الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العناصر هي درجة الحرارة، الضغظ الجوي، والكتل الهوائية، وجميع مظاهر الرطوبة الجوية والتكاثف من أمطار وبرد وثلج وندى وغيرها.
وليس المناخ مجرد مجموع العناصر السابقة وإنما هو محصلة التفاعل بين هذه العناصر المختلفة، إذ إن كل عنصر يؤثر في الآخر ويتأثر به.
وسوف نتناول كلًّا من هذه العناصر ونناقشها على حدة كالتالي:
الحرارة
مدخل
…
1-
الحرارة:
الحرارة هي العنصر المهم الذي يؤثر في بقية العناصر المناخية الأخرى من ضغط ورياح ورطوبة.
والشمس هي المصدر الرئيسي للحرارة التي تؤثر في الغلاف الجوي، إذ إن درجة حرارة سطحها تصل إلى 10000 ْف، وبسبب بعد الأرض عن الشمس "93 مليون ميل "150 مليون كم" في المتوسط"، وصغر حجم الأرض، فإن ما يصل إلى الأرض من أشعة الشمس لا يزيد على 2000.000.000/1 مما ينطلق من الشمس من إشعاعات. وبسبب تغير المسافة بين الشمس والأرض، حيث تصل هذه المسافة إلى 94.5 مليون ميل في يوليو، 91.5 مليون ميل في يناير بنسبة 7% وعلى الرغم من ذلك فإن هذ النسبة الزائدة لا تؤدي إلى تأثيرات مناخية ملموسة.
وتتوزع أشعة الشمس على النحو التالي:
9% أشعة فوق بنفسجية، وهي أقصر الموجات وتتراوح ما بين 0.1 و 0.4 ميكرون.1
1 الميكرون = 1/1000 من المليمتر.
70% أشعة مرئية وهي مصدر الضوء وهي عبارة عن موجات متوسطة تتراوح ما بين 0.3و 0.8 ميكرون.
21% أشعة تحت الحمراء "حرارية" وهي موجات طويلة تتراوح ما بين 0.8 و 0.8 ميكرون.
ويقدر ما يصل من أشعة الشمس إلي الأرض بنحو 70% فقط من الأشعة الساقطة عليها ويرتد الباقي 30% تقريبا إلي الفضاء الخارجي "الشكل 52".
وتتباين الأماكن المختلفة على سطح الأرض في كمية ما يصلها من إشعاع شمسي نتيجة عوامل عديدة أهمها:
زاوية ميل سقوط الأشعة:
إن الأشعة التي تسقط عمودية تكون قوية؛ لأنها تتركز على مساحة صغيرة وتخترق سمكا أقل من الغلاف الجوي "شكل 53". ولهذا السبب تجد أن المناطق المدارية المحصورة بين المدارين تسقط عليها الأشعة عمودية أو شبه عمودية. ومن هنا تكون هذه المناطق أشد حرارة من غيرها. بينما تسقط الأشعة مائلة على المناطق البعيدة عن خط الاستواء.
شكل "53": الأشعة العمودية والمائلة
شفافية الجو:
من المعروف أنه كلما كان الجو شفافًا كلما قلت مقدرته على امتصاص الحرارة من أشعة الشمس. وكلما زادت نسبة الرطوبة في الجو وزاد ما به من غبار كلما زادت مقدرته على امتصاص الحرارة. ويعمل ثاني أكسيد الكربون كذلك على امتصاص الإشعاع الشمسي. ومن ناحية أخرى تعمل السحب على انعكاس الحرارة الشمسية وتشتيتها.
طول النهار:
يترتب على طول النهار طول الفترة التي تسقط خلالها أشعة الشمس على سطح الأرض، ويتساوى طول الليل والنهار عند خط الاستواء لكن الفرق بين طوليهما يزداد أو ينقص تبعا لمقدار البعد عن خط الاستواء وتبعا لفصول السنة حتى تصل إلى المنطقة القطبية فيصل فيها الليل أو النهار إلى 24 ساعة أو أكثر تبعًا لفصل السنة.
ويختلف اليابس والماء في درجة امتصاص الحرارة وفقدانها، إذ إن سطح اليابس يسخن بسرعة ويفقد حرارته بسرعة، بينما يسخن الماء ببطء، ويفقد حرارته ببطء. وبسبب هذه الخاصية يحدث الاختلاف في مناخ المناطق المختلفة من يابس وماء.
ويسخن الماء ببطء بسبب انعكاس كمية كبيرة من الإشعاع الشمسي، وضياع جزء من هذا الإشعاع في عملية التبخر، بالإضافة إلى ذلك توجد تيارات حمل تعمل على حمل الحرارة إلى طبقات الماء السفلى بينما تتركز الأشعة في اليابس على طبقة سطحية رقيقة.
وهناك عوامل أخرى تؤثر في درجة حرارة المكان وهي:
أ- ارتفاع المكان عن سطح البحر:
إذ إن درجة الحرارة تقل في المتوسط بمقدار درجة واحدة مئوية كلما ارتفعنا 150 مترا، وسبب ذلك أنه كلما ارتفعنا عن سطح البحر قلت المواد العالقة بالهواء من بخار ماء وأتربة وهذه مواد تمتص الحرارة. وتقل كذلك نسبة ثاني أكسيد الكربون وهو من الغازات التي تمتص الحرارة. كما أنه كلما ارتفعنا ابتعدنا عن الإشعاع الأرضي وهو عبارة عن إشعاع شمسي منعكس.
ب- القرب أو البعد عن المسطحات المائية:
إن المسطحات المائية تكون ذات تأثير ملطف لدرجات الحرارة فتقلل من ارتفاعها، وتعمل على تخفيف حدة البرودة. كما أن حدوث نسيم البر والبحر يلطف من حرارة النهار والليل.
ج- التيارات البحرية:
وهي عبارة عن كتل مائية متصلة متحركة على هيئة أنهار ضخمة تمر بسواحل القارات "انظر شكل 47" وتكون هذه التيارات دفيئة إذا كانت آتية من المناطق الاستوائية، وتكون باردة إذا كانت متجهة نحو خط الاستواء. وتعمل التيارات الباردة على جفاف السواحل التي تمر بها مثل تيار بيرو، وتيار كناريا.
أما التيارات الدفيئة فإنها تشبع الرياح التي تمر عليها ببخار الماء وتكون عامل زيادة في الأمطار في المناطق المجاورة.
د- شكل السواحل واتجاه الرياح:
يؤثر شكل السواحل واتجاه الرياح تأثيراً كبيراً في الأحوال المناخية.