الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - باب فضل سورة البقرة
3546 -
قال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قتادة، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير رضي الله عنه، قال: بينا أَنَا أُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ، إِذْ رَأَيْتُ مِثْلَ الْقَنَادِيلِ (1) نُورًا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، فَلَمَّا أَنْ رَأَيْتُ ذَلِكَ، وَقَعْتُ سَاجِدًا، (فَذَكَرْتُ) (2) ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: هلَاّ مَضَيْتَ (3) يَا أَبَا عَتِيكٍ (4) فَقَالَ: مَا اسْتَطَعْتُ إِذْ (رَأَيْتُ)(5) أَنْ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ مَضَيْتَ لَرَأَيْتَ العجائب تلك الملائكة تنزل (للقرآن)(6).
(1) القنديل بكسر القاف وإسكان النون: مصباح كالكوب في وسطه فتيل، يملأ بالماء والزيت، ويشعل ويجمع على قناديل كما في الحديث. (المعجم الوسيط 2/ 768).
(2)
في (مح) فذكر، والمثبت من (سد) و (عم).
(3)
أي هلا واصلت القراءة.
(4)
بفتح العين المهملة وكسر التاء المثناة من فوق- كنية أسيد رضي الله عنه.
(5)
بهامشل الأصل.
(6)
(سد)"بالقرآن" والمثبت أولى، فهو السبب لنزولها.
3546 -
الحكم عليه:
هذا إسناد منقطع حيث لم يلحق ابن أبي ليلى بأسيد بن الحضير رضي الله عنه، =
= كما قال ابن سعد في الطبقات والعسكرى كما في التهذيب.
وقد قال ابن معين أنه لم يسمع من عثمان والمقداد، فإذا لم يسمع منها فحريّ لا يسمع من أسيد، كما أن قتادة مدلس وقد عنعن.
وعزاه البوصيري لإسحاق والنسائي في الكبرى وابن حبّان في صحيحه (مختصر 2/ 165)، وسكت عليه.
تخريجه:
أخرجه عن إسحاق، ابن نصر في قيام الليل (/141).
وأخرجه من طريق إسحاق الطبراني في الكبير (1/ 208)، حدّثنا موسى بن هارون، حدّثنا إسحاق، وأحال بمتنه على حديث آخر.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 337)، حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بن سفيان، ثنا إسحاق به.
وتابع إسحاق عن معاذ عبيد الله بن عمر القواريري، ثنا معاذ به عند الفريابي في فضائل القرآن (رقم 28 ص 136).
وتابع قتادة، عن ابن أبي ليلى، ثابت البناني وهو الحديث الآتي.
3547 -
أخبرنا (1) سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن ابن أَبِي لَيْلَى، قَالَ: إِنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ رضي الله عنه، قال: بينما أَنَا أُصَلِّي قَائِمًا لَيْلَةً، وَقَدْ قَرَأْتُ الْبَقَرَةَ
…
فذكر نحوه.
(1) القائل هو إسحاق بن راهويه.
3547 -
الحكم عليه:
هذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين ابن أبي ليلى وأسيد رضي الله عنه، كما تقدم بيانه في الحديث السابق.
وسكت عليه البوصيري بعد أن أورده في المسندة وعزاه إلى من خرجه.
تخريجه:
تابع سليمان بن حرب عن حماد: هدبة بن خالد أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 486).
وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 208)، حدّثنا عبد الله بن أحمد.
وابن حبّان في صحيحه (3/ 58) أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع.
والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 339)، أخبرنا أبو سعيد ابن أبي عثمان، ثنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد الجرجاني، أنا عمر بن موسى السختياني كلهم عن هدبة بن خالد، ثنا حماد به.
وتابعهما عفان بن مسلم وموسى بن إسماعيل.
عند الحاكم (1/ 554).
ومن طريقه البيهقي في الشعب (2/ 339).
أخبرنا أبو بكر إسماعيل بن محمد الفقيه، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا عفان بن مسلم، وموسى بن إسماعيل، قالا ثنا حماد به.
وقال على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
وتابعهم قبيصة بن عقبة عند أبي عبيد في الفضائل (/27).
وتابع ابن أبي ليلى عبد الرحمن بن كعب بن مالك وهو الحديث التالي.
3548 -
[1] أخبرنا (1) سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ح.
[2]
وأخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أُسَيْدَ بن حضير رضي الله عنه، قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكر نحوه.
(1) القائل هو إسحاق في مسنده.
3548 -
الحكم عليه:
هذا إسناد رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع وابن كعب لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
تخريجه:
تابع إسحاق عن ابن عيينة الحميدي عند الحاكم في المستدرك (1/ 553) حدّثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ بشر بن موسى، ثنا الحميدي به.
وتابع ابن عيينة ومعمر الليث بن سعد: أخرجه أبو عبيد في الفضائل (/27) وأخرجه الحاكم (1/ 553) بإسناديهما عن الليث، حدثني ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ، عن ابن مالك به.
وأرسله الزهري دون ذكر ابن كعب عند عبد الرزاق في مصنفه (2/ 487)، حدّثنا ابن جريج عن الزهري به وابن جريج مدلس وقد عنعن.
3549 -
أخبرنا (1) عبد الرزاق، (أنا)(2) معمر، عن يحيى ابن أبي كثير، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ رضي الله عنه (3)، قَالَ: بينما أسيد بن حضير رضي الله عنه، يصلي ذات ليلة، قال أسيد رضي الله عنه:(فَغَشِيَتْنِي)(4) مِثْلُ (السَّحَابَةِ)(5) فِيهَا الْمَصَابِيحُ، وَامْرَأَتِي نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِي وَهَى حَامِلٌ، وَالْفَرَسُ مَرْبُوطٌ فِي الدار، فخشيت أن تنفر (6) الْفَرَسُ، فَتَفْزَعُ الْمَرْأَةُ، فَتُلْقِي وَلَدَهَا، فَانْصَرَفْتُ مِنْ صَلَاتِي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حين أصبحت، فقال صلى الله عليه وسلم: اقْرَأْ أُسَيْدُ، ذَلِكَ مَلَكٌ يَسْتَمِعُ الْقُرْآنَ.
قُلْتُ: (7): رواه البخاري (8) تعليقًا (9)، ومسلم وأحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (10).
(1) القائل هو إسحاق في المسند.
(2)
(عم): "أنبأنا".
(3)
ليست في (سد) و (عم).
(4)
(سد) و (عم): "فغشيني".
(5)
أي غطتني مثل السحابة، مختار الصحاح (/475).
(6)
نفرت الدابة بفتحتين أي جزعت وذعرت فتحركت وأراد الهرب. لسان العرب (ترتيب 3/ 686).
(7)
ذكر مثل هذا البوصيرى في الإِتحاف.
(8)
تقدم ذكر شيء من ترجمته (رقم 333).
(9)
المعلّق: هو الحديث الذي سقط من أول إسناده واحد فأكثر. انظر كتب المصطلح بحث المعلق.
(10)
كما ذكر المصنف أخرجه البخاري (الفتح 9/ 63) كتاب فضائل القرآن نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن.
قال: وقال الليث حدثني يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم، عن أسيد رضي الله عنه، به.
قال المصنف فيه وصله أبو عبيد في فضائل القرآن عن يحيى بن بكير، عن الليث قلت: وعن عبد الله بن صالح أيضًا، عن الليث (/26). =
والنسائي في الكبرى من مسند أسيد رضي الله عنه (11).
= وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (7/ 84)، أخبرنا أبو الحسن بن عبدان، قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، قال حدّثنا ابن بكير، قال حدّثنا الليث، حدثني يزيد به.
وتابع الليث يحيى بن أيوب عن زيد.
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 469: 1929) حدّثنا الحسن بن علي، ثنا ابن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب، نا زيد عن محمد به.
ونقل المصنف في الفتح عن الإِسماعيلي قوله: محمد بن إبراهيم، عن أسيد بن حضير مرسل.
قلت: وصله الفريابي في فضائل القرآن (/134: 27).
والطبراني في الكبير (1/ 207)، كلاهما عن عثمان ابن أبي شيبة.
نا محمد بن عيينة، وعند الطبراني ابن بشر، ثنا محمد بن عمرو، نا محمد بن إبراهيم، عن محمود بن لبيد، أن أسيد بن خضير فذكره.
وهذا إسناد متصل حسن، للخلاف المعروف محمد بن عمرو وتقدمت ترجمته (رقم 389).
وما ذكره عن مسلم أخرجه في المسافرين، باب نزول السكينة لقراءة القرآن (6/ 82).
وأحمد (3/ 81). والنسائي في فضائل القرآن (رقم 41، 99) وفي المناقب من الكبرى كما في التحفة (1/ 720)، والطبراني في الكبير (1/ 206). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 468) وأبو نعيم في دلائل النبوة (رقم 205).
من طريق يزيد بن الهاد، حدّثنا عبد الله بن جناب أن أبا سعيد الخدري حدثه أن أسيد بن الخضير بينما هو ليلة يقرأ بنحو الحديث.
(11)
قال المزي في الأطراف (1/ 72) -بعد أن ذكر إسناد الحديث عن يزيد بن الهاد السابق- ولم يقل عن أسيد إلَّا أن لفظه يدل على أن أبا سعيد يرويه عن أسيد.
قلت: وللحديث عن أسيد رضي الله عنه، بإسناد غير هذا.
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 208).
حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا يحيى الحماني، ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم عن زر، عن أسيد.
وهذا إسناد ضعيف فيه الحماني وهو ضعيف جدًا وستأتي ترجمته (رقم 566). فالحديث صحيح بما ذكر المصنف رحمه الله.
3549 -
الحكم عليه:
هذا إسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع أبو سلمة لم يسمع من أسيد كما هو مفهوم من ترجمته في التهذيب.
تخريجه:
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (2/ 486)، عن الزهري ويحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة به، ومن طريقة الطبراني في الكبير (1/ 207).
وأصل الحديث هو ما سيذكره المصنف بعد هذا الحديث.
وخالف عبد الرزاق عن الزهري ويحيى ابن أبي كثير ابن المبارك فأرسله عنهما دون ذكر أبي سلمة في الزهد (/280: 812).
3550 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ (2) عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قسم سورة البقرة (3).
(1) في المسند (4/ 443)، وفيه زيادة ستأتى في فقرة "ج".
(2)
بكسر المعجمة وحفة مثناة.
(3)
هكذا في جميع النسخ، وفي الإِتحاف المسندة والمختصرة، وتمام الحديث من مسند أبي يعلى: في ركعتين. اهـ. بمعنى أنه قرأ في الأولى بنصف البقرة وفي الثانية النصف الآخر.
3550 -
الحكم عليه:
هذا إسناد صحيح.
قال الهيثمي في المجمع (2/ 277)، ورجاله ثقات.
وقال البوصيري في الإِتحاف (المسندة)(والمختصر 2/ 165 أ): إسناده صحيح.
تخريجه:
لم أجده عند غير أبي يعلى.
3551 -
وحدثنا (1) الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا (2)، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا، لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ فِي بَيْتِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا نَهَارًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.
* أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يعلى (3).
(1) القاتل هو أبو يعلى والحديث في المسند (6/ 507).
(2)
سنام كل شيء: أعلاه. قال المباركفوري عن تحفة الأحوذي (4/ 429). وسقيت بذلك إما لطولها واحتوائها على أحكام كثيرة. أو لما فيها من الأمر بالجهاد وبه الرفعة الكبيرة.
قلت: والثاني للمناسبة فإن الجهاد ذروة سنام في الإسلام.
(3)
بمثله قال البوصيري في الإِتحاف.
3551 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف، فيه:
1 -
خالد بن سعيد مجهول.
2 -
حسان بن إبراهيم يخطئ.
وذكره العقيلي والذهبي المصنف فيما أنكر على خالد.
وعزاه البوصيري إلى من خرجه، فقال رواه أبو يعلى وعنه ابن حبّان في صحيحه.
تخريجه:
عن أبي يعلى كما قال المصنف ابن حبّان (3/ 59).
وتابع أبا يعلى عن الأزرق.
1 -
أحمد بن محمد بن إبراهيم أخرجه عنه العقيلي في الضعفاء (2/ 6).
2 -
أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم عند أبي نعيم في أخبار أصفهان =
= (1/ 101). حدّثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا ابن أبي عاصم.
3 -
محمد بن أحمد العوذي عند البيهقي في الشعب (2/ 453)، أخبرنا علي بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، ثنا محمد بن أحمد العوذي، كلهم عن أبي الجهم به. وخالف هؤلاء عبد الله بن أحمد، والحسين بن إسحاق التستري فقد قالا: ثنا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سعيد بن خالد المدني، عن أبي حازم عن سهل به مرفوعًا أخرجه الطبراني في الكبير (163/ 6)، فقالا سعيد بن خالد، قال الهيثمي في المجمع (6/ 314)، وفيه سعيد بن خالد الخزاعي المدني وهو ضعيف.
قلت: كأن هذا الإِسناد أقرب، فإن خالد بن سعيد لا يعرف إلَّا برواية حسان بن إبراهيم، وروايته عن أبي حازم كما في ترجمته السابقة.
وسعيد بن خالد قد روى عن أبي حازم، وروى عنه حسَّان بن إبراهيم، وهو ضعيف كما في ترجمته في (التهذيب 4/ 19).
فلعله انقلب على حسان وقد علمت أنه سيء الحفظ يغلط، فحدّث مرة عن خالد بن سيد فحدث عنه الأزرق بهذا، وحدث مرة عن سعيد بن خالد ولعلهما واحد والله أعلم.
وسواء كان هذا أو هذا، فالحديث ضعيف الإِسناد.
وللحديث شاهد من حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ شيء سنامًا، وسنام القرآن سورة البقرة، وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تقرأ، خرج مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ. أخرجه الحاكم (1/ 561).
وعنه البيهقي في الشعب (2/ 452)، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي، ثنا أبي، ثنا عمر ابن أبي قيس، عن عاصم، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود رضي الله عنه، به مرفوعًا.
وعبد الله بن أحمد الدشتكي ذكره الذهبي في الميزان (2/ 390)، فقال: حدث عنه علي بن محمد بن مهرويه القزويني، فذكر خبرًا موضوعًا. ولم أجد له ترجمة. =
= وقد روى موقوفًا على ابن مسعود نصفه الأول بالإِسناد عن عاصم.
أخرجه الدارمي (2/ 447)، في فضائل القرآن وابن الضريس في الفضائل (رقم 178) والحاكم في الموضع السابق.
والبيهقي في شعب الإيمان، كلهم عن عاصم، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود. وهذا إسناد حسن، فعاصم حسن الحديث.
ومثله لا يكون من قبل الرأي.
ولطرفه الأول شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إن لكل شيء سنامًا، وسنام القرآن سورة البقرة فيها آية هي سيدة، أي القرآن، لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلَّا خرج منه: آية الكرسي.
أخرجه الترمذي في أبواب فضائل القرآن، باب ما جاء في سورة البقرة وآية الكرسي (4/ 232).
وعبد الرزاق في المصنف (رقم 6019). وسعيد بن منصور (رقم 424).
والحميدي في مسنده (رقم 994).
وابن نصر في قيام الليل (/168).
وابن عدي في الكامل (2/ 637)، في ترجمة حكيم بن جبير.
والحاكم في مستدركه (1/ 560).
والبيهقي في شعب الإيمان (/452).
كلهم من طريق حكيم بن جبير، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
قال الترمذي عقبه: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من حديث حكيم بن جبير وقد تكلم فيه شعبة وضعفه.
قال المصنف في (التقريب 1/ 193): ضعيف، رمِيَ بالتشيّع.
وله شاهد من حديث معقل بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "البقرة =
= سنام القرآن وذروته ونزل مع كل آية منها ثمانون ملكًا، واستخرجت الله لا إله إلَّا الله الحي القيوم من تحت العرش، فوصل بها أو وصلت بسورة البقرة .. الحديث.
أخرجه أحمد (5/ 26). والنسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 175)، والروياني في مسنده (رقم 1284، 1307).
والطبراني في الكبير (20/ 220، 230)، كلهم بأسانيدهم عن:
معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل رضي الله عنه.
وهذا إسناد ظاهر الضعف.
قلت: حديث ابن مسعود وأبي هريرة حسن إن شاء الله بمجموعها.
إذا أضيف إلى حديث الباب.
ولطرفه الذي فيه أن الشياطين تنفر مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ أحاديث صحيحة ليست بلفظ الحديث ستأتيك في الحديث (3555).
3552 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أبو إسحاق، عن عمرو، (عن)(1) سعد أو سعيد، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَحَدًا يَعْقِلُ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الْآيَاتِ الْأَوَاخِرِ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فإنهن من كنز تحت العرش.
(1) في (سد)"من". وانظر الكلام عنه في تخريج الأثر.
3552 -
الحكم عليه:
فيه من لم أعرفه وسكت عليه البوصيري.
تخريجه:
عزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 138)، إلى مسدّد فقط، من حديث عمر رضي الله عنه.
وكأن الأمر التبس على البوصيري فحديث على آخر بلفظ حديث الباب.
وكلام السيوطي يؤيد أنهما حديثان أحدهما عن عمر أخرجه مسدّد والآخر عن علي رضي الله عنه.
أخرجه ابن الضريس (/148: 177).
أخبرنا أبو عمر -هو مسلم الفراهيدي- حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمير بن سعيد، عن علي رضي الله عنه.
قال النووي في التبيان: إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم (/144) وله أسانيد أخرى عن علي رضي الله عنه.
عزاه في الدر المنثور (2/ 138)، إلى ابن نصر والدارمي وابن مردويه.
وفي أن آخر سورة البقرة نزل من كنز تحت العرش، لها أصل في المرفوع من حديث حذيفة وأبي ذر وعقبة بن عامر، وأيفع الكلابي، وابن عباس رضي الله عنهم.
أولًا: عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فضّلنا على الناس بثلاث، جعلت الأرض كلها مسجدًا، وجعل تربتها لنا طهورًا =
= وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يعطه أحد قبلي ولا يعطي أحد بعدي).
أخرجه النسائي في فضائل القرآن (رقم 47).
وأخرجه أحمد (5/ 383) والطيالسي (/56).
وابن أبي شيبة (11/ 435)، في كتاب الفضائل.
وابن نصر المروزي في قيام الليل (مختصر /159) والطبراني في الكبير (3/ 169) والأوسط كما في مجمع البحرين (/251).
وابن خزيمة (1/ 132) والطحاوي في مشكل الآثار (شعيب 3/ 54: 624)، والفريابي في فضائل القرآن (/162، 146) وابن حبّان (3/ 102)، (واللفظ له).
والبيهقي في الطهارة، باب الدليل على أن الصعيد الطيب هو التراب (1/ 213)، وفيه باب أعواز الماء بعد طلبه (1/ 233).
وفي شعب الإيمان (2/ 406).
كلهم بأسانيدهم عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة رضي الله عنه.
وهذا إسناد صحيح. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 138) إلى ابن مردويه.
ثانيًا: عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه:
عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي".
أخرجه أحمد (5/ 151، 180).
من طريق شيبان عن منصور، عن ربعي، عن خرشة بن الحر (1)، والمعرور عن
(1) وقع في مسند أحمد عن، وهذا والله أعلم سبق قلم من الطابع أو الناسخ، ولك مقارنة الإِسناد بما عند الدارقطني. =
= أبي ذر رضي الله عنه، وهذا إسناد صحيح، وفي إسناده اختلاف بينه الدارقطني في (العلل 6/ 439).
ثالثًا: عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: اقرأ الآيتين من آخر سورة البقرة، فإني أعطيتها من كنز تحت العرش.
أخرجه أحمد (4/ 147). وأبو عبيد في الفضائل (/124).
وابن نصر ففي قيام الليل (/165).
ومحمد بن عثمان ابن أبي شيبة في العرش (/80: 63).
والطبراني في الكبير (7/ 283).
وعزاه الهيثمي في المجمع (6/ 315)، إلى أبي يعلى بأسانيدهم عن ابن إسحاق، وزاد أبو عبيد والطبراني بطريق آخر عن ابن لهيعة.
كلاهما عن يزيد ابن أبي حبيب، عن أبي الخير، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، به.
وهذا إسناد ضعيف لعنعنة ابن إسحاق وهو مدلس، والآخر فيه ابن لهيعة وهو ضعيف مدلس. قال الحافظ ابن كثير في التفسير (1/ 341): إسناده حسن.
رابعًا: عن أيفع بن عبد الله الكلاعي، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قال رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي سورة القرآن أعظم؟ قال: قل هو الله أحد، قال: فآي آية في القرآن أعظم، قال: آية الكرسي "اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ". قال: فأي آية يا نبي الله تحب أن تصيبك وأمتك؟ قال: خاتمة سورة البقرة فإنها من خزائن رحمة الله من تحت عرشه، أعطاها هذه الأمة لم تترك خيرًا من خير الدنيا والآخرة، إلَّا اشتملت عليه.
أخرجه الدارمي حدّثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان، حدثني أيفع به.
وهذا مرسل أو معضل، فإن أيفع ليس له صحبة، ولم يثبت له سماع من صحابي قاله المصنف في الإصابة (1/ 135). =
= خامسًا: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:
قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ آخر سورة البقرة وآية الكرسي ضحك، وقال: إنهما من كنز الرحمن تحت العرش.
أخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1/ 349).
حدّثنا عبد الرحمن بن محمد بن مدين، أخبرنا الحسن بن الجهم، أخبرنا إسماعيل بن عمرو، أخبرنا ابن مريم، حدثني يوسف ابن أبي الحجاج عن سعيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما به.
وهذا إسناد مظلم ما عرفت منه إلَّا ابن عباس رضي الله عنهما.