وتدعي مدرسة "مظهر الأرض" أن الجغرافيا هي علم سطح الأرض - المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة

وتدعي مدرسة "مظهر الأرض" أن الجغرافيا هي علم سطح الأرض بمظهريه الطبيعي والبشري، ويرى كارل ساور Carl Sauer ضرورة التمييز بين مظهر الأرض الحضاري البشري Cultural Landscape ومظهر الأرض الطبيعي Natural Landscape ويعرف الأخير بأنه مظهر سطح الأرض قبل تدخل الإنسان في تغيير ملامحه، أي مظهر سطح الأرض على طبيعته.

أما مدرسة الموقع Locational school فإنها ترى أن مجال الجغرافيا هو دراسة مواقع الظواهر المختلفة وأنماط توزيعها على سطح الأرض مع إبراز تباين العلاقات، ولقد تطور مفهوم هذه المدرسة مع مرور الزمن إلى ما عرف فيما بعد بنظرية الموقع Location theory التي يرى أصحابها أن لكل ظاهرة جغرافية موقعًا تنفرد به على سطح الأرض يميزها عن غيرها، لكنه في الوقت نفسه لا توجد الظواهر الجغرافية منعزلة من بعضها، بل ترتبط فيما بينها وتتفاعل.1

وتنقسم الجغرافيا تبعًا لمجال دراستها إلى قسمين كبيرين كما يرى معظم الجغرافيين وهما:

‌

‌أقسام الجغرافية

…

1-

الجغرافيا الطبيعية:

وهي التى تدرس علاقة الإنسان بظاهرات السطح والظروف المناخية والنبات والحيوان والتربة وغيرها.

2-

الجغرافيا البشرية:

وتدرس أثر الإنسان فيما يحيط به من ظروف بيئية، وكيف استطاع أن يغير هذه الظروف ويستغلها لصالحه.

وتنقسم الجغرافيا الطبيعية إلى الفروع الآتية:

أ- الجيمورفولوجيا Geomorphology:

وهو أحد فروع الجغرافيا الطبيعية ويدرس مظاهر سطح الأرض مع محاولة دراسة طرق تكوينها. ويتتبع هذا الفرع التطورات التي تمر بها هذه المظاهر مع تعليل وجودها ومحاولة تفسيرها. والجيمورفولوجيا وثيقة العلاقة بعلم الجيولوجيا حتى إن بعض الجغرافيين الحاليين ينادي باستقلالها عن الجغرافيا.

ب- الجغرافية المناخية Climatology:

تهتم الجغرافيا المناخية بدراسة حالات الجو بصفة عامة والخروج من هذه الدراسة بمتوسطات لعناصر المناخ من حرارة وضغط ورياح ومطر، وتعتمد الجغرافيا المناخية إلى حد كبير على ما يزودها به علم الأرصاد الجوية.

جـ- الجغرافية الحيوية أو الحياتية Biogeography:

وتهتم بدراسة الكائنات الحية من نبات أو حيوان وتوزيعها على سطح الأرض، وتنقسم إلي:

1-

الجغرافيا النباتية: وتهتم بدراسة أنماط النباتات الطبيعية وتوزيعها على سطح الأرض، والعوامل المؤثرة في هذا التوزيع من مناخ وتربة وسطح وإنسان وحيوان وغيرها.

2-

الجغرافية الحيوانية: وتدرس توزيع الحيوانات البرية على سطح الأرض، ومدى ارتباط هذا التوزيع بالظروف الجغرافية الأخرى مثل التربة والمناخ والنبات والإنسان.

د- جغرافية البحار والمحيطات Oceanographhy

يدرس هذا الفرع من فروع الجغرافيا الطبيعية توزيع البحار والمحيطات على سطح الأرض، والعلاقة بين اليابس والماء وتطورها، كما أنه يحاول تتبع نشأة البحار والمحيطات. ويدرس كذلك الخصائص الطبيعية لمياه

البحار والمحيطات من حيث الملوحة والتيارات البحرية، ويتتبع تأثير البحار في مناخ القارات، وأثر البحار والمحيطات في نشاط الإنسان، وهناك علاقة وثيقة بين هذا الفرع من الجغرافيا الطبيعية وبين علم البحار.

هـ- الجغرافيا التاريخية Historical Geography:

ليست الجغرافيا التاريخية أحد فروع الجغرافيا الطبيعية أو الجغرافيا البشرية وإنما هي جغرافية الماضي بجوانبه الطبيعية والبشرية، أي أنها لا تقتصر في دراستها على الظروف الطبيعية للماضي فحسب، وإنما تهتم كذلك بدراسة النشاط البشري. ولا يمنع ذلك من أن تكون هناك دراسات عن الجغرافيا المناخية في الماضي، أو دراسات عن الهجرات البشرية. ومجمل القول: إن الجغرافيا التاريخية تضم في رحابها فروع الجغرافيا الطبيعية والبشرية، إذ إنها دراسات جغرافية كاملة طبيعية وبشرية ولكنها تتعلق بالماضي؛ ومن هنا اكتسبت اسم تاريخية.

أما الجغرافيا البشرية فتنقسم إلي فروع متعددة أهمها ما يلي:

أ- جغرافية السكان:

وتهتم بدراسة توزيع السكان وما يطرأ على هذا التوزيع من زيادة أو نقص بسبب الهجرات أو الزيادة الطبيعية الناجمة عن زيادة المواليد على الوفيات، وتدرس جغرافية السكان كذلك كثافة السكان ومدى ارتباط هذه الكثافة بالظروف الجغرافية الأخرى.

ب- جغرافية المكان:

ويدرس هذا الفرع الجغرافي أنماط الاستقرار البشري الريفي والحضري، ويتتبع دراسة المدن كظاهرة جغرافية وارتباط نموها بالظروف الجغرافية الأخرى من موقع وسطح ومناخ ونشاط بشري.

وهناك جغرافية المدن وتهتم بدراسة المدينة، ونموها ومجال نفوذها. وتدرس كذلك أنماط المدن من حيث نشاطها الغالب والسمة التي تميزه عن غيره من النشاطات الأخرى.

جـ- الجغرافيا الاقتصادية:

تعالج الجغرافيا الاقتصادية أنماط سلوك الإنسان وعاداته من حيث استغلال موارد بيئته، كما أنها تدرس هذه الموارد، وقد قسم بعض الجغرافيين سلوك الإنسان في استغلال موارد بيئته إلى أوجه النشاطات الآتية:

1-

الاستغلال غير المنتج للأرض "منازل، طرق".

2-

استغلال كل من المملكة النباتية والحيوانية "الحقول المزروعة والحيوانات المستأنسة".

3-

الاستغلال الاقتصادي المدمر "قطع الغابات وصيد الحيوانات".

ومن أهم الذين نادوا بهذا التقسيم جون برون j. Brunhes وقد أخذ على هذا التقسيم أنه اعتبر المباني والطرق استغلالًا غير منتج وهذا غير سليم، كما أنه وصف قطع الأشجار من الغابات بأنه عمل تدميري في كل الأحوال، مع أنه قد يكون لإحلال الزراعة محل تلك الغابات.

وتقسم الجغرافيا الاقتصادية إلى فروع عديدة مثل: الجغرافيا الزراعية، والجغرافية الصناعية، والجغرافيا التجارية، والجغرافيا السياحية.

د- الجغرافيا السياسية:

تهتم الجغرافيا السياسية بدراسة الوحدات السياسية ومقومات وجودها وتطورها، وتتصدى لكثير من الأمور أهمها: ماهية الدولة، والفرق بين

الدولة والوطن، والحدود السياسية ومشكلاتها وأسباب هذه المشكلات، وتستخدم الجغرافيا السياسية عناصر البيئة الجغرافية لتفسير خصائص الوحدات السياسية من حيث قوتها أو ضعفها واستقرارها أو تفككها، وتبحث الجغرافيا السياسية كذلك في أسباب المشكلات السياسية على ضوء الظروف الجغرافية المختلفة.

هـ- جغرافية السلالات البشرية:

هي أحد فروع الجغرافيا البشرية، وكانت تهتم بدراسة السلالات البشرية المختلفة وخصائصها وهجراتها، إلا أن هذا الفرع لم يعد يدرس في كثير من جامعات العالم؛ لاهتمامه بأمور تخرج عن نطاق الجغرافيا مثل القياسات المختلفة من حيث حجم الرأس وشكله وفصائل الدم وغيرها.

على أن التقسيمات العامة للجغرافيا إلى جغرافيا بشرية وطبيعية قد أثارت حفيظة بعض الجغرافيين أمثال الجغرافي الأمريكي الشهير بريستون جيمس الذي يقول: إن علم الجغرافيا يختص بدراسة الإنسان وبيئته الطبيعية، فلا تجوز دراسة هذا الإنسان بمعزل عن هذه البيئة الطبيعية، كما أنه لا يجوز دراسة البيئة الطبيعية بمعزل عن الإنسان، وقد اقترح بعض الجغرافيين تقسيم علم الجغرافيا إلى:

1-

جغرافية إقليمية Regional Geography

2-

جغرافية موضوعية Systematic Geograhy

وتختص الجغرافية الإقليمية بدراسة أي إقليم كوحدة جغرافية، بحيث يكون هناك أساس للتقسيم الإقليمي، فيتميز الإقليم بخصائص معينة تميزه عن سائر الأقاليم الأخرى المجاورة له.

وقد اتبع ويلر J.Wheeler في كتابه "الجغرافيا الإقليمية" التقسيم الآتي:

1-

إقليم متجانس:

وهو عبارة عن منطقة تتميز بوجود صفة مميزة لها أو تتوافر فيها عدة خصائص لا تتوافر في الأقاليم الأخرى، ومن أمثلة ذلك إقليم مناخ البحر المتوسط.

2-

إقليم وظيفي:

وهو إقليم من صنع الإنسان، رسم حدوده وحدد إنتاجه لهدف معين أو لسياسة معينة، مثل إقليم القطن بأرض الجزيرة بالسودان، وحزام الذرة بالولايات المتحدة الأمريكية.

3-

إقليم عام:

يطلق على مناطق كبيرة إقليم عام من باب التجاوز، ولقد قسم العالم إلى أقاليم عامة اتخذت حدود دولة أو أكثر كحدود لها، ومثال ذلك إقليم أمريكا اللاتينية، أو إقليم أفريقيا شمال الصحراء الكبرى، أو الوطن العربي.

وهناك خصائص وعناصر مختلفة يمكن أن يتخذ أحدها أساسا لتحديد الإقليم، ومن هذه العناصر:

1-

عناصر بشرية، مثل: الدين واللغة والجنس.

2-

عناصر طبيعية، كالمناخ والتضاريس والنبات والتربة.

3-

عناصر سياسية مثل حدود الدول السياسية والإدارية.

4-

عناصر اقتصادية مثل غلات معينة كالقمح والقطن، أو موارد معدنية كالبترول والفحم.

أما الجغرافيا الموضوعية فهي التي تختص بدراسة موضوعات معينة مثل الجغرافيا السياسية أو الطبيعية أو الاقتصادية وغيرها.