يقف الإمام عليه (و) قوله (قبل أن يدفع) الإمام متعلق بيدفعون أي يدفعون إلى منى قبل أن يدفع الإمام إلى منى (فمنهم) أي فمن ضعفة أهله (من يقدم منى) أي يصل إليها (لصلاة الفجر) أي عند صلاة الفجر (ومنهم من يقدم) منى (بعد ذلك) أي بعد ذلك الفجر (فإذا قدموا) أي قدم ضعفة أهله منى (رموا الجمرة) أي جمرة العقبة قبل أن يرمي الإمام ومن معه من الرجال الأقوياء، وفيه دلالة على جواز رمي جمرة العقبة قبل طلوع الفجر، وتقدم بيان الخلاف فيه (وكان ابن عمر) رضي الله عنهما (يقول أرخص) أي جوز (في) الرمي قبل الفجر لـ (أولئك) الضعفة (رسول الله صلى الله عليه وسلم) من النساء والصبيان، وقوله (أرخص في أولئك) كذا وقع للبخاري أيضًا فقال العسقلاني: وفي بعض الروايات رخص بالتشديد، وهو أظهر وأصح من حيث المعنى لأنه من الترخيص ضد العزيمة لا من الرخص ضد الغلاء اهـ بإيضاح من العيني، لكن قال في المصباح بعد تفسير الرخص بضد الغلاء في السعر: والرخصة التسهيل والتيسير في الأمر يقال رخص الشرع في كذا ترخيصًا وأرخص إرخاصًا إذا يسره وسهله اهـ واحتج ابن المنذر بهذا الحديث لقول من أوجب المبيت بمزدلفة على غير الضعفة لأنَّ حكم من لم يرخص له ليس كحكم من رخص له
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
قال: ومن زعم أنهما سواء لزمه أن يجيز المبيت في منى لسائر الناس لكونه صلى الله عليه وسلم أرخص لأصحاب السقاية والرعاء أن لا يبيتوا بمنى فإن قال لا تعدو الرخص مواضعها فليستعمل ذلك هنا ولا يأذن لأحد أن يتقدم من جمع إلا من رخص له رسول الله صلى الله عليه وسلم اهـ من فتح الملهم. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [1676].
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب ستة أحاديث الأول حديث عبد الله بن مسعود ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والثاني حديث عائشة ذكره للاستدلال به على الجزء الأخير من الترجمة وذكر فيه ثلاث متابعات، والثالث حديث أسماء ذكره للاستشهاد به لحديث عائشة وذكر فيه متابعة واحدة، والرابع حديث أم حبيبة ذكره للاستشهاد أيضًا وذكر فيه متابعة واحدة، والخامس حديث ابن عباس ذكره للاستشهاد أيضًا وذكر فيه ثلاث متابعات، والسادس حديث ابن عمر ذكره للاستشهاد أيضًا، والله سبحانه وتعالى أعلم.
***