الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر أن شركة المفاوضة، وهي العامة في كل شيء، وشركة العنان في شيء واحد، يقال: شاركته شركة مفاوضة، وذلك أن يكون مالهما جميعًا من كل شيء يملكانه بينهما. وقيل: شركة المفاوضة أن يشتركا في كل شيء في أيديهما أو يستفيآنه من بعد، يقال: تفاوض الشريكان في المال إذا اشتركا فيه أجمع، والمفاوضة: المساواة. ويقال: متاعهم فوضى بينهم، إذا كانوا فيه شركاء، كما يقال أيضا: فوضى فضا. قال الشاعر:
طعامهم فوضى فضا في رحالهم
…
ولا يحسنون السر إلا تناديا1
1 تاج العروس "5/ 71"، "فوض".
المشاركة:
ويعبر عن "الشريك" بـ"الخليط"، والخليط: المشارك في حقوق الملك، كالشرب والطريق ونحو ذلك. وقيل: الخليط والمخالط، لا يكون إلا في الشركة. وفي الحديث، أي حديث الشفعة:"الشريك أولى من الخليط، والخليط أولى من الجار"، أراد بالشريك: المشارك في الشيوع، والخليط: المشارك في حقوق الملك. ومنه الحديث: "ما كاد من خليطين، فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية"1.
وقد أشير إلى "الخلطاء" في القرآن، ورد:{قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} 2. والخلطاء: الشركاء الذين خلطوا أموالهم، وقد تغلب الخلطة في الماشية3.
وقد أشار أهل الأخبار إلى أن تجار قريش صاروا بأجمعهم تجارًا خلطاء4، جابوا البلاد وضربوا في الأرض إلى قيصر بالروم وإلى النجاشي بالحبشة وإلى المقوقس بمصر. فهم شركاء يكسبون عيشهم بالتجارة بعد أن حرموا من خيرات الأرض في واديهم القفر.
1 تاج العروس "5/ 132"، "خلط".
2 سورة ص، الرقم 38، الآية "24".
3 تفسير الطبري "23/ 92"، تفسير النيسابوري "23/ 92"، "حاشية على تفسير الطبري"، تفسير القرطبي "15/ 179".
4 الثعالبي، ثمار القلوب "11 وما بعدها"، البلدان "472".