شكل "86": المسقط المركزي الاسطواني - المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة

شكل "86": المسقط المركزي الاسطواني

‌

‌مسقط مركيتور

Mercator Projection

ابتكر غرهاردوس Gerhardus M. Mercator المسقط المعروف باسمه ونشره سنة 1569م "شكل 87". ويضم مسقط مركيتور بعض خصائص المسقطين الاسطوانيين السابقين. ولكن صاحب هذا المسقط قد رتب المسافات الواقعة بين دوائر العرض بطريقة حسابية، ويكون امتداد المساحة

شمال خط الاستواء وجنوبه بمقياس الرسم نفسه إذا اتجهنا شرقا أو غربا على الخريطة على طول أية دائرة عرض. وعلى سبيل المثال لو أخذنا أي مسقط اسطواني نجد أن أية مسافة على دائرة عرض 60 ْ تمثل ضعف المسافة الحقيقة على الطبيعة. وإذا أخذنا نقطتين معينتين على دائرة عرض 80 ْ فإن المسافة بينهما تمثل ثمانية أمثال المسافة التي تقابلها على الطبيعة، ولقد جعل مركيتور المبالغات في مقاساته شمالا وجنوبا بالنسب السابقة نفسها. وبذلك يكون هذا المسقط معدلا. بالإضافة إلى ذلك فإنه يختلف عن غيره من المساقط بمبالغات في المسافة كلما ابتعدنا عن خط الاستواء. وزيادة على ذلك فإن القطبين والمناطق المجاورة لهما يستحيل تمثيلها على الخرائط. ويحقق مسقط مركيتور تعامد شبكة خطوط الطول ودوائر

شكل "87": مسقط مركيتور

العرض. وقد ساعد ابتكار هذا المسقط البحارة وشجعهم على ركوب البحر وتحقيق الكشوف البحرية الجغرافية. وبعد ثلاثين عاما من نشر

فكرة هذا المسقط جاء ادوارد رايت الكارتوغرافي البريطاني فأضاف إليه بعض التعديلات وطوره.

اشتهر مركيتور عالمياً قبل أن يبتكر مسقطه المشهور الذي رسم عليه خريطة العالم. لقد كان رسام خرائط ماهرا. لقد رسم خريطة أوروبا التي صنعها سنة 1954م وأبرز كل مواهبه وكفاءته في تصميمها ورسمها. ولا عجب في أن نجد أن تلك الخريطة قد رفعته إلى سنام الشهرة في دنيا علم الخرائط قبل أن يقدم مسقطه للعالم1.

ومن أهم مميزات مسقط مركيتور ما يلي:

1-

تتلاقى خطوط الطول ودوائر العرض فيه بزوايا قائمة مما يحقق الاتجاهات الصحيحة على الخرائط المرسومة على أساسه.

2-

يحقق أهم المزايا المطلوبة، من اتجاه، ومساحة، وشكل، ومسافة، في منطقة خط الاستواء حيث تلامس الأسطوانة سطح نموذج الكرة الأرضية.

3-

يظهر خطوط الطول ودوائر العرض على هيئة خطوط مستقيمة وليست على شكل دوائر.

4-

تتساوى المسافات بين خطوط الطول، بينما تتزايد المسافات بين دوائر العرض كلما ابتعدنا عن خط الاستواء.

ويفضل أن يستخدم مسقط مركيتور على مستوى خريطة العالم للاستفادة منه في خطوط الملاحة البحرية والجوية وخرائط المواصلات الأخرى لأنه يحقق الاتجاهات الصحيحة.