الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهمية الخريطة في حياتنا اليومية:
تعد الخريطة حجر الزاوية لعلم الخرائط حيث إنها تمثل لنا بصورة مبسطة المكان أو الأقليم الذي نريد تمثيله على سطح مستوٍ، نحن نتوقع الظاهرة أو مجموعة من الظاهرات التي نريد دراستها أو نشير إليها أثناء أو بعد الدراسة، فإذا قام أحد الأساتذة أو الطلاب أو المختصين بدراسة عن إقليم نجد مثلا وأشار أثناء كتابته عن ذلك الإقليم إلى سلسلة جبال طويق، وضمن بحثه خريطة لنجد، فلا بد له من أن يوضح موقع هذه السلسلة بالنسبة للإقليم على الخريطة. وكذلك إذا أشار الباحث إلى بعض أودية الإقليم مثل وادي حنيفة أو وادي السهباء. فإنه من الأفضل أن يوضح على خريطته الأودية التي أشار إليها، أو على الأقل أهم أودية الإقليم. ويمكن أن ينطبق نفس هذا القول على المدن والطرق وغيرها من الظاهرات الطبيعية والبشرية التي يتطرق إليها أو يذكرها الباحث في بحثه. إن عملا مثل هذا بلا شك يسهل على كل من الباحث والقارئ استيعاب وإدارك الأهداف التي تكمن في جنبات البحث.
لقد زادت أهمية الخرائط في وقتنا الحاضر بحيث إنها لم تعد ضرورة للباحثين أو طلاب علم الجغرافيا فقط؛ ذلك لأنها أصبحت أداة ووسيلة لأناس كثيرين غيرهم، ولا عجب أن نجد أن الخرائط قد أضحت من أهم أدوات الطيارين والضباط والبحارة والمهندسين والمدرسين والمسافرين، وحتى رواد الفضاء قد اهتموا بقراءة واستعمال الخرائط. وهناك كثيرون غير هؤلاء لا يستغنون عن استعمال الخرائط.
من الجدير بالذكر أن الأمم المتقدمة تعطي اهتماما كبيرا للخرائط وتشجع طلابها -وهم فيما يعادل المرحلة الدراسية الابتدائية عندنا- على قراءة واستعمال الخرائط؛ ولا شك أن مرد هذا الاهتمام راجع إلى اقتناع رجال التربية والتعليم في تلك الدول بالفوائد المهمة التي يجنيها الطلاب من معرفتهم قراءة واستعمالات الخرائط في حياتهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر: إننا نجد في بعض مقررات السنة الثالثة الابتدائية وما يليها من مقررات السنوات التالية بعض الخرائط للأحياء التي تحيط بتلك المدينة. وكثيرا ما يشاهد بعض المدرسين أو المدرسات ومعهم طلابهم كلٌّ يحمل خريطة للمنطقة المحيطة بالمدرسة. ويطلب في العادة من طالب أو أكثر الاستعانة بالخريطة من أجل الوصول إلى مكان موضح عليه مثل محطة سكة حديد أو بحيرة أو غابة. ومما يلاحظ في مثل تلك الدول أن الحصول على كثير من الخرائط هو من أبسط الأمور وغالبا ما يكون دون مقابل. وتوضح على مثل تلك الخرائط عادة الطرق والمدن والغابات والمتنزهات وخطوط السكك الحديدية وبعض الظاهرات الطبيعية والبشرية. وتوجد هذه الخرائط بكثرة في محطات الوقود أو نوادي السيارات. ويستعمل المسافرون تلك الخرائط للسفر عبر مناطق لم يروها من قبل لمسافات طويلة دون أن يضيعوا شيئا من وقتهم في سؤال الآخرين عن الطريق.
ومن الملاحظ أن استعمالنا للخرائط في عالمنا العربي محدود للغاية، ويعتقد كثير من أبناء أمتنا العربية أن حيازة خريطة لمنطقة ما أثناء السفر قد يثير اشتباه رجال الأمن وحراس الحدود في أمرهم. ولربما يرجع ذلك إلى الظروف الحرجة التي تمر بها بلادنا وحالة الحرب التي بينها وبين