الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
37 - باب الاستعاذة
(1)
3417 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حماد -وهو ابْنُ سَلَمَةَ- عَنْ مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه، جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2) قَالَ:(تَعَوَّذْ)(3) بِاللَّهِ مِنَ شَّيَاطِينِ الإِنس وَالْجِنِّ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ (4) مَتْنَهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وللإِنس شَيَاطِينُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم:"نَعَمْ".
قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ الله ابن أبي الخشخاش عن أبي ذر رضي الله عنه، وهذا إن كان عوف بن مالك رضي الله عنه حضر القصة، فهو من مسنده.
(1) الاستعاذة هي: الالتجاء إلى الله، والاعتصام به، والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر، والعياذ يكون لدفع الشر، واللياذ يكون لطلب الخير.
والله تعالى: أمرنا أن نستعيذ به، وقد نصَّ الأئمة على أنه لا يجوز الاستعاذة بمخلوق. انظر (فح المجيد /162)
(2)
هذه الصيغة تذكر إذا ذكر سند الحديث وطرف المتن، فيقال مثل قول المصنف. انظر: شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 37.
(3)
(سد) و (عم)"تعوذوا".
(4)
هذه الصيغة تذكر عندما يروى الحديث بإسناد ومتن ثم يعقبه بسند آخر للحديث دون متن، فيذكر الإِسناد الثاني ثم اللفظة المذكورة ثم الحديث. انظر المرجع السابق.
3417 -
الحكم عليه:
إسناده ضعيف لأجل الراوي الذي لم يسم، وباقي رجاله ثقات، وبذا قال البوصيري رحمه الله.
تخريجه:
سيأتي تخريجه مستوعبًا في أول حديث في كتاب الأنبياء، وإنما أخرته؛ لأنه قد أورد الحديث هناك كاملًا. وبالله التوفيق. وسيأتي ذكر ما علق به المصنف هناك.
3418 -
[1]، وقال الطيالسيّ:(1) حدّثنا (شُعْبَةُ)(2) عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا (عَلْقَمَةَ)(3)، ح (4)، قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، ولم يرفعه يعلى إلى أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: مَنْ قَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ سَبْعًا، قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنِ اسْتَعَاذَ مِنَ النَّارِ (سَبْعًا)(5)، قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَعِذْهُ من النار.
[2]
، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (6) حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ يُونُسَ هُوَ -ابْنُ خَبَّابٍ- عَنْ أبي علقمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
…
نَحْوَهُ.
[3]
، وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدّثنا (يُوسُفُ بْنُ مُوسَى)(7)، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عن يونس بن خباب
…
فذكره (8).
(1) في مسنده (/ 336) بالوجهين.
(2)
في النسخ كلها شعيب والتصويب من المسند وكتب الرجال.
(3)
(عم)"أبا علمة".
(4)
حاء مهملة ترد كثيرًا، والقول المختار في معناها: أنه إذا كان للحديث إسنادان فأكثر كتبت عن الانتقال من سند لإسناد آخر، فهي مأخوذة من التحول للتحول من إسناد إلى إسناد، ويقول القارئ عندها (ح) ويستمر في القراءة لما بعدها. انظر مقدمة النووي على صحيح مسلم وغيرها (1/ 38)، تدريب الراوي (2/ 86).
(5)
ليست في (سد).
(6)
في المسند (5/ 440) بأطول منه ولفظه: ما استجار عبد من النار سبع مرات في يوم، إلَّا قالت النار: يا رب إن عبدك فلانًا قد استجارك مني، فأجره، ولا يسأل الله عبد الجنة في يوم سبع مرات إلَّا قالت الجنة يا رب إن عبدك فلانًا سألني فأدخله.
(7)
مثبت من مختصر زوائد البزّار (2/ 433)، وفي الأصل تحريف ففيه بشر بن يونس، وفي (سد) و (عم) بشر بن موسى، وليس في كتب الرجال ما أثبتته (مح)، وما أثبتته (سد) و (عم) فهو شيخ متأخر عن إدراك جرير، وهو ابن صالح ابن شيخ عميرة، فقد ولد بعد وفاة جرير بسنتين.
(8)
لفظه قريب من لفظ أبي يعلى.
3418 -
الحكم عليه:
- الإسناد الأول للحديث إسناد متصل صحيح موقوف، قال البوصيري: على شرط مسلم. وهو كما قال، (1/ 23ب).
- والإسناد الثاني ضعيف لضعف يونس كما قال البوصيري (3/ 23/ أ).
- والإسناد الثالث ضعيف لضعف ليث ويونس، قال البوصيري في الاتحاف: رواه الطيالسي موقوفًا بسند على شرط مسلم، وأبو يعلى والبزار بسند ضعيف لضعف يونس بن خباب. قال الهيثمي في المجمع (10/ 174): رواه البزّار وفيه يونس بن خباب وهو ضعيف.
والحديث كما رأيت صحيح موقوفًا، وهذا من أبي هريرة رضي الله عنه لا مجال لرأيه فيه، فله حكم الرفع.
أما المرفوع فضعيف الإِسناد، ولكن يصلح كشاهد للرفع، فيقوى ما قلت أنه مرفوع. وذكر الدارقطني الحديث في العلل (11/ 189) وصحح رواية الوقف.
تخريجه:
أخرجه الدارقطني في العلل (11/ 189) وابن عدي في الكامل (7/ 2631) في ترجمة يونس بن خباب مرفوعًا: أخبرنا علي بن العباس، وابن صاعد، ثنا إبراهيم بن يوسف الكندي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ منصور، عن يونس به مرفوعًا.
وللحديث شاهد بمعناه أخرجوه من طريق الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي، أن أباه، حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا انصرفت من صلاة المغرب، فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إذا قلت ذلك ثم مت في ليلتك كتب =
= لك جوار منها، وإذا صليت الصبح، فقل كذلك، فإنك إن مت في يومك كتب لك جوار منها.
أخرجه أبو داود في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح (4/ 320: 5079)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 111). وأخرجه أحمد (4/ 234). والبخاري في التاريخ (7/ 253)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 417) وابن السني (47)، والطبراني في الكبير (19/ 434)، وفي الدعاء (2/ 1099) وابن حبّان في صحيحه (5/ 366).
وإسناد الحديث ضعيف ابن الصحابي مجهول كما في الكاشف (3/ 140).
3419 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: كَتَبَ (1) إِلَيَّ أبو هريرة رضي الله عنه، ثُمَّ شَافَهَنِي بَعْدَ ذَلِكَ مُشَافَهَةً، قَالَ: إِنَّ كعبًا رضي الله عنه، حَدَّثَنَا أَنَّهُ قَالَ فِيمَا يَقُولُ: مِنَ التَّوْرَاةِ نجده مكتوبًا: إن الشيطان (لا يطيق)(2) لعبد مِنْ لَدُنْ يُمْسِي حَتَّى يُصْبِحَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إني أعوذ باسمك وكلمتك التامة من الشَّرِّ فِي السَّامَّةِ (3) وَالْعَامَّةِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ، مِنْ خَيْرِ مَا تُسال، وَمِنْ خَيْرِ ما تعطي، وخير ما تخفي، وخير ما تبدي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شر ما (يجلّى)(4) بِهِ النَّهَارُ إِنْ كَانَ نَهَارًا، وَإِنْ كَانَ لَيْلًا، قَالَ: مِنْ شَرِّ مَا دَجَنَ (5) بِهِ الليل.
(1) هذه الكلمة المسماه في الاصطلاح بالمكاتبة، وهي صيغة من صيغ التحمل والأداء، وهي أن يكتب المحدث إلى الطالب شيئًا من حديثه، ويبعثه إليه، والصحيح العمل بها، لتعاقب العمل بها، ولها شروط وأحكام تراجع في كتب علوم الحديث.
انظر الكفاية: (480)، فما بعدها.
(2)
(مح)"لا يطبق" والمثبت من (سد) و (عم).
(3)
قال في القاموس السامة: هي الخاصة. اهـ. أي نقيض العامة، القاموس (4/ 132).
انظر لسان العرب (ترتيب2/ 208). وكأن المعنى أعوذ بك من شر الفتنة العامة والخاصة.
(4)
(سد)"ما تجلى".
(5)
الدجنة هي الظلمة، والغيم المطبق، والمطر الكثير. وهي في الحديث الأول. القاموس (4/ 221)، (مختار: 198).
(134)
وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، فِي أَوَّلِ أحاديث الأنبياء عليهم السلام (6)(7).
(6)(سد) و (عم)"عليهم الصلاة والسلام".
(7)
سيأتي الكلام عن هذا الحديث بالتفصيل هناك (برقم 3441)، ووجه مناسبته للباب ما فيه من
الأمر بالاستعاذة من شياطين الجن والإنس المتقدم في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه.
3419 -
الحكم عليه:
حديث أبي هريرة مقطوع صحيح الإسناد، وسكت عليه البوصيري (3/ 23 أ).
ولم أقف عليه عند غير مسدّد.
3420 -
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ، وَأَنَّ لِقَاءَهُ حَقٌّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ حَقٌّ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ عَذَابِ القبر، ومن عذاب جهنم.
موقوف صحيح.
3420 -
الحكم عليه:
صحيح الإِسناد موقوف، كما قال المصنف والبوصيري في الإتحاف (3/ 23 أ)(المختصر).
تخريجه:
لم أقف عليه عند غير أحمد بن منيع.
3421 -
[1] وقال الحارث: حدّثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبُكْمِ (1)، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ (2) وَالْمَغْرَمِ (3)، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوْتِ الْهَدْمِ"(4)
…
الْحَدِيثَ (5).
[2]
وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدّثنا عمرو -وهو ابْنُ عَلِيٍّ- ثنا جَابِرُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ. . فَذَكَرَ نَحْوَهُ: وَزَادَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَمِّ -يَعْنِي: الغَرَق- وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ.
وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إلَّا بِهَذَا الإِسناد.
(1) البكم: مصدر والأبكم وهو الذي خلق أخرس لا يتكلم. النهاية (1/ 150)، المختار (62).
(2)
الماثم: الأمر الذي يأثم به الإنسان، أو هو الإثم نفسه. النهاية (1/ 24).
(3)
المغرم: مصدر وضع موضع الاسم، ويراد به مغرم الذنوب والمعاصي، وقيل هو: الدين، ويقال له غرم، وهو ما استدين فيما يكرهه الله، أو فيما يجوز، ثم عجز عن أدائه، وقد تعوّذ صلى الله عليه وسلم من غلبة الدين. النهاية (5/ 313). فتح الباري (2/ 513).
(4)
في "النهاية": و"صاحب الهدم". بالتحريك: البناء الوهدوم. النهاية (5/ 252).
(5)
وتمامه كما في بغية الاحث (/ 1065): وأعوذ بك من موت الجوع فإنه بئس الضجيع وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة.
3421 -
الحكم عليه:
ضعيف الإِسناد لضعف أبي معشر.
وقال الهيثمي: إسناده حسن (10/ 191).
وقال البوصيري في الإِتحاف المسندة، وفي المختصر (3/ 23 ب): رواه أبو يعلى وابن حبّان في صحيحه والنسائي مختصرًا، ومدار هذه الأسانيد على أبي معشر السندي، وهو ضعيف. =
= تخريجه:
تابع أبا النضر وجابر: سعيد بن سليمان سعدويه، هو ثقة، أخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1438)، حدّثنا محمد بن الفضل، ثنا سعيد، ثنا أبو معشر، به ولفظه:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبُكْمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئس البطانة.
قلت: قوله وأعوذ بك من الجوع .. الحديث، هي ما أشار إليه المصنف بقوله
…
الحديث.
وهي مخرجة عند أبي داود في كتاب الصلاة، باب الاستعاذة (2/ 91: 1547)، والنسائي في كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من الخيانة (8/ 263) من رواية ابن إدريس عن ابن عجلان -وذكر النسائي في الإسناد وآخر- عن سعيد به.
ولهذا أخرجه المصنف في الزوائد لأجل هذه الزيادة.
ولألفاظ الحديث شواهد:
أولًا - (المأثم والمغرم):
(أ) - حديث عائشة رضي الله عنها: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من الغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم حدّث فكذب، ووعد فأخلف".
أخرجه البخاري في الأذان، باب الدعاء قبل السلام (الفتح 2/ 317) واللفظ له. وفي الاستقراض، باب من استعاذ من الدين (الفتح 5/ 60). ومسلم في المساجد، باب التعوّذ من عذاب القبر وعذاب جهنم (نووي 5/ 87). وأبو داود في الصلاة، باب الدعاء في الصلاة (1/ 233: 880). والنسائي في السهو، باب التعوّذ من الصلاة (3/ 56). وأحمد (6/ 244). وابن حبّان (3/ 211)، والحاكم (1/ 541) =
= -ووهم في استدراكه على الشيخين- والبيهقي في الصلاة، باب ما يستحب له أن لا يقتصر عنه من الدعاء قبل السلام (2/ 154)، كلهم بطرقهم عن شعيب، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها.
وكان يتعوذ منه مطلقًا:
عنها رضي الله عنها: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الدعوات: اللهم فإني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم أغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقّيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم فإني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والمأثم، والمغرم".
أخرجه البخاري في الدعوات في الاستعاذة من أرذل العمر (الفتح 11/ 181).
وفي التعوذ من المأثم والمغرم (الفتح 11/ 176). وفي التعوذ من فتنة الفقر (الفتح 11/ 181). ومسلم (واللفظ له) في الذكر والدعاء، باب الدعوات والتعوذ (نووى 17/ 28). والترمذي في الدعوات وقال: حسن صحيح (5/ 186). والنسائي في الاستعاذة، باب الاستعاذة من شر فتنة القبر (8/ 262). وفي الاستعاذة من شر فتنة العمى (8/ 266). وابن ماجه في الدعاء: باب ما تعوذ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (2/ 1262: 3838). وأحمد (6/ 244، 89). وعبد الرزاق (10/ 438). وابن أبي شيبة (10/ 188)، في الدعاء من مصنفه. وعبد بن حميد في المنتخب (3/ 218).
وأبو يعلى (4/ 350)، والطبراني في الدعاء (3/ 1428).
كلهم بأسانيدهم عن هشام، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، به.
ثانيًا:
عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والمغرم، والمأثم. =
= أخرجه النسائي في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الهرم (8/ 269).
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، عن يزيد بن الهاد، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده.
وهذا إسناد حسن للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب.
ثالثًا: عن أم سلمة رضي الله عنها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم أنت الأول ولا شيء قبلك، وأنت الآخر لا شيء بعدك، أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك، وأعوذ بك من الإِثم والكسل، ومن عذاب النار، ومن عذاب القبر، ومن فتنة الغنى، ومن فتنة الفقر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، اللهم نقّ قلبي من الخطايا كما نقّيت الثوب الأبيض من الدنس، اللهم بعد بيني وبين خطيئتي كما بعَّدت بين المشرق والمغرب.
أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 316)، وفي الدعاء (3/ 2436). والحاكم في المستدرك (2/ 24)، وصححه ووافقه الذهبي.
كلهم من طريق سهيل ابن أبي صالح عن موسى بن عقبة، عن عاصم ابن أبي عبيد، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، بِهِ.
وهذا إسناد ضعيف؛ عاصم ذكره البخاري في التاريخ 3/ 6/ 479). وابن أبي حاتم في الجرح (6/ 349)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يذكر له راويًا إلَّا موسى بن عقبة، فهو مجهول.
رابعًا: الاستعاذة من الهدم: عن أبي اليسر كعب بن عمرو رضي الله عنه، قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي، ومن الغرق والحرق والهرم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا، وأعوذ بك أن أموت لديغا.
أخرجه أبو داود في الوتر، باب الاستعاذة (2/ 92: 1552) واللفظ له والنسائي في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الهرم (8/ 282). وأحمد (3/ 427). وابن =
= أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 460). والطبراني في الكبير (19/ 170). وفي الدعاء (3/ 1441). والحاكم (1/ 531).
كلهم من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عن صيفي مولى أبي أيوب عنه مرفوعًا.
قال الحاكم صحيح ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
خامسًا: الاستعاذة من الغرق:
تقدم في حديث أبي اليسر رضي الله عنه.
سادسًا: في الاستعاذة من الهم:
عن أنس رضي الله عنه، في حديث يحكيه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فكنت أسمعه كثيرًا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال.
أخرجه البخاري واللفظ له في الجهاد، باب من غزا بصبي للخدمة (الفتح 6/ 86). وفي الأطعمة، باب الحيس (9/ 553). وفي الدعوات، باب التعوذ من غلبة الرجال (11/ 173). وفيه في باب الاستعاذة من الجبن والكسل (11/ 178).
وأبو داود في الدعوات (5/ 182)، وقال: حسن غريب. والنسائي في الاستعاذة، باب الاستعاذة من الهم (8/ 257). وفي الاستعاذة من الحزن (8/ 258). وفي الاستعاذة من ضلع الدين (8/ 295). وأحمد (3/ 159، 220، 226، 240). وابن أبي شيبة في الدعاء (10/ 191، 192). وعبد بن حميد في المنتخب (3/ 184).
والطبراني في الدعاء (3/ 1430).
بأسانيدهم عن عمرو ابن أبي عمر، عن أنس.
وله أسانيد أخرى عنه.
أما الصمم والبكم:
فعن أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو يقول: اللهم إني أعوذ بك =
= من العجز والكسل، والبخل والهرم، والقسوة والغفلة، والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر والشرك، والنفاق، والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم، والبكم، والجنون، والبرص والجذام، وسيء الأسقام.
أخرجه ابن حبّان في صحيحه واللفظ له (3/ 300: 1023) والطبراني في الصغير (الروض الداني 1/ 198). وفي الدعاء (3/ 1426). والحاكم في المستدرك (1/ 531).
من طريق شيبان عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 146)، رجاله رجال الصحيح.
فألفاظ الحديث ثابتة صحت من وجوه أخرى، وحديث الباب صحيح لغيره.
3422 -
وقال أبو يعلى: (1) حدثنا أبو هشام (الرفاعي، عن الْمُحَارِبِيُّ)(2)، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اسْتَعَاذَ بالله تعالى فِي الْيَوْمِ عَشْرَ مَرَّاتٍ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَكَّلَ الله تعالى به ملكا يذود (3) عنه الشيطان.
(1) في مسنده بالإسناد والمتن والتصحيح (4/ 150).
(2)
في النسخ كلها "أبو هشام الرفاعي المحاربي" وهو سبق قلم، والتصحيح من مسند أبي يعلى.
(3)
ذاده يذوده ذيادا: أي طرد، ومنه أذود الناس عنه لأهل اليمن: أي أدفعهم وأطردهم، وهذا في الحوض. انظر النهاية (2/ 172)، (المختار: 225).
3422 -
الحكم عليه:
الحديث ضعيف الإسناد جدًا لما يلي:
1 -
ضعف أبي هشام وليث ويزيد.
2 -
تدليس المحاربي وقد عنعن.
وأعلّه البوصيري، بيزيد الرقاشي، كما في الإتحاف (3/ 23 ب). (مختصر).
وأعلّه الهيثمي في المجمع (10/ 145)، بيزيد وليث.
تخريجه:
لم أقف عليه بهذا الإسناد.
وأخرجه تمام الرازي في فوائده (رقم 1614)، ثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا أبو عبد الله الحسين بن الحكم الخير، نا حسن بن حسين الأنصاري، نا حبّان بن علي عن ليث، عن داود، عن أنس رضي الله عنه، نحوه.
وهذا إسناد واهٍ:
1 -
الحسين بن الحكم وشيخه لم أجد من ترجمهما.
2 -
حبّان بن علي ضعيف. كما في (التقريب 1/ 147).
3 -
ليث هو ابن أبي سليم ضعيف.
4 -
داود ابن أبي هند لم يسمع من أنس رضي الله عنه، كما في التهذيب (3/ 177).
3423 -
حَدَّثَنَا (1) مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا روح بن (أسلم)(2)، (وفهد)(3)، قالا: ثنا عبد العزيز بن مسلم، ثنا لَيْثٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه، قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثني أبو بكر رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل
…
الحديث.
(135)
وقد سبق بطرقه في باب التحذير من (الرياء)(4) في كتاب الرقائق (5).
(1) القائل هو أبو يعلى في المسند (1/ 016).
(2)
في النسخ كلها سلامة، والتصحيح من مسند أبي يعلى، وكتب الرجال.
(3)
في النسخ كلها وهب، والتصحيح من مسند أبي يعلى، وكتب الرجال.
(4)
في النسخ كلها الربا، والتصحيح من مسند أبي يعلى، وكتب الرجال.
(5)
انظر (113/ ب)، والحديث تقدم (برقم 3211).
3423 -
الحكم عليه:
ضعيف جدًا، لضعف موسى بن حيان وروح بن أسلم وليث، وأبو محمد لا يعرف من هو؟ وقد ذكر المصنف ذلك في (مح: 113/ ب)، وأعلّه البوصيري، بليث (3/ 23 ب).
تخريجه:
انظر تمام تخريجه في الموضع الذي أشار إليه المصنف.