الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - باب الحجب التي دون الله تعالى
(138)
(تقدمت في باب عظمة الله عز وجل (1).
3439 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ (3)، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ (عبد الله)(4) بن عمرو.
3440 -
(و)(5) عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: دُونَ اللَّهِ تبارك وتعالى سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ وَظُلْمَةٍ، وَمَا تَسْمَعُ نَفْسٌ شَيْئًا مِنْ حِسِّ تِلْكَ الحجب إلَّا زهقت نفسها.
(1) المثبت من (سد) و (عم)، ففي (مح) قدمها على العنوان وتقدم ذكر ذلك عند حديث (رقم 3015).
(2)
في المسند (6/ 494) بالسندين وبالمتن.
(3)
بكسر الزاي المشددة وفتح الميم المشددة، نسبة إلى زمَّان قبيلة ربعية.
(4)
في (عم): "عبيد الله وهو خطأ.
(5)
مثبتة من المصادر التي خرجت الحديث.
3439 -
3440 - الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف؛ لضعف موسى بن عبيدة الربذي. =
= قال البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 146) تفرَّد به موسى بن عبيدة الربذي، وهو عند أهل العلم بالحديث ضعيف.
وقال ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 116): هذا حديث لا أصل له.
وضعَّفه الهيثمي في المجمع (1/ 84)، والبوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 163 ب) بموسى بن عبيدة. تخريجه:
تابع الزماني عن مكي.
1 -
البخاري عند العقيلي في الضعفاء (3/ 152).
حدّثنا آدم، حدّثنا البخاري.
ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 116).
2 -
محمد بن المثنى، أخرجه ابن أبي عاصم عنه في السنة (2/ 367).
3 -
العباس العنبري، أخرجه بطريقين عنه الطبراني في الكبير (6/ 148).
4 -
عبد الله بن الصباح، أخرجه الطبراني في الموضع السابق، حدّثنا إسحاق ابن داود الصواف، ثنا عبد الله بن الصباح.
5 -
محمد بن إسحاق الصاغاني، أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 146)، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق.
6 -
محمد بن سعيد بن غالب، أخرجه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب (1/ 288) من طريق أبي سعيد الأعرابي.
كلهم عن مكي، عن موسى به.
وأخرجه أبو يعلى في المعجم بالسند عن سهل دون ابن عمرو رضي الله عنهم. (رقم 469). =
= وقد تابع موسى بن عبيدة عن أبي حازم: هشام بن سعد وعبد العزيز ابن أبي حازم ببعضه.
أخرجه الخطيب البغدادي في موضّح الجمع والتفريق (2/ 45).
وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 116) كلاهما من طريق الدارقطني.
حدّثنا أحمد بن محمد ابن أبي بكر العطَّار، ثنا محمد بن يوسف ابن أبي معمر، حدّثنا حبيب ابن أبي حبيب، حدثا هشام بن سعد، وعبد العزيز ابن أبي حازم، عن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: إن بين الله وبين الخلق سبعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى الله عز وجل جبريل وميكائيل وإسرافيل، وإن بينه وبينهم أربعة حجب، حجاب من نار، وحجاب من ظلمة، وحجاب من غمام، وحجاب من ماء.
قال ابن الجوزي: حديث لا أصل له.
قلت: وحبيب هذا هو ابن رزيق كما قال الخطيب في موضّح الجمع والتفريق وهو ابن أبي حبيب المصري كاتب مالك المترجم في (التهذيب 2/ 158)، وهو وضّاع كما يظهر هذا من ترجمته.
ومن هنا تعلم أنه لا فائدة مما تعقبه الحافظ السيوطي رحمه الله في اللآلىء المصنوعة (1/ 14)، فانظره مقارنًا بينه وما هو في موضح الجمع والتفريق.
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: وقف جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا جبريل سل ربك أي البقاع خير؟ وأي البقاع شر؟ فاضطرب جبريل بلقائه، فقال له عندما أفاق: يا محمد هل يسئل الرب؟ الرب أجلَّ وأعظم من ذلك، ثم غاب عنه جبريل، ثم أتاه فقال له: يا محمد لقد وقفت اليوم موقفًا لم يقفه ملك قبلي، ولا يقفه ملك بعدي، كان بيني وبين الجبار تبارك وتعالى، سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ، الحجاب يعدل العرش والكرسي والسموات والأرض بكذا أو كذا عام
…
الحديث. =
= أخرجه أبو الشيخ في العظمة (/135: 269)، حدّثنا الوليد، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن المنحل، حدّثنا عثمان بن عبد الله، حدّثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي، حدّثنا جعفر بن برقان، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، به.
وهذا إسناد كسابقه، عثمان هذا هو الأموي، متهم بالوضع كما في ترجمته في لسان الميزان (4/ 165).
فالحديث يبقى على ضعفه.
37 -
أحاديث الأنبياء عليهم (الصلاة)(1) والسلام
3441 -
قال محمد ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا
أَبُو رَافِعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ (2) عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه
قاله: دخلت المسجد، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا وَحْدَهُ، فَقُمْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَهُوَ لَا يَرَانِي، وَأَقُولُ مَا خَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَكَذَا وَحْدَهُ، إلَّا وَهُوَ عَلَى حَاجَةٍ، أَوْ عَلَى وَحْيٍ، فَجَعَلْتُ أُؤَامِرُ (3) نَفْسِي أَنْ آتِيَهُ، فَأَبَتْ نَفْسِي إلَّا أَنْ آتِيَهُ، فَجِئْتُ (فَسَلَّمْتُ)(4) ثُمَّ جَلَسْتُ، فَجَلَسْتُ طَوِيلًا، لَا يَلْتَفِتُ صلى الله عليه وسلم (5) إليَّ وَلَا يُكَلِّمُنِي، قَالَ قُلْتُ: قَدْ كَرِهَ رسول الله مُجَالَسَتِي، ثُمَّ الْتَفَتَ صلى الله عليه وسلم (6) إليَّ، فَقَالَ:(يَا أَبَا ذَرٍّ)(7)، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ وسعديك، قال:
(1) مثبته من (سد) و (عم).
(2)
بضم الراء ويقال بفتحها.
(3)
أؤامر: أي: تريث وانتظر وشاور نفسه قبل أن يفعل ما يريده، انظر اللسان (1/ 97)، النهاية (1/ 66).
(4)
(عم): "فسعيت".
(5)
ليست في (سد) و (عم).
(6)
ليست في (سد) و (عم).
(7)
في (مح)"يا باذر" وهو خطأ.
أَرَكَعْتَ الْيَوْمَ (8)؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: قُمْ فَارْكَعْ، فَقُمْتُ فَرَكَعْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ عُدْتُ فَجَلَسْتُ، فَمَكَثَ صلى الله عليه وسلم طَوِيلًا لَا يُكَلِّمُنِي، فَقُلْتُ: قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُجَالَسَتِي، ثُمَّ الْتَفَتَ صلى الله عليه وسلم (إليَّ) (9) فَقَالَ:(يَا أَبَا ذَرٍّ)(10)، قلت: لبيك وسعديك، قال صلى الله عليه وسلم (11): اسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الإِنس وَالْجِنِّ، فَقُلْتُ: بِأَبِي (أَنْتَ)(12) وَأُمِّي وللإِنس شَيَاطِينُ؟
قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَلَيْسَ اللَّهُ عز وجل (يَقُولُ)(13): {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ} (14) الآية.
ثم التفت إليك صلى الله عليه وسلم إليَّ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ صلى الله عليه وسلم (15): إِلَّا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً (هِيَ كَنْزٌ)(16) مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، قُلْتُ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ صلى الله عليه وسلم: قُلْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ (أَصَرَّ)(17) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَتَكَلَّمُ، حَتَّى طَالَ ذلك منه (فَأَتَنَفْتُ)(18)(19) الحديث،
(8) صرحت رواية أخرى أنه أمره بتحية المسجد.
(9)
مثبتة من (سد) و (عم).
(10)
في (مح): "يا باذر"، وهو خطأ.
(11)
مثبتة من (سد) و (عم).
(12)
ليست في (سد) و (عم).
(13)
ليست في (عم).
(14)
سورة الأنعام: الآية 112.
(15)
ليست في (سد).
(16)
(سد): "هي من كنز من".
(17)
كذا في النسخ الثلاث، ولم يتبين لي معناها وفي المطالب المطبوع (3/ 113)، "أضرب" وهو أوجه وأوفق معنى.
(18)
(سد): "فأسفت".
(19)
اإتنف واستأنف الشيء إذا ابتدأه. النهاية (1/ 76)، لسان العرب ترتيب (1/ 116).
فقلت: يا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلَاةِ، فَمَا الصَّلَاةُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ (20)(وَمَنْ)(21) شَاءَ اسْتَكْثَرَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الصِّيَامُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: فرض مجزىء، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَمَا الصَّدَقَةُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ، وَعِنْدَ اللَّهِ الْمَزِيدُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِيمَانٌ بِاللَّهِ عز وجل، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أُهَرِيقَ دَمُهُ، وَعُقِرَ جَوَادُهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأي الرقاب أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم: أغلاها ثمنًا وأنفسها عند أهلها.
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم (جهدٌ (مِنْ)(22) مُقِلٍّ (23) وَسِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَإِنْ لَمْ أَجِدْ مَا أَتَصَدَّقُ بِهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: تُعِينُ ضَعِيفًا، أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ (24)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم عني: فتكف هذا، وأشار بميلي إِلَى لِسَانِهِ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ حَسَنَةٌ يَتَصَدَّقُ بِهَا الْمَرْءُ عَلَى نَفْسِهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: (أَيُّمَا)(25) أُنْزِلَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: آية الكرسي،
(20) استقل من الشيء من قلل أي رآه قليلًا ومن أقل: أي أتى بقليل من الشيء، والمعنى هنا أي أتى بقليل من الخير الموضوع وهو الصلاة، انظر اللسان (ترتيب 2/ 154).
(21)
(عم): "وما".
(22)
ليست في (سد).
(23)
(عم): "جهد المقل".
(24)
قال في النهاية: الخرق بالضم: الجهل والحمق، وقد خرق يخرق خرقًا، فهو أخرق والاسم الخرق بالضم، ومنه الحديث (تعين صانعًا، أو تصنع لأخرق) أي جاهل مما يجب أن يعمله ولم يكن في يديه صنعة يكتسب بها. (النهاية 2/ 26).
(25)
(سد): "أي".
(وتدري)(26) ما مثل السموات وَالْأَرْضِ فِي الْكُرْسِيِّ؟ قُلْتُ: لَا إلَّا أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ صلى الله عليه وسلم مثل السموات والأرض في الكرسي (إلَّا كَحَلْقَةٍ)(27) مُلْقَاةٍ فِي فَلَاةٍ، وَإِنَّ فَضْلَ الْكُرْسِيِّ على السموات وَالْأَرْضِ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى تِلْكَ الْحَلْقَةِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ كَانَ الْأَنْبِيَاءُ عليهم السلام (28)؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: كَانُوا مِائَةَ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكُلُّهُمْ كَانُوا رُسُلًا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لَا كَانَ الرُّسُلُ مِنْهُمْ (خمسة عشر)(29) وثلثمائة رَجُلٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّهُمْ كَانَ أَوَّلَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: آدَمُ عليه السلام، قُلْتُ: وَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ جَبَلَ اللَّهُ تُرْبَتَهُ، وَخَلَقَهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، (وَكَلَّمَهُ)(30) قُبُلًا (31)، ثُمَّ كَثُرَ النَّاسُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَبْخَلِ النَّاسِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ علىَّ (32) صلى الله عليه وسلم.
(26)(سد)، و (عم): (قال صلى الله عليه وسلم: وتدري
…
".
(27)
في (عم): "بدون إلَّا".
(28)
ليست في (سد) و (عم).
(29)
(مح) خمس عشرة وهو خطأ والتصويب من (سد) و (عم).
(30)
ليست في (سد).
(31)
قبلًا أي عيانًا ومقابلة لا من وراء حجاب، ومن غير أدن يولِّي كلامه أحدًا من ملائكته، (النهاية (4/ 8).
(32)
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي (4/ 272)، في بيان سبب وصفه بالبخل لأنه بخل على نفسه حيث حرمها صلاة الله عليه عشرًا، إذا هو صلى صلاة واحدة، فمن لم يصل عليه فقد بخل، ومنع نفسه أن يكتال بالمكيال الأوفى، فلا يكون أحدًا أبخل منه.
3441 -
الحكم عليه:
إسناد حديث الباب ضعيف فيه علل:
1 -
هشام في حديثه عن غير ابن جريج وهم، وهذا منها. =
2 -
أبو رافع ضعيف.
3 -
جهالة شيخ يزيد.
وسكت عليه البوصيري في الإتحاف (مختصر)(3/ 41/ ب).
والحديث بمجموعه حسن لغيره والعلم عند الله في الجملة، كما سيأتي في التخريج.
تخريجه:
لم أقف عليه بهذا الإِسناد.
وقد ورد الحديث وأطرافه بطرق عن أبي ذر رضي الله عنه.
الطريق الأولى: فرواه عبيد الشامي عن أبي ذر رضي الله عنه، به، مختصرًا بالأمر بالصلاة وقول لا حول ولا قوة إلَّا بالله، والاستعاذة، والسؤال عن الصلاة، والصوم، والصدقة، وأعظم آية في القرآن وأي الأنبياء كان أول وعددهم فيه ثلاثمائة وخمس عشرة جمًا مختصرًا.
أخرجه الطيالسي في مسنده (/ 65: 478).
ومن طريقه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 93).
ومن طريق الطيالسي البيهقي في الشعب (3/ 291).
وتابع أبا داود:
1 -
يزيد بن هارون عند أحمد (5/ 179)، وعند ابن أبي شيبة في مسنده وسيذكره المصنف.
2 -
وكيع عند أحمد (5/ 179)، به.
وابن أبي شيبة في المصنف في كتاب الصلوات باب: من كان يقول إذا دخلت المسجد فصل ركعتين (1/ 340)، بذكر الأمر بالصلاة.
3 -
عمرو بن الهيثم وهاشم بن القاسم بذكر أي الأنبياء أول عند ابن سعد في الطبقات (1/ 32، 54).
4 -
أبو نعيم بذكر طرفه عند البخاري في التاريخ (5/ 447). =
= 5 - جعفر بن عون بذكر الأمر بالاستعاذة عند النسائي (8/ 275)، في الاستعاذة باب الاستعاذة من شر شياطين الإنس.
ومن طريقه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب (1/ 167).
6 -
محمد بن عبيد عند هناد في الزهد (2/ 1081) بلفظ واحد.
كلهم عن المسعودي عن أبي عمرو والشامي عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ.
قلت: وسماع وكيع وجعفر وأبي نعيم عن المسعودي قبل الاختلاط، كما في الكواكب المنيرات (/ 69).
إلَّا أن الإِسناد ضعيف جدًا فيه علتان:
1 -
أبو عمرو وقيل أبو عمر الشامي قال عنه الدارقطني متروك كما في الميزان (4/ 555).
2 -
عبيد بن الخشخاش لين، وسماعه عن أبي ذر محل نظر.
الطريق الثاني: أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 129)، بذكر طرفه.
وابن عدي في الكامل (7/ 2699)، بذكر طرفه، وقال: منكر.
وأبو نعيم في الحلية كاملًا (1/ 168).
والحاكم بذكر بعضه (2/ 597).
والبيهقي في السير من سننه باب مبتدأ الخلق (9/ 4) بذكر الأنبياء.
وفي الأسماء والصفات بذكر العرض (2/ 148)، وآية الكرسي.
وابن الشجري في أماليه (1/ 204)، الحديث بطوله.
كلهم من طريق يحيى بن سعيد السعدي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر رضي الله عنه، به وفيه زيادات كثيرة.
وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ يحيى بن سعيد ضعيف جدًا كما في اللسان (6/ 316)، وقد حكم ابن عدي أن هذا الحديث بهذا الإِسناد أنكر الروايات. =
= الطريق الثالث: عن أبي إدريس عن أبي ذر رضي الله عنه.
- أخرخ ابن جرير بعض أطرافه في التاريخ له (1/ 161، 1/ 232)، وكاملًا (1/ 75).
حدّثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال حدثني عمي، قال حدثني الماضي بن محمد، عن أبي سليمان، عن القاسم بن محمد، عن أبي إدريس، عن أبي ذر رضي الله عنه.
وهذا سند ضعيف:
1 -
الماضي بن محمد ضعيف كما في التقريب (2/ 223).
2 -
شيخه مستور كما يظهر من ترجمته في الميزان (4/ 533) ونقل عن البخاري قوله: حديث طويل منكر في القصص.
وتوبع القاسم بن محمد عن أبي إدريس.
- أخرجه ابن حبّان في صحيحه (2/ 76)، بطوله وفيه زيادات.
وأبو الشيخ في العظمة (/ 136: 261) بذكر العرش.
وأبو نعيم في الحلية (1/ 166)، بطوله.
والآجري في الأربعين (رقم 109).
والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 148)، بذكر العرش.
كلهم من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، قال حدّثنا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس، عن أبي ذر رضي الله عنه، به.
وهذا إسناد ضعيف جدًا، إبراهيم متروك كما في ترجمته في الميزان (1/ 73، 4/ 378).
وتابعهما عن أبي إدريس إسماعيل بن مسلم، عن أبي إدريس بذكر العرش.
أخرجه محمد بن عثمان في العرش (/77: 58).
حدّثنا الحسن ابن أبي ليلى، ثنا أحمد بن علي الأسدي عن المختار بن غسان =
= العبدىِ، عن إسماعيل، به.
وأحمد الأسدي وإسماعيل لم أجد لهما ترجمة.
وتابعهم القاسم بن محمد الثقفي بذكر العرش.
أخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 317)، أخبرنا العسقلاني سليمان بن أحمد، أخبرنا عبد الله بن وهب المقرئ، أخبرنا محمد بن أبي السري، أخبرنا محمد بن عبد الله التميمي، عن القاسم بن محمد الثقفي، به.
ومحمد بن أبي السري فيه لين كما في ترجمته في التهذيب (9/ 376).
وشيخه ضعيف كما في التهذيب (9/ 254).
وشيخه لم أجد له ترجمه.
الطريق الرابع: بذكر أن آدم نبي مكلّم.
أخرجه البخاري في التاريخ (1/ 29)، والطبراني في الشاميين (رقم 1979) بتمامه.
وابن جرير في التفسير (8/ 5) بذكر الأمر بالاستعاذة.
كلاهما عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن محمد بن أيوب، عن ابن عائذ، عن أبي ذر رضي الله عنه.
وأبو عبد الملك محمد بن أيوب وشيخه ذكرهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحًا ولا تعديلًا، كما في التاريخ الكبير (1/ 129)، والجرح والتعديل (7/ 196).
الطريق الخامس: بالأمر بالتعوذ:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 84).
وابن جرير في التفسير (8/ 5).
بإسناديهما عن معمر، عن قتادة، عن أبي ذر رضي الله عنه.
وهذا إسناد ضعيف للإِنقطاع بين قتادة وأبي ذر رضي الله عنه. =
= انظر جامع التحصيل (/ 254).
الطريق السادس: بفضل لا حول ولا قوة إلَّا بالله.
أخرجه أحمد (5/ 150)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (/ 23: 14).
والحميدي في مسنده (1/ 72). وابن أبي شيبة في المصنف كتاب الزهد (3/ 516). وابن حبّان في صحيحه (3/ 101).
كلهم بأسانيدهم عن ابن عيينة، سمع محمد بن السائب بن بركة، عن عمرو بن ميمون، عن أبي ذر رضي الله عنه، وهذا إسناد صحيح.
وتابع عمرو بن ميمون:
1 -
عبد الرحمن بن أبي ليلى.
أخرجه أحمد (5/ 145، 50/ 151)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 043)، وابن ماجه في الأدب باب ما جاء في لا حول ولا قوة إلَّا بالله (2/ 1256: 3825). والطبراني في الدعاء (رقم 1645، 1646، 1647).
والمحاملي في أماليه (رقم 80). والبغوي في شرح السنة (5/ 67).
كلهم من طريق الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أبي ذر رضي الله عنه.
وهذا إسناد صحيح.
3 -
بشير بن كعب العدوي.
أخرجه أبو نعيم في الجلية (3/ 66). والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 432).
كلاهما من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر عن طلق بن حبيب، عن بشير بن كعب، عن أبي ذر رضي الله عنه، به.
وهذا إسناد صحيح أبو بشر هو جعفر بن إياس الواسطي.
4 -
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ في حديث آخر.
أخرجه الطبراني في الدعاء (رقم 1652)، حدّثنا أحمد بن علي الأصبهاني، ثنا =
= أحمد بن الفرات، ثنا أبو داود الأسود بن شيبان، عن محمد بن واسع، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذر، به.
وهذا إسناد صحيح.
وله طرق أخرى عن ابن واسع بمجموعها صحيحة.
وتابعهم أبو زينب مولى حازم الغفاري:
أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 163)، وفي الدعاء (رقم 1653).
حدّثنا علي بن المبارك الصنعاني، ثنا إسماعيل ابن أبي أويس، حدثني إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد ابن أبي مريم، عن أبيه، عن جده، عن نعيم المجمر أنه سمع أبا زينب، به.
وهذا إسناد ضعيف فيه علتان:
1 -
إسماعيل بن عبد الله بن خالد مجهول كما في اللسان (1/ 467).
2 -
أبو زينب قال المصنف، عنه في التقريب (2/ 425)، مجهول.
الطريق السابع: عنه بسؤال أي العمل أفضل، وأي الرقاب أفضل، والسؤال عما إذا لم يفعلها والأمر بكف اللسان.
أخرجه البخاري في العتق باب أي الرقاب أفضل (5/ 148 فتح). وفي الأدب المفرد (880: 220).
ومسلم في الإِيمان باب كون الإِيمان أفضل الأعمال (2/ 72 نووي).
والنسائي وفي الجهاد باب الجهاد في سبيل الله (6/ 19).
وأحمد (5/ 150، 171)، وعبد الرزاق في المصنف (11/ 1920: 20299).
وابن أبي شيبة في الجهاد من مصنفه باب ما ذكر في فضل الجهاد (5/ 285) ووكيع في الزهد (1/ 331).
والحميدي في المسند (1/ 72) والدارقطني في السنن في الرقائق باب أي العمل أفضل (2/ 307). =
= وهناد ابن السري في الزهد (2/ 581: 1066).
والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 136).
وابن حبّان في صحيحه (1/ 365، 10/ 149).
وابن مندة في الإِيمان (1/ 394، 395: 232، 233).
والبيهقي في الضحايا من سننه باب ما جاء في أفضل الضحايا (9/ 272)، وفي شعب الإيمان (4/ 7، 69).
والبغوي في شرح السنة (9/ 353).
وابن الجوزي الأصبهاني في ترغيبه (2/ 669، 866).
كلهم بأسانيدهم عن هشام بن عروة، عن أبي المراوح، عن أبي ذر رضي الله عنه.
هذه هي الطرق عن أبي ذر رضي الله عنه لهذا الحديث وأطرافه، وترى أن أصحها هي الطريق السادسة وقد وصلت إلى حد الشهرة عنه رضي الله عنه، والطريق السابعة.
أما شواهد الحديث:
أولًا: عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: وأشار إليه المصنف مرارًا وأحال بمتنه إلى حديث الباب، فأخرجه إسحاق والحارث ابن أبي أسامة رحمهم الله.
وأخرج بعض أطرافه بذكر آية الكرسي وعظمه:
ابن الضريس في فضائل القرآن (رقم 193).
وابن جرير في التفسير (8/ 4).
وبذكر الصلاة على الحاشر صلى الله عليه وسلم أخرجه الجهضمي في فضل الصلاة (/ 43).
كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن معبد بن هلال، قال حدثني رجل من أهل دمشق، عن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر فذكره.
وعلة هذا الحديث الرجل غير المسمى. =
= ثانيًا: عن أبي أمامة رضي الله عنه بطول حديث الباب: أخرجه إسحاق كما في الحديث (رقم 3447)، وأحمد (5/ 265)، وابن أبي حاتم في التفسير (1/ 291)، والطبراني في الكبير (8/ 258).
كلهم من طريق معان بن رفاعة، حدثني عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أمامة رضي الله عنه فذكره.
وهذا سند ضعيف جدًا معان وشيخه ضعيفان.
وتابع القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه ببعضه أبو سلام عنه: أن رجلًا قال: يا رسول الله أنبيًا كان آدم؟ قال: نعم، قال: فكم بينه وبين نوح قال عشرة قرون، أخرجه ابن حبّان (14/ 69).
والحاكم (2/ 262)، وصححه ووافقه الذهبي.
كلاهما عن: أبي توبة الربيع بن نافع، ثنا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام سمعت أبا أمامة فذكره.
وهذا إسناد صحيح كما قال الحاكم رحمه الله.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 101): على شرط مسلم.
وزاد أحمد بن خليد الحلبي عن أبي توبة، عند الطبراني في الكبير (8/ 140)
ولم يذكر "مكلم".
كم كان بين نوح وإبراهيم؟ قال: عشرة قرون، قال: يا رسول الله كم
كانت الرسل؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر.
قال الذهبي في أحمد بن خليد في السير (13/ 489): ما علمت به بأسًا. فهذه الزيادة حسنة.
إيراد الشواهد على أطرافه:
أولًا: في فَضْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ تقدم إيرادها مستوفاة في الحديث ذي الرقم (3425).
ثانيًا: في الصلاة وأنها خير موضوع، بلفظ الحديث، أخرجه الطبراني في =
= الأوسط كما في المجمع (2/ 2)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
قال الهيثمي في المجمع: وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف.
قلت: هو متروك كما يتضح هذا في ترجمته في لسان الميزان (4/ 88).
وقد أخذ الشيخ الألباني حفظه الله بظاهر كلام الهيثمي فحسَّن الحديث كما في صحيح الترغيب (/ 266).
ثالثًا: في أفضل الشهداء:
فيه عن جابر رضي الله عنه قالوا: يا رسول الله الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه.
أخرجه أحمد (3/ 300، 302).
والدارمي (2/ 201)، في الجهاد باب أي الجهاد أفضل.
والحاكم (1/ 414).
والبيهقي (4/ 180)، في الزكاة باب ما ورد في جهد المقل.
وفي شعب الإِيمان (3/ 250).
كلهم عن الليث عن أبي الزبير عن يحيى بن جعدة عنه.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
قلت: يحيى بن جعدة لم يخرج له مسلم ولكنه ثقة، فالسند صحيح.
رابعًا: في أفضل الشهداء وأفضل الصدقة:
أولًا: عن جابر رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الصلاة طول القيام، وأفضل الجهاد من أهريق دمه وعقر جواده، وأفضل الصدقة جهد المقل وما تصدق به عن ظهر غنى.
أخرجه الحميدي في مسنده (2/ 536).
حدّثنا سفيان، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه.
وهذا على شرط مسلم. =
= ثانيًا: عن عبد الله بن حبشي الخثعمي رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان لا شك فيه، وحجة مبرورة، قيل: فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قيل: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: جَهْدُ الْمُقِلِّ، قِيلَ: فأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر ما حرم الله عليه، قيل: فأي الجهاد أفضل، قال: من جاهد المشركين بماله ونفسه قيل: فأي القتل أشرف؟ قال: من أهريق دمه، وعقر جواده.
أخرجه أحمد (30/ 412)، واللفظ له.
وأبو داود في الصلاة (2/ 69: 1449)، دون ذكر الشطر الأول منه.
والنسائي في الزكاة باب جهد المقل (5/ 58)، والبخاري في التاريخ (5/ 025)، والدارمي في الصلاة باب أي الصلاة أفضل (1/ 331)، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم 307)، وفي قيام الليل (/ 129).
وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 466)، وابن عدي في الكامل (5/ 1826)، في ترجمة على الأزدى.
وأبو نعيم في الحلية (2/ 64)
والبيهقي في الصلاة من سننه باب ما استحب الاكثار من الركوع والسجود (3/ 9.)(وفي الزكاة من سننه، باب ما ورد في جهد المقل (4/ 181).
وفي السير من سننه باب في فضل الشهادة (9/ 164).
كلهم بأسانيدهم عن علي بن عبد الله البارقي الأزدي، عن عبيد بن عمير، عن عبد الله بن حبشي الخثعمي، رضي الله عنه، به.
وهذا إسناد حسن؛ علي بن عبد الله قال فيه المصنف في التقريب (2/ 40)، صدوق ربما أخطأ.
ثالثًا: عن أبي هريرة بلفظ حديث جابر أخرجه أبو داود (رقم 1677)، وابن حبّان (رقم 3346)، وأحمد (2/ 358) وابن خزيمة (رقم 2444، 2451)، والحاكم =
= (1/ 414) بأسانيدهم عن الليث، عن أبي الزبير عن يحيى بن جعدة عن أبي هريرة وهذا إسناد صحيح.
وفي إفراد الصدقة بجهد المقل: عن عمير بن قتادة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ أي الصلاة أفضل؟ وسئل عن أي الصدقة أفضل؟ فقال جهد المقل.
أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 48).
وأبو نعيم في الحلية (3/ 357).
من طريق حوثرة بن أشرس أخبرني سويد أبو حاتم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه، به.
وهذا إسناد ضعيف، سويد قال المصنف فيه في التقريب (1/ 340): صدوق سيء الحفظ له أغلاط.
قلت: وقد خالف صالح بن كيسان وهو ثقة كما في ترجمته في التقريب (1/ 362)، فرواه عن الزهري عن عبد الله، عن أبيه مرسلًا. قاله أبو نعيم.
خامسًا: الشواهد في بيان أي آية القرآن العظيم أعظم:
1 -
عَنْ أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، قال فضرب في صدري، وقال: والله ليهنك العلم يا أبا المنذر ليهنئك العلم أبا المنذر.
أخرجه مسلم في المسافرين باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي (6/ 93 نووي)، واللفظ له.
وأبو داود في الوتر باب ما في آية الكرسي (2/ 72: 1460)،
وأحمد (5/ 142)، والطيالسي (/ 74: 550)، وأبو عبيد في فضائل القرآن (/122)، وابن الضريس في فضائل القرآن، رقم 187، وابن أبي عاصم في الآحاد =
= والمثاني (3/ 424)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 25)، وفي معرفة الصحابة (2/ 168)، والجورقاني في الأباطيل (رقم 710).
والبغوي في التفسير (1/ 310)، وفي شرح السنة (4/ 459)، وفيه زيادة.
كلهم بأسانيدهم عن أبي السليل، عن عبد الله بن رباح، عن أبيّ رضي الله عنه، به.
2 -
عن الأسفع البكري وضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم في صُفَّة (1) المهاجرين، فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله لاإله إلا هو الحي القيوم.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 430).
والطبراني في الكبير (1/ 344)، واللفظ له.
كلاهما من طريق ابن جريج، أخبرني عمر بن عطاء، أن مولى ابن الأسفع رجل صدق أخبره، عن الأسفع البكري، به.
وهذا سند ظاهر الضعف، فيه راو لم يسم.
3 -
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون أي القرآن أعظم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قَالَ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ القيوم إلى آخر الآية.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 345).
قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل إبراهيم الكلابي الزاهد، قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي صالح البغدادى ببلخ، قال أنبأنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني، قال: أنبأنا خلف بن هشام قال: نبأنا حزام بن أبي حزم،
(1)[بضم الصاد وفتح الفاء المشددة مكان بالمسجد النبوي كان مأوى للمهاجرين والفقراء من المسلمين، جمع أخبار أهلها أبو نعيم في الحلية]. =
= قال سمعت الحسن يقول: سمعت أنس به.
وهذا سند ضعيف جدًا محمد بن أبي صالح واه قاله الخطيب في تاريخه.
4 -
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعظم آية في القرآن اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ.
أخرجه الجورقاني في الأباطيل (رقم 712)، وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 307) بإسناديهما عن عيسى بن موسى غنجار، عن عبد الله بن كيسان أخبرنا يحيى بن عقيل، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وفيه قصة عن عمر رضي الله عنه.
وهذا سند ضعيف فيه علتان:
1 -
عيسى بن موسى مدلس قد عنعن.
2 -
عبد الله بن كيسان ضعيف كما في التهذيب (5/ 371).
وقد ثبت موقوفًا عند الطبراني في الكبير عنه رضي الله عنه (9/ 142).
قال الهيثمي في المجمع (6/ 326)، رجاله رجال الصحيح.
5 -
عن أيفع الكلابي وسيأتيك في شواهد حديث (رقم 3476)، وهو حديث ضعيف.
6 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أعظم سورة في القرآن البقرة، وأعظم آية فيها آية الكرسي.
أخرجه الجورقاني في الأباطيل (رقم 711).
نا عبيد الله بن محمد البيهقي، نا محمد بن الحسين بن محمد الحربي الدامغاني، نا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، ثنا محمد بن مخلد بن حفص العطار، ثنا الفضل بن يعقوب، ثنا يحيى بن السكن، ثنا شعبة عن أبي إسحاق، عن السبتي، عن ابن عباس رضي الله عنهما به. =
= وهذا إسناد ضعيف يحيى بن السكن البصري ضعيف، كما في اللسان (6/ 318، 1/ 15).
سادسًا: في بيان شواهد أن البخيل من ذكر عنده صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه:
1 -
عن الحسين بن علي رضي الله عنهما بلفظ الحديث.
أخرجه الترمذي (5/ 211)، في الدعوات (رقم 3614)، وقال: حسن غريب صحيح.
والنسائي في عمل اليوم والليلة (/ 36 أرقام 55، 57).
وفي فضائل القرآن (رقم 125).
وأحمد (1/ 201).
وأبو يعلى (6/ 179).
والجهضمي في فضل الصلاة (/ 39: 31، 32، 33، 35).
وابن السني (/ 15: 383).
وابن أبي عاصم في الآحاد المثاني (1/ 311).
وابن حبّان (3/ 190).
والطبراني في الكبير (3/ 127)، والحاكم (1/ 549)، وقال: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي، والبيهقي في الشعب (2/ 213)، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (رقم 77).
بأسانيدهم عن عُمارة بن غزية الأنصاري قال سمعت عبد الله بن علي بن حسين يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه، به.
وفي إسناده اختلاف لا مجال هنا لبسطه، فراجع فضل الصلاة وشعب الإيمان وعمل اليوم والليلة فقد أوردوا فيها طرق الحديث.
وراجع علل الدارقطني (3/ 102)، والنكت الظراف (3/ 66). =
= قال: المصنف في الفتح (11/ 168)، ولا يقصر عن درجة الحسن.
قلت: هو كما قال أي بشواهده فعبد الله لم يوثقه إلَّا ابن حبّان كما في التهذيب (5/ 284).
2 -
عن الحسن البصري رحمه الله رفعه: بحسب امرئ من البخل أن أذكر عنده فلا يصلي علي.
أخرجه الجهضمي في فضل الصلاة (/43: 38)، حدّثنا سليمان بن حرب، قال ثنا جرير بن حازم، قال: سمعت الحسن يقول فذكره.
وهذا مرسل صحيح الإِسناد.
فظهر هنا قول الحافظ رحمه الله إذا أضفنا إليه حديث عوف بن مالك.
هذا ما استطعته -على حسب جهدي الذي لا يذكر- في جمع شواهد الحديث.
وترى هنا أن جل أطرافه ثابته عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
1 -
باب آدم وعدد الأنبياء عليهم (الصلاة)(1) والسلام
3442 -
وقال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، (أنا)(2) حَمَّادٌ -هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ- (أنا) مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، (قَالَ)(3) إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه، جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ قَبْلَهُ فِيهِ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلَ، (قال) (4) صلى الله عليه وسلم: آدم، فقلت: أو نبيًا كان؟ قال صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ، نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فكم الأنبياء؟ قال صلى الله عليه وسلم (ثلاثمائة)(5) وخمس عشرة جمًا غفيرًا.
(1) مثبتة من (سد) و (عم).
(2)
(عم): "أنبأنا".
(3)
(عم): "قا".
(4)
(سد) و (عم): "فقال".
(5)
مشكل (مح) حيث وضع الناسخ عليها (..) والمثبت من (سد) و (عم).
3442 -
تخريجه:
تقدم الكلام على إسناده في الحديث (رقم 3417).
وتقدم في حديث (رقم 3441) متابعاته. وأن هذا القدر له شاهد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، فانظره هناك.
3443 -
[1]، أخبرنا (1) أَبُو (حَيْوَةَ)(2) الْحِمْصِيُّ شُرَيْحٌ، ثنا (مُعَانُ)(3)(4) بْنُ رِفَاعَةَ السَّلَامِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ (يَزِيدَ)(5)، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ مَوْلَى يَزِيدَ بن معاوية الشامي (6) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: إن أبا ذر رضي الله عنه، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كم الأنبياء؟ قال صلى الله عليه وسلم: مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ (وَعِشْرُونَ)(7) أَلْفًا، فَقَالَ: كَمِ المرسلون منهم؟ قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثمائة وخمس عشرة جمًا غفيرًا.
[2]
، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عن المسعودي، عَنْ (عُبَيْدِ)(8) بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، نحوه.
(1) القائل هو إسحاق بن راهويه.
(2)
المثبت من (عم) وهو الموافق لما في كتب الرجال، وفي (مح) و (سد) حيدة.
(3)
بضم الميم وفتح العين.
(4)
المثبت من (سد) و (عم) وهو الموافق لكتب الرجال، وفي (مح): معاذ بالذال المعجمة.
(5)
(سد) و (عم): "زيد" وهو تصحيف.
(6)
اختلف في ولائه مع اتفاقهم أنه مولى لآل أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه، فجزم ابن سعد في الطبقات (7/ 449)، أنه مولى جويرية بنت أبي سفيان، ونقل القول بأنه مولى لمعاوية رضي الله عنه، وجزم بالثاني ابن معين في تاريخه (2/ 481)، وروى القول بأنه مولى يزيد، وجزم بالثاني ابن حبّان في المجروحين (2/ 210)، أما أحمد والبخاري وأبو حاتم فقد جزموا بأنه مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية الأموي، وتبعهم الذهبي في السير وغيره.
ويفصل النزاع في هذا، أن أبا زرعة نقل لدحيم -عبد الرحمن بن إبراهيم- قول أحمد الذي يتضمن إنكار سماع القاسم من سلمان رضي الله عنه، مستدلًا على ذلك بأنه مولى لعبد الرحمن، فيقول: وهو الشامي، العالم بحديث بلده- كان القاسم مولى لجويرية بنت أبي سفيان، فورث بنو يزيد من معاوية ولاءه، فلذلك يقال: مولى بني يزيد بن معاوية.
أما يزيد فهو أبو خالد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي القرشي، ولد في خلافة عثمان رضي الله عنه، وغزا القسطنطينية. مات سنة أربع وستين. انظر (السير 4/ 35).
(7)
(مح): "وعشرين" وهو خطأ.
(8)
(سد) و (عم): "عبد الله" وهو خطأ وكأن هنا سقط من النسخ الثلاث فإنه عند أحمد من رواية يزيد بن هارون عن المسعودي، عن أبي عمرو الشامي. =
= 3443 - الحكم عليه:
ضعيف جدًا لضعف معان، وعلي بن يزيد، وشريح فيه جهالة.
تخريجه:
تقدم تخريج الحديث في الحديث السابق فراجعه.
2 -
يزيد الرهاوي ضعيف الحديث.
3 -
أبو المنيب مجهول العين والحال.
وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 165 ب).
3444 -
وقال (أبو يعلى: (1) حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ) (2) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا (مُوسَى)(3) بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَعَثَ اللَّهُ ثَمَانِيَةَ آلَافِ نبيّ إلى بني إسرائيل، أربعة آلاف، وأربعة آلاف إلى سائر الناس".
(1) في المسند (4/ 157).
(2)
مصوّب من كتاب المسند لأبي يعلى وغيره. ومن كتب الرجال، ومقارنة الشيوخ وفي النسخ إسحاق. حدّثنا إسحاق أبو عبد الله .. وبدلالة الحديث بعده وبدلالة طريقة الحافظ في سوق الأسانيد كما تقدم إيضاحه في المقدمة.
(3)
مثبت من الكتب التي خرجت الحديث وفي النسخ يونس وهو تصحيف.
3444 -
الحكم عليه:
إسناده ضعيف. أحمد بن إسحاق: مجهول، وموسى وشيخه ضعيفان.
وضعفه الهيثمي بموسى كما في المجمع (8/ 213)، والبوصيري ضعفه بيزيد (مختصر 3/ 42 أ).
قال الحافظ ابن كثير (1/ 588): هذا إسناده ضعيف فيه الربذي ضعيف وشيخه الرقاشي أضعف منه.
تخريجه:
لم يتفرد أحمد بن إسحاق به فقد توبع عند أبي نعيم في الحلية (3/ 53): قال: حدّثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، قال ثنا إبراهيم بن زهير الحلواني، قال ثنا مكي به. وأبو أحمد هو العسّال القاضي له ترجمة في تاريخ بغداد (1/ 270)، والسير (16/ 6)، وهو ثقة. ولم أجد ترجمة لشيخه.
قال أبو نعيم عقبه: ورواه صفوان بن سليم عن يزيد نحوه وما أشار إليه قد أخرج ابن سعد وغيره هذا الحديث. =
= لفظه عن أنس رضي الله عنه، من النبي صلى الله عليه وسلم "بعثت على أثر ثمانية آلاف من الأنبياء منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 192).
والبخاري في الضعفاء كما في الميزان (4/ 103). والإسماعيلي كما في البداية والنهاية (2/ 152)، وفي تفسير القرآن العظيم (1/ 586). وأبو نعيم في الحلية (3/ 162).
كلهم بأسانيدهم عن مسلم بن خالد الزنجي، حدّثنا زياد بن سعد، عن محمد بن المنكدر، عن صفوان بن سليم -وهما مقرونان عند ابن سعد- عن يزيد، عن أنس رضي الله عنه، به.
وفي مسلم بن خالد كلام كثير، وقد عد يحيى بن معين هذا الحديث من منكراته. كما في ترجمته في الميزان (4/ 103)، (والتهذيب 10/ 119).
وتابع ابن المنكدر عن صفوان إبراهيم بن المهاجر بن مسمار فقال عن صفوان بن سليم، عن يزيد الرقاشي، عن أنس فذكره مرفوعًا عند الطبراني في الأوسط (1/ 433)، حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني، قال حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال حدّثنا إبراهيم به.
وإبراهيم بن المهاجر ضعيف كما في (التقريب 1/ 44).
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن صفوان بن سليم، عن يزيد الرقاشي إلَّا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار، تفرد به إبراهيم بن المنذر، ورواه زياد بن سعد عن صفوان بن سليم، عن أن رضي الله عنه.
وللحديث متابع آخر هو الحالي برقم 3445.
3445 -
حدّثنا (1) أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كَانَ مِمَّنْ خَلَا مِنْ إِخْوَانِي من الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام)(2) ثمانية آلاف نبي، ثم كان عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام ثم كنت أنا.
(1) القائل هو أبو يعلى، وهو في المسند (4/ 143)، بالإسناد والمتن.
(2)
ليست في (سد) و (عم).
3445 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف لضعف يزيد الرقاشي، على أني لم أجد ترجمة لمعبد.
2 -
باب حياة الأنبياء عليهم (الصلاة)(1) والسلام
3446 -
[1]، قال أَبُو يَعْلَى:(2) حَدَّثَنَا أَبُو الْجَهْمِ الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى ابن أبي (بكير)(3)(4).
[2]
وقال البزّار: (5) حدّثنا رِزْقُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَا: ثنا (الْمُسْتَلِمُ)(6) بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ (بْنِ مَالِكٍ)(7) رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءُ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ".
(قَالَ)(8) الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إلَّا حَجَّاجٌ وَلَا عَنْ حَجَّاجٍ (إلَّا الْمُسْتَلِمُ، وَلَا رَوَى الْحَجَّاجُ عَنْ ثَابِتٍ إلَّا هذا.
(1) مثبتة من (سد) و (عم).
(2)
في المسند (3/ 379).
(3)
(سد) و (عم)، "بكر" والمثبت الموافق لما في كتب الرجال والمسند.
(4)
أي البزّار.
(5)
انظر كشف الأستار (3/ 100).
(6)
(سد) و (عم)"المسلم" وهو خطأ.
(7)
ليست في (عم).
(8)
في (عم): "وقال".
[3]
وأخرجه (9) عن محمد عن (10) عَبْدِ الرَّحْمَنِ) (11) الْحَرَّانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه.
وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ الْحَسَنَ بْنَ قتيبة في روايته إيّاه عن حماد.
(9) في (عم): "وقال".
(10)
في النسختين "ابن" وهو خطأ والمثبت من كشف الأستار.
(11)
إلى هنا ساقط من (مح)، والمثبت من (سد) و (عم).
3446 -
الحكم عليه:
إسناد أبي يعلى: فيه ضعف لجهالة حال الأزرق.
وإسناد البزّار: ضعيف جدًا الحسن بن قتيبة متروك.
قال الهيثمي في المجمع (8/ 214)، رجال أبي يعلى ثقات.
تخريجه:
من طريق أبي يعلى أخرجه البيهقي في حياة الأنبياء (رقم 2).
وتابع الأزرق عن يحيى محمد بن يحيى ابن أبي بكير، ثنا أبي.
أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 83)، حدّثنا علي بن محمود، ثنا عبد الله بن علي بن إبراهيم بن الصباح، ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير، ثنا أبي به.
ورجاله ثقات إلَّا شيخ أبي نعيم فلم أجد له ترجمة إلَّا عند أبي نعيم في الكتاب المذكور ولم يذكر فيه شيئًا (2/ 83).
قلت: وقد روى عنه أكثر من إثنين كما في ترجمته.
قال العلامة الألباني حفظه الله في السلسلة الصحيحة (2/ 190).
فهذه متابعة قوية للأزرق تدل على أنه قد حفظ ولم يغرب. اهـ.
فالحديث حسن إن شاء الله بهذه المتابعة.
- وفي إسناد البزّار تابع رزق الله عن الحسن بن قتيبة. =
= الحسن بن عرفة أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 739).
حدّثنا قسطنطين بن عبد الله الرومي، حدّثنا الحسين به.
ومن طريق ابن عدي البيهقي في حياة الأنبياء (رقم 1).
وتابعه عنه أحمد بن عبد الرحمن حدّثنا الحراني عند تمام في الفوائد (رقم 1432)، نا أبو القاسم الحسن بن علي النصيبي، نا عبد الله بن محمد بن ناجية، أنا عبد الرحمن، ثنا الحسن به.
قلت: وتابع الحجاج عن ثابت مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى بنحوه ولفظه: إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة، ولكنهم يصلون بين يدي الله عز وجل حتى ينفخ في الصور.
أخرجه البيهقي في حياة الأنبياء (رقم/ 4) من طريق أبي الربيع الزهراني، حدّثنا إسماعيل بن طلحة بن يزيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه.
ولم أجد ترجمة لإِسماعيل، ومحمد ضعيف.
فالحديث حسن كما تقدم بمتابعة علي بن محمود للأزرق.
3 -
باب خلق آدم عليه (الصلاة)(1) والسلام
3447 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى (2): حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ (3)، ثنا عُمَرُ (4) بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رافع، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إن الله (تبارك و)(5) تعالى خَلَقَ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ جَعَلَهُ طِينًا، ثُمَّ تَرَكَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ حَمَأً مَسْنُونًا (6)، خَلَقَهُ وصوَّره، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ صَلْصَالًا كالفخَّار (7)، كَانَ إِبْلِيسُ يمرُّ بِهِ، فَيَقُولُ: لقد خُلقتَ لأمرٍ عظيم، ثم نفخ الله تعالى فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ جَرَى
(1) مثبتة من (سد) و (عم).
(2)
في المسند بالإِسناد والمتن وله بقية، لا تتعلَّق بالباب لم يذكرها المصنف (6/ 76).
(3)
مكرم: بضم الميم وسكون الكاف وفتح الراء.
(4)
في مسند أبي يعلى: "عمرو"، وهو خطأ.
(5)
ليست في (سد) و (عم).
(6)
الحمأ: هو الطين، والمسنون: هو الأملس، ومعنى ذلك أن آدم كان في مرحلة من مراحل خلقه من طين أملس صقيل.
انظر: جامع البيان (14/ 27)، تفسير القرآن العظيم (2/ 550).
(7)
الصلصال: هو التراب اليابس، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وقتادة رحمهما الله. تفسير القرآن العظيم (2/ 550).
فِيهِ الرُّوحُ بصرُه وخياشيمُه (8)، (فَعَطَسَ)(9)، فلقَّنه اللَّهُ (تبارك و)(10) تعالى حَمْدَ ربِّه، فقال الربُّ عز وجل: يرحمُك (اللَّهُ)(11) ربُّك، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ النَّفر، فَقُلْ لَهُمْ، فَانْظُرْ مَاذَا يَقُولُونَ؟ فَجَاءَ فسلَّم عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ ورحمةُ اللَّهِ، فَجَاءَ إِلَى ربِّه عز وجل، فقال جلَّ وعلا: مَاذَا قَالُوا لَكَ؟ -وَهُوَ أعلمُ بِمَا (قَالُوا)(12) - قال: ياربِّ سلَّمتُ عليهم، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله، قال تبارك وتعالى: يَا آدَمُ هَذِهِ تحيَّتُك، وَتَحِيَّةُ ذرِّيتك، قَالَ: يا ربِّ وما ذرَّيَّتي؟ قال جلَّ وعلا: اختار (إحدى)(13) يدي يا آدم، قال عليه الصلاة والسلام (14): أختارُ يمينَ ربِّي، وكِلتا يَدَيْ ربِّي يَمِينٌ، فبسط الله تعالى كفَّهُ، فإذا كل ما هو كائن في ذريته في كفِّ الرحمن تبارك وتعالى.
(8) الخيشوم: أصل الخيشوم هو غضاريف في أقصى الأنف بينه وبين الدماغ، ويطلق ويراد به أقصى الأنف، ويراد به ما فوق فتحة الأنف من القصبة وما تحتها، أي الأنف بكامله.
القاموس (4/ 106)، ومختار الصحاح (/176)، واللسان (1/ 837).
(9)
في (سد): "فعطش".
(10)
ليست في (سد).
(11)
(ليست في (سد).
(12)
في (سد): "بما قالوا له".
(13)
ليست في (سد) و (عم).
(14)
ليست في (سد) و (عم).
3447 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع، إلا أنه توبع كما سترى.
وهذا ما قاله البوصيري كما في الإِتحاف (3/ 42/ أ).
وقاله الهيثمي كما في المجمع (10/ 200). =
تخريجه:
تابع عمر بن محمد، عبد الله بن المبارك عن إسماعيل.
أخرجه ابن سعد (1/ 30) أخبرنا محمد بن مقاتل الخراساني، أخبرنا ابن المبارك به.
وقد تابع إسماعيل عن المقبري الحارث ابن أبي ذباب به.
أخرجه الترمذي في خاتمة التفسير (5/ 123).
والنسائي في عمل اليوم والليلة (/ 85: 218).
وابن خزيمة في التوحيد (/ 67).
وابن حبّان (14/ 30).
وابن أبي عاصم في السنة (1/ 91: 206).
والحاكم (1/ 64، 4/ 263).
والبيهقي في السنن (10/ 147)، في الشهادات، باب الاختيار في الشهادات؛ وفي الأسماء والصفات (2/ 56).
كلهم بأسانيدهم عن الحارث ابن أبي ذباب، عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، به.
وهذا إسناد حسن، الحارث صدوق، وإنما تكلم فيه لأجل أن الدراوردي روى عنه أحاديث منكرة، فهو بريء العهدة منها ولا سيما ولم يتابع الدراوردي بها كما في ترجمة الحارث في التهذيب (2/ 128).
قال الترمذي: حسن غريب.
وقال الحاكم: على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وقد خالفه في الإِسناد محمد بن عجلان كما في عمل اليوم والليلة للنسائي (رقم 219)، فجعله عن سعيد، عن أبيه، عن عبد الله بن سلام، موقوفًا عليه.
قال النسائي عقبه: وهذا هو الصواب، والآخر خطأ. =
= ويظهر أن الحديث وارد عن أبي هريرة رضي الله عنه. فقد توبع سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه به مرفوعًا.
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 220).
والطبري في التاريخ (1/ 48).
والحاكم صححه (1/ 64).
كلهم من طرق أبي خالد الأحمر، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به.
وحديث أبي خالد لا ينزل عن درجة الحسن إن شاء الله.
ورواه أبو خالد بطرق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وللحديث عن أبي هريرة متابع تابعهم به حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 90).
والبزار كما في البداية والنهاية (1/ 86).
وابن حبّان (14/ 36).
والبيهقي في شعب الإِيمان (7/ 24).
كلهم من طريق يحيى بن محمد بن السكن، ثنا حبّان بن هلال، ثنا مبارك بن فضالة، ثنا عبيد الله بن عمر، عن حبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه به مرفوعًا.
قال ابن كثير رحمه الله في إسناده: لا بأس به.
وهو كما قال، إذا لم يسوّى مبارك، فإنه يدلِّس التسوية.
فخلاصة هذا، أن الحديث بمجموعه بهذه الطرق حسن.
وقد توبع هؤلاء على بعضه عن أبي هريرة رضي الله عنه:
تابعهم همّام بن منبِّه عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: =
= خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعًا، فلما خلقه، قال: اذهب فسلِّم على أولئك، وهم نفر من الملائكة جلوس -فاستمع إلى ما يجيبونك- فإنها تحيَّتُك، وتحية ذرِّيَّتك. قال: فذهب، فقال: السلام عليكم، فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله فزادوه ورحمة الله.
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن معمر، عن هشام، به (10/ 384).
ومن طريقه البخاري في الأنبياء، باب خلق آدم (6/ 361).
وفي الاستئذان، باب بدء السلام (11/ 3).
ومسلم في الجنة، باب صفة نعيمها وأهلها (17/ 177).
وأحمد (2/ 315).
وابن خزيمة في التوحيد (40/ 41).
وابن حبّان (14/ 33)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 16).
والبغوي في شرح السنّة (12/ 254).
وعلى طرفه الأخير عنه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة
…
" الحديث.
أخرجه الترمذي في تفسير سورة الأعراف (4/ 332).
وابن سعد (1/ 27).
وأبو يعلى (6/ 35).
والحاكم (2/ 325).
كلهم بأسانيدهم عن هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، به مرفوعًا.
قال الترمذي: حسن صحيح، وقد روى من غير وجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه. =
= وقال الحاكم: على شرط مسلم.
وهو كما قالا.
وله طريق آخر عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن أبي هريرة.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (2/ 263).
وعبد الرحمن ضعيف، كما في التقريب (1/ 480).
قلت: فارتقى بهذه المتابعات الأطراف المذكورة فيها إلى درجة الصحة.
وللحديث شواهد لأطرافه:
أولًا: في مراحل خلق آدم: عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه:
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأسود والأبيض، وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب، ثم بلت طينته حتى صارت طينًا لازبًا، ثم تُركت حتى صارت حمأً مسنونًا، ثم تُركت حتى صارت صلصالًا".
أخرجه الطبري في تاريخه (8/ 46) عن محمد بن عمارة الأسدي قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدّثنا عنبسة، عن عوف الأعرابي، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى وقد ساقه بطرق مجتمعة، ثم ذكر الحديث بعدها، والذي ترجَّح لي -حسب النظر القاصر- أن اللفظ لابن عمارة أنهم قد أخرجوا الحديث دون قوله: " ثم بلت طينته
…
" من أصحاب الطرق الذين ذكرهم ابن جرير، إلا طريق ابن عمارة، فقد تفرَّد بهذه الزيادة.
وهذا إسناد لم أقف على ترجمة ابن عمارة، وفيه مبهمات.
وأما الطرف الأول دون الزيادة، فهو صحيح، أخرجوه.
ثانيًا: بذكر العطاس: =
= عن أنس رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "لما نفخ في آدم فبلغ الروح رأسه، عطس، فقال: الحمدُ لله رب العالمين، فقال له تبارك وتعالى: يرحمُك الله" أخرجه ابن حبّان (14/ 37)، أخبرنا الحسن بن سفيان، حدّثنا هُدْبة بن خالد، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، به مرفوعًا.
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات أثبات.
وخالف هدبة موسى بن إسماعيل، فوقفه عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه.
أخرجه الحاكم (4/ 263)، وقال: صحيح الإِسناد، على شرط مسلم، وإن كان موقوفًا، فإن إسناده صحيح بمرة.
وهو كما قال.
ولا يمنع أن يكون حمادًا رواه مرة بالوقف ومرة بالرفع، لكن الحكم في الأمرين لرواية هُدْبة، فقد كان عالمًا متقنًا لحديث حماد.
قال أبو يعلى: وكان حديث حماد بن سلمة عنده نسختين، نسخة على الشيوخ، ونسخة على المصنفين.
رواه ابن عدي عن أبي يعلى في الكامل في ترجمة هدبة (7/ 2598).
وبعد هذا فذكر العطاس صحيح لغيره في هذا الحديث، وكذا ذكر التسليم وطرفه الأخير، والحديث باقيه حسن.
4 -
باب صالح وثمود عليهما (الصلاة)(1) والسلام
3448 -
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هشام، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَرَّ بالحِجْر (2) مِنْ وادي ثمود (3)، فقال صلى الله عليه وسلم:"أَسْرِعُوا السَّيْرَ وَلَا تَنْزِلُوا بِهَذِهِ الْقَرْيَةِ الْمُهْلَكِ أهلها".
(1) مثبتة من (سد) و (عم).
(2)
الحجر: اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام. وهي المعروفة الآن باسم مدائن صالح، شمال الحجاز، تبعد عن المدينة شمالًا (347 كم)، وعن العلا (25 كم)، وفيها آثار معلومة عجيبة. انظر معجم البلدان (2/ 221) معجم معالم الحجاز (8/ 557) 2/ 231).
(3)
وادي ثمود: وهو الوادي الذي يخترق الحِجْر، ويصب في وادي القرى في الشمال. انظر: معجم معالم الحجاز في الموضع السابق.
3448 -
الحكم عليه:
هذا حديث رجاله ثقات. ويغلب على الظن الراجح أن يزيد بن الأصم لم يسمع من أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه، فلو اعتمدنا قول الواقدي فيه (1)، يكون ولد سنة =
(1) حيث مال أكثر إلى أن أُبَيًّا مات في خلافة عمر، إلَّا أن الواقدي وأبا نعيم مالا إلى أنه مات في خلافة عثمان، وسيأتي التصريح بذلك في حديث (رقم 3487) وهو من الإِسناد ويزيد مات سنة (143 هـ) وعمره 73 سنة.
= ثمان عشرة، وأُبي على قول أكثر أنه مات في اثنتين وعشرين، وأمر آخر أن روايته عن أواسط الصحابة وفاةً، فلم يذكروا له من المتقدمين شيخًا إلَّا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجزم الذهبي رحمه الله أنه لم يصح ذلك، كما في السير في ترجمة يزيد بن الأصم.
فالحديث ضعيف للانقطاع.
وحديث الباب صحيح لغيره بحديث ابن عمر وابن السعدي رضي الله عنهم، كما سيأتي في التخريج.
تخريجه:
لم أقف عليه عن أبيّ رضي الله عنه.
وللحديث شواهد: من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وقد جاء بطرق عنه فمنها عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قال: مررنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على الحجر، فقال لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلَّا أن تكونوا باكين، حذرًا أن يصيبكم مثل ما أصابهم، ثم زجر (1) فأسرع حتى خلَّفها.
أخرجه البخاري في الأنبياء في تفسير سورة الأعراف الآية (673/ 387).
ومسلم في الزهد واللفظ له (نووي 18/ 111)، ومن طريقه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب (1/ 234).
وأحمد (2/ 66، 96)، وعبد الرزاق (1/ 415).
وأبو يعلى (5/ 228)، والبيهقي في السنن في الصلاة، باب من كره الصلاة في موضع الخسف (2/ 451)، والبغوي في شرح السنة (14/ 361).
(1) قال النووي في شرح صحيح مسلم (18/ 111): زجر ناقته، فحذف ذكر الناقة، للعلم به ومعناه: ساقها سوقًا شديدًا، حتى خلَّفها وهو بالشديد اللازم أي جاوز المساكن. =
= ومن طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما بمثل الحديث السابق.
البخاري في الصلاة، باب الصلاة في مواضع الخسف والعذاب (الفتح 1/ 530) والأنبياء في تفسير الآية 73 وتقدم.
والمغازي، باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم الحجر (الفتح 8/ 125).
وفي التفسير في تفسير سورة الحجر (8/ 381).
ومسلم في الموضع السابق.
وأحمد 2/ 9، 58، 72، 74، 91، 113، 137.
وعبد الرزاق في الموضع السابق.
والحميدي (2/ 290: 653).
وعبد بن حميد (2/ 33: 796)، والطبري في التاريخ (1/ 181).
والطبراني في الكبير (12/ 457).
وأبو يعلى في الحلية (5/ 107).
والبيهقي في الموضع السابق.
وفي دلائل النبوة (5/ 233).
والبغوي في شرح السنة 14/ 362.
ثانيًا: ابن السعدي وسيأتي بعد هذا الحديث.
ثالثًا: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه ابن عدي في ترجمة عبّاد بن جويرية (4/ 1650)، من طريقه، ثنا الأوزاعي عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أبي هريرة بنحو حديث ابن عمر رضي الله عنهم.
وهذا إسناد موضوع عبّاد هذا كذبوه كما في ترجمته عن ابن عدي.
3449 -
وقال أبو بكر: حدّثنا عَفَّانُ، ثنا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ (قَالَ) (1) سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ (قُدَامَةَ، عَنِ السَّعْدِيِّ)(2)، وَكَانَ السَّعْدِيُّ امْرَأَ صِدْقٍ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى وَادِي ثَمُودَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: اخْرُجُوا، اخْرُجُوا، فَإِنَّهُ وادٍ ملعون، خبيث، إن لا (تخرجوا، يصبكم)(3) كذا وكذا.
(1) ليست في (سد) و (عم).
(2)
في (مح) و (سد) هو المثبت، وفي (عم)"عبد الله بن قدامة السعدي".
بدون ذكر عن وليس لي الاعماد على ما في (عم)، فإن الكتب التي خرجت الحديث هكذا إسنادهم، وإن كان ما في (عم) أقوى لأن السعدي اسمه عبد الله بن قدامة كما سيأتي.
(3)
(سد)، و (عم)"أن لا تخرجوا يعني يصبكم".
3449 -
الحكم عليه:
إن كان على الاحتمال الذي ذكرته فهو حسن إن شاء الله، [وهو أن السعدي هو عبد الله الصحابي".
وإن كان على غيره ففيه من لم أعرفه.
ورجّح ابن معين كما في سؤالات ابن الجنيد (رقم 456)، أنَّ هذا الحديث هو عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن أبي ذر.
قلت: فلعلها حديثان.
تخريجه:
أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال (1/ 264).
وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 420)، وابن الجنيد في سؤالاته لابن معين (/456: 744) كلهم متابعة لابن أبي شيبة عن عفان وفي السؤالات تصحيف عن مبارك، عن الحسن بن عبد الله بن قدامة بن السعدي.
وأخرجه الطحاوي في المشكل (3748، 3749)(9/ 367)، بطريقين عن عفان. =
= وجاء فيه منسوبًا عبد الله بن قدامة السعدي كما ذكرت.
وما أشار إليه ابن معين فيما نقلته في الكلام على إسناد الحديث.
أخرجه البزّار كما في زوائده (رقم 1404)، حدّثنا محمد بن معمر والطحاوي في المشكل (3746)، حدّثنا محمد بن إسماعيل الصائغ وفهد بن سليمان كلهم عن مسلم ابن إبراهيم.
وأخرجه الطحاوي (3747) حدّثنا علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، قال حدّثنا عفان بن مسلم كلاهما عن حماد بن سلمة، ثنا علي بن زيد، قال: قال لي الحسن: سل عبد الله بن قدامة بن صخر العقيلي عن هذا الحديث، قال: فلقيته عند باب الإمارة فذكرت ذلك له فقال: زعم أبو ذر أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأتوا على واد فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس إنكم بواد ملعون فركب فرسه فرفع ودفع الناس ثم قال من كان قد اعتجن عجينة فليظفراها بعيره ومن كان طبخ قدرًا فليكفأها.
قال البزّار: عبد الله بن قدامة غير معروف وعلي بن زيد ضعيف.
قلت: لا مقارنة بين علي بن زيد ومبارك بن فضالة فذاك ضعيف وهذا صدوق وهو أصدق منه فكونه السعدي الصحابي أولى لما ذكرت.
وله شاهد أخرجه البغوي في الجعديات (/ 182):
أخبرنا أبو الأشعث عن أبي نضرة، المنذر بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بلفظ حديث الباب.
وهذا مرسل صحيح الإِسناد. قال الذهبي في السير (7/ 287) مرسل جيد.
وقد وردت شواهد لحديث الباب، تقدم ذكرها في الحديث السابق.
5 -
باب أيوب عليه (الصلاة)(1) والسلام
3450 -
[1] قال أبو يعلى (2): حدّثنا حميد بن الربيع، ثنا سعيد ابن أبي مريم:[2] وقال البزّار: (3) حدّثنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، قَالُوا: ثنا سَعِيدٌ، ثنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَيُّوبَ (نَبِيَّ الله عليه السلام (4)، كان في بلائه (ثمان)(5) عَشْرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ (6) الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إلَّا رَجُلَيْنِ مِنْ إِخْوَانِهِ -زَادَ الْبَزَّارُ: كَانَا مِنْ أَخَصِّ إخوانه- كانا يغدوان إليه ويروحان (7)، فقال
(1) مثبتة من (سد) و (عم).
(2)
في المسند بالإسناد والمتن (3/ 448)، وانظر كشف الأستار (3/ 107).
(3)
نفس المصدر السابق.
(4)
(سد) و (عم) عليه السلام نبي الله".
(5)
(سد) و (عم)"ثمانية".
(6)
رفضه أي تركه، ويأتي بمعنى التفرق. اللسان (ترتيب 1/ 1196).
(7)
الغدوة: من الغدوِّ، وهو سير أول النهار نقيض الروَّاح، والرواح هو سير آخر النهار وانظر النهاية (3/ 346)، اللسان (ترتيب 2/ 1251).
أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تَعْلَمُ وَاللَّهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذنبًا ما أذنبه أحد، قَالَ لَهُ صَاحِبِهِ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثمان عشرة سنة لم يرحمه الله (تعالى)(8)، فكشف عَنْهُ مَا بِهِ، فَلَمَّا رَاحَا إِلَيْهِ، لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ أيوب عليه السلام: لَا أَدْرِي مَا تَقُولُ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى (9)، يعلم أني كنت أمرُّ بالرجلين يتنازعان، فيذكران الله تعالى، فأرجع إلى بيتي، فأُكَفِّرُ عنهما كراهية أن يذكر الله تعالى إلَّا في حق، قال: وكان عليه (الصلاة)(والسلام (10)) يَخْرُجُ إِلَى حَاجَتِهِ، فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ، أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يوم أبطأ عليها، وأوحى إلى أيوب عليه السلام (11) فِي مَكَانِهِ (ارْكُضْ)(12) بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وشراب، فَاسْتَبْطَأَتْهُ، فَتَلَفَّتَتْ تَنْظُرُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا، وَقَدْ أَذْهَبَ الله تبارك وتعالى مَا بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ، وَهُوَ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَ، فَلَمَّا رَأَتْهُ، قَالَتْ: أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، هَلْ رَأَيْتَ نبيَّ اللَّهِ هَذَا الْمُبْتَلَى، وَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أشبه به (منك)(13) مذ كان صحيحًا، قال عليه السلام: فَإِنِّي أَنَا هُوَ، وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَانِ (14)، أَنْدَرُ (15) القمح، وأندر (16) الشعير فبعث الله تعالى
(8) ليست في (سد) و (عم).
(9)
ليست في (سد) و (عم).
(10)
ليست في (سد) و (عم).
(11)
ليست في (سد) و (عم).
(12)
(سد) و (عم)"أن أركض".
(13)
ليست في (سد) و (عم).
(14)
الأندر: هو بيدر أو جرين الحبوب التي تكدس فيه. انظر القاموس المحيط (2/ 140).
(15)
انظر التعليقة السابقة.
(16)
انظر التعليقة السابقة.
سَحَابَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ، وَأَفْرَغَتِ الْأُخْرَى عَلَى أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، إلَّا عقيل ولا عنه إلَّا نافع.
* صححه ابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ نافع بن (يزيد)(17).
(17) مثبتة من (سد) و (عم).
3450 -
الحكم عليه:
إسناد أبي يعلى ضعيف جدًا لضعف حميد، إلَّا أنه توبع عند البزّار بأسانيد صحيحه. قال الهيثمي رحمه الله في المجمع (8/ 211)، ورجال البزّار رجال الصحيح، وقال المصنف في زوائد البزّار (2/ 270): صحيح، وسكت عليه البوصيري كما في الإتحاف (3/ 42 أ)، وقال: رواه أبو يعلى والبزار وابن حبّان في صحيحه والحاكم وصححه.
تخريجه:
روى الحديث عن سعيد:
1 -
أحمد بن مهران عند الحاكم (2/ 581)، وقال على شرط الشيخين.
حدّثنا أبو عبد الله الزاهد، ثنا أحمد بن مهران.
2 -
يحيى بن أيوب العلاّف عند أبي نعيم في الحلية (3/ 1374) أخرجه بطريقين عنه كلاهما عن سعيد به. وقال أبو نعيم غريب من حديث الزهري، لم يروه عنه إلَّا عقيل ورواته متفق على عدالتهم، تفرد به نافع.
3 -
يزيد بن سنان عند الطحاوي في المشكل (رقم 4594).
وتابع سعيد عن نافع بن وهب به.
أخرجه ابن جرير في تفسيره (23/ 167). =
= وابن أبي حاتم كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير في التفسير (4/ 39).
والطحاوي في المشكل (رقم 4593).
وابن حبّان (7/ 157)، كلهم عن ابن وهب، عن نافع به.
وتابعهما عن نافع عبد الله بن صالح عند الطحاوي في المشكل (رقم 4595).
وعزاه في الكنز (11/ 493)، إلى سمويه والديلمي.
قال ابن كثير: وهذا غريب رفعه جدًا، والأشبه أن يكون موقوفًا. اهـ. من التاريح (1/ 223).
قلت: رواه يونس بن يزيد عن عقيل، عن الزهري مرسلًا ولم يذكر أنسًا عند ابن المبارك في زوائد نعيم بن حماد على الزهد (رقم 179/ ص 48) بنحوه مطولًا ومن طريقه الطحاوي في المشكل (رقم 4596)، ونافع أثبت من يونس كما يظهر ذلك في ترجمتيهما.
والرفع ليس فيه ما يستغرب لا سيما أنه لا يوجد من خالف نافعًا في رفعه، بل ووفق عليه وإن كان مرسلًا، فالحديث صحيح.
6 -
باب يعقوب ويوسف عليهما (الصلاة)(1) والسلام
3451 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أُوتِيَ (يُوسُفُ (وَأُمُّهُ)(2)) (3) ثلث الحسن (4).
* هذا إسناد صحيح موقوف.
(1) مثبته من (سد) و (عم).
(2)
ليست في (سد).
(3)
في (عم): "يوسف وأمه عليه الصلاة والسلام".
(4)
انظر كلام الحافظ ابن كثير في تخريج الحديث.
3451 -
الحكم عليه:
هذا إسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال البوصيري (3/ 42/ ب): رواته ثقات.
وأبو إسحاق وإن كان مدلسًا لا بد من تصريحه بالسماع إلَّا أن رواية شعبة عنه مقبولة مطلقًا لأنه كان يستوقفه عند الأحاديث على السماع كما ذكر الحافظ في النكت (2/ 631). =
= تخريجه:
من طريق شعبة أخرجه ابن جرير في تفسيره (12/ 207)، حدّثنا محمد بن المثنى، قال ثنا محمد بن جعفر، قال ثنا شعبة، به.
والطبراني في الكبير (9/ 110)، حدّثنا أحمد بن محمد السوطي، ثنا عفان بن مسلم، ثنا شعبة، به إلَّا أنه قال ثلث.
وتابع شعبة سيفان الثوري.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: أخرجه في الفضائل، ما ذكر في يوسف عليه السلام (11/ 565)، والطبري في تفسيره في الموضع السابق بطرق ثلاث عن سفيان، والطبراني في الكبير (9/ 110)، كلهم من طريق سفيان عن أبي إسحاق، به.
وتابعهم زهير بن معاوية عن أبي إسحاق، به إلَّا أنه فيه ثلثي الحسن. أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 111) حدّثنا محمد بن النضر الأذى ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زهير، به.
قلت: رواية زهير عن أبي إسحاق بعد التغير فلا يثبت لفظ ثلثين، به كما في الكواكب النيرات (84).
والثابت إن شاء الله ثلث، أما ثلثين فوهم؛ لأن رواية سفيان فيها ثلث ولم تختلف، ورواية شعبة فيها طريقان فيها ثلث، وفي واحد منها محمد بن جعفر غندر وهو من أثبت أصحاب شعبة، كما في شرح العلل (2/ 702). قال الهيثمي في المجمع (8/ 206) والظاهر أنه وهم، والله أعلم.
وللحديث شاهد مرسل عَنِ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (أعطى يوسف وأمه ثلث حسن أهل الدنيا، وأعطى الناس الثلثين، أو قال أعطى يوسف وأمه الثلثين وأعطى الناس الثلث).
أخرجه ابن جرير في الموضع السابق عن محمد بن حميد قال ثنا حكام عن أبي معاذ عن يون عن الحسن، به. =
= وهذا على إرساله ضعيف، أبو معاذ هو سليمان بن أرقم وهو ضعيف كما في التقريب 1/ 321.
وقد ورد الحديث بلفظ غير هذا مرفوعًا.
في حديث الإسراء الطويل عن أنس رضي الله عنه وفيه عن النبي صلى الله عليه وسلم لما صعد إلى السماء الثالثة قال: فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم، إذا هو قد أعطي شطر الحسن.
أخرجه مسلم في صحيحه في الإيمان باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم (2/ 213 نووي).
ومن طريقة البغوي في شرح السنة (13/ 342).
وأخرجه أحمد (3/ 148).
وابن أبي شيبة في مصنفه في المغازي في حديث المعراج (14/ 402).
والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 382).
كلهم مِنْ طَرِيقِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه، به مرفوعًا.
ومن طريق آخر عنه بذكر هذا الطرف.
عن عفان، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه، به مرفوعًا.
أخرجه أحمد (3/ 286).
وابن أبي شيبة في المصنف في الفضائل ما ذكر في يوسف عليه السلام (11/ 564)
وابن جرير في التاريخ (1/ 169).
وفي التفسير (12/ 207).
وابن عدي في الكامل (5/ 2021) كلهم عن عفان، به والحاكم (2/ 570) من طريق محمد بن غالب بن حرب وإسحاق بن الحسن بن ميمون كلهم عن عفان، به وزادوا (وأمه).
وخالف شيبان عفان فوقفه عند أبي يعلى (3/ 360). =
= وهذا لا يضر فأكثر الروايات عن غير عفان بطرق أخرى وقد سبقت في التخريج فيها بهذا اللفظ مرفوعًا.
فالحديث صحيح.
فائدة:
يقدم في المعنى الذي أشار إليه الأثر -مع صحته- المعنى المثبت في حديث أنس رضي الله عنه، فإن الأثر وإن كان له حكم الرفع، إلَّا أن حديث أنس أولى؛ لأنه قد انتهى عن الظن بحكم رفعه، بخلاف أثر ابن مسعود فكل الروايات تقفه. فاعطاءه حكم الرفع أضعف من الأول -أي حديث أنس- لأن الظن يدخل حينئذ.
ولو سلم برفعه، فالحكم لحديث أنس رضي الله عنه، لاحتمال أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أولًا أنه أعطى ثلث الحسن، ثم أخبر أنه أعطى نصف الحسن.
ولا يدخل هنا الشك في تقديم رواية أنس؛ لأنه في رواية أثبت أن شطر الحسن ثابت ليوسف عليه السلام، وفي الأخرى أثبتها له ولامه معا.
فهذا بعيد لأن حسن يوسف عليه السلام من حسن أمه، وحسن أم يوسف من حسن ابنها عليهما السلام، فلا تعارض حينئذ.
قال الحافظ: ابن كثير في التفسير (2/ 477)، نقلًا عن السهيلي، معناه أن يوسف عليه السلام كان على النصف من حسن آدم عليه السلام، فإن الله خلق آدم بيده على أكمل صورة وأحسنها، ولم يكن في ذريته من يوازيه في جماله وكان يوسف عليه السلام، قد أعطي شطر حسنه.
3452 -
وقال أبو يعلى (1): حدثنا أبو هشام الرفاعي (مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ)(2) ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِيٌّ فَأَكْرَمَهُ فَقَالَ (لَهُ)(3): ائْتِنَا فَأَتَاهُ، فقالَ: سلْ حاجتَكَ، فقالَ: ناقةٌ يركَبُها، وأعْنُزُ يحلِبُها أَهْلِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إن موسى عليه الصلاة والسلام، لما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلوا الطَّرِيقَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ عُلَمَاؤُهُمْ: إِنَّ يوسف عليه الصلاة والسلام، لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، أَخَذَ عَلَيْنَا مَوْثِقًا مِنَ الله تعالى أن لا نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ، حَتَّى نَنْقُلُ عِظَامَهُ مَعَنَا، قال: فمن يعلم موضع قبره، قال: عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ، فَقَالَ: دُلِّينِي عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ، قَالَتْ: حَتَّى تعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟ قالت: أَكُونَ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ، فَكَرِهَ أَنْ يُعْطِيَهَا ذلك، فأوحى الله تعالى إِلَيْهِ: أَنْ أَعْطِهَا حُكْمَهَا، فَانْطَلَقَتْ بِهِمْ إِلَى بُحَيْرَةٍ (مَوْضِعِ)(4) مُسْتَنْقَعِ مَاءٍ، فَقَالَتْ: أَنْضِبُوا هَذَا الماء، فنضبوه، فقالت: إحتفرو، فحفروا، واستخرجوا عظام يوسف عليه السلام (5)، فلما أقلوها إلى الأرض، إذا (بطريق)(6) مثل النهار.
* صحَّحه ابن حبّان.
(1) في المسند بالإسناد والمتن (6/ 391).
(2)
في (عم): "عن محمد بن يزيد"، وهو خطأ.
(3)
ليست في (سد).
(4)
غير واضحة في (سد).
(5)
ليست في (سد) و (عم).
(6)
في (سد) و (عم): "الطريق" وكلاهما محتمل، قريب من بعضه إذا ربط ذلك، مما في صدر القصة.
3452 -
الحكم عليه:
هذا حديث إسناده ضعيف لضعف الرفاعي، إلَّا أنه قد توبع كما سترى.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/ 335)، غريب جدًا، والأقرب أنه موقوف وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 174) رجاله رجال الصحيح.
تخريجه:
عن أبي يعلى أخرجه ابن حبّان (2/ 55).
وتابع الرفاعي:
1 -
عبد الله بن عمر مشكدانه عند ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (3/ 335)، في تفسير سورة الشعراء.
فقال: حدّثنا علي بن الحسين، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ بن صالح، وهذا إسناد حسن.
2 -
عن أحمد بن عمران الأخنسي. أخرجه الحاكم حدّثنا أحمد بن سهل الفقيه، ثنا صالح بن محمد بن حبيب، ثنا أحمد بن عمران الأخنس.
أخرجه (2/ 571)، وقال صحيح الإِسناد.
وأحمد بن عمران ضعيف جدًا كما في ترجمته (رقم 447).
ومن طريق أحمد بن عمران أخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 362). كلاهما عن ابن فضيل، به.
وتابع ابن فضيل أبو نعيم عن يون.
أخرجه الحاكم (2/ 404) حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبه الشيباني، ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري، ثنا أبو نعيم، ثنا يونس، بنحو حديث ابن فضيل.
والزهري هو ابن أبي العنبس ثقه كما في تاريخ بغداد (6/ 25)، والسير (13/ 198).
وتلميذه هو المعروف بابن عقبة ثقة كما في تاريخ بغداد (12/ 79 والسير =
= 15/ 443)، قال الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. قلت يونس لم يخرج له البخاري.
فهذا إسناد صحيح إلى يونس، وهو مدار الحديث فالحديث بهذه الطرق حسن.
وللحديث شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ رضي الله عنه عزاه في الكنز (11/ 516)، إلى البغوي والخرائطي. وعزاه الهيثمي في المجمع (10/ 174)، إلى الطبراني في الأوسط، وقال فيه من لم أعرفهم.
ثم وقفت عليه في معجم الطبراني الأوسط (7767).
ثنا محمد بن يعقوب، نا يعقوب بن إسحاق، نا الحسن بن عنبسة، ثنا محمد بن كثير الكوفي عن أبي العلاء الخطاف، عن المنهال بن عمرو بن حية العرني، عن علي نحوه.
وشيخ الطبراني لم أعرفه. والحسن بن عنبسة ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكره لشيء، ومحمد بن كثير الكوفي ضعيف.
ومن حديث الحسين بن علي رضي الله عنه، بنحوه: أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 312).
حدّثنا يعقوب بن حميد، ثنا أنس بن عياض، عن كثير بن زيد، عن علي بن حسين، عن أبيه أن أعرابيًا فذكر الحديث.
وهذا إسناد لين كثير بن زيد، قال فيه المصنف في التقريب (2/ 131) صدوق يخطئ.
إلَّا أنه شاهد جيد للحديث يرقبه إلى درجة الصحيح لغيره.
3453 -
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ -هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ- ثنا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه رفعه قال: إن رجلًا قال ليعقوب عليه السلام (1) مَا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرَكَ، وَحَنَى ظَهْرَكَ؟ قَالَ: أَمَّا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرِي فَالْبُكَاءُ عَلَى يُوسُفَ، وأما الذي (أحنى ظَهْرِي)(2)، فَالْحُزْنُ عَلَى أَخِيهِ بِنْيَامِينَ، (قَالَ) (3): فَأَتَاهُ جبريل عليه (السلام)(4)، فقال: يا يعقوب أتشكو الله تعالى؟ فقال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله، فقال له جبريل عليه الصلاة والسلام (5): اللَّهُ أَعْلَمُ، بِمَا قُلْتَ مِنْكَ، ثُمَّ انْطَلَقَ جبريل عليه الصلاة والسلام، ودخل يعقوب (إلى)(6) بَيْتَهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَذْهَبْتَ بَصَرِي، وَحَنَيْتَ ظهري، فاردد علي ريحانتي، فأشمهما شمة، ثم اصنع بي بعد (ذلك)(7) ما شئت، فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فقال: يا يعقوب: إن الله تبارك وتعالى (8) يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، (وَيَقُولُ) (9): أَبْشِرْ، فَإِنَّهُمَا لَوْ كَانَا ميتين (لنشرتهما)(10)
(1) ليست في (سد) و (عم).
(2)
في (عم): "حنا على ظهري".
(3)
ليست في (سد).
(4)
في (سد) و (عم): "عليه الصلاة والسلام".
(5)
في (عم): عليه السلام.
(6)
ليست في (عم).
(7)
ليست في (عم).
(8)
ليست في (سد).
(9)
في (عم): "ويقول لك".
(10)
في (عم): لنشر بهما".
لك، ولأقررت بهما عينيك، وَيَقُولُ لَكَ: يَا (يَعْقُوبُ)(11)، أَتَدْرِي، لِمَ أَذْهَبْتُ بَصَرَكَ، وَحَنَيْتُ ظَهْرَكَ، وَلِمَ فَعَلَ إِخْوَةُ يُوسُفَ ما فعلوا؟ قَالَ: لِأَنَّهُ أَتَاكَ يَتِيمٌ مِسْكِينٌ وَهُوَ صَائِمٌ جَائِعٌ، وَقَدْ ذَبَحْتَ أَنْتَ وَأَهْلُكَ شَاةً فَأَكَلْتُمُوهَا، وَلَمْ تُطْعِمُوهُ، وَيَقُولُ: إِنِّي لَمْ أُحِبُّ مِنْ خَلْقِي شَيْئًا حُبِّي الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ.
قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فكان يعقوب عليه (الصلاة)(12) والسلام، كُلَّمَا أَمْسَى نَادَى مُنَادِيهِ، مَنْ كَانَ صَائِمًا فليحضر طعام يعقوب، وإذا أَصْبَحَ نَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَحْضُرْ طعام يعقوب.
(11) في (سد): "أيوب" وهو سبق قلم.
(12)
ليست في (سد) و (عم).
3453 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف جدًا واه بمره أبان متروك، وفيه يحيى بن حميد لم أعرف من هو. ومروان يدلس تدليس الشيوخ فلعله من ذلك وكان يروى عن المجهولين، وإن كنت أظن أنه يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية فقد روى مثل هذا الحديث واسم جده الأول حميد.
وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (3/ 42 ب).
تخريجه:
لم أجده بهذا الإِسناد.
وقد روى بغير هذا الإِسناد بنحو الحديث.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (2/ 488).
والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (295). =
= وفي الصغير (الروض الداني 2/ 103). وابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدّة (رقم 47).
والحاكم (2/ 348).
والبيهقي في شعب الإيمان (3/ 230)، وابن الشجري في أماليه (2/ 183).
كلهم بأسانيدهم عن يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، واختلفوا في تسمية شيخه، فعند ابن أبي حاتم وابن الشجري حفص بن عمر بن أبي الزبير عن أنس من طريق الحسن بن عرفه عن يحيى.
وعند الطبراني عن حصين بن عمرو الأحمسي، عن أبي الزبير، عن أنس من طريق محمد بن أحمد الباهلي المصري ثنا وهب بن بقية عن يحيى.
وعند ابن أبي الدنيا عن يحيى بن عبد الملك عن رجل عن أنس.
وعند الحاكم والبيهقي حفص بن عمر بن الزبير عن أنس.
من طريق: ابن أبي شيبة عن يحيى.
قال الحاكم عقبه: هكذا في سماعي بخط يدي حفص عمر بن الزبير.
وأظن الزبير وهما من الراوي، فإنه حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي طلحة الأنصاري، ابن أخي أنس بن مالك، فإن كان كذلك فالحديث صحيح.
قلت: لا اعتبار برواية الطبراني لأنها من رواية محمد بن أحمد الباهلي المصري، وهو ضعيف جدًا متهم كما في ترجمته في الميزان (3/ 455).
وكذا برواية ابن أبي الدنيا فإنها من رواية الحسين بن عمرو العنقري عن أبيه عن يحيى والحسين ضعيف.
والإِعتبار بالروايتين الأخرى فقد اتفق ابن عرفه وابن أبي شيبة على تسمية الراوي.
وهو حفص بن عمر بن أبي الزبير ذكره المصنف في اللسان (2/ 400) وهو مجهول.
فالحديث ضعيف.
7 -
باب أخبار موسى وهارون عليهما (الصلاة)(1) والسلام
3454 -
قال إسحاق: أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود، عن عبد الله رضي الله عنه، قال: لما بعث الله تعالى موسى عليه الصلاة والسلام إِلَى فِرْعَوْنَ، قَالَ: أيُّ شَيْءٍ أَقُولُ؟ قَالَ: قل: أهيا شر أهيا (2)، قَالَ الْأَعْمَشُ:(فَفَسَّرُوهُ)(3)، الحيُّ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، والحيُّ بعد كل شيء.
(1) مثبتة من (سد) و (عم).
(2)
قال الأستاذ محمد أحمد عيسوي في تفسير ابن مسعود (2/ 429): أصلُ هذه العبارة في العبرية أهْيةْ أشر اهْيهْ، وتعنى حرفيًا: أكونُ الذي أكونُ، أي أنا الكائن أو أنا الموجود، وقد وردت هذه العبارة في العهد القديم (سفر الخروج) في إطار سؤال موسى عليه السلام عز وجل، عن اسمه، وهذه العبارة هي الرد، فكأنّها رمزت لمعرفة البشر بالله، ولذا فلها أهمية كبيرة عند اليهود.
(3)
في (سد) و (عم): "فسروه".
3454 -
الحكم عليه:
رجاله ثقات، إلا أنه منقطع بين أبي عبيدة وأبيه رضي الله عنهما.
وقال الحافظ ابن كثير في التفسير (3/ 154)، إسناده جيد، وشيء غريب. =
= وقال البوصيري في الإتحاف (3/ 42 ب مختصر): رواته ثقات.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير كما في تفسير ابن كثير (3/ 154).
حدّثنا أبي، حدّثنا علي بن محمد الطنافسي، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، بِهِ.
3455 -
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما (1) عن عليِّ رضي الله (عنه) (2) فِي قَوْلِهِ عز وجل:{لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ} (3). قَالَ: صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ الْجَبَلَ، فَمَاتَ هَارُونُ، فقال بَنُو إِسْرَائِيلَ:(أَنْتَ)(4) قَتَلْتَهُ، وَكَانَ أَشَدَّ حُبًّا لَنَا مِنْكَ، وَأَلْيَنَ لَنَا مِنْكَ، فَآذَوْهُ بِذَلِكَ، فأمر الله تعالى الْمَلَائِكَةَ فَحَمَلُوهُ حَتَّى مرَّوا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فتكلَّمت الملائكة عليهم السلام (5) بِمَوْتِهِ، حَتَّى عَرَفَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَانْطَلَقُوا بِهِ فَدَفَنُوهُ، فَلَمْ يطَّلع عَلَى قبره أحد من خلق الله تعالى إلا الرخم (6)، فجعله الله عز وجل (7) أصم أبكم.
* هذا إسناد صحيح.
(1) ليست في (سد) و (عم).
(2)
في (سد) و (عم): "عنهم".
(3)
سورة الأحزاب: الآية 69.
(4)
ليست في (سد).
(5)
ليست في (سد) و (عم).
(6)
الرخم: طائر غزير الريث شبيه بالنسر، أبيض اللون مبقَّع بسواد، له منقار طويل، قليل التقوّس، رماديُّ اللون إلى الحُمرة، وأكثر من نصفه مغطى بجلد رقيق، وفتحةُ أنفه مستطيلة عارية من الريش، وله جناح طويل مدبَّب، وذنبه طويل، وقدمه ضعيفة، ومخالبه سوداء متوسطة الطول، ويقتاتُ على الجيف. عجائب المخلوقات (/ 450)، والمعجم الوسيط (1/ 336).
(7)
في (سد) و (عم): "تعالى".
3455 -
الحكم عليه:
هذا إسناد صحيح كما قال المصنف، وقاله الحاكم، ووافقه الذهبي في المستدرك 2/ 579، وقال المصنف في الفتح (8/ 534): إسناده قوي. =
= قال البوصيري في الإتحاف (2/ 178 أ): رواه أحمد بن منيع بسند صحيح.
تخريجه:
أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 12)، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير والحاكم، كلهم من طريق سعيد بن سليمان.
وابن جرير (22/ 52)، والمحاملي في أماليه (رقم 176)، عن علي بن مسلم، كلاهما عن عبّاد، ولفظ سعيد مختصر.
وانظر تاريخ الطبري (1/ 223).
وتاريخ ابن كثير (1/ 318).
واعلم أنه لا يمنع أن يكون هذا أذى من الإيذاء الذي أوذي به موسى عليه الصلاة والسلام، مع ما أوذي به من محاولة تنقيصه، أو سبه كما في الأحاديث. أشار إلى ذلك ابن جرير في تفسيره، والمصنف في الفتح (8/ 535).
3456 -
وَقَالَ عَبْدُ (1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كان من أصحاب موسى عليه (الصلاة)(2) والسلام الَّذِينَ جَاوَزُوا الْبَحْرَ اثْنَا عَشَرَ سِبْطًا (3)، (فَكَانَ)(4) فِي كُلِّ طَرِيقٍ (اثْنَا)(5) عَشَرَ أَلْفًا كُلُّهُمْ من ولد يعقوب عليه الصلاة والسلام (6).
(139)
وسيأتي إن شاء الله تعالى في تفسير البقرة شيء من هذا (7).
(1) في المنتخب (1/ 526: 603).
(2)
ليست في (سد).
(3)
السبط: بكسر السين المشددة وسكون الباء، في اللغة هم ولد الولد، وفي بني إسرائيل كالقبيلة عند ولد إسماعيل. انظر مختار الصحاح (/ 283)، واللسان (2/ 87).
(4)
ليست في (سد).
(5)
في (مح): "اثني"، والتصويب من (سد) و (عم)، وهو اسم كان مرفوع.
(6)
مثبتة من (سد) و (عم).
(7)
انظر الأثر رقم (3527 و 3528) من هذا الجزء.
3456 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف جدًا، إبراهيم بن الحكم متروك.
وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (3/ 42 ب).
تخريجه:
لم أقف عليه إلَّا عند عبد بن حميد.
3457 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا سَلَّامٌ، عَنْ زَيْدٍ العمِّي، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فُلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء.
(1) في المسند بالإسناد والمتن (4/ 143).
3457 -
الحكم عليه:
واهٍ بمره سلام، متروك، وشيخه وشيخ شيخه ضعيفان.
قال ابن عدي في الكامل في ترجمة زيد: ولعل هذا الحديث البلاء فيه من سلام الطويل أو منهما جميعًا فإنهما ضعيفان.
وقال الحافظ ابن كثير في التفسير (1/ 91): ضعيف من هذا الوجه، فإن زيد العمّي فيه ضعف، وشيخه يزيد الرقاشي أضعف منه.
وقال الهيثمي في المجمع: وفيه يزيد الرقاشي، وفيه كلام، وقد وثق.
وقال الألباني في سلسلته الضعيفة (3/ 690: 1499): موضوع.
تخريجه:
عن أبي يعلى أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1056) في ترجمة زيد العمِّي.
وتابع أبا يعلى عند ابن عدي (3/ 1148)، أبو حفص عمر بن عبد الرحمن السليمي، ثنا أبو الربيع به، في ترجمة سلام الطويل.