الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
38 - كتاب فضائل القرآن
3472 -
[1]، قَالَ أَبُو بَكْرٍ (1): حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ يُحَنَّس أَبِي مُوسَى، عَنْ رَاشِدِ بْنِ (سَعْدٍ)(2) أخٍ (3) لأمِّ الدرداء، عَنْ (أَبِي الدَّرْدَاءِ) (4) رضي الله عنه (5) قَالَ:(إِنَّ)(6) رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-قَالَ: مَنْ قَرَأَ بِمِائَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يَكْتُبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ (بِمِائَتَيْ)(7)(آيَةٍ)(8) كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ، وَمَنْ قَرَأَ بِأَلْفٍ إِلَى خَمْسِمِائَةِ (آيَةٍ)(9) أصبح له
(1) أي ابن أبي شيبة.
(2)
في الأصل: "مسعد"، والمثبت من (سد) و (عم)، وهو الموافق لما في المصنف لابن أبي شيبة وكتب الرجال.
(3)
ليس بأخيها نسبًا كما صرَّحت رواية الدارمي.
(4)
المثبت من (سد) و (عم).
(5)
في (سد) و (عم): "عنهما".
(6)
في عم: "قال".
(7)
في (عم): "الخمسمائة"، وهو سبق قلم.
(8)
ليست في (عم).
(9)
ليست في (سد).
قنطارًا (10) من الأجر، (القيراط)(11) منه مثل التل العظيم.
* هذا إسناد ضعيف.
[2 و 3] وقال أبو بكر وابن أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إبراهيم، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ يحُنَّس، عَنْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنهم (12) رفعه: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ بِخَمْسِمِائَةِ آيَةٍ إِلَى ألف أصبح له قنطار
…
الحديث.
[4]
، وَقَالَ عَبْدٌ (13): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، بِهِ.
[5]
وَقَالَ أَبُو يعلى: حدثنا أبو خيثمة، ثنا وكيع به.
(10) قال في النهاية: جاء في الحديث أن القِنطار ألفٌ ومائتا أوقية، والأوقية خير مما بين السماء والأرض (4/ 113).
قلت: ذكر قولًا وهو جملة كثيرة مجهولة من المال، وهذا حسَّنه غير واحد فمقادير الأجور لا يعلمها إلَّا الله، وكذلك القيراط. وانظر فتح الباري (3/ 194)، حيث قال: وذكر القيراط تقريبًا للفهم لمَّا كان الإِنسان يعرف القيراط، ويعمل العمل في مقابلته، وعُدَّ من جنس ما يُعرف، وضرب له المثل بما يعلم. اهـ.
فالقيراط والقنطار معلومة المقدار لدى الناس، لكن في هذا الحديث هو جزء من أجزاء معلومة عند الله.
(11)
(في (عم): "القيمة".
(12)
في (سد) و (عم): "عنهما".
(13)
في المنتخب (1/ 211).
3472 -
الحكم عليه:
ضعيف لضعف موسى بن عبيدة، ويظهر أنه اضطرب فيه، وسترى ذلك. =
= قال البوصيري في الإتحاف (2/ 191 أ) - بعد أن ذكر من خرج الحديث: ومدار إسناديهما على موسى بن عبيدة، وهو ضعيف.
وهذا الحديث إسناده ضعيف لأمرين:
1 -
موسى بن عبيدة ضعيف.
2 -
في سماع راشد من أبي الدرداء رضي الله عنه نظر كما قال المصنف في التهذيب، وهذا حق، فإنهم قد نفوا روايته عن ثوبان وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما، وهما أبعد وفاة من أبي الدرداء رضي الله عنه. وانظر كلام البوصيري على الحديث، والذي بعده فيه.
تخريجه:
أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه في فضائل القرآن باب من قرأ مائة آية أو أكثر (10/ 506) بالإسناد الأول والمتن.
وتابع زيدًا وعبيد الله محمد بن القاسم عند الدارمي في فضائل القرآن، باب من قرأ بمائة آية (2/ 464)، وباب من قرأ بمائتي آية (2/ 465)، وباب من قرأ ألف آية (2/ 466)، مفرَّقًا.
إلَّا أنه قال عن سالم أخي أمَّ الدرداء في الله، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
وقال: منهم من يقول مكان سالم راشد بن سعد.
قلت: هذا اضطراب من موسى بن عبيدة، وهذا يدل على سوء حفظه.
وعزاه الهيثمي في المجمع (2/ 271) إلى الطبراني في الكبير وأعلَّه بموسى بن عبيدة الربذي.
وللحديث شواهد: من حديث أبي هريرة وأبي أمامة وابن عمرو وأنس رضي الله عنهم.
أولًا:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من حافظ على هؤلاء =
= الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين، أو كتب من القانتين.
أخرجه ابن خزيمة (2/ 180)، وابن نصر في قيام الليل (/164)، ثنا أحمد بن سعيد الدارمي، نا علي بن الحسين بن شقيق، أخبرنا أبو حمزة، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، به.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. أبو حمزة هو السكر.
وقد ورد ما يحدد الشك مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ومن قرأ عشر آيات من كتاب الله عز وجل في ليلة لم يكتب من الغافلين. ومن قرأ مائة آية في ليلة كتب من القانتين".
أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 468 هند).
وابن الجوزي الأصبهاني في ترغيبه (1/ 320).
كلاهما من طريق أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا حُميد بن عياش الرملي ثقة، ثنا المؤمِّل بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، ثنا سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه به مرفوعًا ضمن حديث.
وهذا إسناد ضعيف المؤمِّل بن إسماعيل: يخطئ كثيرًا كما يظهر من ترجمته في التهذيب (10/ 339).
وقد أخرج الحاكم طرفه الأول (1/ 555)، وقال: على شرط مسلم.
وابن السني في عمل اليوم والليلة (/200: 700)، باب قراءة عشر آيات من طريق مؤمل به، ويظهر أن في المستدرك تصحيفًا، ففيه: موسى بن إسماعيل.
وورد من حديث أبي هريرة ما يثبت الأول: مرفوعًا: من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين، ومن صلى في ليلة بمائتي آية، فإنه يكتب من القانتين المخلصين.
أخرجه ابن خزيمة (2/ 180). =
= والحاكم (1/ 308)، والبيهقي في الشعب عنه (2/ 339).
من طريق سعد بن عبد الحميد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عبيد الله بن سلمان، عن أبيه، أبي عبد الله سلمان الأغر، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وهذا إسناد حسن سعد بن عبد الحميد بن جعفر مدني صدوق تُكُلِّم فيه لأنه ادَّعى العرض على مالك، وتكلم فيه الثوري لأنه أفتى في مسائل فأخطأ فيها.
كما يظهر ذلك من ترجمته في تاريخ بغداد (9/ 124)، والتهذيب (3/ 414).
وابن أبي الزناد ما حدث به في المدينة صحيح، وسعد إنما حدث ببغداد عن ابن أبي الزناد بعد أن قدم من المدينة كما يظهر في تاريخ بغداد.
ووهم الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 247)، فضعف الحديث، باعتبار إطلاق قول الحافظ رحمه الله في سعد في التقريب، وإنما ضعفه لأمر آخر وسماعه من ابن أبي الزناد قديم.
وللحديث متابع لا يعني شيئًا، أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 248).
قال: حدّثنا خالد بن يوسف، حدثني أبي، عن موسى، به، إلا أنه قال: ومن صلى بمائتي آية فإنه كتب- أظنه من المتقين.
وهذا إسناد ضعيف جدًا، يوسف والد خالد: هو السمتي، متروك؟ وكذَّبه ابن معين كما في التقريب (2/ 380).
وورد الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفًا به.
أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 507)، والرازي في فضائل القرآن (رقم 103)، والبيهقي في الشعب (هند 5/ 152) بأسانيدهم، عن عدي بن ثابت، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، به، والبيهقي في الشعب (2/ 400)، من طريق مسعر.
وهذا إسناد صحيح. أبو حازم هو: سلمان الأشجعي.
وله إسناد آخر عند ابن أبي شيبة (10/ 508)، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ =
= زائدة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، به موقوفًا.
وهذا إسناد حسن. زائده هو: ابن قدامة، وعاصم هو: ابن أبي النجود، وهو صدوق.
فهذه عن أبي هريرة رضي الله عنه لا يمكن أن تكون من قبل الرأي، فلها حكم الرفع.
ولهذا الطرف شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل لفظ حديث الباب طرفه الأول بقراءة مائة ومائتين.
أخرجه ابن عدي (2/ 795)، في ترجمة عمر بن حفص بن حكيم، والبيهقي في الشعب (2/ 401)، والخطيب في تاريخه (8/ 202)، في ترجمة المذكور، وابن شاهين في الترغيب (رقم 198).
ومن طريق الخطيب المصنف في اللسان (2/ 396).
كلهم من طريق علي بن حرب، ثنا حفص، ثنا عمر بن قيس الملائي، عن عطاء، عن أبي عباس رضي الله عنهما مرفوعًا.
وهذا إسناد لا يُفرح به ضعيف جدًا حفص بن عمر وفاه ابن حبّان. كما في المجروحين (1/ 259)، وابن عدي في كامله.
ولبعض أطرافه شاهد، من حديث عبادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "
…
فإن قرأ مائتي آية كتب من القانتين
…
فإن قرأ ألف آية أصبح وله قنطار من الأجر".
أخرجه ابن شاهين في الترغيب (رقم 200)، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا أحمد بن عبيد بن إسحاق العطار، ثنا أبي، ثنا مفضل بن صدقة عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة، به. وهذا إسناد واهٍ بمرة:
1 -
عبيد بن إسحاق ضعيف كما في ترجمته في اللسان (4/ 136).
2 -
مفضل بن صدقة الحنفي ضعيف كما في ترجمته في اللسان (6/ 94). =
= 3 - الأحوص بن حكيم ضعيف.
ولشطره الأخير شاهد من حديث أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ومن قرأ ألف آية، أصبح له قنطار، والقنطار ألف ومائتا أوقية، والأوقية خير مما بين السماء والأرض".
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 211) حدّثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا جُبارة بْنُ الْمُغَلِّسِ، ثنا يَحْيَى بْنُ عقبة بن أبي العيزار، عن محمد بن حجادة، عن يحيى بن الحارث الدمشقي عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أمامة، به مرفوعًا.
وهذا إسناد تالف فيه علتان:
1 -
جبارة بن مغلِّس: ضعيف كما في ترجمته في التقريب (1/ 124).
2 -
يحيى بن عقبة يفتعل الحديث كما قال أبو حاتم، وكذَّبه ابن معين كما في لسان الميزان (6/ 330).
وورد موقوفًا عنه رضي الله عنه قال: من قرأ ألف آية كتب له قنطار من الأجر، والقيراط من ذلك القنطار لا يفي به دنياكم.
أخرجه الدارمي في فضائل القرآن، باب من قرأ ألف آية (2/ 466).
أخبرنا الحكم بن نافع، أنا حريز عن حبيب بن عبيد، قال: سمعت أبا أمامة، به.
وهذا إسناد صحيح.
وفيه من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (ومن قرأ خمسمائة آية كتب له قنطار من الأجر).
أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة قال: أخبرنا الحسين بن يوسف، حدّثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة، حدّثنا عثمان بن صالح، حدّثنا ابن لهيعة، عن حميد بن مخراق عن أنس، به، (رقم 670 ص 194). =
= وهذا إسناد ضعيف ابن لهيعة ضعيف كما في ترجمته (رقم 551)، وحميد بن مخراق ذكره البخاري وابن أبي حاتم. ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا على أني لم أعرف شيخ ابن السني.
وأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 402)، وخالف في بعض إسناده فقال حميد بن صخر، ولم أجد تراجم بعض رجال إسناده.
ولم يتفرَّد حميد به، فقد روى عن يزيد الرقاشي عن أنس بمثله.
أخرجه ابن السني في الموضع السابق: أخبرنا أحمد بن عمير، حدّثنا عبيد الله بن سعيد، حدّثنا أبي، حدّثنا يحيى بن أبي أيوب، عن يزيد، به.
وهذا إسناد ضعيف لأمور:
1 -
عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير فيه ضعف يفهم ذلك من ترجمته في اللسان (4/ 121).
2 -
ويحيى هو ابن أيوب الغافقي سيِّء الحفظ كما في التهذيب (11/ 165).
3 -
يزيد الرقاشي ضعيف وتقدَّمت ترجمته (رقم 77).
وقد توبع يحيى بن أيوب عن يزيد، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
"ومن قرأ مائتي آية إلى أن يبلغ ألفًا، فإن أجره كمن تصدَّق بقنطار حتى يصبح، القنطار ألف دينار".
أخرجه ابن أبي الدنيا إلى التهجد (رقم 208)، وابن السني في عمل اليوم والليلة باب قراءة خمسين آية (/200) بإسناديهما عن العلاء بن خالد بن وردان القرشي، حدّثنا يزيد به.
ويزيد ضعيف كما تقدَّم.
ثالثًا:
ومن حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين. =
= أخرجه أبو داود في الصلاة باب تخريب القرآن (2/ 57: 1398).
وابن خزيمة (2/ 181).
وابن حبّان (6/ 310).
وابن السني في باب قراءة ألف آية (/200).
كلهم عن ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أبي سُوِّية سمع ابن حجيرة، عن ابن عمرو.
وهذا إسناد اضطرب في تحديد الراوي عن أبي حجيرة.
ففي سنن أبي داود وصحيح ابن خزيمة: أبو سوّية.
وفي صحيح ابن حبّان أبو سويد، وقال: اسمه حميد بن سويد من أهل مصر، وقد وهم من قال أبو سوية، وأكَّد ذلك في الثقات (76/ 192).
وأما ابن السني ففيه أبو الأسود.
فأما الأخير فلم أستطع تحديده.
وإن كان الاثنان قد وثقهما ابن حبّان، وهذا إسناد قابل للتحسين.
فأصحَّ ما هنا -أي الطرف الأخير- هو حديث أبي أمامة الموقوف، ومثله لا يكون من قبل الرأي، فله حكم الرفع، والله أعلم.
فالحديث في جملته صحيح إن شاء الله تعالى.
واعلم أنه لا منافاة بين هذا الحديث، والأحاديث الأخرى التي حدَّدت المنازل بأقل مما في الحديث، لجواز أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم صحابته بالأكثر، ثم أخبرهم بالأقل رحمة من الله سبحانه وتعالى بعباده.
3473 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إليك: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ لَمْ يحاجّه (1) القرآن، ومن قرأ بمائتين كتب (الله تعالى)(2) لَهُ قُنُوتُ (3) لَيْلَةٍ، وَمَنْ قَرَأَ بِالْمِائَةِ إِلَى الألف أصبح له قنطار والقنطار دية (4) أحدكم (اثني)(5) عشر ألفًا (6)، قال: وإن أصغر (البيوت)(7) من الخير، للبيت الذي لا يُقرأ فيه القرآن.
(1) أي لم يغلبه بالحجة والبرهان عليه انظر النهاية (1/ 341).
والمعنى أي لا يكون للقرآن يوم القيامة حجة وبرهان تدل على ترك ذلك القارئ وهجره له.
(2)
ليست في (سد) و (عم).
(3)
القنوت يراد به معاني عديدة والمعنى هنا أي كتب الله له عبادة ليلة أو قيام ليلة. انظر النهاية (4/ 111)، فح الباري (2/ 490).
(4)
الدية أصلها ودية بفتح الواو وسكون الدال، تقول: ودي القتيل يديه إذا أعطى وليه ديته، وهي ما جعل في مقابلة النفس. الفتح (12/ 187).
(5)
في (سد) و (عم) اثنا وتقدم بيان وجه كل منها في الحديث (رقم 3396).
(6)
أي من الفضة فدية أهل الفضة ما ذكر في الحديث:
(7)
في الأصل الذنوب والمثبت من (سد) و (عم)، وهو الموافق لما في الكنز وبغية الباحث (رقم 731) والمعنى لا يستقيم أذا أثبتنا ما في الأصل فتأمل.
3473 -
الحكم عليه:
هذا مرسل صحيح الإِسناد.
وقال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 191 ب) بعد أن عزاه للحارث: رواته ثقات.
تخريجه:
تابع أحمد بن إسحاق: موسى بن إسماعيل ثنا حماد، به. أخرجه عنه ابن الضريس في فضائل القرآن (16) دون ذكر البيت الذي يقرأ فيه القرآن وتابع حمادًا =
= بلفظ موسى بن إسماعيل عنه وهب بن جرير أخرجه الدارمي في فضائل القرآن، باب من قرأ مائة آية إلى الألف (2/ 466).
عن أبي النعمان عن وهب، به.
وقد تقدم ذكر شواهد بعضه في الحديث السابق.
وأما طرفه الأخير، فله شاهد من حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا إن أصغر البيوت بيتًا ليس فيه من كتاب الله شيء.
أخرجه الحاكم (1/ 566)، وقال: صحيح الإِسناد.
والبيهقي في الشعب (2/ 343).
بإسناديهما عن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، ثنا أبي، ثنا عمرو ابن أبي قيس، عن عاصم، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود رضي الله عنه، به ضمن حديث.
وهذا إسناد قابل للتحسين، والد عبد الرحمن لم يوثقه إلَّا ابن حبّان كما في التهذيب (5/ 206).
وسيأتي بقية هذا الشاهد في الحديث (رقم 3475، 3555).
والحديث إلى قوله ومن قرأ بالمائة شاهد للحديث السابق عن أبي الدرداء وقد علمت أنه صحيح بتلك الشواهد.
3474 -
وقال أبو يعلى: حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ أَبُو صخر ثنا بكر بن يونس، عن موسى بن علي، عن أبيه، عن يحيى بن أبي كثير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ ألف آية كتب الله تعالى له قنطار، والقنطار مائة رطل، والرطل اثنتا (عَشْرَةَ)(1) أُوقِيَّةً، وَالْوُقِيَّةُ سِتَّةُ دَنَانِيرَ، وَالدِّينَارُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ قِيرَاطًا، وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ (أُحُدٍ)(2)(3)، وَمَنْ قَرَأَ ثلثمائة (آية)(4)، قال الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي نصبت (5) عبدي، (أشهدكم)(6) يا ملائكتي أني قد غفرت (له)(7)، ومن بلغه عن الله عز وجل (8) فضيلة، فعمل بها إيمانًا ورجاء ثوابه، أعطاه (الله)(9) ذلك، وإن لم يكن (ذلك كذلك)(10).
(1) في (عم): "عشر".
(2)
أحد: بضم أوله وثانيه، اسم جبل في المدينة، كانت عنده الغزوة المعروفة بإسمه. وهو جبل أحمر بينه وبين المدينة قرابة ميل في شمالها، يشرف عليها ويسميه أهل المدينة حس -بكسر الحاء المهملة، وتشديد النون-. معجم البلدان (1/ 109)، معجم معالم الحجاز (1/ 58).
(3)
بياض في (عم).
(4)
مثبتة من (سد) و (عم).
(5)
نصب: أي أتعب نفسه وأجهدها في طاعة الله تعالى وانظر القاموس المحيط (1/ 132).
(6)
في (سد): "فأشهدكم".
(7)
في (عم): "لعبدي".
(8)
في (سد) و (عم): "تعالى".
(9)
في (سد) و (عم): "الله تعالى".
(10)
غير واضحة في (عم) وفي بعضها بياض.
3474 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف لأمور: =
=
1 -
جهالة أحمد شيخ أبي يعلى.
2 -
بكر بن يونس ضعيف.
قال أبو زرعة -كما في ترجمة بكر في التهذيب- حدث عن موسى بن علي بحديثين منكرين لم أجد لهما أصلًا من حديث موسى.
3 -
يحيى بن أبي كثير لم يسمع من جابر.
وقال البوصيري في الإتحاف (مختصر 2/ 191) بعد أن عزاه لابن يعلى.
قال بسند ضعيف لضعف يونس بن بكر.
تخريجه:
أخرجه أبو يعلى في المعجم (رقم 74) إلى قوله والرطل ثنتا عشرة أوقية.
وفي حديث الباب لفظة منكرة جدًا، وهي من قوله ومن بلغه عن الله
…
فإن المقرر أن لا يعمل إلَّا مما ثبت وصح.
3475 -
[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ (1)، عَنْ (عَوْفِ)(2) بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ (تعالى)(3)، كتب (الله)(4)(تعالى)(5) له به حسنة، لا أقول: آلم حَرْفٌ (6)، وَلَكِنِ الْحُرُوفَ مُقَطَّعَةٌ (7)، الْأَلْفُ وَاللَّامُ وَالْمِيمُ.
[2]
ورواه الْبَزَّارُ فَقَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عبيدة، به.
(1) منسوب إلى بني قريظة، قبيلة من القبائل اليهودية الثلاث التي كانت تسكن المدينة، وقد أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم بقتل رجالهم وسب نساءهم وذراريهم نزولًا لحكم سعد بن معاذ رضي الله عنه، الذي قضى بحكم من فوق سبع سموات. جزاء لغدرهم وخداعهم.
(2)
ليست في (سد).
(3)
ليست في (سد).
(4)
ليست في (سد).
(5)
في (سد) و (عم): "عز وجل".
(6)
لما كان الحرف يطلق على جزء من الأجزاء المكونة للكلمة، فيشترك في الإطلاق مع الحرف الذي يراد به الكلمة، زاد النبي صلى الله عليه وسلم الكلام بيانًا، وهو أنه لا يريد المعنى الثاني، فلا ينصرف الذهن للسامعين إليه، بل المعنى الأول، وهو الجزء المكون للكلمة ولذا عقب بالكلام بعده.
(7)
أي مفرقة.
3475 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي، وهو منكر خالف فيه الثقة وسيأتي بيان ذلك.
قال الهيثمي في المجمع (7/ 161): وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
وقال البوصيري في الإِتحاف (مختصر 2/ 191 أ) بعد أن عزاه للبزار وابن أبي شيبة ومدار أسناديهما على موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. =
= تخريجه:
الحديث أخرجه ابن أبي شيبة بالإِسناد ومثل المتن في المصنف، كتاب فضائل القرآن، باب ثواب من قرأ حروف القرآن (10/ 461).
وتابع زيد بن الحباب عن موسى كل من:
1 -
عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كما ذكره المصنف عن البزّار ومن طريق عبد العزيز أخرجه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب (2/ 927).
2 -
سليمان بن بلال أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 76).
وفي الأوسط (1/ 214)، ومن طريقه الخطيب البغدادي في موضح الجمع والتفريق. (2/ 337) بإسنادين عن عبيد الله بن محمد الفهمي ثنا سليمان.
3 -
بكار بن عبد الله بن عبيدة أخرجه الخطيب في موضح الجمع والتفريق (2/ 337).
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حدّثنا محمد بن الفضل السقطى، حدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا بكار بن عبد الله.
4 -
إبراهيم بن طهمان أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 341)، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن دالويه الدقاق ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن طهمان.
5 -
محمد بن الزبرقان أخرجه الروياني ومن طريقه الرازي في فضائل القرآن (رقم 96).
كلهم عن موسى، به.
وقد خالف موسى بن عبيده أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاصي وهو ثقة كما في التقريب (1/ 91)، فإن أيوب رواه عن محمد بن كعب قال: سمعت عبد الله بن مسعود يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فله، به =
= حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ.
أخرجه الترمذي في فضائل القرآن من جامعه باب ما جاء في من قرأ حرفًا من القرآن ما له من الأجر (4/ 284).
والبخاري في التاريخ (1/ 216).
والأصبهاني في الحجة (2/ 88).
كلاهما عن محمد بن بشار، ثنا أبو بكر الحنفي، حدّثنا الضحاك بن عثمان، عن أيوب بن موسى، قال: سمعت محمدًا، فذكره.
وتابع محمدًا على الرفع أبو الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود ولفظه.
اقرؤوا القرآن، فإنكم تؤجرون عليه أما إني لا أقول: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْرَ، وَلَامٌ عَشْرَ، وَمِيمٌ عَشْرَ، فَتِلْكَ ثَلَاثُونَ.
أخرجه الدارقطني في العلل (5/ 326).
والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 285)، كلاهما من طريق محمد بن أحمد بن الجنيد قال: نا أبو عاصم، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنه، به.
وهذا إسناد صحيح، أبو عاصم هو الضحاك ابن مخلد، وسفيان هو الثوري، وسماعه من عطاء قبل الاختلاط.
وخالف أبا عاصم قبيصة بن عقبة فوقفه عنه أخرجه الدارمي في فضائل القرآن باب فضل من قرأ القرآن (2/ 429).
قلت: تكلم في سماع قبيصة من الثوري، قال ابن معين: قبيصة ثقة في كل شيء إلَّا في حديث سفيان، فإنه سمع منه وهو صغير.
وقال أحمد عنه في حديثه عن سفيان: كان كثير الغلط، وقال كان صغيرًا لا يضبط.
انظر ذلك في التهذيب (8/ 312). =
= فمثله إذا خالف أخذ بقول من خالفه، كيف والذي خالفه هو الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل.
وتابع الثوري عن عطاء حماد بن زيد عند ابن الجوزي الأصبهاني في الحجة (2/ 187).
أخبرنا أبو عمر وعبد الوهاب نا والدي، نا علي بن محمد بن نضر، نا محمد بن غالب بن حرب، نا معلي بن منظور، نا حماد بن زيد عن عطاء نحو حديث الثوري وهذا إسناد صحيح.
وتابع الثوري عن أبي الأحوص مرفوعًا، بنحوه إبراهيم الهجري.
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 375).
وابن الضريسى في فضائل القرآن (59).
وابن حبّان في المجروحين (1/ 100).
والآجرى في أخلاق حملة القرآن (25).
والحاكم وصحح (1/ 555).
والبيهقي في الشعب (2/ 443).
والبغوي في التفسير (1/ 40).
وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 109)، كلهم من طريق إبراهيم الْهَجَرِيِّ، عَنِ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، بنحوه. وتعقب الذهبي الحاكم بقوله: إبراهيم بن مسلم ضعيف، وهو كما قال.
وإبراهيم يرفع الموقوفات.
وتابعهما عن أبي الأحوص، عاصم بن أبي النجود بنحوه أخرجه الحاكم (1/ 566)، والبيهقي في الشعب (2/ 343).
وتقدم ذكره في شواهد حديث سبق برقم (3472) وهو حديث الدشتكي.
وهو إسناد قابل للتحسين. =
= وقد ورد الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا بطرق عنه.
ورجح الدارقطني وقفه في العلل (5/ 326). وانظر كلام محقق كتاب السنن لسعيد بن منصور (1/ 35).
ومع ترجيح الحافظ الدارقطني رحمه الله فإن الحديث له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه اخبار عن مغيب لا مجال للرأي فيه.
ولا يمنع أن يكون ابن مسعود رضي الله عنه، قد حدث به تارة مرفوعًا، وتارة موقوفًا كما هي عادة الأولين، وقد صح من الوجهين.
وللحديث شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، بنحو حديث محمد بن كعب السابق ذكره عند الترمذي.
أخرجه ابن الجوزي الأصبهاني في الترغيب والترهيب له (2/ 927) بإسناده عن أبي الشيخ ثنا محمد بن يعقوب الأهوازي، ثنا معمر بن سهل، ثنا عامر بن مدرك، ثنا محمد بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر، به مرفوعًا.
وهذا إسناد ضعيف جدًا لعلتين:
1 -
عامر بن مُدْرِك، لين الحديث كما في التقريب (1/ 389).
2 -
محمد بن عبَيد الله هو العرزمي متروك كما في التقريب (2/ 187).
ومن حديث عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن على أي حال قراءة فله بكل حرف عشر حسنات".
أخرجه ابن شاهين في الترغيب (رقم 202): ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي بن مهران، ثنا عبد الله بن هارون الغساني عن أبي عصمة، عن زيد العمي، عن ابن المسيب، عن عمر رضي الله عنه به.
وهذا إسناد موضوع:
1 -
أبو عصمة هو نوح ابن أبي مريم المعروف بالجامع كان يضع الحديث كما في التقريب (2/ 309).
2 -
زيد العمي ضعيف كما في التقريب (1/ 274).
3476 -
[1]، (1) حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ
…
الحديث.
[2]
وقال عبد (2): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ (بِهِ)(3).
(140)
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي باب حرمة مكة (4).
(1) القائل ابن أبي شيبة.
(2)
في المنتخب (2/ 54).
(3)
ليست في (سد).
(4)
في (40/ ب)(مح) حديث (رقم 1134)، وذكر هناك اللائق بذاك الباب ولم يذكر الحديث بتمامه.
3476 -
الحكم عليه:
ضعيف الإِسناد لضعف موسى بن عبيدة.
قال الهيثمي في المجمع (3/ 271)، وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
تخريجه:
أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (2/ 33)، بطريقين عن موسى بن عبيدة حدّثنا صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما.
ولهذا الحديث شاهد عن نبينا صلى الله عليه وسلم بتخصيص الوقت.
عن جابر رضي الله عنه في حديث الحج الطويل وفيه: حتى أتى عرفة فوجد القبة ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء، فرحلت له، -أي جعل عليها الرحل-، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس وقال: فذكر الحديث، ثم قال: وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده أن اعتصمتم به كتاب الله الحديث.
أخرجه مسلم في الحج باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم (8/ 184). =
= وأبو داود في المناسك باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 182: 1905).
وابن ماجه في المناسك باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 1022: 3074).
والنسائي في الكبرى كما في التحفة (2/ 271).
وابن أبي شيبة في مصنفه (الجزء المضاف إلى الهندية) في المناسك باب من كان يأمر بتعليم المناسك (376).
وعبد بن حميد (3/ 66).
وابن خزيمة (4/ 251).
وابن حبّان (4/ 310، 9/ 200).
والبيهقي في السنن في كتاب الحج (5/ 7).
كلهم من طريق جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه، به في حديث طويل.
فهذه اللفظة صحيحة بهذا الحديث.
347 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ -هُوَ ابْنُ وَكِيعٍ- ثنا أَبِي، عَنْ عبيدى الله ابن أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، قَالَ: حَدَّثَنِي معقل بن يسار رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (اعْمَلُوا بِالْقُرْآنِ)(1)، أَحِلُّوا حَلَالَهُ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَاقْتَدَوْا بِهِ، وَلَا تَكْفُرُوا بِشَيْءٍ مِنْهُ، وَمَا تَشَابَهَ (عَلَيْكُمْ (2) فَرَدُّوهُ إِلَى اللَّهِ عز وجل (3)، وَإِلَى أُولِي الْعِلْمِ مِنْ بَعْدِي كَيْمَا يُخْبِرُوكُمْ، وَآمِنُوا بِالتَّوْرَاةِ والإِنجيل (4)، وَلَا تَرُدُّوا مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ، وَلْيَسَعُكُمُ الْقُرْآنُ وَمَا فِيهِ مِنَ الْبَيَانِ، فَإِنَّهُ شَافِعٌ (يشفع)(5)، و (ما حل)(6) مصدق (7) وإن بكل آية منه نور يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ مِنَ الذِّكْرِ الْأَوَّلِ، وَأُعْطِيتُ طه (وَالطَّوَاسِينَ)(8) مِنْ أَلْوَاحِ مُوسَى، وَأُعْطِيتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَأُعْطِيتُ الْمُفَصَّلَ (9) نَافِلَةً".
(1) بياض في (عم).
(2)
في (سد): "تعالى" وليست في (عم).
(3)
في (عم): "منه".
(4)
أي التي نزلت على موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام، لا على هيئتها الحالية كما هو معلوم، فقد حرفت وبدلت.
(5)
في (سد) و (عم): "مشفع". وكلا اللفظين محتملتين.
(6)
غير واضح في (عم).
(7)
أي خصم مجادل مصدق، وقيل ساع مصدق، من قولهم، محل بفلان إذا سعى به إلى السلطان، بمعنى أن من اتبعه وعمل بما فيه فإنه شافع له مقبول الشفاعة، ومصدق عليه فما يرفع من مساوئه، إذا ترك العمل به النهاية (4/ 303).
(8)
في (عم): "الطواسيم" وهو أشبه.
(9)
المفصل: هو أحد الأقسام التي تنتمي إليها سور القرآن الكريم، وهو القسم الأخير، قيل يبدأ من أول الحجرات، وقيل من أول (ق) والقرآن المجيد، وقيل غير ذلك، وسمي مفصلًا، لكثرة الفصل بين سوره. انظر جامع البيان (1/ 45)، فما بعدها، الإتقان في علوم القرآن (1/ 36)، مباحث في علوم القرآن (145).
3477 -
الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف جدًا لأمرين:
1 -
عبيد الله ابن أبي حميد، متروك والحمل عليه فيه.
2 -
سفيان بن وكيع وهو ضعيف، إلَّا أنه قد توبع.
وقال الحاكم (1/ 568، 561): صحيح الإِسناد، فعقبه الذهبي بقوله: عبيد الله، قال أحمد: تركوا حديثه.
وقال الهيثمي في المجمع (1/ 175)، وله إسنادان في إحداهما عبد الله ابن أبي حميد، وقد أجمعوا على ضعفه.
وسكت عليه البوصيري كما في الإِتحاف (3/ 187 أمختصر).
تخريجه:
تابع وكيع عن ابن أبي حميد جماعه:
أولًا - مكي بن إبراهيم أخرجه ابن نصر في قيام الليل (166).
وابن حبّان في المجروحين (2/ 65)، في ترجمة عبيد الله والحاكم (1/ 568، 561).
والبيهقي في السنن (10/ 9) في الضحايا، باب ما حرم الله على بني إسرائيل، ثم ورد عليه النسخ وفي الشعب (2/ 485، 454، 488). كلهم بأسانيدهم عنه.
ثانيًا: أبو بكر الحنفي، أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 225).
حدّثنا محمد بن محمد الجذوعي القاضي، ثنا عقبة بن مكرم، ثنا أبو بكر الحنفي.
ثالثًا: علي بن عاصم أخرجه الزاري في فضائل القرآن (رقم 77).
ثنا أبي نا أبو بكر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، نا الحسن بن حبابة، نا محمد بن إسماعيل المباركين، نا علي بن عاصم.
رابعًا: ببعضه الخليل بن موسى عن عبيد الله عند ابن عدي (4/ 1634) في =
= ترجمة عبيد الله أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا هشام بن عمار، ثنا الخليل بن موسى.
خامسًا: ببعضه سعيد بن يحيى اللخمي عند ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 682) باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة: حدّثنا محمد بن خريم بن مروان، حدّثنا هشام بن عمار، ثنا سعيد كلهم عن ابن أبي حميد، به.
وتابع أبا المليح عبيد الله بن معقل عن أبيه رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (إعملوا بكتاب الله، ولا تكذبوا بشيء منه فما اشتبه منه عليكم، فسلوا عنه أهل العلم، يخبروكم، وآمنوا بالتوراة والإنجيل، فان فيه البيان، هو شافع مشفع).
أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 222).
والحاكم (3/ 578)، بإسناديهما عن عبد الله بن رجاء، ثنا عمران القطان، عن عبيد الله، به.
وهذا إسناد ضعيف، عمران القطان ضعيف، كما يلاحظ المتأمل في ترجمته في التهذيب (8/ 115)، لوهمه ومخالفته.
قال الهيثمي في المجمع (1/ 175): وفي الآخر عمران القطان، ذكره ابن حبّان في الثقات وضعفه الباقون.
فالحديث بالإِسناد ضعيف جدًا إلَّا بالطرف الذي توبع فيه أبو المليح فله شواهد من حديث جابر وأنس وابن مسعود رضي الله عنهم.
أولًا: من حديث جابر رضي الله عنه:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: القرآن شافع مشفع، وما حل مصدق فمن جعله إمامًا، قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار.
أخرجه البزّار كما في كشف الأستار (1/ 78).
وابن حبّان (1/ 331).
والبيهقي في الشعب (2/ 351). =
= كلهم بأسانيدهم عن محمد بن العلاء، ثنا عبد الله بن الأجلح، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، به.
وهذا إسناد حسن، عبد الله بن الأجلح، صدوق كما في ترجمته في التهذيب (5/ 122)، وباقي رجاله رجال الصحيح.
ثانيًا: ومن حديث أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ هَذَا القرآن شافع مشفع، وما حل مصدق، من شفع له القرآن يوم القيامة، نجا، ومن محل به القرآن يوم القيامة، كتبه الله في النار على وجهه، وقال: تعلموا القرآن واقرؤا منه ما تيسر).
أخرجه أبو عبيد في الفضائل (35) وابن نصر في قيام الليل (مختصر 1/ 164).
بإسناديهما عن ابن جريج، قال: قال أنس فذكره.
وهذا إسناد ضعيف:
ابن جريج لم يلق أحدًا من الصحابة.
كما في جامع التحصيل (229).
ثالثًا: من حديث ابن مسعود رضي الله عنه بمثل حديث جابر رضي الله عنه، أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 244).
وابن عدي (3/ 988)، في ترجمة الربيع بن بدر.
وأبو نعيم في الحلية (4/ 108).
كلهم بأسانيدهم عن هشام بن عمار عن الربيع بن بدر عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا، به.
وهذا إسناد ضعيف جدًا الربيع متروك كما في التقريب (1/ 243).
والمحفوظ عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا. انظر تفصيل ذلك في السلسلة الصحيحة (5/ 31: 2019).
رابعًا: ومن حديث الحسن رحمه الله بلفظ حديث جابر إلى قوله مصدق. =
= أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 373)، عن معمر عن رجل عن الحسن، به مرفوعًا.
وهذا على إرساله من إسناده مبهم.
فالحديث بهذا القدر حسن.
ولأطرافه الأخرى أصول في المرفوع تخرج بنا عن المقصود.
فالحديث ضعيف جدًا إلَّا بالطرف السابق فهو حسن كما تقدم قبل قليل.
3478 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا بشير بن المهاجر، ثنا عبد الله بن (بريدة)(1)، عن أبيه رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ (2) يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ، كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ (3)، يَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ لَهُ: مَا أَعْرِفُكَ، فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ، الَّذِي أَظْمَأْتُكَ (4) فِي الْهَوَاجِرِ (5)، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ (مِنْ وَرَاءِ)(6) تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كل تاجر (7)، قَالَ: فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ. وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ (تَاجُ الْوَقَارِ)(8)(9) وَيُكْسَى (وَالِدَاهُ)(حُلَّتَيْنِ)(10)(11) لا يقوم لهما
(1) بياض في (عم).
(2)
أي الذي يلازم القرآن بالتلاوة والقراءة والتدبر.
(3)
أي المتغير اللون والجسم لعارض من العوارض، كمرض أو سفر أو نحوهما، وكأنه يجىء على هذه الهيئة ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا، أو للتنبيه له على أنه كما تغير لونه في الدنيا لأجل القيام بالقرآن كذلك القرآن لأجله في السعي يوم القيامة، حتى ينال صاحبه الغاية القصوى في الآخرة، انظر التعليق على سنن ابن ماجه (2/ 1242).
(4)
الظمأ هو شدة العطش انظر (النهاية 3/ 162).
(5)
جمع الهاجرة وهي اشتداد الحر في نصف النهار. (النهاية 5/ 246). وخص الهاجرة بحصول شدة الظما للمناسبة بينهما فكلما اشتد الحر احتيج للماء.
(6)
بياض في (عم).
(7)
يظهر أن المعنى والعلم عند الله أن التاجر ما يزال يتابع تجارته حتى يتحقق لها الربح، فأنت اليوم معك تجارة لن تبور، فهي محققه لك الربح.
(8)
(سد): "الملك".
(9)
بياض في (عم).
(10)
الحلة: بردة يمانية، وهي ثوبان من جنس واحد، انظر (النهاية 1/ 432)، (الفتح 1/ 86).
والحلة في الآخرة اسم لثوب أكرم الله به من يلبسه، فليس بينه وبين ما في الدنيا إلَّا الاسم من باب الاشتراك اللفظي.
(11)
(سد): "حلتان".
أهل الدنيا، فيقولان:(بم)(12) كسبنا هَذَا؟ فَيُقَالُ: (بِأَخْذِ)(13) وَلَدِكُمَا (الْقُرْآنَ)(14) ثُمَّ (يُقَالُ)(15): اقرأ واصعد في (درجة) الْجَنَّةِ، وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ (كان)(16) يَقْرَأُ هَذًّا (17) كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا.
* هَذَا إِسْنَادٌ (حَسَنٌ)(18)، رَوَى ابْنُ مَاجَهْ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قوله أسهرت ليلك (19).
* حسن (20).
(12) المثبت من (عم) وفي الأصل و (سد) بما.
(13)
بياض في (عم).
(14)
بياض في (عم) وفيها زيادة على البياض كلمة فيها.
(15)
في (عم): "يقال له".
(16)
في (عم): "يقال له".
(17)
قال المصنف في (الفتح 2/ 259)، هذا بفتح الهاء، وتشديد الذال المعجمة أي سردا وإفراطًا في السرعة، وهو منصوب على المصدر.
(18)
ليست في (سد) و (عم).
(19)
وهذا القدر سيأتيك إسناده في التخريج ولفظه مرفوعًا يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب، فيقول أنا الذي أسهرت ليلتك وأظمأت نهارك.
(20)
(سد): "صحيح" وغير واضحة الكلمة في (عم) بسبب التصوير، وفي المطالب المطبوع فيه ضعف.
478 -
الحكم عليه:
هذا حديث ضعيف الإِسناد بشير بن المهاجر لين الحديث.
قال العقيلي في الضعفاء (1/ 144)، عقب الحديث: لا يصح في هذا الباب عن النبي عليه السلام حديث، أسانيدها متقاربة.
وذكره ابن عدي في منكرات بشير.
وقال الحاكم (1/ 556): على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي، وقال البغوي (4/ 454): حسن غريب، وقال في التفسير (1/ 43): غريب. =
= وقال ابن كثير في التفسير (1/ 43): هذا إسناد حسن على شرط مسلم.
وقال الهيثمي في المجمع (7/ 162): رجاله رجال الصحيح.
وقال البوصيري كما في الإِتحاف (2/ 189 أ)(مختصر) رواه أبو بكر ابن أبي شيبة بإسناد صحيح.
وقال السيوطي في اللآلىء المصنوعة (1/ 244): أخرجه أحمد والبيهقي بسند صحيح.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه بالإِسناد والمتن في كتاب فضائل القرآن باب من قال: يشفع القرآن لصاحبه يوم القيامة (10/ 493)، وعنه ابن الضريس في الفضائل (رقم 99).
وتابع ابن أبي شيبة عن الفضل بن دكين:
1 -
أحمد في مسنده (5/ 348)، مع زيادة في أوله.
2 -
الدارمي بمثل حديث أحمد في السنن، كتاب فضائل القرآن في فضل سورة البقرة وآل عمران (2/ 450).
3 -
حميد بن زنجويه بمثل حديث أحمد أخرجه البغوي بإسناده عنه في تفسيره (1/ 42)، وفي شرح السنة (4/ 454).
4 -
عبد الله بن محمد بن النعمان التميمي، أخرجه ابن الجوزي الأصبهانى في ترغيبه (2/ 929)، بمثل حديث ابن أبي شيبة، كلهم عن أبي نعيم، به.
5 -
أبو عبيد في الفضائل (/36).
وتابع أبا نعيم عن بشير:
1 -
عبد السلام الملائي عند ابن نصر في فضل قيام الليل (مختصر/171).
بنحو حديث ابن أبي شيبة. =
= 2 - خلاد بن يحيى عند العقيلي (1/ 144)، والرازي في الفضائل (رقم 129).
والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 344).
بنحو حديث أحمد.
3 -
محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري عند الرازي في الفضائل (رقم 130).
وكما قال المصنف: أخرج ابن ماجه بعضه في الأدب، باب ثواب القرآن (2/ 1242: 3781)، بإسناده عن وكيع.
والآجري في آداب حملة القرآن (/41)، بإسناده عن أبي أحمد الزبيري وابن عدي في الكامل في ترجمته بشير (2/ 54) بإسناده، عن محمد بن عبد الله والحاكم (1/ 568)، بإسناده عن مكي بن إبراهيم.
كلهم عن بشير عن ابن بريدة، عن أبيه.
وللحديث شواهد:
أولًا: من حديث أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إن القرآن يأتي أهله يوم القيامة أحوج ما كانوا إليه، فيقول للمسلم أتعرفني؟ فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا الذي كنت تحب وتكره أن يفارقك، الذي كان يصحبك ويدينك، فيقول لعلك القرآن، فيقدم به إلى ربه عز وجل، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رأسه السكينة، وينشر على أبويه حلتان، لا يقوم لهما الدنيا أضعافًا، فيقولان: لأي شيء كسبنا هذه، ولم يبلغه أعمالنا؟ فيقول: هذا بأخذ ولدكما القرآن".
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 350)، والرازي في الفضائل (رقم 122)، عن هشام بن عمار، ثنا سويد بن عبد العزيز، عن داود بن عيسى، عن عمرو بن قيس، عن محمد بن عجلان، عن أبي سلمة، عن أبي أمامة رضي الله عنه. =
= وفيه سويد وهو ضعيف. قال الهيثمي في المجمع (7/ 163)، وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك.
وأخرجه ابن الضريس في الفضائل (رقم 92)، قال قرأت على محمد بن سعيد بن أبي جعفر، عن عطاء بن عجلان، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، به.
وهذا إسناد واه بمرة أبو جعفر هو الرازي وهو ضعيف كما في ترجمته (رقم 199)، وعطاء بن عجلان هو الحنفي العطار متروك كما في ترجمته في التهذيب (7/ 186).
ثانيًا: من حديث معاذ رضي الله عنه: وسيأتي بسياقه للمصنف (رقم 3489). أخرجه إسحاق.
والطبراني في الكبير (20/ 72)، والبيهقي في الشعب (2/ 345)، كلهم من طريق سويد بن عبد العزيز، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عبيد الله، ثنا عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ رضي الله عنه، به.
وهذا إسناد ضعيف للعلة السابقة التي ذكرها الهيثمي في حديث أبي أمامة رضي الله عنه، وذكرها أيضًا في هذا الحديث، وله إسناد آخر عند ابن الشجري في أماليه (1/ 75)، وفيه من لم أجد له ترجمة.
ثالثًا: عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ حديث بريدة رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في الأوسط، كما في مجمع البحرين (/309)، حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، به مرفوعًا.
قال الهيثمي في المجمع (7/ 163)، وفيه يحيى بن عبد العزيز الحماني وهو ضعيف. =
= ولآخره شواهد:
أولًا: مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنهما:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يقال لصاحب القرآن، اقرأ واتل ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها.
أخرجه أبو داود في السنن (2/ 73)، في الصلاة باب استحباب الترتيل في القراءة.
والترمذي في فضائل القرآن باب (18 - (4/ 2455)، وقال حسن صحيح.
والنسائي في فضائل القرآن (رقم 81)، وأبو عبيد في الفضائل) (/37).
وأحمد (2/ 192)، والفريابي في فضائل القرآن (/167: 060)، ومن طريقه الرازي (رقم 133)، وابن نصر في قيام الليل (/170)، والآجري في أخلاق حملة القرآن (/24)، بإسنادين.
وابن حبّان (3/ 43)، وابن شاهين في الترغيب (رقم 204).
والحاكم (1/ 553) والسهمي في تاريخ جرجان (/139).
والبيهقي (2/ 53)، في الصلاة باب كيفية قراءة المصلي.
وفي شعب الإِيمان (2/ 347).
والبغوي في شرح السنة (4/ 435)، وفي التفسير (1/ 42).
كلهم إلَّا أحد إسنادي الآجري عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن ابن عمرو رضي الله عنهما.
وهذا سند حسن عاصم حسن الحديث كما تقدم في ترجمته (رقم 298).
ورواه الآجري من طريق الحماني الضعيف عن حماد بن شعيب، عن عاصم، عن زر، عن ابن عمرو رضي الله عنهما.
ثانيًا: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة، اقرأ واصعد، بكل آية =
= درجة حتى يقرأ آخر شيء معه.
أخرجه ابن ماجه في الأدب، باب ثواب القرآن (2/ 1242: 3780)، وأحمد (3/ 40).
وأبو يعلى (2/ 31، 114).
كلهم بأسانيدهم عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه.
وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية (1).
ثالثًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَجِيءُ القُرْآنُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَلِّهِ، فَيُلْبَسُ تَاجَ الكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ زِدْهُ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ، فَيَرْضَى عَنْهُ، فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَارْقَ، وَيُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً.
أخرجه الترمذي في فضائل القرآن باب ما جاء فيمن قرأ حرفًا من القرآن ماله من الأجر (4/ 248).
والحاكم في مستدركه (5521).
والبيهقي في الشعب (2/ 346).
بأسانيدهم عن شعبة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، به مرفوعًا. وهذا إسناد حسن: عاصم صدوق كما في ترجمته (رقم 298)، إلَّا أنه اختلف في رفعه ووقفه.
وهذه الشواهد بمجموعها ترقى الحديث، وتشد بعضها بعضًا إلى درجة الحسن والله أعلم.
(1) ولا يثبت بمثله فضيلة لصاحب القرآن، فإن الجنة دار ثواب لا دار عمل.
3479 -
[1] وقال أبو يعلى: حدّثنا أَبُو هَمَّامٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ عن عقيل بن خالد، عن سلمة ابن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: كَانَ الْكِتَابُ الْأَوَّلُ يَنْزِلُ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ (1) وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، زَاجِرٍ، وَآمِرٍ وَحَلَالٍ وَحَرَامٍ، وَمُحْكَمٍ (2) وَمُتَشَابِهٍ، وَأَمْثَالٍ (3)، فَآمِنُوا بِحَلَالِهِ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَافْعَلُوا مَا أُمِرْتُمْ، بِهِ، وَانْتَهُوا عما نهيم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابه، وقولوا آمنا به كل من عند ربنا.
(1) هذا الحديث استدل به من قال في تفسير الأحرف التي نزل بها القرآن فاستدلوا على أن المراد بها هي: سبعة أصناف من الكلام وهي المذكورة في الحديث.
وهذا المعنى أحد معاني عشرة في هذه المسألة.
وذهب الأكثر أن المراد بها سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد كلهم وأقبل وتعال وفي المسألة كلام طويل.
فراجع مقدمة جامع البيان للطبري رحمه الله، البرهان في علوم القرآن (1/ 211)، فتح الباري (9/ 23)، الإتقان في علوم القرآن (1/ 45)، مناهل العرفان في علوم القرآن (1/ 130)، مباحث في علوم القرآن (/156).
(2)
أي آيات واضحات بينات الدلالة لا التباس فيها على أحد، ومنه ما هو عكس ذلك، فالأول يسمى المحكم والآخر المتشابه.
والثاني بالنسبة إلى الأول قليل في كتاب الله. انظر تفسير قول الله تعالى في سورة آل عمران (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات
…
) في تفسيري ابن جرير وابن كثير رحمهم الله.
وانظر كلام شيخ الإِسلام رحمه الله في الفتاوى حوله بمراجعة الفهرس.
(3)
كانت هذه الرخصة بالقراءة بالأحرف السبعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ولما أمر عثمان رضي الله عنه
بكتابه المصاحف، كتبت بحرف واحد منها، حيث رأى أن القراءة، بالأحرف السبعة كانت لرفع الحرج والمشقة في بداية الأمر، وقد انتهت الحاجة إليها، وترجح عليها حسم مادة الخلاف في القراءات، بجمع الناس على حرف واحد، ووافقه الصحابة رضي الله عنهم على ذلك، فكان إجماعًا، ولم يحتج الصحابة رضي الله عنهم في أيام أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إلى جمع القرآن على وجه ما جمعه عثمان رضي الله عنه؛ لأنه لم يحدث في أيامهما الخلاف فيه ما حدث في زمن عثمان رضي الله عنه وجزاه عن المسلمين خير الجزاء.
انظر شرح السنة (4/ 523)، مباحث في علوم القرآن (/166، 167).
3479 -
[1] الحكم عليه:
هذا إسناد ضعيف للإنقطاع بين أبي سلمة وابن مسعود رضي الله عنهما.
فإن ابن مسعود رضي الله عنه مات سنة اثنتين وثلاثين، وأبا سلمة ذكر العلماء أنه لم يسمع من أبيه ولا من طلحة ولا أبي موسى رضي الله عنهم فسماعه من ابن مسعود من جنسه.
قال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.
وتعقبه الذهبي بقوله: منقطع.
قال ابن عبد البر: هذا حديث لا يثبت؛ لأنه من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن مسعود ولم يلق ابن مسعود.
وعقب عليه المصنف في (الفتح 9/ 29): وقد صحح الحديث المذكور ابن حبّان والحاكم، وفي تصحيحه نظر لانقطاعه بين أبي سلمة وابن مسعود.
وسكت عليه البوصيري بعد أن عزاه لأبي يعلى وعنه ابن حبّان في صحيحه (2/ 187/ب مختصر) موقوفًا.
تخريجه:
أخرجه ابن حبّان عن أبي يعلى إلَّا أنه مرفوع (3/ 20) بالإِسناد.
وتابع أبا يعلى عن أبي همام، مرفوعًا الحسن بن أحمد بن الليث الرازي، عند الحاكم (2/ 89).
وتابع أبا همام على الرفع يونس بن عبد الأعلى، عن أبي وهب، عن ابن جرير (1/ 30) وكذا أحمد بن عمر المصري عند الآجري في الأربعين (رقم 33)، أخبرنا أبو بكر بن أبي داود أخبرنا أبو الطاهر، به. =
= وقد توبع أبو سلمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن القرآن نزل على نبيكم صلى الله عليه وسلم من سبعة أبواب على سبعة أحرف، أو قال حروف، وإن الكتاب قبله كان يَنْزِلُ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ.
وأخرجه أحمد (1/ 445) وابن أبي داوود في المصاحف (/18) والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 182) من طريق زهير، ثنا أبو همام عن عثمان بن حسان عن فلفلة الجعفي فذكره.
قلت: عثمان وشيخه لم يوثقهما إلَّا ابن حبّان كما في تعجيل المنفعة والتقريب.
ولحديث أبي سلمة شاهد من حديث عمر بن أبي سلمة بنحو حديث الْبَابِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا فذكره.
أخرجه أبو عبيد في الفضائل (/44)، والطبراني في الكبير (9/ 11)، عن ليث بن سعد، عن الزهري، عن سلمة بن عمر ابن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه فذكره. وهذا إسناد ظاهر الضعف مرسل.
وتابع ابن وهب عبد الله بن راشد أبو زرعة عند الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 184)، حدّثنا الربيع بن سليمان الجيزي، نا أبو زرعة أخبرنا حيوية، به.
3479 -
[2] وقال البزّار: حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سليمان بن بلال، حدّثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ (لِكُلِّ حَرْفٍ)(1) مِنْهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ (2).
وَقَالَ: لَمْ يَرْوِهِ عن الهجري إلَّا ابن عجلان (3) ولا رواه هكذا إلَّا الهجري (4).
(1) ساقطة من الأصل، وأثبتت من (سد) و (عم) ليستقيم الكلام وهي موافقة في المجمع.
(2)
اختلف في معناه: فقيل:
1 -
الظهر لفظ القرآن، والبطن تأويله.
2 -
الظهر ما حدث فيه عن أقوام أنهم عصوا، فعوقبوا بمعاصيهم.
فهو في ظاهر خير وفي باطنه عظة وتحذير أن يفعل أحد مثل فعلهم، فيحل بهم ما حل بهم.
3 -
الظاهر تنزيله الذي يحب الإيمان، به، وباطنه وجوب العمل به.
ويدل عليه الحديث الأول، فوجب الأمرين معًا، فالأمر والنهي يجب الائتمار به، والانتهاء عنه، وفي الوعد والرغبة فيه، والوعيد الرجعة عنه، والمواعظ الاتعاظ، والأمثال التدبر.
4 -
الظهر والبطن، التلاوة والفهم، كأنه يقول: لكل آية ظاهر، وهو أن يقرأها كما أنزلت، وباطن هو التفكر والتدبر. انظر شرح السنة (1/ 263).
(3)
هكذا جزم البزّار رحمه الله تعالى، وينبغي ملاحظة أن ابن أبي أويس اضطرب في تحديد نسبته كما سيظهر هذا في التخريج، فمره أطلقه ومرة قال الهمداني -أي السبيعي- وتارة قال الهجري.
ويظهر والله أعلم أن القول قول البزّار فقد تابع ابن عجلان جعفر بن عون بأول هذا الحديث فقال الهجري عند ابن أبي شيبة وقرر أنه الهجري الخطيب في موضع الجمع والتفريق (1/ 378)، بمتابعة سفيان الثوري.
(4)
حصل في (سد) خطأ في الترقيم، فالأصل أن تكون الصفحة 563 إلَّا أن في (سد)565.
3479 -
[2] تخريجه:
أخرجه عن أيوب الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 172)، حدّثنا إبراهيم ابن أبي داود، ثنا أيوب بن سليمان فذكره.
3479 -
[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ سليمان، به.
(1) في المسند (5/ 178)، إلَّا أنه أسقط ابن عجلان، ويظهر أن هناك سقط، يدل عليه جزم المؤلف، ورواية ابن أبي أويس وابن حبّان فيها محمد بن عجلان.
3479 -
[3] الحكم عليه:
هذا حديث إسناده ضعيف لضعف الهجري، ومحمد بن عجلان مدلس وقد عنعن، وباقي رجال البزّار ثقات، ورجال أبي يعلى فيهم إسماعيل ابن أبي أويس لين الحديث، قال الهيثمي في المجمع (7/ 155)، ومحمد بن عجلان إنما روى عن أبي إسحاق السبيعي فإن كان هو أبو إسحاق السبيعي، فرجال البزّار ثقات.
تخريجه:
تابع سهل بن زنجلة عن إسماعيل:
1 -
عبيد الله بن محمد العمري عند الطبراني في الكبير (10/ 125).
2 -
إسحاق بن سويد الرملي، حدّثنا إسماعيل به عند ابن حبّان 1/ 276)، كلاهما عن إسماعيل، به.
وفيهما: أبو إسحاق السبيعي.
قلت: هذا من طريق إسماعيل وهو لين الحديث، خالف من هو أوثق منه وقد اضطرب فيها.
ولم يتفرد به ابن عجلان عن الهجري فقد تابعه سفيان الثوري عند ابن جرير في التفسير (1/ 12)، والخطيب البغدادي في موضح الجمع والتفريق (1/ 379)، كلاهما من طريق ابن حميد قال حدّثنا مهران قال حدّثنا سفيان، عن الهجري مثله.
وهذا إسناد ضعيف ابن حميد هو محمد بن حميد الرازي ضعيف كما في التقريب (2/ 156)، ومهران هو ابن أبي عمر العطار، ضعف في حديث سفيان، كما في ترجمته في التهذيب (10/ 291)، وله إسناد آخر أخرجه الخطيب في موضح =
= الجمع والتفريق (1/ 379)، من طريق الطبراني ثنا عبد الله بن أحمد، حدّثنا أبو جعفر عمرو بن علي، حدّثنا الحسين بن حفص، حدّثنا سفيان، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، به وهذا سند صحيح إلى سفيان.
وتابعهما جعفر بن عون عن الهجري إلى قوله سبعة أحرف.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 516)، في فضائل القرآن باب القرآن على كم حرفًا نزل.
وهاتان متابعتان قويتان عن أبي إسحاق بينت لنا المراد منه، وأن القول هو ما قاله البزّار رحمه الله.
وقد تابع الهجري عبد الله ابن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الله، وأنزل الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ لِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا ظهر وبطن.
أخرجه أبو يعلى (5/ 79)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 182) وفيه سقط، والطبراني في الكبير (10/ 129) وفي الأوسط (1/ 433)، والبغوي في تفسيره (1/ 46) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن مقسم الضبي، عن واصل بن حيان، عن عبد الله ابن أبي الهذيل به.
وهذا إسناد صحيح مغيرة وإن كان مدلسًا، إلَّا أن هذا في روايته عن إبراهيم النخعي فقط، كما في ترجمته في التهذيب (10/ 241).
وسيأتي الكلام على بعض شواهد الحديث في الحديث التالي.
والحديث بكامله له شاهد من حديث الحسن.
أخرجه البغوي في شرح السنة (1/ 262)، من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام، نا حجاج، عن حماد، عن علي بن زيد، عن الحسن بنحوه مرفوعًا.
وهذا الإِسناد على إرساله فيه: =
=
1 -
حجاج بن أرطاة ضعيف ويدلس. كما يظهر هذا من ترجمته في التهذيب (2/ 172).
2 -
علي بن زيد ضعيف الحديث.
فهذه اللفظة وهي ما في حديث البزّار صحيحة بحديث أبي الأحوص عن ابن مسعود رضي الله عنهم، وهي شاهد لحديث الباب يرقيه إلى الصحيح لغيره.
3480 -
[1] وقال الحارث: حدّثنا هَوْذَةُ (1)، ثنا عَوْفٌ، قَالَ:(بَلَغَنِي)(2) أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه، قال على المنبر: أذكر الله تعالى رَجُلًا سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ أُنزل عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، كُلُّهُنَّ شَافٍ كَافٍ (3) لَمَا قَامَ، (فَقَامُوا)(4)، حَتَّى لم يحصوا، فشهدوا بذلك، فقال عثمان رضي الله عنه: وَأَنَا أَشْهَدُ مَعَكُمْ ثَلَاثًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول ذلك (5).
[2]
وقال أبو يعلى: حدّثنا مُوسَى، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا عَوْفٌ عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه قَالَ يَوْمًا -وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ-: أُذَكِّرَ اللَّهَ عز وجل (6) رَجُلًا، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكره.
(1) بفتح الهاء وإسكان الواو، وفتح الذال.
(2)
مثبتة من (سد) و (عم). وهي هكذا في بغية الباحث (/725).
(3)
المعنى أن كل حرف من هذه الأحرف السبعة شاف لصدور المؤمنين، لاتفاقها في المعنى وكونها من عند الله وتزيله ووحيه، كما قال تعالى:{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فُصلت:44].
وهو كاف في الحجة على صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لاعجاز نظمه، وعجز الخلق عن الإِتيان بمثله.
شرح السنة (4/ 512).
(4)
في (عم): "قاموا".
(5)
مما تقع به البلية أن يُظنَّ أن القراءات السبع المعروفة هي الأحرف السبع، وهذا جهل نبه إليه غير واحد.
(6)
في (سد) و (عم): "تعالى".
3480 -
الحكم عليه:
إسناد الحديث ضعيف لإِعضاله، وكذلك إسناد أبي يعلى، وفيه راو لم ينسب فيعرف. =
= قال الهيثمي في المجمع (7/ 155): رواه أبو يعلى في الكبير، وفيه راو لم يُسَمّ.
وقال البوصيري كما في الإِتحاف (2/ 188 أمختصر): رواه الحارث وأبو يعلى بسند فيه انقطاع.
تخريجه:
لم أقف عليه فيما بين يدي من كتب الحديث.
وفي أن القرآن نزل على سبعة أحرف أحاديث:
أولًا: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أنَّ هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه" ضمن قصة.
أخرجه البخاري من الخصومات، باب كلام الخصوم بعضهم في بعض (5/ 173 فتح).
وفي فضائل القرآن، باب أُنزل القرآن على سبعة أحرف (9/ 23 فتح)، واللفظ له.
وفيه باب من لم ير بأسًا أن يقول سورة البقرة، وسورة كذا وكذا (9/ 87 فتح).
في استتابة المرتدين، باب ما جاء في المتأولين (12/ 303 فتح).
وفي التوحيد، باب قول الله تعالى:{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} (13/ 520)، وأخرجه مسلم في المسافرين، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف (6/ 98).
وأبو داود في تفريع الوتر، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف (2/ 75: 1475)، والترمذي في القراءات، باب ما جاء أن القرآن على سبعة أحرف (4/ 263)، وقال: صحيح.
والنسائي في الافتتاح، باب جامع ما جاء في القرآن (2/ 150).
ومالك في موطاه (1/ 201) في كتاب القرآن، باب ما جاء في القرآن، =
= والشافعي (2/ 183)، وأحمد (1/ 201، 40، 43)، والطيالسي (/9).
وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 218).
وابن أبي شيبة في المصنف (10/ 517)، في فضائل القرآن، باب القرآن على كم حرف نزل (3/ 17)، والبزار (1/ 425)، والطبري في التفسير (1/ 13)، وابن حبّان (2/ 66)، والبغوي في شرح السنّة (4/ 502)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 187، 188)، والدارقطني في العلل (2/ 215)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 419) بأسانيدهم عن عمر رضي الله عنه، وفيه اختلاف لا يضر، راجعه في العلل في الموضع المذكور.
ثانيًا: عَنْ أُبيّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه:
ضمن حديث فيه أن جبريل عليه السلام قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله يأمرك أن تُقرىء أمَّتك القرآن على سبعة أحرف، فأيُّما حرف قرؤوا عليه، فقد أصابوا".
أخرجه مسلم في الموضع السابق (6/ 103).
وأبو داود فيه (رقم 1478).
والنسائي فيه (2/ 153)، والطبري في تفسيره (1/ 17)، والطبراني (1/ 199)، وابن حبّان (3/ 13)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 191).
كلهم بأسانيدهم عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَىّ رضي الله عنه، به ضمن قصة.
وله أسانيد عدة عن أُبَيّ رضي الله عنه، راجع ذلك في مسند أحمد، ومسند الطيالسي، ومنتخب عبد بن حميد، ومصنف عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وتفسير ابن جرير، في الأماكن المشار إليها.
ثالثًا: عن أبي الجهيم رضي الله عنه:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"القرآن يُقرأ على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن مراءً في القرآن كفر". =
= أخرجه أحمد (4/ 169)، والبخاري في التاريخ (7/ 262)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 183).
والطبري في التفسير (1/ 19)، ولفظه هو والبخاري: (أنزل على سبعة
…
) كلهم بأسانيدهم عن سليمان بن بلال حدثني يزيد بن خصيفة، أخبرني بسر بن سعيد، حدثني أبو الجهيم، به.
وهذا إسناد صحيح.
قال الهيثمي في المجمع (7/ 154): رجاله رجال الصحيح.
رابعًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نَزَلَ القرآن على سبعة أحرف، والمراء في القرآن كفر ثلاثًا، ما عرفتهم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردُّوه إلى قائله.
أخرجه النسائي في الكبرى كما في التحفة (10/ 461).
وابن جرير في التفسير (1/ 11).
وأبو يعلى في مسنده (5/ 378).
وابن حبّان (1/ 275).
كلهم بأسانيدهم عن أنس بن عياض الليثي، عن أبي حازم، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، به مرفوعًا.
وهذا إسناد صحيح، وله أسانيد أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه.
خامسًا: عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه:
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "نزل القرآن على سبعة أحرف، على أي حرف قرأتم فقد أصبتم، فلا تتماروا فيه، فإن المراء فيه كفر". أخرجه أحمد (4/ 204).
والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 419).
بإسناديهما عن عبد الله بن جعفر المخرمي، عن يزيد بن الهاد، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص رضي الله عنه، به. وهذا إسناد صحيح. =
= سادسًا: عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه:
عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أُنزل القرآن على سبعة أحرف".
أخرجه أحمد (4/ 391، 400، 406).
والبزار كما في كشف الأستار (3/ 89)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 183).
والطبراني في الكبير (3/ 167).
كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن حذيفة رضي الله عنه.
وهذا إسناد حسن للخلاف المعروف في عاصم، إن سلم من اضطراب عاصم فيه، فإنه قد رواه عن زر عن أبي، ورواه جماعة عن حماد.
وقال الهيثمي في المجمع (7/ 103): وفيه عاصم بن بهدلة، وهو ثقة، وفيه كلام لا يضر.
سابعًا: عن أم أيوب رضي الله عنه:
قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: نزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت أصبت- وفي لفظ أحمد: أجزأك.
أخرجه أحمد (6/ 463)، وسعيد بن منصور (رقم 32)، والحميدي (1/ 163)، وابن أبي شيبة في المصنف في فضائل القرآن، باب القرآن على كم حرف نزل (10/ 515)، واللفظ له.
وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 104)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 183)، وابن جرير (1/ 30).
بأسانيدهم عن سفيان بن عُيينة، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أبيه، عن أم أيوب رضي الله عنهم، به.
وهذا إسناد فيه والد عبيد الله لم يوثقه إلا ابن حبّان كما في التهذيب =
= (12/ 306). وفي الباب عن ابن عباس وعبادة ومعاذ وسمرة وابن عمر رضي الله عنهم، فشطر هذا الحديث صحيح لغيره.
وفي أنه كاف شاف حديث:
أولًا: عن أُبَيّ رضي الله عنه:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إن جبريل وميكائيل عليهما السلام، أتيا لي، فقعد جبريل عن يميني، وميكائيل عن يساري، فقال جبريل عليه السلام: اقرأ القرآن على حرف، قال ميكائيل: استزده حتى بلغ سبعة أحرف، فكل حرف شاف وكاف".
أخرجه النسائي في الافتتاح، باب جامع ما جاء في القرآن (2/ 154).
وأحمد (5/ 114، 122).
وعبد بن حميد (1/ 189: 164).
كلهم من طريق حميد الطويل عن أنس، عن أُبَيّ رضي الله عنه.
وهذا إسناد صحيح.
قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 523): قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين، وقد أدخل بعض الرواة عبادة بن الصامت بين أنس وأبيّ. اهـ رضي الله عنهم.
وانظر علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 84)، وتفسير الطبري (1/ 15).
وقد تابع أنسًا سليمان بن صرد رضي الله عنهما.
عند أبي داود بنحوه (2/ 76: 1477).
وأحمد (5/ 125).
بإسناديهما عن قتادة، عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن ورد، عن أُبَيّ رضي الله عنه.
وفيه قتادة مدلس وقد عنعن. =
= ثانيًا: من حديث أبي بكرة رضي الله عنه:
قال: إن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إقرأ القرآن على حرف، فقال له ميكائيل: استزده، فقال: حرفين- ثم قال: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، كلها شاف كاف كقولك: هلم وتعال.
أخرجه أحمد (5/ 41، 51).
وابن أبي شيبة في فضائل القرآن، باب القرآن على كم حرف نزل (10/ 175)، والطبري في جامع البيان (1/ 18)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 89)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 191) كلهم بأسانيدهم عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ أبيه، به.
وهذا إسناد ضعيف، علي ضعيف كما تقدم في ترجمته (رقم 284).
ثالثًا: من حديث معاذ رضي الله عنه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل الْقُرْآنُ مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ كلها شاف كاف".
أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 150).
حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى، ثنا علي بن ثابت الدهان، عن أسباط بن نصر، عن السدي، عن عبد خير بن معاذ، به.
وهذا إسناد ضعيف، أسباط بن نصر صدوق يخطئ كما في ترجمته (رقم 498).
رابعًا: عن ابن مسعود رضي الله عنه:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أُمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف، كل كاف، شاف".
أخرجه الطبري في جامع البيان (1/ 19).
عن يونس قال: أخبرنا ابن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن أبي عيسى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده عبد الله بن مسعود، به. =
= لم أعرف أبا عيسى هذا، وانظر كلام العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 524).
وقال مصحح الطبعة في الحاشية: جاءت أسماء رواة هذا الحديث في (م) على نحو آخر: وحدثني يونس قال: أخبرني سليمان بن بلال عن أبي عيسى، عن ابن مسعود. اهـ.
فإذا كان كذلك فلعل سليمان أرسله عن شتير بن شكل أو عبد الرحمن بن أبي ليلى فكلاهما يكنى بأبي عيسى. والله أعلم.
خامسًا: عن ابن عمر رضي الله عنهما:
عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلها شاف كاف".
أخرجه ابن جرير في تفسيره (15/ 13).
وأبو نعيم في تاريخ أصفهان (1/ 213) كلاهما.
ومن طريق عبد الله بن ميمون قال: حدّثنا -عبيد الله- يعني ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، به.
وهذا إسناد واه بمرة منكر، عبد الله بن ميمون بن داود منكر الحديث متروك كما في التقريب (1/ 455).
سادسًا: وعن عمرو بن دينار مثله:
أخرجه سعيد بن منصور (رقم 33)،
وابن أبي شيبة (1/ 516)، وابن جرير (1/ 44).
بأسانيدهم عَنْ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، به.
وهذا إسناد ضعيف لإرساله.
وجملة القول بعد هذا كله:
إن الحديث بشطريه صحيح، والشطر الأول يصل إلى التواتر. والله أعلم.
3481 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبيدة، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجَ (عَلَيْنَا)(1) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونحن (نقترىء (2)) (3) القرآن، يقرىء بعضنا بعضًا، فقال صلى الله عليه وسلم (4): الحمدُ لِلَّهِ: كِتَابُ اللَّهِ (وَاحِدٌ)(5)، فِيكُمُ (الْأَخْيَارُ)(6) والأحمر والأسود (7) إقرؤوا (القرآن)(8)، قبل أن يأتي قوم (9) يقرأونه، يقيمون حروف القرآن كما يقام السهم، لَا يَتَجَاوَزُ تَرَاقِيَهُمْ (10)، يَتَعَجَّلُونَ ثَوَابَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ (11).
(1) بياض في (عم).
(2)
من الافتراء، وهي بمعنى القراءة.
(3)
في (عم): "نتقرى".
(4)
ليست في (سد) و (عم).
(5)
في (سد) و (عم): "وأجد"، وهو متسق مع السياق، إلا أنه ينفيه الفرق السادس.
(6)
في (سد) و (عم): "الأخبار".
(7)
أي الأعجمي والعربي، ذلك لأن الغالب على ألوان العجم الحمرة والبياض، وعلى ألوان العرب، الأدمة والسمرة. انظر النهاية (1/ 437).
(8)
بياض في (عم).
(9)
خص هؤلاء بالخوارج، ويصح أن تكون عامة لمن قرأ القرآن بلسانه ولم يستقر في قلبه.
(10)
جمع ترقوه، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعنق، وهما ترقوتان من الجانبين على وزن فعلوه -بالفتح- والمعنى أن قراءتهم لا يرفعها الله ولا يقبلها، فكأنها لم تتجاوز حلوقهم، أو أنهم يعملون بالقرآن، ولا يثابون على قراءته، فلا يحصل لهم غير القراءة.
(11)
أي لا يرجون الثواب في الآخرة، وهو الآجل، بل يريدون أن يصيبوا به العاجل وهو ما في الدنيا.
3481 -
الحكم عليه:
هذا سند ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.
وذكر المصنف رحمه الله في التهذيب عن ابن خلفون في ترجمة عبد الله بن =
= عبيدة أنه لم يسمع من سهل بن سعد.
فعلى هذا، فالحديث معل بموسى، والانقطاع بين عبد الله وسهل رضي الله عنه.
تخريجه:
أخرجه عن عبيد الله بن موسى عبد بن حميد في المنتخب (1/ 419).
وتابع عبيد الله عن موسى:
1 -
ابن المبارك في الزهد (/280: 83).
ومن طريقه الآجري في أخلاق حملة القرآن (/48).
2 -
سفيان الثوري عند الطبراني في الكبير (6/ 206).
حدّثنا حفص بن عمر الرقي، ثنا قبيصة، ثنا سفيان.
3 -
عبد الرحيم بن سليمان عنده: حدّثنا الفضل بن أبي روح البصري، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا عبد الرحيم بن سليمان.
4 -
إسحاق بن سليمان أخرجه أبو عبيد في الفضائل (/28)، وابن عدي في الكامل (4/ 1451)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2/ 539).
وأخرجه الفريابي في فضائل القرآن (/242: 176).
كلاهما عن إسحاق بن سليمان، كلهم عن موسى بن عبيدة، به.
وتابع عبد الله بن عبيدة، وفاء بن شريح الصدفي عن سهل، به مرفوعًا.
أخرجه أبو داود في الصلاة (1/ 220: 831)، باب ما يجزئ الأمي والأعجمي في القراءة، وأحمد (5/ 338)، وأبو عبيد في الفضائل (/28).
والبخاري في التاريخ (8/ 191)، والطبراني في الكبير (6/ 207)، وابن حبّان (3/ 36، 15/ 120)، والبيهقي في الشعب (2/ 540)، بأسانيدهم عن عمرو بن الحارث، وابن لهيعة عن بكر بن سوادة، عن وفاء بن شريح الصدفي، عن سهل بنحوه. =
= وهذا إسناد دون ابن لهيعة- رجاله ثقات إلا وفاء بن شريح لم يوثقه إلا ابن حبّان كما في التهذيب (11/ 107)، فالإِسناد ضعيف.
إلا أن له شواهد:
أولًا: عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعرابي والأعجمي، فقال صلى الله عليه وسلم:"اقرؤوا فكلٌّ حسن، وسيجيءُ أقوام يقيمونه، كما يقام القدح، يتعجَّلونه ولا يتأجَّلونه".
أخرجه أبو داود في الموضع السابق.
وأحمد (3/ 97، 357)، وسعيد بن منصور (رقم 31)، ومن طريقه الرازي في الفضائل (رقم 16).
وأبو يعلى (2/ 445)، والفريابي في فضائل القرآن (/244: 174)، والآجري (/47) في أخلاق حملة القرآن، والبيهقي في شعب الإِيمان (2/ 538).
والبغوي في شرح السنة (3/ 88).
بأسانيدهم، وهي بمجموعها صحيحة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه.
قال ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود: وصحح الدارقطني هذا الحديث.
ثانيًا: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر مثل ما ذكر سهل وجابر قال: أنتم في خير، تقرؤون كتاب الله وفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيأتي على الناس زمان يثقفونه كما يثقفون القدح، يتعجَّلون أجورهم ولا يتأتجَّلونها.
أخرجه أحمد (3/ 146، 155)، وأبو عبيد في الفضائل (/28)، والفريابي في فضائل القرآن (/244: 175)، ومن طريقه الرازي في الفضائل (رقم 17)، بإسناديهما عن أبي لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن وفاء بن الخولاني، عن أنس، =
= وهذا إسناد ضعيف ابن لهيعة سيِّء الحفظ، فلعل هذا من أوهامه، فقد رواه عن بكر، عن وفاء، عن سهل رضي الله عنه.
وانظر كلام العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 464).
فحديث الباب صحيح لحديث جابر رضي الله عنه.
وهذا الحديث زائد على ما شرطه المصنف، فإنه ورد في مسند أحمد بسند غير هذا، فزاد هذا ليبين أن له طريقين.