المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌28 - باب فضل الذكر - المطالب العالية محققا - جـ ١٤

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌22 - باب ما يقول من سافر

- ‌23 - بَابُ اتِّقَاءِ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ

- ‌24 - باب ما يقول إذا هاجت الريح

- ‌26 - باب ختم المجلس

- ‌27 - باب الحمد

- ‌28 - باب فضل الذكر

- ‌30 - بَابُ الذِّكِْر فِي الصَّلَاةِ

- ‌31 - بَابُ الذِّكْرِ فِي الصَّبَّاحِ وَالْمَسَاءِ

- ‌32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى لُزُومِ التَّسْبِيحِ

- ‌33 - باب فضل الذكر الخفي ّ

- ‌34 - باب عظمة ذكر الله تعالى

- ‌35 - باب التكبير

- ‌36 - بَابُ حَسْرَةِ مَنْ تَفَرَّقَ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ

- ‌37 - باب الاستعاذة

- ‌38 - بَابُ فَضْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بالله

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ بِالْبَلَاءِ لِمَنْ لَا يُطِيقُهُ

- ‌36 - كتاب بدء الخلق

- ‌1 - بَابُ مَا يَصْلُحُ فِي أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ

- ‌2 - باب خلق الأرض

- ‌3 - باب (الأرواح)

- ‌4 - باب الملائكة عليهم السلام

- ‌5 - باب الجن

- ‌6 - باب الحجب التي دون الله تعالى

- ‌8 - باب ذكر داود عليه (الصلاة والسلام)

- ‌9 - باب عزير

- ‌10 - باب ذكر عيسى

- ‌11 - باب قصة كرسف

- ‌12 - باب الخضر واليسع عليهما السلام

- ‌13 - بَابُ مَا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ

- ‌38 - كتاب فضائل القرآن

- ‌1 - بَابُ مَتَى نَزَلَ الْقُرْآنُ

- ‌2 - باب كتابة المصحف

- ‌4 - باب القراءة بالألحان

- ‌5 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَلَامِ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ

- ‌6 - باب فضل القرَّاء

- ‌7 - بَابُ عِقَابِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ أو لم يعمل به أو رآئى به والنهي عن الجدل فيه

- ‌8 - بَابُ مَنْ كَرِهَ تَعْلِيمَ الصَّبِيِّ الْقُرْآنَ حَتَّى (يميز)

- ‌9 - بَابُ الْأَمْرِ بِإِعْرَابِ الْقُرْآنِ

- ‌10 - بَابُ فِي كَمْ يُقْرَأُ الْقُرْآنُ

- ‌39 - كتاب التفسير

- ‌1 - باب سورة الفاتحة

- ‌2 - سورة البقرة

- ‌3 - باب فضل سورة البقرة

- ‌4 - باب فضل آية الكرسي

- ‌5 - سورة آل عمر ان

- ‌6 - سورة النساء

- ‌7 - سورة المائدة

- ‌8 - سُورَةِ الْأَنْعَامِ

- ‌9 - سورة الأعراف

- ‌10 - باب سورة الأنفال

- ‌11 - سورة التوبة

- ‌12 - سورة يونس

- ‌13 - سورة هود

- ‌14 - سورة يوسف

- ‌15 - سُورَةِ الرَّعْدِ

- ‌16 - سورة الحجر

- ‌17 - سورة النحل

الفصل: ‌28 - باب فضل الذكر

‌28 - باب فضل الذكر

3385 -

قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ (1)، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُغِيرَةِ، حدثني أبو بكر ابن أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنِي الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ وَحَبِيبُ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا يَدَعْ (2) رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَعْمَلَ لِلَّهِ أَلْفَ حَسَنَةٍ -أي يُسَبِّحَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ (فَإِنَّهُ لَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ ذلك- إن شاء الله تعالى)(3) فِي يَوْمِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَيَكُونُ مَا عَمِلَ من خير سوى ذلك وافرًا (4).

(1) بفتح الزاي، وإسكان النون، وضم الجيم، وتخفيف الياء، كما في التقريب.

(2)

أي لا يترك.

(3)

(سد)"فإنه لن يعمل إن شاء الله مثل ذلك في يومه .. ".

(4)

أي أنها تكفر عنه ما يكون من الذنوب، ويبقى له زيادة من الأجر؛ لأنه لا يتصور من المسلم أن يعمل ألف سيئة في يوم واحد، فكل سيئة بحسنة مكفّرة.

ص: 56

3385 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف لأمرين: أبي بكر وشيخه، ضعيفان.

قال الحاكم: صحيح الإِسناد (1/ 515).

وتعقبه الذهبي بقوله: أبو بكر واهٍ وفي السند انقطاع.

قلت: يقصد بالانقطاع، ما ذكره أبو حاتم في المراسيل (/ 35): حبيب بن =

ص: 56

= عبيد عن أبي الدرداء مرسل.

وقد نقل المصنف في التهذيب عن صاحب تاريخ الحمصين قوله: قديم أدرك ولاية عمير بن سعد الأنصاري رضي الله عنه، على حمص. اهـ.

فإذا كان كذلك، فسماعه من أبي الدرداء رضي الله عنه، ممكن؛ لأن ولاية عمير رضي الله عنه، كانت سنة إحدى وعشرين أو التي قبلها، وانظر البداية والنهاية (7/ 113).

فالسماع ممكن لا سيما إذا عرفنا أن أدنى ما قيل في وفاة أبي الدرداء رضي الله عنه، آخر خلافة عثمان رضي الله عنه.

وقال الهيثمي في المجمع (10/ 97): وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.

ص: 57

تخريجه:

أخرجه أحمد عن أبي المغيرة (5/ 199، 6/ 440).

وعزاه الهيثمي إلى الطبراني في الكبير.

والحاكم في مستدركه (1/ 515) من طريق عوف بن سليمان الطائي ثنا أبو المغيرة ولفظهم فيه مفارقة وهو: لَا يَدَعْ رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَعْمَلَ لِلَّهِ ألف حسنة، حين يصبح يقول: سبحان الله وبحمده، مائة مرة فإنها ألف حسنة .. الحديث.

ومن هنا يظهر سعة حفظ المصنف رحمه الله، فإنه أورد الحديث لأنه يشتمل على زيادة منفردة عما في مسند الإِمام أحمد رحمه الله.

وأصل الحديث عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة"؟ قال: يسبح الله ألف تسبيحة، فكتب ألف حسنة، أو يُحطّ عنه بها ألف خطيئة (1).

(1) قال النووي في شرح صحيح مسلم: هكذا هو في عامة نسخ صحيح مسلم أو يحط، بأو وفي بعضها ويحط بالواو، قال: وقال البرقاني: ورواه شعبة وأبو عوانة ويحيى القطان الذي رواه مسلم من جهته، فقالوا: ويحط بالواو، قال المباركفوري في تحفة الأحوذي (4/ 249). قال القاري: قد تأتي الواو بمعنى أو فلا منافاة بين الروايتين-. =

ص: 57

= أخرجه مسلم واللفظ له في الذكر والدعاء، باب فضل التهليل والتسبيح.

والدعاء (17/ 20)(نووي).

والترمذي، وقال: حسن صحيح في الدعوات (5/ 173).

والنسائي، في عمل اليوم والليلة) / (66: 152).

وأحمد (1/ 174، 180، 185).

والحميدي في مسنده (431).

وابن أبي شيبة في الدعاء، باب ثواب التسبيح (10/ 294).

وعبد بن حميد (1/ 175: 134).

وأبو يعلى (1/ 313)، والبزار (3/ 360: 1160).

والدورقي في مسند سعد (رقم 45 ص 98).

والطبراني في الدعاء (1702، 1703، 1704، 1705، 1706).

وابن حبّان (2/ 96)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 83).

والبيهقي في الشعب (1/ 423)، والبغوي في شرح السنة (5/ 44)، وابن الأصبهاني في ترغيبه (1/ 310).

كلهم بأسانيدهم عن موسى الجهني، عن مصعب بن سعد، عن أبيه به.

وهذا شاهد قوي للحديث يرفعه إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم.

ص: 58

3386 -

[1] وَقَالَ عَبْدٌ (1): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَجَزَ مِنْكُمْ عَنِ اللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ (2)، وَبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَجَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أن يجاهده، فليكثر ذكر الله تعالى".

[2]

وقال الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إلَّا مِنْ هَذَا الطريق.

(1) في المنتخب (1/ 550) بالإسناد والمتن.

(2)

المكابدة من الكبد ومنه قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} ، [البلد، الآية 4]، وهو المقاساة، ومكابدة الأمر معاناة مشقته، وكابدت الأمر، إذا قاسيت شدّته.

ترتيب واختصار لسان العرب (3/ 210)، القاموس المحيط (1/ 332). مختار الصحاح:(561).

ص: 59

3386 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف لضعف القتّات.

وبنحوه قال الهيثمي في المجمع (10/ 76)، والبوصيري في الإِتحاف المسندة والمختصرة (3/ 7 أ).

ص: 59

تخريجه:

تابع ابن كرامة الحسن بن علي بن عفان عن عبيد الله عند البيهقي في الشعب.

(2/ 404)(هندية) من طريق محمد بن يعقوب أبي العباس حدّثنا الحسن به.

والحسن صدوق كما في (التقريب 1/ 168).

وتابع عبيد الله عن إسرائيل عبد الله بن رجاء الغداني -بضم العين وتخفيف الدال-.

إلَّا أن لفظه من عجز منكم عن العدو أن يجاهده وعن الليل أن يكابده، فليكثر ذكر الله. =

ص: 59

= أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 74)، ومن طريقه ابن الشجري في أماليه (1/ 256).

وتابعه عن إسرائيل أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بنحوه، أخرجه ابن شاهين في الترغيب (رقم 156)، ثنا الحسين بن محمد الأنصاري، ثنا أحمد بن محمد بن نيزك، ثنا أبو أحمد، ثنا إسرائيل بنحوه. وللحديث شاهد من حديث أبي أمامة وابن مسعود رضي الله عنهما.

أولًا: حديث أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: من هاله الليل أن يكابده، أو بخل بالمال أن ينفقه، أو جبن عن العدو أن يقاتله فليكثر من سبحان الله وبحمده، فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله.

أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 230) وفي الشاميين (رقم 174) وابن شاهين في الترغيب (رقم 157) بإسناديهما عن أحمد بن الحسين بن مدرك، ثنا سليمان بن أحمد الواسطي، ثنا عتبة بن حماد، ثنا ابن ثوبان، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه.

وهذا إسناد ضعيف جدًا سليمان بن أحمد الواسطي: ضعيف جدًا.

متهم كما في ترجمته في لسان الميزان (3/ 87).

وله عنده إسناد آخر (8/ 228).

حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، حدثني أبي، عن أبيه، ثنا حداد العذري، عن ابن جابر، عن العباس بن ميمون، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، به.

وهذا إسناد لا تقوم به حجة حداد وشيخه لم أجد من ترجمهما.

وشيخ الطبراني ضعيف كما في اللسان (1/ 322).

وله إسناد آخر عنده (8/ 263) حدّثنا جعفر الفريابي، ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، حدثني عثمان بن أبي العائكة عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ =

ص: 60

= أبي أمامة رضي الله عنهما، بنحوه مرفوعًا.

وهذا إسناد ضعيف فيه علتان:

1 -

عثمان ضعيف الحديث كما في ترجمته في التهذيب، (7/ 115).

2 -

شيخه أضعف منه كما في ترجمته في التهذيب (7/ 346). وهذه الترجمة بعينها وهي رواية عثمان عن علي، عن القاسم ضعفها غير واحد من الأئمة.

ثانيًا: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: قَالَ: قَالَ رسول صلى الله عليه وسلم: "إذا غلبكم الليل أن تكابدوه، وعدوكم أن تجاهدوه، ومالكم أن تضعفوه، فاكثروا من قول سبحان الله وبحمده، فإنهن خير من جبل ذهب وفضة، أن ينفقوا في سبيل الله.

أخرجه تمام الرازي في الفوائد (رقم 1566).

أخبرنا جعفر بن محمد، نا يوسف بن موسى، نا مخيمر بن سعيد، نا روح بن عبد الواحد، نا خليد عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، به.

وهذا إسناد ضعيف جدًا.

1 -

مخيمر بن سعيد لم أجد من ترجمه.

2 -

خليد هو ابن دعلج ضعيف كما في التهذيب (3/ 136).

3 -

روح بن عبد الواحد لين كما اللسان (2/ 574).

4 -

قتادة مدلس وقد عنعن.

ثالثًا: عن ابن مسعود رضي الله عنه:

مرفوعًا: من جبن منكم عن العدو أن يجاهده، والليل أن يكابده، وضنَّ بالمال أن ينفقه، فليكثر من سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إلَّا الله والله أكبر. أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 500 هندية) عن الحاكم في المستدرك (1/ 340)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 35) كلاهما.

من طريق سفيان بن عقبة عن حمزة الزيات والثوري، عن زبيد، عن مرة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. =

ص: 61

= وهذا إسناد حسن إلَّا أنه اختلف في وقف الحديث ورفعه. ورجح الدارقطني وقفه كما في العلل (5/ 271).

وانظر بيان ذلك هناك.

وقد روي موقوفًا عنه بأسانيد.

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 391)، والبخاري في الأدب المفرد (156: 276).

والمروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك (399: 1134).

والطبراني في الكبير (9/ 229)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 175). كلهم

بأسانيدهم عن سفيان، عن زبيد، عن مرة، عن ابن مسعود، وهذا إسناد صحيح.

فالحديث إذن ثابت من قول ابن مسعود رضي الله عنه، وكأنه يفسر أفضلية الذكر على الجهاد الواردة في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، المشهور ألا أخبركم بخير أعمالكم

عندما يجبن الإِنسان عن الجهاد -فيما إذا كان فرض كفاية - وعجز عن قيام الليل، والله أعلم.

ويبقى الحديث مرفوعًا على ضعفه.

ص: 62

3387 -

[1] وقال مسدّد: حدّثنا بشر، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى (غُفْرَةَ)(1)(2)، قال: سَمِعْتُ أَيُّوبَ بْنَ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ الْأَنْصَارِيَّ، يقول: قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ (لِلَّهِ) (3) تعالى سَرَايَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ (4) (تَحِلُّ) (5) (6)، فَتَقِفُ عَلَى مَجَالِسِ الذِّكْرِ فِي الْأَرْضِ، فَارْتَعُوا (7) فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ، قَالُوا: وَأَيْنَ رِيَاضُ الْجَنَّةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال صلى الله عليه وسلم: "مَجَالِسُ الذِّكْرِ، فَاغْدُوا وَرُوحُوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ (تعالى)(8)، وذكِّروه بِأَنْفُسِكُمْ، مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ منزلته عند الله تعالى، فلينظر كيف منزلة الله عز وجل عِنْدَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى، يُنْزِلُ الْعَبْدَ مَنْزِلَتَهُ حيث أنزله من نفسه".

(1) غفرة: بضم العين المعجمة وإسكان الفاء، وضبطها المصنف في الإِصابة، (4/ 372) بالتصغير، وهي بنت رباح بن حمامة، أخت بلال وهي صحابيه رضي الله عنهما، انظر المغني في ضبط أسماء الرجال (/191).

(2)

في النسخ كلها عفره بالعين المهملة، والتصويب من كتب الرجال.

(3)

(سد)"الله".

(4)

قال النووي في شرح صحيح مسلم (17/ 14) في هؤلاء الملائكة: هم ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق، فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم، وإنما مقصودهم حلق الذكر.

(5)

تحل من حل بالمكان: أي نزل به، وهو ضد الإرتحال. لسان العرب "ترتيب" 1/ 702.

(6)

(مح) و (عم)"تجل" بالجيم، والتصحيح من (سد) وهو الموافق لما في الكتب التي خرجت الحديث.

(7)

فارتعوا: من الرتع، وهو الاتساع في الخصب، وكل مخصب مرتع، ومنه هذا الحديث: أراد برياض الجنة، ذكر الله، وشبّه الخوض فيها بالرتع، انتهى من النهاية في غريب الحديث مختصرًا (2/ 193)، قلت: ولا يمنع أن يكون بمعنى احرصوا على ملازمة حلق الذكر، فلقد فسر الرتع بالحرص. انظر القاموس المحيط (3/ 27)، لسان العرب (ترتيب 1/ 1119).

(8)

(سد) و (عم)"ذكر الله عز وجل".

ص: 63

[2]

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ -هُوَ ابن خارجة-، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عبد الله نحوه.

[3]

وقال عبد: (9) حدثني حَبَّانُ (10) بْنُ هِلَالٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ به.

[4]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: (11) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ- هُوَ الْقَوَارِيرِي، ثنا بشر بن المفضل به.

[5]

وقال البزّار: حدّثنا محمد بن عبد الملك، ثنا بشر بن المفضل فَذَكَرَهُ.

قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ جابر رضي الله عنهما (12) إلَّا بهذا الإِسناد.

(9) في المنتخب (3/ 54).

(10)

بفتح الحاء المهملة، والباء المشددة.

(11)

هو في المسند (2/ 345).

(12)

في الأصل رضي، والمثبت من (سد) و (عم).

ص: 64

3387 -

الحكم عليه:

هذا إسناد حسن عمر مولى غفرة لا بأس به.

وقال الطبراني في الأوسط (3/ 244): لا يروى هذا الحديث عن جابر إلَّا بهذا الإسناد. تفرد به عمر.

وقال الحاكم في المستدرك (1/ 494) صحيح الإِسناد.

وقال الذهبي معقبًا عليه: عمر ضعيف.

وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 8) وقال: فيه عمر بن عبد الله مولى غفرة، =

ص: 64

= وقد وثقه غير واحد. وضعفه جماعة، وبقية رجالهم رجال الصحيح.

وقال المصنف في النتائج (1/ 18) وأخرجه الحاكم من طريق مسدّد من بشر بن المفضل وصححه فوهم فإن مداره على عمر بن عبد الله وهو ضعيف. اهـ.

وذكره البوصيري في الإتحاف في المسندة والمختصرة (3/ 8 أ) وقال: رواه أحمد بن منيع وعبد بن حميد، وأبي يعلى، والبزار، وابن أبي الدينار والطبراني، والحاكم، وصححه، والبيهقي.

ص: 65

تخريجه:

من طريق مسدّد أخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1644)، حدّثنا معاذ بن المثنى، حدّثنا مسدّد به.

والحاكم في المستدرك (1/ 494)، من طريق يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي عن مسدّد.

وعن أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 81).

وتابع مسددًا ومن معه عن بشر بن المفضل.

1 -

أبو عمر الضرير أخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 243)، وفي الدعاء (3/ 1644).

2 -

أبو شعيب محمد بن شعيب بن شابور ومحمد بن مخلد الحضرمي.

أخرجه بإسناده عنهما البيهقي في الشعب (هندية 2/ 423).

3 -

أبو الخطاب زياد بن محمد الحساني عند ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (/121)(مختصرًا).

وتابع الهيثم بن خارجة عن إسماعيل بن عياش:

إبراهيم بن العلاء المعروف بابن زبريق أخرجه المصنف في نتائج الأفكار (1/ 17) من طريق جعفر الفريابي، ثنا إبراهيم به بالشطر الأخير منه.

وتابع إسماعيل بن عياش وبشر بن المفضل محمد بن شعيب بن شابور عند =

ص: 65

= المصنف في الموضع السابق من طريق الفريابي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب، ثنا محمد بن شعيب عن عمر به بالشطر الأول منه.

ومن هنا نعلم أن مدار الحديث على عمر مولى غفرة.

وله شواهد مفرقة:

أولًا: أوله: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إن لله تبارك وتعالى، ملائكة سيارة فضلًا يتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسًا فيه ذكر، قعدوا معهم، وحفَّ بعضهم بعضًا حتى يملؤا ما بين السماء والأرض .. الحديث.

أخرجه مسلم في الذكر، باب فضل مجالس الذكر (17/ 14)(نووي)، واللفظ له.

وأحمد (2/ 352، 358، 382).

والطيالسي (/ 319).

والحاكم (1/ 495)، وقال: صحيح الإِسناد.

والبغوي في شرح السنة (5/ 11)، وعلقه البخاري في صحيحه (11/ 209) في الدعوات، باب فضل ذكر الله.

كلهم بأسانيدهم عن سهيل ابن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا وتابعه الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عنه: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله، تنادوا: هَلُمُوا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ..

أخرجه البخاري في الموضع السابق، واللفظ له.

وأحمد (2/ 251).

وأبو نعيم في الحلية (8/ 117)، والبيهقي في الشعب (هند 2/ 427).

كلهم بأسانيدهم عن الأعمش. =

ص: 66

= فهذا الطرف صحيح لغيره.

طرفه الأوسط: له شواهد من حديث أبي هريرة وأنس وابن عمر رضي الله عنهم.

(1)

عن أبي هريرة رضي الله عنه.

أخرجه الترمذي، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب، أخبرنا زيد بن حباب، أن حميد المكي مولى ابن علقمة، حدثه أن عطاء ابن أبي رباح، حدثه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قلت: يا رسول الله، وما رياض الجنة، قال: المساجد، قلت: وما الرتع يا رسول الله؟ قال: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إلَّا الله، والله أكبر".

أخرجه في الدعوات، (باب/ 87)، وقال حديث غريب (5/ 193).

وهو كما قال الترمذي ضعيف حميد مجهول كما في التقريب (1/ 204).

وأخرجه البزّار كما في زوائده للمصنف عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن زيد بلفظ قريب (2/ 401: 2095).

(ب) عن أنس رضي الله عنه:

قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مررتم برياض الجنة، فارتعوا. قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر.

أخرجه أحمد (3/ 150).

وأبو يعلى (3/ 383)، وابن عدي في ترجمة محمد بن ثابت (6/ 2148).

والبيهقي في الشعب (هند 2/ 425).

وابن الجوزي الأصبهاني في ترغيبه (2/ 563).

كلهم بأسانيدهم عن محمد بن ثابت البناني قال: سمعت أبي يحدث عن أنس رضي الله عنه، به مرفوعًا.

ومحمد بن ثابت ضعيف كما في ترجمته في التقريب (2/ 149). =

ص: 67

= وقد توبع عن أنس رضي الله عنه، أخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 276: 189)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 268)، كلاهما من طريق يوسف القاضي، ثنا المقدمي، ثنا زائدة بن أبي الرقاد، ثنا زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، به مرفوعًا. وأخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 12) وهذا إسناد ضعيف جدًا، زائدة منكر الحديث كما في التقريب (1/ 257).

وزياد ضعيف كما في ترجمته (رقم 13).

وتابعهما أبو طلال القسملي عند ابن شاهين في الترغيب (رقم 161) حدّثنا محمد بن هارون الحضرمي، ثنا نصر بن علي، ثنا النعمان بن عبد الله، ثنا أبو ظلال عن أنس به، وهذا إسناد ضعيف؛ النعمان بن عبد الله هو الحنفي مجهول وشيخه ضعيف.

ثالثًا: عن ابن عمر رضي الله عنهما: أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 354) والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 2) كلاهما من طريق محمد بن عبد -ووقع في الحلية عبد الله والصحيح بدون إضافة- بن عامر، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا مالك، عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما، به مرفوعًا.

ومحمد بن عبد بن عامر وضَّاع مشهور، انظر ترجمته في تاريخ بغداد (2/ 386)، واللسان (5/ 307)، وهو صاحب أحاديث بهذا الإِسناد مكذوبة كلها.

رابعًا: عن العلاء بن زياد مرسلًا ويأتي (برقم 3389) وهو ضعيف الإِسناد على إرساله.

فالحديث صحيح لغيره بهذه الشواهد شوى حديث ابن عمر.

ص: 68

3388 -

[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ -هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ- عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ (1)، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ بُقْعَةٍ ذُكِرَ الله تعالى عليها (اللصلاة) (2) أَوْ ذكرٍ، إلَّا اسْتَبْشَرَتْ بِذِكْرِ اللَّهِ عز وجل إلى منتهاها من أسد (سبع) (3) أَرَضِينَ، وإلَاّ فَخَرَتْ (4) عَلَى مَا حَوْلَهَا مِنَ البقاع".

[2]

وقال أبو يعلى (5): حدّثنا زُهَيْرٌ، ثنا رَوْحُ (6) بْنُ عُبَادَةَ، ثنا مُوسَى به وزاد (و)(7) ما مِنْ عَبْدٍ يَقُومُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ يُرِيدُ الصلاة، إلَّا (زخرفت)(8) له الأرض.

(1) بفتح الراء والقاف، بطن من الأزد.

(2)

مثبت من (سد) و (عم). وفي (مح) الصلاة مع نصب ذكرا ولا توجيه لها، وفي مسند أبي يعلى بصلاة أو ذكر، فإنها على ما في (مح) تحتاج إلى متعلق ولا يوجد.

(3)

(مح) و (سد)"سبعة".

(4)

فخرت بضم الخاء من الفخر، أي أنها تتفاخر على سائر الأرضين مما ذكر عليها.

(5)

في المسند (4/ 148).

(6)

بفتح الراء وإسكان الواو.

(7)

ليست في (سد).

(8)

في مسند أبي يعلى "تزخرفت".

ص: 69

3388 -

الحكم عليه:

الحديث ضعيف لضعف يزيد والراوي عنه، قال البوصيري: رواه ابن أبي عمر وأبو يعلى بسند ضعيف لضعف يزيد بن أبان والراوي عنه، إتحاف (3/ 8 أ)، وضعفه الهيثمي في المجمع (10/ 81)، بموسى بن عبيدة.

ص: 69

تخريجه:

تابع روح بن عبادة عن مروان، عن موسى بن عبيدة خالد بن يوسف السمتي =

ص: 69

= -وهو ضعيف كما في لسان الميزان (2/ 48) - عند أبي الشيخ في العظمة (/511: 1187) بنحو لفظ مروان.

وزاد صاحب الكنز نسبته (1/ 445) إلى ابن شاهين في الترغيب في الذكر.

وله شاهد عند الطبراني (11/ 193).

ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أحمد بن بكر البالسي، ثنا محمد بن مصعب القرقساني، ثنا الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، مرفوعًا نحو حديث الباب.

وهذا الإِسناد ضعيف جدًا لضعف أحمد البالسي وهو ضعيف جدًا كما في ترجمته في لسان الميزان (1/ 146).

والحديث يبقى على ضعفه.

وفي معناه ورد حديث آخر عن أنس رضي الله عنه، أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 336).

حدّثنا أحمد بن القاسم، قال حدّثنا إسماعيل بن عيسى القناديلي، قال: حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، وميمون بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما من صباح ولا رواح إلَّا وبقاع الأرض تنادي بعضها بعضًا: يا جارة هل مرَّ بك اليوم عبد صالح صلى عليك؟ أو ذكر الله؟ فإن قالتا: نعم، رأت لها بذلك بمثلها فضلًا.

قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أنس إلَّا بهذا الإِسناد، تفرّد به صالح المرى.

وعن الطبراني؟ أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 174).

قال الهيثمي في المجمع (2/ 9)، رواه الطبراني في الأوسط، وصالح المري ضعيف، وهو كما قال.

ص: 70

3389 -

وقال مسدّد: حدّثنا المعتمر، ثنا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عنِ الْعَلَاءِ بْنِ زياد (قال):(1) أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تَبَادَرُوا رِيَاضَ الْجَنَّةِ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: حلق الذكر".

(1) ليست في (سد) و (عم).

ص: 71

3389 -

الحكم عليه:

الحديث على إرساله ضعيف الإسناد. قتادة مدلس وقد عنعن.

قال البوصيري رواته ثقات، كما في الإتحاف (3/ 8 أ). ولم أقف عليه عند غير مسدّد.

وقد تقدم ذكر شواهده في الحديث (رقم 3387).

ص: 71

3390 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ (بَحْرٍ)(1)، ثنا عدي ابن أَبِي عُمَارَةَ، ثنا زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خَطْمَهُ (2) عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِنْ ذَكَرَ الله عز وجل خَنَسَ (3)، (وَإِنْ) نَسِيَ الْتَقَمَ (4) قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الْوَسْوَاسُ الخناس".

(1) غير واضح في (مح)، والمثبت من (سد) و (عم)، وهو الموافق لما في كتب الرجال.

(2)

الخطم بفتح الخاء وسكون الطاء، قال ابن منظور: الخطم من كل دابة، مقدم أنفها وفمها، والخطيم من كل طائر مناقره.

وقال الفيروز آبادي: وخطمه تخطمه: ضرب أنفه.

وهناك لخطام الذي تقاد به الدابة ويسمى الزمام.

النهاية (2/ 249)، القاموس 4/ 108)، مختار الصحاح:(181)، لسان (ترتيب 1/ 86).

(3)

خنس: من الخنوس وهو الإِنقباض والتأخر والاستخفاء.

(النهاية 2/ 82)، لسان (ترتيب 1/ 1911).

والوسواس الخناس صفتان للشيطان.

(4)

التقم: من اللقم، وهو سرعة الأكل، والتقمه: ابتلعه.

(القاموس 4/ 176)، (لسان 3/ 388)، (مختار الصحاح 602).

ومعنى الحديث: أن الشيطان يضع مقدم أنفه على قلب الآدمي، فإذا ذكر الله انقبض وتأخر، فإن نسي الآدمي، ابتلع قلبه، وهذا هو الشيطان الذي مع الانسان يوسوس له، ألهمنا الله ذكره.

ص: 72

3390 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

1 -

محمد بن بحر ضعيف.

2 -

زياد النميري ضعيف.

قال ابن كثير في التفسير (4/ 75 غريب).

وقال الهيثمي في المجمع (7/ 152): فيه عدي ابن أبي عمارة وهو ضعيف. =

ص: 72

= وقال البوصيري في الإِتحاف (3/ 7). رواه أبو يعلى، وابن أبي الدنيا، والبيهقي، كلهم من طريق زياد بن عبد الله النميري وهو ضعيف.

ص: 73

تخريجه:

قد رواه عن عدي جماعة.

1 -

ابن أبي الشوارب:

عند ابن عدي في الكامل (3/ 1044)، وابن شاهين في الترغيب (1/ 119) بإسناديهما عنه.

2 -

محمد ابن أبي بكر المقدمي:

أخرجه الطبراني في الدعاء (1862، 2/ 1632).

وأبو نعيم في الحلية (6/ 268).

والبيهقي في شعب الإِيمان (هند 2/ 436).

أخرجوه من طريق يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا محمد.

3 -

مسلم بن إبراهيم:

أخرجه أبو نعيم في الموضع السابق، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا أحمد بن علي الخزاعي، ثنا مسلم.

وذكره السيوطي منسوبًا في الدر المنثور (8/ 694) إلى ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وابن شاهين في الترغيب في الذكر.

4 -

المعلي بن أسد: عند ابن أبي الدنيا في التوبة (رقم 92)، حدثني الحسين ابن أبي الأسد، ثنا المعلى به.

كلهم عن عدي به.

وله شاهد من كلام ابن عباس رضي الله عنهما، قال في قوله تعالى:{الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} قال: "الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سهى وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خنس". =

ص: 73

= أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (8/ 196).

وأبو داود في الزهد (رقم 351).

وابن جرير في تفسيره (30/ 355) بأسانيدهم عن جرير بن عبد الحميد عن منصور عن سعيد بن جبير -وقد تحرف في تفسير ابن جرير إلى سفيان، والصواب ما في رواية ابن أبي شيبة وأبي داود-، عن ابن عباس رضي الله عنهما، به.

وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس وله طرق أخرى عنه.

ومثل هذا لا يمكن أن يكون من قبل الرأي والاجتهاد بل هو مرفوع حكمًا لأنه يتكلم عن أمر غيبي يتعلق بغيبي فلا بد له من موقف وهو النبي صلى الله عليه وسلم فهذا شاهد صحيح لحديث الباب.

ص: 74

3391 -

وقال مسدّد: حدّثنا عِيسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ (عَنْتَرَةَ)(1)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ:(2) أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "ذكر الله، اللَّهِ أَكْبَرُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ"(3).

ثُمَّ قَالَ: مَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تبارك وتعالى، يتدارسون (4) كتاب الله تعالى، وَيَتَعَاطَوْنَهُ (5) بَيْنَهُمْ، إلَّا أَظَلَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، وإلَاّ كانوا أضياف الله تبارك وتعالى حتى يقوموا.

(1) في النسخ كلها "عنقرة" وهو تصحيف، والتصويب من الكتب التي خرجت الأثر، وكتب الرجال.

(2)

الرجل هو عنترة، كما صرحت رواية ابن أبي شيبة.

(3)

في (سد) و (عم)"ذكر الله ثلاث مرات" بإسقاط الله أكبر، وكأنه أوضح معنى.

(4)

المدارسة: "أي القراءة والتذكر للحفظ لئلا ينسى"، وأصل الدراسة: الرياضة والتعهد للشيء. (النهاية 2/ 113).

(5)

المعاطاة: "هي المناولة"، وتعاطى كذا أي خاض في الشيء.

القاموس المحيط (4/ 364)، مختار الصحاح (/441).

ص: 75

3391 -

الحكم عليه:

إسناده صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنهما، ومثله له حكم الرفع.

وذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/ 301)، فقال: روي موقوفًا ومرفوعًا والموقوف أصح.

وذكره البوصيري، كما في الإِتحاف (3/ 6 ب): وسكت عليه.

ص: 75

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة عن أبي الأحوص في موضعين من مصنفه:

من فضائل القرآن، باب في القوم يتدارسون القرآن (10/ 564).

وفي الزهد، باب في كلام ابن عباس رضي الله عنهما (13/ 370). =

ص: 75

= ومن طريق أبي الأحوص، الآجري في آداب حملة القرآن (/34).

وأخرجه ابن فضيل في الدعاء (رقم 102).

وأخرجه الدارمي في المقدمة، باب فضل العالم والمتعلم (1/ 101).

أخبرنا بشر بن ثابت، أخبرنا شعبة، عن يزيد ابن أبي خالد، بطرقه الأخير دون السؤال والجواب مع زيادة فيه، والبيهقي في الشعب من طريق عباس الدوري، عن محمد بن عبيد (هنديه 2/ 568)، وبطريق آخر عن محمد بن فضيل، وأخرجه مثل البيهقي الخطيب البغدادي في موضح الجمع والتفريق (2/ 457)، كلهم عن هارون بن عنترة.

وله شاهد مرفوع:

عن أبي الردين رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما من قوم يجتمعون على كتاب الله يتعاطونه بينهم إلَّا كانوا أضيافًا لله، وإلَاّ حفتهم الملائكة، حتى يقوموا أو يخوضوا في حديث غيره".

أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 337) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي الردين به.

وابن الشجري في أماليه (1/ 91). وهذا إسناد منقطع إن كان عبد الحميد هو الحماني، وإن كان محمد بن عبد الرحمن هو ابن الحسن الجعفي.

قال ابن أبي شيبة عن محمد: وكان جيد الحفظ للمسند والمنقطع.

وبعض الحديث المذكور أصله في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هذا الحديث

وفيه: "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلَّا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده".

أخرجه مسلم في الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن (نووي 17/ 21). =

ص: 76

= وأبو داود في الصلاة، باب في ثواب قراءة القرآن (2/ 70).

وابن ماجه في المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم (1/ 82: 225).

والبيهقي في الشعب (1/ 262) ولفظه "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتعاطون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلَّا نزلت

الحديث.

وإسناده صحيح.

كلهم بأسانيدهم عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه

أما شطره الأول: في تفضيل الذكر ففيه أحاديث مصرحة بفضله:

من حديث عبد الله بن بسر ومعاذ وأبي سعيد رضي الله عنهم.

أولًا: حديث ابن بسر رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ إعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: "طوبى لمن طال عمره وحسن عمله قال: يا رسول الله: أي الأعمال أفضل؟ قال: "أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله عز وجل".

أخرجه البغوي في الجعديات (/492: 3431) واللفظ له.

وابن المبارك في الزهد (رقم 935).

وابن أبي عاصم في الآحاد (3/ 51) وزاد: قال: يا رسول الله ويكفيني.

قال: نعم ويفضل عنك.

وأبو نعيم في الحلية (6/ 111).

والبغوي الأصغر في شرح السنة (5/ 16) من طريق الكبير.

وابن الجوزي الأصبهاني في ترغيبه (2/ 555).

كلهم بأسانيدهم عن إسماعيل بن عياش، حدثني عمرو بن قيس، عن ابن بسر، به، وهذا إسناد حسن، إسماعيل حسن الحديث عن أهل الشام. كما تقدم بيانه. =

ص: 77

= وقد توبع ابن عياش بأسانيد صحيحة بنحو الحديث:

عند أحمد (4/ 188، 190).

وابن أبي شيبة في الدعاء، باب في ثواب ذكر الله (10/ 301).

والترمذي في الدعوات، باب ما جاء في فضل الذكر (5/ 126)، وقال: حسن غريب.

وابن ماجه في الأدب، باب فضل الذكر (2/ 1246: 3793).

وابن أبي عاصم في الآحاد (3/ 51). وابن حبّان (2/ 92) كما في الإِحسان.

والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/ 495).

والبيهقي في الشعب (هند 2/ 410).

ثانيًا: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه، قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله. أخرجه ابن حبّان (2/ 93).

وابن السني (/4: 2)، والطبراني في الكبير (20/ 107)، وفي الدعاء (3/ 1629) وفي مسند الشاميين (رقم 191، 192، 2035، 3521) والبيهقي في الشعب (هند 2/ 412).

كلهم من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ به، وهذا إسناد ضعيف لما يأتي:

- عبد الرحمن ضعِّف، وأحاديثه عن أبيه، عن مكحول فيها مناكير، كما في ترجمته في التهذيب (6/ 137).

- مكحول مدلس وقد عنعن.

وقد توبع مكحول عن جبير بن نفير. أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 106).

حدّثنا محمد بن إبراهيم بن عامر النحوي الصوري، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا خالد بن يزيد ابن أبي مالك، عن أبيه، عن جبير به. =

ص: 78

= وهذا إسناد ضعيف:

خالد بن يزيد ضعيف كما في التقريب (1/ 220).

وتوبع أيضًا: أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 92)، حدّثنا أحمد ابن أبي يحيى الحضرمي المصري، ثنا محمد بن أيوب بن عافية بن أيوب، ثنا جدي، ثنا معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن معاذ.

وشيخ الطبراني لينه ابن يونس كما في اللسان (1/ 354)، وشيخه وشيخ شيخه لم أجد لهما ترجمة.

أما حديث أبي سعيد فسيأتي ذكره في حديث معاذ (رقم 3393).

ص: 79

3392 -

وقال إسحاق: أخبرنا إسحاق بن سليمان الرازي، قال: سمعت موسى بن عبيدة (الربذيّ)(1) يحدّث عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (الْقَرَّاظِ)(2)، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَسِيرُ (بالدَّف)(3) مِنْ جُمدان (4) إذ أَسْتُرُ (5) رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُعَاذُ أَيْنَ السَّابِقُونَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ مضى ناس، وتخلَّف ناس، فقال صلى الله عليه وسلم: أين السابقون (الذين)(6) يستهترون (7) بذكر الله عز وجل، من أَحَبَّ أَنْ يَرْتَعَ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ، فَلْيُكْثِرْ من ذكر الله عز وجل (8).

(1) في (سد) الزبدى وهو تحريف.

(2)

في النسخ: القراط والصواب المثبت من كتب الرجال.

(3)

الدّف: "ضبطه ياقوت بضم الدال"، كالدف الذي ينقر عليه، وقال: موضع من جمدان من نواحي المدينة، من ناحية عسفان.

أما صاحب معجم معالم الحجاز فقال: الدف بالفتح المعروف بدف جمدان، كانت قرية بطريق وادي خليص من الغرب، يظللها جمدان من الغرب، على بعد مائة قيل من مكة على طريق المدينة، وهي المعروفة الآن بمدينة خليص. معجم البلدان (2/ 458)، معجم معالم الحجاز (بتصرف 3/ 266).

(4)

جمدان بالضم ثم الإسكان قال ياقوت: من منازل أسلم بين قديد. وعسفان وهما جبلان متجاوران، يظَلِّان الدف من الغرب على بعد مائة كيل شمال مكة، يسمى الشمالي منهما بأبي صواقع، والجنوبى بأبي صرقعة، ويفصل بينهما فج العشار، وهما يحفان وادي خليص من مغيب الشمس، ويشرفان على الساحل غربًا ليس بينهما وبين البحر إلَّا السهل.

معجم البدان (2/ 161)، معجم معالم الحجاز (2/ 170 بتصرف).

(5)

هكذا في النسخ، ولم أدر ما وجهها، وكذا في الإتحاف المسندة والمختصرة وذكره ابن رجب فذكر الحديث بلفظه وفيه استنبه وهو أوفق للرسم المذكور. وفي (ك): استند.

(6)

ليست في (سد) و (عم).

(7)

المستهترون: بضم الميم وسكون السين وفتح التاء والهاء. والذين اهتروا واستهتروا أي أولعوا بشيء.

يقال اهتر فلان بكذا، واستهتر فهو مهترٍ به، ومستهترًا أي مولع به ولا يفعل غيره.

وقيل: أراد بقوله هذا من اهتر في ذكر الله أي كبروا في طاعته وهلكت أقرانهم، من قوله: أهتر الرجل، فهو مهتر إذا سقط في كلامه من الكبر.

النهاية (5/ 242)، (القاموس2/ 157)، (مختار: 689)، لسان (ترتيب 3/ 767).

فالمعنى إذًا المستهترون أي المولعون بذكر الله.

أو الذين أفنوا عمرهم في ذكر الله، وكبروا فيه.

وقد تقدم معنى الرتع في الحديث (3389).

(8)

(سد) و (عم)"تعالى".

ص: 80

3392 -

الحكم عليه:

هذا الحديث إسناده ضعيف. موسى بن عبيدة ضعيف الحديث.

قال المصنف في نتائج الأفكار (1/ 33) وموسى ضعيف.

وهذا الحديث سكت عليه البوصيري، كما في الإِتحاف (3/ 7 أ)، ثم قال على هذا الحديث وقد ضرب عليه: ضعيف لضعف موسى بن عبيدة، في نفس الصفحة، وضعفه الهيثمي في المجمع (10/ 78) بموسى.

ص: 81

تخريجه:

تابع إسحاق بن سليمان عبد الله بن عمر أخرجه ابن شاهين في الترغيب (رقم 162)، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن عمر.

وتابع إسحاق عن موسى يحيى بن واضح.

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في الدعاء، باب ثواب ذكر الله (10/ 302)، ثنا يحيى بن واضح، عن موسى به بذكر قوله:"من أحب أن يرتع .. " وعنه الطبراني في الكبير (20/ 157)، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة به- كاملًا بنحوه (205/ 157). =

ص: 81

= ولكنه صح لغيره بشواهد

أوله: له شاهد عند مسلم في الذكر والدعاء، باب الحث على ذكر الله (17/ 4 نووي).

عن أبي هريرة رضي الله عنه: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة، فمر على جبل يقال له جمدان، فقال:"سيروا هذا جمدان، سبق المفردون قالوا: وما المفردون يا رسول الله: قال: الذاكرون الله والذاكرات"، والطبراني في الأوسط (3/ 374، وأخرجه ابن حبّان (3/ 140)(رقم 8) والمصنف في نتائج الأفكار من طريق جعفر الفريابي (1/ 32) بأسانيدهم عن أمية بن بسطام، حدّثنا روح بن القاسم، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

ثانيًا: وعن أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سيروا سبق المفردون، قالوا ومن المفردون يا رسول الله؟ قال: الذين يهترون في ذكر الله يضع الذكر منهم أوزارهم وخطاياهم فيأتون يوم القيامة خفافا.

أخرجه ابن شاهين في الترغيب (رقم 168)، ثنا عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن أشرس، ثنا إبراهيم بن رستم، ثنا عمر بن راشد عن يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الدرداء رضي الله عنه. وعزاه الهيثمي في المجمع (10/ 75) إلى الطبراني الكبير.

ومحمد بن أشرس النيسابوري وشيخه وشيخ شيخه كلهم ضعفاء.

لوسطه شاهد عند أحمد ثنا أبو عامر العقديّ، ثنا علي بن مبارك، عن يحيى ابن أبي كثير، عن يعقوب مولى الحرقة قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سبق المفردون، قالوا يا رسول الله ومن المفردون قال: الذين يهترون في ذكر الله.

أخرجه أحمد (2/ 323)، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 448)، من طريق أبي عامر. =

ص: 82

= والحاكم بإسناده عن أبي عامر به (1/ 495)، وقال على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قال العبد الضعيف: إسناده صحيح على شرط مسلم فإن يعقوب لم يخرج له البخاري وهو ثقة.

ولشطره الأخير شواهد تقدمت في حديثه (رقم 3387)، فالحديث بها صحيح إن شاء الله.

ص: 83

3393 -

قال: (1) إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ: وَسَمِعْتُ حَرِيزَ (2) بْنَ عُثْمَانَ، يحدث عن أبي بحرية، عن معاذ رضي الله عنه، قال (3): "ما عمل آدمي أنجى له من عذاب الله عز وجل من ذكر الله تعالى (4) قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل؟ (قَالَ)، لَا وَلَوْ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ، قَالَ اللَّهُ:{وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} (5).

قلت: روى أحمد من هذه القطعة الأخيرة (6) بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا مُنْقَطِعٍ.

وَأَصْلُهُ فِي التِّرْمِذِيِّ (7) وغيره.

(1) قاتل القول إسحاق ابن راهويه.

(2)

حريز بفتح الحاء المهملة وكسر الراء.

(3)

في (سد)"قال صلى الله عليه وسلم " وهو خطأ، بل الحديث موقوف، كما في (مح) و (عم) والاتحاف المسندة.

(4)

في (سد)"مَا عَمِلَ آدَمَيٌّ عَمَلًا أَنْجَى لَهُ مِنْ عذاب الله".

(5)

[سورة العنكبوت: الآية، 45].

(6)

وهم المصنف رحمه الله في هذا، فإن الإِمام أحمد روى القطعة الأولى وهي: "ما عمل آدمي

" في مسنده كما قال؛ بإسناد منقطع.

(7)

أي في جامع الترمذي. وأخرجه الترمذي في الدعوات (5/ 127).

ص: 84

3393 -

الحكم عليه:

هذا حديث رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين حريز وأبي بحرية، وسيظهر هذا عند التخريج، وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف المسندة، والمختصرة (3/ 6 أ).

ص: 84

تخريجه:

أخرجه من طريق إسحاق بن راهويه أبو نعيم في الحلية (2/ 235).

وأخرجه أحمد في الزهد (/229)، ومن طريقه أبو نعيم في الموضع السابق، =

ص: 84

= ثنا حجاج، ثنا حريز بن عثمان، عن المشيخة، عن أبي بحرية، عن معاذ رضي الله عنه به.

فظهر في تخريج أحمد له فائدة، وهو الواسطة بين حريز وأبي بحرية.

وتابع حريزا عن أبي بحرية كل من:

1 -

عبد الله ابن أبي سليمان بذكر اللفظة الأولى. أخرجه ابن المبارك في الزهد (/340): أخبرنا موسى بن عبيدة، عن عبد الله به.

وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.

2 -

زياد ابن أبي زياد عن معاذ بهذه اللفظة، وهي التي أشار إليها المصنف أن أحمد أخرجها وهي عنده في المسند (5/ 239، 6/ 447).

والترمذي في الدعوات (5/ 127).

وابن ماجه في الأدب، باب فضل الذكر (2/ 1245: 3790).

والحاكم (1/ 496).

وأبو نعيم في الحلية (2/ 12).

والبيهقي في الشعب (هندية 2/ 414).

والبغوي في شرح السنة (5/ 15).

وابن الجوزي الأصبهاني في ترغيبه (2/ 555).

ورواية أحمد الأولى فيه عن زياد أنه بلغه عن معاذ فذكره مرفوعًا.

أما الثانية فهي موافقة لرواية الجماعة موقوفة.

فهي عن معاذ موقوفة ضعيفة للانقطاع فيها جميعًا.

وقد وردت هذه اللفظة مرفوعة من قول النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد عن معاذ رضي الله عنه.

أولًا: عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما عمل ابن آدم عملًا أنجى له من النار من ذكر الله، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل =

ص: 85

= الله، تضرب بسيفك حتى ينقطع، ثم تضرب بسيفك حتى ينقطع، ثم تضرب به حتى ينقطع.

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، في كتاب الدعاء، باب ثواب ذكر الله (10/ 300)، وعنه عبد بن حميد في المنتخب (1/ 171).

والطبراني في الكبير من طريق ابن أبي شيبة وأخيه عثمان (20/ 166) وفي الدعاء (3/ 1630).

كلاهما عن أبي خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أبي الزبير، عن طاووس، عن معاذ به.

وهذا إسناد ضعيف: طاووس لم يلق معاذًا ولم يسمع منه، كما في المراسيل (/89). وأبو خالد الأحمر يخطئ كما سيظهر في ترجمته (رقم 378)، وقد رواه بإسناد آخر عن يحيى بن سعيد، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، به مرفوعًا.

رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (/433)، وفي الصغير (1/ 138) قال: حدّثنا إبراهيم بن سفيان القيسراني، حدّثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدّثنا سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر به.

فإن كان حفظه هكذا فإسناده حسن. وقال البوصيري في الإتحاف (3/ 6 أ)(مختصر) سند صحيح.

ثانيًا: أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 45) حدّثنا أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جده رشدين، قال حدثني عميرة ابن أبي ناجية، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن معاذ به.

وهذا إسناد ضعيف جدًا من أحمد إلى جده الأعلى رشدين كلهم ضعفاء، وانظر لسان الميزان في ترجمة أحمد 1/ 280.

ثالثًا: أخرجه البيهقي في الشعب (هندية 2/ 417) من طريق مروان بن سالم، عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ =

ص: 86

= رفعه: أكثروا ذكر الله، فإنه ليس شيء أحب إلى الله ولا أنجى للعبد من حسنة في الدنيا والآخرة، من ذكر الله، ولو أن الناس اجتمعوا على ما أمروا به من ذكر الله، لم نكن نجاهد في سبيل الله.

وهذا إسناد ضعيف جدًا، مروان بن سالم متروك، واتهم بالوضع كما في ترجمته في التهذيب (10/ 84).

وأحوص بن حكيم ضعيف.

قال البيهقي عقب الحديث: تفرد به مروان بن سالم، وقال: ضعيف.

رابعًا: أخرجه البيهقي في الشعب (هندية 2/ 416).

وابن الجوزي الأصبهاني في ترغيبه (1/ 571).

بإسناديهما عن ابن أبي الدنيا قال: حدّثنا إبراهيم بن راشد، حدّثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدّثنا محمد بن عامر بن خارجة بن عبد الله بن سعد بن أبي وقاص، عن محمد بن عبد الملك بن زرارة الأنصاري، عن أبي عبد الرحمن الشامي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ مرفوعًا. اكثروا ذكر الله على كل حال، فإنه ليس عمل أحب إلى الله، ولا أنجى لعبده من ذكر الله في الدنيا والآخرة.

ولم أجد ترجمة لبعض رجاله.

وقال العلامة الألباني في ضعيف الجامع الصغير (1/ 340): موضوع. وعلى هذا فالحديث عن معاذ ضعيف موقوفًا ومرفوعًا.

وقد ورد له شواهد في المرفوع بلفظه من حديث ابن عمر وابن عباس وأبي سعيد رضي الله عنهم.

أولًا: عن ابن عمر رضي الله عنهما:

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سقالة. وإن سقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، قَالُوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولو أن تضرب بسيفك حتى ينقطع. =

ص: 87

= أخرجه البيهقي في الشعب (هندية 2/ 418)(1) عن أبي بكر أحمد بن الحسن، حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا علي بن عياش، حدّثنا سعيد بن سنان، حدثني أبو الزهراء، عن أبي شجرة، عن ابن عمر رضي الله عنهما به.

وهذا إسناد ضعيف جدًا سعيد بن سنان: متروك كما في التقريب (1/ 298).

ثانيًا: من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما عمل آدمي من عمل أنجى له من عذاب الله من كثرة ذكر الله".

أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (/135) ترجمة (رقم 141) حدّثنا ابن عدي، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن أبو عمران الصيدلاني بجرجان، حدّثنا محمد بن رجاء ابن السندي، حدّثنا أحمد ابن أبي ظبية، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ زياد مولى ابن عباس رضي الله عنهما، به.

وفيه من لم أجد له ترجمة.

ثالثًا: عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ذكر الله، قلنا: ومن الغزو في سبيل الله، قال: نعم ولو ضرب بسيفه الكفار حتى يختضب دمًا، لكان ذاكر الله أفضلهم درجة.

أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 178)، من طريق إبراهيم بن ناصح بن حماد الأصبهاني، ثنا النضر بن شميل، ثنا مسعر، عن عطية، عن أبي سعيد به.

وهذا إسناد تالف: إبراهيم بن ناصح متروك الحديث كما يظهر هذا من ترجمته في تاريخ أصبهان ولسان الميزان (1/ 117).

وعطية ضعيف وقد دلس اسم أبي سعيد.

فالحديث ضعيف موقوفًا ومرفوعًا.

(1) وقوله: سقالة: من سقل الشيء وهو جلاؤه. انظر لسان العرب (ترتيب 2/ 458).

ص: 88

3394 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سمعت أبي (يقول)(1): سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "المجالس ثلاثة، غَانِمٌ، وَسَالِمٌ، (وَشَاجِبٌ)(2).

(فَالْغَانِمُ)(3) الَّذِي يُكْثِرُ ذِكْرَ الله تعالى فِي مَجْلِسِهِ، وَالسَّالِمُ الَّذِي يَسْكُتُ لَا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ، (وَالشَّاجِبُ)(4) الَّذِي يَكُونُ كَلَامُهُ وَعَمَلُهُ في معصية الله تبارك، وتعالى ".

(1)(سد): "أبي يحدث يقول".

(2)

في النسخ شاحب بالحاء المهملة وهو تصحيف، والصواب المثبت، موافق لما في الكتب التي خرجت الحديث كمسندي أبي يعلى وأحمد، وكتب اللغة.

(3)

(سد): "فأما الغانم".

(4)

انظر تعليق: (رقم 2).

ص: 89

3394 -

الحكم عليه:

هذا حديث إسناده ضعيف جدًا لعلتين:

1 -

يحيى متروك.

2 -

والده مجهول.

وبالأول ضعفه البوصيري في الإتحاف المسندة والمختصرة (3/ 6 ب).

ص: 89

تخريجه:

من طريق مسدّد أخرجه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب (2/ 563): أخبرني أحمد بن عبد الرحمن، أنبأنا أحمد بن موسى، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدّد به.

وسيأتي بقية الكلام على شواهده في الحديث التالي.

ص: 89

3395 -

حدّثنا (1) يَحْيَى عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ ثنا مِخْرَاقٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يَقُولُ:"الْمَجَالِسُ ثَلَاثَةٌ. فَمِنْهُمُ الْغَانِمُ، وَمِنْهُمُ السَّالِمُ، وَمِنْهُمُ الشَّاجِبُ (2)، فَالْغَانِمُ عَبْدٌ ذَكَرَ اللَّهَ عز وجل (فذكره) (3) الله تعالى، والسالم عبدٌ لم (يمل) (4) على كاتبه خيرًا ولا شرًا، والشاجب الذي أخذ في الباطل فهو يستجرّ على نفسه".

(1) القائل هو مسدّد في مسنده.

(2)

الشاجب من الشجب أي الهلاك، ويجمع على شجب وأشجاب والمعنى كما قال في النهاية: أن المجالس ثلاثة: سالم من الإثم، أو غانم للأجر، أو هالك آثم.

النهاية (2/ 445)، (القاموس1/ 85)، لسان العرب (ترتيب 2/ 270).

(3)

(عم): "يذكره".

(4)

(سد): "لم يملى".

ص: 90

3395 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه مخراق مجهول.

ووهم البوصيري رحمه الله إذا ضعّف الحديث بيحيى -أي ابن موهب- وليس كذلك لأن يحيى في الحديث هو القطان.

وكان قد سكت عليه في المسندة.

ص: 90

تخريجه:

لم أقف عليه فيما بين يدي من مصادر.

ولبعضه شواهد في المرفوع:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" المجالس ثلاثة سالم وغانم وشاجب".

أخرجه أحمد (3/ 75)، وأبو يعلى (2/ 20)، وابن حبّان (2/ 364)، وابن عدي (3/ 980، 3/ 1013)، وابن الجوزي الأصبهاني (2/ 563). =

ص: 90

= كلهم بأسانيدهم عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سعيد رضي الله عنه، والإِسناد ضعيف لضعف رواية درّاج عن أبي الهيثم.

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"المجالس ثلاثة. غانم وسالم وشاجب، فأما الغانم فالذاكر، وأما السالم فالساكت، وأما الشاجب فالذي يشغب بين الناس".

أخرجه ابن حبّان في المجروحين (2/ 181).

وابن الشجري في أماليه (1/ 62).

بإسناديهما عن نافع الأيلي عن العلاء بن زيدل عن أنس رضي الله عنه.

وهذا إسناد ضعيف جدًا، العلاء: متروك كما في (التقريب 2/ 92).

عن الحسن البصري عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

المجالس ثلاثة: سالم وغانم وشاجب، فالسالم الساكت، والغانم الذي يذكر الله، والشاجب الذي يأخذ فيما لا يعنيه.

أخرجه هنّاد بن السري في الزهد (/583: 1231) حدّثنا أبو معاوية، عن إسماعيل من مسلم، عن الحسن به.

وهذا إسناد ضعيف لعلتين:

1 -

إرساله فإن الحسن لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يره.

2 -

إسماعيل ضعيف.

وبالجملة فالحديث ضعيف.

ص: 91

29 -

بَابُ (1) فَضْلِ الذِّكْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ

3396 [1]، وقال الطيالسي (2): حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْزَمٍ (3) ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبَانَ، عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَأَنْ أُجَالِسَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ عز وجل مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، أَحَبُّ إليَّ مِمَّا طلعت عليه الشمس، ولأن أذكر الله مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إسماعيل دية كل واحد منهم (اثني)(4) عَشَرَ أَلْفًا، فَحَسَبْنَا دِيَاتِهِمْ وَنَحْنُ فِي مَجْلِسٍ، فبلغ ستة وتسعين ألفًا، وها هنا مَنْ يَقُولُ (5): أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاللَّهِ مَا قَالَ: إلَّا ثَمَانِيَةً، دِيَةُ كُلِّ وَاحِدٍ منهم اثنا عشر ألفًا.

(1)(عم):"باب في" وهي هنا مقدرة.

(2)

في مسنده بالإِسناد والمتن غير ما سبق (1/ 281).

(3)

بكسر الميم وإسكان الهاء وفتح الزاي.

(4)

في (سد) و (عم) والمسند اثنا وكلاهما محتمل من الناحية الإعرابية، فعلى القول بأنها اثنا فالكلام مستأنف، فتكون اثنا مبتدأ مؤخر، وخبره دية المتقدمة، وإنما جاز تقديم الخبر لأن اثني نكرة، ولا يجوز الإِبتداء بالنكرة إلَّا بمسوغ، ولا يوجد هنا مسوغ لذلك وعلى القول بأنها اثني فتكون بدل من دية، وهي مجرورة على الإِتباع من ولد.

(5)

كأن القائل يزيد بن أبان فقد تفرد بقوله: ثمانية.

ص: 92

3396 -

[1] الحكم عليه:

هذا حديث ضعيف الإِسناد لحال الرقاشي، وانظر باقي الأحاديث.

ص: 93

تخريجه:

لم أقف عليه بهذا الإسناد.

وقد تابع ابن مهزم عن يزيد: عمرو بن سعد الفدكي اليمامي بنحو المرفوع.

أخرجه البيهقي في سننه (8/ 38).

وفي الشعب (2/ 453).

أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي، حدّثنا أبو العباس ابن يعقوب، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، قال سمعت الأوزاعي يقول: حدثني عمرو بن سعد، عن يزيد عن أنس.

والعلة فيه أيضًا يزيد.

وانظر تمام تخريجه بعد أحاديث.

ص: 93

3396 -

[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عز وجل بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إلىَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ ولد إسماعيل، ولأن أذكر الله عز وجل (بَعْدَ الْعَصْرِ)(1) حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إسماعيل) (2).

(1)(سد): "بعد صلاة العصر".

(2)

زاد في (ك): [دية كل رقبة اثنا عثر ألفًا]. (سعد).

ص: 94

3396 -

[2] الحكم عليه:

كمثل سابقه.

وسيأتي بقية الكلام عليه وعلى سابقه، في الحديثين (3396)[5 و6].

ص: 94

3396 -

[3] وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عن، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: لَأَنْ أُصَلِّيَ الْفَجْرَ وَأَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلَأَنْ أُصَلِّيَ الْعَصْرَ وَأَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عز وجل إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أَحَبُّ إليَّ مِنْ (أَنْ)(2) أُعْتِقَ ثَمَانِيَةَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، دِيَةُ كل رقبة اثنا عشر ألفًا).

(1) انظر بغية الباحث (رقم 1053).

(2)

سقطت من (عم).

ص: 95

3396 -

[3] الحكم عليه:

هذا الحديث ضعيف الإسناد، لضعف يزيد بن أبان.

وسيأتي الكلام عليه في الحديث: 3396 [5 و 6].

ص: 95

3396 -

[4] وقال أبو يعلى (1): حدّثنا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ فَرَّقَهُمَا قَالَا: حدّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم (لأن أجلس مع قوم يذكرون الله تعالى مِنْ غُدْوَةٍ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس).

(1) في مسنده (4/ 153).

ص: 96

3396 -

[4] الحكم عليه:

الحديث إسناده ضعيف، لضعف يزيد بن أبان.

ص: 96

تخريجه:

أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (رقم 1054).

وأخرجه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقة (1/ 11).

وابن الجوزي الأصبهاني بإسناديهما عن حماد، به (2/ 566).

ولم يتفرد به يزيد فقد تابعه الأعمش، عن أنس رضي الله عنه بمثله عند البيهقي في الشعب (2/ 453). وإسناده منقطع، الأعمش لم يثبت له سماع من أنس رضي الله عنه كما في جامع التحصيل (188).

ص: 96

3396 -

[5] حدّثنا (1) أبو الربيع، ثنا حماد ثنا المعلي بْنُ زِيَادٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لأن أجلس مع قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إليَّ مِنْ أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل).

(1) القائل أبو يعلى في مسنده (14/ 153).

ص: 97

3396 -

[5] الحكم عليه:

الحديث إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبان وتقدم أنه ضعيف.

قال النووي في الأذكار (82): إسنادُهُ ضعيف.

ص: 97

تخريجه:

أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ من طريق أبي يعلى (193: 669) باب استحباب الذكر بعد العصر إلى الليل.

وتابع أبا يعلى عن أبي الربيع

1 -

يوسف القاضي: أخرجه عنه الطبراني في الدعاء (3/ 1638: 18119).

2 -

لوين: أخرجه ابن السني في الموضع السابق، حدّثنا ابن صاعد، ثنا لوين، عن حماد، به. وأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 456)(هندية).

بإسنادين عن الحسن بن الربيع، ثنا حماد بن زيد، عن المعلي بن زياد، عن أنس، به.

قلت: لعل ها هنا سقطا بين المعلى وأنس، فإنه لم يدركه، ويدل عليه الروايات السابقة.

ص: 97

3396 -

[6] وَحَدَّثَنَا (1) خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ثنا حَمَّادٌ بِهَذَا نحوه وزاد: كلهم مسلم.

(1) القائل أبو يعلى في مسنده (4/ 141).

ص: 98

3396 -

[6] الحكم عليه:

العلة فيه كسابقيه، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 108): ويزيد ضعفه الجمهور وقد وثق، وقال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 3/ 6 ب) بعد أن ذكر من خرج الحديث:

مدار هذه الطرق، إما على مجهول، أو على يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف.

قلت: أين المجهول؟

ص: 98

تخريجه:

أخرجه عن أبي يعلى ابن السني في عمل اليوم والليلة (164)، وترى أن الرقاشي قال مرة ثمانية ومرة أربعة.

وقد تابع يزيد عن أنس على قوله أربعة.

(أ) قتادة عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لأن أقعد مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ صَلَاةِ الغداة حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إلىَّ مِنْ أَنْ أعتق أربعة من ولد إِسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أحب إلىَّ من أن أعتق أربعة).

أخرجه أبو داود في العلم من سننه باب القصص (3/ 24: 3667).

والطحاوي في المشكل (رقم 3908). والبيهقي في الشعب (2/ 454 هندية).

كلهم من طريق موسى بن خلف عن قتادة، عن أنس.

وهذا سند ضعيف موسى بن خلف فيه لين، كما يظهر هذا من ترجمته في التهذيب (1/ 304)، وقتادة مدلس وقد عنعن. =

ص: 98

= وبلفظ حديث محمد بن مهزم السابق أخرجه البيهقي في السنن (8/ 79)، وفي الشعب (2/ 455). من طريق موسى بن خلف عن قتادة ويزيد عن أنس. وموسى لين كما ذكر.

ورواه عن يزيد فقط عند الطحاوي في المشكل (رقم 3907) حدّثنا إبراهيم ابن أبي داود حدّثنا بن سليمان الواسطي حدّثنا موسى، به.

وتابعهما عن أنس.

(ب) ثابت البناني عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولفظه؛ لأن أقعد مع أقوام يذكرون الله من بعد صلاة الفجر إلى أن تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إلىَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أربعة من بني إسماعيل، دية كل رجل منهم اثنا عشر ألفًا، ولأن أقعد مع أقوام يذكرون الله من بعد صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إليَّ من أن أعتق أربعة من بني إسماعيل دية كل رجل منهم اثنا عشر ألفًا.

أخرجه أبو يعلى في مسنده (3/ 366) وعنه ابن عدي في الكامل (6/ 2457) حدّثنا الفضل بن الصباح ثنا أبو عبيدة عن محتسب عن ثابت عن أنس، به.

وهذا إسناد ضعيف؛ محتسب بن عبد الرحمن ليّن الحديث كما في اللسان (5/ 24).

وتابعهم عن أنس.

(ج) سليمان التيمي عن أنس رفعه: لأن أقعد مع قوم يذكرون الله بعد صلاة الغداة إلى أن تطلع الشمس أحب إليَّ من أن أحرر أربع محررين من ولد إسماعيل.

أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 35)، وفي أخبار أصفهان (1/ 200).

حدّثنا إبراهيم بن محمد بن حمزة، حدّثنا أحمد بن محمد بن نصر الضبعي، حدّثنا مطر بن محمد بن الضحاك، حدّثنا عبد المؤمن بن سالم، حدّثنا سليمان عن أنس، به.

وهذا إسناده ضعيف، فيه علتان: =

ص: 99

=

1 -

عبد المؤمن بن سالم، ضعفه العقيلي كما في الضعفاء له (3/ 93).

2 -

مطر بن محمد بن الضحاك، ذكره ابن حبّان في الثقات (9/ 189) وقال يخطئ ويخالف.

وللحديث شاهد من حديث أبي أمامة وأبي هريرة رضي الله عنهم.

أولًا: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: قُصَّ، فَلأَن أقعد غدوة إلى أن تشرق الشمس أحب إليَّ من أن أعتق أربع رقاب، وبعد الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أن أعتق أربع رقاب.

أخرجه أحمد (5/ 261). والطبراني في الكبير (8/ 312).

بإسناديهما عن شعبة عن أبي التياح قال سمعت أبا الجعد، يحدث عن أبي أمامة، فذكره.

قال الهيثمي في المجمع: ورجاله موثقون، إلَّا أن فيه أبا الجعد عن أبي أمامة فإن كان هو الغطفاني، فهو من رجال الصحيح، وإن كان غيره فلم أعرفه.

قلت: يظهر لي حسب علمي أنه ليس بالغطفاني، فإنه كوفي، وروايته عن الصحابة من أهل الكوفة، ورواته منهم.

بل الذي يظهر أنه شهر بن حوشب ويكنى بأبي الجعد، وقد روى عن أبي أمامة رضي الله عنه، وروى عنه أبو التياح، والله أعلم بالصواب.

وتابعه عليه قتادة عند الطحاوي في المشكل (3909).

فإن كان كذلك فالحديث إسناده حسن، للخلاف في شهر.

على أنه قد توبع عند أحمد (5/ 253)، والطبراني في الكبير (8/ 3170) وفي الدعاء (3/ 1639)، والروياني (رقم 1262) بأسانيدهم، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عن أبي طالب الضبعي عن أبي أمامة رضي الله عنه.

وهذا إسناد ضعيف؛ علي بن زيد ضعيف الحديث.

ثانيا: عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: =

ص: 100

= أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لأن أصبر من صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أحبَّ إلى من أن أعتق أربع محررين من ولد إسماعيل، ولأن أصبر نفسي مع ملأ من أمتي يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تجب الشمس، أحب إليَّ من أن أعتق أربع محررين من ولد إسماعيل).

أخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1639) حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا أحمد بن عبدة الضبي، ثنا المعتمر بن نافع أبو الحكم الباهلي، عن سليمان التيمي، عن أبي قلابة عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وهذا إسناد ضعيف لعلتين:

1 -

معتمر بن نافع، قال البخاري فيه منكر الحديث كما في اللسان (6/ 70).

2 -

أبو قلابة يظهر من ترجمته في جامع التحصيل (211) أنه لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه.

وبالجملة فحديث الباب بلفظ قتادة حسن بمتابعاته، من حديث محتسب عن ثابت وبحديث أبي أمامة رضي الله عنه بطريقيه.

ص: 101

3397 -

حدّثنا (1) شيبان بن فروخ، ثنا (الطيب بن سليمان)(2)، قال: سمعت عمرة تقول: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تقول: (مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ أَوْ قَالَ الْغَدَاةَ، فَقَعَدَ مقعده، فلم يلغ شيء مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، وَيُذْكَرُ اللَّهَ تَعَالَى حَتَّى يُصَلِّيَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ، كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، لَا ذَنْبَ لَهُ).

(1) القائل هو أبو يعلى وهو في مسنده (4/ 246)، بالإسناد والتصويب والمتن.

(2)

في النسخ كلها (فليت بن سليم) كذا وهو خطأ، والمثبت من مسند أبي يعلى ومجمع البحرين وكتب الرجال. وهكذا في مسند أبي يعلى طبعة الأثري (بن سليمان)، وفي طبعة حسين أسد (سلمان).

ص: 102

3397 -

الحكم عليه:

الحديث إسناده ضعيف لجهالة عمرة بنت أرطاة، وهذا الحديث حسنه البوصيري.

قال الهيثمي في المجمع: وفيه الطيب بن سليمان، وثقه ابن حبّان وضعفه الدارقطني، وبقية رجاله رجال الصحيح.

قلت: لم ينفرد ابن حبّان بتوثيقه، وعمرة ليست بابنة عبد الرحمن المحتج بها.

ص: 102

تخريجه:

عن أبي يعلى أخرجه ابن السني به: (48: 145) باب فضل الذكر بعد صلاة الفجر.

والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (8/ 450).

حدّثنا محمد بن محمد، ثنا شيبان بن فروخ، به.

قال عقبة: لم يروه عن عمرة إلَّا الطيب، وهو ثقة بصري.

وعمرة بصرية، وليست بابنة عبد الرحمن إنما هي عمرة بنت أرطاة. اهـ.

وللحديث شواهد دون قوله أربع ركعات.

عن أبي أمامة ومعاذ بن أنس وأنس وابن عمر رضي الله عنهم. =

ص: 102

= أولًا: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" من صلى صلاة الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام، فركع ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة.

أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 209).

حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدّثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحراني، حدّثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن موسى بن علي، عن يحيى بن الحارث، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه.

وهذا إسناد حسن، القاسم صدوق.

قال الهيثمي في المجمع (10/ 107): وإسناده جيد.

ثانيًا: عن سهل بن معاذ رضي الله عنه: عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: من قعد في مصلاه حتى ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتين الضحى لا يقول إلَّا خيرًا، غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر.

أخرجه أبو داود في الصلاة من سننه باب صلاة الضحى (2/ 27). ومن طريقه البيهقي (3/ 49)، وأحمد (3/ 439).

كلاهما بإسناديهما عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ معاذ عن أبيه به وهذا إسناد ضعيف لضعف زبان بن فائد كما في ترجمته في التقريب (1/ 257).

ثالثًا: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ صَلَّى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت كأجر حجة وعمرة تامة تامة.

أخرجه الترمذي في الجمعة من جامعه باب ذكر مما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح (2/ 50). وقال: حسن غريب.

ومن طريقه البغوي في شرح السنة (3/ 221):

عن عبد الله بن معاوية، أخبرنا عبد العزيز بن مسلم، أخبرنا أبو ظلال، عن أنس، به. =

ص: 103

= وهذا إسناد ضعيف. أبو ظلال هلال بن أبي هلال ضعيف كما في التقريب (2/ 325).

رابعًا: عن ابن عمر رضي الله عنهما بنحو حديث أبي ظلال:

أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 237) من طريق سلم بن المغيرة ثنا أبو معاوية عن مسعر عن خالد بن معدان عن ابن عمر، به.

وهذا مسند ضعيف فيه علتان:

1 -

سلم بن المغيرة: ضعيف كما في اللسان (3/ 78).

2 -

هناك شبهة انقطاع بين مسعر وخالد، فإنه لم يرتحل في طلب حديث كما قال ابن معين.

قال الذهبي في السير (7/ 166): نعم، وعامة حديثه عن أهل بلده، إلَّا قتادة، فكأنه ارتحل إليه.

وقد رواه المصنف من طريق أبي نعيم في نتائج الأفكار (2/ 303) وسقط من السند سلم بن المغيرة، وقال عقبه: ورجال هذا السند ثقات لكن سماع خالد من ابن عمر فيه نظر.

وله إسناد آخر عن ابن عمر رضي الله عنه أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 406) بنحو الحديث السابق من طريق الأحوص بن حكيم، عن ابن عمر رضي الله عنهما، والأحوص ضعيف.

والحديث بمجموع طرقه صحيح ولله الحمد دون قوله أربع ركعات، بل الثابت ثنتان.

ووجه مناسبة الشاهد: في قوله: "كانت كأجر حجة وعمرة". مع أنها ليست في حديث الباب، إعتمادًاَ على الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه (9/ 199 نووي) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".

ص: 104