الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنوات عام 1997م تقريبا ببعض الحيوانات النافقة للتخلص منها، كما أن هناك نحو 6 مصبات للصرف الصحي تنتهي إليها1.
1 البيئة ومشكلاتها، مرجع سبق ذكره، ص17.
وتتمثل أضرار تلوث مياه الأنهار في:
1-
الناحية الصحية: تفشي الأمراض التي يمكن أن تنقل عن طريق الجراثيم والطفليات مثل الكوليرا والتيفود والإسهال المزمن وغيرها، حيث يعتمد كثير من البدان على مياه الأنهار في الشرب.
2-
الناحية الزراعية: تزيد نسبة الملوحة، في الأراضي التي تستخدم هذه المياه الملوثة، كما أن استخدام المياه الملوثة بمخالفات بشرية في ري الأراضي الزراعية، يؤدي إلى انتشار الأمراض خاصة عن طريق الخضراوات التي تؤكل نيئة.
3-
الثروة السمكية: تؤثر المياه الملوثة في الثروة السمكية بالأنهار، وتؤدي مع ازدياد نسبة التلوث إلى القضاء على الأسماك.
4-
زيادة المصروفات: يؤدي تلوث مياه الأنهار إلى ارتفاع تكاليف استخدام المياه الملوثة في مجالات تأمين مياه الشرب أو تأمين المياه النقية اللازمة للصناعة.
ب-
تلوث مياه البحار والمحيطات:
زاد اهتمام العالم بقضية تلوث مياه البحر بعد حادثة الناقلة توري كانيون في أبريل عام 1967م والتي تدمرت قرب الشاطئ الجنوبي الغربي لبريطانيا وكانت تحمل مائة ألف طن من البترول، وكان نتيجة ذلك تلوث شواطئ بريطانيا وفرنسا، ومع ازدياد حجم ناقلات البترول، التي
تزيد حمولة بعضها على نصف مليون طن ازدادت مخاوف الإنسان من التلوث.
ولقد دلت البحوث على أن تلوث مياه البحار والمحيطات لا يقتصر على طبقات المياه السطحية، بل قد يمتد إلى طبقات المياه العميقة ولا شك أن البحار الداخلية التي تطل عليها دول كثيرة تكون عرضة للتلوث أكثر من غيرها كالبحر المتوسط الذي تطل عليه خمس عشرة دولة "7 أوروبية، 3 آسيوية، 5 أفريقية" لها نحو 120 مدينة ساحلية تنتهي مجاري الصرف الصحي بها إلى البحر المتوسط دون معالجة، إضافة إلى نحو مليوني طن بترول سنويا نتيجة غسل خزانات السفن أو التسرب أو عمليات التنقيب. وقد تعرضت كثير من شواطئ البحر المتوسط التي يرتادها الصائفون للتلوث بالشحوم، كما أثرت الملوثات العديدة التي يتعرض لها البحر المتوسط في الثروة السمكية حيث قلت موارد الصيد بنسبة لا تقل عن 20%.
ولا شك أن ظاهرة التلوث بالبترول هي ظاهرة حديثة نسبيا لا ترجع إلا إلى النصف الثاني من القرن العشرين، لكنها ظاهرة واسعة الانتشار، ويرجع ذلك لأسباب عديدة مثل حوادث غرق ناقلات البترول، وما زال حادث غرق الناقلة العملاقة "أموكو كادز Amoco Cadiz" سنة 1978م "حمولتها 200 ألف طن" أمام الساحل الفرنسي ماثلًا أمام الذاكرة، وقد غطى ذلك البترول المتدفق منها مساحات كبيرة من السواحل الفرنسية وساعد على ذلك سرعة الرياح. وينشأ أيضا التلوث نتيجة تسرب البترول من الآبار المغمورة تحت مياه البحار، أو نتيجة المخلفات البترولية من ناقلات البترول، فمن المعروف أن ناقلات البترول الفارغة تملأ ما بين 30-50% من حجم مستودعاتها بمياه البحر للحفاظ على توازنها أثناء رحلة العودة، ثم تتخلص من تلك المياه التي قد تلوثت ببقية من البترول
الخام تقدر بنحو 1 إلى 2% من حمولة الناقلة، ويعتقد بأن كرات القار التي ترى طافية على مياه البحار والمحيطات هي نتيجة اختلاط المياه الملوثة بالبترول وامتزاجها بمياه البحر.
وجدير بالذكر أن الخليج العربي يعد من أكثر المناطق البحرية في العالم عرضة للتلوث، حيث تزيد فيه نسبة التلوث أكثر من أربعين مرة على أية منطقة مماثلة على سطح كوكب الأرض، والسبب في ذلك هو أنه خليج شبه مغلق، وكثرة آبار البترول المغمورة تحت مياهه إضافة إلى العدد الهائل من ناقلات البترول التي ترتاده باستمرار سنويا، ولقد كان هذا الخليج ساحة حرب بين العراق وإيران ثم بين العراق والكويت والمملكة العربية السعودية، ولا شك أن أكبر كارثة تلوث بترولي تعرض لها الخليج العربي كانت في شهر يناير 1991 حين بدأ العراق محاولة غمر الخليج بالبترول عن طريق تفريغ كميات هائلة من خزانات البترول وناقلاته قدرت بنحو 4 إلى 5 ملايين برميل، كما لجأ إلى إشعال النيران في آبار البترول بما قدر آنذاك بنحو 6 ملايين برميل كل صباح، مما أدى إلى أن تغطي السحب السوداء والداكنة مساحات من تركيا وشرق أوروبا امتدت لمسافة 2000 كم بتأثير تلك الحرائق.
ويرى المتابعون لأحداث حرب الكويت أن العراق حينما عمد إلى تفريغ خزانات البترول بميناء الأحمدي الكويتي إلى مياه الخليج، وكذلك تفريغ بعض الناقلات أراد أن يستخدم تلويث المياه بالبترول سلاحا يعوق إنزال قوات التحالف الدولي البحرية، كما أراد كذلك أن يعوق عمليات إعذاب مياه الخليج التي تعتمد عليها بعض الدول الخليجية ومنها السعودية، كما استهدف العراق شغل الرأى العام العالمي بتلك الكارثة البيئية في تلك المنطقة التي تضم نحو 75 % من إجمالي احتياطي