الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
46 -
في ذكر ما تيسر من أساليب القرآن.
47 -
في معرفة الأدوات.
ترجمة الزركشي مؤلف البرهان:
هو الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي المتوفى سنة 794 هـ بالقاهرة، أخذ العلم عن شيوخ عصره، عن الشيخ جمال الأسنوي والشيخ سراج الدين البلقيني، والحافظ ابن كثير، واستطاع أن يحظى بمكانة كبيرة في عصره، واشتهر أمره، وبانت أهليته وكفاءته، وتفرغ للتدريس والتأليف، وكان ملازما لسوق الكتب، يسجل ويصنف، واشتهر بالزهد والورع والانصراف عن الدنيا، والرضى بالقليل من المال.
وكان شافعي المذهب، وله أكثر من ثلاثين كتابا، في الأصول والقواعد والفروع والأحكام والعقيدة والأدب، وله كتب في التفسير والحديث، وقام بتخريج أحاديث بعض الكتب، منها تخريج أحاديث الشرح الكبير للرافعي، والتنقيح لألفاظ الجامع الصحيح، وكان كثير الاهتمام بعلم الأصول والفقه، وقام بتكملة شرح المنهاج للإمام النووي وشرح جمع الجوامع.
ويعتبر كتابه: «البرهان في علوم القرآن» من أهم كتبه، وأكثرها شهرة ومكانة، ويتألف من أربعة أجزاء، وقام الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم بتحقيقه (1).
منهج الزركشي في البرهان:
يتميز الزركشي بأسلوبه الرصين، وعبارته الواضحة والأمانة في النقل، وحسن الاختيار للعبارات المنقولة، والدقة في الاستشهاد، وغالبا ما يذكر في كل علم ما صنف من مؤلفات، ثم يعرف بهذا العلم، بعبارات موجزة واضحة معبرة.
ويمكننا استنتاج معالم منهجه في التأليف من خلال تتبعنا لفصل من فصول كتابه، وهو علم المبهمات الذي يعتبر النوع السادس، وابتدأ هذا العلم بذكر من
(1) انظر مقدمة المحقق.
صنّف فيه، وهو أبو القاسم السهيلي في كتابه المسمى بالتعريف والإعلام، وتلاه تلميذه ابن عساكر في كتابه المسمى بالتكميل والإتمام (1). ثم ذكر أسباب الإبهام (2):
الأول: أن يكون أبهم في موضع استغناء ببيانه في آخر في سياق الآية، كقوله تعالى: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ بيّنه في قوله: وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ.
الثاني: أن يتعين لاشتهاره: كقوله تعالى: اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ولم يقل حواء لأنه ليس غيرها.
الثالث: قصد الستر عليه، ليكون أبلغ في استعطافه كقوله تعالى في سورة البقرة: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا.
الرابع: ألا يكون في تعيينه كثير فائدة، كقوله تعالى في سورة البقرة: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ والمراد بها بيت المقدس.
الخامس: التنبيه على التعميم كقوله تعالى في سورة النساء: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ.
السادس: تعظيمه بالوصف الكامل دون الاسم: كقوله تعالى: وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ. والمراد الصديق.
السابع: التحقير بالوصف الناقص، كقوله تعالى: إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ والمراد به الوليد بن عقبة، وكقوله: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ والمراد فيها العاصي ابن وائل.
ثم أعقب ذلك ببعض التنبيهات والتوضيحات (3)، معتمدا في ذلك على أدلة من القرآن الكريم، وفي مواطن كثيرة يستشهد بأقوال العلماء الذين كتبوا في الموضوع وصنفوا فيه، وينقل أقوالهم وكلامهم، وأحيانا يناقش تلك الأقوال مؤيدا لها أو معارضا أو مرجحا.
(1) انظر البرهان، ج 1، ص 155.
(2)
المصدر نفسه.
(3)
المصدر نفسه.