المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌6 - باب فضل القراء - المطالب العالية محققا - جـ ١٤

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌22 - باب ما يقول من سافر

- ‌23 - بَابُ اتِّقَاءِ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ

- ‌24 - باب ما يقول إذا هاجت الريح

- ‌26 - باب ختم المجلس

- ‌27 - باب الحمد

- ‌28 - باب فضل الذكر

- ‌30 - بَابُ الذِّكِْر فِي الصَّلَاةِ

- ‌31 - بَابُ الذِّكْرِ فِي الصَّبَّاحِ وَالْمَسَاءِ

- ‌32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى لُزُومِ التَّسْبِيحِ

- ‌33 - باب فضل الذكر الخفي ّ

- ‌34 - باب عظمة ذكر الله تعالى

- ‌35 - باب التكبير

- ‌36 - بَابُ حَسْرَةِ مَنْ تَفَرَّقَ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ

- ‌37 - باب الاستعاذة

- ‌38 - بَابُ فَضْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بالله

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ بِالْبَلَاءِ لِمَنْ لَا يُطِيقُهُ

- ‌36 - كتاب بدء الخلق

- ‌1 - بَابُ مَا يَصْلُحُ فِي أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ

- ‌2 - باب خلق الأرض

- ‌3 - باب (الأرواح)

- ‌4 - باب الملائكة عليهم السلام

- ‌5 - باب الجن

- ‌6 - باب الحجب التي دون الله تعالى

- ‌8 - باب ذكر داود عليه (الصلاة والسلام)

- ‌9 - باب عزير

- ‌10 - باب ذكر عيسى

- ‌11 - باب قصة كرسف

- ‌12 - باب الخضر واليسع عليهما السلام

- ‌13 - بَابُ مَا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ

- ‌38 - كتاب فضائل القرآن

- ‌1 - بَابُ مَتَى نَزَلَ الْقُرْآنُ

- ‌2 - باب كتابة المصحف

- ‌4 - باب القراءة بالألحان

- ‌5 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَلَامِ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ

- ‌6 - باب فضل القرَّاء

- ‌7 - بَابُ عِقَابِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ أو لم يعمل به أو رآئى به والنهي عن الجدل فيه

- ‌8 - بَابُ مَنْ كَرِهَ تَعْلِيمَ الصَّبِيِّ الْقُرْآنَ حَتَّى (يميز)

- ‌9 - بَابُ الْأَمْرِ بِإِعْرَابِ الْقُرْآنِ

- ‌10 - بَابُ فِي كَمْ يُقْرَأُ الْقُرْآنُ

- ‌39 - كتاب التفسير

- ‌1 - باب سورة الفاتحة

- ‌2 - سورة البقرة

- ‌3 - باب فضل سورة البقرة

- ‌4 - باب فضل آية الكرسي

- ‌5 - سورة آل عمر ان

- ‌6 - سورة النساء

- ‌7 - سورة المائدة

- ‌8 - سُورَةِ الْأَنْعَامِ

- ‌9 - سورة الأعراف

- ‌10 - باب سورة الأنفال

- ‌11 - سورة التوبة

- ‌12 - سورة يونس

- ‌13 - سورة هود

- ‌14 - سورة يوسف

- ‌15 - سُورَةِ الرَّعْدِ

- ‌16 - سورة الحجر

- ‌17 - سورة النحل

الفصل: ‌6 - باب فضل القراء

‌6 - باب فضل القرَّاء

3488 -

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حَفْصُ أَبُو (عُمَرَ)(1) الْقَارِئُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، (عَنْ أَبِيهِ)(2)، قَالَ: كنت مع عليٍّ رضي الله عنه، فسمع ضجَّتهم (3) في المسجد (4) يقرؤون الْقُرْآنَ، فَقَالَ: طُوبَى (5) لِهَؤُلَاءِ، هَؤُلَاءِ (كَانُوا)(6) أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

(1) في (سد)"عمرو".

(2)

مثبتة من كنز العمال (2/ 288) ومجمع البحرين ومسند البزّار.

(3)

ضجة القوم: أي صياحهم وجلبتهم. انظر لسان العرب (ترتيب 2/ 512).

(4)

صرحت رواية البزّار أنه مسجد الكوفة.

(5)

فعلى من الطيب واختلف في معناها على أقوال:

1 -

أنها شجرة في الجنة. 2 - فرح وقرة عين لهم. 3 - غبطة لهم. 4 - حسنى لهم. 5 - أصابوا خيرًا. 6 - أنها الجنة.

وقال النووي في شرح صحيح مسلم (2/ 176)، وكل هذه الأقوال محتملة.

(6)

في (عم): "أنهم".

ص: 372

3488 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا، حفص بن سليمان متروك.

قال الهيثمي في المجمع (7/ 169): وفيه حفص بن سليمان الغاضري، وهو =

ص: 372

= متروك. وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (3/ 190 ب).

ص: 373

تخريجه:

أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق محمد بن حرب النسائي، ثنا علي بن يزيد، ثنا حفص به كما في مجمع البحرين (/156).

وتابع حفصًا: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الثقفي، عن عاصم، عن أبيه بنحوه.

أخرجه البزّار في مسنده (2/ 95).

وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلَّا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن عاصم بن كليب إلَّا أبو يعقوب الثقفي. وأبو يعقوب هذا رجل مشهور.

قلت: إسحاق هذا ضعفه العقيلي وابن عدي. وانظر الكامل (1/ 333)، (والتهذيب 1/ 194).

قال الهيثمي في المجمع (7/ 169): وفي إسناد البزّار، إسحاق بن إبراهيم الثقفي وهو ضعيف.

فجملة القول أن الحديث ضعيف.

ص: 373

3489 -

وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (قَالَ):(1) مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، وَمَاتَ فِي الْجَمَاعَةِ، بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ السفرة (2) والبررة (3)، ومن قرأ القرآن وهو ينفلت (4) منه، آتاه الله (تعالى)(5) أجره مرتين، ومن كان حَرِيصًا عَلَيْهِ، وَلَا يَسْتَطِيعُهُ وَلَا يَدَعُهُ، بَعَثَهُ الله تعالى مع أشراف أَهْلِهِ (6)، وَفُضِّلُوا عَلَى الْخَلَائِقِ كَمَا فُضِّلَتِ النُّسُورُ (7) على سائر (الطيور)(8)، وكما فضلت

(1)(سد): "أنه قال".

(2)

جمع سافر وهو الرسول، والسفرة الرسل لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله تعالى.

وقيل: السفرة هم الكتبة من السفر وهو الكتاب، والمعنى في الحديث أن له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقًا للملائكة السفرة، لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى، وأنه عامل بعملهم وسالك مسلكهم. انظر شرح النووي علي مسلم (6/ 84).

(3)

بفتح الباء الأول وهم المطيعون من البر، وهو الطاعة والإحسان.

وسبب كونه معهم لاشتراكه مع الرسل والكتبة في حمل كتاب الله ونفع المسلمين بإسماعهم القرآن وهدايتهم إلى ما فيه. انظر شرح النووي ودليل الفالحين (6/ 166).

(4)

أي ينساه يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: "تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقلها" متفق عليه.

(5)

ليست في (سد) و (عم).

(6)

أي أهل القرآن.

(7)

طائر من الجوارح حاد البصر، قوي من الفصيلة النسرية من رتبة الصقريات، وهو أكبر الجوارح حجمًا وله منقار معقوف مدبّب ذو جوانب مزودة بقواطع حادة، جناحاه كبيران سريع الخطى بطيء الطيران يتغذى بالجيف ولا يهاجم الحيوان إلَّا مضطرًا، ويستوطن المناطق الحارة والمعتدلة. انظر المعجم الوسيط (2/ 925).

(8)

(سد) و (عم): "الطير" وكلاهما صحيح.

ص: 374

عَيْنٌ (9) فِي مَرْجَةٍ (10) عَلَى مَا حَوْلَهَا، ثُمَّ يُنَادِي منادٍ: أَيْنَ الَّذِينَ (كَانُوا)(11) لَا تُلْهِيهِمْ رعاية الأنعام، عن تِلَاوَةِ كِتَابِي فَيَقُومُونَ (فَيَلْبِسُ)(12)(أَحَدُهُمْ تَاجَ الْكَرَامَةِ)(13)، وَيُعْطَى الْيُمْنَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِيَسَارِهِ، ثُمَّ يُكْسَى أبواه إن كانا مسلمين حلة خير (من الدنيا و)(14) ما فِيهَا، فَيَقُولَانِ: أَنَّى لَنَا هَذَا، وَمَا بَلَغَتْ أَعْمَالُنَا، فَيُقَالُ: إِنَّ وَلَدَكُمَا كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ.

* هَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ لَكِنْ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ العزيز ضعيف الحديث.

(9) العين: ينبوع الماء المتدفق البخاري. المعجم الوسيط (2/ 647).

(10)

المرج: الأرض الفضاء ذات الكلاء ترعى فيها الدواب. انظر اللسان (3/ 461).

(11)

(سد): "كانت".

(12)

(عم): "فيلبسوا".

(13)

بياض في (عم).

(14)

بياض في (عم).

ص: 375

3489 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف لضعف سويد بن عبد العزيز.

قال الهيثمي في المجمع (7/ 163): وفيه سويد بن عبد العزيز، متروك وأثنى عليه هشيم خيرًا.

وقال البوصيري في الإِتحاف (3/ 190 أ): رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف لضعف سويد بن عبد العزيز، ورواه أبو داود في سننه والحاكم وصححه من حديث معاذ بن أنس.

ص: 375

تخريجه:

أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 345) من طريق إسحاق بن راهويه به. =

ص: 375

= وتابع إسحاق وابن هاشم البعلبكي، أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 72) بإسنادين عن محمد بن هاشم، عن سويد به.

ومحمد صدوق كما يظهر ذلك من ترجمته في (التهذيب 9/ 436).

وقد تقدم ذكر شواهد لهذا الحديث في حديث ابن بريدة (رقم 3478) وسبق الحكم بأنه وحديث الباب والشواهد المذكورة فيه ترقّي الحديث إلى درجة الحسن.

وللحديث شاهد آخر مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار، ويحل حلاله ويحرّم حرامه، خلطه الله بلجمه ودمه، وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، وإذا كان يوم القيامة، كان القرآن له حجيجًا، فقال: يا رب كل عامل يعمل في الدنيا، يأخذ بعمله من الدنيا، إلَّا فلان كان يقوم بي آناء الليل والنهار، فيحل حلالي ويحرم حرامي، فيقول: يا رب، فأعطه فيتوجه الله تاج الملك، ويكسوه من حلل الكرامة، ثم يقول: هل رضيت، فيقول: يا رب ارغب في أفضل من هذا، فيعطيه الله عز وجل، الملك بيمينه، والخلد بشماله، ثم يقال له: هل رضيت، فيقول: نعم يا رب، ومن أخذه بعد ما يدخل في السنن، فأخذه يتفلت منه أعطاه الله أجره مرتين.

أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 345).

أخبرنا أبو نصر بن قتادة، ثنا أبو الفضل أحمد بن إسماعيل بن يحيى بن حازم الأزدي، أنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله، أنا يعقوب بن حميد بن كاسب، عن هشام بن سليمان بن عكرمة، عن إسماعيل بن رافع، عن سعيد المقبري: وزيد بن أسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وهذا إسناد ضعيف لأمرين: إسماعيل ضعيف.

هشام بن سليمان ضعيف في غير حديث ابن جريج، والأحمدان لم أجد لهما ترجمة. وكأنَّ الصحيح حديث أبي سعيد المقبري الآتي (برقم 3499). =

ص: 376

= وله إسناد آخر عند الجوزقاني في الأباطيل (رقم 686).

أخبرنا محمد بن عبد الغفار، قال ثنا أبو طاهر أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الله الصانع، قال ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف بن عمر، ثنا أبو العباس الفضل ابن الفضلى الكندي، ثنا الحسن بن علي الخشاب، ثنا محمد بن عبيد المحاربي عن أبي رافع المدني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، به وهذا إسناد ضعيف. أبو رافع هو إسماعيل المتقدم ذكره، وهو ضعيف، وفي الإِسناد من لم أجد له ترجمة.

ولبعض الحديث شواهد:

أولًا: في إعطاء الأجر للقائم بالقرآن والذي شق عليه:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران.

أخرجه البخاري واللفظ له في التفسير، باب سورة عبس (الفتح 88/ 691).

ومسلم في المسافرين، باب فضيلة حافظ القرآن (النووي 6/ 4).

وأبو داود وفي الوتر، باب في ثواب قراءة القرآن (2/ 70: 1454).

والترمذي في فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل قارئ القرآن (4/ 344).

والنسائي في فضائل القرآن (رقم 70، 71، 72).

وابن ماجه في الأدب، باب ثواب القرآن (2/ 242: 3779).

وأحمد (6/ 48، 94، 98، 110، 170، 192، 266.

والطيالسي (/210: 1499). وأبو عبيد في الفضائل (/38).

وابن أبي شيبة في فضائل القرآن باب في الماهر بالقرآن (3/ 490). =

ص: 377

= والدارمي في فضائل القرآن، باب فضل من يقرأ القرآن ويشتد عليه (2/ 444).

والفريابي في فضائل القرآن (/112، 73)، وابن حبّان (3/ 44).

والبيهقي في السنن كتاب الصلاة، باب المعاهدة على قراءة القرآن (2/ 395) والبغوي في شرح السنة (4/ 428).

وابن الشجري في أماليه (1/ 73، 77).

كلهم بأسانيدهم عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة رضي الله عنها.

فهذا شاهد صحيح لطرف الحديث.

ص: 378

3490 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا حَسَدَ (1) إلَّا في اثنتين. . . الحديث (2).

(1) قال المصنف في (الفتح 1/ 166)(باختصار وتصرف): الحسد تمنى زوال النعمة عن المنعم عليه -سوءًا أراد تلك النعمة له، أو مجرد الزوال- وهو منهيّ عنه، واستثنوا إذا كانت النعمة لكافر أو فاسق يستعين بها على معاصي الله تعالى، والمراد بما في الحديث: الغبطة، وأطلق عليه الحسد مجازًا، وهو أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه، والحرص على هذا يسمى منافسة، فإن كان في الطاعة فهو محمود ومنه "فليتناف المتنافسون" المطففين. وان كان في المعصية فهو مذموم، ومنه "ولا تنافسوا". وان كان في الجائزات فهو مباح، فكأنه قال في الحديث: لا غبطة أعظم -أو أفضل- من الغبطة في هذين الأمرين.

وعلى ما في الحديث لا حسد محمود إلَّا في اثنتين.

(2)

وتمامه كما في مسند أبي يعلى (2/ 28) رجل أتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل، وآناه النهار،

فهو يقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه، فهو يقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا، لفعلت كما يفعل".

ص: 379

3490 -

الحكم عليه:

هذا حديث متصل، رجاله ثقات، إلَّا أنه أعلَّ بالشذوذ كما سيأتي.

قال الهيثمي في المجمع (3/ 111)، رجاله رجال الصحيح.

ص: 379

تخريجه:

وتابع عثمان بن أبي شيبة عن يحيى بن آدم به:

2 -

أحمد بن حنبل في مسنده (2/ 479)، بذكر السند محيلًا بالمتن على حديث سابق لأبي هريرة رضي الله عنه بلفظه.

3 -

أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف في فضائل القرآن، باب من قال الحسد في قراءة القرآن (10/ 557). =

ص: 379

= محمد بن كريب عند الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 191) حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، عن أبي كريب كلهم عن يحيى به.

قال أبو حاتم لما سئل في العلل (2/ 62)، عن حديث رواه حفص، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَا حَسَدَ إلَّا في اثنتين وما في حديث يزيد أيهما أصح؟

قال: حفص أحفظ، والحديث مروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، من طريق آخر، ولا أعلم لأبي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في هذا شيئًا.

ولم أقف على رواية حفص، إلَّا أنه توبع به:

فقد تابعه شعبة بنحوه عند البخاري في فضائل القرآن، باب اغتباط صاحب القرآن (9/ 73).

والنسائي في الكبرى كما في التحفة (9/ 357).

وأحمد (2/ 479)، والغرياني في فضائل القرآن (/197).

والبيهقي في سننه كتاب الزكاة، باب وجوه الصدقة (4/ 189).

وجرير بن عبد الحميد عن سليمان بنحوه.

أخرجه البخاري في التمني، باب تمني القرآن والعلم (13/ 220).

وفي التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به (13/ 502).

والنسائي في الكبرى كما في التحفة (9/ 348).

والفريابي في فضائل القرآن (/197).

سنان -لعله ابن هارون البرجمي- عن الأعمش به أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 191).

وشعبة من أصحاب الأعمش الكبار، وإنما يفضل عليه الثوري وأبو معاوية فيه، وقد توبع عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، فيه ويزيد وإن =

ص: 380

= كان حافظًا فإن أحمد يقول فيه وفي أخيه قطبه وسليمان ابن قرم: هؤلاء قوم ثقات، وهم أتم حديثًا من حديث شعبة وسفيان، هم أصحاب ليث، وإن كان سفيان وشعبة أحفظ منهم، أي في غير ليث.

فالحكم حينئذٍ لشعبه ومن تابعه والله أعلم.

وسواء كان الحديث عن أي الصحابيين فهو صحيح.

وفي الباب عن ابن عمر وابن مسعود وأبي كبشه رضي الله عنهم.

ص: 381

3491 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يَتَمَثَّلُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُؤْتَى بالرجل قد كان حمله، فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حمَّلته إِيَّايَ فشرَّ حَامِلٍ، تَعَدَّى حُدُودِي وضيَّع فَرَائِضِي، (وَرَكِبَ) مَعْصِيَتِي، وَتَرَكَ طَاعَتِي، فَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ عَلَيْهِ بِالْحُجَجِ حَتَّى يُقَالَ: فَشَأْنُكَ بِهِ، فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، مَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يكبَّه عَلَى صخرة في النار، وَيُؤْتَى بِالْعَبْدِ الصَّالِحِ، قَدْ كَانَ حَمَلَهُ (فَحَفِظَ) أَمْرَهُ، فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَمَّلْتَهُ إِيَّايَ فَكَانَ خَيْرَ حَامِلٍ، حَفِظَ حُدُودِي وَعَمِلَ بِفَرَائِضِي، وَاجْتَنَبَ مَعْصِيَتِي، وَعَمِلَ بِطَاعَتِي، وَمَا يزال يقذف له بالحجج، حتى يقال: شَأْنُكَ بِهِ، فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، فَمَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يَكْسُوَهُ حُلَّةَ الْإِسْتَبْرَقِ، وَيَعْقِدَ عَلَيْهِ تَاجَ الْمُلْكِ، ويسقيه كأس الخمر (1).

* هذا إسناد حسن.

(1) زاد في (ك): [2]"وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي عَنِ ابْنِ إسحاق به"، [سعد]. وانظر كلام المحقق عقب الحديث (3494).

ص: 382

3491 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف.

لتدليس ابن إسحاق وقد عنعن.

قال الهيثمي في المجمع (7/ 164): وفيه ابن إسحاق وهو ثقة، ولكنه مدلس وبقية رجاله ثقات، وحسَّنه المصنف كما رأيت، وحسنه في زوائد البزّار له (2/ 132). =

ص: 382

= وقال البوصيري في الإتحاف (مختصر 2/ 190 أ): رواه أبو بكر وأبو يعلى بإسناد حسن.

ص: 383

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه في فضائل القرآن، باب يشفع القرآن لصاحبه يوم القيامة (10/ 491)، بالإِسناد والمتن، ومن طريقه ابن الضريس في الفضائل (/104) والجورقاني في الأباطيل (رقم 685)، وتابع ابن نمير عن ابن إسحاق عبد الأعلي بن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن شعيب به عند البزّار كما في كشف الأستار (3/ 98)، وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (/258) كلاهما بإسناديهما عن عبد الأعلى بنحوه.

وتابعهما سلمة بن الفضل عند ابن شاهين في الترغيب (رقم 216)، ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا يزيد بن المبارك، ثنا سلمة وعزاه البوصيري كما رأيت لأبي يعلى وسيذكره المصنف عقب الحديث (رقم 3494).

ص: 383

3492 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (1) إن لله تبارك وتعالى (2) أَهْلِينَ (3) مِنَ النَّاسِ قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال صلى الله عليه وسلم: "هم أهل القرآن"(4).

(1) ليست في (مح).

(2)

ليست في (سد) وفي (عم)"عز وجل".

(3)

قال في النهاية أي حفظة القرآن العاملون به -وهو كما في الحديث- فهم أولياء الله المختصون به اختصاص أهل الإنسان به (1/ 83).

(4)

انظر بغية الباحث (رقم 732).

ص: 384

3492 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا لأمرين:

1 -

الخليل بن زكريا متروك.

2 -

مجالد ضعيف.

قال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 190 ن): رواه الحارث ابن أبي أسامة عن الخليل بن زكريا البوصيري، عن مجالد بن سعيد وهما ضعيفان.

ص: 384

تخريجه:

لم أقف عليه بهذا الإِسناد، وقد عزاه في الكنز (1/ 523)، إلى ابن النجار.

والحديث ورد من حديث أنس رضي الله عنه، بنحوه.

أخرجه الطيالسي في مسنده (/283: 2124).

وأحمد (3/ 127، 242). وأبو عبيد في فضائل القرآن (/381).

والنسائي في فضائل القرآن (/83).

وابن ماجه في المقدمة، باب من تعلم القرآن وعلمه (1/ 78: 215).

وابن نصر في قيام الليل (/171). =

ص: 384

= وابن الضريس في فضائل القرآن (/97).

والآجري في أخلاق حملة القرآن (23). والرازي في الفضائل (رقم 37).

والحاكم في مستدركه (1/ 556)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 551).

وأبو نعيم في الحلية (3/ 63)، (9/ 40)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 357). بأسانيدهم عن عبد الرحمن بن بديل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، مرفوعًا.

وهذا إسناد حسن، ابن بديل لا بأس به كما في (التقريب 1/ 473).

قال البوصيري: إسناده صحيح.

وقد روي بطرق أخرى عن أنس ضعيفه، انظرها في السلسلة الضعيفة (4/ 84).

ص: 385

3493 -

حدّثنا (1) أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ رضي الله عنه (قَالَ: إِنَّ) (2) النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال (3): من تعظيم الله (تعالى)(4)، إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن (والإِمام العادل (5)).

(1) القائل الحارث ابن أبي أسامة. وانظر: بغية الباحث (رقم 733).

(2)

في (عم): "عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ".

(3)

فِي بغية الباحث: "إن من تعطيم إجلال الله إكرام

".

(4)

في (سد) و (عم): "عز وجل".

(5)

في الأصل و (عم): "العدل"، والمثبت من (سد) وما في الكنز، وهو أولى، إذ أن العدل صفة قاصرة على المُتصف بها، والعادل إلى غيره.

ص: 386

3492 -

الحكم عليه:

هذا حديث رجاله ثقات، إلا أنه مرسل بين قتادة والنبي صلى الله عليه وسلم.

قال البوصيري كما في الإتحاف (2/ 190 ب): رواه الحارث مرسلًا، ورواته ثقات.

ص: 386

تخريجه:

أخرجه ابن الضريس كما في اللآلىء المصنوعة (1/ 152)، أنبأنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا حماد، به.

وللحديث شواهد:

أولًا: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إنَّ من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن، غير الغالي فيه، والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المُقسط".

أخرجه أبو داود في الأدب، باب تنزيل الناس منازلهم (4/ 261: 4843).

والمروزي في زوائد الزهد على ابن المبارك (/131).

والبيهقي في سننه من طريق أبي داود في قتال أهل البغي، باب النصيحة لله (8/ 163)، ومن طريق آخر في الشعب (2/ 550، 7/ 460). =

ص: 386

= وابن الشجري في أماليه (2/ 247).

كلهم من طريق إسحاق بن إبراهيم الصوَّاف، ثنا عبد الله بن حمران، حدّثنا عوف ابن أبي جميلة، عن زياد بن مخراق، عن أبي كنانة، عن أبي موسى، به.

قلت: وأبو كنانة مجهول.

وقد خالف عبد الله بن حمران بن المبارك، ومعاذ بن معاذ، والنضر بن شميل، وروح بن عبادة، فوقفوه عن عوف:

1 -

ابن المبارك عند البخاري في الأدب المفرد (/130: 359)، من طريق ابن المبارك في الزهد (/131)، وابن الشجري (2/ 247).

2 -

ومعاذ عند ابن أبي شيبة في المصنف في فضائل القرآن، باب من إجلال الله إكرام حامل القرآن (10/ 551)، وأبو عبيد في الفضائل (/39).

3 -

والنضر بن شميل عند ابن الضريس كما في اللآلىء المصنوعة (1/ 152).

4 -

وروح عند البيهقي في المدخل (311).

وهؤلاء أوثق من ابن حمران، فقد ذكر المصنف في التقريب أنه يخطئ.

قال المصنف في التلخيص الحبير (2/ 118)، وإسناده حسن، أي المرفوع.

ثانيًا: عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديث أبي موسى رضي الله عنه.

أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 358: 350).

وابن عدي في الكامل (4/ 1596).

والبيهقي في الشعب (2/ 551).

كلهم عن هشام بن عمار، ثنا عبد الرحمن بن سليمان ابن أبي الجون، ثنا محمد بن صالح المدني، عن ابن المنكدر، عن جابر، به.

وهذا إسناد فيه لينٌ عبد الرحمن قال فيه المصنف في التقريب (1/ 482): =

ص: 387

= صدوق يخطئ، وعدّ الحافظ ابن عدي هذا الحديث من منكراته.

ثالثًا: عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعًا نحوه:

أخرجه البيهقي في المدخل (رقم 667)، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد الغفار، ثنا عباسى بن الفضل الأسفاطي ثنا سويد -يعني ابن سعيد- ثنا خالد بن يزيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أبي أمامة رضي الله عنه نحوه.

وهذا إسناد ضعيف فيه سويد بن سعيد، وفيه كلام معروف.

وخالد بن يزيد ضعيف كما في التهذيب (3/ 111).

وله إسناد أضعف منه أخرجه في الشعب (2/ 491)، من طريق عمرو بن الحصين، قال: نا ابن علاثة، قال: نا يحيى بن الحارث، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أمامة، به.

وعمرو بن الحصين متروك.

رابعًا: عن بريدة رضي الله عنه:

أخرجه الروياني في مسنده (رقم 12)، وابن عدي في الكامل (2/ 628)، والدارقطني في الأفراد كما في اللآلىء (1/ 152)، والخطيب في موضح الجمع والتفريق (2/ 56)، من طريق الحكم بن ظهير، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه بنحوه مرفوعًا.

وهذا إسناد واه بمرة الحكم متروك، واتُّهِم كما في التقريب (1/ 111).

خامسًا: عن ابن عمر رضي الله عنهما:

أخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 9).

وابن الجوزي من طريقه في الموضوعات (19/ 182).

والبيهقي في الشعب (7/ 459).

وابن الشجري في أماليه (2/ 247).

بأسانيدهم عن عيسى بن يونس، عن بدربن خليل، عن مسلم بن عطية، عن =

ص: 388

= عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما مرفوعًا.

وهذا إسناد واه بمرة: مسلم بن عطية اتهَّمه ابن حبّان بالوضع.

سادسًا: عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عز وجل جوادُ يحب الجواد، ومعالي الأمور، ويكره سفاسفها، وإن من عظيم إجلال الله إكرام ثلاثة

" تم ذكر الحديث بنحوه.

أخرجه ابن الشجري في أماليه (2/ 240)، من طريق محمد بن محمد بن الأشعث قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه.

وهذا الحديث بهذا الإِسناد موضوع. محمد بن محمد وضّاع كما في اللسان (5/ 409).

سابعًا: عن ابن عباس رضي الله عنهما بنحو حديث علي.

أخرج طرفه الأول أبو نعيم في الحلية (5/ 29).

وبكامله ابن الشجري في أماليه (2/ 240).

عن نوح ابن أبي مريم، عن الحجاج بن أرطاة، عن طلحة بن مصرف، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.

وهذا إسناد موضوع: نوح من الوضاعين المشهورين.

ثامنًا: عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.

أخرجه هنّاد في الزهد (2/ 423: 828)،

وابن أبي شيبة في المصنف (9/ 100)، وأبو عبيد في الفضائل (/38).

والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 359)، والرازي في الفضائل (رقم 91).

بأسانيدهم عن سليمان بن سحيم، عن. طلحة، به.

وهذا مرسل جيد الإِسناد. =

ص: 389

= تاسعًا: عن طاووس بن كيسان قال: إنَّ من السنّة أن توقر أربعة: العالِم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد.

أخرجه عبد الرزاق في جامع معمر (11/ 137)، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، ومن طريقه البيهقي في المدخل (رقم 662).

وإنما أوردته لأن السيوطي قال في اللآلىء المصنوعة عنه عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه.

فإن كان كذلك في نسخته، فهذا مرسل خفي بين طاووس وطلحة. وهو على الحالين مرسل.

ولبعضه شواهد:

مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إنَّ من تعظيم جلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة في الإِسلام، وأن من تعظيم جلال الله إكرام الإِمام المقسط.

أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن كما في اللآلىء (1/ 151).

ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/ 465).

عن علي بن محمد الطنافسي حدّثنا وكيع، عن أبي معشر المدني، عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، به مرفوعًا.

وهذا إسناد ضعيف، أبو معشر ضعيف.

وجملة القول بعد هذا كله:

أن الحديث ثابت مرفوعًا بحديث أبي موسى رضي الله عنه، ذلك لأن ابن المبارك قد رواه بالوجهين. كما ذكر البيهقي ونقله عنه محقق الزهد لهناد ابن السري.

ويقويه حديث طلحة بن عبيد الله بن كريز، وطاووس بن كيسان، وجابر رضي الله عنهم.

فحديث قتادة به حسن.

ص: 390

3494 -

حدّثنا (1) أَحْمَدُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أبي عبد الرحمن الفهري (2) (3) قال: إِنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنْ مَغْنَمٍ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِيَدْعُوَ لَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، (وَقَالَ) (4): مَا غَنِمَ فُلَانٌ (أَفْضَلَ)(5) مِمَّا غَنِمْتَ، تعلم خمس آيات.

3491 -

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي، عَنِ (ابْنِ)(6) إسحاق، به (7).

(1) القائل هو الحارث ابن أبي أسامة. وانظر بغية الباحث (رقم 728)، ولفظه:"ما سف فلان أفضل مما سفت تعلم خمس آيات"؟!

(2)

في بغية الباحث: "النهدي".

(3)

بكسر الفاء وسكون الهاء: نسبة إلى فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وإليه تنسب قريش. انظر الأنساب (9/ 352)، والمغني في ضبط الأسماء (/199).

(4)

في (سد) و (عم): "وقال صلى الله عليه وسلم ".

(5)

في (عم): وهو تحريف.

(6)

في (سد): "أبي إسحاق".

(7)

هكذا في جميع النسخ ولا ارتباط بينه وبين ما قبله، والذي يظهر أنه استكمال بذكر المتابعة لحديث عمرو بن شعيب الماضي قبل حديثين، وكأنه سبق قلم من الناسخ. ويؤيِّد هذا أن البوصيري عزا الحديث السابق إلى أبي يعلى. وانظر تعليق الأخ الفاضل الدكتور سعد ابن ناصر الشثري.

ص: 391

3494 -

الحكم عليه:

هذا إسناد فيه من لم أعرفه، وباقي رجاله ثقات، وعلى فرض أن الفهري هو الصحابي المترجم في التهذيب (12/ 172)، ففيه انقطاع بينه وبين الجريري، إذ أن الجريري لم يرو عن الصحابة إلا عن أبي الطفيل. =

ص: 391

= مع أن الصحابي لم يرو عنه غير عبد الله بن يسار كما نقل المصنف عن غير واحد، وظاهر الحديث لا يؤيد كونه هو؟ والذي في بغية الباحث: النهدي ولم أعرفه.

قال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 190 ب): رواته ثقات.

ص: 392

تخريجه:

لم أقف عليه.

ص: 392

3495 -

[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شريح الخزاعي رضي الله عنه (1) قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَبْشِرُوا أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ (2) طَرْفُهُ بِيَدِ اللَّهِ تعالى، وطرفه بِأَيْدِيكُمْ، فَتَمَسَّكُوا (3) بِهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تهلكوا بعده أبدًا.

[2]

وقال عبد (4): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ.

(1) ليست في (سد) و (عم).

(2)

قال في النهاية (2/ 329)، أصله من السبب، وهو الحبل الذي يُتوصَّل به إلى الماء، ثم استُعير لكل ما يتوصل به إلى شيء، قوله تعالى:{وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166]، أي الوصل والمودّات.

(3)

في (سد) و (عم): "فتمسكوا".

(4)

في المنتخب (1/ 432).

ص: 393

3495 -

الحكم عليه:

هذا إسناد حسن، أبو خالد صدوق يخطئ، وقد أُعل بالمخالفة.

قال البيهقي: ورواه الليث بن سعد عن سعيد المقبري، عن نافع بن جبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

قال البخاري: وهذا أصح.

قلت: وهذا خاص بحديث جبير وليس بحديث أبي شريح الخزاعي.

قال الهيثمي في المجمع (1/ 174): رجاله رجال الصحيح.

وقال البوصيري كما في الإِتحاف (مختصر 2/ 189 أ): إسنادٌ جيد.

ص: 393

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، في فضائل القرآن، باب التمسك بالقرآن (10/ 481). =

ص: 393

= وتابع عبد عن أبي بكر بن أبي عاصم في الآحاد (4/ 282).

وعبيد بن غنام عند الطبراني في الكبير (22/ 188).

والحسن بن سفيان عند ابن حبّان (1/ 330)، والرازي في الفضائل (رقم 33).

وتابع أبا بكرعن أبي خالد:

علي بن المديني عند البيهقي في الشعب (2/ 327، 352).

ويوسف بن عدي عند ابن نصر في قيام الليل (/178).

ومحمد بن سعيد بن سليمان الكوفي، المعروف بابن الأصبهاني عند الطبراني في الكبير (22/ 188)، وابن الجوزي الأصبهاني في الحجة (2/ 168).

وله شاهد من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالحُجفة، فَقَالَ: أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريك له، وأني رسول الله وأنَّ القرآن جاء من عند الله؟ قلنا: بلى، قال: فأبشروا

ثم ذكره بنحو الحديث.

أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 77).

والطبراني في الكبير (2/ 126).

وفي الصغير (الروض الداني 2/ 209).

بإسناديهما عن أبي داود الطيالسي، ثنا أبو عبادة الأنصاري، ثنا الزهري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أبيه، به.

قال الطبراني في الصغير: لم يروه عن الزهري إلا أبو عبادة عيسى بن عبد الرحمن الزرقي، تفرَّد به أبو داود، لم يحدث به أبو داود إلَّا بالبصرة.

قال الهيثمي في المجمع (1/ 174)، وفيه أبو عبادة الزرقي، وهو متروك الحديث.

وقد ورد مرسلًا، أخرجه أبو الحسين الكلابي كما في السلسلة الصحيحة (2/ 339)، عن الليث، عن سعيد، عن نافع بن جبير، به مرسلًا.

ولعله هذا الذي أشار إليه البخاري، أي أنه أصح من المتصل عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه، وليس الحديث كله.

ص: 394

3496 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ (1)، ثنا (ليث)(2)، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مرَّ عَلَى أَصَحَابِهِ رضي الله عنهم (3) وَهُمْ جلوسٌ يَنْتَظِرُونَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ وَقَفَ عَلَيْهِمْ فجلس، فقال: ألستُم تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَتَشْهَدُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَشْهَدُونَ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عز وجل (4)؟ قالوا: بلى نشهدُ على هذا، قال صلى الله عليه وسلم: أبشروا فإنَّ هذا (القرآن)(5) سبب من الله تعالى، طرفه بيد الله (تعالى)(6)، وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به، (لا)(7) تضلوا ولا تهلكوا بعده أبدًا.

(1) في (سد): "نصر".

(2)

في (سد) و (عم): "الليث".

(3)

ليست في (سد) و (عم).

(4)

في (سد): "تعالى"، وليست في (عم).

(5)

في الأصل: "الحديث"، والمثبت من (سد) و (عم) والإِتحاف والمطبوع.

(6)

في (سد) و (عم): "عز وجل".

(7)

في (سد): "ولا".

ص: 395

3496 -

الحكم عليه:

هذا حديث صحيح الإِسناد، ولعله أصح مما قبله، والليث ثبت في المقبري.

وسكت عليه البوصيري كما في الإتحاف (مختصر 2/ 189 أ).

ص: 395

تخريجه:

لم أقف عليه بهذا الإِسناد.

ص: 395

3497 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عِيسَى -هُوَ ابْنُ الْمُخْتَارِ- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:(يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم)(1) أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَرَأَ أَوَّلَ اللَّيْلِ، ثُمَّ سَرَقَ آخِرَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إذا قرأ أول الليل حجرة (2) آخره عن أن يسرق.

(1) ليست في (سد) و (عم).

(2)

أي منعه من السرقة في آخره.

ص: 396

3497 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف: محمد بن عبد الرحمن ضعيف.

قال البوصيري في الإتحاف (2/ 189أ): رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لضعف محمد بن أبي ليلى.

ص: 396

تخريجه:

لم أقف عليه بهذا الإِسناد.

وقد رواه الأعمش واضطرب فيه فرواه مرة عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أخرجه أحمد عن وكيع في المسند (2/ 447). وأخرجه العبسي في نسخة وكيع عن الأعمش (رقم 31) وقال فيه الأعمش أراه عن أبي هريرة.

والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 430).

وابن حبّان (6/ 300).

كلاهما عن محمد بن القاسم الحراني المعروف بسحيم حدّثنا عيسى بن يونس.

والبزار كما في كشف الأستار (1/ 346)، حدّثنا محمد بن معمر، ثنا محاضر ابن المورع، كلهم عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إن فلانًا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق، قال: إنه سينهاه ما يقول. =

ص: 396

= واللفظ لوكيع.

وخالف هؤلاء عن الأعمش جرير بن عبد الحميد فرواه عنه عن أبي صالح قال أراه عن جابر، بنحوه.

أخرجه البزّار كما في الكشف (1/ 346) ثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير بن عبد الحميد، به.

ورواه زياد بن عبد الله عن الأعمش فجزم، به عن جابر وخالفهم جميعًا قيس بن الربيع الأسدي فرواه عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، نحوه.

أخرجه البغوي في الجعديات (رقم 2069).

قلت: رواية زياد بن عبد الله وقيس بن الربيع لا تثبت بها المخالفة لأن زياد بن عبد الله وهو ابن الطفيل العامري قال فيه المصنف في التقريب (1/ 268): صدوق ثبت في المغازي وفي حديثه عن غير ابن إسحاق لين.

وأما قيس بن الربيع ففيه لين كما سيأتي في ترجمة (رقم 738).

وبقي رواية جرير بن عبد الحميد على الشك فيحمل الشك على عدم الشك كما في حديث وكيع ومحاضر عن المورع وعيسى بن يونس عن أبي هريرة، فالحديث مستقيم عن أبي هريرة رضي الله عنه وهو صحيح.

ص: 397

3498 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أنس رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"الْقُرْآنُ غِنًى لا فقر بعده، ولا غنى دونه".

(1) في المسند (3/ 183): وقد وهَّم محقق المعجم الكبير ومسند الشهاب من عزى الحديث لأبي يعلى، وزعم أنه سهو من الهيثمي أو الناسخ أو الطابع، بل وبالغ فقال: ثم تبين لي أن أبا يعلى لم يروه مطلقًا، وهو فيه كما ترى.

ص: 398

3498 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علل:

1 -

شريك بن أبي شريك يخطئ كثيرًا.

2 -

يزيد بن أبان ضعيف.

3 -

الحسن يدلس وقد عنعن.

قال الهيثمي في المجمع (7/ 161)، وفيه يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف.

وضعفه البوصيري، به كما في الإتحاف (2/ 189 أمختصر).

ص: 398

تخريجه:

ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن الشجري في أماليه (1/ 2).

وتابع أبا يعلى عن محمد بن عبّاد:

1 -

عبد الله بن أحمد عند الطبراني الكبير (1/ 255).

2 -

محمد بن نصر في قيام الليل (175).

3 -

الحسن بن علي شبيب المعمري عند البيهقي في شعب الإيمان (2/ 529) كلهم عن محمد بن عبّاد، به.

4 -

الحسن بن سفيان عند الرازي في الفضائل (رقم 87).

وتابع حاتم بن إسماعيل عن شريك: =

ص: 398

= إسحاق الأزرق عند الرازي في الفضائل (رقم 88) نا أبو عبد الرحمن السلمى أنا أبوعمرو بن مطر، نا الخليل بن محمد بن الخليل، نا تميم ابن المنتصر، نا إسحاق الأزرق عن شريك، به.

وتابع الرقاشي:

أبو عمرو بن العلاء، عن الحسن، عن أنس، به.

أخرجه الخطيب في تاريخه بطريقين عن الدارقطني حدّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم البرمكي، حدّثنا أبو عبد الله بن يحيى الكسائي، حدّثنا أبو الحارث الليث بن خالد المقري، حدّثنا أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي عن أبي عمرو، به (13/ 16).

وفي الإِسناد من لم أجد له ترجمة.

ونقل القضاعي عن الدارقطني (1/ 186)، بعد أن نقل عنه قوله: حدث الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس، فذكره مرفوعًا.

ورواه أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ مرسلًا، وهو أشبه بالصواب.

قلت: وهو عند سعيد بن منصور في السنن (رقم 5) أخرجه عنه. وهو أشبه بالصواب إذ أن أبا معاوية أثبت أصحاب الأعمش.

قلت: ذكر الشيخ الألباني: أن ابن السماك رواه عن شريك عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بنحوه مرفوعًا وذلك في السلسلة الضعيفة (4/ 63).

قال الشيخ: وهو ضعيف مرسلًا وموصولًا؛ لأن مداره على الرقاشي وهو ضعيف، ومدار الموصول عليه من رواية شريك، وهو ابن عبد الله القاضي وهو ضعيف.

قلت: ذكر الهيثمي في المجمع أن الطبراني أخرجه عن أبي هريرة. =

ص: 399

= قال: وفيه يزيد الرقاشي، وهو ضعيف.

والطبراني لم يخرج لأبي هريرة في معجمه الكبير، بل له مسند مستقل والذي في الكبير حديث أنس، فلعله هو والله أعلم. على أن البيهقي قال في الشعب عقب حديث أنس رضي الله عنه وروى هذا الحديث من وجه آخر ضعيف عن الحسن عن أبي هريرة وهذا أشبه.

ص: 400

3499 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي سعيد رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: يجيئ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَحْسَنِ (شَارَةٍ)(1)(2)، وَأَحْسَنِ هيئة، قال: فيقول: يارب، قَدْ أَعْطَيْتَ كُلَّ عَامَلٍ أَجْرَ عَمَلِهِ، فَأَيْنَ أَجْرُ عَمَلِي؟ قَالَ: فَيُكْسَى صَاحِبُ الْقُرْآنِ حُلَّةَ (3) ويتوج تاج الملك، قال: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ لَهُ مما هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا، قَالَ: فَيُعْطَى الْخُلْدَ بِيَمِينِهِ، وَالنَّعِيمَ بِشِمَالِهِ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَرَضِيتَ، فيقول: نعم أي رب.

* مرسل صحيح (4).

(1) أصلها من شور -بالضم- وهو الجمال والحسن، أو كأنه من الشور، وهو عرض الشيء واظهاره. ويقال الشاره: هي الهيئة. انظر النهاية (2/ 508).

(2)

في (عم): "سادة".

(3)

في بغية الباحث (رقم 730) حلة الكرامة.

(4)

في المطبوع: مرسل، حسن الإِسناد.

ص: 401

3499 -

الحكم عليه:

هذا مرسل حسن الإِسناد/ محمد بن عمرو صدوق.

وسكت عليه البوصيري كما في الإتحاف (مختصر 2/ 189 ب).

ص: 401

تخريجه:

لم أقف عليه.

وله شاهد متصل عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعًا ولفظه.

من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار ويحل حلاله، ويحرم حرامه. خلطه الله بلحمه ودمه، وجعله رفيق السفرة .. وتقدم الحديث في (رقم 3489) وانظر الكلام عليه هناك.

وحديث الباب شاهد حسن لما هناك والحديث به حسن، والله أعلم.

ص: 401

3500 -

حدّثنا (1) أبو عبد الرحمن المقري (2): ثنا داود أبو بحر، عن صهر (3) له يقال له مسلم بن مُسْلِمٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عمير قال: قال عبادة بن الصمت رضي الله عنه: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ، فإنه يطير بِجَهْرِ قِرَاءَتِهِ الشَّيْطَانَ وَفُسَّاقَ الْجِنِّ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ فِي الْهَوَاءِ وَسُكَّانَ الدَّارِ يَسْتَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ وَيُصَلُّونَ بصلاته، فإذا مضت هذه الليلة (و) (4) أقبلت الْمَلَائِكَةُ الْمُسْتَأْنَفَةُ فَتَقُولُ: نَبِّهِيهِ لِسَاعَتِهِ، وَكُونِي عَلَيْهِ خَفِيفَةً، فَإِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ (جَاءَ)(5) الْقُرْآنُ، فَوَقَفَ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَهُمْ يُغَسِّلُونَهُ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهُ دَخَلَ حَتَّى صَارَ بَيْنَ صَدْرِهِ وَكَفَنِهِ، فَإِذَا وُضِعَ فِي حُفْرَتِهِ (6)، وَجَاءَهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ (7) خَرَجَ الْقُرْآنُ حَتَّى صَارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا، فَيَقُولَانِ لَهُ: إِلَيْكَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَهُ، فَيَقُولُ، والله ما أنا بمفارقه.

(1) القائل الحارث بن أبي أمامة. وانظر بغية الباحث (رقم 729).

(2)

بضم الميم وكسر الراء، نسبة إلى اقراء الناس القراءة.

(3)

الصهر: مفرد أصهار، وهم أهل بيت المرأة، وأهل بيت الرجل اختان. قال الخليل: ومن العرب من يجعل الصهر من الأحماء والاختان. انظر لسان العرب تهذيب (2/ 486)، مختار الصحاح (371).

(4)

ليست في (عم).

(5)

في (سد) و (عم): "جاءه".

(6)

أي قبره.

(7)

اسمان للملكين المكلفين بسؤال العبيد في القبور، وقد ورد في صفتهما أنهما سودان أزرقان.

انظر صحيح ابن حبّان (5/ 48).

ص: 402

قال أبو عبد الرَّحْمَنِ: وَفِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ إِلَيَّ (8) هذا الحرف: حتى أدخله الجنة فإن كنتما أمرتما فيه بشيء فشأنكما به، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ، فَيَقُولُ: أَنَا الْقُرْآنُ الَّذِي كُنْتُ أسهر ليلك، وأظمىء نَهَارَكَ، وَأَمْنَعُكَ (شَهْوَتَكَ)(9) وَسَمْعَكَ وَبَصَرَكَ، فَتَجُدنِي مِنَ الْأَخِلَّاءِ خَلِيلَ صِدْقٍ، وَمِنَ الْإِخْوَانِ أَخَا صِدْقٍ، فأبشر، فما عليك بعد مسألة من مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ مِنْ هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ، ثُمَّ يَخْرُجَانِ عَنْهُ، فَيَصْعَدُ الْقُرْآنُ إِلَى (رَبِّهِ)(10)، فَيَسْأَلُ لَهُ فِرَاشًا وَدِثَارًا (قَالَ) (11): فَيُؤْمَرُ لَهُ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ (12)، وَقِنْدِيلٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَاسَمِينَ مِنْ يَاسَمِينَ الْجَنَّةِ، فَيَحْمِلُهُ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ مُقَرَّبِي السَّمَاءِ (الدُّنْيَا)(13)، قَالَ: فَيَسْبِقُهُمْ إِلَيْهِ الْقُرْآنُ (فَيَقُولُ)(14): هَلِ اسْتَوْحَشْتَ بَعْدِي، فَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِرَبِّي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ، حَتَّى آمُرَ لَكَ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ وَنُورٍ مِنْ نُورِ الْجَنَّةِ، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ فَيَحْمِلُونَهُ (وَيَفْرِشُونَ)(15) ذَلِكَ الْفِرَاشَ (تَحْتَهُ)(16)، وَيَضَعُونَ الدِّثَارَ تَحْتَ قَلْبِهِ، وَالْيَاسَمِينَ عِنْدَ صَدْرِهِ ثُمَّ يَحْمِلُونَهُ حَتَّى يَضَعُونَهُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ يَصْعَدُونَ عنه، فَيَسْتَلْقِيَ عَلَيْهِ، فَلَا يَزَالُ يَنْظُرُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ حتى يلحقوا

(8) هذه طريقة من طرق التحمل وهي المكاتبة، وانظر كتب المصطلح في حكمها وحكم الرواية بها.

والقائل: هو عبد الله بن يزيد المقرئ.

(9)

في (سد): "شهوتك".

(10)

في (سد) و (عم): "رب عز وجل".

(11)

ليست في (عم).

(12)

الدثار بالكسر كل ما كان من الثياب فوق ما يلي الجسد من ملابس، انظر القاموس المحيط (2/ 27)، مختار الصحاح (198).

(13)

ليست في (سد).

(14)

في (سد): "فيقول له".

(15)

في (عم): "ويفرشون له ذلك".

(16)

ليست في (سد).

ص: 403

فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ يُرْفَعُ الْقُرْآنُ فِي نَاحِيَةِ القبر فيوسع عليه ما شاء أَنْ يُوَسِّعَ مِنْ ذَلِكَ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ إلىَّ، فَيُوسَعُ مَسِيرَةُ أَرْبَعمِائَةِ عَامٍ ثُمَّ يُحْمَلُ الْيَاسَمِينُ (17) مِنْ عِنْدِ صَدْرِهِ فَيَجْعَلُهُ عِنْدَ أَنْفِهِ، فَيَشُمَّهُ غَضًّا (18) إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، ثم يأتي أهله في كل يومين مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَيَأْتِيهِ بِخَبَرِهِمْ، فَيَدْعُو لَهُمْ بِالْخَيْرِ والإِقبال فَإِنْ تَعَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ القرآن بشره بذلك، وإن كان عقبه عقيب سُوءٍ أَتَى الدَّارَ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فَبَكَى عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، أَوْ كَمَا قال.

(17) الياسمين: بفتح السين المهملة وكسر الميم نبة من الفصيلة الزيتونية، تزرع لزهرها حسنة الرائحة، ويستخرج دهن الياسمين من زهر بعض أنواعها، وهو ينفع في علاج عسر البول، ولون الياسمين منه ما هو أبيض وأصفر وارجواني. عجائب المخلوقات (306)، المعجم الوسيط (2/ 1078). وما في الآخرة لا يقاس على ما هو في الدنيا كما هو معلوم.

(18)

أي طري لم يتغير. انظر النهاية (4/ 371).

ص: 404

3500 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا: داود بن راشد ضعيف جدًا على أنه اضطراب فيه كما سترى.

قال العقيلي: وهذا حديث باطل، كما في الضعفاء (2/ 40)، وقال ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 252): هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، والمتهم به داود. وسكت عليه البوصيري كما في الإتحاف (189/ ب).

ص: 404

تخريجه:

أخرجه الحارث كما قال المصنف والبوصيري والسيوطي في اللآلىء.

وقد رواه عن عبد الله بن يزيد محمد بن الحسن عند: أبي بكر بن أبي الدنيا في كتاب التهجد (رقم 37). =

ص: 404

= ومحمد بن يحيى الذهلي عند: ابن نصر في قيام الليل كما في اللآلىء (1/ 241)، به.

ومحمد بن إسماعيل:

عند العقيلي، وليس في المطبوع وهو في اللآلىء كلهم عن المقري، به.

ورواه عن داود جماعة.

1 -

عمرو بن مرزوق عن داود، به إلَّا أنه قال مسلم بن أبي مسلم عند العقيلي في الضعفاء (2/ 39).

وأخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (166).

2 -

يونس بن عبيد الله العميري، به إلَّا أنه رفعه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 250)، وهو في اللآلىء المخرج عليه موقوف.

وللحديث شاهد من حديث معاذ رضي الله عنه مرفوع.

أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 341)، حدّثنا سلمة بن شبيب ثنا بسطام بن خالد الحراني، ثنا نصر بن عبد الله أبو الفتح عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان عن معاذ رضي الله عنه، بنحوه مرفوعًا.

قال البزّار: خالد بن معدان لم يسمع من معاذ، وإنما ذكرنا لأنا لا نحفظه عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا من هذا الوجه.

قال الهيثمي (2/ 257)، وفيه من لم أجد له ترجمة.

وبالجملة فالأثر ضعيف جدًا.

ص: 405