الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهناك نظرية تحاول تفسير المد والجزر تقول بتكوين موجة مدية كبرى في المسطح المائي الهادي والأطلسي والهندي. وهذه الموجة تندفع من الجنوب إلى الشمال متفرعة إلى ثلاث شعب في المحيطات المذكورة. وتتفرع الموجة التي تدخل المحيط الأطلسي في شماله إلى فرعين: أحدهما يدخل بحر الشمال، والآخر يواصل سيره إلى غرينلند. وعندما تصطدم الموجة المدية القادمة من الجنوب بسواحل فرنسا الشمالية ترتد ثانية إلى الشاطئ الإنجليزي، فتحدث على الشاطئ الجنوبي لإنجلترا موجتى مد عال مزدوجتين يفصل بينهما زمن قدره ساعتان وهذه حالة خاصة تعرف بالمد المزدوج.
وينشأ من الموجات المدية تيارات مدية مختلفة السرعة والمقدار في الجهات المختلفة كما سبق أن أوضحنا.
3-
الأمواج:
الأمواج هي اضطراب في الماء ينجم عنه تحرك جزيئاته ارتفاعًا وانخفاضًا في حركة توافقية منتظمة، ولكل موجة سرعة انتشار معينة واسعة وتردد معينين، وتسمى المسافة بين كل ارتفاعين ظاهرين بطول الموجة.
ولو لاحظنا نظام الأمواج في عرض البحر نجد أنه نظام معقد، فهو خليط من سلاسل أو مجموعات متتابعة من الأمواج المختلفة الأطوال يختلط بعضها ببعض وهي تتلاحق وتتتابع. وهذا الاختلاف مرده إلى اختلاف مكان نشأة الأمواج وسرعتها وخط سيرها، ويستدل على حالة البحر من شكل أمواجه، ولهذا نظام خاص يستخدم في التنبؤ بحالة البحر وله أهمية كبرى بالنسبة للسفن والملاحة والمصايد.
وقد تكون الأمواج سطحية أو قد تنشأ في الطبقات العميقة للمياه كما قد تنتشر في مسافات واسعة جدًّا، وتنشأ الأمواج السطحية في الغالب من حركات الرياح والعواصف والزوابع، كما قد تسببها حركة المد والجزر، وهناك الموجات العميقة والتي قد تنشأ من أثر الزلازل والبراكين على قاع البحر، وهذه الموجات تكون من الشدة والعنف بحيث يكون لها أثر مدمر، وتنتقل إلى مسافات تقدر بالآف الكيلو مترات في المحيطات، وحينما تصطدم بالسواحل قد يرتفع مستوى الماء إلى عشرات الأمتار ويطغى البحر على المدن المجاورة وتسمى مثل هذه الأمواج التي تنشأ من فعل الزلازل على قاع البحر باسم تسونامي وهي كلمة يابانية معناها موجة الميناء.
وهناك مصدران مهمان لمثل هذه الأمواج الزلزالية في المحيطات أحدهما منطقة شمال غربي المحيط الهادي والآخر شمال الأطلنطي، وتتعرض شواطئ اليابان وجزر هاواي تعرضًا مباشرًا لأثر هذه الموجات. ولا تزال ذكرى الأمواج المدمرة التى عصفت بسواحل جزر هاواي في يوم أول أبريل عام 1946م ماثلة في الأذهان، فقد بلغ ارتفاعها نحو 20 مترًا، وأودت بحياة كثيرين من السكان ودمرت منشآت ساحلية بأكملها.
وقد أقيمت لهذا السبب مراكز للتنبؤ بقدوم مثل هذه الأمواج لتنبيه السكان إلى ما قد يحدث من أخطارها.
والأمواج عامل مهم من عوامل النحت والترسيب على الشواطئ، كما أن الأمواج العميقة قد تكون سببًا في تكوين الأخاديد المغمورة على الإفريز القاري.