الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن الملاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد من أكثر الدول اهتماما بمسألة مكافحة التلوث بشتى صوره. وعلى سبيل المثال فإن الحياة لم تكن تطاق في كثير من المدن الصناعية مثل بتسبرغ بولاية بنسلفانيا وغيرها من المدن الأمريكية في الخمسينيات والستينيات، أما الآن فإننا نجد بيئة تلك المدن أفضل بكثير مما مضى، وذلك بفضل الوسائل الحديثة التي يتبعها أصحاب المصانع لخفض نسبة التلوث.
المقصود بتلوث البيئة:
هناك تعريفات متعددة لتلوث البيئة منها: إن تلوث البيئة هو أي تغير في مكونات البيئة الحية وغير الحية، كميا أو كيفيا، لا تستطيع أنظمة البيئة معالجته واستعادة التوازن البيئي. وعموما يتم التلوث حينما يحدث اختلال في توازن العناصر المكونة للبيئة نتيجة إضافة مواد ضارة تغير من خصائص مكونات البيئة بحيث تزيد آثارها الضارة على حياة الكائنات الحية من نبات وحيوان.
مجالات تلوث البيئة:
يقول الحق تبارك وتعالى: {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ} ، فعناصر البيئة ومكوناتها كما خلقها الله في حالة توازن، واختلال التوازن البيئي هو أحد مظاهر التلوث البيئي، وللإنسان دور كبير في إحداث هذا الاختلال، وعلى سبيل المثال يقضي الإنسان على بعض أحياء البيئة، فيسبب اختلالا، كما حدث في إحدى الولايات المتحدة، حينما اشتكى المزارعون من الصقور والبوم؛ لأنها تهاجم صغار الطيور المنزلية فاستجابت الحكومة لهذه الشكوى وشجعت صيد البوم والصقور نظير مكافأة مالية، فتم التخلص من 125 ألف طائر في
18 شهرا مما أحدث اختلالا في توازن البيئة إذ زادت أعداد الفئران وانتشرت انتشارا كبيرا بسبب غياب البوم والصقور التي تتغذى على الفئران، وكانت النتيجة خسائر كبيرة جدا في المحاصيل الزراعية مما دفع الحكومة إلى تحريم صيد الصقور.1
وتتعدد المجالات التي يحدث فيها التلوث مع التقدم الصناعي التكنولوجي الذي يشهده العالم، كما تتعدد أدوات هذا التلوث ومصادره.
ويحدد مستوى تلويث البيئة ثلاثة متغيرات تتمثل في حجم السكان، ومعدل استهلاك الفرد، والتأثير لكل وحدة إنتاجية كما يقول د. بول أهديك2، إلا أننا نضيف إلى هذه المتغيرات متغيرا آخر وهو المستوى الحضاري للسكان وسلوكهم.
وهناك أنواع عديدة من التلوث، ويرجع ذلك إلى استخدام مصطلح التلوث لوصف أي خلل أو ضرر يصيب البيئة البشرية ماديا أو معنويا مثل: التلوث السمعي، والتلوث الحراري، والتلوث الخلقي، والتلوث اللغوي.3 وسيقتصر حديثنا في موضوع التلوث على: التلوث الجوي وتلوث المياه "مياه الأنهار والبحار" والتلوث النووي.
1 المنظمة العربية للتربية الثقافة والعلوم "1987" مرجع في التعليم البيئي لمراحل التعليم العام، تونس، ص 55.
2 زين الدين عبد المقصود "د. ت" أبحاث في مشاكل البيئة، الإسكندرية، منشأة المعارف ص 74.
3 محمد محمود محمدين "1410هـ/ 1981م": التلوث اللغوي ومصادره، مجلة الفيصل لعدد 47 جمادى الأولى 1401 ص 70-75.