المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5 - سورة آل عمر ان - المطالب العالية محققا - جـ ١٤

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌22 - باب ما يقول من سافر

- ‌23 - بَابُ اتِّقَاءِ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ

- ‌24 - باب ما يقول إذا هاجت الريح

- ‌26 - باب ختم المجلس

- ‌27 - باب الحمد

- ‌28 - باب فضل الذكر

- ‌30 - بَابُ الذِّكِْر فِي الصَّلَاةِ

- ‌31 - بَابُ الذِّكْرِ فِي الصَّبَّاحِ وَالْمَسَاءِ

- ‌32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى لُزُومِ التَّسْبِيحِ

- ‌33 - باب فضل الذكر الخفي ّ

- ‌34 - باب عظمة ذكر الله تعالى

- ‌35 - باب التكبير

- ‌36 - بَابُ حَسْرَةِ مَنْ تَفَرَّقَ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ

- ‌37 - باب الاستعاذة

- ‌38 - بَابُ فَضْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بالله

- ‌39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ بِالْبَلَاءِ لِمَنْ لَا يُطِيقُهُ

- ‌36 - كتاب بدء الخلق

- ‌1 - بَابُ مَا يَصْلُحُ فِي أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ

- ‌2 - باب خلق الأرض

- ‌3 - باب (الأرواح)

- ‌4 - باب الملائكة عليهم السلام

- ‌5 - باب الجن

- ‌6 - باب الحجب التي دون الله تعالى

- ‌8 - باب ذكر داود عليه (الصلاة والسلام)

- ‌9 - باب عزير

- ‌10 - باب ذكر عيسى

- ‌11 - باب قصة كرسف

- ‌12 - باب الخضر واليسع عليهما السلام

- ‌13 - بَابُ مَا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ

- ‌38 - كتاب فضائل القرآن

- ‌1 - بَابُ مَتَى نَزَلَ الْقُرْآنُ

- ‌2 - باب كتابة المصحف

- ‌4 - باب القراءة بالألحان

- ‌5 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَلَامِ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ

- ‌6 - باب فضل القرَّاء

- ‌7 - بَابُ عِقَابِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ أو لم يعمل به أو رآئى به والنهي عن الجدل فيه

- ‌8 - بَابُ مَنْ كَرِهَ تَعْلِيمَ الصَّبِيِّ الْقُرْآنَ حَتَّى (يميز)

- ‌9 - بَابُ الْأَمْرِ بِإِعْرَابِ الْقُرْآنِ

- ‌10 - بَابُ فِي كَمْ يُقْرَأُ الْقُرْآنُ

- ‌39 - كتاب التفسير

- ‌1 - باب سورة الفاتحة

- ‌2 - سورة البقرة

- ‌3 - باب فضل سورة البقرة

- ‌4 - باب فضل آية الكرسي

- ‌5 - سورة آل عمر ان

- ‌6 - سورة النساء

- ‌7 - سورة المائدة

- ‌8 - سُورَةِ الْأَنْعَامِ

- ‌9 - سورة الأعراف

- ‌10 - باب سورة الأنفال

- ‌11 - سورة التوبة

- ‌12 - سورة يونس

- ‌13 - سورة هود

- ‌14 - سورة يوسف

- ‌15 - سُورَةِ الرَّعْدِ

- ‌16 - سورة الحجر

- ‌17 - سورة النحل

الفصل: ‌5 - سورة آل عمر ان

‌5 - سورة آل عمر ان

3556 -

[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ (1) بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عثمان رضي الله عنه، فذكر قصة عن عليّ رضي الله عنه، ثُمَّ قَالَ:{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي (بِبَكَّة) (2)} ، قال رضي الله عنه (3): أما إنه ليس بأول بيت (كان)(4)، وقد كان نوح عليه الصلاة والسلام (5) قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام (6) فكانوا في البيوت، (وكان إبراهيم في البيوت)(7)، وَلَكِنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ، مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دخله كان آمنًا (8).

(1) سماك: بكسر السين وتخفيف الميم.

(2)

(سد) و (عم)"ببكة مباركًا".

(3)

ليست في (سد) و (عم).

(4)

ليست في (سد).

(5)

مثبتة من (سد) و (عم).

(6)

مثبتة من (سد) و (عم).

(7)

على هامش (مح).

(8)

تعرض الحافظ ابن كثير رحمه الله لكيفية بناء الكعبة وتاريخها في تفسيره (1/ 180)، فما بعدها واستوعب الآثار في ذلك فراجعه فإنه ممتع شيق.

ص: 539

[2]

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ به.

ص: 540

3556 -

الحكم عليه:

إسناد أثر إسحاق حسن.

وحديث ابن أبي أسامة ضعيف جدًا فيه العباس بن الفضل متروك.

قال البوصيري في المسندة والمختصر (2/ 167 أ، ن) رواته ثقات إلَّا خالد.

ص: 540

تخريجه:

رواه عن سماك جماعة بألفاظ مختلفة.

فرواه أبو الأحوص سلام بن سليم.

أخرجه ابن جرير، حدّثنا هناد بن السري.

وابن أبي حاتم (1/ 1 آل عمران/403)، حدّثنا أبي، ثنا الحسن بن الربيع كلاهما عن أبي الأحوص، عن سماك، عن خالد قال: قام رجل إلى علي فقال: ألا تخبرني عن البيت، أهو أول بيت وضع في الأرض؟ فقال: لا ولكنه أول بيت وضع فيه البركة. مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنًا .. ثم ذكر قصة بناء البيت.

ورواه شعبة عن سماك أخرجه ابن جرير (4/ 7).

حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شعبة فذكر مثل حديث أبي الأحوص.

ورواه إسرائيل عن سماك.

أخرجه الحاكم في مستدركه (2/ 292).

حدّثنا بكر بن محمد الصيرفي، ثنا أحمد بن حيان بن ملاعب، ثنا عبيد الله بن موسى ومحمد بن سابق، ثنا إسرائيل به.

ص: 540

(146)

وَفِي بَابِ وَقْعَةِ أُحُدٍ مِنَ الْمَغَازِي حَدِيثٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا

} الآيات كلها (1).

(1) هو الحديث الآتي في المغازي (174 ب مح برقم 4260) أخرجه إسحاق، حدّثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، أخبرني محمد بن إسحاق، حدثني عبّاد بن يحيى، حدثني أبي عن ابن الزبير، عن أبيه فذكر قصتهم يوم أحد. وهذا إسناد حسن، للخلاف المعروف في محمد بن إسحاق.

قال المصنف عقبه: إسناد صحيح.

ص: 541

3557 -

(وَقَالَ مُسَدَّدٌ)(1): حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} (2)، هو قولك: أدخل وأنت آمن (3).

(1) غير واضح للتصوير في (عم).

(2)

سورة آل عمران، الآية 97.

(3)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (14/ 201): من دخله أي الحرم كله، والتفسير المعروف في أن الله جعل الحرم بلدًا آمنًا قدرًا وشرعًا، فكانوا في الجاهلية يسفك بعضهم دماء بعض خارج الحرم، فإذا دخلوا الحرم، أو لقِيَ الرجل قاتل أبيه، لم يهجروا حرمته، ففي الإسلام كذلك وأشد، لكن لو أصاب الرجل حدًا خارج الحرم ثم لجأ إليه فهل يكون آمنًا لا يقام عليه الحد فيه أم لا؟ فيه نزاع وأكثر السلف على أنه يكون آمنا، انتهى بتصرف.

ص: 542

3557 -

الحكم عليه:

هذا إسناد صحيح مقطوع.

ولم يذكره البوصيري في الإِتحاف.

ص: 542

تخريجه:

تابع مسددًا يحيى الحماني عند ابن أبي حاتم (آل عمران 1/ 1) ثنا خالد به.

وتابع حميدًا ابن أبي نجيح أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 195)، حدّثنا الفتح هو- ابن إدريس، ثنا عمرو، ثنا أبو عاصم، ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به.

ص: 542

3558 -

(وقال أبو بكر)(1): حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ (2)، ثنا أَسْبَاطٌ عَنِ السُّدِّيِّ، عن عبد خير، عن عبد الله رضي الله عنه، قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ الدنيا، حتى نزل:{مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} (3).

(1) غير واضح في (عم) للتصوير.

(2)

بضم الميم وفتح الفاء والضاد المشددة.

(3)

سورة آل عمران، الآية 152.

ص: 543

3558 -

الحكم عليه:

هذا إسناد لين فيه أسباط بن نصر، كثير الخطأ، يغرب.

قال الهيثمي في المجمع (6/ 331): رجال الطبراني ثقات.

وسكت عليه البوصيري في الإِتحاف (2/ 167)، قال الطبراني في الأوسط: لم يرو هذا الحديث عن السدي إلَّا أسباط.

ص: 543

تخريجه:

هذا الحديث رواه عن أحمد بن المفضل جماعة:

1 -

الحسين بن عمرو العنقزي: عند ابن جرير في التفسير (4/ 130).

وعند الطبراني في الأوسط (2/ 237)، حدّثنا أحمد بن محمد بن صدقة، قال: حدّثنا الحسين به.

والحسين لين الحديث كما في اللسان (2/ 374).

2 -

ابن أبي عاصم في الزهد له (/102: 203).

3 -

محمد بن مسلم بن وارة.

أخرجه عنه ابن أبي حاتم في التفسير (آل عمران 1/ 1).

والبيهقي في دلائل النبوة (3/ 228). أخبرنا أبو طاهر الفقيه، قال أخبرنا علي بن إبراهيم عنه. =

ص: 543

= 4 - أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي عند ابن أبي حاتم في التفسير (آل عمران 1/ 1).

5 -

محمد -غير منسوب- عند ابن جرير (4/ 130).

وقد تابع عبد خير

1 -

ابن عباس رضي الله عنهما، عن ابن مسعود رضي الله عنه:

قال: ما شعرت أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، كان يريد الدنيا وعرضها حتى كان يومئذٍ.

أخرجه ابن جرير (4/ 130) حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما به.

وهذا إسناد مسلسلل بالضعفاء، تقدَّمت الإشارة إليه مرارًا.

2 -

الشعبي عنه رضي الله عنه، قال: إن النساء كنَّ يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المسلمين، فلو حلفت يومئذٍ رجوت أن أبر أنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله عز وجل: مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا، وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخرة.

أخرجه أحمد (1/ 463).

وابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 402)، في المغازي بإسناديهما عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن الشعبي به.

وهذا إسناد رجاله ثقات. تقدم ذكر أن حمادًا سمع من عطاء قبل اختلاطه على التحقيق، إلَّا أنه منقطع بين الشعبي وابن مسعود فهو لم يسمع منه كما في جامع التحصيل) /214).

3 -

الربيع بن أنس: أخرجه ابن جرير (4/ 130)، قال: حدثت عن عمار، عن ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بنحو حديث الباب.

وهذا إسناد ظاهر الضعف، فهناك واسطة بين ابن جرير وعمار.

والربيع لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه. =

ص: 544

= كما أن هناك علة أخرى وهو أن حديثه ها هنا عن أبي جعفر الرازي عنه.

وهو ضعيف.

4 -

ابن جريج: عن ابن مسعود رضي الله عنه، بنحو حديث الباب.

وأخرجه ابن جرير (4/ 130)، حدّثنا القاسم، ثنا الحسين، ثنا حجاج عن ابن جريح، عن ابن مسعود رضي الله عنه.

وهذا إسناد ضعيف فيه سنيد وهو ضعيف، وهو منقطع بين ابن جريح وابن مسعود رضي الله عنه.

قلت: فالأثر حسن لغيره بحديث عطاء بن السائب عن الشعبي وحديث سنيد وحديث الباب.

ص: 545

3559 -

حدّثنا (1) أبو معاوية: عن داود - (هو)(2) ابن أَبِي هِنْدٍ-، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنْ حُجَيْرِ (3) بن بيان رضي الله عنه (4)، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ما من ذي رحم (يأتي رَحِمَهُ)(5) فَيَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى إِيَّاهُ، فَيَبْخَلُ عَلَيْهِ، إلَّا أُخْرِجَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، شُجَاعٌ (6)(يَتَلَمَّظُ)(7) حَتَّى يُطَوِّقَهُ، ثُمَّ قَرَأَ:{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (8)، الآية.

(1) القائل هو ابن أبي شيبة.

(2)

ليست في (سد).

(3)

في النسخ الثلاث: "حجر"، والصحيح المثبت بالتصغير، والتصحيح من كتاب الرجال.

(4)

ليست في (سد) و (عم).

(5)

(سد) و (عم)"ذا رحمه".

(6)

الشجاع بضم الشين المعجمة وكسرها هي الحية الذكر، وقيل هي ضرب من الحيات، (النهاية 2/ 447)، اللسان (ترتيب 2/ 273).

(7)

في (عم): "يتلبط". وأصل التلمّظ هو التذوق، والتلمظ هو الأخذ باللسان ما يبقى في الفم بعد الأكل، وأخرج لسانه فمسح به شفتيه، والحية هكذا تفعل. (النهاية 4/ 271)، (اللسان 2/ 394).

(8)

سورة آل عمران، الآية 180.

ص: 546

3559 -

الحكم عليه:

هذا إسناد صحيح.

ولم يذكره البوصيري في الإِتحاف.

ص: 546

تخريجه:

عزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 395)، إلى ابن أبي شيبة في مسنده وإلى ابن جرير. ولم أجده فيه. =

ص: 546

= وقد اختلف فيه على داود ابن أبي هند:

فرواه عن أبي قزعة عن رجل، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن جرير (4/ 191)، حدّثنا ابن المثنى، ثنا عبد الأعلى، ثنا داود به.

وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى السامي مترجم في (التهذيب 6/ 87) وهو ثقة.

ولا معارضه بين هذه الرواية ورواية الباب، فقد عرفتنا رواية الباب بالرجل.

ورواه عن أبي قزعة، عن أبي مالك العبدي موقوفًا.

أخرجه ابن جرير (4/ 191)، حدّثنا الحسن بن قزعة، قال ثنا مسلمة بن علقمة، ثنا داود به.

وهذا إسناد لا يخالف ما قبله إذ أن مسلمة بن علقمة حديثه عن ابن أبي هند مناكير كما في ترجمته في (التهذيب 10/ 132)، لا يتابع عليها.

واختلف على أبي معاوية:

فرواه محمد بن المثنى عنه، ثنا داود، عن أبي قزعة، حجر بن بيان، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فانقلب هذا على أبي معاوية وقد علمت أنه يغلط في حديثه عن غير الأعمش.

قلت: فكأن الأشبه رواية عبد الأعلى عن داود فلم يختلف فيه والله أعلم.

وللحديث شواهد من حديث أبي هريرة وابن مسعود:

أولًا: عن أبي هريرة رضي الله عنه

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من آتاه الله مالًا، فلم يؤدّ زكاته مثل له يوم القيامة، شجاعًا أقرع له زبيبتان يطوّقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه -يعني شدقيه- ثم يقول: أنا مالك، أنا كنزك، ثم تلا {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ

} الآية. =

ص: 547

= أخرجه البخاري في الزكاة، باب (إثم مانع الزكاة)(3/ 265)، (واللفظ له).

وفي التفسير، باب ولا يحسبن الذين يبخلون (8/ 230).

والنسائي في الزكاة، باب ماء زكاة ماله (5/ 38).

وأحمد (2/ 355).

والبيهقي في سننه في الزكاة، باب ما ورد من الوعيد فيمن كنز مال زكاة (4/ 81).

وفي الصدقات، باب (7/ 20).

والبغوي في التفسير (4/ 142).

وفي شرح السنة (5/ 478).

كلهم بأسانيدهم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينار، عن أبيه، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

وله طرق أخرى عنه رضي الله عنه.

ثانيًا: عن ابن مسعود رضي الله عنه:

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله، إلَّا مثل له يوم القيامة شجاعًا أقرع يفر منه، وهو يتبعه فيقول: أنا كنزك حتى يطوّق في عنقه، ثم قرأ علينا النبي صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} الآية.

أخرجه الترمذي في التفسير (4/ 299).

والنسائي في التفسير (1/ 346)، واللفظ له.

وفي المجتبى في الزكاة، باب التغليظ في حبس الزكاة (5/ 10).

وابن ماجه في الزكاة، باب ما جاء في منع الزكاة (1/ 568: 1784).

وأحمد (1/ 377)، والشافعي في مسنده (ترتيب 1/ 222: 610). =

ص: 548

= والحميدي (1/ 52: 93).

وابن خزيمة (رقم 2256).

وابن جرير في التفسير (4/ 92).

والبيهقي في الزكاة، باب ما ورد من الوغيد فيمن كنز ماله (4/ 81).

كلهم بأسانيدهم عن ابن عيينة، عن جامع ابن أبي راشد، وعن عبد الملك بن أعين، عن أبي وائل، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال الترمذي: حسن صحيح.

وهو كما قال.

وفي الباب عن ابن عمر وجابر وجرير ومعاوية بن حيدة رضي الله عنهم دون ذكر الآية.

ص: 549

3560 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (1)، هم الذين هاجروا إلى المدينة (2)(3).

(1) سورة آل عمران، الآية 110.

(2)

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في التفسير (1/ 399): والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه، وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما قال في الآية الأخرى وكذلك جعلناكم أمة وسطا أي خيارًا .. اهـ.

وطريقة الأئمة رحمهم الله تعالى في التفسير أنهم يذكرون الشيء ببعض صفاته، أو بعض خصائصه وهو واحد وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى هذا في مواضع كثيرة من تفسيره للآيات في الفتاوى.

(3)

في بغية الباحث (رقم 706) هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 550

3560 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف جدًا منكر الإِسناد فيه علتان:

1 -

الحسن بن قتيبة متروك وقد خالف فيه رواية الثقات عن إسرائيل.

2 -

سماك ضعيف الحديث عن عكرمة.

قال البوصيري في الإتحاف المسندة والمختصرة (2/ 167 ب): رواه الحارث ابن أبي أسامة عن الحسن بن قتيبة وهو ضعيف.

ص: 550

تخريجه:

لم أقف عليه بهذا الإِسناد: وقد رواه أصحاب إسرائيل عنه عن سماك عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما به وهم:

1 -

وكيع بن الجراح أخرجه عنه أحمد في المسند (1/ 354)، ووكيع ثقة ثبت كما في ترجمته (رقم 312).

2 -

يحيى بن آدم عنده أيضًا (1/ 324)، أخرجه عنه فيه ويحيى ثقة حافظ =

ص: 550

= تقدم ذكر شيء من ترجمته (رقم 364).

3 -

أبو نعيم الفضل بن دكين وحسين بن علي الجعفي عنهما أحمد (1/ 272)، وأبو نعيم تقدم ذكر شيء من ترجمته (رقم 131) وهو ثقة ثبت، وحسين تقدم ذكر شيء من ترجمته (رقم 435) وهو ثقة.

4 -

هاشم بن القاسم أخرجه عنه أحمد (1/ 319)، وهاشم ثقة ثبت تقدم ذكر شيء من ترجمته (رقم 133).

5 -

عبد الرزاق الصنعاني أخرجه عن إسرائيل في تفسيره (1/ 130). ومن طريقه ابن جرير في التفسير (4/ 43).

وابن أبي حاتم في تفسير (آل عمران 1/ 1/475) وعبد الرزاق ثقة ثبت تقدم ذكر شيء من ترجمته (رقم 286).

6 -

عبد الرحيم بن سليمان وهو ثقة كما في ترجمته (رقم 289).

أخرجه عنه ابن أبي شيبة في المصنف كتاب الفضائل، باب في المهاجرين (12/ 155).

عمرو بن محمد العنقزي وهو ثقة كما في (التقريب 2/ 78) وستأتي ترجمته.

أخرجه النسائي في التفسير (1/ 319)، أخبرنا قتيبة، نا عمرو به.

8 -

عبيد الله بن موسى وهو ثبت في إسرائيل كما في ترجمته (رقم 14).

أخرجه الحاكم في مستدركه (2/ 294).

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني، ثنا عبيد الله بن موسى كلهم عن إسرائيل به.

وقال على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

9 -

محمد بن يوسف الفريابي:

أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 6)، حدّثنا عبد الله بن محمد بن سعيد ابن =

ص: 551

= أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي.

وهذا إسناد ضعيف جدًا: قال ابن عدي في الكامل (4/ 1568) في عبد الله هذا: مصري يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل.

10 -

هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي أخرجه الخطيب في موضح الجمع والتفريق (2/ 385)، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، أخبرنا أبو عمرو بن حيويه، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، ثنا محمد بن يونس به.

وعزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 293)، إلى عبد بن حميد والفريابي وابن المنذر.

قال المصنف في الحديث في (الفتح 8/ 225): بإسناد جيد.

وهو كما قال:

وتابع إسرائيل عن سماك، عن ابن جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أسباط بن نصر وهو صدوق كثير الخطأ. عند ابن جرير في التفسير (4/ 43).

حدّثنا أبو كريب قال: ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط به.

وعمرو بن حماد هو ابن طلحة وهو صدوق شيعي كما في ترجمته في (التهذيب 8/ 20).

ص: 552

3561 -

وقال مسدّد: حدّثنا جعفر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد قال: كَانَ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ (1) أَسْلَمَ ثُمَّ لَحِقَ بقومه، وكفر، فأنزل الله تعالى هَذِهِ الْآيَةَ: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ

(1) اختلف من جمع أسماء الصحابة رضي الله عنهم، في تحديد من هو. فذهب أبو عمر ابن عبد البر إلى أنه مخزومي وزاد في نسبه ابن مسلم كما في الاستيعاب (1/ 3070).

وذهب ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 331)، إلى أنه التميمي من كبار أصحاب ابن مسعود.

وذهب المصنف في الإصابة إلى أنه ابن سويد بن الصامت الأنصاري (1/ 280). والذي يظهر لي أنه ليس بابن سويد بن الصامت؛ لأنهم ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قتله بالمجذر بن زياد في أحد.

والآثار التي وردت بنسبة إلى أنه ابن الصامت الأنصاري ضعيفة وهي:

فاولاها: عند ابن جرير (4/ 340)، حدثني موسى بن هارون، قال ثنا عمرو، قال ثنا أسباط، عن السدي.

وهذا إسناد ضعيف أسباط صدوق له أغلاط ويغرب.

وثانيها: أخرجه ابن جرير أيضًا (4/ 350)، حدّثنا القاسم، ثنا الحسين، قال ثنا الحجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة، قال: نزلت في أبي عامر الراهب والحارث بن سويد بن الصامت، ووحوح بن الأسلت، وهذا إسناد ضعيف أيضًا الحسين هو سنيد وتقدم مرارًا الإِشارة إلى ضعفه.

ثالثها: عند ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 400) بذكر قصة ارتداده وعدم قبول النبي صلى الله عليه وسلم منه ذلك.

وهي ما حدثه زيد بن الحباب، قال: حدّثنا موسى بن عبيدة، أخبرني عبد الله بن عبيدة عن أبي صالح مولى أم هانئ بهذا ..

وهذا إسناد تكفي نظرة واحدة إليه للحكم بضعفه الشديد:

1 -

موسى بن عبيد ضعيف.

2 -

أبو صالح ضعيف وقد أرسله. فحديث شبه الريح.

وهي إضافة إلى ذلك فمراسيل لا تقوم بها الحجة.

وفيه حديث مرفوع سيأتي ذكره عند شواهد حديث الباب.

فالذي يظهر أنه صحابي يسمى بالحارث بن سويد وورد حديث مرسل عن مجاهد أنه من بني عمرو بن عوف، وأنه ارتد ثم أسلم وحسن إسلامه.

ص: 553

الرَّسُولَ حَقّ

} (2)(إِلَى آخِرِ)(3) الْآيَةِ.

قَالَ: فَحَمَلَهُنَّ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فقرأهنَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ الْحَارِثُ: وَاللَّهِ إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ لَصَدُوقٌ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأصدق منك، وإن الله تعالى لَأَصْدَقُ الثَّلَاثَةِ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَسْلَمَ إِسْلَامًا حَسَنًا (4).

(2) سورة آل عمران، الآية 86.

(3)

ليست في (سد).

(4)

هذا ينقض ما قيل بأنه الأنصاري الذي قتله النبي صلى الله عليه وسلم بصحابي آخر. هذا إن ثبتت قصة الأنصاري.

ص: 554

3561 -

الحكم عليه:

هذا إسناد مرسل حسن الإِسناد إلى مجاهد، جعفر بن سليمان صدوق وأسقطه البوصيري من الإِتحاف فلم يذكره.

ص: 554

تخريجه:

أخرجه عن مسدّد الواحدي في أسباب النزول (/98)، أخبرنا أبو عبد الرحمن ابن أبي حامد، أخبرنا أبو بكر بن زكريا، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه، حدّثنا أحمد بن يسار، حدّثنا مسدّد به.

وتابع مسدّد عن جعفر عبد الرزاق أخرجه في تفسيره (1/ 125).

ومن طريقه ابن جرير في التفسير (3/ 340)، حدّثنا الحسن بن يحيى، أخبرنا عبد الرزاق به. وابن بشكوال في الأسماء المبهمة (1/ 373).

وزاد السيوطي في الدر المنثور (3/ 257)، نسبته إلى ابن المنذر والباوردي في معرفة الصحابة.

وروى ابن جرير بإسنادين عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله في الآية: رجل من بني عمرو بن عوف كفر بعد إيمانه.

وأخرجه (3/ 341) حدّثنا القاسم، ثنا حسين، ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد مثله.

وهذا ضعيف الإِسناد سنيد ضعيف الحديث. =

ص: 554

= وبالإِسناد عن ابن جريج أخبرني عبد الله بن كثير، عن مجاهد قال لَحِقَ أرض الروم فتنصر، ثم كتب إلى قومه: سلوا هل لي من توبة؟ قال: فحسبت أنه آمن ثم رجع وإسناده ظاهر الضعف للعلة المذكورة.

قلت: أصح ما فيها عن مجاهد حديث ابن أبي نجيح عنه وحديث الباب وله أصل في المرفوع عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:

كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتدّ، ولحق بالشرك ثم ندم، فأرسل إلى قومه سلوا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَلْ لي من توبة؟ فجاء قومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن فلانًا قد ندم، وإنه قد أمرنا أن نسألك هل له من توبة؟ فنزلت: كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ إلى غفور رحيم .. فأرسل إليه فأسلم.

أخرجه النسائي في المجتبى كتاب تحريم الدم، باب توبة المرتد (7/ 107).

وفي التفسير (1/ 308)، واللفظ له.

وأحمد (1/ 247)، وابن جرير في تفسيره (3/ 340)، وابن حبّان (10/ 329). والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 64، 7/ 37).

وابن أبي حاتم (رقم 914، و 924) في تفسير سورة آل عمران.

والحاكم في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي (2/ 142، 4/ 366). والبيهقي في سننه (8/ 197). والواحدي في أسباب النزول (/97).

كلهم بأسانيدهم عن داود ابن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهذا إسناد صحيح.

ورواه الواحدي أيضًا من طريق علي بن عاصم، عن خالد الحذَّاء، وداود، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وعلي بن عاصم صدوق يخطئ ويصر كما في (التقريب 2/ 39). فإن حفظه وإلَاّ فهو مزيد في متصل الأسانيد.

ص: 555

3562 -

حدّثنا (1) يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عن عبد الله رضي الله عنه، قَالَ: النُّعَاسُ (2) عِنْدَ الْقِتَالِ أَمَنَةٌ (3)، وَالنُّعَاسُ فِي الصلاة من الشيطان.

(1) القائل هو مسدّد في مسنده.

(2)

النعاس -بضم النون المشددة- من نعس ينعس نعاسًا ونعسة فهو ناعس، ولا يقال نعسان، وهو الوسن وأول النوم.

قاله في النهاية (5/ 81)، وانظر القاموس المحيط (2/ 255)، ومختار الصحاح (/667).

(3)

أي أمانًا لهم.

ص: 556

3562 -

الحكم عليه:

هذا إسناد ضعيف عاصم ابن أبي النجود يصغر عن اللحاق بعبد الله رضي الله عنه، ولم يسمع منه ولا من هو أصغر منه كما في ترجمته. وكان هناك ساقط بينهما حفظ في الروايات الأخرى كما في التخريج.

ص: 556

تخريجه:

لم أقف على بهذا الإِسناد.

ولقد رواه جمع عن سفيان، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، عَنِ ابْنِ مسعود رضي الله عنه.

1 -

أبو نعيم ووكيع.

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة آل عمران (رقم 1684).

حدّثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عنهما به.

وهذا إسناد صحيح. رواه ثبتان.

2 -

عبد الرزاق في المصنف (2/ 499: 4219).

ومن طريقه الطبراني عن إسحاق الدبري في الكبير (9/ 332).

3 -

عبد الرحمن بن مهدي. =

ص: 556

= أخرجه ابن جرير (4/ 140) حدّثنا ابن بشار، ثنا عبد الرحمن، كلهم عن الثوري به.

قلت: إن لم يحصل سقط في إسناد مسدّد وإلَاّ فالحكم لهؤلاء الجمع على رواية القطان.

انظر طبقات أصحاب سفيان في شرح العلل (2/ 722)، والحديث حسن الإِسناد.

وأبو رزين هو مسعود بن مالك المترجم في (التهذيب 15/ 106) وهو ثقة.

فالحديث حديث هؤلاء وقد رواه عاصم عن زر، عن ابن مسعود رضي الله عنهما.

أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 333).

حدّثنا محمد بن النضر، ثنا أبو غسان النهدي، ثنا قيس بن الربيع، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود.

وقيس بن الربيع مما لا تعارض روايته الثوري.

ولقد توبع مسعود عن ابن مسعود تابعه ببعضه حصين بن جندب أبو ظبيان.

أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 333)، حدّثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن يزيد ابن أبي زياد، عن أبي ظبيان، عن ابن مسعود قال التثاؤب والعطاس في الصلاة من الشيطان.

وهذا إسناد صحيح.

وورد طرفه الثاني مرفوعًا:

العطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة والحيض والقيء والرعاف من الشيطان.

هذا لفظ الترمذي في أبواب الأدب (4/ 182)، باب ما جاء في أن العطاس في الصلاة من الشيطان.

والبزاق والمخاط والحيض والنعاس في الصلاة من الشيطان. =

ص: 557

= وهذا لفظ ابن ماجه في كتاب الإِقامة، باب ما يكره في الصلاة (1/ 311: 969).

وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 195: 2178).

من طريق شريك، عن أبي اليقظان، عن عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده.

وهذا إسناد ضعيف جدًا.

أبو اليقظان هو عثمان بن عمير البجلي ضعيف. وثابت هذا مجهول كما في (التقريب 1/ 118).

ص: 558

3563 -

وقال أبو يعلى: حدّثنا محمد ابن أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ أَنَّهُ سَمِعَ الْحَكَمَ بن (منهال) (1) يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعُمَرَ رضي الله عنه: اجْمَعْ لِي من هنا من قريش

الحديث.

* تقدم في باب الورع والتقوى من الرقائق (2).

(1) اختلف في تحديد اسمه فذكر المصنف في الإصابة (1/ 348)، إلى أنه قد وقع في نسخة من نسخ مسند أبي يعلى ابن منهال، وهو ما ذكره هنا.

ثم أشار إلى أنه وقع في نسخة معتمدة أنه ابن ميناء، وهو الذي اعتمده في المكان الذي أحال إليه، وهو في (119 أمح)، (467/ عم)، وهو في المسند بهذا (2/ 237)، أسد الغابة (2/ 390).

والذي يرجح الثاني أنه رواه أبو يعلى به في المفاريد كما سيأتي في التخريج وتوبع عليه، فلعل ابن المنهال وهم من الرواة عن أبي يعلى والله أعلم.

(2)

تقدمت الإِحالة إليه بالنسبة لـ (مح) و (عم)، وسبق (برقم 3313)، وانظر تمامه هناك وفي القسم المحقق من المسند.

ص: 559

3563 -

الحكم عليه:

هذا مرسل ضعيف الإِسناد فيه أبو الحويرث ضعّف، والحكم بن ميناء لم يشهد القصة.

قلت: لو صح الإِسناد إليه لكان هناك احتمال أن يكون سمعها من عمر رضي الله عنه، فإنه قد رأى بلالًا رضي الله عنه.

وذكر البوصيري الحديث بتمامه في المسندة وسكت عليه.

وكذلك في المختصر (2/ 167 أ).

قال الهيثمي في المجمع (10/ 230)، رواه أبو يعلى مرسلًا، وفيه أبو الحويرث، وثقه ابن حبّان وغيره، وضعفه غير واحد. =

ص: 559

= تخريجه:

أخرجه في المفاريد (رقم 92) بالإِسناد وتسميته بابن ميناء.

ومن طريقه في المفاريد ابن الأثير في أسد الغابة (2/ 38).

وتابع أبا يعلى ابن أبي عاصم في الآحاد والمثنى (رقم 2778، 5/ 251).

وتسميته بالحكم ابن ميناء.

وعلقه ابن أبي حاتم في تفسير آل عمران عن محمد بن المثنى حدّثنا أبو بكر الحنفي به وتسميته بابن ميناء (رقم 736).

وانظر بقية تخريجه والبحث عن شواهده في القسم المحقق من المطالب المسندة في مكانه المذكور.

ص: 560

3564 -

وقال أحمد بن منيع: حدّثنا حسن، ثنا أبوعمرو الْقَارِئُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: إن ابن مسعود رضي الله عنه، يقرأ:{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} (1)، بفتح الغين فقال لي: قَدْ جَازَ لَهُ أَنْ يُغَلَّ وَأَنْ (يُقْتَلَ)(2)، إنما هي أن يغل (يعني)(3) بضم العين، وما كَانَ اللَّهُ عز وجل (4) لِيَجْعَلَ نَبِيًّا غَالًّا.

(1) سورة آل عمران، الآية 161. ونقل ابن منظور كما في لسان العرب المرتب:(2/ 1008) فمن

قرأ يغل -بضم الغين- فمعناه يخون، ومن قرأ يغل فهو يحتمل معنيين: أحدهما يخان يعني أن يؤخذ من غنيمته، والآخر يخون أن يخون أي ينسب إلى الغلول وهي قراءة أصحاب عبد الله، والمعنى في القراءة الأولى كما نقل ابن كثير في التفسير (1/ 430)، عن طائفة من المفسرين ما ينبغي لنبي أن يخون وهي قراءة ابن كثير، وأبو عمرو وعاصم، وانظر حجة القراءات (/179). وانظر شرح مشكل الآثار (14/ 249).

(2)

(سد): "تقتل"، وهو تصحيف.

(3)

ليست في (سد) و (عم).

(4)

ليست في (سد) و (عم).

ص: 561

3564 -

الحكم عليه:

هذا إسناد فيه من لم أعرفه، وحفص بن سليمان ضعيف جدًا.

وسكت عليه البوصيري في الإتحاف (2/ 167)"ب" مختصر. وكذلك في المسندة.

ص: 561

تخريجه:

عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى أحمد بن منيع وسكت عليه.

ص: 561