المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌24 - باب ما يقول إذا هاجت الريح - المطالب العالية محققا - جـ ١٤

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌22 - باب ما يقول من سافر

- ‌23 - بَابُ اتِّقَاءِ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ

- ‌24 - باب ما يقول إذا هاجت الريح

- ‌26 - باب ختم المجلس

- ‌27 - باب الحمد

- ‌28 - باب فضل الذكر

- ‌30 - بَابُ الذِّكِْر فِي الصَّلَاةِ

- ‌31 - بَابُ الذِّكْرِ فِي الصَّبَّاحِ وَالْمَسَاءِ

- ‌32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى لُزُومِ التَّسْبِيحِ

- ‌33 - باب فضل الذكر الخفي ّ

- ‌34 - باب عظمة ذكر الله تعالى

- ‌35 - باب التكبير

- ‌36 - بَابُ حَسْرَةِ مَنْ تَفَرَّقَ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ

- ‌37 - باب الاستعاذة

- ‌38 - بَابُ فَضْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بالله

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ بِالْبَلَاءِ لِمَنْ لَا يُطِيقُهُ

- ‌36 - كتاب بدء الخلق

- ‌1 - بَابُ مَا يَصْلُحُ فِي أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ

- ‌2 - باب خلق الأرض

- ‌3 - باب (الأرواح)

- ‌4 - باب الملائكة عليهم السلام

- ‌5 - باب الجن

- ‌6 - باب الحجب التي دون الله تعالى

- ‌8 - باب ذكر داود عليه (الصلاة والسلام)

- ‌9 - باب عزير

- ‌10 - باب ذكر عيسى

- ‌11 - باب قصة كرسف

- ‌12 - باب الخضر واليسع عليهما السلام

- ‌13 - بَابُ مَا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ

- ‌38 - كتاب فضائل القرآن

- ‌1 - بَابُ مَتَى نَزَلَ الْقُرْآنُ

- ‌2 - باب كتابة المصحف

- ‌4 - باب القراءة بالألحان

- ‌5 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَلَامِ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ

- ‌6 - باب فضل القرَّاء

- ‌7 - بَابُ عِقَابِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ أو لم يعمل به أو رآئى به والنهي عن الجدل فيه

- ‌8 - بَابُ مَنْ كَرِهَ تَعْلِيمَ الصَّبِيِّ الْقُرْآنَ حَتَّى (يميز)

- ‌9 - بَابُ الْأَمْرِ بِإِعْرَابِ الْقُرْآنِ

- ‌10 - بَابُ فِي كَمْ يُقْرَأُ الْقُرْآنُ

- ‌39 - كتاب التفسير

- ‌1 - باب سورة الفاتحة

- ‌2 - سورة البقرة

- ‌3 - باب فضل سورة البقرة

- ‌4 - باب فضل آية الكرسي

- ‌5 - سورة آل عمر ان

- ‌6 - سورة النساء

- ‌7 - سورة المائدة

- ‌8 - سُورَةِ الْأَنْعَامِ

- ‌9 - سورة الأعراف

- ‌10 - باب سورة الأنفال

- ‌11 - سورة التوبة

- ‌12 - سورة يونس

- ‌13 - سورة هود

- ‌14 - سورة يوسف

- ‌15 - سُورَةِ الرَّعْدِ

- ‌16 - سورة الحجر

- ‌17 - سورة النحل

الفصل: ‌24 - باب ما يقول إذا هاجت الريح

‌24 - باب ما يقول إذا هاجت الريح

3378 -

[1] قال مسدّد: حدّثنا خَالِدٌ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا ثارت الريح، اسْتَقْبَلَهَا وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:(اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا، وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا (1)، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا).

[2]

، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (2): حدّثنا (وهب)(3)، ثنا خالد نحوه.

(1) قال في النهاية (2/ 272): بعد أن ذكر الحديث: العرب تقول: لا تلقح السحاب إلَّا من ريح مختلفة، يريد إجعلها لقاحا للسحاب ولا تجعلها عذابًا، ويحقق ذلك مجيء الجمع في آيات البركة، والواحد في قصص العذاب كالريح العقيم، وريحٍ صرصرٍ.

(2)

هو في المسند (3/ 49)، بنحوه كما ذكر المصنف.

(3)

في النسخ الثلاث زهير، والمثبت من المسند المطبوع، ويؤيده طريق ابن عدي فلم يذكروا لزهير بن حرب رواية عن خالد الطحان، والله أعلم.

ص: 34

3378 -

الحكم عليه

هذا حديث ضعيف الإِسناد جدًا حسين بن قيس متروك.

وضعفه البوصيري بهذا كما في الإِتحاف مختصر (3/ 20 أ) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 139) وفيه حسين بن قيس الملقب بحنش وهو متروك. =

ص: 34

= تخريجه:

من طريق مسدّد أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 213) ثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدّد، به.

وتابع مسددًا ووهبًا عن خالد الطحان محمَّد بن بكير الحضرمي إلَّا أنه سمى حسينا حسين بن عبد الله أخرجه الطبراني في الدعاء (2/ 1258: 977) حدّثنا أحمد بن محمَّد بن علي الخزاعي الأصبهاني، ثنا محمَّد بن بكير الحضرمي، ثنا خالد بن عبد الله، عن حسين بن عبد الله، به إلَّا أن في أوله: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما أرسلت به ثم ذكر الباقي كالحديث.

قلت: حسين هذا هو الرحبي ولعل هذا من محمَّد بن بكير الحضرمي فإنه كان يخطىء كما في ترجمته في التهذيب (9/ 70).

وتابع خالد الطحان عن الحسين علي بن عاصم أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 213)، وفي الدعاء في الموضع السابق.

والخطابي في غريب الحديث (1/ 179). بإسناديهما عن عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ثنا أبي، عن الحسين، به بلفظ محمَّد بن بكير عن الطحان.

ورواه العلاء بن راشد عن عكرمة عند الشافعي في مسنده (1/ 175)(ترتيب).

ومن طريقه البغوي في التفسير (4/ 376).

قال: أخبرنا من لا أتهم قال: أخبرنا العلاء بن راشد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، بنحوه.

وهذا إسناد ضعيف جدًا فيه: شيخ الشافعي وهو إبراهيم ابن أبي يحيى متروك متهم مشهور، وقد كان الشافعي رحمه الله يسميه بهذا، كما يظهر هذا في ترجمة ابن أبي يحيى. =

ص: 35

= 2 - العلاء بن راشد مجهول، كما يظهر ذلك من ترجمته في تعجيل المنفعة (323: 828).

وقد رواه أبو الشيخ في العظمة (4/ 356: 874) وفيه ما يدل على أن العلاء إنما سمعه من أبي علي الرحبي.

قال: حدّثنا ابن أبي عاصم، حدّثنا محمَّد بن الحسين، حدّثنا شيخ سماه حدّثنا الفرات بن خالد، حدّثنا عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن العلاء بن راشد، عن أبي علي، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وهذا الإِسناد فيه ضعف ظاهر كما ترى.

وقد ثبت الحديث موقوفًا على ابن عباس رضي الله عنهما.

أخرجه ابن أبي شيبة في الدعاء من مصنفه باب ما يدعى به للريح إذا هب (10/ 217)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (رقم 1035) بإسناديهما عن منصور، عن مجاهد، قال: هاجت ريح أو هبت ريح فسبوها، فقال ابن عباس رضي الله عنهما، لا تسبوها فإنها تجيء بالرحمة وتجيء بالعذاب، ولكن قولوا: اللهم اجعلها رحمةً ولا تجعلها عذابًا. وهذا سند صحيح.

قلت: ومثله لا يثبت من قبيل الرأي فله حكم الرفع، والله أعلم.

ص: 36

3379 -

وحدثنا (1) أبو هشام الرِّفَاعِيُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ رِشْدِينَ (2) بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ (إِنِّي)(3) أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرِّيحُ، وَشَرِّ مَا تَجِيءُ به الرسل.

(1) القائل هو أبو يعلى في المسند (3/ 55) بإسناد الحديث ومتنه.

(2)

بكسر الراء. وسكون الشين، كما أثبته المصنف في التقريب.

(3)

زيادة من (سد) و (عم)، ومسند أبي يعلى.

ص: 37

3379 -

الحكم عليه:

الحديث إسناده ضعيف لضعف أبي هشام الرفاعي، ورشدين وبالثاني ضعفه

البوصيري (3/ 20 أ) في الإِتحاف (مختصر).

ص: 37

تخريجه:

أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1008) عن أبي يعلى وتابع أبا يعلى إبراهيم بن محمَّد بن الحسين حدّثنا أبو هشام، به أخرجه الشيخ في العظمة عن إبراهيم، به (3269: 837).

والإِستعاذة من شر ما تجيء به الريح ورد فيه حديثان:

عن علي رضي الله عنه قال: أكثر ما دعى به رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في الموقف، وذكر فيه: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تجيء به الريح.

أخرجه الترمذي في الدعوات (5/ 198).

والبيهقي في الشعب (3/ 387).

من طريق قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عن خليفة بن حصين، عن علي رضي الله عنه، به مرفوعًا.

وقيس بن الربيع ضعيف الحديث كما في ترجمته في الميزان (3/ 396).

وقد توبع خليفة بإسناد آخر: =

ص: 37

= أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (الجزء المضاف على الهندية) حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أخيه، عن علي رضي الله عنه، بنحوه مرفوعًا (443) وهذا إسناد ضعيف: موسى ضعيف كما في ترجمته (رقم 69)، وأخوه يظهر أنه عبد الله، ولم يسمع من علي رضي الله عنه كما في التهذيب (5/ 271).

ثانيًا: من حديث جابر رضي الله عنه قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم-صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من شر الريح، ومن شر ما تجيء به الريح ومن ريح الشمال فإنها الريح العقيم.

أخرجه الحاكم (2/ 467)، أخبرنا عبد الله بن محمَّد بن إسحاق الخزاعي بمكة، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، -ورد في المستدرك: ابن أبي مرة، والتصويب من كتب الرجال-، ثنا يحيى بن محمَّد البخاري، حدثني عبد الله بن الحارث بن فضيل الخطمى، عن أبيه، عن جابر رضي الله عنه، به ولم أجد ترجمة شيخ الحاكم.

والحديث يبقى على ضعفه.

ص: 38

3380 -

وقال عبد (1): حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، ثنا فِطْرُ (2) بْنُ خليفة، عن حبيب ابن أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (الرِّيحُ مِنْ نَفَسِ الله عز وجل، فإذا رأيتموها فسلوا الله تعالى من خيرها، وتعوذوا بالله من شرها).

(1) وهو في المنتخب (1/ 211) بالإسناد والمتن.

(2)

بكسر الفاء وإسكان الطاء.

ص: 39

3380 -

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد تالف وفيه علل:

1 -

محمد بن القاسم الأسدي متهم بالكذب، والحمل عليه.

2 -

عنعنة حبيب ابن أبي ثابت وهو مدلس.

3 -

يحيى بن جعدة لم يلق أبا الدرداء رضي الله عنه كما نقل ابن حجر عن ابن المديني في التهذيب (11/ 169).

وضعفه البوصيري محمد بن القاسم وقال: هو ضعيف كما في الإِتحاف المسندة والمختصرة (3/ 20/ب).

ص: 39

تخريجه:

لم أقف عليه بهذا الإِسناد والمتن إلَّا عند عبد بن حميد.

والحديث ثابت دون قوله، "من نفس" وفيه عَنْ:

1 -

أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم: "الريح من روح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا به من شرها".

أخرجه أبو داود في الأدب باب ما يقول إذا هاجت الريح (4/ 326: 5097)، =

ص: 39

= والنسائي في عمل اليوم والليلة (270).

وابن ماجة في الأدب باب النهي عن سب الريح (2/ 1228: 3727)، وأحمد (2/ 250،409، 436، 437).

وعبد الرزاق في المصنف (11/ 88)، والشافعي في مسنده (1/ 200). وابن أبي شيبة في الدعاء من مصنفه باب ما يدعى به للريح إذا هبت (10/ 216).

والبخاري في الأدب المفرد (رقم 909/ 302)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 382)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (2/ 1029:924)، وأبو يعلى في مسنده (5/ 421)، والطبراني في الدعاء (2/ 1255: 971 و 972 و 973).

وابن حبّان في صحيحه (3/ 287)، وأبو الشيخ في العظمة (339: 816) والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 399).

والحاكم في مستدركه (4/ 285)، وصححه.

والبيهقي في سننه (3/ 361).

وفي شعب الإِيمان (4/ 315).

كلهم بأسانيدهم عن الزهري عن ثابت بن قيس الزرقي عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفي الحديث قصة. وهذا إسناد صحيح.

2 -

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه: عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ حديث أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه الترمذي في القدر باب النهي عن سب الريح وقال حسن صحيح.

وأخرجه أحمد (5/ 123).

والنسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 939، 943، 944).

وأبو الشيخ في العظمة (339: 815). والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 399) =

ص: 40

= بأسانيدهم عن حبيب ابن أبي ثابت ثنا ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه.

وهذا الحديث فيه اضطراب في وقفه ورفعه وفي إسقاط بعض الرواة، وانظر الأدب المفرد للبخاري (رقم720) وانظر مستدرك الحاكم (2/ 272).

والأسماء والصفات للبيهقي (2/ 210).

فمن هنا تعلم أن الحديث بلفظ نفس منكر والمعروف ما ذكرته مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

ص: 41

3381 -

وقال أبو يعلى: حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرحمن، حدثني يزيد ابن أبي (عبيد) (1) قال: سمعت سلمة بن الأكوع رضي الله عنه يَرْفَعُهُ: كَانَ إِذَا (اشْتَدَّتِ)(2) الرِّيحُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لقحًا (3) لا عقيمًا.

(1) في النسخ: "كلها حبيب"، والتصويب من الكتب التي خرجت الحديث، وكتب الرجال.

(2)

في النسخ: "اشتد".

(3)

اللقح: هي الرياح التي تحمل الندى ثم تمجه في السحاب، فإذا اجتمعت في السحاب صار مطرًا. القاموس (1/ 247)، مختار الصحاح (602).

وقال النووي في الأذكار (163): لقحًا أي حاملًا للماء كاللقحة من الإِبل، والعقيم التي لا ماء فيها كالعقيم من الحيوان لا ولد فيها.

ص: 42

3381 -

الحكم عليه:

هذا إسناد حسن، المغيرة بن عبد الرحمن لا بأس به، قال الحاكم: على شرط الشيخين، قال النووي في الأذكار (163): رويناه بالإِسناد الصحيح عن سلمة، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، غير المغيرة بن عبد الرحمن وهو ثقة قاله في المجمع (10/ 138).

قلت: أخرج له البخاري مقرونًا بغيره، وهو ليس من رجال مسلم.

وقال البوصيري في الإِتحاف (3/ 20ب)(مختصر): رواته ثقات.

ص: 42

تخريجه:

أخرجه عن أبي يعلى كل من:

ابن حبّان (3/ 288).

وابن السني في عمل اليوم والليلة باب ما يقول إذا هبت الريح (رقم 300 ص 94) ورواه عن أحمد بن عبدة كل من: عبدان الأهوازي عند الطبراني في الكبير (7/ 33)، وفي الأوسط عن إبراهيم بن هاشم البغوي (3/ 409).

والحسن بن سفيان عند البيهقي (3/ 364)، في الاستسقاء باب أي الريح يكون =

ص: 42

= بها المطر. كلهم عن أحمد بن عبده، به.

ورواه عن المغيرة بن عبد الرحمن متابعة لابن عبدة:

أحمد ابن أبي بكر عند البخاري في الأدب المفرد (242: 719) باب الدعاء عند الريح.

وإسماعيل ابن أبي أويس عند الحاكم بإسناده إليه (4/ 285) والحديث حسن كما تقدم إذ أن مداره على المغيرة بن عبد الرحمن وهو لا بأس به.

ص: 43

25 -

بَابُ مَا يَقُولُ (إِذَا)(1) انْفَلَتَتْ دَابَّتُهُ

3382 -

قَالَ أَبُو يَعْلَى (2): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَعْرُوفُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ (سَعِيدٍ)(3)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ (ابْنِ بُرَيْدَةَ)(4)، عن عبد الله رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا انْفَلَتَتْ دَابَّةُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضِ (فَلَاةٍ)(5)(6)، فَلْيُنَادِ، يَا عِبَادَ اللَّهِ احْبِسُوا، يَا عِبَادَ الله إحبسوا، (فإن لله تبارك وتعالى في الأرض حاضرًا سيحبسة (7)(8).

(1)(سد): "من".

(2)

هو في المسند (5/ 123)، بالإسناد والمتن.

(3)

في النسخ كلها: "شعبة"، والتصويب من مسند أبي يعلى، والكتب التي خرجت الحديث.

(4)

في (مح): "قتادة بن بريرة" والتصويب من (سد) و (عم) ومسند أبي يعلى.

(5)

الفلاة: المفازة من الأرض، وهي القفر منها، وتطلق على الأرض التي لا ماء بها ولا أنس، وعلى الصحراء. مختار الصحاح (512) لسان العرب ترتيب (2/ 1133).

(6)

ليست في (سد).

(7)

قال في القاموس: الحبس المنع. اهـ. ويطلق على الإمساك للشيء عن الشيء وهو ضد التخلية. القاموس (2/ 205)، اللسان (ترتيب ((1/ 550).

والمعنى أن هناك من يُوَكَّل بحبس الضائعات، والله أعلم.

(8)

المثبت من (سد) وهو الموافق لما في مسند أبي يعلى، وفي (مح) و (عم) تقديم وتأخير وتحريف. (فإذا الله عز وجل حاضرًا سيجيبه).

ص: 44

3382 -

الحكم عليه:

الحديث إسناده ضعيف.

1 -

معروف بن حسان ضعيف الحديث.

2 -

سماعه من سعيد لا يدري أقبل الاختلاط أم بعده.

3 -

قتادة مدلس وقد عنعن.

4 -

الانقطاع بين ابن بريدة وابن مسعود رضي الله عنهم، نقله العلامة الألباني في سلسلته الضعيفة عن ابن حجر رحمه الله.

وبالأول أعله البوصيري كما في الإتحاف (3/ 14ب).

وبه أعله الهيثمي في المجمع (10/ 135).

ص: 45

تخريجه:

وعن أبي يعلى أخرجه ابن السني في باب ما يقول إذا انفلتت الدابة (149: 510)، ووقع فيه خطأ من الناسخ فقال فيه عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه.

والذي يدل على هذا أن ابن حجر كما نقل الشيخ الألباني عن ابن علان قال: أخرجه ابن السني ولما أتى إلى العلة قال: في المسند انقطاع بين ابن بريدة وابن مسعود.

وتابع أبا يعلى عند الطبراني في الكبير (10/ 267) حدّثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، ثنا الحسين بن عمر بن شقيق به.

وللحديث شاهد من حديث عتبة بن غزوان رضي الله عنه عند الطبراني في الكبير (17/ 117) قال حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي، ثنا عبد الرحمن بن شريك، حدثني أبي، عن عبد الله بن عيسى، عن زيد بن علي، عن عتبة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إذا أضل أحدكم شيئًا أو أراد أحدكم عونًا، وهو بأرضٍ ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله: أغيثوني، فإن لله عبادًا لا نراهم.

قال الطبراني: وقد جرب ذلك: =

ص: 45

= وهذا إسناد ضعيف.

1 -

أحمد بن يحيى الصوفي أثنى عليه في جانب العبادة والزهد، إلَّا أن مرتبته في الجرح والتعديل غير معروفة، وقد روى عنه جماعة. راجع ترجمته في حلية الأولياء (10/ 314)، تاريخ بغداد (5/ 213).

2 -

عبد الرحمن بن شريك ووالده سيئا الحفظ.

3 -

الانقطاع بين زيد بن علي وعتبه بن غزوان، ولد زيد بن علي في سنة ثمانين، وكانت وفاة عتبة رضي الله عنه في سنة عشرين.

وله شاهد أيضًا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

أخرجه البزّار كما في مختصر زوائد البزّار (2/ 420:128).

قال حدّثنا موسى بن إسحاق، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن أسامة بن زيد، عن أبان بن صالح، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(أن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة، يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض، فليناد: يا عباد الله أعينوني).

وهذا حديث حسن الإسناد، أسامة بن زيد حديثه من قبل الحسن وقد حسن إسناده الحافظ ابن حجر كما نقل الألباني عن ابن علان، وكما في زوائد البزّار له.

وخالف حاتم بن إسماعيل عبد الله بن فروخ وجعفر بن عون وروح بن عبادة فوقفاه عند البيهقي في الشعب (2/ 445، 6/ 128: 6797).

والعبرة والصحيح، والله أعلم أنه موقوف فعبد الله وجعفر وروح بن عبادة ولا سيما الأخير أوثق من حاتم بن إسماعيل.

وإذا كان كذلك فله حكم الرفع إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ العلامة الألباني حفظه الله: فالحديث عندي معلول بالمخالفة، والأرجح أنه موقوف، وليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع، لاحتمال أن يكون ابن عباس رضي الله عنهما، تلقاها من مسلمة أهل الكتاب. انتهى ما قاله في السلسلة الضعيفة (2/ 112). =

ص: 46

= قلت: وهذا كلام حسن إلَّا أن فيه توسع، فإن تلقى الصحابي وغيره من أهل الكتاب هو في أخبار الماضين والأمم السابقة، والأنبياء السالفين وبدء الخلق، وأخبار الجان، وغير ذلك، فهذا الذي يحتمل أن يكون مأخوذا عن أهل الكتاب، أما الأحكام الشرعية، والآداب الدينية والأذكار والدعوات والأسماء والصفات، ونحوها، فلا يمكن أن تتلقى عن أهل الكتاب؛ لأنها أمور دينية يترتب عليها أحكام في الدين والعقيدة، فالصحابي لا يجزم بهذه الأمور ويحدث بها إلَّا وله مستند من كلام رسول الله-صلى الله عليه وسلم، والظن بالصحابة رضي الله عنهم لا يسمح بأن يأخذوا عن أهل الكتاب الأحكام الشرعية، ثم يجزموا في تحديثهم بها، بل لم يعهد عنهم مثل ذلك، وإنما كانوا يتوسعون فيما ذكرت والمجال فيها واسع. فمن الأجدى أن تضبط المسألة بضابط، وإلَاّ لتسلسل هذا القول في سائر الصحابة لأن الإِنسان لا يستطيع الجزم بأن فلانا من الصحابة لم يأخذ من مسلمة أهل الكتاب، فحقيق أن تخصص هذه المسألة مما ذكرت في الصحابة الذين قيل أنهم أخذوا عن أهل الكتاب كعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن سلام وغيرهما رضي الله عنهما، بدلًا من رد الموقوفات التي لها حكم الر فع عليهم، والله أعلم.

فظننا في مثل هذا الحديث بابن عباس رضي الله عنهما أنه من هذا القبيل له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 47