الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ج- تآكل بعض قنوات المياه والخزانات المعدنية كما حدث في أحد الخزانات بولاية ماساشوستس بالولايات المتحدة.
د- تآكل وتدمير بعض أحجار المباني والمنشآت الأثرية والتاريخية، وقد بلغ عمق التآكل الذي أحدثته الأمطار الحمضية نحو 3 سم في إحدى كنائس لندن "سانت بول" والذي يرجع تاريخ إنشائها إلى 1765م.
هـ- يسبب الضباب الحمضي خطورة شديدة على صحة الإنسان والحيوان والنبات أكثر من المطر الحامضي؛ لأنه يكون قريبا من سطح الأرض كما أن الإنسان والحيوان يستنشقونه، وقد أوصى أحد علماء البيئة الأمريكية "ميشيل هوفمان" سكان "لوس أنجلوس" بعدم المشي أو العدو في ساعات الصباح المبكر التي يكسو فيها الضباب الشوارع لأنه ضباب حمضي.1
1 البيئة، مشاكلها وقضاياها وحمايتها من التلوث، مرجع سبق ذكره، ص121-123.
4-
تآكل طبقة الأوزون:
تم اكتشاف غاز الأوزون في بداية عام 1880 م على يد أحد العلماء الأوروبيين "هاتاي" الذي استنتج أن هذا الغاز الذي يوجد في جو الأرض يمتص الأشعة فوق البنفسجية الحارقة القاتلة للكائنات الحية1.
والأزون عبارة عن غاز شفاف يتكون من ثلاث ذرات أوكسجين ويميل لونه إلى الزرقة قليلا ونسبته في الغلاف الغازي ضئيلة جدا، حيث تم قياس الكمية الكلية للأوزون في عمود من الهواء الجوي يصل ارتفاعه إلى 1000 كم ومساحة مقطعه واحد سنتمتر مربع وذلك في ظل معدل الضغط والحرارة السائدة فوجدت هذه الكمية 3 مليمترات تقريبا، وغاز
1 زين العابدين متولي "1999م": قصة الأوزون، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص 17.
الأوزون سام جدا للإنسان، وتستخدمه بعض الدول في معالجة مياه الشرب وتعقيم المأكولات ومياه أحواض السباحة، وتقع طبقة الأوزون ما بين ارتفاع 13 كيلو مترا وحتى 22 كيلو مترا عن سطح الأرض، ويؤدي حدوث البرق بسبب تفريغ الشحنات الكهربية التي في السحب إلى تكوين الأوزون وتجديده ولا يتم هذا التفاعل إلا في وجود غاز وسيط وهو "النيتروجين" أو الهيدروجين، وقد يتفاعل الأوزون نفسه بتأثير الأشعة فوق البنفسجية فتندمج ذرات الأوكسجين المفردة بجزيئات أوكسجين أخرى لتعيد تشكيل الأوزون، ويقدر ما يتكون من الأوزون طبيعيا كل عام بنحو 100 بليون طن.
ويزداد وجود الأوزون في اتجاه القطب الشمالي شمالا وفي اتجاه القطب الجنوبي في نصف الكرة الجنوبي، وتزداد نسب وجود الأوزون على جميع دوائر العرض في فصل الربيع، وتقل إلى أدنى مستوى في فصل الخريف، وقد ثبت أن الرياح يمكن أن تنقل ما لا يقل عن 25% من غاز الأوزون من الأماكن الغنية بوجوده إلى الأماكن التي تقل نسبة هذا الغاز فيها1.
ويرجع التفكير في تآكل طبقة الأوزون إلى السبعينيات حينما تشكك بعض العلماء في أن المركبات الكلوروفلورو كربونية تتحلل في طبقات الجو العليا، فتتفاعل مع غاز الأوزون فتستهلك جزءا كبيرا منه، وقد تم التأكد من ذلك 1985م في محطة الأبحاث البريطانية في القارة القطبية الجنوبية، حيث أشير لأول مرة إلى مصطلح "ثقب الأوزون" وقد تم قياس فجوة الأوزون المتمركزة فوق القطب الجنوبي في فترة الربيع القطبي في أكتوبر 1987م وقدرت مساحتها بما يعادل مساحة الولايات المتحدة
1 زين العابدين متولي "1999م": قصة الأوزون، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص17.
الأمريكية، وفي عام 1988م تم رصد فجوة أخرى للأوزون فوق القطب الشمالي تتمركز في سماء النرويج1
أ- أسباب تآكل طبقة الأوزون "فجوة الأوزون":
1-
مادة الكلوروفلورو كربون
تم ابتكار مادة أو غاز الكلوروفلورو كربون لأول 1928م على يد مجموعة من علماء شركة جنرال موتورز الأمريكية، وتتكون هذه المادة من الكلور والفلور وذرات الكربون، وتتميز بأنها تتبخر عند درجة حرارة منخفضة، ولهذا فهي تعد مادة تبريد مناسبة في الثلاجات وأجهزة التكييف وفي علب الرش التي تتطاير منها الغازات بقوة الاندفاع2.
1-
ونتيجة لما يتميز به غاز الكلوروفلورو كربون فقد تم التوسع في استخدام هذا الغاز الذي يدخل في صناعة البخاخات وصناعة الأسفنج الصناعي والألياف الصناعية، وهذا الغاز له متوسط عمر طويل يتراوح ما بين 75-100 سنة وخلال هذه الفترة يتصاعد ويؤدي عمله التخريبي مدة طويلة، ويقدر أن كل ذرة من الكلوروفلورو كربون عليها أن تحطم مائة ألف جزيء من الأوزون قبل أن تفقد فاعليتها.
2-
الطائرات النفاثة التي تنفث كميات رهيبة من العوادم في الغلاف الغازي، كما أن الفرقعات التي تحدثها الطائرات عند احتراق سرعتها للحاجز الصوتي تؤدي إلى تدمير طبقة الأوزون.
1 قصة الأوزون، مرجع سبق ذكره، ص66.
2 المرجع السابق نفسه، ص66.
3-
صواريخ الفضاء التى تنفث في الجو من مؤخراتها آلاف الأطنان من الغازات تتلف طبقة الأوزون، وقد قدر العلماء أن 500 عملية إطلاق متتالية لصاروخ "ساترن5" الأمريكي كفيلة، بتدمير طبقة الأوزون بأكملها.
4-
تجاوب التفجيرات النووية التي تبث كميات هائلة من الغازات والإشعاعات، إلى جانب التجارب التي تجرى أيضًا في أعالي الغلاف الجوي في تكتم شديد كل ذلك يدمر غاز الأوزون.
5-
أثبتت الدراسات أن استخدام الأسمدة النيتروجينية الذي يقدر بنحو 150 مليون طن على مستوى العالم قد يؤدي إلى نقص في كمية الأوزون بنسبة قد تصل إلى 15%1.
ب- نتائج تآكل طبقة الأوزون "ثقب الأوزون"
لا شك أن طبقة الأوزون هي بمثابة درع تحمي الأحياء من إنسان ونبات وحيوان من أخطار الأشعة فوق البنفسجية، ومعنى تآكل طبقة الأوزون زيادة الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الأرض والتي تتسبب في كثير من الأضرار التي تصيب الكائنات الحية على النحو التالي2.
1-
الأمراض: وفي مقدمتها سرطان الجلد ولا سيما بالنسبة لسكان المناطق البعيدة عن خط الاستواء حيث تزيد الأشعة فوق البفسجية في المناطق التي لا تتعامد عليها أشعة الشمس، ويعرف سرطان الجلد باسم ميلانوما " Melanoma"، كما أن ازدياد تسرب الأشعة فوق
1 قصة الأوزون، مرجع سبق ذكره، ص37.
2 الإنسان وتلوث البيئة، مرجع سبق ذكره ص124-127.