المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌2 - سورة البقرة - المطالب العالية محققا - جـ ١٤

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌22 - باب ما يقول من سافر

- ‌23 - بَابُ اتِّقَاءِ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ

- ‌24 - باب ما يقول إذا هاجت الريح

- ‌26 - باب ختم المجلس

- ‌27 - باب الحمد

- ‌28 - باب فضل الذكر

- ‌30 - بَابُ الذِّكِْر فِي الصَّلَاةِ

- ‌31 - بَابُ الذِّكْرِ فِي الصَّبَّاحِ وَالْمَسَاءِ

- ‌32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى لُزُومِ التَّسْبِيحِ

- ‌33 - باب فضل الذكر الخفي ّ

- ‌34 - باب عظمة ذكر الله تعالى

- ‌35 - باب التكبير

- ‌36 - بَابُ حَسْرَةِ مَنْ تَفَرَّقَ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ

- ‌37 - باب الاستعاذة

- ‌38 - بَابُ فَضْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بالله

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ بِالْبَلَاءِ لِمَنْ لَا يُطِيقُهُ

- ‌36 - كتاب بدء الخلق

- ‌1 - بَابُ مَا يَصْلُحُ فِي أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ

- ‌2 - باب خلق الأرض

- ‌3 - باب (الأرواح)

- ‌4 - باب الملائكة عليهم السلام

- ‌5 - باب الجن

- ‌6 - باب الحجب التي دون الله تعالى

- ‌8 - باب ذكر داود عليه (الصلاة والسلام)

- ‌9 - باب عزير

- ‌10 - باب ذكر عيسى

- ‌11 - باب قصة كرسف

- ‌12 - باب الخضر واليسع عليهما السلام

- ‌13 - بَابُ مَا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ

- ‌38 - كتاب فضائل القرآن

- ‌1 - بَابُ مَتَى نَزَلَ الْقُرْآنُ

- ‌2 - باب كتابة المصحف

- ‌4 - باب القراءة بالألحان

- ‌5 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَلَامِ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ

- ‌6 - باب فضل القرَّاء

- ‌7 - بَابُ عِقَابِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ أو لم يعمل به أو رآئى به والنهي عن الجدل فيه

- ‌8 - بَابُ مَنْ كَرِهَ تَعْلِيمَ الصَّبِيِّ الْقُرْآنَ حَتَّى (يميز)

- ‌9 - بَابُ الْأَمْرِ بِإِعْرَابِ الْقُرْآنِ

- ‌10 - بَابُ فِي كَمْ يُقْرَأُ الْقُرْآنُ

- ‌39 - كتاب التفسير

- ‌1 - باب سورة الفاتحة

- ‌2 - سورة البقرة

- ‌3 - باب فضل سورة البقرة

- ‌4 - باب فضل آية الكرسي

- ‌5 - سورة آل عمر ان

- ‌6 - سورة النساء

- ‌7 - سورة المائدة

- ‌8 - سُورَةِ الْأَنْعَامِ

- ‌9 - سورة الأعراف

- ‌10 - باب سورة الأنفال

- ‌11 - سورة التوبة

- ‌12 - سورة يونس

- ‌13 - سورة هود

- ‌14 - سورة يوسف

- ‌15 - سُورَةِ الرَّعْدِ

- ‌16 - سورة الحجر

- ‌17 - سورة النحل

الفصل: ‌2 - سورة البقرة

‌2 - سورة البقرة

3520 -

قال أحمد في الزهد: حدّثنا هَاشِمٌ -هُوَ ابْنُ الْقَاسِمِ- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: مَنْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ فِي لَيْلَةٍ توّج بها تاجًا في الجنة.

ص: 444

3520 -

الحكم عليه:

هذا إسناد حسن، محمد بن طلحة صدوق، وقد توبع عليه فهو صحيح عن ابن الأسود كما سيأتي.

ص: 444

تخريجه:

رواه عن محمد بن طلحة:

1 -

إسماعيل بن أبان أخرجه عنه الدارمي (2/ 447) في فضائل القرآن، باب في فضل سورة البقرة.

وإسماعيل هو الوراق وهو ثقة، كما في ترجمته في (التقريب 1/ 65).

2 -

الثوري رواه عنه محمد بن كثير عند ابن الضريس في فضائل القرآن (/ 114: 166)

وتابع زبيدًا عن ابن الأسود أبو بكر بن عامر البجلي.

أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على الزهد (/431)، حدثني أحمد بن إبراهيم -هو الدورقي- حدّثنا أبو نعيم، حدثني أبو بكر به. =

ص: 444

= وأبو بكر لم أجد له ترجمة. وعزاه في الدر المنثور (1/ 53)، إلى وكيع ومحمد بن نصر.

والأثر ورد بلفظه مرفوعًا أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 455).

أخبرنا علي عن أحمد بن عبيد، ثنا أبو عمارة المستملي، ثنا محمد بن الضوء بن الصلصال بن الدلهمس، ثنا أبي، أن أباه حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال فذكره.

وهذا الحديث بهذا الإِسناد موضوع محمد بن الضوء كذَّبه الخطيب

والجوزقاني، وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به. كما يظهر ذلك في ترجمته في

المجروحين (2/ 310)، وتاريخ بغداد (5/ 374)، ولسان الميزان (5/ 233).

وقال الألباني في ضعيف الجامع (57833): موضوع.

وذكر المتقي الهندي في الكنز (1/ 566) وعزاه إلى أبي نعيم مطلقًا عن ابن عمرو ولم أجده في فهارس الحلية وتاريخ أصبهان.

ص: 445

3521 -

قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ، عن داود ابن أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: نَزَلَ عُمَرُ رضي الله عنه، بالرَّوحاء (1)، فرأى أناسًا يَبْتَدِرُونَ (2) أَحْجَارًا، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: يَقُولُونَ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى إِلَى هَذِهِ الْأَحْجَارِ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا رَاكِبًا مرَّ بوادٍ! فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى (3) ثُمَّ حَدَّثَ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ (أَغْشَى)(4) الْيَهُودَ يَوْمَ دِرَاسَتِهِمْ (5)، فَقَالُوا: مَا مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ أكرم علينا منك؛ لأنك تأتينا، قلت: ما ذَاكَ إلَّا أَنِّي أَعْجَبُ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ (تعالى)(6) يُصَدِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، كَيْفَ تُصَدِّقُ التَّوْرَاةُ الْفُرْقَانَ، والفرقان التوراة، فمر النبي صلى الله عليه وسلم-يَوْمًا، وَأَنَا أُكَلِّمُهُمْ، فقلت: أنشدكم بالله، وما تقرأون من كتابه (7)، أتعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: نعم،

(1) قال ياقوت: وهي من عمل الفرع على نحو من أربعين يومًا. اهـ. وهي الآن قرية صغيرة، على بعد (73 كم) من المدينة على طريق مكة كانت محطة للجمال، وتلاشت بعد وجود السيارات، يحدها من الشرق جبل ورقان، ومن الشمال وادي شنوكة، ومن الجنوب جبل الجرف -بفتح الجيم- ولما عمرت المسجد التي تقع بعدها بسبعة أكيال بدأت في التلاشي معجم البلدان (3/ 171)، معجم معالم الحجاز (4/ 85).

(2)

أي تسارعوا إلى الصلاة عند تلك الأحجار، والمبادرة هي المسارعة إلى الشيء. انظر لسان العرب (ترتيب 1/ 1174).

(3)

أي عمر رضي الله عنه.

(4)

المثبت من (سد) و (عم) وفي (مح)"أخشى".

(5)

أي اليوم الذي يقرأون فيه التوراة ويتدارسونها فيما بينهم.

(6)

(سد) و (عم)"تبارك وتعالى".

(7)

هذا على أن ما في التوراة هو كلام الله تعالى، فيجوز حينئذٍ الإِقسام بها لأن التوراة هي كلام الله، وكلام الله صفة له جل وعلا، فيجوز الإِقسام بها، وقال ابن جرير في تفسيره (1/ 436): وأما جبريل، فإن للعرب فيه لغات، فأما أهل الحجاز فإنهم يقولون جبريل وميكال بغير همز، بكسر الجيم والراء من جبريل وبالتخفيف، وعلى القراءة بذلك عامة، قراءة أهل المدينة والبصرة. اهـ. =

ص: 446

فقلت: هلكتم والله تعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لَا تَتَّبِعُونَهُ، فَقَالُوا: لَمْ نَهْلِكْ وَلَكِنْ سَأَلْنَاهُ مَنْ يَأْتِيهِ بِنُبُوَّتِهِ؟ فَقَالَ: عَدُوُّنَا جِبْرِيلُ لِأَنَّهُ عليه الصلاة والسلام (8) يَنْزِلُ (بِالشِّدَّةِ وَالْغِلْظَةِ)(9) وَالْحَرْبِ وَالْهَلَاكِ وَنَحْوِ هَذَا، فقلت: فمن سِلْمُكُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالُوا: مِيكَائِيلُ (يَنْزِلُ)(10) بِالْقَطْرِ وَالرَّحْمَةِ، وَكَذَا .. قُلْتُ: وَكَيْفَ مَنْزِلَتُهُمَا مِنْ رَبِّهِمَا؟ (فَقَالُوا)(11): أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ مِنَ الْجَانِبِ الآخر، قُلْتُ: فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِجِبْرِيلَ أَنْ يُعَادِيَ مِيكَائِيلَ، وَلَا يَحِلُّ لِمِيكَائِيلَ أَنْ يُسَالِمَ عَدُوَّ جِبْرِيلَ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمَا وَرَبَّهُمَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمُوا وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبُوا، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أخبره، فلما لقيته صلى الله عليه وسلم (قَالَ) (12): أَلَا أُخْبِرُكَ بِآيَاتٍ أُنْزِلَتْ عليَّ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، فقرأ صلى الله عليه وسلم:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)} (13).

= ثم ذكر اللغات فيهما فذكر عن بعضهم قوله: جبرئيل وميكائيل وضعفهما. وبعضهم يقول جبرين: وبعضهم يقول جبرائيل وميكائيل.

ورجح المصنف في الفتح أن معنى ايل فيهما معناه عبد، وما قبله معناه إسم الله كما تقول عبد الله وعبد الرحمن، فلفظ عبد لا يتغير، وما بعده يتغير لفظه وإن كان المعنى واحدًا، ويؤيده إن الإِسم المضاف في غير لغة العرب غالبًا ما يتقدم فيه المضاف إليه على المضاف.

قلت: وهذا أقوى من قول من عكس فجعل أيل إسم الله وما قبله مضاف إلى إسم الجلالة، والكلمتان عبرانية.

(8)

ليست في (سد) و (عم)، وهو أولى باعتبار حكايته اليهود قبحهم الله.

(9)

قدمت الغلظة على الشدة في (سد) و (عم).

(10)

المثبت من (سد) و (عم) وقد سقطت من (مح).

(11)

(سد) و (عم)"فقالوا".

(12)

قدمت قال على صلى الله عليه وسلم في (سد).

(13)

[سورة البقرة، الآية 97].

ص: 447

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللَّهِ ما قمت من عندك إلَّا إليك لأخبرك مما قالوا لي، وقلت لهم، فوجدت الله (تعالى)(14) قد سبقني.

قال عمر رضي الله عنه: فلقد رأيتني وأنا أشد في الله مِنَ الْحَجَرِ (15).

هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ صَحِيحُ الإِسناد.

(14)(سد)"عز وجل".

(15)

هذا تعليل منه رضي الله عنه، لشدته، لما رأى أن بعض هؤلاء الناس قد يعتقد في تلك الأحجار، أو أن بعضهم يتعبد عندها مما لم يشرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

ص: 448

3521 -

الحكم عليه:

هو كما قال المصنف رحمه الله تعالى.

وقال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 165 ب): رواه إسحاق بن راهويه مرسلًا بسند صحيح.

وقال في المسندة: هذا مرسل صحيح الإِسناد.

قال ابن كثير في تفسيره (1/ 136): لكن فيه انقطاع بينه -أي الشعبي- وبين عمر فإنه لم يدرك زمانه.

ص: 448

تخريجه:

رواه عن داود جماعة:

1 -

إسماعيل ابن علية عنه عند ابن جرير في التفسير (1/ 434) وذكر إسناده وأحال بلفظه إلى حديث ربعي بن علية قبله عن داود بنحوه (1/ 433).

وهذان إسنادان صحيحان عن الشعبي، والإسنادان هما:

الأول: محمد بن المثنى، ثنا ربعي بن علية.

وربعي هو أخو إسماعيل وهو ثقة. =

ص: 448

= الثاني: يعقوب، قال ثنا إبراهيم، قال: ثنا ابن علية.

2 -

علي بن مسهر، عن داود عند الواحدي في أسباب النزول (/37) من طريق أبي الشيخ، حدثا أبو يحيى الرازي قال: حدّثنا سهل بن عثمان، قال: حدّثنا علي بن مسهر، كلهم عن داود بنحوه. وهذا إسناد صحيح، أبويحيى هو عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي المترجم في السير (13/ 530) وهو ثقة.

ورواه عن الشعبي مجاهد بذكر عداوة جبريل أخرجه ابن جرير في تفسيره (1/ 435).

حدثني المثنى قال: ثنا إسحاق بن الحجاج الرازي قال: ثنا عبد الرحمن بن مغراء، قال: ثنا زهير عن مجاهد، عن الشعبي.

قلت: إسحاق بن الحجاج له ترجمة في "الجرح والتعديل" ولم يذكر أبو حاتم فيه جرحًا ولا تعديلًا، ورواه مجالد عن الشعبي أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 285)، في المغازي، باب ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة، وابن أبي حاتم في تفسيره (15/ 129) من طريق أبي أسامة على مجالد أنبأ عامر بنحوه.

وهذا إسناد ضعيف مجالد لين الحديث.

وأرسله أيضًا قتادة

أخرجه ابن جرير (1/ 434)، بأسانيد عن قتادة، قال: بلغنا أن عمر بن الخطاب أقبل على اليهود فذكره.

ولكنها منقطعة لأجل عدم سماع قتادة من عمر رضي الله عنه.

وأرسله عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن عمر رضي الله عنه أخرجه ابن جرير (1/ 435)، وابن أبي حاتم (1/ 291)، بإسناديهما عن حصين بن عبد الرحمن، عن ابن أبي ليلى، بأن يهوديًا لقى عمر فذكر نحوه مختصرًا. وهذا مرسل ابن أبي ليلى لم يسمع من عمر رضي الله عنه، كما في جامع التحصيل (/226). =

ص: 449

= وأرسله السدي

أخرجه ابن جرير (1/ 434).

حدّثنا موسى بن هارون قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط عن السدي بنحوه.

وهذا إسناد على إرساله ضعيف أسباط بن نصر فيه ضعف كما يظهر هذا من ترجمته (رقم 498).

قلت: فكل هذه الطرق جميعًا منقطعة، والله أعلم. على أنها عارض ما هو أصح منه وانظر بيان ذلك في (فتح الباري 8/ 165)، فالحديث ضعيف لاتحاد العلة المذكورة.

ص: 450

3522 -

أخبرنا (1) جرير، عن إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ:(سمعت)(2) عليًا رضي الله عنه، يُخْبِرُ الْقَوْمَ: أَنَّ هَذِهِ الزَّهْرَةَ (3) تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ الزَّهْرَةَ، وَتُسَمِّيهَا الْعَجَمُ (أَنَاهِيدَ)(4)، فَكَانَ الْمَلَكَانِ (5) يَحْكُمَانِ بين الناس، فأتتهما كل واحد منهما عن غَيْرِ عِلْمِ صَاحِبِهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا أَخِي إِنَّ فِي نَفْسِي بَعْضَ الْأَمْرِ، أُرِيدُ أَن أَذْكُرَهُ لَكَ، قَالَ: اذْكُرْهُ يَا أَخِي، لَعَلَّ الَّذِي فِي نَفْسِي مِثْلُ الَّذِي فِي نَفْسِكَ، فَاتَّفَقَا عَلَى أَمْرٍ فِي ذَلِكَ (6)، فَقَالَتْ لَهُمَا: لَا حَتَّى تُخْبِرَانِي بِمَا تَصْعَدَانِ بِهِ إلى السماء، وما تهبطان به إلى الأرض، قالا: بسم اللَّهِ الْأَعْظَمِ نَهْبِطُ، وَبِهِ نَصْعَدُ، فَقَالَتْ: مَا أنا بمواتيتكما الَّذِي تُرِيدَانِ حَتَّى تُعَلِّمَانِيهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: علّمها إياه (7)(قال: كَيْفَ لَنَا بِشِدَّةِ عَذَابِ اللَّهِ، فَقَالَ الْآخَرُ: إنا نرجو سعة رحمة الله عز وجل (8)، (فعلماها)(9) إياه،

(1) القائل إسحاق بن راهوية.

(2)

في (سد)"عن" ووقع بعده عليًا وهو خطأ.

(3)

الزهرة: هو الكوكب الثاني من كواكب المجموعة الشمسية قربًا من الشمس ويبتعد عنها حوالي ست وستون ألف ميل، جوّه خال من الأكسجين وبالتالي فإن سطحه خال من الماء، يشكّل ثاني سيد الكربون النسبة العالية من الهواء فيه، وهو الكوكب الذي يظهر نوره قبل شروق الشمس، وبعد غروبها. انظر دائرة المعارف للقرن العشرين (7/ 97)، وفي سبيل موسوعة علمية.

(4)

(سد) و (عم)"أناهيه" والمثبت من الأصل الموافق للمصادر.

(5)

أي هاروت وماروت.

(6)

أي على مراودتها عن نفسها.

(7)

من أول القوس في هامش (مح).

(8)

ليست في (عم).

(9)

في (سد) و (عم)، والكنز "علمها" على الافراد، ولا منافاة بين اللفظين، كما هو ظاهر.

ص: 451

فَتَكَلَّمَتْ بِهِ، فَطَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ، فَفَزِعَ مَلَكٌ لِصُعُودِهَا، فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ، فَلَمْ (يَجْلِسْ)(10) بَعْدُ، وَمَسَخَهَا (11) الله تعالى، فكانت كوكبًا (12).

(10) في الأصل تجلس بالتاء المعجمة من فوق، وعليه فلا فائدة من ذكر الملك في الكلام.

(11)

أي تحولت صورتها من صورتها الحقيقية إلى صورة أخرى.

(12)

زاد في (ك)"في السماء".

ص: 452

3522 -

الحكم عليه:

هذا إسناد صحيح.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وقال البوصيري في الإتحاف (مختصر 2/ 165 ب): رواه إسحاق بن راهويه عن جرير بن إسماعيل بن أبي خالد، ولم أقف له على ترجمة عنه به.

قلت: وهو هكذا في المسندة له. وهذا سبق قلم منه، والله أعلم.

وإلاِّ فهو عن جرير بن عبد الحميد، عن إسماعيل.

وأما ابن حزم في الفصل (4/ 32) فجزم أن الحديث كذب لأنه من طريق عمير بن سعيد وهو مجهول بمرَّة، أو أنه ليس له عن علي رضي الله عنه، إلَّا حديثان كلاهما كذب.

قال المصنف في التهذيب: ولقد استعظمت هذا القول، ولولا شرطي في كتابي هذا ما عرّجت عليه، فإنه من أشنع ما وقع لابن حزم سامحه الله، وقد وقفنا له عن علي رضي الله عنه، على حديث آخر

وله روايات عن غير علي، فما أدري هذا الجزم من ابن حزم.

قلت: الرجل معروف حالًا وعينًا، وأثنى عليه شعبة رحمه الله، ووثقه ابن معين وابن سعد والعجلي وابن حبّان، فأين الجهالة؟؟

ص: 452

تخريجه:

رواه عن إسماعيل ابن أبي خالد جماعة:؟

أولًا: يعلي بن عبيد أخرجه أبو الشيخ في العظمة (/303: 702) والحاكم في =

ص: 452

= مستدركه (2/ 265)، بلفظ الحديث.

بإسناديهما عنه.

ثانيًا: أبو معاوية محمد بن خازم عند ابن أبي حاتم (1/ 303)، حدّثنا الفضل بن شاذان، ثنا محمد بن عيسى، ثنا إبراهيم بن موسى، أنبأ أبو معاوية، عن ابن أبي خالد، عن عمير، عن علي رضي الله عنه، قال: هما ملائكة من ملائكة السماء يعني: وما أنزل على الملكين وهذا إسناد حسن إلى إسماعيل. وعزاه في الدر المنثور (1/ 239)، إلى عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في العقوبة.

وتابع إسماعيل أبو خالد الحذاء عند ابن جرير (1/ 456).

قال: حدثني المثنى قال: حدثني الحجاج قال: ثنا حماد، عن خالد الحذاء، عن عمير بن سعيد، عن علي بنحوه مختصرًا، قال ابن كثير في التفسير (1/ 143): رجاله ثقات، وهو غريب جدًا.

قلت: في هذا الباب آثار عن الصحابة رضي الله عنه، وقد ورد بنحوه مرفوعًا وفيها زيادة تفصيل.

عن ابن عمر رضي الله عنهما، أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: إن آدم صلى الله عليه وسلم لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض، قالت الملائكة: أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك. قال إني أعلم ما لا تعلمون، قالوا ربنا: نحن أطوع لك من بني آدم، قال الله تعالى للملائكة: هلمّوا ملكين من الملائكة حتى يهبطا بهما إلى الأرض، فننظر كيف يعملان، قالوا: ربنا هاروت وماروت، فاهبطا إلى الأرض، ومثلت لهما الزهرة، إمرأة من أحسن البشر، فجائتهما فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإِشراك فقالا: لا والله لا نشرك بالله أبدًا، فذهبت عنهما، ثم رجعت بصبىّ تحمله فسألاها نفسها، قالت: لا والله حتى تقتلا هذا =

ص: 453

= الصبي، فقالا: والله لا نقتله أبدًا، فذهبت ثم رجعت بقدح خمر، فسألاها نفسها، قالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر، فشربا فسكرا، فوقعا عليها، وقتلا الصبي فلما أفاقا، قالت المرأة، والله ما تركتما شيئًا مما أبيتماه عليّ إلَّا قد فعلتماه حين سكرتما، فخيّرا بين عذاب الدنيا والآخرة، فاختارا عذاب الدنيا.

أخرجه أحمد (2/ 134) واللفظ له.

وعبد بن حميد (2/ 29: 785). والبزار كما في كشف الأستار (3/ 358).

وابن السني في عمل اليوم والليلة، باب ما جاء في الزهرة (/189: 656). وابن حبّان (14/ 63).

والبيهقي في الضحايا، باب النهي عن التداوي بالمسكر (10/ 4).

كلهم من طريق يحيى ابن أبي بكير، ثنا زهير بن محمد عن موسى بن جبير، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما به.

وهذا إسناد ضعيف، موسى مستور قال فيه ابن حبّان: يخطئ ويخالف.

كما في ترجمته في التهذيب (10/ 302).

وزهير بن محمد وهو التميمي على حفظه فهو يخطئ كما في (التهذيب 3/ 301) قال الإِمام أحمد رحمه الله فيما نقله عنه الألباني في الضعيفة (1/ 206): هذا منكر، إنما يروي عن كعب.

وقال أبو حاتم في العلل (2/ 70): منكر.

قلت: ووجه النكارة، ما ذكره أحمد رحمه الله أنه من حديث كعب.

قال البيهقي رحمه الله: ورواه موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن كعب قال: ذكرت الملائكة أعمال بني آدم، فذكر بعض هذه القصة، وهذا أشبه قلت:

ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/ 143) متابعًا آخر به مرفوعًا. أخرجه ابن مردويه، حدّثنا دعلج بن أحمد، حدّثنا هشام بن علي بن هشام، حدّثنا عبد الله بن رجاء، حدّثنا سعيد بن سلمة، حدّثنا موسى بن سرجس، عن نافع، عن ابن عمر به مرفوعًا. =

ص: 454

= وموسى مستور كما في (التهذيب 10/ 357).

وقال الشيخ الألباني: ولا يبعد أن يكون هو الأول، اختلف الرواة في اسم أبيه.

قلت: وهذا أقوى لمن اطلع على ترجمتهما.

وقد ورد الحديث بأسانيد أخرى عن ابن عمر مرفوعًا، فلنذكرها ثم نبين ما

يترجح- حسب العلم عن نافع قال: سافرت مع ابن عمر فلما كان آخر الليل، قال:

يا نافع طلعت الحمراء قلت: مرتين أو ثلاثة، ثم قلت: قد طلعت قال: لا مرحبًا بها

ولا أهلًا قلت: سبحان الله نجم سامع مطيع قال: ما قُلْتُ لَكَ إلَّا مَا سَمِعْتُ مِنْ

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: إن الملائكة، قالت: يا رب كيف صبرك على بني آدم في الخطايا

والذنوب؟ قال: إني ابتليتهم وعافيتكم قالوا: لو كنا مكانهم ما عصيناك؟ قال: فاختاروا ملكين منكم، قال: فلم يألوا أن يختاروا، فاختاروا هاروت وماروت، فألقى الله تعالى عليهما الشبق -قلت: ما الشبق؟ قال: الشهوة، قال: فزلا فجاءت إمرأة يقال لها الزهرة- فذكر نحوًا من حديث علي رضي الله عنه.

أخرجه ابن جرير إلى قوله وماروت (1/ 458).

والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 42).

وابن الجوزي من طريقه في الموضوعات (1/ 186).

كلاهما من طريق سنيد بن داود، وقال ثنا فرج بن فضالة، عن معاوية بن صالح، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما.

وهذا إسناد ضعيف.

سنيد هذا ضعيف الحديث كما يظهر ذلك من ترجمته في (التهذيب 4/ 214) وفرج ضعيف مشهور كما يظهر من ترجمته في (التهذيب 8/ 234).

قلت: أخطأ أحدهما في رفع الحديث وإلَاّ فهو موقوف ويدل على ذلك ما أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 306)، حدّثنا أبي، ثنا عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ ابن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، ويونس بن =

ص: 455

= خباب، عن مجاهد قال: كنت نازلًا على ابن عمر في سفر فلما كان ذات ليلة قال لغلامه: انظر طلعت الحمراء فذكر الحديث من كلامه.

وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات.

ويقويه:

ما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 53)، وابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 186)، في باب ذكر رحمة الله.

وابن جرير في تفسيره (1/ 456، 457).

وابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 306).

كلهم بأسانيدهم عن موسى بن عقبة، عن سالم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، عَنْ كعب فذكر طرفًا من القصة.

وهذا إسناد صحيح.

وتابعهما عن مجاهد العوام بن حوشب بنحوه مختصرًا.

أخرجه سعيد بن منصور (رقم 206)، نا شهاب بن خراش عن العوام بن حوشب، عن مجاهد قال كنت مع ابن عمر رضي الله عنهما، وهذا إسناد حسن شهاب. قال الذهبي في الميزان (2/ 281) صدوق مشهور.

قال الحافظ ابن كثير (1/ 143): فهذا أصح وأثبت إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما من الإسنادين المتقدمين، وسالم أثبت من أبيه من مولاه نافع، فدار الحديث، ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل قلت: فهذا ما في الآية من حديث مرفوع.

ويبقى في المسألة آثار عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.

قال ابن كثير رحمه الله (1/ 146): وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد، والسدي، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية والزهري، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان وغيرهم، وقصَّها خلق من المفسرين من =

ص: 456

= المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة، من غير بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن مما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال. اهـ. وقال رحمه الله في التاريخ (1/ 37): هذا أطلقه من وضع الإسرائيليين وإن كان قد أخرجه كعب الأحبار، وتلقاه عنه طائفة من السلف، فذكروه على سبيل الحكاية والتحديث عن بني إسرائيل. اهـ.

قلت: وأما الأثر عن علي رضي الله عنه، فإن مداره على عمير بن سعيد ولم يتابع بمثله عن عليّ رضي الله عنه، والثقة قد يهم، ويغلط والمعصوم من عصمه الله تعالى، فإن عليًّا رضي الله عنه، لم يعرف بالأخذ عن أهل الكتاب، والحمل على الراوي عنه أفضل من أن يحمل على الصحابي والله أعلم.

ص: 457

3523 -

أخبرنا (1) عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عن أبي الطفيل، عن علي ابن أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ سُهَيْلًا (2)، كَانَ عَشَّارًا (3) بِالْيَمَنِ، فَمُسِخَ، ولعن الله الزهرة، فإنها فتنت الملكين.

(1) القائل هو إسحاق بن راهويه.

(2)

سهيل: نجم من نجوم المجموعة النجمية الجنوبية، يعرفها الأقدمون بمجموعة السفينة في القطب الجنوبي والعرب تعرف طلوعه، وهو علامة عندهم لذهاب القيظ، ونضج الفاكهة.

انظر عجائب المخلوقات (/74)، المعجم الوسيط (1/ 461).

(3)

العشار: هو الذي يأخذ العشر جباية، وهو المكس، وهو من كبائر الذنوب.

ص: 458

3523 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا، فيه جابر الجعفي وهو متروك.

قال ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 188)، وهذا لا يصح لأن مداره على جابر الجعفي.

قال جرير: لا أستحل أن أروي عنه، وقال أبو حنيفة: ما رأيت أكذب منه، وقال يحيى بن معين: لا نكتب حديثه.

وقال ابن كثير في تفسيره (15/ 143): لا يصح، وهو منكر جدًا.

وقال الهيثمي في المجمع (3/ 92): وفيه جابر الجعفي، وفيه كلام كثير، وقد وثقه شعبة وسفيان الثوري.

وقال البوصيري في الإِتحاف (مختصر /2/ 65/ب): ضعيف لضعف جابر الجعفي وكذا قال في المسند.

وقال الألباني في الضعيفة (2/ 315): موضوع.

ص: 458

تخريجه:

تابع إسحاق عن عيسى بن يونس عن أخيه، عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي وهو ثقة عند ابن السني (رقم 649 و 653) في عمل اليوم والليلة باب ما يقول إذا =

ص: 458

= رأى سهيلًا، وباب ما جاء في الزهرة، فرقهما، وبتمامه أخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 143).

وبذكر سهيل: رواه الثورى، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيِّ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"لعن الله سهيلًا" ثلاث مرات فإنه كان يعشر الناس في الأرض، فمسخه الله شهابًا.

أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 108)، حدّثنا حفص بن عمر الرقي، ثنا أبو حذيفة، ثنا الثوري، به.

وحفص لين كما في ترجمته في السير (13/ 405)، والميزان (1/ 566) إلَّا أنه توبع.

عند ابن السني (رقم 650)، في عمل اليوم والليلة في الموضع السابق حدثني الحسن بن موسى بن خلف، حدّثنا إسحاق بن زريق، حدّثنا إبراهيم بن خالد، حدّثنا سفيان، به.

وأخرجه كذلك ابن الجوزي من طريق الدارقطني، حدّثنا أبو الحسن الجنديسابوري قال: حدّثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عبد العزيز، ثنا سفيان، به.

واضطرب فيه جابر الجعفي فوقفه عن علي رضي الله عنه.

عند أبي الشيخ في العظمة (/301: 693)، حدّثنا ابن أسيد، حدّثنا محمد بن ثواب، ثنا وكيع عن سفيان، به موقوفًا.

وهذا إسناد حسن إلى جابر.

ورواه غير جابر عن أبي الطفيل وأرسله [وهو من مراسيل الصحابة]، عن النبي صلى الله عليه وسلم يحيى بن عبد الله.

أخرجه أبو الشيخ في العظمة (رقم 694): حدّثنا إسحاق بن أحمد، حدّثنا عبد الله بن عمران، ثنا إسحاق بن سليمان، عن عمر بن قيس، عن يحيى بن عبد الله، =

ص: 459

= عن أبي الطفيل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.

وهذا إسناد ضعيف جدًا عمر بن قيس هو المكي: متروك كما في التقريب (2/ 63).

وللحديث شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا رأى سهيلًا قال: لعن الله سهيلًا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان عشارًا من عشارى اليمن، يظلمهم، فمسخه الله فجعله حيث ترون.

أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 427).

وعنه الطبراني كما في اللآلىء المصنوعة (1/ 159)، وعزاه الهيثمي إليه في الكبير، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 187)، كلاهما من طريق إبراهيم بن يزيد، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، به.

وأخرجه البزّار حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، ثنا يزيد بن هارون.

أنا مبشر بن عبيد، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، به.

قال الهيثمي في المجمع (3/ 91): وضعفه البزّار لأن في رواته إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك، وفي الأخرى مبشر بن عبيد، وهو متروك أيضًا.

قلت: فالحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فحديث علي رضي الله عنه ضعيف لأن مداره على جابر الجعفي وقد رواه عنه الثوري، واضطرب فيه بمرَّة وقفه ومرة رفعه.

وأما حديث أبي الطفيل رضي الله عنه فضعيف جدًا.

وكذا حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما.

ص: 460

3524 -

وقال أبو يعلى (1): حدّثنا أَحْمَدُ الْأَخْنَسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثنا الْكَلْبِيِّ (2) عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، في قوله تعالى:{إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ} (3)، (فقال): الإِعصار، الريح الشديد.

(1) في المسند (3/ 140) بالإِسناد والمتن.

(2)

بفتح الكاف وسكون اللام، منسوب إلى كلب بن وبرة بن قضاعة.

(3)

البقرة: 266.

ص: 461

3524 -

الحكم عليه:

هذا الإِسناد موضوع وآفته الكلبي، وفيه شيخ أبي يعلى متروك وشيخ الكلبي ضعيف عنعن وهو مدلس.

قال الهيثمي في المجمع (6/ 326)، وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو ضعيف جدًا.

وانظر كلام البوصيري عند الحديث الثالث.

ص: 461

تخريجه:

لم أقف عليه إلَّا عند أبي يعلى.

ص: 461

3525 -

وبه (1) في قوله تعالى: {(كَصَيِّبٍ) (2) مِنَ السَّمَاءِ (3)} قال: الصيب: المطر (4).

(1) أي بالإِسناد الماضي إلى ابن عباس رضي الله عنهما في المسند (3/ 139).

(2)

(سد): "أو كصيب"، وهو المثبت في المسند.

(3)

سورة البقرة: الآية 19.

(4)

وقد قال ابن كثير في التفسير (1/ 57)، إنه المشهور عند أهل التفسير.

ص: 462

3525 -

الحكم عليه

تقدم الحكم عليه في الأثر السابق.

ص: 462

تخريجه:

لم أقف عليه إلَّا عند أبي يعلى.

ص: 462

3526 -

وبه إلى ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله (تعالى) (1):{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (2).

قال: يعرفون يوم القيامة بذلك، (لَا) (3) يَسْتَطِيعُونَ الْقِيَامَ إلَّا كَمَا يَقُومُ الْمُتَخَبِّطُ الْمُنْخَنِقُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا:({إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} (4) وكذبوا، على الله عز وجل (5) {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (6) إلى قوله: فمن عاد {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (وقوله)(7) عز وجل (8): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا ....} (9) الآية.

قال: فبلغنا والله أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنْ ثَقِيفٍ وَبَنِي الْمُغِيرَةِ مِنْ بني مخزوم، (وكان)(10)(بَنُو)(11) الْمُغِيرَةِ يُرْبُونَ (12) لِثَقِيفٍ، فَلَمَّا أَظْهَرَ اللَّهُ تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم (13) على مكة،

(1)(سد)، و (عم): عز وجل.

(2)

سورة البقرة: الآية 275.

(3)

(سد)، و (عم):"فلا".

(4)

سورة البقرة: الآية 275.

(5)

(سد)، و (عم):"تعالى".

(6)

سورة البقرة: الآية 275.

(7)

غير واضح في (عم) للتصوير.

(8)

(سد)، "تبارك وتعالى".

(9)

سورة البقرة: الآية 278.

(10)

المثبت من (سد) وفي (مح) و (عم): "وكانوا"، والمثبت الموافق لما في الإِتحاف المسندة.

(11)

(مح): "نبي" وهو خطأ والمثبت من (سد) و (عم).

(12)

أي يتعاملون بالزيادة عند والدين.

(13)

مثبتة من (سد)، و (عم).

ص: 463

وَوَضَعَ يَوْمَئِذٍ الرِّبَا كُلَّهُ وَكَانَ أَهْلُ الطَّائِفِ قَدْ صَالَحُوا عَلَى أَنَّ لَهُمْ رِبَاهُمْ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِمْ مِنْ رِبًا فَهُوَ مَوْضُوعٌ، وَكَتَبَ (رسول)(14) الله صلى الله عليه وسلم في آخِرِ صَحِيفَتِهِمْ، أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ، وَعَلَيْهِمْ ما عَلَى الْمُسْلِمِينَ، أَنْ لَا يَأْكُلُوا الرِّبَا وَلَا يؤكلوه فأتي بنو عمرو بن عمير بني المغيرة إلى عتاب بن أسيد (15) رضي الله عنه، وهو على مكة، (فقال)(16) بَنُو الْمُغِيرَةِ مَا جُعِلْنَا (أَشْقَى)(17) النَّاسِ بِالرِّبَا؟ وضع عَنِ النَّاسِ غَيْرِنَا، فَقَالَ بَنُو عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ: صُولِحْنَا عَلَى أَنَّ لَنَا (رِبَانَا)(18) فَكَتَبَ عتاب بن أسيد رضي الله عنه ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} (19)، (لَا تَظْلِمُونَ ولا تظلمون) (20): لا تظلِمون فتأخذون أكثر، ولا تُظلَمون (فتبخسون)(21) منه، {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} أَنْ تَذْرُوهُ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} (ثُمَّ)(22) الآية، فذكروا أن هذه الآية نزلت من النساء نزلت آخر القرآن.

(14) ليست في (سد).

(15)

عتاب بفتح أوله وشدة مثناه بن أسيد بفتح أوله ابن أبي العيص بن أمية الصحابي الجليل أحد الأمراء الصالحين، أسلم عام الفتح وولاه النبي صلى الله عليه وسلم على مكة لما انصرف منها واستمر عليها حتى عام ثلاث وعشرين حيث مات رضي الله عنه.

انظر: الطبقات (5/ 446)، التاريخ الكبير (7/ 54)، الإِصابة (2/ 451).

(16)

المثبت من (عم) وفي (مح) و (سد): "فقالوا".

(17)

في النسخ غير مفهوم وإن كان على الرسم، والمثبت من المسند والإِتحاف المسندة.

(18)

ليست في (عم).

(19)

سورة البقرة: الآية 279.

(20)

ليست في (سد) و (عم)، والمثبت صحيح لأنه ذكر الآية، ثم تفسيرها.

(21)

على الرسم في الثلاث غير واضح المعنى، والمثبت من المسند والإِتحاف المسندة.

(22)

ليست في (سد) و (عم).

ص: 464

3526 -

الحكم عليه:

تقدم الحكم عليه.

وقد قال البوصيري في الإتحاف (2/ 166/ب): ضعيف لضعف محمد بن السائب الكلبي وكذا قال في المسندة.

ص: 465

تخريجه:

أخرجه أبو يعلى كما قال المصنف والبوصيري (3/ 140).

ومن طربقه الواحدي في أسباب النزول (/79).

ص: 465

3527 -

وقال ابن أبي عمر: حدّثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا (1).

قَالَ يزيد: وعن الفضل بن عطية، قال: تاهوا في اثنى عَشَرَ فَرْسَخًا، أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَجُعِلَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ حَجَرٌ (لَهُ)(2) مِثْلُ رَأْسِ الثَّوْرِ، إِذَا نَزَلُوا انفجر منه (اثنتي)(3) عشرة عينًا.

(1) سيأتي هذا الحديث بكامله في تفسير سورة المائدة برقم (3581)، فارجع إليه هناك، حيث استوفى مباحثه، لأنه ذكر آثارًا هناك في معناه.

(2)

ليست في (سد) و (عم).

(3)

في (سد) و (عم): "اثنتا"، وهو خطأ نحوي لأنه مفعول به.

ص: 466

3528 -

قَالَ (1): وَعَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ (2) في قوله تعالى (وظلَّلنا)(3)(عليكم)(4) الغمام: قال: أظلت عليهم في التيه (5).

(1) القائل هو ابن أبي عمر عن يزيد بن هارون.

(2)

بكسر الميم، وسكرن الجيم وفتح اللام.

(3)

المثبت من (سد) و (عم)، وفي (مح):"فظللنا"، وهو خطأ.

(4)

في النسخ "عليهم"، وهو خطأ.

(5)

أي في سيناء عندما عصى قوم موسى نبيهم وأخاه عليهما السلام، فحكم الله عليهم بأن يتيهوا في الصحراء أربعين سنة، والآية من سورة البقرة 57.

ص: 467

3528 -

الحكم عليه:

هذا إسناد صحيح إلى أبي مجلز.

ص: 467

تخريجه:

عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد بن حميد (1/ 170).

وهذا القول مروي عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم والربيع بن أنس والضحاك والسدي.

انظر تفسير ابن أبي حاتم (/174).

ص: 467

3529 -

حدّثنا (1) سُفْيَانُ، (عَنْ)(2) إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يُطَلِّقُ، ثُمَّ يَقُولُ: لَعِبْتُ، وَيُعْتِقُ، ثُمَّ يَقُولُ: لَعِبْتُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا

} (3)(الْآيَةَ)(4)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من طلق أو عتق، فقال: لعبت، فليس قوله بشيء، يَقَعُ عَلَيْهِ، وَيَلْزَمُهُ (5).

قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ: يَلْزَمُهُ الشيء.

(1) القائل هو ابن أبي عمر.

(2)

(عم): "ابن".

(3)

سورة البقرة: الآية 231.

(4)

ليست في (سد) و (عم).

(5)

قال الإِمام الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار (7/ 21):

والحديث يدل على أن من تلفظ هازلًا بلفظ نكاح أو طلاق أو رجعة أو عتاق، كما في الأحاديث وقع منه ذلك.

أما الطلاق فقد قال بذلك الشافعية والخفية.

قلت: وفيه خلاف انظره في كتب الفروع.

وقوله: يلزمه أي يلزمه فعل ما تلفظ به ان كان هازلًا.

ص: 468

3529 -

تخريجه:

لم أجده فيما بين يدي من مصادر، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 683) إلى ابن أبي عمرو وابن مردويه.

وعزاه الهيثمي إلى الطبراني في الكبير.

واضطرب فيه إسماعيل بن مسلم، فرواه عن الحسن، عن عبادة رضي الله عنه، أخرجه ابن منيع كما تقدم في الكتاب 8/ 431 حديث رقم (1706).

وقد أرسله الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بنحو حديث أبي الدرداء، ولفظه في آخره: من طلق أو حرر أو أنكح أو نكح فقال: إني كنت لاعبًا، فهو جائز. =

ص: 468

= أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، في كتاب الطلاق، باب ليس في الطلاق والعتاق لعب (5/ 106)، نا عيسى بن يونس، عن عمرو، عن الحسن، به.

وهذا مرسل صحيح الإِسناد.

ووقفه الحسن عن أبي الدرداء رضي الله عنه.

أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ في الموضع السابق، وسعيد بن منصور في السنن (رقم 1604، 1605)، عن يونس، عن الحسن، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.

وهذا مرسل الحسن لم يسمع عن أبي الدرداء رضي الله عنه.

وذكر الهيثمي في المجمع (4/ 291)، متابعًا لحديث إسماعيل بن مسلم عن أبي الدرداء بنحوه مرفوعًا وقال: وفيه عمرو بن عبيد وهو من أعداء الله.

وفي معناه شاهد من حديث أبي ذر رضي الله عنه قَالَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من طلق وهو لاعب، فطلاقه جائز، ومن أعتق وهو لاعب فعتاقه جائز، ومن أنكح وهو لاعب فنكاحه جائز.

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6/ 134)، عن إبراهيم بن محمد، عن صفوان بن سليم، أن أبا ذر قال: فذكره.

وهذا إسناد ضعيف جدًا، إبراهيم هو ابن أبي يحيى الأسلمي متروك كما في التقريب (1/ 42).

وفي طرف الحديث الأخير أحاديث:

أولًا: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح، والطلاق والرجعة.

أخرجه أبو داود في الطلاق باب في الطلاق على الهزل (2/ 259: 2194).

والترمذي في الطلاق باب في الجد والهزل والطلاق (2/ 328).

وقال: حسن غريب.

وابن ماجه في الطلاق باب من طلق أو نكح أو راجع لاعبًا (1/ 658: 2039) وسعيد بن منصور (رقم 1603). =

ص: 469

= والدارقطني في سننه (3/ 256).

والحاكم (2/ 197).

والبيهقي في الخلع والطلاق باب ما يقع به الطلاق من الكلام (7/ 3400).

والبغوي في شرح السنة (9/ 219).

كلهم من طريق عبد الرحمن بن حبيب، عن عطاء، عن ابن ماهك، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وهذا إسناد فيه ضعف. قال المصنف في عبد الرحمن بن حبيب في التقريب (1/ 476) لين الحديث.

ثانيًا: من حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يجوز اللعب فيهن الطلاق والنكاح والعتق.

أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 304).

حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثني أبي، ثنا ابن لهيعة، حدثني عبد الله ابن أبي جعفر، عن حنش بن عبد الله السبأي عن فضالة، به.

قال الهيثمي في المجمع (4/ 338)، وفيه ابن لهيعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.

قلت: شيخ الطبراني فيه كلام يسير لا يضره.

ثالثًا: من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا يَجُوزُ اللَّعِبُ فِي ثَلَاثٍ الطَّلَاقِ، وَالنِّكَاحِ، والعتاق فمن قالهن فقد وجبن.

أخرجه الحارث كما تقدم في الكتاب (61/ب، مح) حدّثنا بشير بن عمر، ثنا ابن لهيعة، ثنا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عُبَادَةَ بن الصامت، به.

وهذا إسناد ضعيف للانقطاع بين عبيد الله ابن أبي جعفر وعبادة رضي الله عنه.

وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.

قلت: آخر الحديث حسن بهذه الشواهد والله أعلم.

ص: 470

3530 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ ننشرها (1)، (2).

(1) البقرة (259).

(2)

قال ابن جرير في التفسير (3/ 43): بضم النون، قالوا من قول القائل أنشر الله الموتى فهو ينشرهم إنشارًا، وذلك قراءة عامة قراءة أهل المدينة بمعنى: وانظر إلى العظام كيف نحييها ثم نكسوها لحمًا.

ص: 471

3530 -

الحكم عليه:

هذا إسناد رجاله ثقات لولا عنعنة قتادة وهو يدلس.

قال البوصيري في الإتحاف (مختصر 2/ 166 ب) رواته ثقات.

وسكت عليه في المسنده.

ص: 471

تخريجه:

عزاه في الدر المنثور (2/ 31): إلى مسدّد وفيه: أعجم الزاي.

ص: 471

3531 -

وَعَنْ (1) يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رضي الله عنه كَانَ يَقْرَأُ: {وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} ، أعجم الزاي.

(1) القائل هو مسدّد.

ص: 472

3531 -

الحكم عليه:

هذا إسناد صحيح.

ص: 472

تخريجه:

لم أقف عليه بهذا الإِسناد. وعزاه في الدر المنثور (2/ 31) إلى الفريابي وسعيد بن منصور ومسدد وعبد بن حميد وابن المنذر.

والذي عند سعيد بن منصور إنما هو خارجة بن زيد بن ثابت (رقم 436).

قلت: وتابع أبا العالية عن زيد بن سيرين عند عبد الرزاق في تفسيره (1/ 106) قال: سمعت هشام بن حسان يحدث عن محمد بن سيرين، عن زيد، به.

وهذا إسناد صحيح عن زيد ومتابعة صحيحة لأثر الباب.

وقد ورد مرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الحاكم في مستدركه (2/ 234) حدّثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، ثنا هشام بن خالد الأزرق، ثنا إسماعيل بن قيس، عن نافع ابن أبي نعيم القارئ، حدثني إسماعيل ابن أبي حكيم، ثنا خارجة بن زيد بن أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قرأ:"كيف ننشرها" بالزاي.

وقال: صحيح الإِسناد.

وتعقبه الذهبي بقوله: فيه إسماعيل بن قيس من ولد زيد بن ثابت ضعفوه قلت: وهو كما قال.

ص: 472

3532 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر، ثنا عَبْدَةُ، ثنا النَّضْرُ بْنُ (عَرَبِيٍّ)(2)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله (تبارك) (3) وتعالي:{إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ} (4) قال: لم يتغير (5).

(1) في المسند (3/ 137) بالإسناد والمتن (3/ 137).

(2)

في (مح): "عدي"، وهو خطأ والمثبت من (سد) و (عم) والمسند.

(3)

ليست في (سد) و (عم).

(4)

سورة البقرة: الآية 259.

(5)

هذا أحد الأقوال في الآية، وقيل أن المعنى لم يمتن، وانظر تفسير ابن جرير.

ص: 473

3532 -

الحكم عليه:

هذا إسناد صحيح.

قال الهيثمي في المجمع (6/ 326): رجاله رجال الصحيح.

وسكت عليه البوصيري في المسند وفي المختصر (2/ 166 ب).

ص: 473

تخريجه:

قال السيوطي في الدر (3/ 30): وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر من طرق عنه.

وتابع عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، على ابن أبي طلحة، به.

عند ابن جرير (3/ 38)، حدثني المثني. قال: ثنا عبد الله، قال: ثنى معاوية، عن علي عن ابن عباس رضي الله عنهما، به.

وعلي لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنهما، كما في التقريب (2/ 39) وأثر الباب صحيح كما تقدم.

ص: 473

3533 -

وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الإِيمان؟ (فَقَرَأَ)(1): {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} (2).

* هذا مرسل صحيح الإِسناد وله شاهد (3).

(1) في (سد): "فقرأ عليه". وهي في المصنف لعبد الرزاق.

(2)

قال المصنف في الفتح (1/ 51): أن الآية حصرت التقوى في أصحاب هذه الصفات، والمراد المتقون من الشرك والأعمال السيئة، فإذا فعلوا وتركوا فهم المؤمنون الكاملون، والجامع بين الآية والحديث، أن الأعمال مع انضمامها إلى التصديق داخلة في مسمى البر كما هي داخلة في مسمى الإيمان. اهـ. والآية من سورة البقرة (177).

(3)

وقد ذكره وهو الآتي.

ص: 474

3533 -

الحكم عليه:

هذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين مجاهد وأبي ذر رضي الله عنه. ولم أجده في مظانه في الإِتحاف المسندة والمختصرة.

قال الحافظ ابن كثير في التفسير (1/ 213): وهذا منقطع، فإن مجاهدًا لم يدرك أبا ذر فإنه مات قديمًا.

ص: 474

تخريجه:

عن إسحاق أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 417: 409)

وهو في مصنف عبد الرزاق (11/ 128) من جامع معمر.

وقد رواه عن عبد الرزاق أحمد أخرجه الآجري في الشريعة (121).

حدّثنا أبو نصر الفلاس قال: حدّثنا أبو بكر المروزي، قال حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل.

ورواه عنه سلمة بن شبيب عنده أخبرنا أبو بكر ابن أبي داود، حدّثنا سلمة، =

ص: 474

= كلاهما عن عبد الرزاق، به.

وتابع معمرًا عن عبد الكريم عامر بن شفي -بضم الشين المعجمة، وفتح الفاء، وتشديد الياء-، عنه، به.

أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (1/ 213)، قال: حدّثنا أبى، حدّثنا عبيد بن هشام الحلبي، حدّثنا عبيد الله بن عمرو عن عامر، به.

قلت: هذا إسناد حسن، عبيد بن هشام: صدوق. كما يظهر هذا من ترجمته في التهذيب (7/ 70).

وعامر: ثقة كما في تاريخ ابن معين (2/ 287).

ورواه عن أبي ذر القاسم بن عبد الرحمن بن مسعود أخرجه الآجري في الشريعة (121)، وإسحاق كما في الكتاب (100 أمح) برقم (2941) وعنه ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 416: 408)، وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 213)، من طريق جعفر بن عون حدّثنا المسعودي، عن القاسم، به. وفيه زيادة، وإسحاق من طريق المقريء والملائي.

وهذا إسناد حسن إلى القاسم جعفر سمع من المسعودي قبل الاختلاط كما في الكواكب النيرات.

إلَّا أنه منقطع القاسم لم يسمع من أبي ذر كما في جامع التحصيل (252) وعزاه في الدر إلى عبد بن حميد (1/ 411).

فالأثر ضعيف الإِسناد عن أبي ذر رضي الله عنه للإِنقطاع في طرقه.

ص: 475

3534 -

أخبرنا (1) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عن أبي علي الرحبي، عن عكرمة رضي الله عنه (2)، قال: سئل الحسن بن علي رضي الله عنهما، مَقْبَلَهُ مِنَ الشَّامِ عَنِ الإِيمان فَقَرَأَ: {لَيْسَ الْبِرَّ

} الآية.

(142)

وله طريق أخرى في الإِيمان (3).

(1) القائل هو إسحاق بن راهويه.

(2)

ليست في (سد) و (عم).

(3)

أي حديث أبى ذر رضي الله عنه برقم (2941) وتقدم ذكره في متابعات الحديث السابق، وبيان موضعه.

ص: 476

3534 -

الحكم عليه:

إسناد ضعيف جدًا فيه الحسين بن قيس وهو متروك.

ص: 476

تخريجه:

أخرجه عن إسحاق ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 417: 410) وتابع إسحاق عن يزيد بن هارون ابن أبي عمر في كتاب الإِيمان (رقم 67 ص 135) بالإِسناد والمتن.

ص: 476

3535 -

[1] وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد، عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ مُسْلِمٍ بصاب بِمُصِيبَةٍ، فَيَذْكُرُ مُصِيبَتَهُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَيُحْدِثُ لها إسترجاعًا (2)، إلَّا أعطاه الله تعالى مِنَ الْأَجْرِ عِنْدَ ذَلِكَ، مِثْلَ مَا أُعْطِيَ يوم أصيب (3).

(1) انظر بغية الباحث (رقم 259).

(2)

أي يقول: إنا لله انا إليه راجعون.

(3)

زاد في (ك): (قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ فاطمة بنت الحسين، عن أبيها). [سعد].

ص: 477

3535 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا فيه هشام بن حسان متروك وعلي بن زيد ضعيف.

ص: 477

تخريجه:

لم أقف عليه بهذا الإِسناد.

وقد اضطرب فيه هشام فرواه عن أبيه، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله أخرجه الدولابي في الكنى (2/ 28)، وفي مسند الذرية الطاهرة (رقم 167). وأخرجه ابن حبّان في المجروحين (3/ 88) بإسناديهما عنه.

ورواه عن أمه عن فاطمة عن أبيها به.

أخرجه ابن ماجه في الجنائز باب ما جاء في الصبر على المصيبة (1/ 510: 1600).

وأبو يعلى (6/ 180).

وابن السني في عمل اليوم والليلة (163: 560) باب ما يقول إذا ذكر مصيبة قد أصيب بها وفيه عن أبيه. والحارث في مسنده كما في بغية الباحث (رقم 256)، =

ص: 477

= والطبراني في الكبير (3/ 131)، والبيهقي في الشعب (7/ 117)، كلهم من طريق عبد الرحمن بن سلام الجمحى، عنه به.

ورواه عن عباد بن زياد، عن أمه، عن فاطمة.

أخرجه أحمد (1/ 201). ورواه عن أمه، عن فاطمة، عن أبيها أخرجه الحارث أيضًا (رقم 257)، (وبغية الباحث ثنا الحكم بن موسى عن عباد)، به.

قال ابن كثير في التفسير (1/ 204)، وقد رواه إسماعيل بن عليه، ويزيد بن هارون، عن هشام بن زياد، عن أبيه، عن فاطمة.

وأشار البيهقي في الشعب أنه رواه عن عائشة رضي الله عنه فهذا اضطراب فاحش، فيه يدل على ما قاله أهل العلم فيه.

والحديث المذكور الذي أشار إليه البيهقي أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 64).

حدّثنا زكريا بن يحيى الحلواني قال: حدّثنا هارون بن سعيد قال: حدّثنا ابن وهب قال: حدّثنا سعيد ابن أبي أيوب عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن هشام عن أمه، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بمثله. قلت: وإبراهيم الرواي عنه انظر الكلام حوله في اللسان (1/ 100).

فالحديث على كل حال ضعيف جدًا لأن مداره على هشام وحاله كما سبق بيانه.

ص: 478

3536 -

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أيوب، عن قتادة، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ السَّلَفَ الْمَضْمُونَ إِلَى أَجَلٍ (1)، قد أحله الله (تعالى)(2) وأذن فيه، قال الله (تعالى) جَلَّ ذَكَرَهُ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} (3).

(1) هذه المسألة التي تسمى السلم إلى أجل معلوم، وهذا الأثر أصل في اشتراط كون الأجل معلومًا في المسلم. قال ابن قدامة في المغني (4/ 194) ولا نعلم في اشتراط العلم في الجملة اختلافًا.

قلت: وأما كيفيته ففيها خلاف انظره في كتب الفروع وشرح الأحاديث.

(2)

ليست في (سد) و (عم).

(3)

سورة البقرة: الآية 282.

ص: 479

3536 -

الحكم عليه:

ضعيف الإِسناد. قتادة مدلس وقد عنعن، إلَّا أنه صحيح فقد رواه شعبة عنه كما سيأتي.

وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (2/ 166 ب مختصر) وكذلك في المسندة.

ص: 479

تخريجه:

رواه عن سفيان:

الشافعي في مسنده (ترتيب 2/ 171).

ومن طريقه البيهقي في السنن في البيوع باب جواز الرهن والحيل في السلف (6/ 19).

وإبراهيم بن بشار عند الحاكم في مستدركه (2/ 286)، وصححه.

وقلت: وفي إبراهيم كلام معروف ولا سيما في روايته عن ابن عيينة، لكن متابعة الشافعي وابن أبي عمر عنه تنفي عنه التفرد. =

ص: 479

= فلا مجال لقول الذهبي عقبه: إبراهيم ذو زوائد عن ابن عيينة.

ورواه عن قتادة جماعة:

أولًا: شعبة أخرجه البيهقي في السنن في البيوت باب جواز السلف المضمون بالصفة (6/ 18).

بطريقين عن أبي العباس الأصم، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا سعيد بن عامر عن شعبة.

وهذا إسناد صحيح إلى شعبة، وصح الحديث بذلك، إذ أن شعبة لم يكن يحدث عن قتادة إلَّا مما صرح فيه بالسماع، فأمنا تدليسه.

ثانيًا: معمر عند عبد الرزاق في مصنفه (8/ 5)، به.

ثالثًا: هشام بن أبي عبد الله الدستوائي.

أخرجه الطبري في التفسير (3/ 116)، حدّثنا ابن بشار، قال ثنا معاذ بن هشام، قال ثنى أبي.

رابعًا: همام بن يحيى عند الطبراني في الكبير (12/ 205)، بنحوه.

حدّثنا محمد بن يحيى القزاز، ثنا عمر بن حفص الحوضي، ثنا همام كلهم عن قتادة، به.

قلت: لعل الحوضي هو حفص بن عمر أبو عمر الحوضي، فإن كان هو الذي يروى عن همام بن يحيى فالحديث صحيح إلى همام.

وأشار البخاري إلى هذا الحديث في السلم باب السلم إلى أصل معلوم (4/ 434 فتح).

وعزاه السيوطي في الدر (2/ 117): إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم إضافة إلى من سبق.

ص: 480

3537 -

وقال إسحاق: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ (1) رضي الله عنه يَرَى أنها الصبح يعني (الصلاة)(2) الوسطى (3)(4).

(1) أي ابن عمر رضي الله عنه.

(2)

موجودة في هامش (مح).

(3)

قال ابن كثير رحمه الله في التفسير (1/ 297)، وقد اختلف السلف والخلف فيها. وعدد الأقوال فيها فمن قائل يقول: إنها الصبح. وقائل يقول هي الظهر، وقائل يقول هي المغرب، وقائل يقول هي العشاء، وقائل يقول: هي مجموع الصلوات الخمس، وقائل يقول هي صلاة الجماعة، وقائل يقول هي الجمعة إلى غير ذلك.

وروى ابن جرير بإسناد صحيح عن شعبة عن قتادة عن ابن المسيب في تفسيره (2/ 566) قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه هكذا، يعني مختلفين في الصلاة الوسطى، وشبك بين أصابعه.

وقد سرد الطحاوي في معاني الآثار هذه الأقوال (1/ 167).

(4)

وقد ذهب إلى هذا القول علي وابن عباس وزيد بن ثابت وأبي أمامه، وأنس وأبي العالية وعطاء ومجاهد وغيرهم وذهب إليه الشافعي ومالك.

ص: 481

3537 -

الحكم عليه:

هذا إسناد صحيح.

ص: 481

تخريجه:

تابع سالمًا عن عبد الله، به.

أولًا: عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف كتاب الصلوات باب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى (2/ 505).

حدّثنا شبابة ثنا شعبة، ثنا حيان الأزدي، ثنا ابن عمرو، به.

وهذا إسناد صحيح حيان هو ابن إياس البارقي، ثقة، كما في الجرح والتعديل (3/ 244).

ثانيًا: مجاهد بن جبر. أخرجه سعيد بن منصور (رقم 397).

أخرجه البيهقي في السنن كتاب الصلاة (1/ 462)، بإسناديهما عن داود =

ص: 481

= العطار، حدثني ابن أبي نجيح، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما.

وهذا إسناد صحيح.

ثالثًا: زيد بن أسلم عند ابن أبي شيبة في الموضع السابق (2/ 506).

وسعيد بن منصور (رقم 398) كلاهما عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، حدّثنا زيد بن أسلم، عن ابن عمر وهذا إسناد حسن، عبد العزيز صدوق.

وعزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 719) إلى عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي.

قلت: وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما، خلافة انظره في الدر المنثور.

ص: 482

3538 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه، قَالَ: وَسَأَلْتُهُ -يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم- (1) عن الصلاة الوسطى؟ قال صلى الله عليه وسلم (2): هي العصر التي فرط (3) فيها.

(1) في هامش (مح).

(2)

ليست في (سد) و (عم).

(3)

صرحت رواية أخرى أنها الصلاة التي شغل عنها سليمان على نبينا عليه الصلاة والسلام حتى توارت بالحجاب، والمذكررة قصتها في سورة ص.

ص: 483

3538 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا لأمور:

1 -

ابن إسحاق مدلس وقد عنعن.

2 -

أبو إسحاق مدلس وقد عنعن. وقد ذكروا أن أبا إسحاق لم يسمع من الحارث إلَّا أربعة أحاديث كما في جامع التحصيل (246).

3 -

الحارث الأعور ضعيف جدًا.

ص: 483

تخريجه:

لم أقف عليه بهذ الإِسناد، والحديث معروف عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه موقوفًا.

رواه سفيان الثوري، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ.

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في الصلوات باب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى (2/ 504).

وابن جرير في التفسير بطريقين (2/ 554) كلهم عن سفيان بذكر صلاة العصر والطحاوي في معاني الآثار (1/ 175).

ورواه أبو الأحوص عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه. =

ص: 483

= رواه عنه ابن أبي شيبة في الموضع السابق بلفظ حديث الباب.

ورواه الأجلح عن أبي إسحاق بذكر صلاة العصر.

أخرجه ابن جرير في التفسير (2/ 554)، حدّثنا أبوكريب، ثنا مصعب، عن الأجلح، به.

قلت: مصعب هو ابن المقدام الخثعمي، وهو حسن الحديث كما في ترجمته في التهذيب (10/ 150).

ورواه عن أبي إسحاق عنبسة بن سعيد بذكر صلاة العصر أخرجه ابن جرير في تفسيره (2/ 554)، حدّثنا ابن حميد قال: ثنا حكام -وهو ابن سلم- عن عنبسة، به.

وهذا إسناد ضعيف إلى أبي إسحاق: ابن حميد هو محمد وهو ضعيف.

ورواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه الصلاة الوسطى صلاة العصر.

أخرجه الطحاوي في معاني الآثار (1/ 175) حدّثنا ربيع الجيزي ثنا يعقوب ابن أبي عبّاد، عن إبراهيم بن طهمان، به.

وعزاه في الدر المنثور (2/ 727) إلى وكيع والفريابي وابن عيينة وابن منصور ومسدد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد.

وورد الحديث موقوفًا عن علي رضي الله عنه، بنحو حديث الباب.

أخرجه ابن جرير (2/ 554، 23/ 155)، وعزاه السيوطي في الدر (7/ 177) إليه وإلى ابن المنذر.

قال ابن جرير: حدثا محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم قال: ثنا أبو زرعة، قال: ثنا حيوة بن شريح، قال: ثنا أبو صخر، أنه سمع أبا معاوية البجلي، من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصهباء البكري يقول: سألت عليًا رضي الله عنه عن الصلاة الوسطى، فذكره موقوفًا. =

ص: 484

= وهذا إسناد ضعيف أبو معاوية وشيخه مجهولان. انظر التقريب (2/ 438، 2/ 474).

وأخرجه سعيد بن منصور (رقم 394)، نا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان التيمي، عن أبيه قال: سأل رجل عليًا رضي الله عنه عن الصلاة الوسطى فلم يرد عليه شيئًا وأقيمت صلاة العصر فلما فرح، قال أبي السائل عن الصلاة الوسطى: هي هذه الصلاة.

وهذا سند صحيح.

قلت: وتحديد العصر بإنها الوسطى ثابت عن علي رضي الله عنه، مرفوعًا من طرق.

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا، ثم صلاها بين العشائين المغرب والعشاء.

أخرجه مسلم في المساجد باب من قال الصلاة الوسطى صلاة العصر (5/ 128)، واللفظ له.

والنسائي في الكبرى كما في التحفة (7/ 382)، وهو في التفسير له (1/ 266)، وأحمد (1/ 81، 113، 126، 146). وأبو عبيد في الفضائل (166).

وعبد الرزاق في المصنف (1/ 576)، وابن أبي شيبة في الموضع السابق (2/ 503). وسعيد بن منصور (رقم 393).

وأبو يعلى (1/ 216، 217)

وابن جرير (2/ 558).

وابن خزيمة في صحيحه (2/ 290: 1337)، والبيهقي في السنن (1/ 460).

وابن عبد البر في التمهيد (4/ 291). والجورتاني في الأباطيل (رقم 38).

كلهم من طريق أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن شتير بن شكل عن علي رضي الله عنه، به. =

ص: 485

= ثانيًا: عنه عن زر قال: أمرنا عبيدة أن يسال عليًا عن الصلاة الوسطى فسأله فقال: كنت أحسب أنها صلاة الفجر وفي لفظ: كنا نرى أنها صلاة الفجر حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب: شغلونا عن صلاة الوسطى، صلاة العصر، ملأ الله قبورهم وأجوافهم نارًا.

وابن أبي شيبة في المصنف في الموضع السابق. وعبد الرزاق (1/ 576)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 122).

وأبو يعلى واللفظ له (1/ 217، 216).

وابن جرير في التفسير (2/ 558).

وابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (1/ 299).

وابن خزيمة في الموضع السابق (رقم 1337).

والبيهقي في الموضع السابق (1/ 460)، والبغوي في تفسيره (1/ 288)، وفي شرح السنة (2/ 233).

كلهم من طريق عاصم عن زربه. وله طريق عدة عن زر بن حبيش انظرها في التعليق على سنن سعيد بن منصور.

وهذا إسناد حسن للخلاف المعروف في عاصم.

ثالثًا: عن عبيدة السلماني عن علي.

عند البخاري في الجهاد باب الدعاء على المشركين (6/ 105).

وفي المغازي باب غزوة الخندق (7/ 405).

وفي التفسير باب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى (8/ 195).

وفي الدعوات باب الدعاء على المشركين (11/ 194).

ومسلم في الموضع السابق.

وأبو داود في الصلاة باب في وقت العصر (رقم 409).

وأحمد (1/ 122). =

ص: 486

= والدارمي (1/ 280)، في الصلاة باب الصلاة الوسطى.

وأبو يعلى (1/ 215: 381، 389).

والطبري (2/ 558).

وابن خزيمة (1/ 289: 1335)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 24)، وابن عبد البر (4/ 219).

والبيهقي في الموضع السابق عن محمد بن سيرين، عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه، بنحوه.

ورواه أبو حسان الأعرج عن عبيدة، عن علي.

عند مسلم في الموضع السابق.

والترمذي في التفسير في تفسير سورة البقرة (4/ 286)، وقال حسن صحيح والنسائي في الصلاة باب المحافظة على صلاة العصر (1/ 236).

وأحمد (1/ 135، 137، 153، 154). والطبراني في الشاميين (رقم 2700).

وأبو يعلى في مسنده (1/ 215: 380)، والبغوي في الجعديات (رقم 984) والطبري في تفسيره (2/ 559)، بنحوه عن علي رضي الله عنه. وابن عبد البر (4/ 209).

رابعًا: ورواه يحيى بن الجزار عن علي رضي الله عنه.

أخرجه مسلم في الموضع السابق.

وأبو يعلى (1/ 216: 384). والطحاوي في معاني الآثار (1/ 173).

والطبري (2/ 558)، والبيهقي في دلائل النبوة (3/ 444).

كلهم بأسانيدهم عن شعبة، عن الحكم، عن يحيى عن علي رضي الله عنه.

سادسًا: ورواه الأعمش عن علي رضي الله عنه.

أخرجه عبد الرزاق (1/ 576). =

ص: 487

= حدّثنا معمر عن الأعمش، عن علي رضي الله عنه، بنحوه.

وهذا منقطع. قال ابن كثير في تفسيره (15/ 299)، وحديث يوم الأحزاب وشغل المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه عن أداء الصلاة العصر أبو منهروي عن جماعة من الصحابة يطول ذكرهم، وإنما المقصود رواية من نص منهم في روايته.

وللحديث شواهد: أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر:

أولًا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه.

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (صلاة الوسطى، صلاة العصر).

أخرجه الترمذي في أبواب الصلاة باب ما جاء في صلاة الوسطى أنها صلاة العصر (1/ 116)، وقال حسن صحيح.

وفي تفسير القرآن باب سورة البقرة (4/ 286: 4069).

ابن أبي شيبة في المصنف في الموضع السابق (2/ 506).

كلاهما عن محمد بن طلحة بن مصرف، عن زبيد، عن مرة، عن ابن مسعود رضي الله عنه.

وهذا إسناد صحيح كما قال الترمذي.

ئانيًا: وقد رواه ابن مسعود رضي الله عنه بلفظ حديث علي رضي الله عنه.

قال: حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر حتى احمرت الشمس أو أصفرت، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارًا).

أخرجه مسلم في الموضع السابق، واللفظ له. وابن ماجه (برقم 686).

وأحمد (1/ 392، 403، 456).

والطيالسي (رقم 366).

وأبو يعلى (5/ 38: 5022، 5271، 5272).

وابن جرير في تفسيره (2/ 557). =

ص: 488

= وأبو نعيم في الحلية (10/ 24).

والبيهقي في السنن الموضع السابق.

والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 66).

كلهم بأسانيدهم من طريق محمد بن طلحة بن مصرف، عن زبيد اليامي، عن مرة بن شراحيل، عن ابن مسعود رضي الله عنه.

ثانيًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الصَّلَاةُ الوسطى صلاة العصر.

أخرجه ابن خزيمة (رقم 1338).

وابن جرير في تفسيره (2/ 559).

والبيهقي في السنن الموضع السابق (1/ 460).

من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سليمان التيمي، عن أبي صالح. ميزان، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وهذا إسناد حسن عبد الوهاب حسن الحديث كما يظهر ذلك من ترجمته في التهذيب (6/ 398). وله أسانيد أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ثالثًا: عن ابن عباس رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة الوسطى صلاة العصر).

أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 197). والطحاوي في معاني الآثار (1/ 174) بإسناديهما عن هلال بن حباب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وهذا إسناد صحيح.

هلال قيل أنه تغير بآخره.

قال السيوطي في الدر المنثور (2/ 726)، بسند صحيح.

وروى ابن عباس قصة الأحزاب بإسناد الحديث. =

ص: 489

= أخرجه ابن جرير (2/ 559). وعزاه في الدر المنثور (2/ 715)، إلى عبد بن حميد.

وأخرجه الطبراني بإسناد آخر في الكبير (11/ 284، 12/ 26).

والطحاوي في معاني الآثار (1/ 174).

وفيه ابن أبي ليلى وهو ضعيف كما في ترجمته (رقم 385).

رابعًا: عن أبي مالك الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الصلاة الوسطى: صلاة العصر.

أخرجه ابن جرير (2/ 561).

والطبراني في الكبير (3/ 298)، كلاهما من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، قال: ثنا أبي، قال: ثنى ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك رضي الله عنه.

قلت: وهذا إسناد ضعيف محمد بن إسماعيل لم يسمع من أبيه كما في ترجمته في التهذيب (9/ 51).

خامسًا: عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (صلاة الوسطى صلاة العصر).

أخرجه الترمذي في الصلاة باب ما جاء في صلاة الوسطى أنها العصر (1/ 116).

وأحمد (5/ 7، 8، 13، 22). وفي التفسير في سورة البقرة (4/ 286).

وابن أبي شيبة في المصنف في الموضع السابق.

وابن جرير (2/ 560).

والطحاوي في معاني الآثار (1/ 174)، والروياني في مسنده (رقم 805).

والطبراني في الكبير (7/ 200)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 150).

والبيهقي في الموضع السابق من السنن (1/ 460)، وعزاه السيوطي في الدر (2/ 725)، إلى عبد بن حميد.

كلهم بطرق عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ رضي الله عنه. =

ص: 490

= قلت: هذا إسناد صحيح، فإن الحسن عن سمرة، كعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده غالب روايته عن سمرة عن طريق صحيفة، وقد سمع منه في الجملة، فمثله مثل عمرو شعيب، هذا الذي يظهر لي حسب علمي القاصر، والله أعلم.

وقد روى الحديث بإسناد لين الطبراني في الكبير (7/ 248).

سادسًا: عن أبي هاشم بن عتبة بن عبد شمس رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أخبرنا أنها صلاة العصر.

أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 197).

وابن جرير في التفسير (2/ 559).

والطبراني في الكبير (7/ 301).

وابن حبّان في الثقات (5/ 341).

والحاكم في مستدركه (5/ 341).

وعزاه المصنف في الإصابة (4/ 201)، إلى البغوي في معجمه، ونسبه إلى أبي داود والنسائي ولم أجده فيه.

بأسانيدهم عن خالد بن دهقان، أخبرني خالد سبلان، عن كهيل بن حرملة، عن أبي هاشم رضي الله عنه.

وهذا إسناد لين خالد سبلان ترجم له البخاري في تاريخه (3/ 154) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا وروى عنه جماعة.

سابعًا: عن رجل من الصحابة رضي الله عنهم:

قال: أرسلني أبو بكر وعمر، وأنا غلام صفير أسأله -أي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّلَاةِ الوسطى-، فأخذ اصبعي الصغيرة، فقال: هذه الفجر، وقبض التي تليها، وقال: هذه الظهر، ثم قبض الإبهام، فقال: هذه المغرب، ثم قبض التي تليها، ثم قال: هذه العشاء، ثم قال: أي أصابعك بقيت؟ فقلت الوسطى، فقال: أي صلاة بقيت؟ قلت العصر: قال هي العصر. =

ص: 491

= أخرجه ابن جرير في تفسيره (20/ 560) حدّثنا أحمد بن إسحاق قال حدّثنا أبو أحمد قلت: -هو الزبيري- حدّثنا عبد السلام عن مسلم مولى أبي جبير عن إبراهيم بن يزيد الدمشقي عنه، به قلت: ومن وراء الزبيرى لم أعرفهم.

قال ابن كثير في التفسير: (1/ 299)، غريب أيضًا جدًا.

ثامنًا: عن حذيفة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب شغلونا عن الصلاة الوسطى، ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا، يعني صلاة العصر.

أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 196)، واللفظ له.

والطبراني في الأوسط (رقم 1118).

وابن حبّان (7/ 148).

كلهم عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن زر عن حذيفة رضي الله عنه.

وهذا إسناد صحيح، إلَّا أن البزّار أشار إلى الاختلاف فيه، وأن زرا رواه عن علي رضي الله عنه.

ولا يمنع أن يكونا حديثين.

تاسعًا: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"شغلونا عن صلاة الوسطى، صلاة العصر، ملأ الله أخوافهم، وقبورهم نارًا".

أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 341).

بإسنادين عن مسلم الملائي عن القاسم بن مخيمرة، عن أم سلمة رضي الله عنها.

وهذا إسناد ضعيف: مسلم هو ابن كيسان الأعور، ضعيف كما في التقريب (2/ 246).

وكون الصلاة صلاة العصر هي الوسطى له شاهد هو الآتي.

وفي متنه خلاف، سيتضح عند تخريجه.

ص: 492

3539 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ونافع (مولى ابن عمر) (2) (قالا) (3): إن عمرو بن رافع مولى عمر رضي الله عنهما حَدَّثَهُمَا: أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ فِي عَهْدِ أزواج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن (4)، قال: فاستكتبتني حفصة رضي الله عنها مُصْحَفًا، وَقَالَتْ: إِذَا بَلَغَتْ هَذِهِ الْآيَةَ مِنْ سورة البقرة، فلا تكتبها حتى تأتني بها، (فأملها)(5) عَلَيْكَ كَمَا حَفِظْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا بَلَغْتُهَا جِئْتَهَا بِالْوَرَقَةِ الَّتِي أَكْتُبُهَا، فَقَالَتِ:(أُكتب)(6): {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} ، وصلاة العصر:{وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}

(1) في المسند بالإسناد والمتن (6/ 330).

(2)

في النسخ: "نافع بن عمر"، وهو خطأ، والتصويب من الكتب التي خرَّجت الحديث.

(3)

المثبت من (سد) و (عم)، وفي (مح):"قال" بالإِفراد.

(4)

ليست في (سد) و (عم).

(5)

(عم): "فأتلها"، وكلاهما صحيح.

(6)

ليست في (عم).

ص: 493

3539 -

الحكم عليه:

هذا إسناد حسن. محمد بن إسحاق صدوق، وقد صرح بالتحديث.

قال الهيثمي في المجمع (6/ 323): رجاله ثقات.

ص: 493

تخريجه:

عن أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في صحيحه (14/ 228).

ورواه عن يعقوب متابعًا لأبي خيثمة علي بن معبد بن نوح، أخرجه الطحاوي في معاني الآثار (1/ 172)، وفي مشكل الآثار (3/ 8).

وتابع إبراهيم عن ابن إسحاق أحمد بن خالد بن موسى الوهبي. =

ص: 493

= أخرجه ابن أبي داود في المصاحف (/86).

والبيهقي في السنن، كتاب الصلاة، باب من قال هي الصبح (1/ 463).

بإسناديهما عنه.

ورواه عن نافع عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عتيق التميمي.

أخرجه ابن أبي داود في المصاحف (/86)، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق.

قلت: هو الأزدي -ثنا إسماعيل- قلت: -هو ابن أبي أويس- ثنا أخي، عن سليمان -هو ابن بلال-، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نافع، أن عمرو بن رافع أو ابن نافع مولى عمر أخبره

فذكره.

وهذا إسناد لين: إسماعيل ابن أبي أويس لين الحديث.

وقد خالف ابن جريج ابن إسحاق فوقفه عن نافع على حفصة.

أخرجه عبد الرزاق في التفسير (1/ 578)، عن ابن جريج قال: أخبرني نافع أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم دفعت إلى مولىً لها يكتبه

فذكره موقوفًا.

ونافع عن حفصة منقطع كما في المراسيل (رقم 399)، ولعل هذا محمول أنه قد سمعه من عمرو بن رافع.

قلت: واختُلف على نافع في الإرسال والوصل، وقد تقدم المتصل واحد المراسيل عنه. وقد أرسله عنه عن حفصة عبيد الله بن عمر.

رواه عنه كل من:

1 -

حمّاد بن سلمة أخرجه عنه ابن جرير (2/ 556، 563)، وابن أبي داود في المصاحف (/85). وابن عبد البر في التمهيد (4/ 282) بطرقهم عنه.

2 -

حماد بن زيد أخرجه البيهقي في السنن (1/ 462). وابن عبد البر في التمهيد (4/ 281) بإسناديهما عنه.

3 -

عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت عند ابن جرير (2/ 563).

وابن أبي داود في المصاحف (/86)، وفيه قال نافع: (فقرأت ذلك =

ص: 494

= المصحف فوجدت فيه الواوين) عنه بإسناديهما، كلهم ثنا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ حفصة أمرت مولى لها

فذكره.

وقد رواه زيد بن أسلم عن عمرو بن رافع، واختُلف عليه فيه.

فرواه مرفوعًا عنه كلًا من:

1 -

سعيد بن أبي هلال أخرجه عنه أبو عبيد في الفضائل (/165)، وابن جرير (2/ 563). بإسناديهما عن الليث قال: ثنا خالد بن يزيد عن ابن أبي هلال، عن عمرو، بنحوه.

وهذا إسناد صحيح.

2 -

هشام بن سعد المدني. أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (4/ 280) من طريق عبد الله بن صالح، ثنا الليث، قال: حدثني هشام، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن رافع.

وشهدت فيه حفصة أنها سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وهذا إسناد لين، هشام فيه لين كما يظهر هذا في ترجمته في التهذيب (11/ 37).

ورواه موقوفًا الإِمام مالك رحمه الله في موطاه (1/ 139).

ومن طريقه أبو عبيد في الفضائل (/165)، وابن أبي داود في المصاحف (/86).

والطحاوي في معاني الآثار (1/ 172)، وفي مشكل الآثار (3/ 9).

والبيهقي في سننه (1/ 462).

قلت: ورواه موقوفًا عن عمرو بن رافع عن حفصة بن أبي رافع، أخرجه البخاري في التاريخ (6/ 330).

وابن جرير في تفسيره (2/ 562، 564).

بأسانيدهم عن ابن أبي رافع، عن أبيه، عن حفصة رضي الله عنهما، بنحوه موقوفًا. =

ص: 495

= ومدار هذه الأسانيد على ابن أبي رافع، ولم أجد له ترجمة.

ورواه سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم، عنها، موقوفًا.

أخرجه ابن جرير (2/ 563)، حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عن شعبة، عن أبي بشر، عن عبد الله بن يزيد، عن سالم، عن حفصة رضي الله عنها موقوفًا.

وهذا سند ضعيف عبد الله بن يزيد هو الأزدي مجهول ذكره البخاري في التاريخ (5/ 229)، وابن أبي حاتم (5/ 200)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا ولم يرو عنه إلَّا أبو بشر وأشار البخاري أنه مرسل عنه.

وأخرجه أبو عبيد في الفضائل (/165)، ثنا هشيم عن أبي بشر عن رجل، عن سالم، عن حفصة ولم يذكر الواو بين الوسطى وصلاة العصر.

وبعد هذا كله، لا يظهر منافاة بين الوقف والرفع، فإن حفصة رضي الله عنها لم تكن لتثبت في مصحفها شيئًا، إلا بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، بغض النظر إن كان منسوخًا، لاحتمال عدم معرفتها بذلك.

ويدل على هذا:

ما أخرجه ابن جرير في تفسيره (2/ 563).

وابن أبي داود في المصاحف (/87).

والطحاوي في معاني الآثار (1/ 173).

بأسانيدهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عمرو بن رافع قال: كان مكتوبًا في مصحف حفصة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، وصلاة العصر).

وهذا إسناد حسن للخلاف المعروف في ابن عمرو بن علقمة.

وللحديث شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها بنفس القصة. =

ص: 496

= وذكر الآية مرفوعًا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه مالك في الموطأ (1/ 138). عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس مولى عائشة رضي الله عنها، عن عائشة رضي الله عنها.

ومن طريقه: مسلم في المساجد، باب دليل من قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر (5/ 129 نووي).

وأبو داود في الصلاة، باب صلاة العصر (1/ 112: 410).

والترمذي في التفسير في سورة البقرة (4/ 285).

والنسائي في الصلاة، باب المحافظة على صلاة العصر (1/ 236).

وفي التفسير (1/ 269).

وأحمد (6/ 73، 178).

والطحاوي في معاني الآثار (1/ 172)، وفي مشكل الآثار (3/ 8).

وابن أبي داود في المصاحف (/84).

والبيهقي (1/ 462) من السنن.

والبغوي في تفسيره (1/ 288)، وفي شرح السنة (2/ 233).

وزاد السيوطي في نسبة لعبد بن حميد، وابن الأنباري، وذلك في الدر المنثور (2/ 722).

وله شاهد من حديث أم كلثوم:

أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (3/ 9).

حدّثنا علي بن معبد، ثنا الحجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني عبد الملك بن عبد الرحمن عن أنه أم حميد بنت عبد الرحمن عن أم كلثوم قالت عن قول الله عز وجل الصلاة الوسطى كنا نقرؤها على الحرف الأول عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر.

وعبد الملك وأمه مجهولان. وذكر البخاري وابن أبي حاتم وابن حبّان أنه =

ص: 497

= يروي الحديث عن أمه عن عائشة رضي الله عنها.

وللحديث طرق انظرها في تفسير ابن جرير وغيره والدر المنثور والتعليق على سنن سعيد بن منصور (رقم 401).

وعن أم سلمة رضي الله عنها موقوفًا بنفس سياق القصة.

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (1/ 579).

وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 504)، في الموضع السابق.

وابن أبي داود في المصاحف (/87).

وزاد السيوطي في نسبة في الدر المنثور (2/ 723)، أي وكيع وعبد بن حميد، وابن المنذر.

بأسانيدهم عن داود بن قيس، عن عبد الله بن رافع قال: أمرتني أم سلمة أن أكتب لها

فذكره.

وفي متنه اضطراب، فتارة تذكر الآية كما ذكرت حفصة رضي الله عنها، وتارة تفسِّر صلاة الوسطى بأنها العصر.

قال الحافظ ابن كثير في تفسير (1/ 300) عقب ذكره لحديث حفصة:

وتقرير المعارضة أنه عطف صلاة العصر على الصلاة الوسطى بواو العطف التي تقتضي المغايرة، فدل ذلك على أنها غيرها، وأجيب عن ذلك بوجوه.

إحداها: أن هذا، إن روى على أنه خبر، فحديث علي أصح وأصرح منه. وقد تقدم ذكره في شواهد الحديث الماضي:

(أ) وهذا يحتمل أن تكون الواو زائدة كما في قوله: (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين).

(ب) أو تكون لعطف الصفات لا لعطف الذوات كقوله: (وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وخاتم النبيين).

وأما ما روى على أنه قرآن، فإنه لم يتواتر، فلا يثبت بمثل خبر الواحد قرآن، =

ص: 498

= ولهذا لم يثبته أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، في المصحف ولا قرأ بذلك أحد من القراء الذين تثبت الحجة بقراءتهم، لا من السبعة ولا من غيرهم.

ثم قد روى ما يدل على نسخ هذه التلاوة المذكورة في هذا الحديث عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قال: نزلت: (حافظوا على الصلوات وصلاة العصر)، فقرأناها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله، ثم نسخها الله عز وجل، فأنزل:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} ، فقال زاهر -رجل كان مع شقيق-: أفهي العصر؟ قال: قد حدثتك كيف نزلت، وكيف نسخها الله عز وجل. رواه مسلم. فعلى هذا تكون هذه التلاوة، وهي تلاوة الجادة، ناسخة للفظ رواية عائشة وحفصة رضي الله عنهما، ولمعناها إن كانت الواو دالة على المغايرة، وإلا فلفظها فقط. اهـ. ملخصًا.

ص: 499

(-) حديث أبي عبيدة رضي الله عنه فِي تَفْسِيرِ الدَّرَجَةِ تقدَّم فِي بَابِ فَضْلِ الرمي من كتاب الجهاد (1).

(-) وحديث عبادة رضي الله عنه في قوله (تعالى)(2): {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} ، تقدَّم فِي إِمْضَاءِ الطَّلَاقِ مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ (3).

(1) في (ص 71 أمح) وتقدم برقم (2004)، وهو حديث الحارث بن أبي أسامة قال: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: "قَاتِلُوا أَهْلَ الْكُفْرِ، فَمَنْ بلغ بسهمه فله درجة". قال رجل: يا رسول الله، ما الدرجة؟ قال:"ما بين السماء والأرض".

وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن عمرو بن مرة لم يسمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من أبي أوفى. كما قال أبو حاتم في المراسيل (رقم 259 ص 122).

(2)

في (سد) و (عم): "عز وجل".

(3)

تقدَّم الكلام حول هذا الحديث في الحديث ذي الرقم (1704).

ص: 500

3540 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ (خُصَيْفًا)(2)(3) يُحَدِّثُ عَنْ مِقْسَمٍ (4)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:{فَلَا رَفَثَ} ، قال: الرفث: الجماع، {وَلَا فُسُوقَ} ، قَالَ: الْفُسُوقُ: الْمَعَاصِي، {وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} (5)، (قال) (6): الجدال: المِراء.

(1) في المسند (3/ 154)، بالإِسناد والمتن.

(2)

بفتح المعجمة وكسر المهملة.

(3)

في (سد): "حفصة تحدث"، وهو تصحيف، والتصويب في (مح) و (عم) والمسند.

(4)

بكسر أوله وسكون ثانيه.

(5)

سورة البقرة: الآية 197.

(6)

مثبت من (سد) و (عم).

ص: 501

3545 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف، خصيف ضعيف لسوء حفظه.

قال الهيثمي في المجمع (6/ 321)، وفيه خصيف، وثقه العجلي وابن معين وضعفه جماعة.

ولم أجده في الباب عند البوصيري رحمه الله.

ص: 501

تخريجه:

وقد تابع ابن عبّاد عن سفيان جماعة.

سعيد بن منصور (رقم 339).

ابن أبي شيبة في المصنف، الجزء المفقود (4/ 1/157).

أبو كريب عند ابن جرير (2/ 265، 268، 272).

وتابع ابن عيينة به سميُّه الثوري ببعضه أوله وآخره وخالفه في الفسوق، قال: هي السباب عند الطبري في المواضع السابقة. =

ص: 501

= والبيهقي في السنن، في الحج، باب لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج (5/ 67).

وعزاه في الدر المنثور (2/ 548) إلى وكيع وسفيان بن عيينة والفريابي، وسعيد بن منصور رواه عبد بن حميد وابن أبي حاتم.

وتوبع مقسم به، أخرجه سعيد بن منصور (رقم 341)، نا هشيم، أنا حجاج عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، به.

وهذا سند ضعيف. حجاج هو ابن منهال، لين الحديث، ويظهر أن الحديث عن عطاء. كما أخرجه ابن منصور قبله.

ورُوي عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا.

قال: الرفث: الإِعرابة والتعرض للنساء بالجماع، والفسوق، المعاصي كلها، والجدال: جدال الرجل صاحبه.

أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 22)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 169)، كلاهما قال: حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا سوار بن محمد بن قريش العنبري البصري، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، عن ابن طاووس، عن أبيه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، به.

وهذا الحديث الصحيح أنه موقوف. قال الذهبي في الميزان (2/ 246): سوار بن محمد بن قريش، محله الصدق، رفع حديثًا فاخطأ. اهـ. أي هذا الحديث.

ولقد توبع مقسم عن ابن عباس رضي الله عنها على طرفه الأول:

عنه أنه قال: الرفث الجماع.

أخرجه ابن جرير (2/ 265): بطريقين عن سفيان، عن عاصم، عن بكر، عن ابن عباس رضي الله عنهما، به.

وهذا إسناد صحيح: بكر هو ابن عبد الله المزني. =

ص: 502

= وأخرج بإسنادين عن أبي العالية، عن ابن عباس، بنحوه، وهو صحيح.

وأخرجه (2/ 266)، حدّثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو أحمد، قال: أخبرنا إسرائيل، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهذا إسناد صحيح.

ثانيًا: الفسوق: المعاصي:

أخرجه ابن جرير (2/ 269)، حدّثنا محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس، به.

وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء كما تقدم.

ثالثًا: الجدال: المراء: ورد مع الطرف الأول، وهو تفسير الرفث بالجماع.

أخرجه ابن جرير (2/ 265، 273)، ثنا عبد الحميد بن بيان، قال: أخبرنا إسحاق، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن التيمي، قال: سألت ابن عباس

فذكره.

والتميمي أربدة مجهول حالًا وعينًا، كما يظهر هذا من ترجمته في التهذيب (1/ 173).

وأخرجه (2/ 266، 273)، حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: ثنا أبو أحمد، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنهما بنحوه.

وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع بين الضحاك وابن عباس كما في جامع التحصيل (/199)، وأبو إسحاق يدلس.

ورواه الثاني مع الثالث: أي الفسوق بالمعاصي، والجدال بالمراء.

أخرجه (2/ 269، 273)، حدّثنا علي بن داود، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ عن علي، عن ابن عباس رضي الله عنه.

وهذا منقطع أيضًا. علي هو ابن أبي طلحة، ولم يسمع من ابن عباس كما في التهذيب (7/ 298). =

ص: 503

= الأول مع الثاني: وهو الرفث بالجماع والفسوق بالمعاصي:

أخرجه ابن جرير (2/ 267، 269)، حدّثنا القاسم قال: ثنا الحسين، ثنا هشيم، أخبرنا حجاج وعبد الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، به.

وهذا إسناد ضعيف. الحسين هذا هو سنيد ضعيف، كما في ترجمته في التهذيب (4/ 214).

فهذا ما ورد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي تفسير هذه الآية من تفسير ابن جرير، وهو صحيح بهذه الشواهد.

وله شاهدٌ في المرفوع.

أخرجه ابن الجوزي الأصبهاني في ترغيبه (1/ 437)، من طريق ابن مردويه ثنا الحسن بن علان بن إبراهيم، ثنا إسحاق بن سلمة، ثنا محمد بن ثوبان، ثنا حصين بن مخارق، ثنا يونس بن عبيد، عن شهر، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فمن فرض فيهن الحج فلا رفث، قال: لا جماع، ولا فسوق، قال: المعاصي والكذب".

وفي الإِسناد من لم أعرفه.

ص: 504

3541 -

[1] وقال الحارث: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَقْبَلَ صُهَيْبٌ رضي الله عنه (1) مُهَاجِرًا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، (فَأَتْبَعَهُ (2)) (3) نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، وَانْتَثَلَ (4) مَا فِي كِنَانَتِهِ (5)، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ: لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ رَجُلًا، وَايْمُ (6) اللَّهِ لَا تَصَلِونَ إليَّ (حَتَّى)(7) أَرْمِيَ كُلَّ سَهْمٍ مَعِي فِي كِنَانَتِي، ثُمَّ أَضْرِبَ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ فِي يَدِي (مِنْهُ)(8) شيء، ثم افعلوا ما شئتم، وإن شئتم دللتكم على مالي (دفينتي)(9)(في مكة)(10)، وخلَّيتم سبيلي، قالوا: نعم، نقبل، فلمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم المدينة. قال:

(1) مثبت من (سد) و (عم).

(2)

أي لحق به.

(3)

ليست في (سد) و (عم).

(4)

أي استخرج ما في الكنانة من سهام، انظر النهاية (5/ 16).

(5)

بكسر الكاف: الجعبة للسهام تتخذ من جلود لها خشب فيها، أو من خشب لا جلد فيه. (لسان العرب/ ترتيب).

(6)

وايم: الألف ألف الوصل لا القطع، كما ذكر ذلك ابن الأثير في النهاية (5/ 302)، وهو عند أكثر، وجوّز الكوفيون أنها قطع لأنها جمع يمين، وقد ترجم البخاري رحمه الله في الأيمان والنذور، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"وايم الله"، وفيها لغات عديدة استطرد المصنف في ذكرها في فتح الباري (11/ 522)، فراجعها. وذكر الخلاف في معناها وانعقادها.

(7)

ليست واضحة في (سد).

(8)

ليست في (سد).

(9)

الدفين: هو الشيء المدفون في الأرض، والمعنى صفة لماله، وأنه دفنه بمكان بعينه، من دفن يدفن، أي ستره ووراه.

انظر النهاية (2/ 126)، لسان العرب (ترتيب)(1/ 994).

في (سد): "قسى"، وهو المثبت في المطبوع. وفي البغية (رقم 677) على مالي وقينتي بمكة.

(10)

في (سد) و (عم): "بمكة".

ص: 505

رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى، قَالَ: وَنَزَلَتْ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)} (12).

[2]

رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حاتم في التفسير.

حدّثنا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بن سلمة، به.

(12) سورة البقرة: الآية 207.

ص: 506

3541 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف لضعف عليِّ بن زيد بن جدعان.

ولم أجده في مظانه من الإِتحاف.

ص: 506

تخريجه:

أخرجه من طريق الحارث أبو نعيم في الحلية (1/ 151)، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ، به. وفيه تصحيفات فاحشة.

ورواه عن عفان ابنُ سعد في الطبقات (3/ 228)، وعن سليمان بن حرب، وموسى بن إسماعيل، قالوا: أخبرنا حماد -وفيه ابن زيد- ولعله سهو أو سبق قلم.

وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 575) إلى ابن المنذر وابن عساكر.

وقد تابع عليًا عن ابن المسيب، عن صهيب، حذيفة بن صَيْفِيّ بن صهيب، بنحوه دون ذكر الآية.

أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 36)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (1/ 152)، والحاكم (3/ 400) وقال: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي من طريقه البيهقي في الدلائل (2/ 522) من طريق زيد بن الحريش، ثنا يعقوب بن محمد الزهري، ثنا حصين بن حذيفة، حدثني أبي وعمومتي، عن سعيد بن المسيب، عن صهيب رضي الله عنه.

قلت: زيد بن الحريش وحصين ووالده فيهم جهالة، يظهر ذلك لمن طالع =

ص: 506

= تراجمهم في الجرح والتعديل ولسان الميزان.

وتابع ابن المسيب عن صهيب أبا عثمان النهد عن صُهيب بنحوه.

أخرجه ابن مردويه في التفسير كما في تفسير ابن كثير (1/ 254).

حدّثنا محمد بن إبراهيم قال: حدّثنا محمد بن عبد الله بن رُسته، حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا ابن سليمان الضبي، قال: حدّثنا عوف عن أبي عثمان، عن صهيب رضي الله عنه بنحوه دون ذكر الآية.

قلت: هذا إسناد ضعيف جدًا بل موضوع، سليمان بن داود هو الشاذكوني، ورُمي بوضع الحديث كما في ترجمته في لسان الميزان (3/ 100).

والصحيح مرسل عن أبي عثمان النهدي رحمه الله أخرجه ابن سعد (3/ 227).

أخبرنا هوذة بن خليفة، قال: أخبرنا عوف عن أبي عثمان، به.

وتابع سعيد بن المسيب، عن صهيب علي بن عبد الحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه، عن جده، عن صهيب، بنحوه.

أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 43).

وأبو نعيم من طريقه في الحلية (1/ 152).

ثنا إبراهيم بن شبيب الغسَّال الأصبهاني، ثنا هارون بن عبد الله الحمّال، ثنا محمد بن الحسن بن زبالة -بفتح الزاي المعجمة والموحدة- المخزومي، ثنا علي بن عبد الحميد، به.

وهذا إسناد حديث موضوع محمد بن الحسن، كذَّبه غير واحد كما في التهذيب (9/ 101)، وللحديث شاهد عن أنس رضي الله عنه، به.

أخرجه الحاكم (3/ 398).

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا سليمان بن حرب، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه.

وصححه الحاكم، وهو كما قال، فهذا شاهد يرفع الحديث إلى درجة الصحة.

ص: 507

3542 -

وقال أبو بكر: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أبي ميسرة قال: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مَقَامُ (1) خَلِيلِ (2) رَبِّنَا، أفلا تتخذه مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (3).

(1) المقام: قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره بعد أن سرد الآثار الواردة في مقام إبراهيم (1/ 175): فهذا كله مما يدل على أن المراد بالمقام، إنما هو الحجر الذي كان إبراهيم عليه السلام يقوم عليه لبناء الكعبة

قال: وكانت آثار تدميه ظاهرة فيه، ولم يزل هذا معروفًا تعرفه العرب في جاهليتها.

قال: وقد أدرك المسلمون ذلك فيه أيضًا وذكر عن أنس رضي الله عنه قال: رأيت المقام فيه أصابعه عليه السلام وأخمص تدميه، غير أنه أذهبه مسح الناس بأيديهم.

وقد كان هذا المقام ملصقًا بجدار الكعبة قديمًا، ومكانه معروف اليوم، وكان الخليل عليه السلام لما فرغ من بناء البيت وضعه إلى جدار الكعبة، أو أنه انتهى عند البناء فتركه هناك، ولهذا والله أعلم أمر بالصلاة هناك عند الفراغ من الطواف، وناسب أن يكون عند مقام إبراهيم حيث انتهى عنده البناء. اهـ. ملخصًا.

(2)

الخليل هو إبراهيم أبو الأنبياء، على نبينا وعليه وعليهم الصلاة والسلام، وإثبات الخلة التي هي أعظم درجات المحبة ثابت له، كما هو ثابت لنبينا صلى الله عليه وسلم.

راجع تفصيل ذلك في شرح العقيدة الطحاوية (ص 129).

(3)

سورة البقرة: الآية 125، أي صلوا عنده، أو هو مثله وتعلقه بالمتعلق بالقبلة لا بنفس القبلة (الفتح 1/ 505).

ص: 508

3542 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه زكريا ابن أبي زائدة، يدلس وقد عنعن.

وفيه انقطاع، إذا أن أبا ميسرة لم يشهد القصة، إلَّا أنه مجهول على السماع من عمر رضي الله عنه، إن صح.

ص: 508

تخريجه:

عزاه في الدر المنثور (1/ 291)، إلى ابن أبي شيبة في مسنده، والدارقطني في الأفراد. =

ص: 508

= وقد اختلف الإِسناد على زكريا:

فقد رواه عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عمر رضي الله عنه.

أخرجه عثمان ابن أبي شيبة كما في تفسير ابن كثير (1/ 174).

والدارقطني في الأفراد كما قال محقق علل الدارقطني (2/ 186).

ورواه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عن عمر رضي الله عنه.

أشار إليه الدارقطني في علله من طريق علي بن مسهر، ح.

وأخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 174).

أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا غيلان بن عبد الصمد، أخبرنا مسروق بن المرزبان، قالا: أخبرنا زكريا عن أبي إسحاق به.

قلت: يشبه أن يكون هذا من أبي إسحاق فسماع زكريا منه بآخره.

وكما اختلف على زكريا اختلف على حماد.

وترى هنا أن حماد بن أسامة رواه عن زكريا عن الشعبي.

وأشار الدارقطني في العلل إلى أنه رواه عن زكريا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عن عمر رضي الله عنه.

قال الدارقطني: ورواه زهير عن أبي إسحاق عن طلحة بن مصرف مرسلًا، عن عمر، ويشبه أن يكون قول زهير هو المحفوظ؛ لأن زهير أثبت من زكريا أبي إسحاق.

قلت: كلاهما روى عنه بعد التغير. ولم يثبت لي وجه الصواب في الاختلافين.

والحديث ثابت عن عمر رضي الله عنه فقد رواه عنه كل من: أنس وابن عمر وجابر رضي الله عنهم.

أولًا: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قال عمر رضي الله عنه: (وافقت ربي في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فأنزل الله عز وجل:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}

الحديث. =

ص: 509

= أخرجه البخاري في الصلاة باب ما جاء في القبلة (1/ 504 فتح).

وفي التفسير باب قوله {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (8/ 168).

والترمذي في تفسير البقرة (4/ 274، 275).

والنسائي في التفسير (1/ 184).

وابن ماجه (رقم 1009)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب القبلة.

وأحمد (1/ 23، 24، 36)، وفي فضائل الصحابة (رقم 437)، وسعيد بن منصور (رقم 215).

والدارمي في المناسك باب الصلاة خلف المقام (2/ 44).

والبزار في مسنده (1/ 339: 220).

وابن أبي عاصم في السنة (2/ 586).

والطبراني في الصغير (الروض الداني)(2/ 110: 868).

والفاكهي في أخبار مكة (1/ 444: 961).

والمحاملي في أماليه (رقم 221، 222).

وابن أبي داود في المصاحف (/98).

وابن جرير في التفسير (1/ 534).

والقطيعي في زوائده على فضائل الصحابة (رقم 493، 494، 495، 682).

والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 825).

وابن حبّان (15/ 320).

والبيهقي في السنن (7/ 88).

والبغوي في التفسير (1/ 147)، وفي شرح السنة (14/ 93).

وزاد في الدر المنثور (1/ 289)، بعزوه إلى العدني وابن المنذر، وابن مردويه والدارقطني في الأفراد.

كلهم بأسانيدهم عن حميد الطويل عن أنس، عن عمر رضي الله عنهم. =

ص: 510

= ثانيًا: ابن عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهم قَالَ: وافقت ربي في ثلاث في مقام إبراهيم وفي الحجاب وفي أسارى بدر.

أخرجه مسلم في فضائل عمر رضي الله عنه، واللفظ له (15/ 166 نووي)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 586).

وابن أبي داود في المصاحف (/98).

وأبو نعيم في الحلية (1/ 42).

كلهم بأسانيدهم عن جويريه بن أسماء، أخبرنا نافع، عن ابن عمر، عن أبيه به.

وله طريق آخر انظر الكلام حوله في علل الدارقطني (2/ 72).

ثالثًا: من حديث جابر رضي الله عنه قال: لما طاف النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ عمر: هذا مقام أبينا إبراهيم، قال: نعم، قال: أفلا نتخذه مصلى، فأنزل الله تعالى:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} .

أخرجه ابن أبي حاتم (1/ 370)، حدّثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن جريج، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر رضي الله عنه.

وهذا ضعيف لعنعنة ابن عطاء وشيخه، وهما مدلسان.

وهذه الأحاديث بمجموعها شواهد صحيحة لحديث الباب ترقية إلى درجة الصحيح لغيره.

ص: 511

3543 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ زَمْعَةَ (1)، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلُهُ تَعَالَى:{إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ (2) وَالْمَلَائِكَةُ} (3) قال: ظلل من السحاب، قد قطعن طاقات (4).

(1) بفتح الزاي، وسكون الميم.

(2)

في هامش (سد): "من الغمام".

(3)

سورة البقرة: الآية 210.

(4)

جمع طاقة، كل ما استدار فهو الطوق، أي أن الغمام يأتي، على حلقات مستديمة طوقًا طوقًا.

انظر لسان العرب (ترتيب 2/ 627).

والغمامة هي السحابة بالفتح وتجمع على غمام وغمائم، وهو الغيم الأبيض سمى بذلك لأنه يسير في السماء. وانظر مختار الصحاح (/482)، لسان العرب (ترتيب 2/ 1020).

قال البغوي في التفسير (1/ 241): والأولى في هذه الآية أن يؤمن الإنسان بظاهرها ويكل علمها إلى الله، ويعتقد أن الله منزه عن سمات الحدث، على ذلك مضت أئمة السلف، وعلماء السنة.

ص: 512

3543 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف فيه علتان:

1 -

أبو هشام: ضعيف.

2 -

زمعة بن صالح ضعيف.

وسكت عليه البوصيري كما في الإتحاف مختصر (2/ 166/ ب) وسقط من المسندة.

ص: 512

تخريجه:

لم أجده في مسند ابن عباس من مسند أبي يعلى.

وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 580) إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. =

ص: 512

= وأخرجه ابن جرير مرفوعًا (2/ 329).

حدّثنا محمد بن حميد، قال ثنا إبراهيم بن المختار عن ابن جريج، عن زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: إن من الغمام طاقات يأتي الله فيها محفوفًا، وذلك قوله {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} وأخرجه ابن عدي من طريق محمد بن حميد (1/ 251) في ترجمة إبراهيم وهذا إسناد ضعيف جدًا فيه علل.

1 -

محمد بن حميد ضعيف.

2 -

إبراهيم بن المختار ضعيف كما يظهر من ترجمته في التهذيب (1/ 141).

3 -

ابن جريج مدلس وقد عنعن.

4 -

زمعة ضعيف كما تقدم.

ص: 513

3544 -

حدّثنا (1) شَيْبَانُ، ثنا هَمَّامٌ، (عَنْ)(2) قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما (قَالَ) (3): كان الناس أمة واحدة، قَالَ: عَلَى الإِسلام كُلُّهُمْ، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: عَلَى الكفر كلهم (4).

(1) القائل أبو يعلى في المسند بالإِسناد والمتن (3/ 101).

(2)

ليست في (سد) و (عم)، وفي المسند في قول الله عز وجل.

(3)

في المسند: "حدّثنا".

(4)

وهذا القول مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما بسند فيه العوفى.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/ 257): والقول الأول عن ابن عباس رضي الله عنهما أصح سندًا ومعنى، لأن الناس كانوا على ملة آدم عليه السلام، حتى عبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم نوحًا عليه السلام، فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، ولهذا قال تعالى:{وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} . أي من بعد ما قامت الحجج عليهم، وما حملهم على ذلك إلَّا البغي من بعضهم على بعض. اهـ. والآية هي 213 من البقرة.

والقائل هو همام، والكلبي تقدم ذكر شيء من ترجمته قريبًا وهو كذاب.

ص: 514

3544 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف قتادة مدلس وقد عنعن.

قال الهيثمي في المجمع: رجال أبي يعلى رجال الصحيح (6/ 321).

وقال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 165/ب) رواته ثقات.

وسقط من المسندة.

ص: 514

تخريجه:

وتابع أبا يعلى عن شيبان إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا شيبان بكلام ابن عباس.

عند الطبراني في الكبير (11/ 309).

وإبراهيم هو ابن محمد بن الحارث بن ميمون، ويعرف بابن نائلة وهي أمة، ترجم له أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 188).

وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 1) إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.

ص: 514

3545 -

حدّثنا (1) الْحَارِثُ بْنُ (سُرَيْجٍ)(2)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري رضي الله عنه. قَالَ:(أَثْفَرَ)(3) رَجُلٌ امْرَأَتَهُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا:(أَثْفَرَ)(4) فُلَانٌ امْرَأَتَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} .

(1) القائل أبو يعلى في المسند (2/ 35)، بالإسناد والمتن.

(2)

في النسخ شريح بالشين المعجمة، والحاء المهملة، والمثبت الصحيح من مسند أبي يعلى والإتحاف المسندة وكتب الرجال.

(3)

غير واضحة في الأصل فبرسم ما فيها (العمر) هكذا، والمثبت من (سد) و (عم) الموافق لما في الدر المنثور وفتح الباري، وفي المسند ومجمع الزوائد والإتحاف، أبعر بالعين المهملة، كناية عن إتيانها في مخرج البعر، وهو الدبر، فهو موافق لأحد معاني أثفر.

(4)

أصل الثفر في اللغة بفتح الثاء المثلثة المشددة، وفتح الفاء: سير في مؤخر السرج للدابة يشد على عجزها تحت ذنبها، فيقال: ثفَّر -بتشديد الفاء المفتوحة- الدابة إذا ساقها من خلفها، وأثفرها بإسكان الثاء، وفتح الفاء إذا ألصق الثفر بالمكان المذكور ويطلق الثفر بالضم للثاء على فرج الحيوان.

وعلى هذا فالمعنى هنا أي تمتع بها على الصفة المذكورة.

فإذا حصل وطء كالوطء في موضع الحرث فلا شك بحرمته وعلى ذلك دلت أحاديث كثيرة، ليس هنا مجال بسطها دلت بمجموعها على حرمته.

قال شيخ الإِسلام رحمه الله في الفتاوى (32/ 266): وطء المرأة في دبرها حرام بالكتاب والسنة، وهو قول جماهير السلف والخلف، بل هو اللوطية الصغرى، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبرهن

إلى أن قال: ومتى وطئها في الدبر وطاوعته عزرا جميعًا، فإن لم ينتهيا، وإلَّا فرق بينهما، كما يفرق بين الرجل الفاجر ومن يفجر به.

وإن لم يحصل وطء به فهذا من باب التمتع والتلذذ فهذا لا بأس به، كما قال ابن قدامة في المغني (7/ 226)، والأولى اجتنابه حتى لا يكون ذريعة للمحرم، فهذا الذي تحتمله الكلمة من حيث المعنى هنا.

ولها إطلاق آخر تقول استثفر الرجل الثوب: إذا أدخل ثوبه بين فخذيه ملويًا ثم يخرجه فيشده =

ص: 515

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في حجزيه، ومن ذلك استثفر الكلب إذا أدخل ذنبه بين فخذيه حتى يلزقه ببطنه.

فعلى هذا المعنى أي: أتى المرأة من خلفها ووطئها في فرجها.

أشبه الاستثفار المذكور فهذا لا شيء فيه ما دام في الفرج، وعلى ذلك دلت الأحاديث وصحت بذكر سبب النزول من حديث جابر رضي الله عنه وغيره.

قال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (32/ 267)، وقد ثبت في الصحيح إن اليهود كانوا يقولون إذا أتى الرجل امرأته في قبلها من دبرها، جاء الولد أحول، فسأل المسلمون عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ} والحرث موضع الزرع، والولد إنما يزرع في الفرج لا في الدبر، {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ} وهو موضع الولد: أنى شئتم، أي من أين شئتم، من قبلها ومن دبرها وعن يمينها وعن شمالها، فالله تعالى سمى النساء حرثًا، وإنما رخص في إتيان الحروث والحرث إنما يكون في الفرج. اهـ.

وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية أي كيف شئتم مقبلة ومدبرة في صمام واحد.

فعلى هذا المعنى يحمل هذا الحديث إن صح، والله أعلم.

والآية هي من البقرة 223.

وانظر تفصيل هذه المسألة، لغويًا وفقهيًا في:

القاموس المحيط (1/ 383)، لسان العرب (ترتيب 1/ 361)، المعجم الوسيط (1/ 97).

وانظر كتب الفقه والشروح والتفسير في هذا الحديث، والله أعلم.

ص: 516

3545 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف هشام بن سعد لين الحديث.

وقال الهيثمي في المجمع (6/ 322)، رواه أبو يعلى عن شيخه الحارث بن سريج القفال، وهو ضعيف كذاب، وسكت عليه المصنف في الفتح (8/ 191).

وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (مختصر 166 أ)، وكذلك في المسندة.

وقال السيوطي في الدر (1/ 637) سند حسن.

ص: 516

تخريجه:

ورواه عن ابن نافع جماعة:

1 -

يونس بن عبد الأعلى عند ابن جرير في التفسير (2/ 395)، ولم يذكر =

ص: 516

= أبا سعيد رضي الله عنه، وجزم ابن كثير والسيوطي أن الحديث عنه وكذلك المصنف.

2 -

يعقوب بن كاسب أخرجه الطحاوي في معاني الآثار (3/ 40)، وفي المشكل (رقم 6118)، حدّثنا أحمد بن داوود بن موسى، ثنا يعقوب بن كاسب، حدّثنا ابن نافع به وعزاه في الفتح (8/ 191) إلى ابن مردويه وإسحاق.

وللحديث شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال إن رجلًا أتى امرأته في دبرها، فوجد في نفسه من ذلك فأنزل الله {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ} .

أخرجه النسائي في عشرة النساء (رقم 95)، والطحاوي في مشكل الآثار (6117).

وابن جرير في التفسير (2/ 395)، كلاهما عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أخبرنا أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به.

وهذا إسناد صحيح.

وقال المصنف في الفتح (8/ 190)، بإسناد صحيح.

قلت: بصحة هذا الإِسناد عن زيد بن أسلم يظهر أن المعروف في هذا الحديث من روايته عن ابن عمر لا عن أبي سعيد سيما قد تفرد به هشام بن سعد وهو لين.

والحديث مروي أيضًا عن ابن عمر من طريق نافع وسعيد بن يسار وعبد الله بن عبد الله بن عمرو سالم.

قال ابن عبد البر رحمهما الله: والرواية عن ابن عمر بهذا المعنى صحيحة معروفة عنه مشهورة.

قال الحافظ الذهبي رحمه الله في السير (5/ 100): وقد جاءت رواية أخرى عنه بتحريم أدبار النساء، وما جاء عنه بالرخصة لو صح، لما كان صريحًا بل يحتمل أنه أراد بدبرها من ورائها في القبل، وقد أوضحنا المسألة في مصنف مفيد، لا يطالعه عالم إلَّا ويقطع بتحريم ذلك، وانظر لزامًا: فتوى ابن تيمية (32/ 265)، فما بعدها؟ وفتح الباري.

ص: 517