الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 - باب ذكر داود عليه (الصلاة والسلام)
(1)
3458 -
[1] قال إسحاق: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ:(كانت)(2) للعباس رضي الله عنه، دار قريبة من المسجد، فسأله عمر رضي الله عنه، فقال: أعطنيها، أَوْ بِعْنِيهَا لِأُدْخِلَهَا الْمَسْجِدَ، فَأَبَى، (وَقَالَ) (3) عُمَرُ رضي الله عنه: فَاجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ (رَسُولِ اللَّهِ)(4) صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ أُبَيَّ بن كعب رضي الله عنه، فقضى على عمر رضي الله عنه، فقال عمر (رضوان الله عليه) (5): إنك لمن أَجْرَأِ (أَصْحَابِ (رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم)(6) صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَوْ مِنْ أَنْصَحِهِمْ لَكَ يَا أَمِيرَ المؤمنين، ثم قال (لو)(7) ما علمت أن داود عليه
(1) مثبتة من (سد) و (عم) وغير واضحة في (مح).
(2)
(سد) و (عم): "كان".
(3)
(سد) و (عم): "فقال".
(4)
(سد): "محمد".
(5)
ليست في (سد) و (عم).
(6)
(سد) و (عم)"محمد".
(7)
(عم)"أو".
السلام أَمَرَ بِبِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَدْخَلَ بُيُوتًا بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا، فَلَمَّا بَلَغَ الْبِنَاءُ (حُجَزَ)(8) الرِّجَالِ، منع بناءه، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ فَفِي عَقِبِي مِنْ بَعْدِي.
(8)(سد)"عجز" والحجز: هو معقد السراويل والإزار، وأصل الحجز موضع شد الإزار ومن ثم قيل للإزار حجزه للمجاورة، والمعنى في الحديث، أنه بلغ البناء للرجال إلى موضع إزار أحدهم.
اللسان (ترتيب 1/ 574).
3458 -
[1] الحكم عليه:
إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
تخريجه:
تابع إسحاق عن سليمان بن حرب ابن سعد في الطبقات (4/ 22) أخبرنا سليمان وقرن به عارم بن الفضل.
وتابعهما عن حماد.
1 -
شيبان عن حماد عند عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة (2/ 939: 1857).
2 -
يوسف بن كامل العطار أخرجه يعقوب بن سفيان عنه في المعرفة (1/ 512) ومن طريقه البيهقي في الوقف من سننه، باب اتخاذ المساجد والسقايات وغيرها (6/ 168).
واضطرب فيه علي بن زيد.
فرواه عن أنس دون ذكر يوسف بن مهران.
أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة (2/ 940: 18) عن شيبان به. =
= وروى أسلم مولى عمر القصة لكنه ذكر أن الحكم حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما.
أخرجه الحاكم (3/ 331) من طريق عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده.
وهذا إسناد ضعيف عبد الرحمن ضعيف كما في التقريب (1/ 480).
والصحيح أنه عن أبيه مرسلًا كما سيذكر المصنف.
3458 -
[2] أخبرنا (1) عبد الرزاق (أنا)(2) معمر (أنا)(3) زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ نَحْوَهُ، وَقَالَ فيه: فقال أبي كعب رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: لما أراد
…
الحديث.
(1) القائل هو إسحاق بن راهويه.
(2)
(عم): "أنبأنا".
(3)
(عم): "أنبأنا".
3458 -
[2] الحكم عليه:
هذا مرسل رجاله ثقات.
تخريجه:
لم أقف عليه فيما بين يدي من مصادر وقد ورد الحديث عن أبي رضي الله عنه بطرق.
الطريق الأول: أخرجه ابن سعد (4/ 21)، قال أخبرنا يزيد بن هارون قال:
أخبرنا أبو أمية بن يعلى عن سالم بن أبي النضر بنحو الحديث الأول وفيه أن أبيا
رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أوحى إلى داود أن ابن لي
بيتًا أذكر فيه، فخطَّ له هذه الخطَّة، خطة بيت المقدس، فإذا تربيعتها بيت رجل من بني إسرائيل، فسأله داود أن يبيعه إياه فأبى، فحدث داود نفسه أن يأخذ منه، فأوحى الله إليه: أن يا داود أمرتك أن تبني لي بيتًا أذكر فيه، فأردت أن تدخل في بيتي الغصب، وليس من شأني الغضب وإن عقوبتك أن لا تبنيه، قال: يا رب فمن ولدي؟ قال: من ولدك
…
الحديث
وهذا الحديث على إرساله ضعيف أبو أمية هو إسماعيل ضعيف كما في اللسان (7/ 14).
الطريق الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما أراد عمر بن الخطاب فذكر مخاصمته العباس لعمر رضي الله عنهما وتحكيمهما لأبي رضي الله عنه، ثم ذكر =
= أبي قصة تختلف عن حديث الباب.
أخرجه البيهقي في الموضع السابق.
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل بن القطان، ثنا محمد عن الحسين المقري، ثنا محمد بن الحسين بن قتيبة، ثنا محمد بن عمرو بن الجراح الغزّي، ثنا الوليد بن مسلم، عن شعيب بن زريق، وغيره عن عطاء الخراساني، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، به.
وهذا إسناد ضعيف فيه علل:
1 -
الوليد بن مسلم يدلس وقد عنعن كما في ترجمته (رقم 145).
2 -
شعيب بن زريق قال المصنف فيه في (التقريب 1/ 352) صدوق يخطئ.
3 -
وعطاء قال المصنف فيه في (التقريب 2/ 23) صدوق يهم كثيرًا.
قلت: وكان الصحيح في هذا الحديث -أي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن سعيد بن المسيب مرسلًا.
أخرجه عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (2/ 916: 1753)، حدثني ابن عيينة، عن بشر بن عاصم، عن سعيد بن المسيب، قال: أراد عمر توسيع المسجد، فكان للعباس دار، فقال: لا أعطيكها ليس لك ذاك، قال: اجعل بيني وبينك أبي بن كعب حكما، فقضى عليه، فقال العباس: هي على المسلمين صدقة.
وهذا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الإِسناد، وَهُوَ شَاهِدٌ جَيِّدٌ لِحَدِيثِ الباب. فالأثر حسن في قصة التحاكم، وحديث علي بن زيد حسن بشاهده من حديث زيد بن أسلم في ذكر داود عليه السلام.
3459 -
وقال مسدّد: حدّثنا خالد، حدثني الجريري، عن أبي عطَّاف قال: كان داود عليه (الصلاة و)(1) السَّلَامُ، إِذَا قَرَّبَ الإِناء مِنْ فِيهِ، لِيَشْرَبَ، (فَذَكَرَ)(2) خَطِيئَتَهُ، بَكَى حَتَّى يَفِيضَ الْأَنَاءُ مِنْ دموعه.
(1) مثبتة من (عم).
(2)
(سد): "ذكر".
3459 -
الحكم عليه:
أثر مقطوع ضعيف الإِسناد لجهالة قائله.
تخريجه:
أخرجه عنه ابن أبي الدنيا في الرقة والبكاء (رقم 362) عن خلف بن هشام عن خالد وله أصل مرفوع من حديث أنس رضي الله عنه.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن داود النبي صلى الله عليه وسلم، حين نظر إلى امرأة فاهم بها، قطع على بني إسرائيل بعثًا، فأوصى صاحب البعث فقال: إذا حضر العدو فقرّب فلانًا بين يدي التابوت، وكان التابوت في ذلك الزمان يستنصر به من قدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يقتل أو ينهزم عنه الجيش، فقتل زوج المرأة، ونزل الملكان على داود يقصان عليه قصته، ففطن داود فسجد، فمكث أربعين ليلة ساجدًا، حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه، وأكلت الأرض جنبه، وهو يقول في سجوده
…
أخرجه ابن جرير في التفسير (23/ 150).
وفي التاريخ (1/ 251) حدثني يونس عن عبد الأعلى، قال أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني ابن لهيعة، عن أبي صخر، عن يزيد الرقاشي، عن أنس به.
وهذا إسناد ضعيف يزيد ضعيف وتقدم ذلك في ترجمته (رقم 107). =
= وروى نحو حديث الباب مقطوعًا.
أخرجه أحمد في الزهد (/90)، حدّثنا إبراهيم بن خالد، أخبرني عمر بن عبد الرحمن، قال سمعت وهب بن منبه: يقول أن داود صلى الله عليه وسلم لما أصاب الذنب لم يطعم طعامًا قط، إلَّا ممن وجد بدموع عينيه، ولم يشرب شرابًا إلَّا ممزوجًا بدموع عينيه.
وعن مجاهد قال: لما أصاب داود الخطيئة خرّ لله ساجدًا أربعين عامًا، حتى نبت من دموع عينيه من البقل ما غطَّى رأسه، ثم نادى: قرح الجبين، وجمدت العين، وداود لم يرجع إليه في خطيئته شيء، فنودي: أجائع فتطعم أم مريض فتسقى، أم مظلوم فينتصر له؟ قال: فنحب نحبة هاج كل شيء كان نبت، فعند ذلك غفر له، وكانت خطيئته، مكتوبة بكفه يقرؤها، وكان يومئ بالإناء ليشرب، فلا يشرب إلَّا ثلاثة أو نصفه، وكان يذكر خطيئته فينحب النحبة تكاد مفاصله تزول بعضها من بعض، ثم ما يتم شرابه حتى يملأه من دموعه
…
أخرجه الطبري في تفسيره (23/ 150) ..
وفي التاريخ (1/ 251)، حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا ابن إدريس قال سمعت ليثًا يذكر عن مجاهد به.
وهذا إسناد ضعيف ليث ضعيف كما في ترجمته (رقم 162).
قلت: حديث الباب وحديث مجاهد ووهب إن صحت عنهم، فأخلق بها أن تكون من الأخبار المتلقاة عن أهل الكتاب، أما حديث أنس فضعيف كما رأيت وكما رأيت في ترجمة يزيد أنه لم يكن يضبط السماع فيجعل ما سمعه عن الحسن عن أنس والعكس، إضافة إلى ضعفه.
فهو حريّ أن يكون مثل أحاديث مجاهد وحديث الباب وحديث وهب فإن الإنسان لو بكى يومه لم يملأ قعر إناء فكيف ينبت البقل وكيف يمتلئ الإناء إلَّا لو غطى ذاك الإناء إلى اليوم التالي، وهذه سخافة لا يمكن أن يرضى بأن تلصق برجل صالح فضلًا عن نبي كريم مرسل. =
= والأنبياء عليهم السلام بشر لا يفترقون عن غيرهم إلَّا باختصاصهم بالنبوة ويجري عليهم ما يجري على البشر.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله (2/ 13) من البداية وقد ذكر كثير من المفسرين من السلف والخلف ها هنا قصصًا وأخبارًا أكثرها اسرئيليات، ومنها ما هو مكذوب لا محالة تركنا إيرادها قصدًا اكتفاء، واقتصارًا على مجرد تلاوة القصة من القرآن الكريم.