الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تبع، أي: من الطبقة الوضيعة، وكذلك بـ"قتاب"، حيث نسبوا إلى "تبع" قوله:
فسكنت العراقَ خيار قومي
…
وسَكَنت النبيط قرى قتاب1
وكان بمدينة العقيق، وهي معدن، مائتا يهودي2، ولم يذكر "الهمداني" متى كانوا هناك ولا سبب وجودهم بهذا الموضع؛ للاتجار أو للعمل بالمعدن.
وقد نتج من هجرة الأجراء والصناع إلى القرى والمدن اختلاط في السكان، لا يحدث مثله عند أهل الوبر، وهو مما جلب ازدراء الأعراب على الحضر، فكان سكان "ذمار" جمعًا من حمير ومن أنفار من الأبناء، وكان أهل "جهران" من بطون حمير، وقوم من وضيع تبع3. وقد استعمل الهمداني لفظة "أخلاط" للتعبير عن اختلاط سكان موضع ما، ووجود عناصر متباعدة فيه لا ترجع إلى قبيلة واحدة4. واستعمل لفظة "خليط" كذلك5؛ لأن مدن اليمن وقراها كانت خليطًا من بطون ترجع إلى عشائر مختلفة، وهي سمة الحياة الحضرية، حيث يفد الناس إلى مواضع الحضارة من مختلف البطون والعشائر.
وقد استعمل "الهداني" لفظة "لخوم العرب" في معنى بطون العرب، وكذلك لفظة "طخوم" في المعنى ذاته6. وذلك في أثناء حديثه عن المواضع التي اختلط فيها السكان؛ لوجود فرص العمل بها والرزق الوافر الجزيل.
1 الصفة "104".
2 الصفة "153".
3 الصفة "104".
4 الصفة "95"، "وفيهم أخلاط من بني غيلان
…
".
5 الصفة "54".
6 الصفة "165".
الإجارة:
والأجر والأجرة يقال فيما كان عن عقد وما يجري مجرى العقد7. والإجارة:
1 المفردات "ص9".
ما أعطيت من أجر في عمل1، وهي شرعًا: عقد على منفعة مقصودة معلومة قابلة للبذل والإباحة بعوض معلوم2، وهي واسعة تشمل نواحي متعددة من فروع الاستئجار.
والأجير: من يشتغل لغيره في مقابل أجر يدفع له، والأجرة: الكراء، وهو ما يعطى الأجير في مقابل العمل3. منهم من يشتغل في الحرف، مثل النجارة والحدادة والبناء وأمثال ذلك، ومنهم من يشتغل في الزراعة، ومنهم من يستأجر لأداء أعمال لأجل، مثل خدمة القوافل، أو حراسة زرع، وما شابه ذلك، فإذا انتهى الأجل انتهى العمل.
وما يدفع إلى الأجير في مقابل عمله، يتوقف على الشروط التي اتفق صاحب الأرض مع الأجير عليها. فقد يكون الأجر نقدًا، ويقال لذلك:"ورقم""ورق" في لغة المسند، وهو في القليل؛ لقلة النقد آنذاك. وقد يكون حصة، أي: نصيبًا يتفق عليه مع الملاك يؤخذ من الحاصل، وقد يكون مقايضة، بأن يدفع للأجير ما يحتاج إليه في حياته من ملبس، أو غذاء، أو حيوان، وأمثال ذلك، في مقابل جهده وتعبه.
ومن ذلك استئجار الإنسان للقيام بتنفيذ عقد يحدد ويبين ويتفق عليه، كأن يقوم برعي النعم والماشية مقابل مبلغ من مال أو شيء آخر يتفق عليه، كالذي رُوِيَ من أن الرسول رعى غنم قريش على قراريط4، أو استئجار شخص أو أشخاص للعمل في سفينة أو في أرض أو لإرشاد قافلة أو نفر إلى طريق للوصول إلى موضع5، أو استئجار رجل ليعمل عملًا يحدد بأجل، أي بوقت، كأن يحدد بالساعات أو النهار أو الليل كالحراسة، أو أيامًا أو شهورًا أو سنة أو أكثر أو بغير أجل موقوت6، أو استئجار رجل للقيام بعمل محدد معين كالغزو7، أو الحمل، أي أن يحمل حملًا ينقله إلى موضع يعين له، أو ينقله من مكان إلى مكان8.
1 اللسان "4/ 10".
2 إرشاد الساري "4/ 126".
3 تاج العروس "3/ 7"، "أجر".
4 إرشاد الساري "4/ 126 وما بعدها".
5 إرشاد الساري "4/ 127 وما بعدها".
6 إرشاد الساري "4/ 131 وما بعدها".
7 إرشاد الساري "4/ 129 وما بعدها".
8 إرشاد الساري "4/ 135".
ومن ذلك استئجار النبي "عبد الله بن أريقط" من "بني الديل"، ثم من "بني عدي" ليكون هاديًا له لطريق يوصله إلى يثرب، فساحل به وبأبي بكر وبعامر بن فهيرة، حتى بلغ يثرب. وكان قد ساحل؛ لأن أهل مكة كانوا يتبعون طريق "بدر" إلى المدينة، فأراد التخلص بذلك من تعقيبهم له1. واستئجار المقاتلين للقتال عنهم، فقد كان أحدهم يعتذر عن المشاركة بنفسه في القتال لوجود أسباب مانعة، فيرسل غيره للقتال عنه، يدفع إليه أجرًا عن ذلك2.
و"الكروة" و"الكراء": أجرة المستأجر، والمكاري: هو الذي يكري دابته لغيره في مقابل "كروة"3، والمكارون: هم الذين يكرون دوابهم، وتدخل الإبل فيها، فقد كان من أصحاب الإبل من يكاري إبله للتجار ولغيرهم، تنقلهم إلى مسافات بعيدة أو قريبة.
ويستخدم الملاكون وسادة الأرض الأجراء -ممن لا أرض لهم، ولا مال لديهم يحصلون به على أرض يستغلونها- في الاشتغال بأرضهم وبمزارعهم لإصلاحها وزرعها وبنائها، ويعرف هؤلاء بـ"ملجا" في بعض نصوص المسند، واللفظة من أصل "لجا" التي هي لجأ في عربيتنا. ويقيم اللاجئ في ملجئه ويتمتع بحماية صاحبه وسيده ما دام فيه، يزرع ويبني لسيده في مقابل هذه الحماية التي يتمتع بها، والحماية التي تحميه من أي ظلم أو اعتداء4.
ويعبر عن الأجراء الذين يستخدمهم الملَّاكون في زراعة الأرض واستغلالها مقابل أجر يدفع لهم بلفظة "أجرم" في المسند5، أي: أجير وأجراء. والأجراء جماعة كبيرة، تنقلت من ملك إلى ملك، ومن خدمة سيد إلى خدمة سيد آخر؛ لتخدم ملاكًا في مقابل أجر يتفق عليه، وعقد يبرم بين المالك والأجير، فإذا انتهى العقد أو العمل، أو رأى المالك انتفاء الحاجة إلى خدمة الأجير، أنهى عمله. وقد كان الأجراء طبقة بائسة لا تملك شيئًا غير عمل يدها؛ ولهذا كانت مضطرة بحكم فقرها هذا إلى التنقل من مكان إلى مكان للحصول على عمل تقتات
1 إرشاد الساري "4/ 128".
2 إرشاد الساري "4/ 130".
3 تاج العروس "10/ 313"، "كرى".
4 Kat. Texte، II، S. 36
5 Jamme، South Arabian Inscriptions، pp. 76، 77
منه؛ فكانت من جملة المشكلات الاجتماعية التي تعرضت لها حكومات جزيرة العرب في ذلك العهد.
وجاء في أحد النصوص المعينية: "كل معنم حرم وأجرم"، أي:"كل معين أحرار وأجراء"، ويقصد بـ"كل معين" كل شعب معين1؛ فقسم هذا النص شعب معين إلى أحرار، وإلى أجراء، وهم أكثر حرية من "الأدم"، أي:"العبيد" والرقيق؛ لأنهم يشتغلون بأجر وبعقود يتفقون عليها، فإذا انتهى العقد أو حصل خلاف، جاز للأجير الانتقال إلى موضع آخر، أو إلى صاحب محل آخر للعمل لديه، على حين لا يجوز للعبد فعل ذلك؛ لأنه ملك يمين.
ومن أجراء الزراعة أجراء "المحاينة"، يؤدون خدماتهم موسم الحصاد، وينالون أجرهم في مقابل حصاد الحصاد، حسب ما اتفق عليه. فهم يحصدون الزرع وينقلونه مع سنبله إلى موضع تجميعه2، ويكون ذلك في المزارع الكبيرة التي تحتاج إلى أعداد كبيرة من حُصَّاد الزرع.
واليمن، هي في مقدمة أجزاء جزيرة العرب في الصناعة، ولا نكاد نجد في جزيرة العرب مكانًا يسبقها فيها. وهي الأولى في الإنتاج أيضا، وقد عرفت منتجاتها في كل موضع من بلاد العرب. وهي المكان الوحيد فيها، الذي زادت صادراته فيه على وارداته، وكان مستواه المعاشي فيه أعلى من المستوى المعاشي لبقية أجزاء جزيرة العرب، وكان مستهلكًا ومنتجًا، لحاجته إلى الاستهلاك. ثم هو المكان الوحيد، الذي نجد فيه التمايز الطبقي، والعنعنات الطبقية واضحة ظاهرة؛ لتباين الظروف المعاشية التي عاشت فيها طبقات المجتمع؛ فأسياد أغنياء، وطبقات وسط، وطبقات فقيرة معدمة لا تجد رزقها إلا بشق الأنفس.
ولم تبرز صناعة اليمن في نوع واحد أو في صنف معين، بل برزت في كل نوع من أنواعها المعروفة في ذلك العهد، والتي دعت الحاجة إلى ظهورها، والتي وجدت موادها الأولية فيها، مثل صناعة الحديد، واستخراج المعادن وتحويلها إلى مصنوعات، والتجارة، والحياكة، والدباغة، والأصباغ والصموغ، وغير ذلك من صناعات اشتهرت اليمن بها وارتبط اسمها بها.
1 النقش رقم 5، الفقرة 3 من كتاب خربة معين "ص5".
2 تاج العروس "9/ 188"، "حين".
و"الذهب" هو "ذهبن" في لغة المسند، أي:"الذهب"، ويقال له: التبر أيضًا. وذكر أن "التبر" الذي في المعدن، والذي لم يضرب ولم يصنع1، ومن أسمائه "العسجد". وقيل: العسجد اسم جامع يطلق على الجوهر كله كالدر والياقوت2. وذهب "إبريز" بمعنى خالص، و"العقيان": الذهب الخالص، أو الذهب الذي لا يستذاب من الحجارة، وإنما هو ذهب ينبت نباتًا3. مما يدل على أنهم يقصدون وجود حبيبات منه خالصة في معادنه، يجمعونها، فيحصلون عليه من غير نار ولا إذابة حجر. وكانوا يطحنون أحجار الذهب، ويذرون تراب المعدن؛ لاستخلاص الذهب منه، يقال:"ذريت تراب المعدن: طلبت ذهبه"4. ويقال لتراب الذهب: "السحالة"، وهي أيضًا قشر البر والشعير والأرز5.
وكانوا يضعون المعدن في التنور ليميع، ثم يجعلونه في "الكوج"؛ ليتخلص المعدن وينقى من الشوائب6.
وقد ذكر الجغرافيون العرب أسماء مواضع عرفت بوجود خام الذهب بها، مثل موضع "بيشة" أو "بيش"، وقد كان الناس يجمعون التبر منه، ويستخلصون منه الذهب7، و"ضنكان" وكان به معدن غزير من التبر8، والمنطقة التي بين القنفذة ومرسى "حلج"9. وورد أن بـ"بيش" عدة معادن10، وذكر "الهمداني" أن بقرية "بنات حرب" شيئًا من الذهب11، وأن معدن "صعاد"، وهو من ديار "عقيل" هو أغزر معدن في جزيرة العرب، وهو الذي ذكره
1 تاج العروس "1/ 258"، "ذهب".
2 تاج العروس "2/ 422"، "العسجد".
3 تاج العروس "10/ 249"، "عقى".
4 تاج العروس "10/ 136"، "ذرو".
5 تاج العروس "7/ 372"، "سحل".
6 بلاد العرب "380 وما بعدها".
7 البلدان "2/ 333 فما بعدها"، الصفة "127، 153، 257"، المسالك والممالك "188"، فؤاد حمزة، في بلاد عسير "61 فما بعدها"، Moritz، S. 105
8 الصفة "120"، "وضنكان: وهو معدن غزير ولا بأس بتبره".
9 Moritz، S. 110، Glaser، Skizze، S. 29
10 تاج العروس "4/ 285"، "بيش".
11 الصفة "257".
الرسول في قوله: "مُطِرَتْ أرضُ عقيل ذهبًا " ، مما يدل على أنه كان معدن ذهب1. وقد ذكر بعض العلماء أن العرب تسمي معدن الذهب "خُزَيْبَة"2.
ومن معادن الذهب، معدن "القُفاعة"3، ومعدن "الأحسن"، "الحسن" وهو معدن لبني كلاب، من أول عمل المدينة وأدنى عمل المدينة إلى اليمامة4، ومعدن "المؤخرة"، وهو من مياه "بني الأضبط" من بني كلاب، وهو معدن ذهب وجزع أبيض5، و"ثخب"، وهو جبل بنجد لبني كلاب، عنده معدن ذهب ومعدن جزع6، و"القَشْراء"7، و"خُصْلة"، ومعدن "خصلة" بحذائها، وكان به ذهب8، ومعدن "شيبان"، وبه معادن الذهب والفضة والصفر9، ومعدن "موزر" بضرية من ديار كلاب10، و"ناضحة" بين اليمامة ومكة11، ومعدن "الهردة"12، ومعدن "المخلفة"، وهو معدن ذهب جيد بأرض حجور. وقد وصفه الهمداني، وذكر ما كان يستخرج منه من الذهب13، وقد ضبط معدن الهردة بـ"الهروة" في موضع آخر من "تاج العروس"، وقال: إنه عند "الحوأب" وبه معدن ذهب14، ومعدن
1 الصفة "177".
2 كجهينة، تاج العروس "1/ 232"، "خزب".
3 الصفة "67، 73"، العرب، السنة الثانية "الجزء الحادي عشر""آب 1968"، "ص980 وما بعدها"، "أشكر الدكتور صالح أحمد العلي على تقديمه هذا العدد وأعدادًا أخرى من هذه المجلة إليَّ للاستفادة منها، ولتقديمه كتبًا أخرى لم تكن متيسرة لديَّ"، الصفة "67".
4 بلاد العرب، للحسن بن عبد الله الأصفهاني "ص370، 387""1968"، "تحقيق حمد الجاسر والدكتور صالح أحمد العلي".
5 بلاد العرب "198"، العرب "آب 1968"، "ص984".
6 بلاد العرب "159، 199"، تاج العروس "1/ 162"، "ثخب"، العرب "984"، "آب 1968".
7 بلاد العرب "199"، العرب "979 وما بعدها"، "آب 1968".
8 بلاد العرب "45".
9 بلاد العرب "398".
10 بلاد العرب "200"، العرب "984 وما بعدها"، "آب 1968".
11 بلاد العرب "166"، العرب "985"، "آب 1968".
12 بلاد العرب "154"، تاج العروس "2/ 546"، "هرد"، العرب "989"، "آب 1968".
13 الصفة "113"، العرب "983"، "آب 1968".
14 تاج العروس "3/ 56"، "بقر".
"الهجيرة"1، ومعدن "الحراضة"، ويقع بين "ينبع" والمروة معادن للذهب2، ومعدن "الحُفير" بناحية "عماية" وهو معدن ذهب غزير، ومعدن "الحسن"، ومعدن "الثنية"، ثنية "حصن بن عصام الباهلي"، ومعدن تياس، ذهب مخف بتياس3، و"العقيق" وهو من معادن الذهب4، وهو مدينة كان فيها مائتا يهودي ونخل كثير وآبار5، ومعدن الضبيب، عن يسار الضبيب6.
ويظهر أن منجم "مهد الذهب"، هو المنجم الذي كان لبني سُليم، فعرف باسمهم وقيل له:"معدن بني سليم""معدن سُلَيم"، وقد أقطعه الرسول "بلال بن الحارث"7. وقد عثرت شركة التعدين السعودية العربية على أدوات فيها استعملها الأولون قبل الإسلام في استخراج الذهب واستخلاصه من شوائبه، مثل: رحى وأدوات تنظيف ومدقات ومصابيح، وشاهدت آثار القوم في حفر العروق التي تكون الذهب. وقد عرف معدن "بني سليم" بـ"فران""قران"، وقد نسب إلى "فران بن بلي" دخلوا في "بني سليم"، ويأخذ عليه طريق الكوفة إلى مكة8.
وتعرف "الفضة"، في نصوص المسند بـ"صرفن""الصرف"، والفضة من المعادن المشهورة المعروفة في اليمن، و"الصريف": الفضة الخالصة9. وقد كانت جزيرة العرب في جملة الأسواق التي موَّنت العبرانيين بهذا المعدن10.
ومن المواضع التي عرفت بالفضة "عوسجة" في بلاد هذيل، فقد كان
1 الصفة "154"، العرب "989"، "آب 1968"، الصفة "154".
2 العرب "990"، "آب 1968".
3 الصفة "152"، البلدان "2/ 277".
4 الصفة "166".
5 الصفة "153"، البلدان "2/ 277".
6 الصفة "153".
7 "بلال بن الحارث بن بجير"، الإصابة "1/ 168 وما بعدها"، "رقم 735"، الصفة "131"، Naval، p. 517
8 بلاد العرب "148، 174، 179، 401، 403"، "وفران بن بلي بن عمران بن الحافي في قضاعة"، تاج العروس "9/ 300"، "فرن".
9 تاج العروس "6/ 163"، "صرف".
10 Hastings، p. 619
معدنًا للفضة1، ومعدن "شمام" معدن فضة ومعدن نحاس وصفر، "وكان به ألوف من المجوس الذين يعملون المعدن، وكان به بيتا نار يعبدان2"، ومعدن "شيبان"3، ومعدن "اليحموم".
وقد ذكر "الهمداني" أن بـ"قرية المعدن" معدن فضة، فضة لا نظير لها في الغزر، وبقربه معدن الرضراض4، وهو معدن فضة كذلك، لا نظير له5. وذكر صاحب كتاب بلاد العرب أن "خزبة" معدن من معادن اليمامة، وكانت جبالها إنما هي فضة، ثم مسخت معادنها فصارت شيئًا آخر؛ إذ صيرت إلى "الكوج" التي كانت تخلص فيه، وتخلصت تصدعت كتصدع الزجاج، لا ينتفع بها6.
و"اللجين": الفضة7، و"الوذيلة": القطعة من الفضة، وقيل: السبيكة منها، وقيل: القطعة من الفضة المجلوة، ولعل ذلك هو الذي حمل الطائيين على تسمية المرآة "الوذيلة"؛ لأن المرآة في ذلك الوقت صفيحة من المعدن مجلوة، ينظر فيها8.
وقد كانت السلطات الحاكمة تأخذ "الخمس" من معادن "الفرع"، و"نجران"، و"ذي المروة"، و"وادي القرى"9. مما يدل على أن الناس كانوا يستغلون مناجم هذه الأرضين في الإسلام.
ويظهر أن ما كان يستخرجه أهل الجاهلية من الذهب والفضة من معادنهما لم يكن بمقياس واسع، وبكميات كبيرة تصلح للتصدير إلى الخارج، بدليل أننا لم نعثر على خبر عنه لا في كتابات المسند ولا في روايات أهل الأخبار، ثم إنهم لو كانوا يستخرجون المعدنين المذكورين بكميات وافرة، لاستمروا على الاستخراج ولحسنوا كيفية استخلاص المعدنين المذكورين من معدنهما إلى ظهور الإسلام،
1 تاج العروس "2/ 74"، "عسج"، بلاد العرب "241"، الصفة "147، 149، 153".
2 بلاد العرب "236"، الصفة "149، 154".
3 بلاد العرب "398".
4 الصفة "81".
5 الصفة "202".
6 بلاد العرب "379 وما بعدها".
7 تاج العروس "9/ 330"، "لجن".
8 تاج العروس "8/ 153"، "وذل".
9 البلاذري، فتوح "27".
ولأشير إلى ذلك حتمًا في الموارد الإسلامية، ولما سكتت هذه الموارد عن الإشارة إليهما.
وقد استخدم أهل اليمن الرصاص في كثير من الأعمال، منها صبه في أسس الأعمدة، وبين مواضع اتصال الحجارة؛ لترتبط بعضها ببعض، وقد عثر المنقبون على بقايا منه في مواضع متعددة من الأماكن الأثرية باليمن. والرصاص ضربان: أسود وهو الأسرب والأبار، والأبيض وهو القلعي. وقد عرف بالآنك، والأسرب، والأسرف، والصرفان، وشيء مرصص مطلي به، وكانوا يطلون الأواني به، ويشربون بها1. وذكر أن "الآنك" هو الأسرب، وهو الرصاص القلعي، أو أبيضه، أو أسوده، أو خالصه، وذكر أن الآنك بمعنى الخالص، وأنهم كانوا يقولون: هذا رصاص آنك، بمعنى: هذا رصاص خالص2، وقال بعض العلماء: الآنك هو القزدير "القصدير". وورد في الحديث: "من استمع إلى مغنية صبَّ الله الآنك في أذنيه يوم القيامة"3. والأسرب، الآنك، وهو الرصاص، واللفظة من المعربات، عربت من أصل فارسي4. والأسرف، لفظة معربة أيضًا، تعني الآنك، من أصل فارسي، هو "سرب"5، و"الصرفان" هو الرصاص القلعي، وقيل: النحاس6. وأرى أن الرصاص القلعي، هو رصاص استخرج من "القلعة" موضع باليمن، بوادي "ظهر" به معدن حديد، وإليه نسبت السيوف القلعية، زعموا أن "الجن" تغلبت عليه7.
وللحديد معدن في "رُغافة" باليمن على مرحلة من صعدة8. وفي "قساس" -ذكر أنه جبل بديار بني نمير، وقيل: بني أسد- فيه معدن حديد. وذكر أهل الأخبار اسم موضع آخر عُرف بوجود معدن الحديد فيه، قالوا: إنه بأرمينية منه
1 القاموس "2/ 304"، تاج العروس "4/ 397"، "رصَّ".
2 تاج العروس "7/ 104"، "أنك".
3 تاج العروس "7/ 104"، "أنك".
4 تاج العروس "1/ 297"، "سرب".
5 تاج العروس "6/ 138"، "سرف".
6 تاج العروس "6/ 164"، "صرف".
7 تاج العروس "5/ 480"، "قلع".
8 العرب "199 وما بعدها"، "آب 1968".
السيوف القساسية1. وذكر "الهمداني" أن باليمن معادن حديد غير معمولة بنقم وغمدان2.
ولعل كثرة الحديد باليمن، واشتهارها به، جعل أهل الأخبار يروون أن أول من عمل السنان من حديد هو "ذو يزن""ديرون الحميري"3، وإنما كانت أسنة العرب من صياصي البقر4. وقد اشتهرت اليمن بسيوفها، فالسيوف اليمانية هي من السيوف الجيدة التي اكتسبت سمعة طيبة عند الجاهليين.
و"النحاس" الصفر، وقيل: ما سقط من شرار الصفر، أو الحديد إذا طرق5. والصفر: النحاس الجيد، وقيل: هو ضرب من النحاس، وقيل: هو ما صفر منه، والصفر: الذهب أيضا6.
واستعملت لفظة "هاع" بمعنى: سال وذاب، في نصوص المسند. استعملت لمناسبة صب الرصاص الذائب في أساس الأبنية وبين فواصل أحجار الأعمدة؛ لتشدها شدًّا محكمًا.
والكبريت من المعادن الموجودة في اليمن، و"ذَمار" هي مركزه ومنها يجلب إلى سائر أعمال اليمن7. وذكر أنهم كانوا يكبرتون أباعرهم؛ يطلونها بالكبريت مخلوطًا بالدسم والخضخاض، وهو ضرب من النفط أسود رقيق لا خثورة فيه، وليس بالقطران؛ لأنه عصارة شجر أسود خاثر. وكانوا يستحمون في العيون التي يجري منها الماء مشوبًا به، ولها رائحة الكبريت8.
و"الجزع" من الأحجار التي تستعمل في الفصوص التي توضع في الأختام.
1 قال الراجز:
أخضر من معدن ذي قساس
…
كأنه في الحير ذي الأضراس
ترمي به في البلد الدهاس
تاج العروس "4/ 217"، "قس"، العرب "992"، "آب 1968".
2 الصفة "202".
3 ثمرات الأوراق "2/ 133"، "حاشية على المستطرف".
4 ثمرات الأوراق "2/ 133"، العقد الفريد "3/ 370"، اللسان "2/ 452"، الروض الأنف "1/ 9"، تاج العروس "2/ 145".
5 تاج العروس "4/ 254"، "نحس".
6 تاج العروس "3/ 337"، "صفر".
7 ابن المجاور "2/ 190 وما بعدها".
8 تاج العروس "1/ 575"، "كبرت".
وقد تحفر عليها كتابة أو صور1. وقد عثر على فصوص من هذا النوع في مواضع عديدة من الآثار، في اليمن وفي العربية الجنوبية والغربية وفلسطين. وذكر علماء اللغة أن الجزع: الخرز اليماني الصيني، وزاد بعضهم: الصيني، فيه سواد وبياض، تشبه به الأعين. قيل: إنه سمي جزعًا؛ لأنه مجزع، أي: مقطع بألوان مختلفة، وقد أشير إليه في شعر امرئ القيس2. ومن الجزع: الجزع السماوي، وهو العشاري من وادي عشار3.
وقد اشتهرت "ظفار" بالجزع، فقيل:"جزع ظفار"4. قيل: إنه من "ظفار الحقل"، قرب صنعاء على مرحلتين منها، وقيل: إنه منسوب إلى "ظفار أسد" مدينة باليمن5، وكان لعائشة عقد من جزع ظفار6. واستخرج أيضا من جبل شبام7، ومن معادنه معدن ضهر، ومعدن سعوان، ومعدن عذيقة، مخلاف خولان8. ومن الجزع الموشى والمُسيّر، وهو في مواضع من اليمن، منها النقمى9.
وعرفت اليمن بالعقيق، تتخذ منه الفصوص، يؤتى به من اليمن من معدن له على مرحلة من "صنعاء" يقال له:"مقرأ "مقرى"، وهو أجود من عقيق غيرها10. ويوجد عقيق آخر يستورد من الشحر، وقد تختم
1 الإشارة إلى محاسن التجارة "ص18".
2
كأن عيون الوحش حول خبائنا
…
وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب
وقال أيضًا:
فأدبرن كالجزع المفصل بينه
…
بجيد معم في العشير مخول
القاموس "3/ 12"، "جزع"، تاج العروس "5/ 300"، "جزع"، ابن المجاور "2/ 184".
3 الإكليل "8/ 30"، العرب "998"، "آب 1968".
4 قال المرقش الأكبر:
تحلين ياقوتًا وشذرًا وصنعة
…
وجزعًا ظفاريًّا ودارًا توائما
تاج العروس "5/ 300"، "جزع".
5 تاج العروس "3/ 370"، "ظفر".
6 تاج العروس "5/ 300"، "جزع".
7 ابن المجاور "2/ 184".
8 الإكليل "8/ 30"، العرب "997 وما بعدها"، "آب 1968".
9 الصفة "202".
10 تاج العروس "1/ 103"، "قرأ".
به1، وذكر أنه يستخرج من جبل شبام2، ومن "الهام"، ومن "ألهان"، ومن "شهارة"، ومن قساس3. وذكر "الهمداني" أن العقيق الأحمر، والعقيق الأصفر العتيقين من ألهان4.
وقد عرف معدن "بقران" بالأحجار التي تستخرج منها الفصوص البقرانية، وهو في مخلاف بني نجيد من اليمن5. وذكر "الهمداني" أن "البقران" ألوان، ويبلغ المثلث بها مالًا، إذ يشترى بأسعار عالية، وهو أن يكون وجهه أحمر، فوق عرق أبيض، فوق عرق أسود. ويوجد البقران بجبل أنس، وهو ينسب إلى أنس بن ألهان بن مالك6.
ومن الأحجار الأخرى: الفصوص السعوانية من سعوان، وادٍ إلى جنب صنعاء، وهو فص أسود فيه عرق أبيض، ومعدنه بشُهارة، وعيشان من بلد حاشد إلى جنب هنوم، وظليمة والجمش من شرف همدان. والعشاري، وهو الحجر السماوي7.
ومن الفصوص الثمينة: "الدهنج" كالزمرد، حصى أخضر تتخذ منه الفصوص، وأجوده:"العدسي"8. ومن معادنه حرة بني سليم9، وحرة النار10.
ومن الجواهر الأخرى: "الزمرد"11، والزبرجد12، و"الشذر": قطع من الذهب تلقط من معدنه بلا إذابة الحجارة، ومما يصاغ من الذهب فرائد يفصل بها اللؤلؤ والجوهر، وقيل: خرز يفصل بها، أو اللؤلؤ الصغار13.
و"الجسمت" معدن يستخرج من "الصفراء"، على ثلاثة أيام من المدينة،
1 تاج العروس "7/ 15"، "عقَّ".
2 ابن المجاور "2/ 184".
3 العرب "998"، "آب 1968".
4 الصفة "202".
5 تاج العروس "3/ 56"، "بقر".
6 الصفة "202".
7 الصفة "202".
8 تاج العروس "2/ 46"، "دهنج".
9 العرب "995"، "آب 1968".
10 العرب "995"، "آب 1968"، تاج العروس "3/ 135"، "حرر".
11 تاج العروس "2/ 364"، العرب "996"، "آب 1968".
12 تاج العروس "2/ 363"، "الزبرجد".
13 تاج العروس "3/ 294"، "شذر".
وهو في جملة ما يقال له: "القوارير"1. والبلور، ويستخرج من البراري من بين الحصى، ومن "ضهر"، و"سعوان"، ومن "عذيقة" مخلاف خولان، ومن وادي عشار، ومن ألهان، وشهارة2.
و"الدرة": اللؤلؤة العظيمة، وما أعظم من اللؤلؤ3، ويستخرج اللؤلؤ من الخليج، وقد اشتهرت البحرين به منذ أيام ما قبل الإسلام. وأما "الياقوت"، فأجوده الأحمر الرماني، وقد استورد من سرنديب "سيلان"4.
والزاج، مشهور في اليمن، ويقال له: الشب اليماني، وهو من الأدوية5. و"الشب": حجارة يتخذ منها الزاج وما أشبهه، وأجوده ما جلب من اليمن، وهو شب أبيض له بصيص شديد، وقد استعمل في دباغة الجلود، وقد أشير إليه في الحديث. وذكر بعض العلماء أن الزاج كثير الأصناف، وهو غير الشب، وينبعثان من معدن واحد، والشب من المعادن الأربعة التي لم تكمل صورتها، وهي: الزاج والملح والنوشاذر والشب، والشب يشبه الزاج وفيه بعض حموضة، وأما الزاج فحموضته أكثر، والشب أنواع6. وقد ذكروا أنه ماء يقطر، فيجمد قبل أن يصل إلى الأرض، فيصير هذا الشب اليماني. ومن معدنه "إسبيل"، جبل من ديار عنس من مذحج، بقربه مقطر الشب7، ومعدن الأشعر. ويظهر من أقوال أهل الأخبار أنهم كانوا يستخرجونه من "غرض" الجبال، وهي شقوق تكون في الجبل، يحفرون بها، ويستخرجون منها الشب8.
ويطلق العرب على الموضع الذي يستخرجون المعدن منه "المعدن". وقد عرفوا "المعدِن"9 بأنه منبت الجواهر من ذهب ونحوه، ومكان كل شيء يكون فيه أصله ومبدؤه، نحو معدن الذهب والفضة والأشياء. ومنه حديث بلال بن الحارث
1 تاج العروس "3/ 491"، "قرر"، العرب "996"، "آب 1968".
2 الإكليل "8/ 30"، العرب "997"، "آب 1968"، الصفة "202".
3 تاج العروس "3/ 204"، "در".
4 تاج العروس "1/ 598"، "ياقوت".
5 تاج العروس "2/ 55"، "زوج".
6 تاج العروس "1/ 308"، "شبب".
7 العرب "993"، "آب 1968".
8 العرب "994"، "آب "1968".
9 كمجلس.
أن الرسول أقطعه معادن القبيلة جلسيها وغوريها، وهي المواضع التي تستخرج منها جواهر الأرض1. وهي ناحية من ساحل البحر بينها وبين المدينة خمسة أيام، وقيل: ناحية من نواحي الفرع، بين نخلة والمدينة2. ومن المعادن: معدن الغاف3، ومعدن النقرة، منزل لحاج العراق بين إضاخ وماوان، وبها سوق، وبها بركة وثلاثة آبار وآبار صغار للأعراب تنزح عند كثرة الناس، وعندها تفترق الطريق؛ فمن أراد مكة نزل المغيثة، ومن أراد المدينة أخذ نحو العسيلة فنزلها4. و"العصيان" من معادن بلاد العرب5.
ومن المعادن التي لم يخصص أهل الأخبار نوع معدنها: معدن "البئر"6، ومعدن النميرة7 "التميرة"، ومعدن "حليت"8، ومعدن "الخربة"9، ومعدن "خزبة"10، ومعدن "خصلة"11، ومعدن "الشبيكة"12، ومعدن "الشجرتين"13، ومعدن "عراقيب"14، ومعدن "ذي العوسج"15، ومعدن "العيصان"16 لبني نمير، ومعدن "عيهم"17، ومعدن "قساس"، وقد كشف فيه حديثًا معدن الحديد18، ومعدن "الكوكبة"، ويظهر أنه كان
1 تاج العروس "9/ 275"، "عدن".
2 تاج العروس "8/ 73"، "قبل".
3 تاج العروس "6/ 214"، "غيف".
4 تاج العروس "3/ 582"، "نقر".
5 تاج العروس "4/ 411"، "العيص".
6 بلاد العرب "74".
7 بلاد العرب "382"، العرب "988"، "آب 1968".
8 بلاد العرب "107".
9 بلاد العرب "379".
10 بلاد العرب "379، 382".
11 بلاد العرب "38، 45".
12 بلاد العرب "241".
13 بلاد العرب "96".
14 بلاد العرب "107".
15 بلاد العرب "210".
16 بلاد العرب "370، 382"، البلدان "3/ 753".
17 بلاد العرب "183".
18 بلاد العرب "236".
من معادن الفضة1، ومعدن المزبدة2، ومعدن "النقيب"3، ومعدن "منضح"، وهو اسم معدن جاهلي بالحجاز عند جوبة ماء عظيمة يجتمع فيها الماء4، ومعدن اللقط5، ومعدن "ماوان"، وهو معدن مشهور6، ومعدن "النصب" من معادن القبلية7، ومعدن "النقرة"8، وبـ"بيش"، وهو مخلاف من مخاليف مكة، عدة معادن9، ومعدن شمام، و"بحران"، وهو بناحية الفرع من الحجاز، به معدن للحجاج بن علاط البهري، له ذكر في سرية "عبد الله بن جحش"10، و"حوراء" بناحية المدينة وبها معدن البرام11، ومعدن "فران"، وينسب إلى "فران بن بليّ بن عمرو"12، ومعدن "المحجة" بين العمق وبين أفيعة13، ومعدن هبود لبني نمير14.
والملح من المواد التي تاجر بها الجاهليون، وتوجد معادنه في مواضع متعددة من جزيرة العرب. وقد كان بعضهم يستحضره من المياه المالحة، ومنهم من كان يستخرجه من مناجم تُحفَر، فيستخرج منها. وقد ذكر "الهمداني" أسماء مواضع وجدت فيها معادن الملح15، وقد أشير في "المسند" إلى الملح وإلى الاتجار به، وإلى وجود كيَّالين كانوا يكيلونه ويرسلونه إلى الأسواق لبيعه فيها.
ومن أشهر مواضع الملح في اليمن: جبل الملح في بلاد مأرب، وهو ملح صافٍ كالبلور، وكان النبي قد أقطعه "الأبيض بن جمال"16.
1 بلاد العرب "382 وما بعدها".
2 بلاد العرب "394".
3 بلاد العرب "181".
4 تاج العروس "2/ 240"، "نضح"، العرب "984"، "آب 1968".
5 العرب "981"، "آب "1968".
6 العرب "982"، "آب 1968".
7 العرب "985"، "آب 1968".
8 ابن خرداذبة "127، 128، 131، 137"، تاج العروس "3/ 582"، "نقر"، العرب "987 وما بعدها"، "آب 1968"، الصفة "184 وما بعدها".
9 تاج العروس "4/ 285"، "بيش".
10 تاج العروس "3/ 31"، "بحر".
11 تاج العروس "5/ 229"، "نبط".
12 الصفة "170".
13 الصفة "154".
14 بلاد العرب "382".
15 الصفة "155".
16 الصفة "201".