الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخسوف والكسوف:
قال تعالى: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ، وَخَسَفَ الْقَمَرُ، وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} [القيامة: 7، 8، 9]
كان حدوث الخسوف والكسوف يسبب ذعرًا وخوفًا للإنسان في العصور القديمة، ولكن هذه المخاوف قد زالت بعد فهم طبيعة نظام المجموعة الشمسية، وحركات كواكبها، وتحديد أوقات الكسوف والخسوف لمئات السنين القادمة، ففي أول الشهر القمري وفي منتصفه تكون الأرض والقمر على مستوى واحد مع الشمس، ولكن القمر لا يعترض أشعة الشمس الواصلة إلى الأرض عادة فهو يمر تحتها أو فوقها، لكنه في بعض الأحيان يعترض جزءًا من هذه الأشعة فيسبب كسوف الشمس. ويتوقف مقدار الكسوف على ما يمنعه جسم القمر من أشعة الشمس. وحينما تقع الأرض بين الشمس والقمر ويقع ظلها على القمر تسبب الخسوف "شكل 9". ويصل طول ظل الأرض إلى 1.382.000 كم في المتوسط، ويختلف هذا المتوسط في حدود 22500كم بين أطول وأقصر ظل. ويبدو من الرقم الدال على متوسط طول ظل الأرض أنه يساوي ثلاثة أمثال طول المسافة بين القمر والأرض، ولذلك فإن هذا الظل يصيب القمر إذا كان في اتجاه الظل، ويبلغ اتساع ظل الأرض عند المسافة التي يقع فيها القمر بعيدًا عن الأرض نحو 9170 كم، أي أكثر من ضعفي طول قطر القمر، وتؤدي السحب القريبة من سطح الأرض إلى اتساع منطقة الظل بمقدار 16 كم، ويتوقف اتساع الظل على مقدار بعد القمر عن الأرض، وبعد الأرض عن الشمس. ويقدر اختلاف اتساع الظل بين أقصاه وأضيقه بنحو 300كم.
ولما كانت الشمس أكبر حجمًا من الأرض، فإن ظل الأرض يكون مخروطي الشكل يتجه مؤشره بعيدًا عن الشمس "شكل 10".
ويحدث الخسوف حينما يكون القمر بدرًا وقريبًا من إحدى عقدتيه التي يقطع فيها مداره دائرة الكسوف أو "دائرة فلك الشمس". وهي مدار الشمس الظاهري أي الخط الذي تسير فيه الشمس ظاهريًّا خلال السنة، وتميل هذه الدائرة عن دائرة الاستواء السماوي بزاوية تتراوح ما بين 23 ْ- 28 ْ، ويميل مدار القمر عن دائرة فلك الشمس بمقدار 5 ْ- 8 ْ يحدث الخسوف الكلي للقمر حينما يقترب من هاتين العقدتين، فيغطي الظل التام وجهه، وإذا كان بعيدًا عن العقدة فإن جزءًا من الظل التام.
شكل "9": نطاقات احتمال حدوث الكسوف والخسوف
سوف يغطي بعض وجهه، ويسمي الخسوف الناشئ عن ذلك خسوفًا جزئيًّا. وإذا كان القمر على بعد 10 ْمن العقدة فلا يحدث خسوف، ولما كان القمر والشمس يقتربان من العقدة مرتين في السنة فإنه لا يحدث في الغالب أكثر من خسوفين في السنة "شكل 11"، وقد تستمر حالة الخسوف الكلي ساعتين "شكل 12"، ومن أمثلة ذلك الخسوف الذي
شوهد في المملكة العربية السعودية في شهر سبتمبر سنة 1978م، والخسوف الذي شوهد في 21 ينابر 2000م حيث استمر هذا الخسوف الكلي للقمر نحو 39 دقيقة.
شكل "10": الظل المخروطي الشكل لكل من القمر والأرض.
ويلاحظ أنه توجد منطقة ظل تام يطلق عليها Umbra ومنطقة ظل جزئي تعرف باسم Penumbra، ولا يوجد حد فاصل ملموس يفصل بينهما، وتصل سرعة الظل في القضاء إلى 3380 كم في الساعة.
ويقدر ما يمكن أن يرى من خسوف القمر في مدينة معينة خلال خمسين سنة بنحو 40 خسوفًا قمريًّا. ويصل طول المسافة التي يمكن أن يحدث فيها خسوف للقمر بنحو 9170 كم من مداره وذلك في الجانب البعيد عن الأرض.
أما بالنسبة لكسوف الشمس، فهو احتجاب ضوء الشمس عن الأرض بسبب اعتراض القمر لمسار الأشعة الشمسية، وذلك عندما يقع القمر بين الشمس والأرض، ويسمى كسوف الشمس كسوفًا كليًّا إذا احتجب ضوء الشمس عن الأرض تمامًا. "شكل 12". ويحدث كسوف الشمس في بداية الشهر العربي أو القمري، ويتوقف ذلك على مدى بعد الشمس والقمر عن عقدتي تلاقي مداري الشمس والقمر، ويصل طول المسافة التي يمكن أن يحدث فيها كسوف الشمس إلى حوالي 15000 كم من
مدارها، ولما كانت حدود الكسوف الشمسي أكثر اتساعًا من مناطق احتمال حدوث الخسوف القمري، فإن النتيجة الطبيعية التي ترتبت على ذلك هي حدوث الكسوف الشمسي أكثر من حدوث الخسوف القمري في فترة زمنية محددة، ومع ذلك فإن الخسوف القمري يرى أكثر حدوثًا وتكرارًا في منطقة معينة في فترة محددة، وقد يبدو هذا الكلام متناقضًا، إلا أن تفسير ذلك هو أن الخسوف القمري يرى في منطقة تمثل نصف الكرة الأرضية وذلك عند حدوثه، بينما لا يرى كسوف الشمس إلا في منطقة صغيرة نسبيًّا؛ لأن ممر الكسوف الكلي للشمس يقل اتساعه بمقدار
شكل "13" الكسوف الكلي للشمس:
300 كم عن ممر الخسوف الكلي للقمر، ويحدث كسوف الشمس في السنة الواحدة أربع أو خمس مرات، لكنه لا يُرى إلا في مناطق مختلفة صغيرة نسبيًّا، بينما يحدث خسوف القمر مرتين أو ثلاثًا في السنة الواحدة فقط، لكنه في كل مرة يرى في مساحة تمثل نصف الكرة الأرضية تقريبًا، ويرى الكسوف الكلي للشمس مرتين تقريبًا كل ثلاث سنوات في مكانين مختلفين على سطح الأرض، لكن حدوثه لا يتكرر إلا كل 260 سنة بالنسبة للمكان الواحد، ولهذا نسمع برحلات يقوم بها العلماء إلى أماكن مختلفة لمتابعة الكسوف الكلي للشمس، ومشاهدة الكسوف الكلي للشمس مثيرة، حيث تختفي الشمس كلية، وتظهر النجوم فتفزع الطيور والحيوانات وتأوي الطيور إلى أعشاشها، وتقل المدة التي يستغرقها الكسوف كثيرًا عن المدة التي يستغرقها خسوف القمر، فبينما يستمر الخسوف الكلي كما ذكرنا من قبل ساعتين فإن الكسوف الكلي للشمس لا يتجاوز ثماني دقائق على الإطلاق.
ويحدث كسوف الشمس الجزئي بالنسبة للمكان الواحد مرة كل ثماني عشرة سنة وأحد عشر يومًا. واستطاع العلماء تحديد مواعيد حدوث الكسوف ومكانه وزمن استمراره، ولقد تمكن أبولوزر من حساب عدد مرات حدوث الكسوف الكلي والحلقي وذلك فيما بين 1207 سنة ق. م.
شكل "14": كسوف حلقي للشمس
إلى 2612م. والكسوف الحلقي هو الكسوف الذي تظهر فيه الشمس سوداء وحولها حلقة مضيئة عبارة عما تبقى من قرص الشمس ولم يحجب ضوءه القمر، ولا يحدث الكسوف الحلقي إلا إذا كان القمر في أقرب أوضاعه من الأرض. وقد استغل كسوف الشمس قديمًا كحدث مهم يؤرخ به. ومن أشهر كسوفات الشمس في الماضي ما يلي:
كسوفات الشمس القديمة المعروفة:
ووفقًا للحسابات الفلكية فإن هناك 14 كسوفًا للشمس سوف تحدث بإذن الله ابتداء من 4 ديسمبر 2002م وحتى 14 ديسمبر 2020م على النحو التالي:
مواعيد كسوف الشمس وأمكنة رؤيتها: